ثم قال سبحانه وتعالى افتطمعون ان يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون الاستفهام هنا استفهام انكاري والخطاب لاصحاب النبي صلى الله عليه وسلم او للنبي واصحابه افتطمعون ان يؤمنوا لكم والضمير راجع عن اليهود. افتطمعون ان يؤمن اليهود لكم ويتبعون نبيكم ويتبعون القرآن وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله يسمعون التوراة التي انزلها الله عز وجل على موسى يسمعونها ممن يقرأ ممن يقرأها عليهم ثم يحرفونه من بعد ما عقلوا قبل كانوا يسمعون التوراة وهي كلام الله ايضا. الذي انزله على موسى ثم يحرفون والتحريف والتغيير والتبديل يحرضونه من بعد ما عقلوه من بعد ما فهموه وعرفوا المراد به وهم يعلمون من بعد ما عقلوه فهموا وهم يعلمون انهم يحرفون ويبدلون ويغيرون فمن كان هذا حاله مع كتابه الذي انزل على نبيه الذي رسل اليه وعلى كتابهم هذه حالهم لا يؤمنون به ويحرفونه ويبدلون. افتطمعون في ايمانهم بالقرآن الذي انزل على النبي صلى الله عليه وسلم وهم يرون ان النبي عدوا لهم وليس منهم ولكن مع ذلك امره بدعوتهم فمهما غلب على نفسك ان الرجل لا يستجيب انت مأمور بدعوته وهدايته الى الله سبحانه وتعالى ثم قال جل وعلا واذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا واذا خلا بعضهم الى بعض قالوا اتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم افلا تعقلون اذا لقى لقي اليهود الذين امنوا لقوا اصحاب النبي يزوروا المؤمنين قالوا امنا قالوا امنا ان محمدا رسول من عند رب العالمين لكن هو رسول لكم وليس لنا هذا نبي الاميين ليس لنا امنا واذا خلا بعضهم الى بعض خلت يهود بعضها الى بعض واجتمعوا قالوا اتحدثونهم بما فتح الله عليكم تحدثون وتخبرون اصحاب محمد بما فتح الله عليكم يعني ما اخبركم به في التوراة من صدق النبي صلى الله عليه وسلم وانه رسول الله وانه يجب ان يتبع ليحاجوكم به عند ربكم ليش تخبرونهم بالذي فتح الله به عليكم فتح من الله ما اخبركم وعلمكم في التوراة. لماذا تخبرون اصحاب محمد؟ فدليل على بخل اليهود وعلى خبثهم لماذا قالوا لي حاجكم لاجل ان يحاجوكم يحتجون عليكم به عند الله عز وجل لانه اخذ عليكم العهد والميثاق في كتابكم ان تؤمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم اذا بعثه الله ليحاجوكم به عند ربكم افلا تعقلون تعقلون يعني تفهمون لماذا تتصرفون هذا التصرف وهذا دليل على كثبانهم العلم يكتمون الحق وهم يعلمون وبئس المنهج يا عبد الله اذا علمك الله شيئا من الحق فقل به ولو كان على نفسك قل الحق ولو كان على نفسك يا اخي لا تكتم الحق ولا تخشى تقول انا اخشى اني اذكر الاية ذي او الحديث فيحتج بها علي او يفحمني لا والله قل الحق والحق احق ان يتبع وهذه صفة المؤمنين يقولون بالحق وبه يعدلون لهم او عليهم والحق لهم وليس عليهم لكن احيانا قد يخفى وجهه هل يقول ابن تيمية لا يأتي احد بدليل من القرآن او من السنة الصحيحة يحتج به على باطله الا قلبت الدليل عليه لان الدليل لا يدل الا على الحق لا يدل على الباطل الكتاب والسنة ولكن هذا فتح يفتح الله به على بعض عباده قال جل وعلا او لا يعلمون ان الله يعلم ما يسرون وما يعلنون؟ او لا يعلم هؤلاء اليهود ان الله يعلم ما يسرون يخفونه ويقولونه بعضهم لبعض اذا خلوا وما يعلنون ما يظهرونه ويتكلمون به علانية؟ الجواب بلى. الله يعلم ما يسرون وما يعلنون ويعلم السر واخفى وما قالوه والله يعلمه جل وعلا وهذا ايضا فيه تهديد وتخويف لهم ان الله عليم بكل اقوالهم وافعالهم سرها وعلانيتها. ثم قال ومنهم اميون لا يعلمون الكتاب الا امانيا وانهم الا يظنون ومنهم اي من اليهود اميون ذكر صنفين هنا اميون الامي اميون جمع امي والام هو الذي لا يحسن الكتابة وقيل هو الذي لا يحسن الكتابة والقراءة ولكن هنا لا يحسن الكتابة وقيل له امي لانه باق على الحالة التي كان عليها مدة مدة حضانته كان على الحال التي كان عليها لما ولدته امه ما يعرف يكتب ومنهم اميون يعني من اليهود اميون لا يحسنون الكتابة لا يعلمون الكتاب الا اماني. لا يعلمون مراد الله جل وعلا في التوراة والانجيل لانهم جالة عوام جهلة الا اماني الاماني جمع جمع امنية قالوا بعضهم قال الاماني يعني الا قراءة لا يعلمون الكتاب الا قراءة فقط يعرفون يقرأون كما بعض الناس يقرأ القرآن يعرف يقرأ لكن ما يدري ما يقرأ قال وقد جاء في القرآن وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الا اذا تمنى القى الشيطان في امنيته الا اذا قرأ القرآن او الا اذا قرأ ما انزل اليه القى الشيطان فيدخل الشيطان شيئا في كلامه يسمعه بعضهم فينسخ الله ما يلقي الشيطان فيحصل الالقاء لكن الله ينسخ هذا ويزيله. كما قالوا انه النبي صلى الله عليه وسلم آآ ذكر قصة الغرانيق العلا القى الشيطان والنبي صلى الله عليه وسلم من قال هذا؟ فظن بعظهم انه قالها ما ان بعظ اهل العلم يقول انها لا لا لا تثبت لكن الحافظ ابن حجر له فيها كلام متين وله عليه عليها ادلة ومنه قول الشاعر عن عثمان رضي الله عنه قال تمنى كتاب الله اول ليله واخره لاقى حمام المقادير في اول الليل عثمان تمنى كتاب الله يعني كان يقرأ القرآن في اول الليل واخر الليل قتله الخوارج فالحاصل انه قال الا امانية يعني الا قراءة. لا يعلمون الكتاب الا القراءة. يقرأون لكن ما يعرفون معناه. ومنهم من قال الاماني جمع امنية وهي التقديرات التي يحسبها صاحبها حقا وليست بحق فلا يعرفون حقيقة التفسير وانما اماني اشياء في انفسهم يظنون انها حق ولهذا الاماني تطلق على الاشياء التي لا تقع والاشياء الاشياء التي لا حقيقة لها ومنهم اميون لا يعلمون الكتاب الا اماني وانهم الا يظنون. ان هنا نافية بمعنى ماء وان هم الا يظنون اي وما هم الا يظنون فان نافية وما هم الا يظنون بما يقولون او ما يتمنون ما عندهم حقيقة ولا معرفة بالتوراة وبالكتاب الذي انزل عليهم قال فويل للذين يكتبون الكتاب هذا صنف اخر عندهم علم لكن يكتبون الكتاب بايديهم يكتبون اشياء من التوراة ويضيفون اشياء من عندهم بايديهم ليست التي انزلها الله عز وجل على موسى يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون هذا من عند الله يكذبون ولهذا التوراة ما يوثق بها. التوراة الان مختلفة اختلافا كثيرا سبحان الله هو كتاب واحد انزل على موسى. كيف صار متعددا فان هذا زيد فيه ونقص بقي اربع دقائق هوين الويل بمعنى الهلاك وقيل العذاب وكله بمعنى فويل لهم اي الهلاك والعذاب والنكال لهم وقال بعض المفسرين ويل واد في جهنم وذكر من وصفه لكن لا يثبت في هذا دليل فالويل هو الهلاك فويل لهم يعني الهلاك لهم والعذاب لهم فويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا يقول هذا من عند الله حتى يروج على الجهل الذين لا يعرفون حتى يشترون به ثمنا قليلا يعني يأخذون مقابله مال او حتى يصدقهم الناس قد يكون هذا الذي كتبوه اعطوا رهبانكم او احباركم اذا استفتيتمهم اعطوهم مالا اذا طلبوا منكم شيئا وفروا لهم المال او غير ذلك. الحاصل انهم يريدون بما كتبوه ان يأكلوا شيئا ثمنا قليلا والدنيا كلها من الثمن القليل فهم يريدون بها اكل الاموال ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت ايديهم الويل والهلاك والعذاب لهم مما كتبك. من الذي كتبت ايديهم لانهم كتبوا باطل وكذب ونسبوه الى الله وليس كذلك وويل لهم مما يكسبون وويل لهم مما اكلوا من السحت واموال الناس كسبوه من الناس واخذوه او ويلهم ما يكسبون يعني من عملهم هذا وما نتج عنه فذم الله الطائفتين كلتيهما من اليهود وكونه يخبر عن هاتين الطائفتين هذا تحذير لنا نحن فلا يجوز لنا ان نتكلم بكتاب الله بغير علم ولا يجوز لنا ان نأتي باشياء من عندنا لم يقل بها الله جل وعلا فمن كان يعرف الحق يقرأ ويراجع كلام اهل العلم ويتكلم بحق والا يسكت ولا يقول على الله بغير علم