يا ايها الذين امنوا لا تقولوا راعن وقولوا انظرنا يا ايها الذين امنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرن واسمعوا وللكافرين عذاب اليم يا ايها الذين امنوا هذا النداء يا اخوان عظيم قال ابن مسعود اذا سمعت يا ايها الذين امنوا فارعها سمعك فانه اما خير تؤمر به واما شر تنهى عنه ولهذا قال العلماء ان هذا النداء ان النداء له فوائد عديدة منها جلب اهتمام المخاطب يجلبون اهتماما لما سيأتي شحذ همته يتنبه بيان اهمية ما سيأتي بعد النداء من من امر او نهي امر مهم جدا ايضا لا يعمل بما سيأتي بعد هذا النداء الا من كان متصلا بالايمان فقال يا ايها الذين امنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا راعنا تطلق ويراد بها المراعاة يعني رأينا انتبه الينا راقبنا ولكن اليهود قبحهم الله لانهم يحرمون الكلمة عن مواضعه ويلوون السنتهم به كانوا يأتون الى النبي صلى الله عليه وسلم لانهم يسمعون الصحابة يقولون راعنا من المراعاة ارعن سمعك انتبه لنا هذا قصد الصحابة. اذا اراد احدهم ان يسأل لكن اليهود جاؤوا وكانوا فصاروا يقول النبي صلى الله عليه وسلم راعنا وقصدهم براعنا يعني انت راعن رجل ارعن راعنا والراعن الارعن هو الاحمق الاهوج يعني يقول ذلك على سبيل الذم قبحهم الله. يلوون السنتهم ومن هنا نهى الله عز وجل عن قول هذه الكلمة ومن هنا نقول اذا احتمل الكلام يا اخي حقا وباطلا ومعنى طيب ومعنى فاسدا الكلام فيه سعة وممدوحة ابتعد عن هذا الكلام الذي قد يحمل على محمل سيء او يستغل محمل سيء. والكلام كثير ولهذا قال الله عز وجل لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا اي اقبل علينا او انتظرنا او انظر الينا وهذه الكلمة انظرنا ما تحتمل معنى باطلا حتى لا يدخل اليهود من مثل هذه الكلمات يا ايها الذين امنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا اسمعوا ما ما امرتم به وللكافرين عذاب اليم. للكافرين وهم اليهود هنا الله نصح المؤمنين عن هذه الكلمة وقال لهم اسمعوا الحق واعملوا به ثم قال وللكافرين وهم اليهود الذين يقولون هذا الكلام ويقول عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الكلام هم كفرة بالله عز وجل لانهم لم يؤمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا بالقرآن الذي انزله الله عليه فقال وللكافرين عذاب اليم ومعنى اليم يعني مؤلم موجع شديد لمن وقع به لانهم كفرة بالله عز وجل ثم قال سبحانه وتعالى ما يود الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين ان ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم ما يود الذين كفروا من اهل الكتاب. الكتاب الكتاب اسم جنس. والمراد بهم اليهود والنصارى لهذا لما قال النبي صلى الله عليه وسلم لاتبعن سنه من كان قبلكم قالوا اليهود والنصارى قال فمن يعني من لم من يكن ان لم يكن اليهود والنصارى فاهل الكتاب هنا يترك على اليهود والنصارى. واحيانا يأتي ببعض النصوص السياق يدل على ان المراد به اليهود مثلا فهنا يقول ما يود الذين كفروا يعني ما يود ما يحب الذين كفروا وهذا دليل على على ان اهل الكتاب كفار بالله عز وجل ولهذا بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم من لم يؤمن به فهو كافر قال صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الذي في صحيح مسلم والذي نفسي بيده لا يسمع باحد من هذه الامة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمنوا بما جئت به الا حرم الله عليه الجنة فبعد بعثته صلى الله عليه وسلم اغلق الله باب الجنة الا من طريقه صلى الله عليه وسلم فمن امن من اهل الكتاب يؤتى اجره مرتين ومن لم يؤه فهو كافر واهل الكتاب اعداء وان كان اليهود اشد عداوة لكن قد ملئت نفوسهم وقلوبهم من الحقد والحسد والغل على المسلمين ما لا يقدر قدره الا الله ولا يعلمه الا الله جل وعلا ولهذا يحسدون الناس على الايمان يحسدون المؤمنون على الايمان لماذا تؤمن؟ لماذا تحب؟ تفردون الله لماذا توحدون الله ولهذا ما يود الذين كفروا من اهل الكتاب ولا المشركين كذلك. سائر المشركين ومنهم مشركوا قريش والوثنيون وسائر المشركين فيجتمع اهل الشر الكفار من اهل الكتاب او من سائر المشركين عبدة الاصنام ان ينزل عليكم من خير من ربكم من خير من ربكم من خيري الدنيا والاخرة. لا يريدون للمؤمنين اي خير يأتيه؟ لا يريد ان ينزل الله لهم خيرا ابدا. لا في الدنيا ولا في الاخرة لانهم هم العدو يا اخوان ايات تجلي لنا يا اخوان عداوة الكفار لا تنخدع بالكفار يا عبد الله نعم لا تظلمهم ولا تعتدي عليهم واذا كان لهم عهد يجب ان يحترم العهد لكن فرق بين هذا وبين المودة والموالاة التولي هؤلاء اعداء الله لابد من عقد القلوب على البراءة منهم وبغضهم وبغض اعمالهم صحيح لا نظلمهم ولا نعتدي عليهم ونوفي لهم بعهودهم لكن لا نحبهم ولا نتولاهم لانهم هم عدو للحقيقة مهما كان. ولهذا قال جل وعلا ما يود الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين ان ينزل عليكم من خير من ربكم ثم قال ردا عليهم وعلى على الكفار وعلى غيرهم. والله يختص برحمته من يشاء. يختص يعني يخص برحمته وهذا يشمل رحمة الدين والدنيا رحمة الله التي رحم الله بها عباده سواء ما رحمهم به من هذه الشريعة العظيمة او ما فتح عليهم من ابواب الخير دون غيرهم يختص برحمته من يشاء وهذه قاعدة يا اخوان المشيئة اذا جاءت في القرآن فهي مرادفة للارادة الكونية ولا تأتي المشيئة بمعنى الارادة الشرعية لان الارادة الكونية المراد بها ما اراده الله كون وازان ولابد من وقوعه. اما الارادة الشرعية قد تقع وقد لا تقع فالله اراد من ابليس ان يؤمن لكنه ما امن واراد من ابي جهل ان يؤمن لكن ما امن اما الكونية لابد من وقوعها ولهذا من من امن وقع في حقه الارادتان الكونية والشرعية ومن كفر تحققت به الكونية. الكونية لابد من وقوعها. اما الشرعية قد تقع وقد لا تقع. والعلماء نصوا على ان المشيئة مرادفة للارادة الكونية لا الشرعية فالله يختص برحمته من يشاء كونا وازلا وقدرا والله ذو الفضل العظيم ذو الفضل اي ذو العطاء العظيم الواسع وعطاؤه كلام جل وعلا اذا اراد شيئا انما يقول له كن فيكون وهذا لعظمته وقوته وقدرته ولهذا جاء في الحديث الذي في البخاري وغيره والنبي صلى الله عليه وسلم ارأيتم ما انفق الله منذ ان خلق السموات والارض ما نقص مما مما عند الله الا كما ينقص المخيط اذا ادخل البحر ونحن باخر الزمان نحن في اخر الزمان اكثر الامم قد مضت بدليل الحديث الذي يحسنه الشيخ الالباني يقول كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم عن احد الصحابة يقول كنا في مع النبي صلى الله عليه وسلم واذا الشمس في رؤوس الجبال تبي تغيب تضيفت الغروب قال ارأيتم الشمس؟ قالوا نعم. قال ما بقي من من الدنيا الا كما بقي من يومكم هذا حنا في اخر الزمان لكن الله اعلم ما مقداره؟ اذا جاءك احد يقول يبي يقوم سنة القيامة تقوم سنة كذا وسنة كذا يقول كذبت عدو الله هذه مما اختص الله به ان الله عنده علم الساعة. ولهذا لما قال افضل رسول ملكي لافضل رسول بشري. جبريل يقول للنبي صلى الله عليه وسلم اخبرني عن الساعة. قال من المسؤول عنها باعلى من السعة لكن لها امارات والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم. ذو العطاء الواسع الجزيل الكثير ولهذا الله يختص بعض الاعيان وبعض الازمان وبعض الامكنة يختصهم برحمته جل وعلا. فاختص بعض الامكنة مكة والمدينة والبيت بيت المقدس اختص المساجد دون سائر الارض لفضيلة بفضل اختص بعض الازمنة شهر رمضان عشر ذي الحجة يوم الجمعة اختص بعض الاعيان وهم المؤمنون اختص الرسل من مسائل المؤمنين والله يختص برحمته من يشاء. يخص افرادا او اعيانا او زمانا برحمته وهو على كل شيء قدير ويختصهم بعلمه ولحكمته العظيمة لعلمه الذي احاط بكل شيء بعلمه الذي احاط بكل شيء وبحكمته التي تضع كل شيء موضعه سبحانه وتعالى