ثم قال سبحانه وتعالى ومن الناس من يعجبك قوله ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو الد الخصام ومن الناس من هنا للتبعيض ومراد بعض الناس وهم المنافقون وان يقولوا تسمع لقولهم ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا يعني اذا تكلم في امور الدنيا بمصالح الدنيا وهذه الامور يعجبك قوله بليغ يعلم اشياء كثيرة وماله ويشهد الله على ما في قلبه. بعضهم قال في الدنيا ليس خاص بامور الدنيا بل في هذه الدنيا يقول لك اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله انه مسلم وانه مؤمن فيعجبك قوله لانه اتى بالشهادتين واتى بالاعمال الصالحة ويشهد الله على ما في قلبه يقول والله يشهد على ما في قلبي الذي يقوله بلساني هو في قلبي فانا مؤمن كما اقول لا اله الا الله هذا في قلبي وليس في لساني الدليل ان في نفسه شيء ما الذي جعله يقول؟ يشهد الله على ما في قلبه دائما الكذاب والذي عنده شيء يقول يقول والله العظيم مين قال لك تحلف عنده مشكلة كاد المريب ان يقول خذوني فالحاصل انهم يعجبك قوله من نطق بالشهادتين او اذا تكلم بالدنيا يحسنها ويشهد الله على ما في قلبها انه من اهل الايمان واهل التقى وانه صادق فيما يقول قال وهو الد الخصام الد الخصام الالد هو شديد الخصومة وانقسام المخاصمة قالوا والمعنى هنا وهو شديد بالخصام شديد في المخاصمة يعني ما عنده الا المخاصمة لكن هذه ما هي من علامات الخير ولهذا جاء في الحديث الاخر ابغض الرجال الى الله الالد الخصم يعني صاحب اللدد بالخصومة واذا خاصم يخصم غيره هذا لا ليس علامة خير ولهذا شر الناس من ودعه الناس اتقاء فحشه بعض الناس يظن اذا كان طويل اللسان ويسكت غيره ويسكت ان هذا خير ما هو بصحيح المؤمن اي لا يكاد يبين العبرة بقول الحق العبرة بقول الحق قال جل وعلا ويشهد الله على ما في قلبه وهو اشد وهو الد الخصام وقال بعض العلماء الد الخصام يعني هو اعوجهم واكذبهم واكذبهم عند المخاصمة يعوج في الكلام ويكذب فهو الد الخصام الد اي اعوج المخاصمين واكذبهم لانه منافق. يقول بلسانه ماذا يقول في قلبه ثم قال جل وعلا واذا تولى سعى في الارض ليفسد فيها اذا تولى هذا المنافق اي ذهب وادبر وبعد عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة وعن اهل الخير تولى سعى في الارض ليفسد فيها ومر معنا ان السعي في الارض هو العمل فيها بالمعاصي فاذا تولى صار يعمل الاعمال الفاسدة المعاصي لانه منافق يبطن الكفر ويظهر الاسلام. واعماله كلها فاسدة ليفسد فيها اذا هو يعمل يعمل بالارض في المعاصي نعم ويهلك الحرث والنسل ويهلك الحرث والنسل الحرف الزرع والنسل للاولاد الذرية قالوا ان العمل بالارض بالمعاصي للافساد وهو المعاصي يتسبب في اهلاك الزروع وموت الذرية لان الله يؤاخذ العباد وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير فالذنوب والمعاصي سبب لهلاك الزروع وسبب ايضا لموت الذرية والايمان والتقوى سبب للخير. كما قال جل وعلا ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ولكن كذبوا فاخذناهم بما كانوا يكسبون هذا والله يا اخواني اخوة لا نلوم الا انفسنا الان ناس تأمل من الذنوب والمعاصي وترى القطر لا يأتي الماء لا يأتي الزروع ليست بركة الزروع السابقة الوفيات كثر هذا كله بسبب الفساد تبي الذنوب