ثم قال جل وعلا ما ننسخ من اية او ننسها نأتي بخير منها او مثلها النسخ باللغة له عدة معاني ومنها الازالة يأتي معنى الازالة يقال نسخت الشمس الظل يعني اذا ازالته وتعريفه هو رفع الحكم بدليل شرعي متراخ عنه هو رفع الحكم بدليل شرعي متراخ عنه وعرفه شيخنا الشيخ ابن عثيمين قال رفع حكم رفع حكم دليل شرعي او لفظه بدليل شرعي هذا تعريف ادق الحقيقة هل رفع حكم دليل شرعي او لفظه بدليل شرعي متراخي عنه صحيح احيانا يكون النسخ للحكم واحيانا يكون نسخ لللفظ تقول عائشة في صحيح مسلم كان فيما انزل على النبي صلى الله عليه وسلم عشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخن بخمس رضعات معلومات يحرمن ومات النبي صلى الله عليه وسلم وهن مما يقرأ في القرآن. يعني تأخر نسخهن في اخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم حتى ان بعض الناس ما بلغه النصف. مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يبلغه النسخ لكن اين هو الان؟ ليس بالقرآن هذا نسخ لفظه لكن الحكم باقي الان الرضعات المحرمة هي خمس رضعات هذا نسخ اللفظ لكن بقي الحكم وهناك ما نسخ حكمه وبقي له وهو تقديم صدقة بين يدي مناجاة النبي صلى الله عليه وسلم يقدم صدقة قبل ان يتكلم مع النبي صلى الله عليه وسلم رفع الله هذا لكن الاية باقية تتلى الى يومنا هذا واحيانا ينسخ الحكم واللفظ فالنصف انواع والنسخ يقر به المسلمون وانكرته اليهود وانكرته المعتزلة والرافضة وقالوا انه يدل على البداءة كيف البداءة؟ قالوا ان الله بدأ له شيء ما كان يعرفه. لو قلنا بالنسخ وهذا ما يجوز. نقول من قال هذا؟ اقرأ هذه الاية ما ننسخ من اية او ننسها نأتي بخير منها او مثلها. الم تعلم ان الله على كل شيء قدير النسل له حكم قد ينسخها باية خير منها. يعني اهون على المسلمين يرفع عنهم المشقة التي لحقتهم او يكون فيها نوع شدة تحريم الخمر مثلا لكن فيه فائدة من ناحية عظم الاجر للمسلمين اذا عملوا او مثلها فالنصف ثابت وهذه عقيدة اهل السنة والجماعة يقول الله عز وجل ما ننسخ من اية او ننسها نأتي بخير منها ننسها هذه قراءة الجمهور قراءته سبعية وقرأها ابو عمرو وابن كثير ننشأها ما ننسق من اية او ننسؤها والنسع هنا بمعنى التأخير او نؤخر اتيانة لكن الجمهور على ان ننشأها نعم ننسها اي نتركها ننسيكم اياها فينساها النبي صلى الله عليه وسلم وينساها الصحابة فيتركونها نأتي بخير منها او مثلها؟ الم تعلم ان الله على كل شيء قدير؟ هذا استفهام تقريري الم تعلم ان الله على كل شيء قدير من نسخ ما شاء وابداله بما شاء فهو على كل شيء قدير. لا يعجزه شيء مقبول على كل شيء قدير ما نقول مثل ما يقول بعضهم على كل مقدور قدير الله على كل مقدور قدير. لا هذا كلام باطل نقول كما قال الله والله على كل شيء قدير ثم قال جل وعلا الم تعلم ان الله له ملك السماوات والارض هذا الاستفهام ايضا تقريري يقرر هذا يقرره. الم تعلم ان الله له ملك السماوات والارض له ملك السماوات والارض فهو مالكهما والمتصرف فيهما فله ما في السماوات والارض ملكا وخلقا وتدبيرا جل وعلا وهذا دليل على عظمته هذا هو الملك حقا لانه يملك السماوات والارض وما فيهن وما بينهما قال وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير فبين عظمته جل وعلا وانه الملك المالك في السماوات والارض حتى يتعلق به العباد ويعبدون هذا الملك العظيم الذي عظم ملكه جل وعلا ثم قال وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير ايها الناس ما لكم من دون الله من ولي يتولاكم ويقوم باموركم او نصير يتولى نصرتكم حينما تقعون في ضائقة او في مشكلة فلا مولى ولا نصير والله نعم المولى ونعم النصير. فاتخذوا الله مولى ونصيرا وذلك بالاقبال عليه بالالتزام بشرعه بفعل الطاعات واجتناب المحرمات بالعمل بما في الكتاب والسنة هذا طريق الولاية طريق ولاية الله عز وجل. كما قال جل وعلا الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. من هم الذين امنوا وكانوا يتقوا ترى هذا تعريف الولي اذا اردت تعرف الولي الله عرفه به في القرآن ما يحتاج تسأل احد الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين امنوا وكانوا هذا الولي. المؤمن التقي ثم قال سبحانه وتعالى ام تريدون ان تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل؟ ومن يتبدل الكفر بالايمان فقد ضل سواء السبيل هذا استفهام توبيخ او انكار استفهام انكار فقيل بل انه بمعنى بل يجوز ان تكون ام هنا هي المنقطعة؟ فيكون تقدير الكلام بل اتريدون ان تسألوا رسولكم والمراد هذا يعني عتاب للمؤمنين يقول اتريدون ان تسألوا رسولكم سؤال تعنت فهذا ليس للمؤمنين لا هذا لكفار قريش وقال بعضهم لليهود وقال ابن جرير والصواب انه لكفار قريش ولليهود ولجميع امة النبي صلى الله عليه وسلم لكن المؤمنون ما حصل منهم هذا فالله يوبخهم يقول اتريدون ان تسألوا رسولكم سؤال تعنت كما قال جل وعلا وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الارض ينبوعة وقالوا كما في البخاري اجعل لنا الصفا ذهبا جعلنا الصفا والمروة ذهبا وطلبوا منه ان يروا الله جهره وينزل الملائكة عيانا او يأتي بملك الى غير ذلك واليهود تعنتوا باشياء كثيرة فالحاصل انهم كلهم تعنتوا وهذا فيه من يعني تعنته اما المؤمنون كما قال ابن عباس من طريق علي بن ابي طلحة قال ما رأيت قوما خيرا من اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ما سألوه الا اثنتي عشرة مسألة يسألونك عن الاهلة يسألونك عن الانفال يسألونك عن المحيض معدودة يقول اثنى عشر سؤالا فقط وجاء في الحديث ما يدل على هذا يقول احد الصحابة نسيت اسما قال كان يعني الرجل تحك في صدره المسألة سنة كاملة ما يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عنه وكان يعجبنا ان يأتي الرجل العاقل من البادية فيسأل النبي صلى الله عليه وسلم حتى يجيبه يريد العاقل ما يريد احد يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم للعاقل يستفيدون من سؤاله ولا يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم ام تريدون ان تسألوا رسولكم كما سئل موسى سئل موسى من قبل اليهود فقالوا ارنا الله جهره وقالوا اقوالا اخرى تدل على كفرهم وتعنتهم وتشددهم ومن يتبدل الكفر بالايمان فقد ضل سواء السبيل هذا حكم عام من يتبدل يعني يستبدل الكبرى بالايمان. ونحن ذكرنا مرارا ونذكر الان. الباء تدخل على اي شيء هل متروك ابدا وهنا وهذا يدل عليه. ومن يتبدل الكفر بالايمان الذي تركوه الايمان يعني ما يستبدل الكبرى بدلا من الايمان فقد ضل سواء السبيل وسواء السبيل قالوا هو الوسط وسطه لان سواء هي الوسط من كل شيء فقد ظل سواء السبيل يعني ظل الصراط المستقيم الطريق الوسط كما خط النبي صلى الله عليه وسلم طريقا وسطا وخطط طرقا متعرجة فالمراد من تبدل الكفر بالايمان واستبدل الكفر بدلا من الايمان واخذه وعمل به وقد ظل وزاغ وانحرف عن عن سواء السبيل عن الطريق المستقيم الذي يوصل الى الله جل وعلا اهدنا الصراط المستقيم وهذا يتضمن مع انه خبر لكن يتضمن الحذر والتحذير من ان يسلك الانسان غير الصراط المستقيم فانه سبيل هلك ولا نجاة الا بالصراط المستقيم ثم قال جل وعلا ود كثير من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا هذا ايضا تأكيد بعد تأكيد. ود الذين ود كثير من اهل الكتاب لكن هنا قال كثير ود كثير من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا يودون هذا يريدون ان نرجع ونترك الاسلام. الخلاف مع الصحابة لكن اتباعه لكل قوم وارث. اتباعه الموجودة الان يريدون منا هذا ود الذين كفروا لو يردونكم من بعد ايمانكم ايش كفارا هم يعرفون الكبر اليهود ويعرفون الشرك بل يعرفون الشرك الاصغر يقول انكم لانتم القوم لولا انكم تشركون وتقولون ما شاء الله وشاء محمد حتى الشركة اصغر يعرفونه فما بالك بالشرك الاكبر والكفر لكنهم عصوا الله على بصيرة نسأل الله العافية والسلامة ود كثير من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا. لماذا حسدا من عند انفسهم. الحسد هو تمني زوال نعمة الغير حسدوا المؤمنين ما يريدونهم يؤمنون بالله من عند انفسهم ليس في الكتاب الذي انزله الله عليهم ليس في التوراة ولا في الانجيل هذا من قبل انفسهم الخبيثة يعني يؤكد انه ليس حقا من انفسهم التي استولى عليها الشيطان حسدا من عند انفسهم من بعد ما تبين لهم الحق هذا الحسد وتمني ان ترتدوا الى الكفر بعد ما تبين وتجلى لهم الحق وعرفوا الحق وعرفوا ان الاسلام دين حق وانه من عند الله وان النبي صلى الله عليه وسلم حق وان القرآن حق وان ما هم عليه باطل فيكون هذا الجرم اعظم لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون. هذا يعلمون الحق ويخالفونه عن علم وبصيرة وهذا دليل على خبثهم ما اكتفوا بكفرهم هم وعدم دخولهم بل اضافوا اليه يريدون منع الاخرين فهم ينهون عنه وينهون عنه ينأون بانفسهم وينهون غيرهم عن اتباعهم ولهذا لا يجوز لاحد ان يفتح اذنه لهم فانهم يريدون للانسان الشر قال فاعفوا واصفحوا العفو المراد به التجاوز وترك المؤاخذة بالذنب التجاوز وترك المؤاخذة بالذنب والصفح الاعراظ عن الشيء بالكلية امر الله المؤمنين بامرين يعفو عن هؤلاء ولا يؤاخذونهم بما يقولون ويعرضون يصنعون عنهم يعني يعرضون ولا يتعرضون لهم لكن قال ابن عباس هذه الاية منسوخة هذا القدر وهو واعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بامره قال منسوخ بقوله جل وعلا فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم قال ابن كثير مؤيدا لقول ابن عباس ويدل عليه قوله حتى يأتي الله بامره. الاية فيها دليل انه سيأتي شيء انتم اعفوا واصفحوا حتى يأتي امر الله لو كان حمرا لو كان حكما ثابتا ما يتغير ما قال حتى يأتي امر الله فدل على انه سيأتي امر غير هذا. اذا العفو والصفح على الكفار نسخ بقتالهم لكن ايضا الكفار فيهم تفصيل فقتال الكفار انما يكون عند قوة المسلمين وقدرتهم اما اذا كانوا في حال ضعف فهم لا يقاتلوه هذا النبي صلى الله عليه وسلم ما قاتل بمكة ولا اول ما جاء المدينة حتى قوية شوكة الاسلام قال فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بامره ان الله على كل شيء قدير جل وعلا. ان الله على كل شيء قدير بما يأتي به من امره ونهيه واحكامه وهو على كل شيء قدير