ثم قال سبحانه وتعالى يا ايها الناس كلوا مما في الارض حلالا طيبا هذا ثاني موطن يمر بنا يا ايها الناس في سورة البقرة موطنان يا ايها الناس وسورة البقرة مدنية وهذا دليل على ان ما ذكره السيوطي وغيره ان وجود يا ايها الناس في سورة يدل على انها مكية اه غير صحيح على اطلاقهم ليس مطردا ليس مطردا لكن بحسب الغالب الاغلب نعم يا ايها الناس اعبدوا يا ايها الناس كلوا مما في الارض حلالا طيبا هذا من رحمة الله بنا يخلقنا ويهيئ لنا الرزق ويأمرنا بان نأكل منه لكن قال حلالا طيبا قال بعض المفسرين حلالا يعني محللا لكم وحلل قد احله الله لكم وقال بعض المفسرين حلالا مأذونا لكم فيه وقال وسمي الحلال حلالا لانحلال عقدة الحظر فيه من خلال عقدة الحظر ما هو بمحظور عليك متاح لك ثم قال طيبا الطيب هو الذي تستلذه يستلذه الانسان هو حلال محلل لك وايظا رزقا طيبا يا اخوة انظروا كيف ما هي مآكلكم ما الذي تأكلون الله لكم الطيبات لا يدري انسان ماذا يأكل فسبحان من خلق ورزق ومع ذلك يكفر به ويعصيه العباد حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان الخطوات جمع خطوة وخطوة بفتح الخاء وضمها فبالفتح للمرة الواحدة يقال خطأ خطوة يعني مرة واحدة وبالضم تطلق على ما بين القدمين اذا مشيت بقدميك المسافة التي بين قدميك هذه تسمى خطوة وخطوات الشيطان اي طرائقه ومسالكه طرائقه ومسالكه وهو كل ما يدعو اليهم وهما كانوا ضد الحق لان الشيطان عدو قال انه لكم عدو مبين لان قائلا لماذا لا نتبع خطوات الشيطان؟ قال انه لانه عدو مبين بينوا العداوة ظاهر العداوة وقال في اية اخرى ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا فسبحان الله كيف يتخذ الانسان عدوه صديقا كيف يتخذ عدوه ويطيعه ويتبعه ويترك الحق الذي امره الله به ربه ثم قال انما يأمركم بالسوء والفحشاء وهذا تفصيل لخطوات الشيطان وما هي فقال انما وهذا اداة حصر يأمركم بالسوء بالسوء والفحشاء قيل السوء هي الصغائر والفحشاء هي الكبائر لان الذنوب تنقسم الى قسمين صغائر وكبائر كما قال الله عز وجل في اية اخرى ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم يعني الصغائر وقيل للذنب سوء للمعصية لسوء عاقبتها على صاحبه على صاحبها وقيل للفواحش فاحشة لقبحها وفحشها وقال بعض المفسرين السوء والفحشاء شيء واحد فهي من باب عطف الخاص على العام السوء عموا الفحشاء خاصة بالذنوب الكبيرة ولكن السوء يشمل جميع الذنوب وقيل غير ذلك لكن القول بانها الصغائر والكبائر له وجه من النظر لانه قد جاء في اية اخرى ما يدل على تقسيم الذنوب الى صغائر وكبائر وعلى كل حال الشيطان يأمر بالصغائر والكبائر من الذنوب ولهذا الشيطان عدو يقول ابن القيم بمدارس السالكين يقول الشيطان له ست مداخل على الانسان فاول ما يأتيه من باب الكفر يقول اكفر فان ابى عليه اتاهم من باب البدعة فإن ابى عليه الابتداع اتاه من باب الكبائر فان ابى عليهم ارتكاب الكبائر اتاهم من باب الصغائر فان ابى عليه من الصغائر اتاه من باب فعل المفضول وترك الفاضل لا تشتغل بالعلم يثقل العلم عليه هل يشتغل بعمل صالح لكن يفعل المفضول الفاضل الاكثر ثوابا والاعظم اجرا له. لانه عدو فان لم يفعل اتاهم من باب فعل المباحات خلاص يصير همه الصيد يطلع للصحراء يطلع للبر الفسحة الذهاب المجيء هو مباح لكن يضيع عليه عمره العمر كله هكذا اذا هذا عدو لابد ان نستعيذ بالله منه وان نعصيه قال وان تقولوا على الله ما لا تعلمون يعني ويامركم بالقول على الله بغير علم هذا من الشيطان والقول على الله من غير بغير علم من اعظم الذنوب ولهذا يجب على الانسان يتقي الله ان يتكلم في دين الله بغير علم يقول الله يقول كذا والله امرنا بكذا هذا دين الله انتبه لا تقول على الله بغير علم بعض الايات جعله الله قرين الشرك القول على الله بغير علم تكلم بعلم والا اسكت