والمعاصي وتختلف قلة وكثرة واعظم الذنوب واشدها واشرها الشرك والكفر بالله عز وجل هذا اشدها واعظمها فالحاصل ان هذا المنافق هؤلاء المنافقون يسعون بالارض بالفساد بالذنوب والمعاصي وهم كفار وفعلهم هذا في الارض يتسبب في اهلاك الحرث الزروع وكذلك هلاك الذرية كما هو ظاهر القرآن ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد في اثبات صفة المحبة لله والله لا يحب الفساد ولا يحب المفسدين. كما قال في اية اخرى فالله لا يحب المفسد ولا يحب الفساد سبحانه وتعالى وكونه يخبر انه لا يحب ذلك هذا ايضا فيه النهي عن الفساد والتحذير منه لان المؤمن يحرص على ما يحبه ربه وما يرضيه وما يرضي الله جل وعلا ثم قال واذا قيل له اتق الله اخذته العزة بالاثم. هذا المنافق اذا قيل له اتق الله اذا قيل له اتق الله يعني اجعل بينك وبين عذاب الله وقاية. امن ادخل في الايمان اتركوا الكفر اخذته العزة بالاثم العزة الانفة عنده انفه وعنده حمية وترفع فلا يستجيب ما يستجيب لان في في صدورهم كبر ما هم ببالغين الكفار وكان المنافقون لان المنافقين كفار في الحقيقة هؤلاء فيهم كبر وترفع واستكبار فاذا قيل له اتق الله اخذته العزة بالاثم. المؤمن اذا قيل اتق الله سمع واطع اللهم اجعلني من المتقين ولهذا يحذر الانسان بعض الناس اذا كنت تماريه فقلت له اتق الله قال انا اتقى من مئة الف مثلك لا يا اخي استجب كن من المتقين واذا قيل له اتق الله اخذته العزة بالاثم فحسبه جهنم حسبه ان يكفيه وقل حسبي الله اي الله كافي فحسبه جهنم يعني يكفيه عذاب جهنم فيعذبه الله بها فحسبه جهنم ولبئس المهاد بئس الوطاء لانها مثل المهاد الذي يكون للصبي ينام عليه فالكافر تكفيه يكفيه عذابا ان الله عز وجل يدخله النار ويجعل له تحتها ويجعل له فيها وتحته مهادا يكفيه ذلك. وجهنم اسم من اسماء النار والنار لها عدة اسماء جهنم ولظى والسعير والحطمة عدة اسماء قالوا هي اسماء لمسمى واحد لكن كل اسم يدل على وصف ليس بالاسم الثاني وجهنم يقولون يدل على شدة الظلمة جهنم يقولون المراد به انها نار شديدة ظلمتها سوداء نعوذ بالله لسواد اعمالهم الجزاء من جنس العمل ولا بئس المهاد ومن الناس من من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله يشري ان يبيع هنا يشتري نفسه يعني يبيع نفسه كما قال جل وعلا وشروه بثمن بخس يعني باعوه بدراهم لان لان شرع من الاضداد تأتي لاخذ الشيء وتأتي لبيعه والسياق يدل عليها وهنا قال المفسرون ومن الناس من يشري نفسه قالوا يعني يبيعها في طاعة الله عز وجل ولهذا قال ابتغاء مرضات الله يبيعها ابتغاء مرضاة الله يعني يبيع نفسه بان يقوم بالاعمال الصالحة التي تقربه الى الله ويقصد بذلك ابتغاء مرضات الله يبتغي ويطلب ما يرضي الله جل وعلا ويجعله عنه راضيا والله رؤوف بالعباد والرؤوف هو اشد الرحمة فالله شديد الرحمة بعباده والله رؤوهم بالعباد في الدنيا والاخرة لكن المؤمنون رؤوهم بهم في الدنيا وبالاخرة ولا حتى حتى الكفار الله رؤهم بهم في هذه الحياة ان الله بالناس لرؤوف رحيم سبحانه وتعالى فالحاصل انه لما ذكر حال المعرض والمنافق عن عن الله وما اعده له من العذاب اردفه ببيان حال المؤمن التقي الذي يجتهدوا في طاعة الله وهذا من اجل هذا يسمى القرآن مثاني يذكر الشيء ويثني بظده فذكر الكفار ثم ذكر ضدهم وما اعده لهم