يقول الله جل وعلا في سورة البقرة كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وانزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه الا الذين اوتوهم من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين امنوا لما اختلفوا فيه من الحق باذنه والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم هذه الاية الكريمة يبين الله جل وعلا فيها ان الناس كانوا باول خلقهم ومبدأ خلقهم كانوا امة واحدة وجماعة واحدة كلها على التوحيد وكلها على افراد الله جل وعلا بالعبادة كما صح عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال بقي الناس عشرة قرون وهم على التوحيد ثم وقع الشرك يعني ما يقارب الف سنة والناس على التوحيد وامة واحدة كلهم يعبدون الله وحده لا شريك له ثم وقع الشرك بسبب عبادة اولئك الصالحين من قوم نوح الذين نصبوا اه صورهم ثم انتهى بهم الامر الى عبادتهم فكان الناس امة واحدة كلهم موحدون وكلهم على التوحيد فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وكان في الكلام تقدير كان الناس امة واحدة ثم اختلفوا ولهذا بعث الله النبيين مبشرين ومنذرين يبشرون بالجنة بمن اطاع الله جل وعلا واؤتمر باوامره وينذرون النار والعذاب الاليم لمن كفر بالله عز وجل وسلك باب معصيته مبشرين ومنذرين وانزل معهم الكتاب كما انه ارسل الرسل وبين وظيفة الرسل وهو البشارة والنذارة ايظا بين انه انزل مع هؤلاء الرسل كتبا والكتاب هنا اسم جنس جنس الكتاب والا الكتب لكل نبي كتاب لكل رسول كتاب والكتب كثيرة وقوله بالحق الباء هنا للمصاحبة او للملابسة وانزل معهم الكتاب مصاحبا للحق او متلبسا بالحق ويهدي الى الحق ليحكم بين الناس يحتمل ان عود الضمير على الكتاب لانه اقرب مذكور ليحكم الكتاب بين الناس ويحتمل انه يعود على النبي صلى الله عليه واله وسلم وعلى النبي الذي ارسله الله بشيرا ونذيرا ليحكم النبي بالكتاب بين الناس ويحتمل انه راجع على الله يحكم الله وعند التأمل هذه الاقوال لا تعارض بينها يؤيد بعضها بعضا فالنبي يحكم بين الناس بالكتاب الذي انزله الله جل وعلا وهو يحكم بامر الله فالله هو الذي اراد هذا الحكم ولهذا انزل الكتب وارسل الرسل ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه والخلاف المعتبر الذي هو الخلاف الحقيقي هو الخلاف في العبادة الخلاف بين الموحدين والمشركين خلاف بين من يعبدون الله وحده لا شريك له وبين من يعبدون الالهة والاصنام ليحكموا بين الناس فيما اختلفوا فيه ثم قال وما اختلف فيه الا الذين اوتوهم من بعد ما جاءتهم البينات الاختلاف حصل عند من اوتوا الكتاب هم الذين حصل عندهم الاختلاف وهذا كما حصل من اليهود كم حكى الله عز وجل ومر معنا في هذه السورة من اختلاف عندهم مع انهم اهل التوراة التوراة بين ايديهم وايضا من بعد ما جاءتهم البينات وهذا اشد فانه بعد مجيء البينات والبينات هي العلامات الدالة الواضحات التي تبين الحق وتدل عليه الاختلاف والضلال بعدها من اخطر انواع الضلال واشد واطم واعظم ممن ظلوا وليس عندهم كتاب ولم تأتهم البينات بل كما هو معروف ان اهل الفترة الذين لم يأتهم رسول ولم ينزل عليهم كتاب انهم يختبرون يوم القيامة لانه ما جاءتهم البينة ولكن من اتاهم الكتاب وجائتهم البينات واختلفوا بعد مجيء البينات الحجة عليهم قائمة وهم مذمومون وفعلهم هذا اقبح ممن لم تأتيهم البينات ولهذا قال جل وعلا وما اختلف فيه اي في الكتاب الا الذين اوتوه من بعد ما جاءتهم البينات وهذا قبيح بهم لكن ما الذي حملهم على هذا قال بغيا بينهم من اجل بغي بعضهم على بعض واعتداء بعضهم على بعض وحسد بعضهم لبعض ولهذا الواجب على طلاب العلم ان يحذروا من هذا الداء الخطير فاذا من الله على اخيك بعلم او فضل فلا تحسدوا عليه وسأل واسأل الله من فضله بل واجب ان تفرح بان الله جعل من من يقوم بحجة الله على خلقه. من يعلم الناس يبصرهم في دينهم ويسقط عنك المسئولية او يساعدك فيها فالبغي بعد ايتاء الكتاب ومعرفة الكتاب ومعرفة البينات هذا من الصفات الذميمة التي تشعر بان الداعي يدعو لنفسه ولا يدعو الى الله جل وعلا والقرآن كله عبر ومواعظ بغيا بينهم اي