بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله. نبينا محمد على اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد في هذا المجلس نتكلم على تفسير سورة الروم ونبدأ ببعض المقدمات عن هذه السورة فنقول اولا اسمها سورة الروم وهذا هو الاسم الذي عرفت به في زمن النبي صلى الله عليه واله وسلم وقد جاء في ذلك احاديث عند الترمذي وغيره صحيحة بهذا الاسم وسميت سورة الروم اه لورود ذكر اسم الروم فيها دون غيرها من السور واما نوعها فهي مكية بالاتفاق مكية بالاتفاق وذكر قولان شاذان بانها مدنية لكنه ما شاء الداني لا يعول عليهما ولعل من نقلهما اه لم يفهم قصد من قالوه فالحاصل انها مكية بالاتفاق واما ترتيبها بين سور القرآن في النزول فهي السورة الرابعة والثمانون اه نزلت بعد سورة الانشقاق وقبل سورة العنكبوت وعدد اياتها عند اهل المدينة تسع وخمسون اية وفي عداد اهل الشام ستون اية وقد سبق ان نبهنا مرارا وتكرارا على انه لا على ان اختلاف العدد بين العادين في ايات السورة لا يعني اختلافهم في آآ ايات السورة اي اقصد انه لا يعني الاختلاف في العدد ان هناك فرق بين العادين من حيث السورة فاولئك عندهم اية ليست موجودة عند الاخرين لا حاصروا ما يكون سببا لاختلاف العدد هو ان بعضهم يعد هذه الاية مثلا ايتين والاخر يعدها اية واحدة. ومن هنا ينشأ الخلاف في العدد والا السورة هي هي لا خلاف بينهم لان هذا من تمام حفظ الله عز وجل للقرآن وقد قال جل وعلا انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون فلا يزاد فيه حرف ولا ينقص منه حرف يقول الله جل وعلا الف لام ميم غلبت الروم في ادنى الارض وهم وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين لله الامر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن اكثر الناس لا يعلمون يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة غافلون اه اولا بالنسبة لقوله الف لام ميم هذه هي الحروف المقطعة. وقد سبق الكلام فيها مفصلا في سورة البقرة في اول سورة البقرة واعدنا الكلام عليها مختصرا ونعيده الان باختصار فنقول الف لام ميم من الحروف المقطعة والحروف المقطعة اصح الاقوال فيها ان يقال الله الله اعلم بمراده منها والحكمة منها التحدي والاعجاز الف لام ميم غلبت الروم غلبت الروم من قبل فارس فانها قد تغلبت عليهم في ذلك الحين بمكة آآ ثم تغلبت الروم عليهم بعد ذلك بسبع سنين لكن السورة مكية هذا التغلب حصل في مكة والنبي صلى الله عليه وسلم واصحابه بمكة قبل الهجرة وقد جاء في حديث آآ رواه الترمذي وغيره اه قال عنه الالباني صحيح بمجموع طرقه آآ ان يوم غلبت الروم لفارس كان يوم بدر المسلمون انتصروا على كفار قريش يوم بدر و الروم انتصرت على فارس في ذلك اليوم وبناء على هذا يكون نزولها او نزول هذه السورة هو في السنة الخامسة اه قبل هجرة النبي صلى الله عليه واله وسلم يعني تقريبا بعد بعثته بثماني سنوات صلوات الله وسلامه عليه والمهم المهم انها نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو من مكة ولهذا راهن ابو بكر الكفار كفار قريش على ان الروم سيغلبونهم في بضع سنين على ما سيأتي تفصيله بعد ذلك والروم كما قال ابن كثير رحمه الله قال الروم هم من سلالة العيس ابن اسحاق ابن ابراهيم وهم ابناء عم بني اسرائيل ويقال لهم بنو الاصفر وكانوا على