واذا اخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم آآ ذكر المفسرون ابن كثير وغيره وهو مروي عن ابن عباس وغيره ان اه اهل المدينة قبل مجيء النبي صلى الله عليه وسلم كان فيها ثلاث قبائل من اليهود وكان فيها الاوس والخزرج فكان بنو قينقاع وبنو النظير حلفاء الخزرج حلفاء معهم وكان بنو بنو قريظة حلفاء الاوس فاذا قامت حرب بين الاوس والخزرج قام كل جماعة من اليهود مع حلفائهم فيقتلون من يقتلون فيقتل اليهودي اليهودي قام يقاتل مع حلفائه فيقتل اليهودي اليهودي فاذا انفكت الحرب وانتهت قالوا نحن امرنا الله عز وجل بان نهادي اليهود امرنا بالتوراة نفاديهم اذا كانوا اسرى نقدم فداء لهم ونفكهم الله امرنا بكتابنا هذا حق لكن ايضا امرهم الله الا يسفكوا دماء بعضهم لكنهم يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض فقال جل وعلا واذ اخذنا واذ اخذنا ميثاقكم يعني اخذنا عليكم العهد الشديد الموثق في التوراة لا تسبقون دماءكم السفك هو القتل سفك الدم يعني اساله سفكه يعني قتله حتى سال دمه لا لا تسفكون دماءكم لان اهل كل اهل كل ملة كالنفس الواحدة ولهذا قال جل وعلا ولا تقتلوا انفسكم المؤمنون كالجسد الواحد فقال لا تسفكون دمائكم يعني لا يقتل بعضكم بعضا. ولا تخرجون انفسكم من دياركم ها يعتدي بعضكم على بعض ويخرجه من بلده ودياره ثم اقررتم وانتم تشهدون. اقررتم بهذا العهد والميثاق الذي اخذناه عليكم وبمعرفته وانتم تشهدون به وتعترفون ان الله اخذ عليكم العهد بذلك لا يقتل بعضكم بعضا ولا يخرج بعضكم بعضا من ديارهم ثم انتم هؤلاء تقتلون انفسكم ثم انتم هؤلاء وهؤلاء قالوا منادى تقدير ثم انتم يا هؤلاء تقتلون انفسكم وذلك بانكم من كان منكم مع الاوس اذا حاربت الخزرج يقاتل مع الاوس الخزرج وربما قتل بعض اليهود الذين مع الخزرج وربما بعض اليهود الذين مع الخزرج قتلوا بعض اليهود الذين مع الاوس ثم انتم هؤلاء تقتلون انفسكم وتخرجون وتخرجون فريقا منكم من ديارهم اذا استولوا عليهم وعلى مكانهم مع حلفائهم طردوهم وهم مع حلفائهم هذا مخالفة للميثاق الذي اخذ عليهم فظاهرون عليهم بالاثم والعدوان. تظاهرون التظاهر هو التعاون تظاهر التعاون تظاهر يعني تتعاونون مع الاوس ومع الخزرج بالاثم بالاثم والاثم المراد به الفعل الذي يستحق عليه صاحبه الاثم يستحق عليه العقوبة والعدوان وهو الافراط في الظلم والتجاوز فانتم تتعاونون تتظاهرون تتعاونون مع الاوس والخزرج على الاثم وهو فعل الافعال التي توجب عليكم الاثم وايضا تتظاهرون معهم بالعدوان وتجاوز الحد واخراج يهود من بلدانهم وهذا مقت لهم وسب لهم. وهذا وان كان تحذير لبني اسرائيل تحذير لنا نحن انفسنا لا يجوز ان يقتل بعضنا بعضا ولا يجوز ان يخرج بعضنا بعضا من ديارهم ولا يجوز ان نتظاهر ونتعاون على الاثم والعدوان ضد المسلمين لان شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد في شرعنا خلافه قال وان يأتوكم اسارى تفادون. الاسارى جمع اسير يعني قد اسرهم العدو اسرتهم الخزرج او الاوس فاذا اتاكم اسارى تفادوهم تدفعون فدية لهم. تقولون ديننا يأمرنا بان نهادي يهود ما نتركهم لا بد ندفع فدية عنهم وهو محرم عليكم اخراجهم هو اصل محرم عليكم ان تخرجوهم من ديارهم اذا هم اصابوا