يقول الله جل وعلا في سورة البقرة واذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله قالوا بل نتبع ما الفينا عليه اباءنا او لو كان اباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون واذا قيل لهم اذا قيل لهؤلاء الكفرة المشركين اتبعوا ما انزل الله من الحق وما انزل الله عز وجل على نبيه من الهدى والحق قالوا بل نتبع ما الفينا عليه اباءنا نتبع ما الفين يعني وجدنا عليه ابائنا فقال الله ولا شك ان اباءهم كانوا على الكفر والضلال ولهذا قال منكرا عليهم او لو كان اباؤهم لا يعقلون شيء ولا يهتدون يتبعون ما وجدوا عليه اباءهم حتى لو كان اباؤهم لا يعقلون لا يفهمون ليس عندهم عقل ولا فهم لانهم مشركون وثنيون لا علم عندهم ولا معرفة ليسوا من امم الانبياء وانما يحكمون اهواءهم وعاداتهم ولا يهتدون الى الحق فليس لهم فليس عندهم عقول يعقلون ويفهمون بها الالفام الصحيح ولا يهتدون الى الحق فيتبعونه ومعنى ذلك اتباع الباطل اتباع الكفر اتباع عادات الاباء والابناء لانه الاباء والاجداد لانه مقابل ايش قال اتبعوا ما انزل الله على نبيه قال لتبعوا ما وجدنا عليه ابائنا وهذا بيان على ان هذا من اخطر الامور على الانسان وهو العادات التي ينشأ عليها كانوا من الناس يجد صعوبة في مخالفة العادة التي نشأ عليها والواجب ان يستسلم لنصوص الكتاب والسنة وللوحي وما عداها يتجنبه ويتركه ولو كانت عادة الاباء والاجداد ان كانت توافق الشرع فعلى العين والرأس. وان كانت مخالفة فهي رد ولا تقبل ولا يجوز القول بها ثم قال جل وعلا ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع الا دعاء ونداء سم بطم عمي فهم لا يعقلون مثل الذين كفروا حينما يدعوه حينما يدعوهم النبي صلى الله عليه وسلم الى الحق ويتلو عليهم الايات كمثل الذي ينهق بما لا يسمع كمثل الراعي الذي ينعق والنعيق هو زجر الغنم والصياح بها ان نعيق الاصل فيه زجر الغنم والصياح فيها واهل الغنم عندهم اصطلاح مع اغنامهم يعودوه عليه يزجرونها تنزجر يتكلمون كلاما تأتي اليهم فحال هؤلاء الكفار عند دعوة النبي صلى الله عليه واله وسلم كحال غنم الراعي مع راعيها قال كمثل الذي ينعق بما بما لا يسمع الا دعاء ونداءه كمثل الراعي الذي ينحق بغنمه وهي لا تفهم ولا تعقل بما لا يسمع الا سماع دعاء ونداء فهي تعرف انه يدعوها لتأتي اليه او يناديها هذا فهمها لكن لا تسمع سماع تفهم وسماع تعقل اذا هذه حال الكفار اولئك كالانعام بل هم اضل هذه حال كفار قريش حينما يدعهم يدعوهم النبي صلى الله عليه وسلم مثله ومثلهم كمثل راع ينعق بغنمه ويزجرها ويصيح بها فهي لا تسمع سماع فهم لكن تعرف انه دعاء ونداء ولهذا الغنم تعرف اذا ناداها صاحبها واصدر صوتا لمنعها تقف تمتنع من كذا تأتي اليه هذه حال الكفار اذا هم لا يسمعون سماع فهم يعرفون الصوت ويعرفون النداء لكن لا يفهمونه ولا يعقلونه. ولهذا اعقبه بقوله صم بكم عمي فهم لا فهم لا يعقلون صم عن سماء الحق ليس المعنى ليس ان ما عندهم اذان لا فما اغنت عنهم ابصارهم ولا اسماعهم ولا قلوبهم فهم صم عن سماع الحق بكم عن النطق بالحق عمي عن رؤية الحق واتباعه هذه حال الكفار اغلقوا اذانهم. صم لا يسمعون الحق لان هذه هي مصادر الانتباه فاغلقوا الاذان صم عن سماع الحق بكم عن التكلم بالحق والنطق به عمي عن ابصار الحق واتباعه هذا لا حيلة فيه سد المنافذ الثلاثة التي هي مصدر التعلم او الفهم او العمل ولهذا قال فهم لا يعقلون شيئا يعني لا يفهمون عنك شيئا ولا يعقلون عنك شيئا ولا يدرون ما تقول ثم قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله ان كنتم اياه تعبدون يا ايها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ايضا اذى المؤمنين بوصف الايمان مع انه في الاية قبل السابقة ناداهم بوصف الناس يا ايها الناس كلوا مما في الارض حلالا طيبا وهنا خص المؤمنين