لقد انزلنا اليك ايات بينات والمراد به القرآن انزلنا اليك ايات بينات والايات جمع اية والاصل فيها العلامة وقوله بينات اي واضحات تبين الحق وتدل على نبوتك وهو ما جاء في كتاب الله عز وجل من الاخبار ومنها ما اخبره به عن يهود وما اخفوه وما كتموه ولقد انزلنا اليك ايات بينات وقلنا سبق ان قلنا ونعيد انا انزلنا تدل على علو الله جل وعلا فالله في جهة العلو ولا يبقى في نفسك حرج من هذا ولو اردت ان تشير فاشر بيدك وقل الله في السماء لان هذا فعله اتقى الخلق لله عز وجل واخشاهم ففي الصحيحين ان ان النبي صلى الله عليه وسلم عام حجة الوداع قال للصحابة انكم مسؤولون عني فما انتم قائلون؟ قالوا نشهد انك بلغت بلغته واديت ونصحت فرفع النبي صلى الله عليه وسلم اصبعه الى السماء ثم قال اللهم فاشهد كان على ظهر الناقة والصحابة تحته اللهم فاشهد اللهم فاشهد اللهم فاشهد ثلاث مرات فما بال بعض الناس يقول ما يجوز تشير بيدك الله ليس فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال ولا امام ولا خلف هذه ما هي عقيدة متلقاه من القرآن ولهذا العلو يا اخوان فطرة فطرة مع دلالة الكتاب والسنة والعقل السليم فطرة فحينما تقول اللهم اغفر لي اللهم ارحمني. اين تحس ان قلبك يذهب يذهب الى قدميك تحت؟ لا والله ولكن مع ذلك من الناس من يرى ان هذا ضلال والذي ليس فوق الذي ليس في جهة من جهات الست ليس فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال ولا امام ولا خلف هذا عدم هذا عدم ولهذا قالوا المعطل يعبد عدما والمشبه يعبد صنما قال جل وعلا وما يكفر بها الا الفاسقون. ما يكفر بهذه الايات التي انزلنا عليك والدلائل الواضحات وهو كتاب الله عز وجل القرآن وما حواه من الدلائل الا الفاسقون والفاسقون هنا الكافرون. مرة معناه ان الفسق الاصل فيه الخروج. ومنه قوله فسقت الرطبة ومنه وهو في اصطلاح الشرع الخروج عن طاعة الله الى معصيته. والفسق فسقان فسق اكبر وفسق اصغر. فسق كفر وفسق دون فسق معاصي لكن هنا المراد به الكفر. فمن كذب بالقرآن وكفر به فهو كافر قال جل وعلا اوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل اكثرهم لا يؤمنون هذا استفهام انكاري ينكر الله عز وجل على اليهود وهو توبيخ لهم وبيان لمخازيهم وقد ذكروا سبب نزول وان كان في سنده ضعف وهو ان مالك ابن الصيف حين بعث النبي صلى الله عليه وسلم وذكرهم ما اخذ عليهم من الميثاق وما عهد وما عهد اليهم بنبينا صلى الله عليه وسلم قال والله ما عهد الينا في محمد شيئا ولا اخذ علينا الميثاق فانزل الله عز وجل هذه الاية اوكلما عهدوا عهدا نبذه فريق منه والصواب ان يحمل على العموم فهذا دين اليهود كلما عاهدوا احد وابرموا له عهدا فان بعضهم ينقضه لا امان لهم ولهذا عهدوا النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث قبائل لما جاء النبي صلى الله عليه وسلم المدينة. بنو قينقاع وبنو النظير وبنو قريرة فعاهد النبي صلى الله عليه وسلم وودعوه لا يتعرض لهم ولا يتعرضون له ويتركهم فنقضوا قبيلة تلو القبيلة القبائل الثلاث كلهم نقضوا العهد اخرهم بني النظير اخرهم بني قريظة الذين حكم سعد بن معاذ فيهم فوافق حكم الله من فوق سبع سماوات بقتل رجالهم وسبي نسائهم وذرياتهم وابن النظير قبلهم نزلوا على حكم النبي صلى الله عليه وسلم ان يأخذوا ان يتركوا السلاح والكراع وما اليه. ويحملوا ما سوى ذلك وبنو قينقع هم اول من خان العهد في اول الامر ثم واخرجهم النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة فهم لا يزالون