عدوان حسدا بغى بعضهم على بعض فهدى الله الذين امنوا لما اختلفوا فيه من الحق فهدى الله الذين امنوا لما اختلف فيه الناس الى الحق الذي رظيه ولهذا جاء في الدعاء واهدني واهدني لما اختلف فيه من الحق فالهداية الى الحق نعمة عظيمة ولما اختلف فيه من الحق اعظم واعظم واغتاله نعم لما اختلفوا فيهم من لما اختلفوا فيه من الحق باذنه الاذن هنا المراد باذن الاذن الكوني القدري لان ما حصل من اختلاف وما حصل من اهتداء من اهتدى هذا باذن الله كونا وبتقديره جل وعلا كونا وازلا مع انه المهتدون اجتمعت لهم الهدايتان والاذنان الاذن الكوني والاذن الشرعي والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم يحتمل ان الهداية هنا هي هداية الارشاد والدلالة ويحتمل انها التوفيق والذي يظهر والله اعلم ان كلاهما لان هداية هداية التوفيق مستلزمة لهداية الارشاد فالله يهدي من يشاء وقوله من يشاء دليل على انه ليس عام لكل الناس ولو كانت هداية الارشاد لشملت جميع الخلق لان الله قد ارشد خلقه كلهم دلهم على الحق وبينه لهم وارسل لهم الكتب وانزل ارسل لهم الرسل وانزل عليهم الكتب فهي والله اعلم والاظهر انها هداية التوفيق المستلزمة لهداية الارشاد والدلالة والصراط المستقيم هو الذي لا اعوجاج فيه وهو دين الله. اهدنا الصراط المستقيم الموصل الى الله الذي يوصل الى الى الله جل وعلا والى دخول جنته والله يهدي من يشاء ولكن ايضا جعل لذلك اسبابا الذين اهتدوا زادهم هدى فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم فهو كتب الهداية والضلال ولكن خلق العباد وامرهم ونهاهم وترك لهم واقدرهم وجعل لهم اختيارا فما اختاروه بايديهم واقدموا عليه باختيارهم ورغبتهم لا يخرج عما قضاه الله وقدره في الازل ولكنهم لا يدرون ماذا كتب الله عليهم ولهذا لا احد يدري هل هو من اهل الجنة او من اهل النار ولكننا نحن مأمورون بالعمل الذي يقرب الى الجنة وبالاجتناب عن باجتناب العمل الذي يقرب الى النار ولهذا لا حجة لاحد على الله عز وجل بالقدر انت الان تقدم مختارا جئت الى هذا المسجد باختيارك ما احد الزمك لكن لما وصلت الى هذا المسجد تبينوا لك ان هذا مما قضاه الله وقدره ولو كان لم يقضه ولم يقدره حال بينك وبينه ما وصلت الى هذا المكان فلا احد يحتج بالقضاء والقدر ابدا يحتج يحتج بالقضاء والقدر لو كان مكتوب نعرف غدا سيحصل لي كذا وبعد غد يحصل لي كذا واموت ساعة كذا واحصل على كذا لكن هذا محجوب عنه فنحن نقدم الان باختيارنا وطاعتنا فالله جل وعلا يهدي من يشاء الى صراط مستقيم ثم قال سبحانه وتعالى ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يأتيكم مثل الذين خلوا من قبلكم ام يحتمل انها بمعنى بل والهمزة او بمعنى الهمزة بل احسبتم او احسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يأتيكم مثل الذين خلوا من قبلكم حسبتم وقع في حسبانكم واعتقدتم انكم تدخلون الجنة هكذا ولما يأتيكم مثل الذين خلوا من قبلكم الذين خلوا مظوا من الام السابقة من المؤمنين وغيرهم من الانبياء واممهم ما الذي حصل لهم؟ مستهم البأساء والضراء من المس تحقق الاصابة وانها وقع لهم هذا مس ابدانهم ومسهم واصابهم البأساء هي ما يصيب الاموال والضراء وهي ما ما تصيب ما يصيب الابدان فقد اصابتهم المصائب في اموالهم والجوائح واصابتهم الظراء في ابدانهم الامراض وغيرها وكذلك قال وزلزلوا والزلزلة هي شدة التحريك ويكون في الاشخاص والاحوال ولهذا قال العلامة ابن عثيمين زلزلوا زلزلة القلوب بالمخاوف والقلق والفتن العظيمة والشبهات والشهوات احصن حصل لهم الزلزلة زلزلت قلوبهم خوفا من العدو في المعركة في ارض الحرب وزلزل زلزالا شديدا حتى يقول الرسول والذين امنوا معهم متى نصر الله وكذلك الزلزل اصابهم القلق مرت به فتن مصائب بلايا امور تحدث وهذه سنة الله في خلقه حتى يوطن الانسان نفسه في هذه الحياة على المصائب ما خلقنا الله عز وجل لننعم في هذه الدنيا ليبلوكم ايكم احسن عملا فلابد من وقوع الكرب والمصائب والاواء والشدة لكن اذا تيقنت هذا وعلمت انه لابد ان يقع يخف على الانسان ولهذا البعيدون عن الله عز وجل تجد انه اذا اصابه شيء يتذمر وكانه يقول ليش المصايب علي انا لماذا؟ ما وش ذنبي؟ ماذا فعلت سبحان الله انت خلق الله عز وجل لهذا والمصائب وهذه المحن لا يلزم ان تكون شرا فكم من محنة فكم من محنة صارت منحة فليمحص الله عز وجل عباده بما يصيبه ويبتليهم كما تمحص الذهب الذي خلطه التراب وغيره لما تضعه في النار فيخرج نقيا صافيا تمحيص قال العبد يصبر ويحتسب ويتعامل معها وفق الشرع وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين امنوا معه متى نصر الله يستعجلون نصر الله يطلبونه وليس المراد انهم يشكون لا لكن يستعجلون بنزوله لشدة ما اصابهم. يريدونه يأتيهم ويحل بهم لانه بلغت القلوب الحناجر والانسان خلق من عجل ولكن عليه ان يصبر ويحتسب. يعمل بطاعة الله ويعمل الاسباب التي تؤدي الى الفكاك والنجاة والمخرج مما اصابه وينتظر فرج الله عز وجل واعلم ان الفرق ان الفرج مع الكرب وان النصر مع الصبر الهرج قريب واذا جاء في الحديث يعجب ربك من عباده الزينين قانتين والمطر قد اوشك ان يقع بهم فيعجب ربك من من العباد صابهم القنط استبطأوا هو الفرج على وشك ان يصيبه ولهذا الصبر نعمة عظيمة من الله عز وجل عليه بها ان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا. مهما تقع في ضائقة وشدة ومرض ومصيبة لا تيأس ترقب الفرج لكن ابذل الاسباب ترقب الفرج الفرج قديم قريب قادم هذه ولو سلم احد من هذه الكرب لسلم منها النبي صلى الله عليه وسلم سلم منها الانبيا سلم منها الصحابة سلم منهم سلم منها المؤمنون لكن هذه حكمة الله الف لام ميم احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون لابد يفتن الانسان يا اخي قال جل وعلا حتى يقول الرسول والذين امنوا معه متى نصر الله؟ ثم اجابهم جل وعلا بقوله الا ان نصر الله قريب نسأل الله قريب منك يا من وقعت في ضائقة وشدة قريب بس اصبر وابشر بالخير مع ان الانسان اذا اصابه شيء له من الاجر ما لا يحصيه الا الله كما في البخاري قال النبي صلى الله عليه وسلم ما يصيب المسلم من هم ولا غم ولا نصب ولا وصب الا كفر الله بهم الا كفر الله به من خطاياه حتى النكبة ينكبها حتى اصابة القدم لما اضرب في الارض او تضرب حجرا او الهم مجرد يصيبك هم من موظوع معين يكفر الله به من سيئاته او غم غم كما سمعت او ما رأيت يكفر الله به من سيئاته او نصب وهو التعب او وصفه المرض هذا يفرج هذا هذا يفرج الله به يكفر الله به السيئات فامر المؤمن كله خير لكن المؤمن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان امر المؤمن كله له خير ان اصابته ظراء صبر فكان خيرا له وان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وهذه هي الثمرة يا اخوان الثمرة هو العمل بدلالة النصوص ليس مجرد سماع النصوص لا الثمرة هي العمل ولن تصل الى هذه الثمرة الا بعد ان تتعلم النصوص تقرأ النصوص تعرف دلالتها لكن اذا المت فاعمل اذا المت فاعمل الامام احمد جاء عنه انه يقول لا اظن اني سمعت حديثا لم اعمل به وهو روى اكثر من مليون حديث التي استعرضها لا اظن اني يعني علمت حديثا او قرأت او رويته ولم اعمل به ان عندنا ايات ما عملنا بها الا ما رحم الله نصوص في الصحيحين الثمرة هي العمل وقل اعملوا الذين امنوا وعملوا الصالحات وترى هذا الذي خلقنا من اجله لا تشغل نفسك في امور اخرى. الامور الاخرى خلها مساعدة معاونة لكن هذا الذي من اجله خلقنا الله اوجدنا لنعبده لنعمل له نتقرب اليه بالعمل قال جل وعلا ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يأتيكم مثلما مثل الذين خلوا من قبلكم تظنون انكم تدخلون الجنة هكذا ولا تبتلون ولا يصيبكم مثل ما اصاب الذين خلوا مظوا قبلكم نعام معلش هنا رجعت مرة ثانية ها نعم قال جل وعلا كتب عليكم الا ان نصر الله قريب نعم فيه البشارة ان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا ولن يغلب عسر يسرا من يغلب عسر يسرين لانه قال ان مع مع العسر يسرا النكرة يدل على التكرار والمعرفة شيء واحد ان مع العسر يسرا ان مع العسر. العسر الثانية هي نفس الاولى لانها معرفة بال لكن اليسر المنكر لا مع العسر يسرا هذا مما يعظم ما يعظم الامل في النفس والرجاء وحسن الظن وتوقع قرب زوال المشقة