ثم قال سبحانه وتعالى وقالوا كونوا هودا او نصارى تهتدوا هذا ايضا رجع الى كلام اليهود والنصارى يدعون غيرهم الى ان يكونوا على ملتهم وانهم ان كانوا كذلك يهتدون يصيبون الحق بزعمهم فقال الله عز وجل قل بل من بل ملة ابراهيم يعني بل اتبعوا ملة ابراهيم. هذا اظراب ابطالي لمقولتهم وملة ابراهيم دينه ثم بين هذا هذه الملة قال حنيفا وما كان من المشركين الحنيف هو المائل عن الشرك الى التوحيد قصدا اي مفردا ربه بالعبادة متبرأ من الشرك متجنبا له وما كان من المشركين بل كان من المؤمنين ثم قال قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط هذه الاية وهي الاية مية وستة اللي هي من سورة البقرة والاية رقم اربعة وستين من سورة ال عمران ولاهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله. ثبت في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بهما في سنة صلاة الفجر التي قبلها احيانا واحيانا يقرأ بقول يا ايها الكافرون قل هو الله احد قولوا واعذروا امنا بالله وما انزل الينا وهو القرآن الذي انزله الله على على نبينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباب والاسباط هم اولاد يعقوب ويلاحظ هنا الترتيب الزماني الاسباط ابناء يعقوب ويعقوب ابن اسحاق اسحاق بن ابراهيم قادر على انه انزل اليهم وما اوتي موسى وعيسى معت الله موسى وعيسى التوراة والانجيل وما اوتي النبيون من ربهم. الكتب كلها نؤمن بها لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون لا نفرق بين احد من انبيائه لان من كفر بنبي فقد كفر بجميع الانبياء كما قال جل وعلا كذبت قوم لوط المرسلين كذبت عادل المرسلين كذبت ثمود المرسلين كذبت قوم نوح للمرسلين مع انهم ما كذبوا الا نبيهم لكن من كذب نبيه كذب جميع الانبياء وكفر بهم ونحن له مسلمون اي مستسلمون منقادون خاضعون له بالتوحيد والطاعة ثم قال سبحانه وتعالى فان امنوا بمثل ما امنتم به فقد اهتدوا. هذا تزكية وتسديد وتصويب لدين الله لدين النبي صلى الله عليه وسلم الذي عليه المؤمنون فان امنوا بمثل ما امنتم به وهو الايمان بالله سبحانه وتعالى وبكتبه ورسله فقد اهتدوا اهتدوا يعني اصابوا الحق وان تولوا يعني اعرضوا فانما هم في شقاق في مشاقه ومعصية لله ولرسوله فانما هم في شقاق فسيكفيكهم الله سيكفيك الله شرهم وينصرك عليهم ويكبتهم ويظهر دينك وهذا الذي حصل ولله الحمد وهو السميع العليم جل وعلا صبغة الله وصبغة الله اي دين الله كما قال ابن عباس قال صبغة الله اي دين الله. وسمي الدين صبغة لظهور اثره على معتنقه يصبغ عليه كالصبغ صبغة الله اي دين الله هذا دين الله ومن احسن من الله صبغة ونحن له عابدون الاستفهام بمعنى النفي لا احد احسن من الله صبغة ودينا ونحن له عابدون نعبده ونفرده بالعبادة ونخصه بها ثم قال سبحانه وتعالى قل اتحاجوننا بالله وهو ربنا وربكم المحاج المجادلة والمخاصمة بحيث يدرك كل واحد بحجته من الخصمين وهذا استفهام انكار تحاجون تجادلون في الله تجادلون في الله وفي عبادته وافراده بالعبادة وهو ربنا الذي خلقنا واوجدنا وربكم ولنا اعمالنا ولكم اعمالكم كل نفس بما كسبت رهينة ونحن له مخلصون اعلان الانسان يعلن عقيدته ودينه مخلصون له نعبده وحده لا شريك له ولا نعبد معه احدا غيره ثم قال جل وعلا ام تقولون ان ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط كانوا هودا او نصارى هذا ايضا استفهام انكار عليهم يقولون انهم كانوا من اليهود او من النصارى قل اانتم اعلم ام الله الاستفهام توبيخ وانكار طبعا الجواب معروف الله اعلم هو العليم الحكيم انتم اعلم ام الله والله جل وعلا يقول انهم ليسوا هودا ولا نصارى ومن اظلموا ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغاث عما يعملون من اظلم ممن كتم شهادة عنده من الله ان ابراهيم واسماعيل واسحاق لم يكونوا من النصارى ويعرفون هذا فكتموا هذه الشهادة وقالوا انهم هودا ونصارى فلا اظلم منهم في باب الشهادة لا اظلم منه في هذا الباب وما الله بغافل عما يعملون. هذا تهديد والتخويف ما الله بساه عنهم وعن اعمالهم بل هو محيط بها عليم بها. وسيجازيهم بها يوم يلقونه ثم قال تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون كما مر في قريبا