قال جل وعلا واذ قلتم يا موسى اي واذكر حين قلتم قالت اباؤكم واجدادكم لان الخطاب هنا مع بني اسرائيل مع اليهود المعاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم وان كان القول لابائهم لكن يخاطب الابناء بفعل الاباء فقال واذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد قال المفسرون الطعام الواحد هو المن والسلوى وقال الشوكاني لكن لما كانوا يخلطونهما معا جعلوه طعاما واحدا كانه يفهم من كلامه انهم كانوا يخلطون المنة مع السلوى وهذي في الحقيقة كما يقال دعوة تحتاج الى دليل انهم كانوا يخلطون وقد مر معنا الحديث النبي صلى الله عليه وسلم قال الكمأة من المن المن طعام كثير منه الكمأة ولكن لعله قالوا طع طعام واحد يعني الشيء الذي اعتدناه كل يوم قالوا ذلك لانه لا يتبدل ولا يتغير. كل يوم يأتيهم نفس الطعام فقالوا انه طعام واحد وقيل لتكررهما كل يوم وعدم وجود غيرهما جعلوه طعاما واحدا والمراد انهم قالوا هذا لما كانوا في التيه وفي العقوبة وفي اثناء العقوبة ملوا هذا الطعام الطيب واذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادعوا لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الارض من بقلها وفومها وعدسها وبصلها وبصلها قال الحسن البصري فبطروا ذلك بطر هذه النعمة وهي المن والسلوى. فبطروا ذلك ولم يصبروا عليه وذكروا عيشهم الذي كانوا فيه وكانوا قوما اهل اعداس وبصل وبقل وفوم يعني تذكروا ما كانوا عليه من العيش مع انه اردى مما من الله عز وجل عليهم به لكن الانسان على ما تعود فكانوا اهل بقول وعدس وبصل ونحو فحنوا الى ما كانوا عليه مع ان الطعام الذي رزقهم الله خير منه واطيب ولهذا قال لهم موسى اتستبدون الذي هو ادنى بالذي هو خير الذي ادنى يعني اقل ادنى حالا وادنى طعما وادنى يعني نوعا مستواه ادنى من مستوى الطعام الذي من الله عز وجل عليكم به. الذي ادنى بالذي هو خير خير منه المن والسلوى البقل معروف قالوا هو كل نبات ليس له سعة كل نبات ليس له ساق وهي تسمى البقول والقثاء معروف نوع من الفاكهة من فصيلة الخيار خيار تعرفونه لكنه لونه ابيض ومضلع يسمى القثاء يسمى بالثاء وطعمه طعم الخيار تماما لكن لونه ابيظ موجود وفومها الفوم قالوا والثوم وهكذا جاء في قراءة ابن مسعود وثومها بالثاء والثوم معروف وقال ابن جرير ان العرب تبادل بين الثاء والفاء فيضعون هذا مكان هذا وقال بعضهم المراد بالفوم هي الحنطة وكان المراد به السنبلة وقيل المراد به الخبز او كل حب يختبز والذي يظهر والله اعلم انه هو الثوم اولا لقراءة ابن مسعود والامر الثاني بوصف الله عز وجل له بانه ادنى لو كان لو كان الحنطة او كان السنبلة هذا ليس ادنى هذا من اطيب الطعام ومن احسن الطعام لكن الذي هو ادنى هي هذه البقول والفوم الثوم والعدس والبصل ليسوا من اجاويد الطعام من اقلها جودة واقلها يعني ما تشتهي هالنفوس فهي ادنى حالا وادنى جودة من من غيرها قال اتستبدلون وهذا استفهام انكار وتوبيخ تستبدلون الذي اتستبدلون الذي هو ادنى بالذي هو خير نحن ذكرنا اشتروا الضلالة بالهدى قلنا دائما الباء تدخل على المتروك ذكر الله امرين ان ان احدا استعاض كذا بكذا ما هو الذي اخذه وما هو الذي تركه الذي تركه الذي يدخل عليه الباء مدخول الباء هو المتروك اشتروا الضلالة بالهدى يعني تركوا الهدى هنا قال الذي هو ادنى بالذي هو خير الذي تركوه الذي هو خير وهو المن والسلوى اتستبدلوا الذي هو ادنى بالذي هو خير اهبطوا مصرا اهبطوا اي انزلوا مصرا ومصرا هنا اي مصر اي يعني اهبطوا بلدا من البلدان. اي بلد تهبطون اليه تجدون هذه. هذه الاطعمة التي هي ادنى متوفرة في كل مكان فاهبطوا اي بلد والمصر هنا المراد به البلد وليس مصر المعروفة بهذا الاسم لان تلك ممنوعة من الصرف مصر ما يقال مصرا بالتنوين هذه مصروفة هذا دليل على ان المراد بالمصر هنا البلد اهبطوا اي مصري اي مصر واي بلد من البلدان تجدون هذا الذي سألتم فيه متوفر البصل والثوم والعدس في كل مكان اهبطوا مصرا فان لكم ما سألتم لكم ما ما سألتموه اي بلد تذهبون اليه