قال جل وعلا كتب عليكم القتال وهو كره لكم كتب اي فرض القتال عليكم والقتال له شروط يجب بها ويتعين على الانسان في مواطن ثلاث اذا عينه ولي الامر او داهم العدو البلد او حضر القتال حضره وان لم يكن امره ولي الامر لكن حضره وجده لا يجوز له ان يتودع وان يفر وما سوى ذلك فالجهاد فرض كفاية لكن اذا امر ولي الامر وجب اذا كان على سبيل الدفاع بهذا الدفع يدفع عن البلد اجتاحها الكفار او الاعداء او ولي الامر امرك او اكتتبك كتب عليكم القتال وهو كره لكم كره شديد فيه مشقة وشدة على النفوس والكره هنا كرهم بمقصد الجبلة والطبيعة الانسان يكره الموت. ذلك ما كنت منه تحيد وليس المراد كره فرض الجهاد اعوذ بالله اذا كان انسان كره فرض الجهاد كره احكام الله هذا على خطر في دينه لكن المراد هنا الكراهية الجبلية الطبعية يكره الموت ولهذا كل الاعمال الان تجد اننا نعمل اعمال من يحيد عن الموت يعمل اعمال حتى يحيد ما يصيبه الموت ولكن اذا جاء وقته سيأتي ولا يمنعه شيء وهو كره لكم. قال وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم الله جل وعلا هو العليم الحكيم فكم من شيء تكرهه وهو خير لك ومثله الجهاد الموت قادم اللي يجاهد والذي لا يجاهد والعمر لن يتقدم ولا يتأخر لكن المجاهد في سبيل الله يغفر له كل شيء الا الدين اعد الله للشهيد في سبيله مئة درجة في الجنة واجر عظيم وثواب عظيم عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم عسى ان تحب شيء تحبه وترغب فيه وهو شر لك ومن هنا نقول يا اخوان نحن لا نعلم الغيب ولهذا لا يجوز لنا ان نجعل انفسنا او ميل نفوسنا نجعلها ميزان للحق بعض الناس يقول انا سبحان الله ابدا ترى اذا قلت كذا ما هو بزين ترى يطلع ما هو بزين ايه لقد كذا يا اخي لا تضيع نفسك بميزان الحق المعصوم النبي صلى الله عليه وسلم الميزان هو قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم فهذا ان تكره تكره الموت تكره الجهاد وهو هذا تحب الدنيا وتحب بعض الاشياء وتكون شر عليك وبال لكن انسان ينجو اذا التزم بالشريعة وكأن معنى هذه الاية التزموا بطاعة الله. فالحب في الكراهية والمحبة ليست ميزانا للحق والعدل فالتزموا بالشريعة تكرهون او تحبه فعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم عند الله عز وجل او في الدنيا والاخرة وعسى ان ان تحبوا شيئا وهو شر لكم في الدنيا والاخرة او شر في الدنيا والله يعلم وانتم لا تعلمون. ولهذا ختم الاية بصفة العلم الله يعلم جل وعلا علام الغيوب لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء. يعلم مآلات الامور وتنتهي اليه وانتم لا تعلمون الا ما علمتم ان الله عنده علم الساعة ما ندري متى تقوم الساعة وينزل الغيث ما ندري وما تجد نفس باي ارض تموت نحن ما نعلم هذه الاشياء لكن نطيع العلام علام الغيوب نطيع العليم جل وعلا. اطيع العالم العليم علام الغيوب فاذا اطعناه في شرعه افلحنا ونجحنا لانه شرع هذا الدين بناء على علمه الذي احاط بكل شيء فمن اطاع الله ولو كانت نفسه تكره فليبشر بالخير واصل الحياء الشرع تكليف ليبلوكم قال جل وعلا يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه نعم هذه الاية التي جاء سبب نزولها وفي اول اية بدأنا قلت لهذه الاية سبب نزوله كان استعجالا مني وهما لكن هذه الاية التي لها سبب نزول يسألونك عن الشهر الحرام. السائلون هم الكفار والشهر الحرام اسم جنس. المراد الاشهر