ولقد اتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل الواو استئنافية واللام في جواب القسم وقدر التحقيق. يحقق ويؤكد ان الله اتى موسى الكتاب وهو التوراة وقفينا من بعده بالرسل. التقفية الاتباع والارداف الاتباع والارضاء يعني واردفناه واتبعناه برسل من بعده ولقد اتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل يعني اتبعنا واردفنا من بعده بالرسل واتينا عيسى ابن مريم البينات لان اكثر الانبياء من بني اسرائيل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كانت بنو اسرائيل تسوسهم الانبياء اذا هلك نبي خلفه نبي ولهذا موسى نبي وهارون نبي وفتى موسى يوشع ابن نون نبي فالانبياء قف بعده واردفه واتبعه بانبياء كثر قال واتينا عيسى ابن مريم البينات اتينا اي اعطينا عيسى ابن مريم البينات نسبه الى امه لان الله خلقه من ام دون اب ولعلنا ذكرنا او نذكر باختصار نقول الخلق من حيث خلقهم اربعة اقسام لا خامس لها اما مخلوق من غير ام واب وهو ادم او مخلوق من اب دون ام وهي حواء او مخلوق من ام دون اب وهو عيسى او مخلوق من ابوين وهم سائر الخلق قال جل وعلا واتينا عيسى بن مريم البينات اي المعجزات بينات الايات التي تبين الحق وتدل عليه يبرئ الاكمه والابرص ويحيي الموتى باذن الله عز وجل. وكذلك انزل عليه الانجيل فيه بينات وهدى قال وايدناه بروح القدس ايدناه يعني قويناه بروح القدس فيه خلاف واظهروا الاقوال انه جبريل ان روح القدس هو جبريل كما قال جل وعلا اذ قال الله يا عيسى ابن يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك اذ ايدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد الاية فروح القدس هو جبريل فاتاه الله البينات وايده وقواه بجبريل عليه السلام افكلما جاءكم رسول بما لا تهوى انفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون افكلما جاءكم هذا ايضا استفهام انكاري توبيخي لهم كلما جاءكم رسول بما لا تهوى انفسكم لانهم يتبعون هوى الانفس واسناده وصفه بالهوى دليل على انه باطل لان النبي صلى الله عليه وسلم يقول حفت النار بالشهوات محبة النار بالمكاره افرأيت من اتخذ الهه هواه الدليل ان ان متى وهو انفسهم باطل على خلاف الحق وهذا من خبثهم فاذا جاءهم رسول من عند الله بما لا تهوى انفسهم يحرم عليهم اشياء يريدونها ماذا يفعلون استكبرتم هذا اول امر ترفعوا عن الحق وتكبروا وتجبروا ثم صنعوا في الانبياء فريقا كذبتم وفريقا تقتلون بعض انبيائكم الذين جاءكم بهذا كذبتموهم كما كذبتم عيسى وكما كذبتم محمد صلى الله عليه وسلم وفريقا تقتلون كما قتلوا يحيى وزكريا قتلوهم عليهم لعنة الله على اليهودي لعنة الله فوبحهم الله وذمهم على هذا الفعل الذميم القبيح ففريق كذبتم وفريقا تقتلون. ثم قال جل وعلا وقالوا قلوبنا غلف قالوا اليهود قلوبنا غلف وللمفسرين فيها قولان القول الاول غلوف جمع اغلف والمراد عليها غلاف عليها غشاوة عليها اكنة مغطاة مغلفة فلا نسمع ما تقول وقال بعضهم معنى غلف يعني قلوبنا اوعية للعلم ونحن اهل العلم ولا نعرف ما تقول قلوبنا هي اوعية العلم ولا وليس فيها ما تقول فلا نتبعك يعني الطعن في رسالته ولكن الاشهر من استعمال الغلف وانه بمعنى الغطاء كما قال جل وعلا في اية اخرى وقالوا قلوبنا في اكنة مما تدعونا اليه في غطاء مغطاة ما نسمع كلامك وهذا من خبثهم وان لم يسمعوا كلامهم لكن يريدون يعني يعذروا انفسهم يعني الله غطى قلوبنا ما لنا حيلة احتجاج احتجاج باطل قال جل وعلا وقالوا قلوبنا غلف فقال بل وهنا للابطال قال بل لعنهم الله بل هنا للاظراب الابطال بل لعنهم الله قلوبهم ليست غلفا لكن طردهم الله وابعدهم من رحمته جزاء اعمالهم فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم جزاء وفاقا بل لعنهم الله بكفرهم بسبب كفرهم طردهم وابعدهم من رحمته بسبب كفرهم بل بالسببية فقليلا ما يؤمنون وايضا هذا من العدل الذي يجب ان نتوخاه حينما نتكلم فقليل مما يؤمنون يحتمل شيئين فقليل ايمانهم قليل مما يؤمنون يعني قليل ايمانهم فلا يؤمنون الا ايمانا قليلا لا يكفي في الدخول في الاسلام ويحتمل ان قليلا ما يؤمنون ان الذين يؤمنون منهم قليل كعبد الله بن سلام ومن امن يقال انه ما امن من يهود الا سبعة اشخاص ولا يزالون الى الان اقل الناس دخولا في الاسلام اليهود واما النصارى يدخلون باعداد كبيرة جدا وهذا محتمل يعني يحتمل الامرين ولا مانع ان نقول الاية تدل عليهما فمن يؤمن منهم قليل وبقية اليهود يؤمنون ايمانا لا يكفي ايمانهم قليل لا يكفي في الدخول في الاسلام والنجاة من الكفر ثم قال سبحانه وتعالى ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا ما جاءهم ما عرفوا كفروا به. فلعنة الله على الكافرين ولما جاءهم كتاب من عند الله وهو القرآن كتاب من عند الله وهذا حكم من الله وبيان ان هذا الكتاب القرآن من عند الله ولما جاءه كتاب من عند الله مصدق لما معه يصدق التوراة يصدق الحق الذي في التوراة فكان الواجب لما جاءهم كتاب من عند الله ورأوا انه يصدق ما بايديهم من كتابهم الذين الذي يعرفون ان الله انزله على موسى كان هذا ادعى لتصديقهم لانهم ليسوا مثل الوثنيين الذين لا كتاب عندهم اول مرة يسمعون هذا الكلام لا هؤلاء عندهم كتاب ينطق بما ينطق به القرآن فكان هذا ادعى لي ايمانهم ولكنهم كفروا مصدق ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وهي التوراة او ما فيها من الحق وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا الاستفتاح الاصل فيه طلب الفتح والمراد انهم يستنصرون فكانوا يقولون للانصار للاوس والخزرج في ذلك الزمان قبل ان يكونوا انصارا قد اظلنا زمن نبي سيخرج هذه الايام ونقتلكم معه شر قتلة لانهم يرون انهم اهل الكتاب والاوس والخزرج وثنيون فكانوا يستفتحون لانهم يعلمون ان ان رسول الله سيبعث لكن كانوا يظنون انه من يهود وكانوا يستفتحون على الاصابع يقولون سيخرج ونقتلكم عليه ومعه شر قتلة اذا يعرفونه حق المعرفة يعرفون النبي صلى الله عليه وسلم والكتاب القرآن ايظا يصدق الذي بايديهم فيعرفون انه من عند الله وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا الاوس والخزرج فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به اعوذ بالله اذا جاءك الحق وعرفت انه الحق لا تكفر به امن وقل سمعنا واطعنا هؤلاء لما جاءهم ما عرفوه عرفوا وتيقنوا انه القرآن من عند الله لانه يصدق الذي في التوراة بايديهم وعرفوا ان هذا نبي الله وقد كانوا يستفتحون ويقولون سيخرج هذا وقته قد اظلكم وقتكم. فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين لعنة الله طرده وابعاده من رحمته واخزاؤه للكافرين الذين كفروا بالحق ثم قال جل وعلا بئس ما اشتروا به انفسهم بئس من افعال الذنب فبئس الفعل فعلهم وبئس الشراء شراؤهم بئس ما اشتروا به انفسهم لانهم اشتروا انفسهم لكن بما ان يكفروا بما انزل الله اشتروا انفسهم اي باعوا انفسهم بالكفر بالكفر بالقرآن بالكفر بالحق الذي انزل على النبي صلى الله عليه وسلم هذا ذم لهم بئس ما اشتروا به انفسهم ان يكفروا بما انزل الله لماذا بغيا لاجل البغي حسدا البغي هو الحسد هنا كفروا بما جاءهم من الحق. كفروا بالقرآن وبالنبي بغيا اي حسدا من عند انفسهم كيف لا يكون من اليهود كيف يكون من العرب اذا هم اهل الحسد بغيا ان ينزل الله من فضله على من يشاء خابوا وخسروا من ذا الذي يحجر على الله ينزل الله من فضله على من يشاء ويختص من يشاء فهم لا ما يريدون هذا لا يريدون حسدة ما يريدون ان ينزل الله من فضله على احد من بشر سواهم فلا هم يفعلون الخير ولا يريدون الخير انزل على غيرهم والحسد من صفات اليهود بغيا ان ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباءوا بغضب على غضب بقوا يعني رجعوا واستوجبوا واستحقوا غضبا على غضب فباءوا بغضب مقابل ما صنعوه في التوراة من التحريف والتبديل على غضب مقابل كفرهم بالنبي صلى الله عليه وسلم والقرآن وعدم الايمان فبقوا بغضب على غضب نعوذ بالله ظلمات بعضها فوق بعض فقد وقعوا بغضب الله واغضبوا الله في كفرهم بالتوراة وتحريفهم وتبديلهم وايضا ازدادوا غضبا بكفرهم بالقرآن وبالنبي صلى الله عليه وسلم لما بعثه الله فلم يؤمنوا به فباءوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين. فهم كفار هذا حكم الله عليهم عذاب مهين مهم يعني مذل مخز عذاب مذل مخز لمن لحق به يهينه يوقعه في الهوان والذلة والخزي وهذا دليل على شدة العذاب الذي توعدهم الله به مقابل كفرهم ثم قال جل وعلا واذا قيل لهم امنوا بما انزل الله قالوا نؤمن بما انزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم واذا قيل لليهود امنوا بما انزل الله القرآن. بما انزلنا على نبينا وهذا خبر من الله. وواحد وقوله الحق الصدق انزله الله الله انزله قالوا نؤمن بما انزل علينا نحن نؤمن بالتوراة فقط هي التي انزلت عليها غيرها ما نؤمن وهذا كفر لان الله جل وعلا يقول عن المؤمنين امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه. ولهذا من كفر بكتاب واحد فهو كافر من كفر برسول واحد فهو كافر. كذبت قوم نوح للمرسلين. هم كذبوا الا نبيهم فيجب الايمان بالكتب كلها ما جاء تفصيله تفصيلا وما جاء اجماله اجمالا ولهذا قالوا نؤمن بما انزل علينا الله انزل عليهم التوراة ولكن ايضا قد حرفوه وبدلوه. ويكفرون بما وراءه. يكفرون بما وراءه ما بعده بما سوى الذي انزل عليهم من الوحي بالتوراة وهو الحق مصدقا لما معه الذي انزله الله الحق الذي لا مرية فيه مصدق الذي معهم مصدق الذي انزل عليكم ان كنتم تعقلون وهذا دليل انه حق من عند الله لانه يصدق ما بايديكم تماما مصدقا لما معهم ثم قال فلم تقتلون انبياء الله من قبل وان كنتم مؤمنين استفهام توبيخ والدليل على ان لهم مخازي اخرى غير كفرهم بالقرآن وغير تكذيبهم للنبي صلى الله عليه وسلم قتلوا انبياء وقد مر معنا قريبا انهم قتلوا عيسى انهم قتلوا زكريا ويحيى فلما تقتلون انبياء الله من قبل من قبل هذا قبل انزال القرآن عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال قبل باذن النبي صلى الله عليه وسلم يعني انتم اهل شر واهل كفر واهل ضلال واهل رد للحق وعداوة للانبياء والرسل قبل النبي صلى الله عليه وسلم هذا ديدنكم فلما تقتلون انبياء الله من قبل؟ وان كنتم مؤمنين حقا مع التكريم انهم ليسوا بمؤمنين ان كنتم مؤمنين تقتل الانبياء؟ المؤمن لا يقتل الانبياء. يؤمن بهم ويتبعهم وهذا حكم عليهم ايضا وتسجيل بالكفر عليهم ثم قال جل وعلا ولقد جاءكم موسى بالبينات ثم اتخذتم العجل العجل من بعده وانتم ظالمون ايضا بيان شيء من مخازيهم وما اكثر ما مر معنا خص هذه الليلة من مخازن اليهود وشر اليهود وتعنتهم وردهم الى الحق وافعالهم القبيحة قال ولقد جاءكم موسى بالبينات بينات الاصل بالبينات جمع بينة وهي ما يبين الحق ويوضحه من الدلائل ومما اتاه الله موسى التوراة ومما اتاه الايات التي انزلها واعطاه اياها التي اعطاه اياها العصا ويخرج يده من جيبه بيضاء وهل اية اتساء القمة والضفادع والدم وغيرها مما ذكره الله عز وجل فقد جاءهم بايات بينات تبين الحق وتدل عليه ولكن لا يؤمنون