تجدون فيه هذا الذي سألتموه وهو الذي هو ادنى قال جل وعلا وضربت عليهم الذلة والمسكنة ضربت يعني الصقت بهم الصقت بهم الذلة وضربت عليهم الذلة والمسكنة تعددت اقوال العلماء في الذلة والمسكنة ومؤدها وهي متقاربة في المعنى وخلاصة ما يقال ان الذلة هي الصغار والهوان ضربت عليهم يعني الصقت بهم والزموا بالذلة وهي الصغار والهوان والمسكنة وهي الفقر والحاجة ولهذا ذكر المفسرون ان اليهود لازم لهم الذلة فتضرب عليهم الجزية وقد وقد ذكر بعض المفسرين انهم ادركهم الاسلام والمجوس تفرض عليهم جزية او ما لن يدفعونه ثم ظرب عليهم ضربت عليهم الجزية في دين الاسلام حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون وكذلك المسكنة الفقر الحاجة والفاقة لكن قد يستشكل احد ويقول كيف واليهود معروفون هم اهل المال يقول نعم الفقر في قلوبهم مهما جمعوا فالفقر قائم في قلوبهم ولهذا تجد انهم لا هم لهم الا جمع المال ولهذا يقول اول من جعل النساء تعمل مع الرجال اليهود كانوا اصحاب مال ورأوا ان الرجال يأخذون مبالغ عالية فقالوا نجعل النساء تعمل مع الرجال حتى يكون المبلغ الذي يؤخذ منه اقل والاجور ففعلوا ذلك وهم اول من ادخل النساء بالعمل مع الرجال قبحهم الله وبعض اهل العلم يقول ان هذه الذلة يعني لازمة لهم الا بحبل من الله وبحمده من الناس يعني اذا حصل لهم احد يعينهم او يدافع عنهم كما هو الحال الان دفعت دول الغرب عن اليهود عن اسرائيل فهنا لا ينطبق هذا الكلام عليهم لكن الذي يظهر وهو الذي قاله اكثر المفسرين بان هذا لازم لهم في كل وقت واوان. فهم الان مع ما هم فيه هم في ذلة وخوف لا يعلمه الا الله عز وجل وفقرهم في قلوبهم فهم اشد الناس فقرا في القلوب. ولهذا لا يستمتعون باموالهم ولا ينتفعون بها وهذه من اعظم المصائب حينما يكون الفقر بالقلب تجد الانسان عنده الاموال الطائلة ولكن يخشى عليها فلا يتمتع بها في هذه الحياة ولا يخرج الزكاة ولا كذا لان فقره في قلبه يخشى عليها ومن هنا قال شيخنا الشيخ ابن عثيمين قال والمسكنة هي الفقر فليس عندهم شجاعة ولا غنى لا كرم بالمال ولا كرم بالنفس فالشجاعة كرم بالنفس بان يجود بنفسه لادراك مقصوده والكرم جود المال فلم يحصل لهم هذا ولا هذا وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله. باءوا اي رجعوا بغضب من الله لانهم فعلوا ما يوجب غضب الله عليهم وفيه اثبات صفة الغضب لله عز وجل وهم وصوهم بالغضب وهي من افعاله الاختيارية فبقوا بغضب من الله ذلك بانهم كانوا يكفرون بايات الله ذلك يعني ما جزيناهم به من الذلة من ضرب الذلة والمسكنة عليهم بانهم اي بسبب انهم يكفرون بايات الله يجحدون ولا يؤمنون بايات الله وهي جمع اية ايات الله يعني الدلائل والعلامات التي نصبها على الحق من ارسال الرسل وانزال الكتب وما يرونهم من الايات فقد كفروا بها وجحدوا بها ولم يؤمنوا ذلك بانهم كانوا يكفرون بايات الله ويقتلون النبيين بغير الحق فقد قتلوا زكريا ويحيى وهذا من شدة خبثهم ويقتل الانبياء بغير حق بغير حق بغير الحق بغير الحق هذه صفة كاشفة وليست صفة مقيدة بمعنى ليس المعنى انهم يقتلون الانبياء بغير الحق لكن اذا كان قتل الانبياء بحق فهو جائز لا وقلنا هذا صارت صفة مقيدة لا هذه صفة كاشفة. تكشف عن حقيقة قتل الانبياء فقتل الانبياء حيث وقع فهو بغير الحق بل بالجور والظلم والبهتان ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون. ذلك هذا الفعل الذي حصل منهم بسبب عصيانهم والمعصية تجر الى المعصية ولهذا قال جل وعلا والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم قال فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم فالمعاصي تجر الى المعاصي والحسنة تدعو اختها والسيئة تدعو اختها. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم واتبع السيئة حسنة ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون الاعتداء هو مجاوزة الحد الى ما لا يحل فكانوا يتجاوزون الحدود التي حدها الله عز وجل ولا يقفون عند حدود الله فيقعون فيما حرم الله جل وعلا