مر تفسيرها ثم قال سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها لا يعملون تلك امة قد خلت لها مكسب ولا تسألن عن ما كانوا يعملون اه سيقول السفهاء من الناس السفارة جمع سفيه ويطلق على من بعقله خفة والمراد بهم هنا قيل اليهود وقيل للمنافقون وقيل كفار قريش والصواب ان الاية عامة في كل من قال للنبي صلى الله عليه وسلم لما تحولت قبلته كل من قال فيه ما ولاهم عن قبلتهم تنطبق عليه هذه الاية سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم ما صرفهم عن قبلتهم التي كانوا عليها لانه كان يصلي الى بيت المقدس ستة ستة عشر شهرا او سبعة عشر شهرا ثم توجه الى الكعبة ما ولا هم عن قبلتهم التي كانوا عليها فقال الله عز وجل رادا على هؤلاء السفهاء قل لله المشرق والمغرب المغرب والمشرق كله ملكه يهدي من يشاء الى صراط مستقيم فهو الذي يوجه عبادة ويوجه انبيائه ويهديهم دليل انه هداية الى صراط مستقيم لا اوجاد فيه وهو الحق فتوجه النبي صلى الله عليه وسلم الى مكة والى الكعبة هذا هو الحق الذي لا مرية به والامر امره لا يسأل عما يفعل وهم يسألون قال وكذلك جعلناكم امة وسطا اي مثل ذلك الجعل جعلناكم امة وسطا. ومعنى وسطا يعني خيارا عدولا خيارا عدولا تشهدون على الناس لتكونوا شهداء على الناس وقد جاء الحديث في صحيح البخاري انه يوم القيامة يأتي الله عز وجل بنوح يقول هل بلغت امتك فيقول نعم فيؤتى بامته فيقول ما جعل من بشير ولا نذير فيقول الله يا نوحا لك من شاهد يقول نعم محمد وامته فيؤتى بامة بامة النبي صلى الله عليه وسلم فيشهدون فيقال وما يدريكم؟ فيقول اخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم بذلك. فيشهدون ان نوحا بلغ امته ثم يزكيهم النبي صلى الله عليه وسلم. وتلا النبي صلى الله عليه وسلم هذه الاية وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا هم يشهدون على الامم والنبي يشهد عليهم يزكيهم حتى تقبل شهادتهم ويكون ويكون الرسول عليكم شهيدا وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه هذه حكمة ما جعل القبلة التي كنت عليها وهي بيت المقدس ثم وليناك عنها الى مكة الا لنعلم من يتبع الرسول العلم هنا يا اخوان ليس العلم الازلي. الله يعلم كل شيء قبل وقوعه قبل خلق السماوات والارض لكن قالوا هنا الا لنعلم علما يترتب عليه الثواب والعقاب لان الله جل وعلا لا يحاسب الخلق على علمه الازلي لا حتى يوجدوا ويخلقوا ويعملوا ويعملوا او يعصوا عند ذلك يحاسبهم على عملهم فقال الامير الشنقيطي وغيره الا لنعلم اي علما يترتب عليه الثواب والعقاب وهو بعد خلقهم وايجادهم وفعلهم للمخالفة الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه هذا مهم جدا ما الذي يثبت ويصبر ويتبع النبي ممن ينقلب على عقبيه يعني يرتد ويرجع نسأل الله العافية عن دينه يشك كما قالت بعض يهود قالوا اما انه كان على الحق فانتقل الى الباطل واما انه كان على باطل وانتقل الى الحق وكذبوا بل كان على الحق وانتقل الى الحق والله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد قال وان كانت اي نسخ القبلة وان كانت لكبيرة الا على الذين هدى الله نسخ القبلة وتحويلها كانت مسألة عظيمة كبيرة شك بعظ الناس وارتد الا على الذين هدى الله هونها الله عليهم بل انه ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم ان اول صلاة صلاها هي الظهر الى بيت المقدس الى مكة ثم ذهب ذاهب الى اهل مسجد القبلتين مسجد بني سلمة فقال اشهد اني جئت من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صلى الى مكة وكانوا يصلون العصر وقد صلوا ركعتين الى بيت المقدس. فتحولوا مباشرة الى مكة لانهم هداهم الله قال الا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع ايمانكم. هذه لها سبب نزول وهو ان بعض الصحابة بعد ان حولت القبلة قالوا يا رسول الله كيف باخواننا الذين ماتوا على القبلة الاولى الى بيت المقدس كيف حالهم؟ يعني الان ما ما تصح فانزل الله عز وجل وما كان الله ليضيع ايمانكم اي ليضيع صلاتكم فسمى الصلاة ايمان سمى الصلاة ايمانا لانهم عبدوا الله حسب طاقتهم وقدرتهم وما حصل من نسخ بعد ذلك لا يضرهم ان الله بالناس لرؤوف رحيم الرفيع هي اشد الرحمة بل قالوا هي اشد من الرحمة فالله رؤوهم بعباده رحيم بهم وهنا مسألة يعني بعض الذين كتبوا بالتفريق بين الرحمن والرحيم يقولون الرحمن لعموم الناس والرحيم خاص بالمؤمنين ذكره كثير من المفسرين من نقلوا وهذا القول فيه نظر بل الله عز وجل رحمن للخلق كلهم ورحيم بالناس كلهم. لان الله هنا يقول ان الله بالناس ما قال بالمؤمنين؟ صحيح في ايات وكان بالمؤمنين رحيما لكن ايضا بالناس كلهم رحيم بهم. وقال بعض اهل العلم اقتصوا المؤمنون برحمته لهم في الاخرة قال جل وعلا قد نرى تقلب وجهك في السماء فلا نولينك قبلة ترضاها فولي وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطرا وان الذين اوتوا الكتاب ليعلمون انه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون هذه الاية متقدمة نزولا متأخرة في المصحف لان هذا هو توجيه النبي صلى الله عليه وسلم الى القبلة وهي اولا لكن ما اخبر الله به عما حصل بعد التوجه الى القبلة القبلة الله عز وجل ذكره اولا في هذه السورة والذل انه لا يلزم من تقدم الاية ان تكون نزلت اولا. قد تتقدم في المصحف وهي متأخرة نزولا او العكس والله جل وعلا كما جاء في سبب نزول هذه الاية ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب بيت المقدس يحب ان يوجه الى الكعبة لما كان يصلي الى بيت المقدس فكان يقلب وجهه في السماء ويسأل الله فقال الله عز وجل قد نرى تقلب وجهك في السماء وقد هنا للتحقيق يا اخوان لان قد تأتي للتقليل وتأتي للتكفير والتحقيق فقد هنا تريد التحقيق والتكفير قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها هو اللي يوجهك شطر المسجد الحرام هذه القبلة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يرضاها ويرجو من الله ان يوجهه اليها لانها قبلة ابيه ابراهيم فول لوجهك شطر المسجد الحرام شطر الشطر النحو اي جهة المسجد الحرام اي للكعبة وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطرة وجوب التوجه الى القبلة واستقبال القبلة في الصلاة في اي مكان كان سواء كانت القبلة البيت الحرام شرقا او غربا او جنوبا او شمالا بحسب مكان الانسان ولهذا لا تصح الصلاة لغير القبلة لكن وسع الله على الناس ما بين المغرب الى المشرق قبلة يكفي الجهة اذا كنت بعيدا اما اذا دنوت ورأيت عين الكعبة لا يجوز ان تنحرف يمينا او شمالا. ولهذا يقولون الكعبة القبلة اضيق ما تكون اذا كنت قريبا منها. لو تنحرف انحراف بسيط خرجت عن الكعبة. اما بعيد يكفيك الجهة كلها قال جل وعلا وان الذين اوتوا الكتاب لا يعلمون انه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون الله عز وجل يخبر ان الذين اوتوا الكتاب من اليهود والنصارى يعلمون انه الحق يعني التوجه الى الكعبة وانها قبلة ابراهيم ان هذا هو الحق الذي لا ملة فيه وما الله بغافل عما يعملون وما الله بساه عن اعمالهم مع انهم قالوا ما ولاهم عن قبلتهم لكن قالوا هذا مكابرة وحسد وانهم يعلمون ان الحق هو التوجه الى بيت الله الحرام