دين اليونان واليونان من سلالة يافث ابن نوح ابناء عمي الترك هذا يعني التعريف بهم وهم لا يزالون معروفون الى يومنا هذا فالروم الان تقريبا هم الاوروبيون هم الاوروبيون الان الذين يسكنون في اوروبا وفي امريكا الغالب عليهم انهم من الروم وهم بنو الاصفر وهم تقريبا الذين الغالب منهم انهم على الملة النصرانية على دين النصرانية قال جل وعلا الف لام ميم غلبت الروم غلبت اي غلبتها فارس لانهما حين بعث النبي صلى الله عليه وسلم كانتا هما اقوى امتين فكان اقوى الامم حين بعث النبي صلى الله عليه وسلم فارس والروم وكان بينهم صولات وجولات وتنازع وتقاتل غلبت الروم غلبت فارس الروم فانزل الله هذه الايات. يقول ابن كثير رحمه الله نزلت هذه الايات حين غلب سابور ملك الفرس على بلاد الشام وما والاها من بلاد الجزيرة واقاصي بلاد الروم واظطره هرقل ملك الروم حتى الجأه واضطر هرقل ملك الروم حتى الجأه الى القسطنطينية وحاصره فيها مدة طويلة ثم عادت الدولة له هرقل كما سيأتي ثم اورد ابن كدير اه جملة احاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في سبب نزول هذه الاية وغلبة الفرس للروم ثم غلبت الروم لفارس آآ اقتصر منها على حديثين لانهما صحيح ان وبقية الاحاديث منها ما هو وضعيفة ولا شاهد له ومنها ما هو ضعيف لكن تشهد يشهد له هذا هذان الحديثان اللذان سنريدهما وما في هذه الاحاديث الضعيفة موجود في هذين الحديثين فيستغنى بالصحيح عما سواه يقول ابن كثير رحمه الله قال الامام احمد حدثنا معاوية بن عمرو وساق بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى الف لام ميم الروم في ادنى الارض قال غلبت وغلبت غلبت وغلبت قال كان المشركون يحبون ان تظهر فارس على الروم لانهم اصحاب اوثان وكان المسلمون يحبون ان تظهر الروم على فارس لانهم اهل كتاب وهذا الدليل ان اهل الكتاب اقرب الى المسلمين من الوثنيين عبدة الاصنام وان كان لا يعني هذا القرب انهم يرظون عنهم في كل حال وانهم على الصواب في كل شيء. لا لكنهم اهل كتاب اهل كتاب من الكتب التي انزلها الله على رسله ولكن حرفوها وبدلوها وغيروا كثيرا منها ولذلك تجد ان الله سبحانه وتعالى يعني جعل لاهل الكتاب اه ميزة وقرب من المسلمين ولكن لا يعني ذلك ان يرضوا بكل ما عندهم ودليل ما ما قلت قوله جل وعلا اه لتجدن اشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود والذين اشركوا ولتجدن اقربهم مودة للذين امنوا الذين قالوا انا نصارى ذلك بان منهم قسيسين ورهبانا وانهم لا يستكبرون الايات وايضا ما جاء ان الله سبحانه وتعالى احل طعام اهل الكتاب للمسلمين واحل لهم نكاح نسائهم نكاح الكتابيات بينما حرم ذلك من المشركين والوثنيين فلا يجوز اكل ذبائحهم ولا نكاح نسائهم قال عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى الف لام ميم غلبت الروم في ادنى الارض وهم من بعد غلبهم سيغلبون. قال غلبت وغلبت قال كان المشركون يحبون ان تظهر فارس على الروم ولانهم اصحاب اوثان وكان المسلمون يحبون ان تظهر الروم على فارس لانهم اهل كتاب لانهم اهل كتاب فذكر ذلك لابي بكر فذكره ابو بكر لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما انهم سيغلبون. فذكره ابو بكر لهم فقالوا اجعل بيننا وبينك اجلا فان ظهرنا كان لنا كذا وكذا وان ظهرتم كان لكم كذا وكذا فجعل اجلا خمس سنين فلم