ثم قال جل وعلا يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس يسألونك يسأل الصحابة عن الخمر والميسر والخمر معروف ما خامر العقل فاذهبه الخمر ما خامر العقل فاذهبه وازاله لانه قال حتى تعلموا ما تقولون قالوا هو الذي يذهب العقل ويزيله وهو يشمل كل ما كان هذا وصفه من المشروبات او حتى المشمومات والميسر الميسر هو القمار وسمي ميسرا لسهولة الحصول على المال فيه ميسر فعرفه شيخنا قال الميسر كل كسب عن طريق المخاطرة والمغالبة كل كسب عن طريق المخاطرة والمغالبة وضابطه ان يكون فيه بين غانم وغارم الضابطة كل كسب عن طريق المخاطرة قابر ممكن تجيني يمكن يجيه يغالب صاحبه وايضا ضابطه انه لابد يكون الانسان فيه اما غانم واما غارم مما يكسب واما يخسر هذا من الميسر وهو حرام وقد كانوا يأكلون اموالهم بهذه الطريقة هذا من المسجد الحرام لا يجوز حتى في زماننا الان لا يجوز الميسر كل ما كان بهذه المثابة يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير فيهما اي في الخمر والميسر اثم كبير وكثير ومنافعه للناس فيهم منافع للناس مثل الفائدة المالية يكسب الخمر فيه يتلذذ صاحبه كما قال ابن كثير قلبيها من حيث ان فيها نفع البدن تهظيم الطعام اخراج الفضلات تشحيد بعظ الاذهان ولذة الشدة الشدة المطربة وغير ذلك لكن هذه منافع لا تقاس بجانب الخطر والضرر ولهذا ما حرم الله شيء الا وضرره اخ اكثر واكبر وما احل الله شيئا الا نفعه اعظم خذ ها القاعدة قال جل وعلا ومنافع للناس واثمهما اكبر من نفعهما اذ هوما اكبر منا فيها. وهذه احدى المراحل التي مر بها الخمر الخمر مر بمراحل المرحلة الاولى بعضهم يقول اربعة وبعضهم يقول ثلاث من قال اربع قال المرحلة الاولى قوله جل وعلا تتخذون منه سكرا ورزقا حسنة قال كونه الرزق يوصف بالحسن وهذا يوصف بانه شكر دليل انه ما هو بحسن اول هذه اول مرحلة فيه اثم كبير ومنافع الناس والمرحلة الثانية تركه وقت الصلاة والثالثة التحريم بالكلية هناك الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله اشهد ان محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على حي على الفلاح حي على الفلاح الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله يقول الله جل وعلا يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس واثمهما اكبر من نفعهما ويسألونك ماذا ينفقون ايضا يسألون ماذا ينفقون فقال قل العفو يعني ماذا ينفقون من اموالهم؟ فقال العفو والعفو المراد به الفضل يعني ما فضل عن الكفاية ما زاد عن قدر الحاجة هذا الذي ينفق منه اما الشيء الذي تحتاجه في مأكلك ومشربك ومن تعوله لا تنفق منه لكن ما زاد عندك ما تنفق عليهم وزاد عندك شيء هذا هو يكون الانفاق منه ويسألونك وماذا ماذا ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو اي ما ما فضل وزاد من مالك كذلك يبين الله لكم الايات لعلكم تتفكرون التفكر هو اعمال الفكر للوصول الى الغاية الله يفصل هذه الايات يبينها ويوضحها لاجل ان تتفكروا تتدبروا وتتأملوا في هذه الشريعة المباركة وفيما احل وحرم فيدعوكم ذلك الى طاعة الله عز وجل فيما امر واجتناب ما عنه نهى وزير في الدنيا والاخرة. بعضهم قال تتفكرون في الدنيا والاخرة لعلكم يعني فعلنا ما فعلنا وبينا لكم الايات حتى تتفكروا في الدنيا والاخرة في شؤونهما وفي احوالهما هذه دنيا فانية وهذه اخرة باقية يعود يعني الحقيقة التفكر في الدنيا من الدنو يا اخي من الدنو ومنقضية انت تراها تبصرها كم ودعت من الاموات لعلكم تتفكرون في الدنيا والاخرة ثم قال ويسألونك عن اليتامى قل اصلاح لهم خير. سبب نزول هذه الاية انه الصحابة رضي الله عنهم تركوا آآ او كل من كان عنده يتيم لما نزل قوله جل وعلا ان الذين يأكلون اموال اموال اليتامى ظلما. يقول ابن عباس لما نزلت ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتي هي احسن وقوله من الذين يأكلون اموال اموال اليتامى ظلما انطلق كل من عنده يتيم فازل طعامه عن طعامه وشرابه عن شرابه. فكانوا يتركون له الطعام حتى يأتي ويأكله او يفسد فشق عليهم هذا فقال الله عز وجل في هذه الاية قل اصلاح لهم خير يسألونك عن اليتامى يعني عن الوضع الذي صار واموالهم واحوالهم. قال قل اصلاح لهم خير. اصلاح اموالهم وتنبيتها خير وان تخالطوه فاخوانكم ولو خالطتوا مالكم مع مالهم لان فيه صعوبة انك تترك مال اليتيم لوحده ولا يأكل الا وحده هذا فيه صعوبة ان خالطتموهم مع تحري الصلاح هذا خير قال وين تخالطوهم فاخوانكم والله يعلم ما افسد من المصلح الله يعلم المفسد الذي يريد افساد مال اليتيم واكله واستغلاله ويعلم المصلح الذي يريد يعطيه ما يحتاج اليه لكن يشق عليه انه يعزل ماله عن ماله وهو في قلبه لا يريد ان يأكل مال اليتيم والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لاعنتكم لو شاء لاوقعكم في العنت والحرج والمشقة فلابد ان تأزلوه ولا تأكلون منه شيئا لكن الله يستر على عباده ولهذا قال في سبب النزول قال فخلطوا طعامهم بطعامهم وشرابهم بشرابهم وهان عليهم الامر والله ان الله عزيز حكيم جل وعلا والعزيز الذي لا يغالب وهو الحكيم الذي يضع كل شيء موضعه