واذ استسقى كما مر مرارا واذ ظرفية بمعنى حين او وقت واذكر يا نبينا حين قال الله عز وجل او حين استسقى موسى لقومه واستسقى اي طلب السقيا وذلك لما كان بنو اسرائيل في التيه المكان الذي تاهوا فيه عقوبة من الله جل وعلا لما رفضوا دخول البيت دخلوا ورفضوا ان يدخلوا الارض المقدسة وان يقاتلوا الجبابرة العماليق بقوا متحيرين في صحراء سيناء او سيناء وهي ارض لا ماء فيها ولكن الله سبحانه وتعالى مع انهم قد عصوه وعاقبهم قد اكرمهم مر معنا في الايات السابقة انه ظلل عليهم الغمام من حر الشمس وساق لهم رزقا من المن والسلوى طعاما وشرابا يغنيهم وكذلك كان معهم حجر قيل انه حجر مربع كانوا يحملونه معهم فاذا نزلوا مكانا امسكه هارون وضربه موسى بعصاه فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا كل سبط من الاسباط لان اسباط يعقوب اسباط بني اسرائيل اثنى عشر سبقا اولاد يعقوب كما قال الله عز وجل عن يوسف في رؤياه اني رأيت احد عشر كوكبا هؤلاء اخوته وهو الثاني عشر ثم بعد ذلك صار لكل رجل منهم عقب ونسل صاروا سبطا وكان هذا الحجر اذا ضربه موسى تنفجروا منه اثنتا عشرة عينا لكل سبط عين يشربون منها وقد اكثر المفسرون في هذا الحجر هل هو حجر معين هل هو كان في زمن ادم؟ هل هو نزل من الجنة وهل العصا التي يضرب بها عصاها التي تنقلب حية ولا ولا فائدة من وراء هذا الا ان الفائدة انه كان معهم حجر او ان موسى كان يضرب الحجر بعصا فينفجر الماء وينبجس فيشربون منه وهي اية من الله سبحانه وتعالى لهم وهذا دليل على كرم رب العالمين ان بني اسرائيل قد فعلوا ما فعلوا ومع ذلك رحمهم وانعم عليهم بهذه النعم العظيمة قال جل وعلا واذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر امره الله عز وجل ان يضرب الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا انفجرت اي تشققت وخرج منها الماء غزيرا انفجار الماء يعني خروجه بكثرة بمعنى انه يكفيهم ويكفي كل صدق وكل قبيلة فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا بعدد الاسباط عينا معينا ماء يجري فيشربون منه قد علم كل اناس مشربهم كل اناس وكل سبط من هؤلاء الاسباط يعرفون العين التي يشربون منها والعين التي تخصهم قد علموا ذلك فيشربون كل سبط يشربون من العين التي لهم كلوا واشربوا من رزق الله الامر هنا امر اباحة وليس امر وجوب وانما المراد امر اباحي يعني اباح لهم ان يأكلوا. كلوا واشربوا من رزق الله من عطائه ولا تأثم في الارض مفسدين يعني ولا تتمادوا في فسادكم يقال عسى في الارض فسادا يعني اكثر من الفساد فيها فنهاهم الله عز وجل عن الفساد قليله وكثيره ولهذا قال المفسرون منهم من قال لا تتمادوا في فسادكم ومنهم من قال لا تأثوا لا تأثوا لا تطغوا ولا تسعوا في الارض فسادا وقال الشيخ السعدي ولا تخربوا على وجه الفساد وقيل العفي هو اشد انواع الفساد اذا الله عز وجل انعم عليهم بنعم ظلل عليهم الغمام وانزل عليهم المنة والسلوى وفجر لهم ماء يشربون منه ثم قال كلوا واشربوا من رزق الله من عطائه الذي من به عليكم وحذرهم من امر وهو الافساد في الارض ولا تسعوا في الارض فسادا ولا تأثوا في الارض مفسدين ومر معنا ان الافساد في الارض هو العمل فيها بالمعاصي اذا جاء الافساد في الارض والمراد به العمل بالارض فيما الارض العمل في الارض بمعاصي الله عز وجل هي اعظم الفساد وهذا دليل ان الواجب على المسلم اذا انعم الله عليه بالنعم ان لا يقابل هذا بالفساد والمعاصي والذنوب بل يقابلها بالطاعة والشكر والاعمال الصالحة