يظهروا فلم يظهروا فذكر ذلك ابو بكر للنبي صلى الله عليه واله وسلم فقال الا جعلتها الى دوني اراه قال العشر قال سعيد بن جبير البضع ما دون العشر جاء بعض الالفاظ ما بين ثلاث الى تسع وان كان فيه ضعف لكنه معناه صحيح لان هذا هو البظع في لغة العرب قال ثم ظهرت الروم بعد قال فذلك قوله تعالى الف لام ميم غلبت الروم في ادنى الارض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين لله الامر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم قال ابن كثير هكذا رواه الترمذي والنسائي جميعا عن الحسين ابن حوريف عن معاوية ابن عمرو عن ابي اسحاق الفزاري عن سفيان بن سعيد الثوري وقال الترمذي حسن غريب انما نعرفه من حديث سفيان بن حبيب من حديث سفيان عن حبيب ورواه ابن ابي حاتم عن محمد ابن اسحاق الصغاني عن معاوية ابن عمر به ورواه ابن جرير آآ وفي نسخة الترمذي المتداولة الان الموجودة وهي التي حققها الالباني ان الترمذي قال هذا حديث حسن صحيح غريب يعني في كلمة صحيح زيادة وهذا هو الاظهر لان هذا الحديث هذا الحديث الذي ذكرناه انفا صححه الحاكم ووافقه الذهبي والالباني. والحديث الصحيح هذا الذي يظهر انه حديث صحيح آآ ثم اورد ابن كثير بعض الاحاديث ومما اورده قال حديث اخر قال ابو عيسى الترمذي وساق عن نيار ابن مكرم الاسلمي قال لما نزلت الف لام ميم غلبت الروم في ادنى الارض وهم بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين قال وكانت فارس يوم نزلت هذه الاية قاهرين للروم وكان المسلمون يحبون ظهور الروم عليهم لانهم واياهم اهل كتاب وفي ذلك قول الله تعالى يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم وكانت قريش تحب ظهور فارس لانهم واياهم ليسوا باهل كتاب ولا ايمان ببعث فلما انزل الله عز وجل هذه الاية خرج ابو بكر الصديق رضي الله عنه يصيح في نواحي مكة الف لام ميم غلبت الروم في ادنى الارض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين قال ناس من قريش لابي بكر وجاء ان الذي قال له ابي ابن خلف آآ فقال قال ناس من قريش لابي بكر فذاك بيننا وبينك زعم صاحبك ان الروم ستغلب فارس في بضع سنين افلا نراهنك على ذلك؟ قال بلى وذلك قبل تحريم الرهان قبل تحريم الرهان تعال اراهنك على كذا وكذا ان صار الامر كذا تعطيني كذا وان صار الامر كذا اعطيك كذا هذا موجود عند بعض العامة الى الان اذا اراد يؤكد مثلا يتكلم بامر والاخر يقول لا الامر كذلك يقول حق حق بيني وبينك على حق او نضع حقا بيني وبينك فان كان مثل كلامي تعطيني مثلا خمسين ريالا وان كان مثل كلامك انا اعطيك خمسين ريالا او ان كان مثل كلامي تذبح لنا او تغدينا او تعشينا هذا كله من اكل اموال الناس بالباطل هذا كله من اكل اموال الناس بالباطل لا يجوز ولا يجوز هذا الفعل ويجب الحذر منه ولهذا قال الراوي هنا ذلك قبل تحريم الرهان قال فارتهن ابو بكر والمشركون وتواضعوا الرهان جاء النوم قالوا نضع خمسة قالوص خمس من الابل فان صار الامر كما قلنا انت تعطينا خمسا من الابل وان كان ظهر الروم على فارس نعطيك نحن خمسا من الابل قال وقالوا لابي بكر كم تجعل البظع ثلاثة سنين الى تسع سنين فسمي بيننا وبينك وسطا ننتهي اليه قال فسموا بينهم ست سنين يهددن العرب تعرف ان البظع من ثلاث الى تسع فقولوا هذا امر مفتوح يا ابا بكر ضعنا نحدد لنا سنة بعينها فقال