ثم قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافة وقرأ بفتح السين ادخلوا في السلم كافة بالسلم كافة وفي السلم كافة وهما قراءتان بمعنى واحد لغتان في في الكلمة يقال السلم ويقال ويقال السلم والمراد به الاسلام المراد به الاسلام والاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخروص من الشرك ادخلوا في السلم اي اي الاسلام وهو الاستسلام لله ظاهرا وباطنا يستثمر من الله في ظاهره وفي باطنه ادخلوا بالسلم كافة يعني جميعا لا يتأخر احد وهذا دليل ان الناس كلهم مخاطبون بالاسلام ولهذا الامة الموجودة الان مسلمهم وكافرهم كلهم من امة النبي صلى الله عليه وسلم لكن هناك امة اجابة وهم الذين امنوا واسلموا وهناك ام الدعوة مدعوون بالاسلام يدعون الى الاسلام ويدل على الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لا يسمع بي من هذه الامة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي الا حرم الله عليه الجنة او كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. هذه الامة كلهم من امة النبي صلى الله عليه وسلم لكن منه امة اجابة وهذه التي تأتي النصوص في مدحها والثناء عليها ومنهم امة دعوة مدعوون بالاسلام قال جل وعلا ولا تتبعوا خطوات الشيطان مر معنا بالامس الخطوات جمع خطوة او خطوة ان الخطوة بالفتح هي المرة الواحدة والخطوة هي ما بين القدمين والمراد مسالك الشيطان وطرائقه التي يدعو اليها انه لكم عدو مبين. انه اي الشيطان لكم عدو ظاهر العداوة مبين بين ظاهر لا خفاء فيه. كما قال جل وعلا ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا ثم قال جل وعلا فان زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا ان الله عزيز حكيم ان زللتم يعني وقعت في الزلل وهو الخطأ وعدلتم عن الحق الى غيره زل يزل يعني عدل وقع في الزلل والخطأ فان عدلتم اوملتم على الحق ووقعتم في الزلل والخطأ من بعد ما جاءتكم البينات رؤيات جنوبية وهي الدلائل التي تدل على الله عز وجل من ارسال الرسول وانزال الكتاب وغير ذلك من الايات البينات تدل على ان دين الله هو الاسلام يجب ان يعبد الله وحده لا شريك له فاعلموا ان الله عزيز حكيم فاعلموا ان الله عزيز حكيم العزيز الذي لا يغالب والحكيم في اقواله وافعاله واقداره وهذا فيه تحذير وتهديد اي فاحذروا من العزيز القوي الذي لا يغالب واذا اراد شيئا انفذه جل وعلا ولهذا من العزة والقوة والصلابة ولهذا قال عزيز او ارض عزيزة اذا كان فيها قوة وهو حكيم جل وعلا ايضا انما ياخذون الناس باعمالهم فهو حكيم بافعاله واقواله واقداره جل وعلا ويضع كل شيء موضعه ثم قال هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام هل ينظرون هذا استفهام بمعنى ان بمعنى النفي تقديره ما ينظرون ما ينظرون هل ينظرون الا ان يأتيهم الله يأتي الله لفصل القضاء يوم القيامة وهو اتيان حقيقي كما اخبر الله جل وعلا يليق بكماله وجلاله ولا يجوز تأويله وهذا دلت عليه نصوص اخرى كما قال جل وعلا وجاء ربك والملك صفا صفا وقال جل وعلا هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة او يأتي ربك؟ او يأتي بعض ايات ربك لماذا نأوله لان المؤول تصور جسم شبه فلما جاءت مثل هذه الصفات قام في ذهنه المعنى الفاسد انه مثل اتيان المخلوق تعطل لكن اهل السنة والجماعة يقول ليس كمثله شيء وهو السميع البصير هذه اية اصل يا اخي الله جل وعلا قال ليس كمثله شيء لكن ليس معنى ذلك انه لا وجود له قال وهو السميع البصير هكذا معنى الكلام هو السميع وهو البصير ولكن ليس كمثله شيء. اذا لابد ان نثبت الصفات نفوظ الكيفية فنقول يجيء الله مجيئا حقيقيا كما اخبر ويأتي اتيانا حقيقيا والله على كل شيء قدير في ظلل من الغمام. الظلل هي ما يظلك من فوقك والغمام هو السحاب وقيل هو السحاب الابيض الرقيق هذا هو الغمام وفي هنا كما يقول الشيخ ابن عثيمين وغيره يقول بمعنى مع والمراد انه يأتي الله عز وجل مصاحبا له معه الغمام لانه لا يتصور ان تكون ظرفية لان الله جل وعلا اكبر من ان يحيط به شيء لا يحيط به شيء الا واحد الكرسي يقول الله عز وجل عنه وسع كرسيه السماوات والارض الكرسي وسع السماوات والارض كلها مع ان الكرسي صح عن ابن عباس انه موضع قدمي الرحمن وقال ما السماوات السبع في الكرسي الا كدراهم سبعة دراهم حديد القيت في فلاة صحراء ما تسوي شي قالوا اما العرش لا يقدر قدره الا الله والله فوق العصر ولهذا نقول الله اكبر في صلاتنا. يعني اكبر من كل شيء ولهذا بعضهم الذين ينفون مثل هذا تصوروا انه اذا قلنا انه في السماء وينزل الى السماء الدنيا ان السماء تحيط به يا اخي ليس كما ادري شي ريح بالك الله قال لك هذا تتعبد لله بقوله ليس كمثله لا تحمل هذا العقل في كيفية صفات الله جل وعلا ولكن اعمل لا تكذب القرآن نعم هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام الظلل هو ما يضلك من فوق والغمام هو السحاب الابيظ الرقيق او السحاب والملائكة يعني معطوفة على الله الا ان يأتيهم الله والملائكة وتأتي الملائكة وجاء ربك والملك صفا صفا تأتي كنز من ملائكة السماء الدنيا فتحيط بالناس ثم تأتي ملائكة السماء التي تليها وتحيط من ورائهم في ذلك اليوم يوم الجزاء والمحاسبة يوم القيامة قال جل وعلا وقضي الامر قضي الامر اي شأن الخلائق فريق في الجنة قضي شأنهم فحوسبوا وجوز ففريق في الجنة وفريق في السعادة في السعير والى الله ترجع الامور ترجع اليه جميع الامور ومنها شؤون الدنيا والاخرة ومرد الناس فهو الملك جل وعلا وهو الرب وهو المالك للخلق بل ترجع اليه الامور كلها الكونية والشرعية فسبحانه وتعالى