ولله المشرق والمغرب فاينما تولوا فثم وجه الله ولله المشرق والمشرق هو موضع الشروق والمغرب هو موضع الغروب والمراد هما وما بينهما وكل الخلق وسبب نزول هذه الاية او هذه اول ما نسخ يقول ابن عباس هذه اول ما نسخ في الاسلام حيث ان النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء الى كان بمكة يصلي الى بيت المقدس ويجعل البيت امامه الكعبة ويصلي بين الركنين فيستقبل البيت الحرام ويستقبل بيت المقدس فلما جاء الى المدينة وجهه ربه الى بيت المقدس وكان يصلي الى بيت المقدس ولكن كان يقلب وجهه في السماء ويرغب ان يرده الله الى قبلة ابيه ابراهيم ففعل الله به ففعل الله ذلك جل وعلا نسخ الصلاة الى بيت المقدس مع ان في خلاف بين اهل العلم هل كان النبي صلى الله عليه وسلم توجه الى بيت المقدس باجتهاد او بامر يعني ثمرة هذا لا تكاد تكون كبيرة لكن لا شك انه كان يصلي الى بيت المقدس ولهذا في البخاري قال اول ما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة صلى الى بيت المقدس فمكث ستة عشرا ستة عشر شهرا او سبع عشرة شهرا يصلي الى بيت المقدس ثم حوله الله الى مكة او الى القبلة والله عز وجل هنا يبين ان المشرق والمغرب كله لله ملكا ويوجه عباده جل وعلا ملكا وتدبيرا وتقديرا وتصريفا فاخبر انه يوجه عباده الى اي شيء شاء وقال ولله المشرق والمغرب فاينما تولوا فثم وجه الله اينما تولوا اي تتوجهوا او تتجه فثم اي فهناك وجه الله وتنازع العلماء في المراد بوجه الله هنا هل مراد صفته المراد صفة الوجه قال بهذا جمع من المفسرين وقال ابن تيمية رحمة الله عليه جمهور السلف على ان المراد فثم وجه الله المراد قبلة الله ووجهة الله التي وجه عباده اليها وفي موضع اخر قال والمراد بوجه الله يعني في هذه الاية وجهة الله فالوجه والجهة والوجه بمعنى واحد والمراد قبلة الله ووجهه الذي وجهكم اليه قاله مجاهد فشيخ الاسلام وجمع من اهل العلم بل هو يحكيه عن الجمهور انهم قالوا ثم وجه الله اي فثم وجهة الله قال ولله المشرق والمغرب فاينما تولوا المشرق والمغرب لله فاينما تولوا وجوهكم فثم جهة الله التي وجهكم اليها ولكن هؤلاء الذين قالوا هذا القول لا يقولون ان الله عز وجل لا يثبت له الوجه لا يثبت لله الوجه وهناك نصوص كثيرة كلها تدل على اثبات الوجه لكن الكلام هل هذه الاية تدل على صفة الوجه ام لا هذا هو المراد ومن العلماء من قال انها تدل على صفة الوجه ولكن لا شك ان صفة الوجه ثابتة لله. سواء قلنا ان هذه الوجه هذا هذه الاية بمعنى الوجهة او لا فلله وجه حقيقي جل وعلا يليق بجماله وكماله وجلاله سبحانه وتعالى ولكن النظر في السياق يعني يشعر بما قاله شيخ الاسلام لانه قال لله المشرق والمغرب فاينما تولوا الظاهر انهم يولون وجوههم الى المشرق او المغرب فثم وجه الله يعني وجهة الله التي وجهكم اليها وهذا قبل ان يأمر الله عز وجل نبيه بالتوجه الى الكعبة وقد ذكر العلماء ان اليهود كانوا يتوجهون الى بيت المقدس والنصارى كانوا يتوجهون الى المشرق مشرق الشمس ووجه الله المؤمنين الى البيت الحرام الى الكعبة الى بيت الله عز وجل ولله المشرق والمغرب فاينما تولوا فثم وجه الله ان الله واسع عليم واسع يسع خلقه جل وعلا كفاية وفظلا وجودا وتدبيرا ويدل على سعة صفات الله جل وعلا. عليم بخلقه قد احاط بكل شيء علما وهنا يرد اشكال قد يقول قائل الله جل وعلا يقول في هذه الاية ولله المشرق والمغرب ويقول في اية اخرى رب المشرقين ورب المغربين يقول جل وعلا في اية اخرى فلا اقسم برب المشارق وهل بين هذه الايات تعارض نقول لا لا تعارض بينها وهناك الحقيقة كتاب ماتع نفيس للشيخ الامين الشنقيطي رحمه الله اسمه دفع ايهام الاضطراب عن اية الكتاب دفعوا ايهام الاضطراب عن اي الكتاب اتى على الايات التي ظاهرها التعارض فجمع بينها ونقل كلام اهل العلم ومما جمع به العلماء بين هذه الايات قالوا ان المشرق والمغرب اراد به الجنس اراد به الجنس المشرق من جهة شروق الشمس والمغرب من جهة غروبها والمشرق والمغرب او المفرد اذا دخلت عليه ال يدل على العموم لكن قال بعضهم لا المراد هنا جنس المشرق الذي تشرق منه الكواكب والشمس والقمر فمشرق الكواكب لله جل وعلا. المشرق الذي تشرق منه ومغربها كذلك له ملكا وتدبيرا واما رب المشرقين والمغربين فقالوا هذا باعتباره الشتاء والصيف كالقمر والشمس مثلا لهما بالصيف مشرق وفي المغرب وفي الشتاء مغرب وهذا مشرق ومغرب وهذا امر معروف الذي يعني عنده عناية في هذا يعني طبعا الان مع الكهرباء الامور قد ما تدرك لكن قديما كنا نعرف هذا في فرق كبير جدا بين مطلعها بالشتاء والصيف بالشتاء يكون في ايسر تكون في ايمن المشرق طلوعها ومغيبها بايسر للمغرب وبالصيف العكس في ايسر المشرق تشرق ومغيبه في ايمن المغرب وذلك كما قال علماء الفلك قالوا ان الشمس ثلاث مئة وستين يوم كل يوم لها مشرق انتقل انتقالا يسيرا لا يدرك الا بعد مدة وهذا على كل حال امر ما معلوم فقال رب المشرقين ورب المغربين مشرق الشتاء ومشرق الصيف ومغرب الشتاء ومغرب الصيف وقال بعضهم المراد بالمشرقين والمغربين الشمس والقمر المشرقين مشرق الشمس ومشرق القمر والمغربين مغرب الشمس ومغرب القمر واما المشارق المراد به الكواكب كلها الشمس والقمر وسائر النجوم فالمشارع كلها تشرق من جهة الشرق والمغارب كلها تغيب في جهة الغرب فلا تعارض بين الايات والله اعلم