ست سنين قال فما فمضت ست سنين قبل ان يظهروا فاخذ المشركون رهن ابي بكر فلما دخلت السنة السابعة ظهر الروم على فارس فعاب المسلمون على ابي بكر تسمية ست سنين قالوا لان الله قال في بضع سنين قال فاسلم عند ذلك ناس كثير هكذا ساقه الترمذي ثم قال هذا حديث حسن صحيح وحسنه الالباني في صحيحه الترمذي وفي الضعيفة لكن هذا الحديث آآ او هذا الاثر فيه انه انه ظهرت الروم فظهرت الروم على فارس والنبي بمكة وليس يوم بدر وهو حديث صحيح لكن قد يكون الحديث صحيح لكن بعض اه ما فيه لا يكون كذلك فالحاصل انها نزلت بمكة وان ابا بكر راهنهم وجاء في بعض الاحاديث ان ابا بكر لما جاء النبي صلى الله عليه وسلم واخبره ان النبي كره ذلك وبعض الروايات انه لما مضت ست سنين ولم ينتصروا ان النبي قال له ارجع اليهم فراهنهم فرهنهم على تسع فراهنهم قال وزد في القالوص فرجع اليهم فقال هل لكم ان نزيد في الرهان وفي المدة؟ قالوا نعم فقال اه اعطيكم مئة قلوص يعني مئة ناقة اذا لم يظهروا خلال تسع سنين فظهروا فواهة الروم على فارس وعلى كل حال هذا هذا الحديث ان الصحيح ان يدلان على ان ظهور فارس على الروم كان في في زمن اقامة النبي صلى الله عليه وسلم بمكة وقبل ان يهاجر الى المدينة قال جل وعلا الف لام ميم غلبت الروم غلبت الروم وهم بعد غلبهم غلبت الروم في ادنى الارظ وهم بعد غلبهم سيغلبون. هناك قراءات شاذة يقول غلبت الروم وهي قراءات شادة الصواب غلبت واما غلبها اشار اليه بقوله سيغلبون يعني بعد ذلك فهي قراءة شاذة لا يعول عليها وهنا آآ اقرأ كلام ابن كثير رحمه الله فانه في الحقيقة لخص اه من هم الروم وما هي ديانتهم وما هو الذي حصل بينهم وبين فارس تلخيصا لما وجمع اطراف الموضوع فنقول ذلك او نقرأه للفائدة والاعتبار يقول ابن كثير واما الروم فهم من سلالة العيس ابن اسحاق ابن ابراهيم وهم ابناء عم بني اسرائيل ويقال لهم بنو الاصفر وكانوا على دين اليوناني واليونان من يهفث ابن نوح ابناء عمي الترك. وكانوا يعبدون الكواكب السبعة وكانوا يعبدون الكواكب السيارة السبعة. ويقال لهم حيرة ويصلون الى القطب الشمالي وهم الذين اسسوا دمشق يعني هم اول من بنى مدينة دمشق وبنوا معبدها وفيها وفيه محاريب الى جهة الشمال. فكان الروم على دينهم الى بعد مبعث المسيح بنحو من ثلاثمائة سنة يعني كانوا على هذا الدين آآ الوثني لكن بعد بعثة النبي عيسى ابن مريم بثلاث مئة سنة دخلوا في النصرانية قال فكان الروم على دينهم الى بعد مبعث المسيح بنحو من ثلاثمائة سنة وكان من ملك الشام مع الجزيرة منهم يقال له قيصر. فكان اول من دخل في دين النصارى من الملوك قسطنطين ابن قسطس وامه مريم الهيلانية الشدقانية من ارض حران كانت قد تنصرت قبله فدعته الى دينها وكان من وكان قبل ذلك فيلسوفا فتابعها يقال تقية واجتمعت به النصارى وتناظروا في زمانه مع عبد الله ابن اريوس واختلفوا اختلافا منتشرا متشتتا لا ينضبط الا انه اتفق من جماعتهم ثلاثمئة وثمانية عشر اسقفا فوضعوا لقسطنطينين العقيدة وهي وهي التي يسمونها الامانة الكبيرة وانما هي الخيانة الحقيرة يعني بما فيها من الشرك وزعم ان عيسى ابن الله وانه ثالث ثلاثة وضعوا له قال وضعوا له القوانين يعنوا يعنون كتب الاحكام من تحليل وتحريم وغير ذلك مما يحتاجون اليه وغيروا دين المسيح عليه السلام وزادوا فيه ونقصوا منه وصلوا الى المشرق واعتاضوا