وتعالى واذ اخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور. عاد الكلام مرة اخرى الى بني اسرائيل وهذا مما سبق ان اشرنا الى ان سورة النساء سورة البقرة مدنية لان اليهود ما كان لهم مع النبي صلى الله عليه وسلم لقاء ومحاجة الا في المدينة لما هاجر الى المدينة قال واذا اخذنا واذ اخذنا ميثاقكم واذكر وقت اخذنا ميثاقهم الذي اخذه الله جل وعلا والميثاق هو العهد الشديد المؤكد هذا هو الاصل في في الميثاق العهد الشديد المؤكد وقد بينه الله جل وعلا نعم آآ والميثاق فيه اقوال لكن يقول ابن كثير يقول الله تعالى مذكر بني اسرائيل ما اخذ عليهم من العهود والمواثيق بالايمان به وحده لا شريك له واتباع رسله واخبر انه لما اخذ الميثاق وبعضهم يقول الميثاق هو ما سيأتي ان شاء الله معنا ولعل نصل اليه هذه الليلة وهو قوله جل وعلا واذا اخذنا ميثاق بني اسرائيل لا تعبدون الا الله وبالوالدين احسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا واقيموا الصلاة واتوا الزكاة قال هذا هو الميثاق الذي اخذه الله عليهم ولا شك ان هذا من الميثاق. فالميثاق يشمل كل يشمل كل ما اخذه الله عليهم من امر العبادة الايمان اتباع الرسل والعمل بطاعة الله عز وجل واجتنب معاصيه واذا اخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور الطور هو جبل الطور المعروف على الصحيح طور سيناء هو جبل في سيناء معروف الان يقابل مدينة حقل من المملكة السعودية اذا جئت مدينة حقل ترى جبل الطور امامك ما بينك وبينه الا احدى شعبتي البحر الاحمر جبل كبير فوق الجبال جبل الطور ولا يزال يعرف بهذا وعلى هذا اكثر المفسرين وقال بعضهما الطور كل جبل ينبت فيه النبات يسمى طور ولكن الاظهر والله اعلم ان المراد به جبل الطور لان الله بعث موسى هناك لما جحدت بنو اسرائيل وتلكأوا وابوا ان يقوموا بالميثاق رفعه الله فوقهم ليلقيه عليهم كما قال في اية اخرى قال واذن نطقنا الجبل فوقهم كانه ظلة وظنوا انه واقع بهم. خذوا ما اتيناكم بقوته واذكروا ما فيه لعلكم تتقون وهنا قال ورفعنا فوقكم الطورا خذوا ما اتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون فسبحان الله ما اشد نكرانها هذه الامة امة اليهود كل امور كل الامور التي تقع منهم تدل على خبث وانكار وعدم ايمان رغم المنن التي والخير الذي يصبه الله عليهم صبا انجاهم من فرعون اعطاهم ما اعطاهم في التيه مع انهم رفظوا دخول الارض المقدسة فلما امروا باخذ الميثاق والعمل بما في التوراة ابو فرفع الله الجبل فوقهم كأنه ظلة. الظلة الشيء الذي يظلك من اعلاك بينك وبين السماء مهددا لهم لتأخذوا بهذا العهد والميثاق وبما في التوراة والا اسقطته عليكم فخروا سجدا وذكر كثير من المفسرين انهم سجدوا وصرفوا يعني جعلوا ينظرون باحد اعينهم لما سجدوا ينظرون هل الجبل يقع عليهم ام لا يقول ولا يزال اليهود هذا سجودهم الان اذا سجدوا لا يسجد مثلما نسجد كل وجهه على طرف رأسه وينظر بعينه هكذا قالوا والله اعلم الحسن الله رفع فوقهم الطور كأنه ظلة فوق رؤوسهم ليدمدمهم ويسقط عليهم فعند ذلك خروا سجدا قالوا نقوم بالواجب ونقوم بالميثاق قال خذوا ما اتيناكم بقوة. ومعنى قوة يعني بجد ونشاط هذا هو الواجب على الانسان يأخذ دينه بجد ونشاط بعض الناس تجده تجده يتلاعب في الدين يوم يجتهد وينشط ويوم يضعف ويكسل ويترك العبادة لا الدين ما هو ما يصلح اللعب فيه لابد ان تأخذ الدين بجد بنشاط بديمومة ما فيها لعب المسألة يا يحيى خذ الكتاب بقوة استمسك بالذي اوحي اليك قال لابد يأخذ الدين على محمل الجد هو مسألة يعمل به احيانا ويتركه احيانا لا ولهذا قال خذوا ما اتيناكم بقوة والذي اتاهم الله عز وجل التوراة وما فيها من الاحكام خذوا ما اتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون واذكروا يحتمل ان المراد بالذكر والقراءة ويحتمل المراد به الاتعاظ. ومنه الذكرى فذكر ان نفعت الذكرى فاذكروا ما فيه يعني اتعظوا بما فيه واذكروه لغيركم واذكروا ما فيه لعلكم تتقون لعلكم هنا للتعليم لتتقوا فانما يتقون اذا اخذوا ما اتاهم الله عز وجل بقوة واتعظوا وتذكروا بما فيه لعلكم تتقون اي تتقون النار يقول العذاب بفعل الاوامر واجتناب النواهي ثم توليتم من بعد ذلك ثم للترتيب والتراخي يعني بعد ان اخذ الطور ورفعه وقام بعد ذلك بمدة ليس في نفس الوقت رفع عنهم العذاب في ذلك الوقت ولكن بعد مدة رجعوا ثم توليتم من بعد ذلك اعرظتم عن اخذ الكتاب بقوة وعن التذكر والعظة بما فيه فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين لولا فضل الله عز عز وجل عليكم بما وفقكم له من التوبة الرجوع والايمان لكنتم من الخاسرين الذين خسروا انفسهم في الدنيا والاخرة وهو اعظم الخسارة وقال بعض المفسرين لولا فضل الله عليكم فضل الله هو ارسال الرسل اليهم وانزال الكتب فامن من امن بعد ذلك والمعنى متقارب فلولا فضل الله عليكم ورحمة ورحمته فتفظل عليه بارسال الرسل ورحمهم ومن رحمته انه هداهم وقبل توبتهم ورجوعهم اليه وهذا دليل على ان الرجوع الى الله انه ينجو به الانسان من الخسارة وان الانسان ان من اهتدى فانما يهتدي بفظل الله ورحمته ولهذا لابد الانسان يسأل الله هذا الامر اهدنا الصراط المستقيم ويكرر ذلك دائما وابدا فالهداية من الله وملك الله جل وعلا وبالهداية واتباع الهداية ينجو الانسان من الخسارة