ثم قال جل وعلا واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات ابتلى اختبر اكتبر الله ابراهيم وامتحنه بكلمات وهي الشرائع والاوامر التي امره بها وقال بعضهم هي المناسك وقال بعضهم هي خصال الفطرة والصواب انه يشمل كل ما اختبر الله به ابراهيم يدخل به امره بذبحه لولده وامور كثيرة كل ما ابتلاه الله به واختبره الله به واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن قام بها على التمام والكمال كما قال جل وعلا وابراهيم الذي وفى وفى ما امر به وقام به قال اني جاعلك فاتمهن قال اني جاعلك للناس اماما قال بعض اهل العلم فيه ان القيام بامر الله يورث الامام في الدين فقم بامر الله تحصل لك الامامة بالصبر واليقين كما قال شيخ الاسلام وغيره بالصبر واليقين تنال الامامة بالدين والامام في الدين مطلوبة يا اخوان الله اخبر عن عباده عباد الرحمن ام يقولون ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين اماما. الانسان يتمنى ان يكون امام يأتم به الناس بالخير ويتبعونه ويعملون بطاعة الله لانه دلهم عليه كان اماما لهم بالحق قال اني جاعلك للناس اماما قال ومن ذريتي على قول ابراهيم قال واريد ان يكون من ذريتي ايظا ائمة هذا دليل على فضل ابراهيم وعلى ان الانسان ينبغي ان يحب لاولاده مثل ما يحب لنفسه او اكثر في باب الخير قال ومن ذريتي؟ قال الله لا ينال عهدي الظالمين الظالمون الظلم الاكبر الذي هو الشرك لكن هل معنى هذا ان الله عز وجل لم يعطي إبراهيم ما سأل؟ لا بل اعطاه الا من كان من ذريته ظالما مشركا كافرا لم يعطه هذا ما يستحق الامامة بل يستحق الذل والخزي وهذا دلت عليه نصوص اخرى قال جل وعلا وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب استجاب الله دعاءه فما من نبي بعثه الله بعد إبراهيم الا من ذرية إبراهيم جعلهم ائمة لكن الظالمون الكافرون المشركون لا لا ينالون هذا العهد وهذا فيه التحذير من الشرك والكفر والظلم وان الامامة تنال بطاعة الله وبالقيام بما امر الله عز وجل به ثم قال سبحانه وتعالى واذ جعلنا البيت مثابة للناس وامنا واذ جعلنا البيت مثابة للناس وامنا المثابة قالوا مصدر من ثاب يثوب مثابا ومثابة اذا رجع والمثابة لعل البيت مثابة يعني مرجعا يرجع اليه الحجاج والعمار واذا جاءت اثار عن السلف انه ما من احد يأتي البيت فيطوه به ثم يصدر يرجع الى بلاده الا ونفسه تتطلع الى الرجوع اليه مرة اخرى وهذا امر الله سبحانه وتعالى منذ ان اذن ابراهيم واذن بالناس بالحج يأتوك رجالا والناس يذوبون الى هذا البيت الى يومنا هذا الله جعله كذلك. تحن اليه القلوب لا تملوا منه ولهذا يكرر مسلم الحج والعمرة والزيارة واذ جعلنا البيت مثابة للناس وامنا. اذا جعله الله مرجعا للناس ومثابا يتوبون اليه ويرجعون اليه مرة بعد مرة. وايضا جعله امنا يأمن الناس اذا دخلوه قال جل وعلا ومن دخله كان امنا ولهذا امن ما يكون الانسان في بيت الله الحرام ولهذا قال الله عز وجل في اية اخرى واذ قال ابراهيم ربي اجعل هذا البلد امنا واجنبني وبني ان نعبد الاصنام وقال جل وعلا او لم يروا انا جعلناه حرما انا جعلنا حرما امنا ويتخطف الناس من حولهم ولهذا قال يعني ذكر المؤلف احاديث عن تحريم الله عز وجل لمكة وتحريم ابراهيم لها قال مكة حرام حرمها الله فلا يعضد صيده فلا يقتل صيده ينفر صيدها ولا يعبد شجرها ولا يفتلى خلاها هذا والله هو الامن حتى البهائم تأمن في مكة الصيد يأمن الاشجار تأمن في مكة ما يجوز التعرظ لها بلدا امنا وهذا يدل على خطورة فعل اولئك الذين يظلمون الناس ويهتدون او يسرقون اموالهم ويسرقون امتعتهم ويل لهم قد امن الله هذا البلد وجعل من دخله كان امنا. كيف تعتدي علي قال جل وعلا واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى. هذا امر من الله عز وجل. امرنا ان نتخذ مقام ابراهيم مصلى لكن ما هو مقام ابراهيم قال بعض اهل العلم المراد به المقام الذي يسمى اليوم مقام إبراهيم وهي تلك الصخرة التي فيها موطئ ابراهيم كان ابراهيم يبني البيت عليها وكانت لاصقة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم في الكعبة فاخرها عمر رضي الله عنه الى هذا المكان حتى يطوف الناس بينها وبين الكعبة ولا يقطع الطائف صلاة المصلي وقال بعضهم بل مقام ابراهيم مناسك الحج كلها التي قام فيها الحرم ومنى عرفة ومزدلفة كلها قام فيها ابراهيم لكن الله اعلم ان المراد بالمقام هنا مقام ابراهيم الذي هو الحجر بدليلين الاول ان النبي صلى الله عليه وسلم لما طاف بالبيت ثم توجه الى المقام قال تلا الاية واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى ثم صلى ركعتين خلفه وايضا عمر يقول وافقت ربي في ثلاث وذكر منها ان انه قال النبي صلى الله عليه وسلم لو اتخذت المقام مصلى صلي اليه فامر الله عز وجل بذلك والمراد ان الانسان يتخذ مصليا ان يصلي اليه مقام ابراهيم والسنة ان تصلي الركعتين اللتين بعد الطواف خلف مقام ابراهيم لكن لو كان زحام ما في مكان تصلي في اي مكان من المسجد فثبت في البخاري ان عمر رضي الله عنه ما صلى الركعتين الا في الحجون طواف الوداع طاف ثم خرج ولم يصلي الا في الحجون. لكن السنة ان تصلي خلف مقام ابراهيم او في اي مكان من المسجد قال جل وعلا وعهدنا الى ابراهيم واسماعيل ان طهر بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود عهدنا يعني امرنا واوحينا الى ابراهيم واسماعيل الى ابراهيم خليل الرحمن والى ابنه اسماعيل ان طهر بيتي قال جمع المفسرين اي ابن ياهو على الاخلاص وقال بعضهم بل هذا دليل على طهارة المساجد يعني ابن ياه واجعلاه طاهرا طهره من الشرك ومن الاذى والقذر لانه يجب طهارة المساجد والبقعة المصلى عليها وطهر بيتي وهو البيت الحرام للطائفين والعاكفين والركع السجود الطائفين الذين يطوفونها وهذا لا لا طواف في الدنيا الا حول بيت الله تقربا الى الله فلا يجوز الطواف بالقبر ولا بالضريح ولا بالولي ولا بغير ذلك والعاكفين مأخوذ من العكوف وهو الثبوت والدوام والمراد من لزم المسجد بطاعة الله عز وجل وانتم عاكفون في المساجد والركع السجود وهم المصلون فالبيت الحرام يختلف عن غيره بزيادة ايش الطواف ولكن لابد ان يكون طاهرا قال واذ قال ابراهيم ربي اجعل هذا بلدا امنا وارزق اهله من الثمرات. ابراهيم عليه السلام يدعو لمكة ولذريتي كما قال في اية اخرى قال ربياني اسكنتم من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون وهنا قال واذ قال ابراهيم رب اجعل يعني يا ربي اجعل هذا بلدا امنا مكة يجعلها بلدا امنا مطمئنا كما مر معنا. يأمن من يأتيها وارزق اهله من الثمرات من عليهم بالرزق والعطاء مع انها ارض صحراء بين جبلين بواد غير ذي زرع ولكن يدر الله عليها الرزق في كل وقت وحين وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء والله على كل شيء قدير قال وارزق اهله من الثمرات من امن منهم بالله واليوم الاخر وارزق اهله من الثمرات ثم خص ابراهيم وهذا بدا البعض من كل ارزق من امن بك وباليوم الاخر فقال الله جل وعلا ومن كفر وارزقوا من كفر ايضا لأن الله هو الرزاق ذو القوة المتين يرزق المؤمن والكافر ولكن قال عن الكافر فامتعه قليلا ثم اضطره. يرزق الله عز وجل الكافر ايضا ويجري عليه رزقه في هذه الدنيا لكن يمتعه بهذا متاع قليل ثم بعد ذلك يضطره الى عذاب الى عذاب النار فاضطروا يعني يلجأه اضطره الجئه واصيره الى عذاب النار وبئس المصير بئس المرجع والمآل الذي يصير اليه