عن السبت بالاحد وعبدوا الصليب واحلوا الخنزير اخذوا اعيادا احدثوها كعيد الصليب والقداس والغطاس وغير ذلك من البواعيث والشعانين والشأنين هو عيد النصارى يقع يوم الاحد السابق لعيد الفصيح يحتفل فيه بذكر دخول السيد دخول المسيح بيت المقدس زعموا وجعلوا له الباب وهو كبيرهم ثم البتاركة البطارقة ثم المطارنة ثم الاساقفة والقساوسة ثم الشماسة وابتدعوا الرهبانية وبنى لهم تلك الكنائس والمعابد واسس المدينة المنسوبة الى اليه وهي القسطنطينية يقال انه بني في ايام اثني عشر الف كنيسة وبنى بيت لحم بثلاثة محاريب وبنت امه القمامة وهؤلاء هم الملكانية يعني الذين هم على دين الملك الملكانية على دين الملك وهذه احدى طوائف النصارى ثم قال ثم حدثت بعدهم اليعقوبية اتباع يعقوب الاسكاف ثم النسطورية اتباع مسطورا وهم فرق وطوائف كبيرة وهذه من طوائف النصارى او هي طوائف النصارى الملكانية واليعقوبية و آآ النسطورية قال وهم فرق وطوائف كثيرة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انه افترقوا على اثنتين وسبعين فرقة. والغرض انهم استمروا على النصرانية كل هلك قيصر خلفه اخر بعده حتى كان اخرهم هرقل وكان من عقلاء الرجال وكان من احزم الملوك وادهاهم. وابعدهم غورا واقصاهم رايا. فتملك عليهم في رياسة عظيمة بهك كبيرة فناوأه كسرى ملك الفرس وملك البلاد كالعراق وخرسان الري وجعل بلاد العجمي وهو سابور وملك البلاد كالعراق وخرسان والري وجميع بلاد العجم وجميع بلاد العجم وهو سابور ذو الاكتاف وكانت مملكته اوسع من مملكة قيصر وله رئاسة العجمي وحماقة ذو الفرس وكانوا مجوسا يعبدون ان ثم قال ثم قال ابن كثير فتقدم عن عكرمة انه بعث اليه نوابه وجيشه فقاتلوه والمشهور ان كسرى غزاه بنفسه في بلاد فقهره وكسره وكسره حتى لم يبقى معه سوى مدينة قسطنطينية فحاصره بها مدة طويلة حتى ضاقت عليه وكانت النصارى تعظمه تعظيما زائدا ولم يقدر كسرى على فتح البلد ولا امكنه ذلك لحصانتها لان نصفها من ناحية البر ونصفها اه الاخر من ناحية البحر وكان فكانت تأتيهم الميرة والمدد من هنالك. يعني هو حاصرهم حصرهم كسرى اه ليضيق عليهم حتى يستسلموا لكن ما استطاع لانهم كان يأتيهم المدد والطعام من جهة البحر وكسرى ما استطاع ان يعني يحاصرهم من جهة البحر فما استسلموا له قال فلما طال الامر دبر قيصر مكيدة ورأى في نفسه خديعة فطلب من كسرى ان ان يقلع عن بلاده عن ماله عن مال صالحه عليه ويشترط عليه ما شاء فاجابه الى ذلك وطلب منه اموالا عظيمة لا يقدر عليها احد من ملوك من ملوك الدنيا من ذهب من وجواهر واقمشة وجوار وخذلان واصناف كثيرة فطاوعه قيصر واوهمه ان عنده جميع ما طلب واستقل عقله لما طلب منه ما طلب ولو اجتمع هو واياه لعجزت قدرتهما عن جمع عشره وسأل من كسرى وسأل من كسرى ان يمكنه من الخروج الى بلاد الشام واقاليم مملكتي ليسعى في تحصيل ذلك من ذخائره وحواصله ودفائنه فاطلق سراحه يعني قال اطلق سراحي وفك عنا الحصار حتى اذهب الى الشام والى القرى والبلدان التي كانت تبعي وانت استوليت عليها حتى اجمع لك الاموال والخزائن التي كنا دفناها اه قبل خروجنا قال قال فاطلق سراحه فلما عزم قيصر على الخروج عن مدينة قسطنطينية جمع اهل ملته وقال اني خارج في امر قد ابرمته في جند قد عينته من جيشي فان رجعت اليكم قبل الحول فانا ملككم وان لم ارجع اليكم قبلها فانتم