يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ينادي بوصف الايمان الذي يحمل على فعل الطاعات واجتناب المناهي كتب اي فرض عليكم الصيام وهو الامساك من طلوع الفجر الثاني الى مغيب الشمس عن جميع المفطرات كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم كما فرض على الذين من قبلكم وهذا دليل ان الصيام مفروض على الامة السابقة قد فرض الله عليهم صيامان ولكن ما جاءنا تفصيل هذا الصيام فالله اعلم بكيفيته ومقداره لكن فرض عليهم الصيام لعلكم تتقون فرض علينا الصيام لاجل ان نتقي الله فالصيام يورث التقوى ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا كان يوم يصوم احدكم هل يقول اني امرئ صائم اذا خاصمه احد اني امرؤ صائم لان الصيام يحمل على التقوى وهذا تراه حتى في الناس الان كثير من الناس في حال الصيام تجد عندهم تورع وامتناع عن بعض الاثام فالصيام يورث التقوى ثم قال اياما معدودات اي الصيام اياما معدودات قليلة لانه شهر مقابل شهر من ثلاث مئة وستين ثلاثون يوم او تسعة وعشرين يوم من ثلاث مئة وستين يوم تقريبا قليل جدا ايام معدودات ما تساوي شيء واحد على اثنعش كما يقال ايام معدودات فمن كان منكم مريضا او على سفر فعدة من ايام اخرى من كان ايضا منكم مريض به مرض يشق عليه اذا صام او يؤخر البرء او يزيد في المرض او كان مسافر ظرب في الارض ولا يريد التحيل على الافطار طال رمضان فعدة من ايام اخر يعني فليصم فليصم عدة من ايام اخر بمقدار تلك الايام ويصومها متتابعة او متفرقة وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين يطيقون هنا يعني يستطيعونه وقد قال بعضهم يطيقون هنا يطوقونه يعني يشق عليهم الذين يشق عليهم الصيام عليهم فدية يطعمون مسكينا وهذا القول غير صحيح لانه في اول ما فرض الصيام كان الانسان مخير بين ان يصوم وبين ان يطعم عن كل يوم مسكينا كما في صحيح البخاري من حديث ابي سلمة رضي الله عنه قال كان اول ما فرض السلام نعم من حديث سلمة بن الاكوع قال اول ما كتب الصيام كان الانسان مخيرا بين ان يصوم او يفطر ويفتدي اذا الله عز وجل يقول والذين يطيقونه فدية يعني حتى الذي يطيقه لو اراد ان يفتدي لا حرج عليه ويدل عليه ما بعده وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين طعام المسكين كيلو ونصف الان يقدرونه بعضهم يقدره اقل من ذلك من هذا نصف الصاعي فقال بعض اهل العلم ربع الصاع طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له قالوا معنى من تطوع خيرا؟ السياق يقتضي هنا يعني ويجوز الاحتجاج بهذا على العموم من تطوع خيرا فهو خير له عند الله. لكن السياق يدل على ان التطوع هنا في اطعام المسكين فالواجب عليه اطعام مسكين واحد فمن تطوع خيرا اراد يطعم مسجين او ثلاثة فهو خير له عند الله عز وجل واعظم اجرا قال وان تصوموا خير لكم ان كنتم تعلمون هذا دليل انهم مخيرون وان تصوموا ولا تفتدوا وتطعم فهو خير لكم اعظم اجرا عند الله عز وجل ان كنتم تعلمون لكن نسخت هذه ونسختها الاية التي بعدها