الى يومنا هذا اذا عهدوا عهدا نقضه بعضهم الخيانة اصل لهم وتجري في دمائهم. فالله يخبر عنهم بهذه المخازن. اوكلما عاهدوا عهدا وهذا كما قلنا يشمل جميع العهود التي اخذت عليهم اخذها الله عليهم من الايمان بالنبي صلى الله عليه وسلم من الايمان بالقرآن العهود التي بينهم وبين الناس نبذ نبذ نبذه فريق منهم الاصل في النبذ هو الطرح والالقاء نبذوا يعني نقظوا طرح هذا العهد والقاه جانبا ولم يلتزم بما فيه نبذوه وراء نبذه فريق منهم بل اكثرهم لا يؤمنون بل هنا الاظراب الانتقالي انتقل الى موضوع اخر عن اليهود قال بل اكثرهم لا يؤمنون. ينقضون العهود وايضا لا يؤمنون الايمان الذي الايمان الحق الذي امر الله به وهو الايمان بجميع الكتب والرسل وما امر الله عز وجل من الايمان به ثم قال ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم وهو نبينا صلى الله عليه وسلم جاءه وجاء غيرهم لان الله بعث النبي صلى الله عليه وسلم للناس كافة فلما جاء المدينة رسول من عند الله وهذه شهادة من الله ورسوله برسالته من عند الله وهذه اضافة تشريف يعني الله الذي ارسله مصدق لما معهم وهذه اية اخرى يعني لو لو كانوا لا يعلمون انه رسول لكن لما جاءهم بما يصدق الكتاب الذي انزله الله على موسى بين ايديهم وهم يعرفونه لكان لكان هذا دليل على صدقه كيف وفدت في التوراة النص واخبارهم بانه سيبعث نبي وانه يجب ان يؤمنوا به ويتبعوه ويعرفونه كما يعرفون ابناءهم نصدق اللي ما معهم نبذ فريق من الذين اوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم نبذوا وطرحوا واعرضوا وتركوا وهذا فريق منهم وهذا هو من العدل ما يعمم على الناس بعض الناس اذا جاء يتكلم يعمم مو قد يكون الذي فعل هذا الفعل عدد معين فيقول لك مثلا الكويتيون يفعلون كذا الفلانية يفعلون كذا هذا البلد عجيب يفعلون كذا ما الذي يفعلونه؟ كل الناس يفعله مجموعة ولكن هذا ظلم ومن الذي يستقرئ احوال الناس حتى يعرف ان جميع الناس يقولون بهذا؟ فلابد من العدل اذا تكلم الانسان ويحذر من التعميم لانه دائم انما يقع الخطأ والخطل عند التعميم نبذ فريق من الذين اوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم والمراد بكتاب الله هنا كتابهم الذي بايديهم هذا قول المفسرين فنبذوا الذين اوتوا الكتاب وانتم اوتوا جنس الكتاب والمراد به التوراة نبذوا كتاب الله هل وهم التوراة لان يعني طرحوا التوراة في هذا الباب اطرحوها وتركوها ولم يعملوا بما فيها من وجوب الامام بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالقرآن وبوجوب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم وقال بعض اهل العلم كتاب الله هنا المراد به القرآن نبذ القرآن ولكن هو في الحقيقة ما امنوا بالقرآن اصلا لكن نبذوا كتابهم الذي كانوا يؤمنون وهو التوراة التي بايديهم نبذوها وراء ظهورهم وهذا كناية عن عن الاعراض عنها وترك العمل بها لان الشيء اذا اذا وظعته وراء ظهرك ظهرك وراء ظهرك نسيته لكن لو وضعتها امامك او عن يمينك او عن شمالك قد تراه تحتاج تأخذه لكن وراء الظهر هذا اشارة الى تمام الاعراض وعدم العمل بما فيه كانهم لا يعلمون كانهم لا يعلمون انه حق من نبذ كتابه الكتاب الذي انزله الله من السماء وراء ظهره هذا كانه لا يعلم انه كتاب من عند الله. وهم يعلمون انه كتاب من عند الله. بل يعلمون ان ما فيه من الاخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم انه حق. وان النبي النبي صلى الله عليه وسلم حق وان القرآن الذي انزله الله على نبيه حق