وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمون الله او تأتينا اية ذكر ابن اسحاق في السيرة رواه عنه ابن كثير بسنده عن ابن عباس قال قال رافع بن حريمله اليهودي لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا محمد ان كنت رسولا من الله كما تقول فقل لله فليكلمنا حتى نسمع كلامه فانزل الله في ذلك وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمون الله لولا يكلمنا الله يعني هلأ يكلمنا ويخاطبنا ويتكلم معنا الله جل وعلا وقال بعضهم بل هذا قول مشرك العرب وهذا هو الظاهر هذا هو الظاهر لان القوم الذين خاصموا النبي صلى الله عليه وسلم وكذبوا وعاندوه وطلبوا منه مثل هذه الايات هم هم المشركون واما اليهود والنصارى نعم تعنتوا وذكروا امورا لكن هذا ليس من من فعلهم هم طلبوا من انبيائهم وعلى كل حال لا مانع من حمل الاية على العموم كل الذين لا يعلمون قالوا هذا لكن كلمة لا يعلمون هذا يشعر بانها بالعرب الوثنيين الذين لا لا دين لهم اما اليهود عندهم شيء من العلم من التوراة والانجيل كذلك النصارى عندهم علم بالانجيل وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله يعني يتكلم معنا مخاطبا لنا بنبوتك وانك نبي من عنده مرسل او تأتينا اية تأتينا اية من السماء تدل على صدقك وقد جاءتهم اية لكنهم لا يريدون هذه الاية وهو القرآن وقد اقترحوا ان يأتي الله والملائكة وذكروا اشياء كثيرة اقترحوها وكل هذا من باب التعنت والا لو كان قصدهم الايمان وخفي عليهم الامر لقد جاءهم في القرآن ما يدل دلالة قطعية على صدق النبي صلى الله عليه وسلم وانه رسول رب العالمين وان ربهم الله وان هذا القرآن منزل من عنده وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمون الله يعني هلا يكلمنا الله او تأتينا اية تدل على صدقك انك رسول من عند الله كذلك قال الذين من قبلهم كذلك اي مثل ذلك قال الذين من قبلهم وهم اليهود والنصارى كما قال جل وعلا يسألك اهل الكتاب ان تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سألوا موسى اكبر من ذلك فقالوا ارنا الله جهره تشابهت قلوبهم قلوبهم كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم اشبهت قلوب الكفرة بعضها اشبهت قلوب الكفرة بعضها فاشبهت قلوب الكفرة الوثنيون كفار قريش والذين لا دين لهم قلوب اليهود والنصارى ومن سبقهم حيث انها كلها تواطأت على تكذيب الحق والمطالبة بالاتيان بالايات او تكريم الله لهم حتى يدل على صدقه. صدق النبي ولكن ولو تواطأ من تواطأ ولو تشابهت قلوب من تشابهت اذا كان على غير الحق فلا عبرة بها ولا مقام لها ولا قيمة لها لكن الله عز وجل يحكي هذا لاجل ان نعتبر فنشبه المؤمنين ونتشبه بالمؤمنين الصادقين ونحذر من مشابهة الكافرين تشابهت قلوبهم قد بينا الايات لقوم يوقنون بينا الايات جمع اية وهي العلامات الدالات على صدق نبينا وعلى ان القرآن من عند الله لكن لقوم يوقنون لان الايقان هو العلم الذي لا يخالطه شك فالموقنون الذين يوقنون بالحق ويبحثون عنه لا يريدون التعنت والاستكبار قد بينا لهم بيانا شافيا كافيا فايقنوا بالحق واتبعوه ثم قال سبحانه وتعالى انا ارسلناك بالحق بشيرا ونذيرا وهذا تكذيب لهؤلاء الذين قالوا لولا يكلمنا الله او تأتينا الاية تدل على صدقك اعقب ذلك باثبات رسالة ونبوة رسوله صلى الله عليه وسلم فقال انا ارسلناك بالحق بشيرا ونذيرا الباء هنا يقولون باء المصاحبة او الملابسة والمعنى ارسلناك مصحوبا بالحق او متلبسا بالحق وهذا تزكية له ولما ارسله الله به وهو القرآن بشيرا ونذيرا. بشيرا تأتي بالبشارة وهو الخبر الذي يتهلل له الوجه من حسنه وهو الاعم في الخير والمراد به تبشر من اطاع الله بالجنة وما اعده الله له من الثواب وما لهم من الخير في الدنيا والاخرة ونذيرا منذرا لانذار هو الاعلان بموضع المخافة منذرا من كفر بالقرآن ولم يستجب منذرا له من عذاب الله عز وجل وما اعده الله عز وجل له في الدنيا والاخرة ولا تسألوا عن اصحاب الجحيم يعني لا يسألك الله عز وجل عن هؤلاء الكفرة انت رسولنا حقا وان كفر هؤلاء وقالوا ما قالوا انت لا تسأل عنهم وعن اعمالهم ولا تزر وازرة وزر اخرى كل نفس بما كسبت رهينة وقال جل وعلا ليس عليك هداهم قال وذكر انما انت مذكر لست عليهم بمسيطر وهذا على قراءة الجمهور وجاء بقراءة اخرى وهي قراءة صحيحة قراءة نافع قال ولا تسأل عن اصحاب الجحيم والمعنى يختلف هنا لا تسأل عنهم انت ولا يسألون عنك ولا تسأل نهي للنبي صلى الله عليه وسلم ان يسأل عن اصحاب الجحيم واختلفوا في توجيه هذه القراءة فمنهم من قال لا تسأل قالوا روى ابن ابي حاتم وغيره وذكر بعض الاثار ابن كثير وغيره ان سببها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ليت شعري ما فعل ابوي وقبل ذلك قبل ان يعلمه الله عز وجل انهما مشركين انهما مشركان فقال هذه المقولة فقال الله ولا تسأل عن اصحاب الجحيم وقال بعض اهل العلم لا يثبت هذا لكن المراد لا تسأل عن اصحاب الجحيم هذا يراد فيه بيان شدة العذاب لا تسأل عنهم لما يكون الانسان في هلكة او في مصيبة تقول لا تسأل عنه لا تسأل عن حاله بتعظيم المصيبة التي هو فيها وقال لا تسأل عن اصحاب الجحيم. لما اعده الله من من العقوبة والنكال لهم