في فديتي اخوانهم لكن اخطأوا في سفك دمائهم واخراجهم من ديارهم ولهذا قال الله عز وجل افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض يؤمنون المفادات ويعملون بما في الكتاب والتوراة لكن سفك الدماء واخراجهم من ديارهم ما يؤمنون به وهذه ليس ليست صفة المؤمن المؤمن يجب ان يؤمن بالكتاب كله ولا يؤمن البعض ويترك بعض هذه صفات اليهود والصفات المنافقين افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض وهذا استفهام انكاري عليهم وتوبيخ افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون الى اشد العذاب وما الله بغافل عما يعملون من يفعل هذا يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض هذا جزاؤه في الدنيا الخزي وهو الذل والهوان وله في الاخرة يوم يرجع الى ربه اشد العذاب واقوى العذاب العذاب المهين الذي يهين ويذل من وقع به وهذا دليل ان من فعل هذه الافعال ان هذا جزاؤه فما حذر الله منه يهود هو تحذير لنا وما الله بغافل عما تعملون الله جل وعلا ليس بغافل يعني ليس بساه لا يغفل عما تعملون بل قد احاط بذلك علما واحصاه عليكم وجعل ملائكة حفظة يكتبون ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد وهذا فيه تحذير وتهديد وتخويف اعمالكم محصاة عليكم كلها والله لا يغفل عنها وسيجازيكم عليها. ثم قال اولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالاخرة اولئك راجع على اولئك على يهود الذين قتل بعضهم بعضا واخرجوا بعضهم بعضا من ديارهم واتى باسم الاشارة الدال على البعيد مع ان الحديث عنهم ما قال هؤلاء فاتى اسم باسم الاشارة الدال على البعيد لبيان بعد منزلتهم في الشر والفساد والاعراض عن الحق وقال اولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالاخرة قلنا ان اشترى من الفاظ من الاضداد. فتأتي اشترى بمعنى باعه وتأتي اشترى بمعنى اخذ فهنا اشتروا الحياة الدنيا بالاخرة يجوز ان يقال باعوا الاخرة مقابل الحياة الدنيا. فاخذوا الدنيا وباعوا الاخرة او اشتروا وضموا اليهم واخذوا الدنيا اهواء الانفس وباعوا الاخرة لان الذي الذي يريد النجاة بالاخرة يشتري الاخرة واعظم ما ينجي في الاخرة هو العمل بالحق والشرع الذي انزل على نبيك ونحن ذكرنا وذكرنا حتى هذا اليوم ذكرنا ان الباء دائما تدخل على المتروك ولهذا قال اشتروا الحياة الدنيا بالاخرة. ما الذي تركوه الاخرة ما الذي اخذوه الحياة الدنيا والحياة الدنيا لعب ولهو واذا جاء جاء اطلاق الدنيا مقابل الاخرة فهو على سبيل الذنب لانه مضرتان والانسان مأمور بان يسعى للاخرة واني يحرص على الاعمال التي تنجيه يوم القيامة ولا يحرص على الدنيا خاصة ما يعارظ الاخرة او يعني يؤثر يؤثر الدنيا على الاخرة ويؤثر قال فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون نعوذ بالله لا يخفف عنهم العذاب فعذابهم في زيادة فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا ولا هم ينصرون ليس لهم احد ينصرهم يوم القيامة ناصر ينصرهم يدافع عنهم يحتج لهم يجادل عنهم؟ لا وهذا هو اقوى انواع الهلكة الاستسلام الاسلام للهلكة لا ولي ولا نصير لانهم كفروا بالله عز وجل فحذرهم الله من هذا اشد التحذير وهو تحذير لنا من هذا المسلك الوخيم