ولقد جاءكم موسى من بالبينات ثم اتخذتم العجل. يعني بعد ان جاءكم بالبينات وعرفتم التوحيد وعرفتم عبادة الله وعرفتم الحق تبين لكم اتخذتم العجل عبدتم العجل من دون الله ولهذا يا اخوان الله عز وجل يقول عن اليهود غير المغضوب عليهم لانهم خالفوا الحق عن علم يعلمون الحق فيخالفونه عن علم فكان اخص اوصافهم الغضب عليهم من الله عز وجل ثم اتخذتم العجل كما قال جل وعلا واتخذ قوم موسى من بعده من من حلي من حليهم عجلا جسدا له خوار وما هو بعجل يعني اه ولد البقرة مخلوق لا السامري صنع لهم عجلا من ذهب على هيئة ولد البقرة والا هو ليس اه مخلوقا عجل لكن من حلي على هيئته قال ولقد جاءكم موسى بالبينات ثم اتخذتم العجل من بعده من بعده يحتمل من بعد موسى وقد جاء في اية اخرى ما يدل عليه لما ذهب لميقات ربه اتخذوا العجل من بعده او من بعد ما جاءكم البينات جاءكم الحق والبيان وانتم ظالمون وانتم بهذا الاتحاد ظالمون اشد الظلم ظالمون لانفسكم بل ارتكبتم الظلم الاكبر الذي هو الشرك ان الشرك لظلم عظيم ثم قال جل وعلا واذ اخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما اتيناكم بقوة ايضا وهذا من باب التأكيد والقاعدة تقول الشيء اذا تكرر تقرر ولا يعيد الله عز وجل معنى ويتكلم عليه يذكره مرة اخرى الا وفي ذلك فوائد وعبر وعظات زائدة على ما سبق ذكره. ولهذا اكثر القصص قص الانبياء التي تكررت قصص موسى مع فرعون ولهذا يقول الله عز وجل واذ اخذنا ميثاقكم ومر معنا هذه الليلة الكلام على او ابتدأنا الكلام تقريبا على مثل هذه الاية واذا اخذنا ميثاقكم الى العهد عليكم العمل بما في التوراة والاوامر والطاعة اجتناب المحرمات ورفعنا فوقكم الطور لانهم قالوا ما نستجيب ولا نفي بالميثاق فطلع الله الطور ورفعه فوقهم قال اما ان تلتزموا بما فيه والا اسقطت عليكم الطور فسجدوا خروا سجدا قبحهم الله. قبح الله اليهود. اما المؤمنون منهم فهم مؤمنون قال ورفعنا فوقكم الطورى وقلنا ان الطور هو طور سيناء. الجبل معروف بالطور بهذا الاسم الى يومنا هذا. خذوا ما اتيناكم بقوة خذوا الميثاق التوراة الميثاق الذي اخذناه عليكم ما اتيناكم من التوراة وما فيها من الاوامر. خذوها بقوة بجد ونشاط واهتمام وعناية واسمعوا واسمعوا ما فيها من الحق سمع استجابة قالوا سمعنا وعصينا قبحهم الله سمعنا قولك وعصينا امرك سمعنا التوراة وسمعنا ما امر الله به وعصينا وهم بالامس نجاهم الله من فرعون وقوم يصومونهم سوء العذاب يقتلون ابناءهم ويستحيون نساءهم وانكروا على قرب عهد بانجاء الله لهم وبنعم الله عليهم التي كانت تترى قالوا سمعنا وعصينا. قال واشربوا في قلوبهم العجل اشربوا يعني ادخل حب العجل في قلوبهم الدليل ان من يعبد الهة مع الله لابد ان يحبه من قلبه ومن الناس من من يتخذ من دون الله اندادا يحبونه كحب الله والله من يعبد صنما او قبرا او وليا او كائنا من كان والله ان قلبه قد ملئ واشرب بحبه وان قالوا ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. هذه دعاوى واشربوا واشربوا في قلوبهم العجل يعني ادخل حب العجل في قلوبهم كما يدخل الماء في الجسد بكفرهم سبحان الله! الجزاء من جنس العمل. لماذا تمكن حب العجل وادخل في قلوبهم؟ بسبب كفرهم ولو لم يكفروا وامنوا لبغض الله اليهم الكفر والشرك ولهذا المؤمن يكره الذنوب والمعاصي والكافر يحب الذنوب والمعاصي قال جل وعلا بئس ما يأمر قل يعني قل لهم يا نبينا بئس ما يأمركم به ايمانكم بئس ما يأمركم به ايمانكم ان كنتم مؤمنين لكن هم ليسوا بمؤمنين لكن حسب زعمهم يقولون حنا اهل التوراة وحنا اهل العلم يهود قوم موسى فقال بئس اعلو ذنب قبح ما يأمركم به ايمانكم الذي زعمتم انكم تؤمنون بالله ان كنتم مؤمنين هذه شرطية ولكنهم ليسوا بمؤمنين بل هم كفرة بالله جل وعلا ثم قال سبحانه وتعالى قل ان كانت لكم الدار الاخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت قل ان كانت لكم الدار الاخرة عند الله خالصة من دون الناس لانهم يقولون انهم هم اهل الحق فباهلهم النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا اختلف العلماء هل هذه مباهلة او انها يعني على سبيل الاخبار رجح ابن كثير ان هذه مباهلة باهلهم تقول انكم على الحق تعالوا قل ان كانت لكم الدار الاخرة