ثم قال جل وعلا ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم لا ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم اي دينهم الذي كانوا عليه وهذا خبر من العليم الحكيم والله مهما تتنازل عن دينك ما ما يقنعهم ولا يرضيهم حتى تترك الدين كله بل تتبع ملتهم فقط هذه موعظة لنا يا عباد الله كثير من الناس تأثر بالكفار وربما يريد يعني يصانعهم يداهنهم. يا اخي فاستمسك بالذي اوحي اليك والله لن يرضى عنك بشيء دون الكفر والردة واتباع ملتهم قال جل وعلا ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ثم قال قل ان هدى الله هو الهدى هذا بيان انه ليس الحق باتباع ملة اليهود والنصارى وانما اتباع الهدى الذي هداني كانه على لسان النبي صلى الله عليه وسلم هدى الله الذي بعثني الله به وهداني اليه هو الهدى الحقيقي الذي يجب ان يتبع ويهتدى به وهذا فيه ابطال لاتباع اي دين ونهي عن اتباع اي دين غير دين الله الذي قال فيه اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا قل ان هدى الله هو الهدى يعني هو الدين المستقيم الذي يجب ان يتدين الناس به لله جل وعلا ثم قال ولئن اتبعت اهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير لان اتبعت اهواءهم وما يهوونه من كونك تتبع ملتهم وتكون مثلهم من بعد الذي جاءك من العلم وهو الحق والقرآن الذي انزله الله عليك وما اعلمك به من الدين الصحيح ما لك من الله من ولي ولا نصير ما لك من ولي يتولاك ويقوم امورك وتدبيرك وتصريفك ولا نصير ينصرك من عذاب الله وهذا وعيد شديد فاذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قيل له هذا وهو معصوم فكيف بغيره من يتبع اهواء الكفار احذر الانسان الانسان يسعى دائما وابدا ان يكون وليا لله ان يتولاه الله وينصره ويعينه ويسدده ويحوطه فيجب ترك ما يبعدك عن ولاية الله ولا شك ان الكفر هو اعظم الذنوب نعوذ بالله من ذلك قال جل وعلا الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته اولئك يؤمنون به ومن يكفر به فاولئك هم الخاسرون قيل الذين اتيناهم الكتاب قيل هم اليهود الذين امنوا بالنبي صلى الله عليه واله وسلم وقيل المراد بهم اصحاب النبي صلى الله عليه واله وسلم والصواب العموم الذين يتلون الذين اتيناهم الكتاب يشمل اليهود والنصارى الذين اسلموا ويشمل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ويشمل كل مؤمن يؤمن بالكتاب بالقرآن ويتلوه ويعمل بما فيه الذين اتيناهم واعطيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته. هذا خبر ويراد به الحث والامر وحق تلاوته اي حق اتباعه يتلونه حق تلاوته يعني يتبعونه حق اتباعه قاله ابن عباس واستدل عليه بقوله والقمر اذا تلاها ومعنى تلاها يعني تبع الشمس فكذلك حق تلاوته يتلونه حق تلاوته يتبعونه حق اتباعه وقيل حق اتباعه يحلون حلاله ويحرمون حرامه وقال شيخنا الشيخ ابن عثيمين الاتباع للقرآن في ثلاثة اشياء في اللفظ والمعنى والحكم والذي يتبع القرآن يتبعه في لفظه يقرأه كما قرأه النبي صلى الله عليه وسلم وفي معناه يفسره ويفهم معناه كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه ومن حيث الحكم يعمل بمقتضاه وما جاء فيه. فهذا هو حق التلاوة يتلونه حق تلاوته اولئك يؤمنون به هؤلاء هم المؤمنون حقا الذين اتيناهم الكتاب فيتبعونه حق الاتباع ويعملون بما فيه هؤلاء هم المؤمنون الذين يؤمنون به حقا وهؤلاء هم الذين ينفعهم ايمانهم ومن يكفر به فاولئك هم الخاسرون من كفر بهذا القرآن العظيم فهم الخاسرون الذين خسروا الدنيا والاخرة كما قال جل وعلا ومن يكفر به من الاحزاب فالنار موعده وهذا اعظم الخسارة ثم قال جل وعلا يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم واني فضلتكم على العالمين وقد مر تفسير هذه الاية ينادي الله عز وجل بني اسرائيل وهم يهود اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم والنعمة هنا مفرد مضاف والمفرد اذا اضيف يعم فيشمل جميع نعم الله عز وجل ومن اعظمها جعلهم انبياء وملوكا جعل النبوت فيهم والملك وما اعطاهم الله عز وجل واني فضلتكم على العالمين اي على عالم زمانكم فكانوا افظل عالم زمانهم زمانهم وليسوا اعلم وليسوا افضل العالمين مطلقا فان افضل العالمين هم امة النبي صلى الله عليه واله وسلم كما قال جل وعلا كنتم خير امة اخرجت للناس ثم قال جل وعلا واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا. اتقوا اجعلوا بينكم وقاية اجعله بينكم وبين يوم القيامة هذا اليوم هو يوم القيامة اجعلوا بينكم وبينه وقاية اتقوه بالايمان بالله عز وجل بفعل الطاعات واجتناب المعاصي واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا في ذلك اليوم ما ابي احد يغني عن احد شيئا ولا يدفع عنه ولا ينفعه كما قال جل وعلا في اية اخرى ولا تزر وازرة وزر اخرى. كما قال جل وعلا لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه وكما قال جل وعلا يا ايها الناس اتقوا ربكم اخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جائز عن والديه شيء وقد مر معنا تفسير هذه الاية واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا وشيئا نكرة في سياق النفي فتدل على العموم ما تجزي شيئا ابدا فيجب ان نتقي هذا اليوم بطاعة الله عز وجل والاخلاص له حتى ينجينا من هذا اليوم لانه ليس هناك احد يجزي عن احد او يغني عنه او ينفعه قال ولا يقبل منها عدل والمراد بالعدل فدية كما قال جل وعلا او عدل ذلك صياما فدية مكافئة مماثلة ولو افتدى بملىء الارض ذهبا فلابد من احسان العمل اليوم قبل خروج الروح ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ما تنفعها شفاعة في ذلك اليوم لانه اذا ماتت عالكفر فما تنفعهم شفاعة الشافعين وهذا كله تبيون تبيين عظيم يا اخوان لحال الاخرة ما يغني عنك احد في الاخرة يا عبد الله فاجتهد بالعمل اليوم ولا تظن ان احدا سينفعك يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه. هؤلاء اقرب الناس اليه بالدنيا يغنون عنه يدافعون عنه في الاخرة يفرون منه لان لكل واحد منهم شأن يغنيه عن غيره مشغول بنفسه قال ولا هم ينصرون ليس لهم ناصر يقوم بنصرتهم مما وقع فيهم فما دام ان الله عز وجل اخبر بعدم وجود هذه الاشياء علينا ان نعمل العمل الذي ينجينا وهو وهو طاعة الله واجتناب معاصيه واتخاذه مولى وناصرا فنعم المولى ونعم النصير