بالذكر هذا يدل على اهميتهم وشأنهم فقال يا ايها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم قال شيخ الاسلام ابن تيمية المراد بالطيبات هي التي اباحها هي ما اباحها الله او ما اباحه الله من المطاعم النابعة للعقول والاخلاق هذه الطيبات ما اباحه الله من المطاعم النابعة للعقول والاخلاق ولهذا الذي احله الله لنا من الطعام نافع لنا ينفع ابداننا ينفع عقولنا يؤثر بنا خيرا ولهذا حرم علينا الخبائث ذكر العلماء يقولون ان من من حكمة تحريم السباع يقول الذي يأكل السباع يتربى بطباعها وباخلاقها وبطريقتها فاحل الله لنا الحلال الذي ينفعنا في الدنيا والاخرة وحرم علينا ما يظرنا ولهذا امر بان نأكل من طيبات ما رزقناكم ما هو حلال طيب المذاق طيب المطعم لذيذ كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله ان كنتم اياه تعبدون واشكروا لله الشكر لله والقيام بما اوجب واجتناب ما نهى هذا شكر الله. العمل بطاعته واجتناب معصية ان كنتم اياه تعبدون. هذا حث وحظ ايها المؤمنون تقول انكم تعبدون الله ان كنتم تعبدون الله حقا فكلوا من طيبات فاشكروا الله. فاشكروا الله على ما انعم به عليكم من النعم. ومنها ما احل لكم من الطيبات وكذلك ما انعم عليكم به من النعم من انزال الكتاب وارسال الرسول كلوا من طيبات نعم كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله ان كنتم اياه تعبدون انما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير انما للحصر لكن جاء في اية اخرى زيادة على هذا ولعل هذا الحصر في ذلك الوقت فقال انما حرم عليكم الميتة الميتة كل ما مات حتف انفه كل ما مات حتف انفه هذا ميتة والدم الدم معروف والمراد به الدم المسفوح او دما مسفوحا. المسفوح المصبوب السائل الذي يصب من موضع الذكاة اما اذا كان الدم الذي في العروق لا يلزم الانسان ان يخرجه ولا تقول ام المؤمنين عائشة لولا هذه الاية او دما مسفوحا لتتبع الناس الدم الذي في العروق ويستثنى من الدم ما جاء في السنة احلت لنا ميتتان ودمان فاما الميتتان فالحوت والجراد هذا مستثنى من الميتة الحوت ما ما يحتاج انك تذكيه تأخذه وتضعه في النار مباشرة من البحر ما والجراد مثله والدمان الكبد والطحال مكوناتها من الدم قال ولحم الخنزير ولحم الخنزير والخنزير كله حرام لكن خص اللحم لانه هو اغلب ما يقصد به والا الخنزير كله عام لحمه وشحمه ودمه وشعره وجلده بانه حيوان دنيء وقذر ويورث يورثوا قلة الغيرة على الاعراض والله لا يحرم علينا شيئا الا لمصلحة قال وما اهل به لغير الله. الاهلال لغير الاصل في الاهلال هو رفع الصوت ومنه يقال استهل المولود يعني خرج من بطن امه صارخا والمراد اهل به لغير الله يعني ذكر عليه غير اسم الله فذبح ورفع صوته الذابح بسم اللات بسم العزى بسم المسيح باسم كذا هذا حرام لا يجوز اكله قال جل وعلا غير باغ ولا عاد قال شيخنا الشيخ ابن عثيمين غير باغ الباقي الطالب لاكل الميتة من غير ظرورة طالب يطلب يريد يأكل ميته ما هو موت ليس مضطرا اليه والعادي هو المتجاوز لقدر الضرورة تجاوز لقدر ما اضطر اليه يحمل معه شيء يضعه في الثلاجة يعني يأخذ غير قدر الحاجة لكن العلماء نصوا لو انهم يظن ان الميتة ستستمر الظرورة ستستمر به. يمكن ان يحمل من لحم الميتة شيئا معه لكن اذا وجد الرزق الحلال يرميه ولا يذوقه غير باغ ولا عاد فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا اثم عليه الحمد لله على سماحة هذه الشريعة اذا اضطر الانسان الله سبحانه وتعالى اذن له ان يأكل الميتة حتى لا يموت ارتكاب اخف الضررين ان الله غفور رحيم نعم والله انه غفور كثير المغفرة. رحيم بعباده رحمة عظيمة ولهذا ما تركهم حتى يموتون عند الاضطرار يأكلون ما حرم الله عليهم وهو غفور يغفر لهم ذلك ولا ولا يؤاخذهم به ورحيم فيما احله لهم وفي عفوه عنهم وتجاوزه عنهم جل وعلا