بالخيار ان شئتم استمررتم على بيعتي وان شئتم وليتم عليكم غيري فاجابوه بانك ملكنا ما دمت حيا ولو غبت عشرة اعوام فلما خرج من القسطنطينية خرج جريدة في جيش متوسط ومعنى جريدة يعني خيل لا رجالة فيها يعني كلهم جيش خرج جريدة في جيش متوسط هذا وكسرى مخيم على القسطنطينية ينتظره ليرجع فركب قيصر من فوره وسار مسرعا حتى انتهى الى بلاد فارس فعاث في بلاد قتل لرجالها ومن بها من المقاتلة اولا فاولا. ولم يزل يقتل حتى انتهى الى المدائن. وهي كرسي مملكة كسرى فقتل من بها واخذ جميعها حواصله وامواله واسر نسائه وحريمه وحلق رأس ولده وركبه على حمار بعث معه من الاساورة والاساور هنا جمع اسوار وهو القائد يعني قائد الفرس قواد الفرس وبعث معه من الاساورة من قومه في غاية الهوان والدلة وكتب الى كسرى يقول هذا ما طلبت فخذه فلما بلغ ذلك كسرى اخذه من الغم ما لا يحصيه الا الله واشتد حنقه على البلد فاشتد على حصارها بكل ممكن فلم يقدر على ذلك فلما اجز ركب ليأخذ عليه الطريق من مخاطبة جيهون يعني من جهة جيحون مكان ضيق لابد ان يعبره من يريد يذهب الى قسطنطينية من جهة الشام قال فركب ليأخذ عليه الطريق من مخاضة جيهون التي لا سبيل لقيصر الى القسطنطينية الا منها. فلما علم قيصر بذلك احتال بحيلة عظيمة لم اليها وهو انه ارصد جنده وحواصله التي معه عند فم المخاضة وركب في بعض الجيش وامر باحمال من التبن والبعر والروث فحملت معه وسار الى قريب من يوم في الماء مسعدا اه يعني في النهر نهر زيحون ثم امر بالقاء تلك الاحمال في النهر فلما مرت بكسرى بكسرى ظنه وجنده انهم قد خاضوا من هنالك يعني ظن انهم لما جاءتهم هذه هذا التبن وهذه الاشياء التي رموها في النهر وظن انهم قد خرجوا من فوق يعني انهم ركبوا البحر وما جاءوا الى هذه الجهة راكبوا النهر من تلك الجهة قال ثم فركبوا في طلبهم فشغلت المخاطة عن الفرس يعني ركب كسرى معه يطلبونهم في تلك الجهة البعيدة وشغلت يعني خلت المخاضة التي لا احد يستطيع يمر بالقسطنطينية الا عن طريقها من الفرس لانهم ذهبوا يظنون انهم يريدون يعبرون من هنالك. قال وقدم قيصر فامرهم النهوض في الخوض فخاضوا واسرعوا السير ففاتوا كسرى وجنوده ودخلوا القسطنطينية وكان ذلك يوما مشهودا عند النصارى وبقي كسرى وجنوده حائرين لا يدرون ماذا يصنعون؟ لم يحصلوا على بلاد قيصر وبلادهم قد خربها الروم واخذوا حواصلهم. وسبوا ذراريهم ونساءهم فهذا ما كان من غلب الروم فارس وكان ذلك قبل تسع سنين من غلب الفرس للروم فهذا ما كان من غلب الروم فارس وكان ذلك بعد تسع سنين من غلب الفروس للروم. وكانت الواقعة الكائنة بين فارس الروم هنا غلبة الروم حين غلبت الروم بين اذرعات وبصرى على ما ذكره ابن عباس عكرمة ومجاهد وغيرهما وهي طرف بلاد الشام مما يلي الحجاز. وقال المجاهد كان ذلك في الجزيرة وهي اقرب بلاد الروم من فارس فالله اعلم يعني ادنى في ادنى الارظ التي جاءت في الاية في اذن الارظ منهم من قال انها بصرى واذرعات وابصرة وادرعات هي في الان في بصرة بالذات هي في حينما تخرج من الاردن الى جهة سوريا تأتيك بصرى وازرعات قريبا من ذلك وقال مجاهد بل كان ذلك في الجزيرة والجزيرة هي منطقة بعضها في العراق وبعضها في الشام الحاصل انهم في عدم الارض من جهة اهل مكة يعني هي ادنى ارض الشام جهة مكة ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد