يا ايها الذين امنوا استعينوا بالصبر والصلاة ان الله مع الصابرين مر معنا ان هذا النداء عظيم وعزيز على النفوس. ولهذا قال ابن مسعود اذا سمعت يا ايها الذين امنوا فارعيها سمعك فانه خير تؤمر به او شر تنهى عنه ولذلك اذا سمعت هذا النداء فانتبه لانه اما خير تؤمر به واما شر تنهى عنه ولا يأتمر مما سيأتي من امر او ينتهي عما ينهى عنه الا من كان متصلا بالايمان وفيه تزكية باهل الايمان لان هذا مذهب اهل السنة والجماعة اذا قيل امؤمن انت؟ قال ان شاء الله واذا قيل مسلم؟ قال نعم لان الامام مرتبة عالية ما يبلغها كل احد ثم قال جل وعلا استعينوا بالصبر والصلاة وقد مر الكلام على هذه الاية اطلبوا الاعانة على ما ينوبكم وما يعرض لكم بالصبر على ما اصابكم وبالصلاة تصلون كما فعل ابن عباس لما جاءه خبر وفاة ابن اخيه استرجع ثم صلى ركعتين اطال فيهما ثم قال فعلنا ما امرنا به ربنا ان الله مع الصابرين. المعية هنا المعية الخاصة لان معية الله نوعان معية عامة فهو مع جميع خلقه بعلمه واحاطته وقدرته وسمعه وبصره ومعية خاصة وهي النصر والتأييد والتمكين وتحقيق ما يطلبه الانسان وهذه خاصة بالانبياء واتباع الانبياء ولا تقول لمن يقتل في سبيل الله امواتا بل احياء بل احياء ولكن لا تشعرون لا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله والله اعلم بمن يقتل في سبيله لكن اذا ظهر انه قتل في المعركة ظاهر انه يريد وجه الله مقبلا غير مدبر فهذا الذي يظهر انه في سبيل الله فلا تقولوا انه ميت لكن ليس المراد ميت هنا خروج الروح نعم هو مات هذه الموتى خروج الدنيا من الروح خرجت لكن هو بعد هذه الموتة الان ليس بميت هو في نعيم عظيم ولهذا جاء الحديث ان اهل الجنة ارواحهم في اجواف طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت رواه مسلم وغيره ما هم في نعيم عظيم لكن اما الموتة التي كتبها الله في الدنيا فذاقوها لكن المراد ليس معنى ذلك انهم ماتوا وانتهى كل شيء ماتوا فاحياهم الله. حياة مرزقية كاملة وهذا فيه حث على الجهاد في سبيل الله وعلى شراء تلك الحياة الاخرة اذا وجد اذا وجدت اذا وجد الجهاد في سبيل الله تحت راية امام من ائمة المسلمين وسواد وقدرة لا جهاد التفجيريين والدواعش الذين يفجرون مساجد المسلمين وبيوتهم واقاربهم ويزعمون انه جهاد. هذا جهاد في سبيل الشيطان لا في سبيل الرحمن قال جل وعلا بل احياء بل هنا للاضراب بل هم احياء عند ربهم حياة عظيمة ولهذا جاء في الحديث صحيح اورده ابن كثير رحمه الله في صحيح مسلم قال ان ارواح الشهداء في حواصل طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت ثم تأوي الى قناديل معلقة تحت العرش فاطلع عليهم ربك اطلاعه فقال ماذا تبغون قالوا يا ربنا واي شيء نبغي؟ وقد اعطيتنا ما لم تعطي احدا من خلقك ثم عاد اليهم بمثل هذا فلما رأوا انهم لا يتركون من ان يسألوا قالوا نريد ان تردنا الى الدار الدنيا فنقاتل في سبيلك حتى نقتل فيك مرة اخرى لما يرون من ثواب الشهادة احياء يكلمهم الله فيقول الرب جل جلاله جل جلاله اني كتبت انهم اليها لا يرجعون فيتركهم اذا هم احياء كما اخبر الله جل وعلا وصدق الله ورسوله. ولكن لا تشعرون الشعور هو الاحساس فانتم لا تشعرون بهذا لانهم قد دفنتموه وغطي هم ولكن لا تشعرون لا تحسون بهذا والله على كل شيء قدير ثم قال جل وعلا ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقسم من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين. نبلونكم اي نختبرنكم الابتلاء الاختبار وهذه حكمة بالغة لابد ان يبتلى الناس لان هذي ما هي دار راحة الدنيا دار نكد دار تعب دار مصائب من من هذا احد نبينا صلى الله عليه وسلم وهو نبينا متى بعض ولده مات زوجه كسرت رباعيته شج وجهه الدنيا دار ابتلاء واختبار ولله في ذلك حكمة لا يلزم هذا الاختبار يا اخوان انه انه بسبب يعني بعد الانسان عن ربه لا ليرفع الله له درجته كما جاء في الحديث ان الرجل لتكتب له المنزلة في الجنة لا يبلغها بعمله فيبتلى بالمصائب فيصبر عليها فيبلغ هذه المنزلة ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع وقد حصل للنبي صلى الله عليه وسلم واصحابه الخوف حتى زلزلوا وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين امنوا معهم متى نصر الله وبلغت القلوب الحناجر هذا وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يزال المسلمون ينزل بهم الخوف مرة بعد مرة بشيء من الخوف ولكن قال بشيء ولله الحمد لانه ليس شيء غالب يصيبهم شيء وليس اغلب حياتهم هكذا والجوع وهو ما يجده الانسان من الم حينما لا يجد الطعام الذي يأكله ولهذا لو كان الشبع والدنيا مكرمة عند الله عز وجل اعطاها نبيه وقد كان صلى الله عليه وسلم يربط الحجر على بطنه ومات وما شبع من خبز الشعير ومات ودرعه مرهون عند يهودي في اصع اخذها لازواجه هذا اعظم لدرجاتهم ولهذا كان عمر وغيره لما انعم الله عليه بشيء من النعم قال اني اخشى ان ان نكون ممن عجلت لهم طيباتهم فكيف بنا نحن اليوم وما نحن فيه من الغنى والرفاهية قال جل وعلا ونقسم من الاموال صبغ مصيبة في المال ينقص المال يخسر تتعطل سيارة تصدم يحترق البيت يحصل شيء ينقص ماله والانفس نقص من الانفس يموت بعض الاقارب يموت باحد اقاربه ابوك او امك او ولدك او اخوك او عزيز عليك والثمرات كذلك ثمرات النبات والمزارع والبساتين بساتينكم يصيبها نقص تصيبها افة فتفسد كلها او يصيب عافى بعضها لكن ما هو المخرج؟ وبشر الصابرين المخرج الميلادي بشر الصابرين وهذا حث على الصبر اي فاصبروا اذا وقعت فيك مصيبة اصبر واحتسب اصبر واحتسب بعض الناس يشكي للناس يا اخي ما يملكون الناس شيء ولهذا ما سلم احد من هذه المصائب عن النبي صلى الله عليه وسلم اصابته والصحابة اصابتهم والملوك والكبراء والوزراء والصغار والكبار ما احد ينجو من هذه الامور لانها تقدير العزيز العليم فالحل الصبر على امر الله ولهذا قال الصبر هو الصبر على طاعة الله وعن معصية الله وعلى اقدار الله المؤلمة هذا من اقدار الله المؤلمة التي تقع بالانسان ثم قال الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون هذا بيان للصابرين وصف شرح من هم الصابرون الذين اذا اصابتهم مصيبة وقعت بهم مصيبة في المال في النفس في الارزاق قالوا انا لله. نحن ملك لله. نحن عبيد الله ملكه عبيده يفعل بنا ما يشاء نحن العبيد وهو الرب جل وعلا نحرو مماليكه يفعل بنا ما يشاء يغني من يشاء ويفقر من يشاء يصح من يشاء ويمرض من يشاء فالامر امره هذا مقتضى العبودية انا لله وانا اليه راجعون غاية التسليم فنحن لله وراجعون اليه ومردنا اليه فهو ربنا فليفعل بنا ما ما يشاء جل وعلا ثم قال اولئك عليهم صلوات من ربهم اولئك اسم اشارة دالة على بعدي وعلو مكانة هؤلاء الصابرين اولئك عليهم صلوات من ربهم الصلاة من الله هي الثناء على عبده في الملأ الاعلى عليهم صلوات ثناء يثني الله عز وجل عليهم في الملائكة وفي الملأ الاعلى ورحمة بسبب ما اصابهم لما صبروا يثني الله عليهم وايضا تتنزل عليهم رحمته في الدنيا والاخرة فكم يصب الله على الصابرين من الرحمة في الدنيا والاخرة وهذا امر يعرفه الناس وقديما قيل من صبر ظفر والنبي صلى الله عليه وسلم يقول واعلم ان النصر مع الصبر ومن يتصبر يصبره الله قال صلى الله عليه وسلم ما اعطي احد عطاء خيرا واوسع من الصبر يقول عمر كما في البخاري وجدنا خير عيشنا بالصبر الذي ما يصبر ما يستطيع يعيش تبقى حياته كلها نكد وهم قال جل وعلا واولئك هم المهتدون الذين هداهم الله الى الصراط المستقيم فهم الذين اهتدوا الى الحق فاذا جاءتهم المصائب لا لم يصيحوا وينوحوا ويولول ويشق الجيوب ويلطم الخدود ويشتكوا الرب الى الخلق انا لله وانا اليه راجعون ويصبرون على امرهم فهم المهتدون الى الحق وهذا خبر يقتضي الحث على سلوك طريقهم ولهذا جاء عن عمر رضي الله عنه قال نعم العدلان ونعمة العلاوة. في تفسير هذه الاية. قال نعمة نعم العدلان ونعمة العلاوة فالعدلان اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة والعدل الاصل العدلان العدلاني مثنى عدل والعدل هو المثل كانهما مثلان متعادلان صلوات ورحمة وهناك العلاوة فوق هذا كما يوضع على البعير يعدل بين حمله يمين وشمال هناك علاوة توضع فوقه شبهها بهذا والعلاوة التي فوق ما يعطيه الله عز وجل من الصلاة عليه ورحمته هذان عدلان فوق ذلك واولئك هم المهتدون