ان الذين يكتمون ما انزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا اولئك ما يأكلون في بطونهم الا النار الكلام في اليهود والملاحظ ان الايات التي مرت معنا دائرة بين ذم المشركين وذم اليهود وذم اليهود اكثر هؤلاء هم اعداء الدين النصارى جاءت الاشارة اليهم وهم اعداء لكن النصارى ولتجدن اقرب الناس مودة للذين امنوا الذين قالوا انا نصارى لكن الوثنيون المشركون واليهود اشد اعداء المسلمين قال ان الذين يكتمون ما انزل الله من الكتاب يكتمونه اي يخفونه ويجحدونه ولا يظهرونه ما انزل الله من الكتاب ما انزله الله عز وجل عليهم من التوراة او ما انزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم من القرآن فهم يكتمون هذا ويكتمون هذا. يكتمون الحق الذي عندهم وايضا يكتمون خبر القرآن وانه من عند الله وان الله اخبرهم به في وقد جمعوا بين سيئتين ان الذين يكتمون ما انزل ما انزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا نعم وهي الدنيا فهم لا يظهرون ما في التوراة لان لا يحرموا الاتاوات والاموال التي يفرظونها على اتباعهم حتى اذا ارادوا ان يفتوهم يأخذوا منهم مقابل ذلك ماله من اجل الدنيا. ولو اتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم فقدوا هذه الامور وكذلك ايضا يشترون بالقرآن بدل ان يؤمنوا به. لو امنوا به اذا كان خيرا لهم لكن خشوا اذا امنوا بالقرآن واتبعوه ان تذهب عنهم رئاساتهم وهذه الامور وقد اشتروا به ثمنا قليلا والدنيا كلها من الثمن القليل ويشترون به ثمنا قليلا اولئك ما يأكلون في بطونهم الا النار هذه الاموال التي يأكلونها وتركوا اتباع الحق او كتموا الحق وكتموا ما في التوراة والقرآن مقابل هذه المآكل هذه المآكل يأكلون في بطونهم نارا تحرقهم يوم القيامة تتأجج في بطونهم نارا تلتهب والله على كل شيء قدير وقال بعض المفسرين اي يأكلون في بطونهم ما يكون سببا للنار والتعذيب بالنا ولا يكلمهم الله يوم القيامة والمراد لا يكلمهم كلام رظا لا يكلمهم كلام رظا وهو راض عنهم فقط والا هو يكلمهم كلام توبيخ. اخسئوا فيها ولا تكلمون فالمراد لا يكلمهم كلاما يرضى به عنهم ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم يعني لا يزكيهم لا يثني عليهم ولا يطهرهم مما هم فيه من الذنوب لانهم كفرة بالله وما سلكوا طريق التزكية والرحمة ولهم عذاب اليم اي مؤلم موجع لمن وقع به نعوذ بالله من ذلك وهذا كما انه باهل الكتاب هو ايضا لنا نحن علينا ان نحذر من كتمان الكتاب. من كتمان الحق. وان نشتري به ثمنا قليلا وان نسكت عن قول الحق من اجل المال ومن اجل الدنيا او من اجل كذا وكذا نقول بالحق والا كنا شبهوهم وهذا كما قدمت ان شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد في شرعنا خلافه وقال جل وعلا اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة اولئك هؤلاء الذين كتموا ما انزل الله من الكتاب واشتروا به ثمنا قليلا اشتروا الضلالة بالهدى استبدلوا الضلالة بالهدى فتركوا الهدى واخذوا مكانه الضلالة والكفر وتركوا الهدى هدى الله الذي انزل به كتبه وارسل به رسله والعذاب بالمغفرة اشتروا عذاب الله لان ما اختاروه يوصلهم الى عذاب الله بدل مغفرته فاشتروا العذاب واستبدلوه بمغفرة الذنوب وتكفير السيئات اختاروه جهارا نهارا عمدا بعدما علموا الحق وعرفوه فما اصبرهم على النار ما اصبرهم على النار للمفسرين به قوله فقال بعضهم ما اصبرهم على النار هذا تعجيب يعني شيء عجيب اصبرهم على النار شيء عجيب اصبرهم على النار يعني ما الذي اصبرهم على النار؟ ما الذي جعلهم يفعلون هذه الافعال التي تؤدي بهم الى النار وقال بعضهم ما كان اعظم صبرهم او ما اعظم صبرهم ما اعظم صبرهم على النار قال الشيخ ابن عثيمين والقولان مؤداهما واحد شيء عجيب من هؤلاء الكفار ما هو الشيء الذي حملهم على هذا الفعل الذي يؤدي بهم الى النار؟ ولابد فصبروا على هذا الفعل وصابروا عليه الذي يؤدي بهم الى نار جهنم ولهذا قال شيخنا ايضا انهم لما صبروا على ما كان سببا لها للنار من كتمان العلم صاروا كأنهم صبروا عليها على السبب المؤدي اليها فهو صبر للنار. لان الذي يختار هذا الطريق هذا يؤدي الى النار فعجيب هذا الامر وهذا على كل حال على سبيل التعجب من حالهم او على سبيل بيان مآلهم وهو النار التي لا يموتون فيها ولا يحيون. وما هم بخارجين منها. ثم قال جل وعلا اليس نعم اولئك ذلك ذلك بان الله نزل الكتاب بالحق وان الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد فما اصبرهم على النار ثم قال ذلك ما يصيبه وما يقع بهم من عذاب بان بسبب ان الله انزل الكتاب الذي كفروا به واشتروا به ثمنا قليلا انزله الله بالحق متلبس بالحق فهو الحق الذي لا مليء به هو حق ويدعو الى الحق ويصدق الحق الذي بايديهم ومن عارض عن الحق يستحق النار ذلك بان الله نزل الكتاب بالحق وان الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد الذين اختلفوا في الكتاب في شقاق مخالفة خلاف لا يعلمه الا الله بعيد قوي جدا وهذا موجود بين اليهود انفسهم بين اصحاب الملة الواحدة مختلفون يكفر بعضهم بعضا وبين اليهود والنصارى كل منهم يكفر الاخر وهذه هي نتيجة مخالفة الكتاب الحق ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء انما امرهم الى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون الواجب على من اراد النجاة ان يتبع الحق وان يحذر من رد الحق ووالله لن يجتمع الناس الا على الحق ولا يجمعهم الا الحق ولذلك هم مختلفون فيما بينهم لليهود انفسهم فيما بين اليهود وفيما بين اليهود والنصارى وفيما بين النصارى انفسهم