يعني الجنة لكم الدار الاخرة تفوزون بالجنة وطاعة الله عز وجل فانتم اهل الجنة خالصة من دون الناس. لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى تقولون ان الدار الاخرة الجنة خالصة لليهود لكم من دوني الناس فتمنوا الموت فمن اطلب من الله الموت لانهم خلاص ستنتقلون الى الجنة تقول انك ما انتم اهل الجنة اطلبوا الله امشوا الى الجنة الان لكن ما يمكن لهذا قال ان كنتم صادقين وهذا يقولون فيه تهييج وحث على الخصم ان كنت صادق فيما تقول فافعل كذا زيادة حث له ليقدم على هذا الامر ولكنهم نقصوا ومات ومنوا الموت ولتجدنهم احرص الناس على حياة كما اخبر الله عز وجل بعد ذلك هذه من مسالك ابطال حجة الخصم لان هذا يفضحه امام الناس كنت صادق كما تقول فافعل كذا ويعرف الحق يقول له ما افعل ولهذا جاء عن ابن عباس انه قال لو صح بسند صحيح قال لو تمنوا الموت لهلكوا ولسرق احدهم بريقه لو تمنوا الموت لهلك اهلكهم الله جميعا ولهذا ايضا النصارى الذين جاءوا نصارى نجران للنبي صلى الله عليه وسلم اراد ان يباهلهم النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا لبعضهم صالحوه واعطوه ما يريد فوالله ما باهل احد نبيا الا اهلكهم الله جميعا اذا هم يعرفون الحق حتى النصارى ولكن ينكرونه عن علم وبينة فقال الله جل وعلا قل ان كانت لكم الدار الاخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت ان كنتم صادقين ولن يتمنوه ابدا لن لن يتمنوه ابدا يدل على التأبيد لا يمكن ان يتمنوا الموت لان اعداء الله يعرفون ماذا بعد الموت؟ ويعرفون انهم على على الضلال وعلى الكفر وان جنتهم الدنيا ولن يتمنوه ابدا بما قدمت ايديهم الباء للسببية بسبب ما قدمت ايديهم والمراد بسبب كسب ايديهم بسبب اعمالهم ويضاف الكسب والعمل الى اليد قالوا من باب التكريم او من من باب ان اغلب اعمال الانسان بيده والى المراد كل اعمالهم بسبب اعمالهم بسبب اعمالهم. قال وبدأوا ولن يتمنوه ابدا بما قدمت ايديهم ولن يتمنوه ابدا بما قدمت ايديهم بسبب ما قدمت ايديهم والله عليم بالظالمين. عليم قد احاط علمه بكل احد. ومن ذلك احاط بالظالمين علما. والظالمون هنا الكافرون ان الشرك لظلم عظيم لانهم كفروا وكذبوا وهذا تهديد وتخويف فان الله عليم بهم وبظلمهم وباعمالهم وسيجازيهم عليها يوم يلقونه ثم قال جل وعلا ولتجدنهم احرص الناس على حياة احرصوا الناس على الحياة اليهود ولهذا كل حياتهم احتياطات لاجل ان ينجوا من الموت ويعيشون في كنف من يعيشون كله لينجوا من الموت يقول الله جل وعلا ولتجدنهم اي اليهود احرص الناس على حياة احرص الناس على الحياة ومن الذين اشركوا. يعني احرص الناس على الحياة واحرصوا من الذين اشركوا على الحياة لان المشركين يقولون انما هي حياتنا الدنيا نموت ونحيا فتجد فاليهود يعني المشركون لا يعتقدون لا يؤمنون بالبعث ولا بالنشور ولهذا هم يقولون انما هي حياتنا الدنيا. فيحرصون كل الحرص على الحياة الدنيا وعلى العيش فيها. لكن اليهود اشد حرصا على الحياة من ان الذين لا كتاب لهم مع ان اليهود يؤمنون بالبعث انزل الله عليهم الايمان به في كتابهم هذا دليل على شدة حرصهم على الحياة الدنيا. لماذا لانهم يرون انها فرصتهم لانهم يعلمون انهم افسدوا اخرتهم واعملوا وعملوا اعمالا توجب لهم غضب الله وعذابه وناره ولتجدنهم احرص الناس على حياة ومن الذين اشركوا اي واحرصوا من الذين اشركوا على الحياة ثم قال يود احدهم يود يحب ويتمنى احدهم احد اليهود لو يعمر الف سنة يكون عمره الف سنة قال الله عز وجل وما هو بمزحه من العذاب اي عم هو يريد يود يتمنى ان يكون عمره الف سنة فقال الله عز وجل وما هو بمزحه من العذاب ان يعم لو انه عمر الف سنة هذا العمر لا يزحزحه عن العذاب والزحزحة التنحية يعني فما هذه الالف بمنحية ولامبعدة ولا مبعدة عنهم العذاب ولو عاش الف سنة او اكثر فالعذاب في الطريق لمن مات على الكفر بل انما يزداد اذما في طول عمره وما هو بمزحه من العذاب ان يعمر؟ والله لا يزحزح ولا ينحيه ولا يبعده من العذاب طول العمر وكل ما هو ات فهو قريب قال والله بصير بما يعملون يبصر اعمالهم ويراها بكل اعمالهم حتى لو طال عمره لا يزداد الا اثما والله قد احصى اعماله يراها ويبصرها ويعلمها ولهذا يكون اشد في العذاب واكثر