ثم قال جل وعلا ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما انزل الله من السماء من ماء فاحيا به الارض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والارض لايات لقوم يعقلون ان في خلق السماوات والارض نعم او قبل ذلك نقول لما ذكر جل وعلا توحيده والوهيته والهكم اله واحد لا اله الا هو اردف ذلك واعقبه بذكر الدليل او بذكر الاشياء الدالة على الوهيتي وربوبيته سبحانه وتعالى وخلق السماوات والارض لا شك انه عظيم في خلق السماوات والارض وايجادهما سبع سماوات وايجاد وخلق الاراضين على غير مثال سابق وبين السماء وبين الارض والسماء الدنيا مسيرة خمس مئة عام وبين كل سماء وسماء مسيرة خمسمائة عام وفوقها مسيرة خمسمائة عام البحر الماء وفوقهم خمس مئة عام العرش او الكرسي لا شك انه يدل على عظمة الله. هذه السماء ما فيها من كواكب ونجوم وشمس وقمر والله انها ايات عظيمة ولهذا ثبت في السيرة ان النبي صلى الله عليه وسلم لما كان في بني سعد صغيرا يقولون كان يكثر النظر في السماء صلى الله عليه وسلم تدبر يتأمل الانسان اذا كنت بعيدا عن الاضاءة وعن الكهربا تعجب السماء تتوهج بالنجوم مع ما فيها موظع ابرة الا وترى فيها كوكبا ونجما سبحان من خلقها وسيرها تغيب تسير والليل والنهار فيها فيها ايات علامات دلائل لكن لمن كان له قلب وقديما قيل اذا كثر الامساس قل الاحساس الناس اذا رأوا عمارة طويلة يتعجبون ناطحة سحاب طيب والسماء والارض والجبال هذا هو الخلق العجيب ولهذا اعرابي قال مقولة جميلة يحكيها المفسرون يقول سماء ذات ابراج ليل داج يعني مظلم وسماء ذات ابراج وارض ذات فجاج الاثر يدل على المسير والبعرة تدل على البعير. الا يدل ذلك على اللطيف الخبير بلى وفي كل شيء له اية جل وعلا وفي انفسكم افلا تبصرون ولهذا التدبر والتأمل ترى من اعظم ما ينفع الله عز وجل به الانسان ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار. الليل والنهار يختلفان فهذا مظلم وهذا مضيء يختلفان في الطول والقصر يزيد الليل وينقص النهار ثم يبدأ يزيد النهار وينقص الليل لا يتأخران عن وقتهما ما سمعنا انه الليل اخذ اجازة اسبوع او يوم ولا النهار اية عظيمة يا اخوان تدل على عظم من خلقها جل وعلا واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر الفلك هي السفينة هي السفن والفلك يقول ليستوي فيها المذكر والمؤنث فيقال للواحدة فلك ويقال للمجموعة فلك وقد دل على ذلك القرآن فقال جل وعلا حتى اذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وقال جل وعلا ويصنع الفلك نوح يصرع الفلك سفينة واحدة وقال الله عز وجل الفلك وفي هذه الاية والفرقة التي تجري في البحر التي تجري في البحر سبحان الله خشب خشبة تطفو كالبحر بل الان سبل ضخام مئات الاطنان او الاف الاطنان وتطفو فوق البحر مع انك لو رميت حجر صغير انغمس وسط البحر وهذه السفن تطفو نعمة من الله عز وجل بها على على عباده التي تجري في البحر بما ينفع الناس. تجري بما ينفع الناس تحمل الارزاق تحمل الناس انفسهم تجري في مصالح الناس وما انزل الله من السماء من ماء فاحيا به الارض بعد موتها كذلك في انزال الماء من السماء فاذا نزل على الارض احيا الله به الارض بعد ان كانت ميتة صحراء تمتلي بالغبار فاحياه الله وصارت ارضا خضراء جميلة منبتة من الذي فعل ذلك هو الله قال وبث فيها اي في الارض. بث فرق ونشر فيها في الارض من كل دابة والله ما يستطيع احد ان يحصي انواع الدواب النوع فقط. فظلا عن الافراد ولهذا وهذا يعرفه كثير منكم اذا جاء الربيع تكون في مكان اذا جاء الربيع تأتي معه دواب ما تعرفه في حياتك من الذي خلقها؟ من الذي اوجدها هذي كلها ايات عبر لمن يعتبر قال جل وعلا وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والارض والارض تصريف الرياح الاتيان بها على وجوه مختلفة سواء من حيث النفع هذه ريح تأتي بالمطر وهذه تلقح النباتات وهذه ريح تأتي بالعذاب وهذي ريح تأتي بالهواء او ايظا تصريفها تأتي من جهة الجنوب ومن جهة الشمال ومن جهة الشرق ومن جهة الغرب وما بينهما ما الذي يصرفه هو الله مع انك انت تحس بالريح ولا تراه تحس بها ولا تراها وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء كذلك تصريف السحاب المسخر المذلل بين السماء والارض مع ان السحاب يحمل كميات من الماء لا يعلم وزنها الا الله ومع ذلك ما اسقط على رؤوسنا ارأيت لو انك حملت ايش تسمونه وايتة وتريلا من الماء خزان ماء هل يمكن يثبت في السماء بدون شي لا اذا نزل السحاب تجري الشعاب والاودية وتمتلئ الارض من الماء ومع ذلك هذا السحاب ما سقط على الارض ما الذي يمسكه ويسخره ويذلله ويسوقه حيث يشاء هو الله سبحانه وتعالى قال لا ايات في كل هذه الامور خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر ما ينفع الناس وما انزل الله من السماء من ماء فاحى به الارض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصرف الرياح والسحاب المسخر بين ما هي والارض كل هذه ايات علامات دلائل واضحات تدل على الله فالخالق لهذه الاشياء المدبر لهو المستحق ان يعبد لكن لمن لقوم يعقلون يعقلون العقل هو الفهم يعقلون عن الله مراده هناك من باب المناسبة قال الفول نعم وتسريب الرياح هناك مقولة ذكرها بعض المفسرين يقولون جاء النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اللهم اجعلها رياح ولا تجعلها ريح يقول ان الرياح بالجمع للخير تأتي بالخير والريح بالافراد تأتي بالعذاب هذا القول لا يسلم فيه اول الحديث لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم صحيح انه في الاغلب اذا جاءت الريح بالافراد انها تدل على العذاب لكن جاءت في موطن تدل على الخير وجرينا بهم بريح طيبة ريح واحدة وسماها طيبة لكن لو قيل الاعمى الاغلب نعم هذا له وجه من النظر وهذا اذا لم ننظر ايظا للقراءات غالبا التي جاءت فيها ريح احيانا بعضها تجد فيها قراءة رياح لكن على القول بالقراءة التي نقرأ عليها