وقالوا اي اليهود لن تمسنا النار لن تصيبنا مسته يعني النار اصابته. لن تمسنا النار الا اياما معدودة ايام معدودة وجاء بسند حسن كما يقول الحافظ ابن حجر عن ابن عباس ان اليهود كانوا يقولون ان هذه الدنيا سبعة الاف سنة وانما نعذب بكل الف سنة يوما في النار وانما هي سبعة ايام معدودة فانزل الله عز وجل وقالوا لن تمس النار الا ايام معدود وجاء ايضا عن ابن عباس انهم قالوا لن تمسنا النار الا ايام معدودة قال اربعون يوما. ثم بعد ذلك نخرج منها وهذي اماني فاورد المؤلف يعني خبرا طويلا رواه احمد والبخاري والنسائي في قصة خيبر وفتح خيبر حديث ابي هريرة لما فتحت خيبر وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان فقال لهم الحديث طويل نريد الاختصار قال فمن هم اهل النار؟ يقوله اليهود خيبر فقالوا نكون فيها يسيرا ثم تخلفون فيها فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم اخسئوا والله لا نخلفكم فيها ابدا فذكر الحديث مو يقولون هذا والذي يقولون لا نبقى فيها اربعون يوما او سبعة ايام بعدين تغلبون انتم. ايها المسلمون هذه دعوة وقالوا لن تمس النار الا اياما معدودة. فقال الله موبخا ومنكرا عليهم التختم عند الله عهدا هذا الكلام الذي تقولونه اتخذت فيه عادا عندكم فيه من الله عهد بيان حجة انزل عليكم فيه شيء ام تقولون على الله ما لا تعلمون اتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده اذا كان الله عهد اليكم وقال لكم انكم تدخلونها سبعة ايام او اربعون يوما ايام معدودة ثم تخرجون فالله لا يخلف عهده وسيكون ذلك ام تقولون على الله ما لا تعلمون بل يقولون على الله ما لا يعلمون يقول على الله الكذب الباطل ما قال الله عز وجل ذلك. بل الكفار المشركون خالدين فيها ابد الابد. والذي يخرج منها عصاة الموحدين من مات على التوحيد وعدم الشرك واقام الصلاة ولو كان عنده ما عنده من الذنوب واما من زعم ان عيسى اله او العزير اله فهذا خالد مخلد في نار جهنم وهي قوله وقالوا اي اليهود لن تمسنا النار الا اياما معدودة ولا اتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده ام تقولون على الله ما لا تعلمون؟ بلى من كسب سيئة واحاطت به خطيئته فاولئك اصحاب النار هم فيها خالدون بلى تأتي للاضراب والاغراب احيانا يكون اضراب انتقالي واحيانا اضراب ابطالي ومعنى الاظراب يعني ان يظرب عن كلام كان يتكلم في موضوع او في كلام فيظرب عنه وينتقل الى كلام اخر لكن احيانا ينتقل الى كلام اخر على سبيل الابطال يبطل ما قبله واحيانا يكون لا اضراب انتقالي يعدل عن الموضوع السابق ويتكلم بموضوع اخر او بموضوع جديد ومن هنا قوله بلى من كسب سيئة واحاطت به خطيئته بلى هنا للاضراب لكن هل هو انتقالي او ابطال اختلف المفسرون فمنهم من قال انه اضراب انتقالي بمعنى انه تحدث الايات السابقة عن دعوى اليهود بانهم لن تمسهم النار الا ايام معدودات ثم انتقل الى الاظربة وانتقل الى الكلام على ان من كسب سيئة تحيط به موضوع جديد. ومن العلماء من قال انه اضراب ابطال فهو يبطل دعواهم وقولهم لن تمسنا النار الا ايام معدودة فقال بلى من كسب سيئة واحاطت به خطيئته فاولئك اصحاب النار وهم فيها خالدون من كسب سيئة يعني ذنبا ومعصية واحاطت به خطيئته يعني احاطت به ذنوبه وكثرت واجتمعت عليه بما فيها الشرك او الكفر او التكذيب فاولئك اصحاب النار اولئك اصحاب النار واتى باسم الاشارة الدال على البعيد لبيان لبيان بعد هؤلاء لبيان بعد منزلتهم في الشر والفساد فاولئك اصحاب النار وقلنا ان اصحاب النار مأخوذ من الصحبة وهي شدة الملازمة اصحاب النار يعني الملازمون لها ابد الابدان. لا يخرجون منها هم فيها خالدون الخلود هو المكث المدد الطويلة. فاذا اكد بابدا فهو الذي لا نهاية له وقد جاءت الايات في ذكر الكفار بالخلود على صيغتين منها ما جاء مؤكدا بأبدا ومنها ما جاء بذكر الخلود دون الابدية لكن ما جاء مطلقا يقيد بما قيدت به الايات الاخرى فهم خالدون ابد الابد ولا شك ان اليهود قد اشتملوا على كفر ولذلك هم يقولون لن تمس النار الا ايام معدودة. يكذبون على الله جل وعلا الله عز وجل حكم وبين ان من كسب سيئة واحاطت به ذنوبه وخطاياه واجتمعت عليه بما فيها من الكفر والتكذيب وغير لذلك فهو خالد مخلد في النار وليس سبعة ايام كما تقولون او اياما معدودة فهو ابطال لقولهم ثم قال جل وعلا والذين امنوا وعملوا الصالحات اولئك اصحاب الجنة هم فيها خالدون وكما قدمنا ان القرآن مثاني وهذا دليل على انه مثاني. ذكر اهل النار ثم ثنى بذكر اهل الجنة بذكر ضدهم فقال والذين امنوا جمعوا بين الايمان وهو التصديق عن اقرار والايمان بما يجب به الايمان من الايمان بالله وملائكته وما اوجب الله ورسوله وعملوا الصالحات اضافوا الى الايمان العمل وليس اي عمل عمل صالح وهو ما جمع امرين الاخلاص فيه لله والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم فقال اولئك اصحاب الجنة وهم فيها خالدون. اولئك اصحاب الجنة اي الملازمون لها فيها خالدون هم فيها خالدون جاء باية اخرى خالدين فيها ابدا ومن دخل الجنة لا يخرج منها وهو خارج مخلد ابد الاباد وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء