ان الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت او اعتمر فلا جناح عليه ان يطوف بهما ومن تطوع خيرا فان الله شاكر عليم الصفا في الاصل هو الحجر الاملس والمروة تطلق على الحجارة البيضاء الرقاق لكن المراد هنا علمان على الصفا والمروة اللذان يبدأ الساعي فيهما. فالصفا يبدأ الذي يسعى بعد ان يقوم بالبيت جبل بمكة في المسعى اسمه الصفا ويبدأ منه والمروة ينتهي اليها وسبب نزول الاية ان الانصار في جاهليتهم او الاوس والخزرج اذا حجوا او اعتمروا يطوفون بالبيت فقط ولا يطوفون بين الصفا والمروة فلما جاء الله بالاسلام تحرجوا يعني هل امرهم على ما كانوا عليه لا يطوفون بين الصفا والمروة فانزل الله عز وجل ان الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت او اعتمر فلا جناح عليه ان يطوف بهما لا جناح يعني لا اثم عليه لكن ليس معنى هذا ان الطواف ان السعي بين الصفا والمروة وهو الطواف بين الصفا والمروة ما هو بواجب ولهذا لما قال عروة لعائشة ارأيتي قوله ان الصفا والمروة من شعائر الله فوالله ما على احد جناح الا الا يتطوف بهما ما عليه اثم لو لو لم يطف بهما قالت بئس ما قلت يا ابن اختي لانه ابن اسماء اخت عائشة بنت ابي بكر بئس ما قلت يا ابن اختي انها لو كانت على ما اولتها عليه كانت فلا جناح عليه الا يطوف بهما الله قال ولا جناح عليه ان يطوف ما قال الا يتطوف وهذا رواه البخاري وغيره بل هو في الصحيحين اذا هذا سبب نزولها. وجاء ايضا سند صحيح وهي يقول ابن كثير وهي رواية الزهري انه قال فحدثت بهذا الحديث ابا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث فقال لي ان هذا العلم ما كنت سمعته. يعني ما سمع انه بسب الانصار ولقد سمعت رجالا من اهل العلم يقولون ان الناس الا من ذكرت عائشة كانوا يقولون ان طوافنا بين هذين الحجرين من امر الجاهلية فانزل الله عز وجل الاية وقال اخرون من الانصار انما امرنا بالطواف بالبيت ولم نؤمر بالطواف بين الصفا والمروة. فانزل الله عز وجل الاية ولا مانع كل هذا حق واذ جاء عن انس لما سئل عن الصفا والمروة قال كنا نرى انهما من امر الجاهلية فلما جاء الاسلام امسكنا عنها فانزل الله من الصفا والمروة. فيرجع الى القول الاول اذا هذا سبب نزولها لكن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. وليس هناك مانع ان كل هذه الاسباب التي ذكرت كانت موجودة قبل نزول الاية. فنزلت الاية لكل هذه الامور ولا مانع من تعدد مقتضيات سبب النزول يكون اكثر من امر واكثر من قضية فتنزل الاية بعدها فتكون شاملة لها في الدلالة. لا لا لا شيء يمنع من هذا كما نص عليه اهل العلم ان الصفا والمروة من شعائر الله. الشعائر جمع شعيرة والاصل في الشعيرة هي العلامة ومن شعائر الله يعني من علامات وشعائر الحج والعمرة ولهذا السعي بين الصفا والمروة ركن في الحج وركن في العمرة قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله كتب عليكم السعي فاسعوا وعائشة تقول في الحديث فلا اتم الله حج ولا عمرة من لم يطف بينهما والنبي صلى الله عليه وسلم سعى بينهما وقال خذوا عني مناسككم فهي ركن لكن الاية جاءت لسبب نزول معين فمن حج البيت او اعتمر معروف الحج والعمرة فلا جناح اي فلا اثم لكن هذا لنفي ما كانوا يتوهمونه اي يطوف بهما وهذا دليل على ان السعي بين الصفا والمروة طواف ايضا طواف كما كالطواف حول البيت ولا حرج ان يقول الانسان طفت بين الصفا والمروة او سعيد كله حق وهذا نص القرآن ومن تطوع خيرا فان الله شاكر عليم من تطوع خيرا فان الله شاكر عليم. وهذا الذي يظهر والله اعلم انه افادة عن الحث على التطوع لكن يجب ان يعلم ان السعي لا تطوع فيه اما الطواف بالبيت نعم لكن لو اراد يتطوع بالطواف اراد ان يتطوع بعمرة بحج غير الواجبة من تطوع بذلك فان الله شاكر عليم. يشكر له تطوعه ويعلم تطوعه ايضا الذي قام به ويصلح تصلح الاية للاستدلال بفعل التطوع بجميع الاعمال الحج وغير الحج من تطوع بالصدقة ما هي بالزكاة الواجبة من تطوع باشياء لا تجب عليه باطعام الطعام بامور ليست واجبة عليه فليبشر فان الله شكور شديد سيشكر له عمله هذا ويعلم عمله لا يخفى عليه منه شيء. فهو حث على التطوع ثم قال جل وعلا