الحرم الاربعة وسبب ذلك ما رواه ابن ابي حاتم والطبري والبيهقي بسند صحيح عن جند بن عبدالله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رهطا يعني جماعة وبعث عليهم ابا عبيدة ابن الجراح فلما ذهب ينطلق بكى صبابة الى النبي صلى الله عليه وسلم ابو عبيدة عامر دون جراح حتى تعرف ميزانك وميزان الصحابة ملازم مع النبي صلى الله عليه وسلم يراه ويجلس معه ويخرج معه ويدخل ولا يريد يخرج شوقا وحبا له فلما ارسله بكى صبابه يحرص انه يبقى مع النبي صلى الله عليه وسلم اصحاب محمد رظي الله عنهم ورضوا عنه هم الرجال حقا اذا اردت تعرف قدرك انظر بس اعمالهم لما حث النبي صلى الله عليه وسلم على على الانفاق جاء ابو بكر بماله كله تقدر هذا انت عمر يأتي يسابق ويأتي بنصف ماله نحن ما نخلد شيء نرى ما يحصل للمسلمين وشيء يبكي ويدمي تجد واحد يمسك يمسك ماله يا اخي انفق ينفق عليك ولكن ايضا اعرف قدر اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال فبكى صبابة فجلس فحبسه النبي صلى الله عليه وسلم يعني قال له اجلس فبعث عليهم مكانه عبد الله بن جحش وكتب له كتابا وامره الا يقرأ الكتاب حتى يبلغ مكان كذا وكذا. وقال لا تكرهن احدا على السير معك من اصحابك فلما قرأ الكتاب استرجع وقال سمعا وطاعة لله ولرسوله فخبرهم الخبر وقرأ عليهم الكتاب فرجع رجلان وبقي بقيتهم فلقوا فلقوا ابن الحظرمي فقتلوه ولم يدروا ان ذلك اليوم من رجب او من جمادى فقال المشركون للمسلمين قتلتم في الشهر الحرام فانزل الله يسألونك عن الشهر الحرام قتالا فيه قل قتال فيه كبير وجاء في بعض الاوقات انه في بطن نخلة بين مكة والطائف فمر بهم ابن الحضرمي وهو مشرك وقتلوه لكن كانوا يظنونه من من جمادى الجماد الثانية ثم تبين انه من رجب فعير المشركون النبي صلى الله عليه وسلم وانكروا عليه يقول انه يدعو الاسلام دينه حق وهو يقتل في شهر رجب بالشهر الحرام ما يعظم حرمات الله فقال الله وهذا سبب نزول الاية فانزل الله يسألونك عن الشهر الحرام يعني على القتال فيه عن قتال فيه يسألونك عن الشهر الحرام قتالا فيه والقتال فيه كبير كبيرة من الكبائر القتال في في الشهر الحرام. وقد مر معنا تقرير المسألة يعني ابتداء القتال فيه ابتداء القتال فيه والا اذا كان على سبيل الدفع لا وبعض اهل العلم يقول لا يقاتل في الحرام مطلقا ولكن لا شك انه لا يبتدأ القتال فيه لكن ان كان القتال مستمرا قد بدأ من قبل او كان على سبيل الدفع فان ذلك جائز قتال فيه قل قتال فيه كبير اذا هم سألوا عن القتال في الشهر الحرام فقال الله القتال كبيرة امر كبير عظيم عند الله ما يجوز وهنا يا اخواني يجب عليك ان تقول الحق ولو كان على نفسك ولو كان على اصحابك ولو كان على من هو معك الله بين الحكم والقتال كبير وان كان فعله اصحاب نبينا بامر نبينا صلى الله عليه وسلم يبين الحق ثم قال وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام واخراج اهله منه اكبر انتم تعيرون نبينا بامر واحد؟ نعم هو كبير. لكن انتم ارتكبتم اربعة امور اولها صد عن سبيل الله تصدون عن سبيل الله انتم تصدون ولا تتبعون وتعرضون وتصدون غيركم كم عذبتم من المؤمنين؟ وكم تردون الناس لئلا ادخلوا في الاسلام هذا جرم كبير وايضا كفر به كفر بالله جل وعلا والكفر بالله عز وجل اعظم من القتل فيه في الاشهر الحرم والمسجد الحرام قيل المعنى وكفر بالمسجد الحرام فلم تعرفوا قدره ولهذا منعتم النبي صلى الله عليه وسلم من دخوله ومنعتم المؤمنين ويحتمل ان والمسجد الحرام راجع على الصد وصد عن المسجد الحرام صددتم النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه يوم الحديبية وصددتم المؤمنين بل حتى في زمن وجود النبي صلى الله عليه وسلم هناك ما كان لنا. كثير من الصحابة يطوفون بالبيت او يتعبدون او يصلون عنده يخافون من الكفار قال واخراج اهله منه افراج النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه من مكة الى المدينة بلا ذنب الا انهم يقولون لا اله الا الله ويقولون ادخلوا في الدين حتى تنجوا من النار وتدخلوا الجنة اكبر يعني هذا خبر هذي هذه الامور ويصد عن سبيل الله والكفر الصد عن سبيل الله والكفر بالله والصد عن المسجد الحرام واخراج اهله منه هذا اكبر الذنوب اكبر من القتال او القتل في الشهر الحرام قال جل وعلا والفتنة اكبر من القتل والشرك اكبر من القتل ان تشركوا مع الله غيره فتشركوا اصنامكم تعبدونهم تدعونهم تذبحون لهم تنذرون لهم يجعلونها شركاء لله عز وجل هذا اكبر من القتل الذي حصل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال جل وعلا ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم اخبار ان الكفار لا يفتؤون يقاتلون المسلمين لا تنخدع بهم لا يزالون وهم باقون على هذا على قتال المؤمنين قد يسكتون فترة من الفترات لضعفهم او لامر ما لكن هذه عقيدتهم ونيتهم وقلوبهم منطوية على هذا وخير مثال كفار قريش لم يزال يقاتل النبي صلى الله عليه وسلم حتى فتح الله عليه قال جل وعلا ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا يردونكم من الكفر من الايمان الى الكفر دين الاسلام يردوا لكم ان استطاعوا هذا مشروط بالاستطاعة ان استطاعوا ذلك ولهذا ثبت الله المؤمنين بالايمان ان استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فاولئك حفظت اعمالهم من يرتد منكم ايها المؤمنون عن دينه ترتكب الردة فيترك الاسلام ويعود للكفر فيمت وهو كافر يعني يموت على هذه الردة وعلى هذا الكفر نعوذ بالله فاولئك حفظت اعمالهم. الحبوط هو الزوال والذهاب الزوال والذهاب اولئك حبطت اعمالهم يعني ذهبت وزالت وفسدت وقد املأ الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا حابب اماله في الدنيا والاخرة في الدنيا اعمال هابطة لانها غير مقبولة لان من شرط قبول العمل الايمان وهو مؤمن لابد ان يكون مؤمنا والا لو عمل ما عمل لا ينفعه ولهذا لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن عبد الله ابن جدعان كان ينفق ويعطي ويعتق ويطعم الحجيج سئل عن النبي صلى الله عليه وسلم هل ينفعه اعتاقه واطعامه قال لا انه لم يقل يوما من الدهر رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين وهذا معناه التوبة والرجوع الى الله عز وجل فالاعمال حابطة شرطها الايمان لابد ان يؤمن والا لا يقبل له عمل لن تقبل منهم نفقاتهم ما دام انهم على الكفر والشرك واولئك اصحاب النار اولئك اسم اشارة دال على البعيد لبيان بعد منزلة القوم في الشر والفساد واصحاب النار اي الملازمون لها لان الصحبة تقتضي الملازمة اي فهم الملازمون للنار اصحابها اي الملازمون لها ابد الاباد لا يقضى عليهم فيموتوا وما هم منها بمخرجين هم فيها خالدون ايضا هذه عقوبة فوق ذلك ماكثون فيها ابد الاباد خالدين فيها ابدا ليس محددا بوقت او ينتهي بعد سنة بعد مليون سنة بعد مليار سنة نعوذ بالله خالدين فيها ابدا فكم فكم في هذا من العبر نحن مساكين النبي صلى الله عليه وسلم يقول اعمار امتي بين الستين والسبعين فكيف تقظيها في معصية الله وامامك تلك الاخرة طويلة المدى التي لا تنتهي يقول الامام احمد يقول لو كانت الدنيا ذهبا يفنى والاخرة خزفا يبقى لكان لنا لكان علينا ان نختار الذي يبقى على الذي يفنى فكيف والدنيا خزف يفنى والاخرة ذهب يبقى ولكن يحرك القلوب يا اخوان مجالس الذكر قراءة القرآن يتحرك القلوب والا الانسان يعقل هذا بس لما يذكر مرة بعد مرة حرك القلب يتعظ ولهذا لا انفع القلوب من قراءة القرآن ومجالس الذكر توقظك يا اخي تجلى الصدأ عن قلبك والانسان مهما كان عنده من علم اذا لم يعمل ويذاكر ويدارس يضعف يضعف تأتي عليه ساعة يضعف وبهذا تحيا القلوب قال جل وعلا ان الذين امنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله اولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم الذين امنوا والايمان هو التصديق عن اقرار الايمان بما يجب الايمان به مما اوجب الله عز وجل الايمان به اوجبه رسوله امنوا والذين هاجروا والهجرة هي الخروج من بلد الكفر الى بلد الاسلام فرارا بالدين مرارا بالدين وفي زمن النبي صلى الله عليه وسلم هاجروا من مكة الى المدينة وجاهدوا في سبيل الله بذلوا الجهد اي قاتلوا بذلوا جهدا في سبيل الله مخلصين لله يريدون اعلاء كلمة الله يرجون اولئك يرجون رحمة الله هؤلاء يرجون رحمة الله يعني الرجاء هو الطمع في حصول امر قريب المنال الرجاء هو طمع الانسان بحصول امر قريب المنال فهؤلاء الذين فعلوا هذه الامور يطمعون في رحمة الله يطمعون في دخول الجنة. لان عندهم اعمال لكن مع ذلك ما يجزمون بانهم من اهل الجنة كما يفعل بعض الناس اذا عمل بعض الاعمال قال يظن انه من اهل الجنة لا هؤلاء انظر امنوا وهاجروا تركوا ديارهم واموالهم وجاهدوا بعد ان وصلوا جاهدوا في سبيل الله وقاتلوا العدو على رجاء رحمة الله يرجون رحمة الله هذا شيء يا اخوان والله يخيف يعني نحن فينا غفلة عظيمة هذا تقصير على تقصيرنا وعلى قلة العمل تجد الانسان قد كن عنده رجاء كبير هؤلاء اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مع هذه الاعمال العظيمة يرجون والرجاء والطمع حصول شيء قريب المنال لكن ما جزموا ما قالوا حنا من اهل الجنة ما دام اننا امنا وجاهدنا خرجنا من ديارنا وجاهدنا في سبيل الله وكل ذلك نبتغي به وجه الله حنا من اهل الجنة. ما قالوا هذا رضي الله عنهم وارضاهم قال والله غفور رحيم. يرجون رحمة الله يرجون ان يرحمهم الله ومن اعظم رحمته ومن رحمته ادخالهم الجنة لان الرحمة المضافة الى الله نوعان قسم صفة الله غير مخلوق وقسم مخلوق والجنة من رحمة الله لكنها مخلوقة ولهذا قال ان الله خلق مئة رحمة كما في البخاري يقول النبي خلق مئة رحمة اذا هي رحمة مخلوقة لكن رحمة الله التي هي صفته هذه ليست مخلوقة صفة الله فالجنة من رحمة الله وهي مخلوقة يرجون رحمة الله والله غفور رحيم غفور يغفر الذنب يستره ويمحوه ليس مجرد ستر الغفران غفر في اللغة بمعنى ستر ومنه المغفر لكن في اصطلاح الشرع الغفور والمغفرة غافر الذنب ليس معناه انه يستر عليك الذنب لا يستره ويمحوه يستره ويتجاوز عنه ما يبقى له تبعة عليك ابدا ينتهي سبحان الله وهو رحيم ورحمته سبقت عذابهم وهو ارحم بالخلق من الوالدة بولدها كما صح بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه واله وسلم