ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله ومن الناس من تبعيضية من بعض الناس لانه ليس كل الناس يفعل هذا من يتخذ من دون الله اندادا من دون الله انداد الانداد جمع ند وهو الشبيه والمثيل والمعنى يتخذون شركاء مع الله يجعله ندا يصرفون له محبتهم تعبدون له يحبونهم كحب الله يحبون اندادهم واصنامهم مثل ما يحبون الله والمحبة التي لله يا اخوان محبة عبادة لا يجوز ان يتقرب بها لغير الله يعني التقرب الى احد بمحبتك له لا يجوز الا لله هل تحب الله وتتعبد له بمحبته تتقرب تتعبد تتذلل له بهذه المحبة هذه محبة العبادة من صرف لغير الله فهو مشرك كافر ولهذا قال والذي والذين امنوا اشد حبا لله اذا هؤلاء المشركون يحبون الالهة ويحبون الله ايضا محبة عظيمة لكن يسوون بين الله وبين الالهة والانداد لكن الذين امنوا اشد حبا لله لانهم لا يحبون الا الله لا يحبون الا الله فكانت محبتهم خالصة قال جل وعلا ولو يرى الذين ظلموا لو شرطية اين جوابها كثيرا ما تأتي له ويحذف جوابها يكون يحذف لنكتة بلاغية حتى يذهب الذهن كل مذهب وتقدير الكلام ولو ترى ولو يرى الظالم الذين ظلموا اذ يرون العذاب لرأوا شيئا مخيفا لرأوا عذابا شديدا لرأوا شيئا مهيلا لرأوا قدر ما شئت يذهب الذهن كل مذهب سيرون ماذا هو يعرف انه عذاب لكن ما قدره ما حجمه ولو يرى الذين ظلموا والمعنى ظلموا هنا اشركوا كفروا لانه سيقول في اخر الايات وما هم بخارجين من النار فمن اشرك مع الله احدا في المحبة كافر لان الله قال وما هم بخارجين من النار والذي لا يخرج من النار هو الكافر المشرك المحو ومعنى الذين ظلموا هنا يعني كفروا اذ يرون العذاب اي حين يرون العذاب الذي ينزله الله عز وجل بهم لرأوا شيئا لا تطيقه العقول من شدته ثم قال ان القوة لله جميعا القوة لله جميعا هو القوي وحده لا شريك له وكل من دونه فهو ضعيف ومن كان به قوة فمن الله والله الذي اودعها به لكن قوة الله لا يغالبها قوة جل وعلا وان نعم وان الله شديد العذاب فهو القوي والقوة كلها له وهو شديد العقاب العذاب وعذابه شديد لا يقادر قدره احد نعوذ بالله من عذاب الله ثم قال اذ تبرأ الذين اتبعوا يعني واذكر حين تبرأ ومعنى تبرأ تبرأ من الشيء يعني طلب البراءة منه والتنصل وتخلى منه ما يريده اذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا تبرأ المتبوعون من اتباعهم وبئس الصداقة والعلاقة التي تنتهي باهلها الى ان يتبرأون من بعضهم فكل يفر ولا يريد احدا الا المتقين ولهذا قال اذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب يعني رآه من الاتباع والمتبوعون رأوا العذاب وتقطعت بهم الاسباب والاسباب جمع سبب والمراد به اسباب الخلاص اسباب النجاة وقيل تقطعت بهم الاسباب التي كانت بينهم في الدنيا. كان في اسباب تربط بعظهم ببعظ في الدنيا يود بعضهم بعضا قرابات مال رفقة امور تقطعت انتهت ما تنفع ما ينفع ذلك اليوم الا الايمان بالله وحده لا شريك له وتقطعت بهم الاسباب وقال الذين اتبعوا لو ان لنا كرة فنتبرأ منهم يعني المتبوعون تبرأوا من اتباعهم وتقطعت الاسباب والوصلات التي كانت بينهم في الدنيا كما قال ابن عباس وعندها يقول الذين اتبعوا لو ان لنا كرة رجعة الى الدنيا مرة ثانية فنتبرأ منه كما تبرأوا منا يتخلص منهم نتخلى عنهم لكن هذا لا يمكن ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون. اذا مثلا الانسان ما يرجع للدنيا فلا يمكن ان يرجع فنتبرأ منهم كما تبرأ منا مثلما تبرأوا منا قال الله عز وجل كذلك يريهم الله اعمالهم حسرات عليهم مثل هذه القراءة يريهم اعمالهم التي عملوها مع هؤلاء المتبوعين وغيرهم حسرات يتحسرون عليها ويندمون اشد الندم لانها تسوءهم لانها عذاب مهين اعمال تسوء صاحبها ويضيق صدره بها وما هم بخارجين من النار فوق هذا يتحسرون لما يروا من اعمالهم الخبيثة التي تلقي بهم في نار جهنم وقال بعضهم يتحسرون حينما يرون الاعمال الصالحة انهم ما عملوها يتحسرون على فعلها ولكن ظاهر السياق انهم يتحسرون على اعمالهم ومن اعمالهم هذه كما جاء في الحديث ينظر ايمن منه فلا يرى الا ما قدم وينظر اشأم منه فلا يرى الا ما قدم وينظر امامه ولا يرى الا النار تسوء هذه الاعمال اذا ما زلنا يا اخوان في دار الامهال تب الى الله من الاعمال السيئة يا اخي واعمل الاعمال الصالحة التي تسرك يوم تراها قال جل وعلا وما هم بخارجين من النار. هذا دليل ان الاشراك مع الله في المحبة محبة الاصنام مع الله مع انهم يحبون الله حبا شديدا كفر وما هم بخارجين من النار والذي لا يخرج من النار هو الكافر اما عصاة الموحدين يخرجون ومن هنا قال شيخ الاسلام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله يقول فكيف بمن لم يحب فكيف بمن لم يحب الله فكيف بمن يحب الند اشد من حب الله اذا كان هؤلاء يحبون الله حبا شديدا لكن يشركون معه الاصنام. اخبر الله انهم لن يخرجوا من النار فكيف بالذي ما احب الله اصلا او احب الصنم او القبر او من يدعوه من دون الله اكثر من محبة الله نعوذ بالله من الخذلان