ثم قال جل وعلا ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب البر اسم جامع للخير فاذا اطلق اسم البر فالمراد به الخير البر هو الخير الكثير يجمع الخير كله والبر هنا جاء منصوبا في قراءة لكي نقرأ عليها وقرأ بالرفع ليس البر وقرأ ليس البر هنا قالوا القراءة بالنصب ليس البر قالوا انها خبر مقدم هي خبر ليس قال نعم اسمه ليس لا نعم هي خبر ليس لان ليس اخت كان تدخل على الجملة الاسمية فترفع المبتدأ وتنصب الخبر فهنا البر خبر لان معنى الكلام ليس توليكم الى المشرق والمغرب هو هو البر ليس وليكم للمشرق والمغرب برا هذا معنى الكلام وهنا قدم الخبر فخبر ليس منصوب ولهذا قال ليس البر ومن قرأها ليس البر وهذا لا اشكال فيه اسم كان واسم كان مرفوع لكن الاشكال انه منصوب وجاء بعد كان لكن ليس هو اسم ليس هو اسم ليس لان ليس اخت كانا وانما هو خبر ليس قدم واسمها ما بعده ان تولوا وجوهكم لان المعنى ليس البر تولية الوجوه للمشرق والمغرب والله عز وجل يقول ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب. ليس الخير تولية الوجوه الى المشرق والمغرب التوجه الى اي جهة هذا بحد ذاته ليس برا ما لم يكن الله امر به اذا كان امر الله به فاتباعه من باب الايمان بالله وطاعته لكن مجرد الانسان يتوجه شرقا غربا جنوبا شمالا هذا التوجه بحد ذاته ليس برا ولهذا ويرد عليهم لانهم انكروا توجه النبي صلى الله عليه وسلم الى الى القبلة ويقولون انه هو على الحق وان البر هي قبلتهم والنصارى يقولون البر قبلتهم بين الله عز وجل ان مسألة التولي بحد ذاتها ليست برا انما البر ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين الى اخر ما لك ومن الايمان بالله طاعته فيما امر فان قال تولوا الى الى البيت الحرام الى الكعبة هنا يكون برا طاعة لله لا لا لتولي ذاته ذاته فهو يرد على الذين يجعلون كما يقال. يجعلون مثل هذه الاشياء يتعلقون بها ويرون هي الدين. ويكفرون بالقرآن والسنة وبما انزل الله وبما امر الله ويرون ان هذا هو هو البر وحده وهذا من ضلالهم وبعدهم وتعنتهم ولهذا قال جل وعلا ولكن البر من امن بالله اي صدق واقر واتى باركان الايمان وبكل ما امر الله به من الواجبات والبرائض وانتهى عما نهى الله عنه واليوم الاخر ويوم القيامة امن به وصدق به واعد عدته له والملائكة امن بالملائكة والنبي والكتاب اسمه الجنس الكتب التي انزلها الله عز وجل على رسله والنبيين واتى المال على حبه. ذوي القربى واعطى المال ماله الذي يملكه اعطاه وانفقه في وجوه الخير على القرابة لان انفاق المال من اعظم ما يدل على صدق الايمان لانه يخرج هذا المال الذي يملكه وينفقه ويذهب من عنده لا يعود اليه في الدنيا هذا دليل على صدق الايمان شيخ الاسلام كلام في قوله جل وعلا فصل لربك وانحر يقول ان هذا من اعظم الاعمال التي تشكر بها النعم النحر والصلاة يقول لان النحر اهدار المال او ذهابه اي خلاص خرج من يده ما يرجع اليه ولا يقدم على هذا الا رجل صادق والا البخيل يمسك المال فالحاصل الله عز وجل قال واتى المال على حبه يعني على حبه للمال وحب ومحبته له. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم افضل الصدقة ان تصدق وانت صحيح شحيح ايه تخشى تأمل الغنى وتخشى الفقر هذا افضل الصدقة حاله يعني وسط صحيح البدن شحيح المال ما عندي شي يخشى الفقر ويأمل الغنى ومع ذلك يتصدق وقد جاء في الحديث الاخر سبق درهم مئة الف درهم ان صحب هذه الدرهم ما عنده الا درهمان فانفق واحدا منهم والاخر انفق مئة الف درهم وعنده ملايين ومملينة قال جل وعلا واتى المال على حبه يعني مع حبه للمال ذوي القربى وهم القرابة قرابة الانسان وقد سبق ان اشرنا اليها انهم قرابتهم من جهة امه وابيه وابيه وهم خمس جهات الابوة والبنوة والاخوة والعمومة والخؤولة واليتامى وهو كل من فقد اباه قبل البلوغ والمساكين وهو كل من لا يجد مالا يكفي لحاجته او ما من لا يجد مالا لا يجد شيئا من المال وابن السبيل وهو المسافر ان السبيل هو هو المسافر وقيل له ابن السبيل لانه لازم السبيل السبيل الطريق فكأنه لازمهم ملازمة حتى سموه ابنا له كما يقال عن بعض الطير طائر الماء لانه دائم ملازم للماء حول الماء وفي الرقاب الرقاب المراد به عتق المماليك وفك الاسرى يعتق هذه الرقبة. رقبة مملوكة فيعتقها واعتاق الرقاب من من اعظم الاعمال حتى جاء في الحديث النبي صلى الله عليه وسلم قال من اعتق مملوكا اعتق الله بكل عضو منه عضوا منه من النار حتى فرجه وجهه وايضا الاسارى اسرى المسلمين عند الكفار يخرجون المال ويدفعون المال ليفكوا اسرهم واقام الصلاة واتى الزكاة والموفون بعهدهم اذا عاهدوا. اذا عاهدوا احدا عهدا يوفون بالعهد ولا ينقضون العهد لان نقض العهد من صفات المنافقين واذا عاهد قدر او اخلف اذا اهدأ اخلف واذا خاصم فجر والصابرين في البأساء والضراء البأساء قالوا الفقر وهو ما يصيب الاموال ما يصيبهم من مصيبة في المال اذا الفقر البأساء هي الفقر لانها تتعلق بالاموال. وفي الظراء قالوا المرض. لان الظراء ما يتعلق في الابدان فيصبرون انا ما يصيبي ما يصيبهم في اموالهم وعلى ما يصيبهم في ابدانهم وحين البأس قال البأس القتالي ويصبرون على ما يصيبهم في الجهاد في سبيل الله وفي قتال العدو من اصابات وجراحات اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون. اولئك الذين اتصفوا بهذه الصفات الماضية من امن بالله واليوم الاخر واتى والملائكة والكتاب والنبيين الى اخر ما ذكره اولئك الذين صدقوا في ايمانهم وصدق قولهم فعلهم واولئك هم المتقون حقا الذين اتقوا الله حق التقوى وجعلوا بينهم وبين عذابه وقاية بفعل الاوامر واجتناب النواهي وهذه الصفات وان كان ذكرها الله عز وجل في معرض الرد على اهل الكتاب فهي توجيه لنا ونصيحة لنا لكن يرد اشكال الله جل وعلا يقول والموفون بعهدهم ثم قال والصابرين مع ان ما قبله كله كان مرفوعا فما اوجه نصب الصابرين هنا ان الشيخ يقتضي انها معطوفة على ما قبله والمعطوف على المرفوع مرفوع لكن هنا قال والصابرين قال العلامة الشيخ ابن عثيمين يقول ان هذا اسلوب بلاغي لانه اذا تغير الاسلوب كان ادعى للانتباه ولا ما سبق كله مرفوع ثم قال والصابرين وتقدير الكلام واخص الصابرين البر من امن بالله قال واتى المال على حبه ذوي القربى الى ان قال والصابرين قال واخص الصابرين بالبأساء والضراء وحين البأس فبزيادة انتباه واهتمام لما يتغير الاسلوب لماذا قبله مرفوع وهو صار منصوب. ما الذي نصبه؟ وظاهر الكلام انه معطوهم بعضه على بعض