الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة الروم الله يبدأ الخلق ثم يعيده ثم اليه ترجعون ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون ولم يكن لهم من شركائهم شفعاء وكانوا وكانوا بشركائهم كافرين ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون فاما الذين امنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون واما الذي كفروا وكذبوا باياتنا ولقاء الاخرة فاولئك في العذاب محظرون. هذه السورة كما مر معنا سورة المكية وهذا سورة مكية بالاتفاق. وهذا ظاهر جلي في ذكر ربنا جل وعلا قدرته وذكر الايات الدالة على قدرته لان الخطاب مع قوم كافرين لا يؤمنون بالكتاب والسنة ولكنه يقررهم بالادلة العقلية التي لا تنكرها العقول ابدا ومن انكرها انما انكرها جهودا وعنادا فالله سبحانه وتعالى يقررهم في الايات الماضيات في خلق في خلق السماوات والارض وفي خلق انفسهم وامرهم بان يسيروا في الارض فينظروا عاقبة المكذبين ولا تزال الايات في ذكر ما يدل على قدرته فالقادر على ذلك ومن يتصف بهذه الامور هو المستحق ان يفرد بالعبادة فيقررهم بتوحيد الربوبية ليقروا بتوحيد الالوهية فقال جل وعلا الله يبدأ الخلق ثم يعيده فهو سبحانه وتعالى الذي بدأ الخلق وخلق السماوات والارض فالقادر على بدء الخلق على غير مثال سابق قادر ايضا على اعادته من باب اولى ولهذا يقول ابن كثير اي كما هو قادر على بدائته فهو قادر على اعادته ثم اليه ترجعون ترجعون الى الله جل وعلا يوم القيامة فيبعثكم وينشركم وتقفون بين يديه حفاة عراة غرلا ليجزيكم باعمالكم التي عملتموها في هذه الحياة الدنيا ثم قال جل وعلا ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون ويوم تقوم الساعة اي حين تقوم الساعة وهي القيامة يبلس المجرمون الابلاس هو القنوط واليأس من رحمة الله قال ابن عباس يبلس المجرمون ان ييأس المجرمون وقال مجاهد يفتضح المجرمون وفي رواية يكتئب المجرمون وهي بمعنى ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون ولم يكن لهم من شركائهم شفعاء لم يكن لهم من شركائهم الذين اتخذوهم شركاء مع الله من الانداد والاصنام والاوثان وغير ذلك لم يكونوا ليشفعوا لهم ولا يستطيعون ان يشفعوا لهم بل يكفرون بهؤلاء الشركاء ويتبرأ بعضهم من بعض قال ابن كثير اي ما شفعت فيهم الالهة التي كانوا يعبدونها من دون الله وكفروا بهم وخانوهم احوج ما كانوا اليهم وقد جاء بيان براءة عباد الاوثان والاصنام من شركائهم وانهم لا يملكون لهم نفعا ولا ظرا ايات كثيرة فمنها قوله جل وعلا ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم انهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم وظل عنكم ما كنتم تزعمون وقال جل وعلا كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا وقال جل وعلا واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين وقال جل وعلا انما اتخذتم من دون الله اوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا. ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض. ويلعن بعضكم بعضا مأواكم النار وما لكم من ناصرين وقال جل وعلا ثم يوم القيامة يخزيهم ويقول اين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم قال الذين اوتوا العلم ان الخزي اليوم والسوء على الكافرين وقال جل وعلا ويوم يقول نادوا شركائي الذين زعمتم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم وجعلنا بينهم موبقا وقال جل وعلا ويوم يناديهم فيقول اين شركائي الذين كنتم تزعمون قال الذين حق عليهم القول ربنا هؤلاء الذين اغوينا اغويناهم كما غوينا تبرأنا اليك ما كانوا ايانا يعبدون وقيل ادعوا شركاءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ورأوا العذاب لو انهم كانوا يهتدون وقال جل وعلا ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين وقال والايات في هذا كثيرة جدا وفيما ذكر كفاية فان الله سبحانه وتعالى بين انهم اتخذوا شفعاء وشركاء وانهم يوم القيامة لا ينفعونهم بشيء. وانهم يطلبون منهم الشفاعة فلا يستطيعون ان يشفعوا لهم ولا ان ينفعوهم بشيء بل امامهم وكبيرهم ابليس يقوم يوم القيامة في نار جهنم خطيبا بهم ويتبرأ منهم وانه ما كان له عليهم من سلطان الا ان دعاهم فاستجابوا له نعوذ بالله من الخذلان وهذه هي نتيجة الشرك بالله جل وعلا فمن جعل مع الله شريكا خانه احوج ما يكون اليه قال جل وعلا ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون ويوم تقوم الساعة وحين تقوم الساعة يتفرق الناس فيفترقوا بعضهم عن بعض ويفارق بعضهم بعضا ويصير كل قوم الى ما يناسب عملهم الى ما يناسب عملهم الذي عملوه في الدنيا قال ابن كثير رحمه الله قال ابن جرير رحمه الله يتفرقون يعني يتفرق اهل الايمان بالله واهل الكفر به فاما اهل الايمان فيؤخذ بهم ذات اليمين الى الجنة. واما اهل الكفر فيؤخذ بهم ذات الشمال الى النار فهناك يميز الله الخبيث من الطيب وقال ابن كثير وقال قتادة هي والله الفرقة التي لا اجتماع بعدها هي والله الفرقة التي لا اجتماع بعدها يعني وهذا من تفسير ابن كثير او من توضيح ابن كثير يعني اذا رفع اذا رفع هذا الى عليين وخفض هذا الى اسفل السافلين فداك اخر العهد بينهما ولهذا قال فاما الذين امنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون وهذا هو الفريق الاول. تفرقوا ثم فصل يتفرقون يوم القيامة ثم فصل كيف يكون التفرق وانهم فريقان. فاما الذين امنوا وعملوا الصالحات جمعوا بين الايمان وهو التصديق والاقرار بالقلب والاعتقاد مع العمل النطق باللسان والعمل بالجوارح وذلك يشمله قوله الذين امنوا وعملوا الصالحات وهذا هو مذهب اهل السنة والجماعة ان الايمان قول واعتقاد وعمل قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالجوارح والاركان اذا لا يدخل الجنة احد الا بعمل ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون وان كان هذا من فظل الله عليهم ان جعل هذا العمل الذي يسير الذي هو يسير وقليل جعله سببا لدخول الجنة ولكن لابد من الايمان فمن اشرك مع الله غيره فالجنة عليه حرام انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين مين انصار قال فهم في روضتي يحبرون قال الطبري يقول هم في الرياحين والنباتات الملتفة وبين انواع الزهر الى اخر كلامه رحمه الله فهم في روضة من رياض الجنة مليئة بالنعيم المقيم وب الاشجار والثمار والخيرات التي لا يعلمها الا الله وفيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ويحظرون يحبرون ان ينعمون كما قال مجاهد وقتادة وقال يحيى ابن ابي كثير يعني سماع الغناء يحظرون يعني يستمعون غناء الجواري والازواج التي جعلها الله لهم والاصل في لغة العرب ان الحبر او الحبور هو السرور فيحبرون يعني ينعمون يفرحون يتوالى عليهم السرور والخير والانس لان الحبر والحبر والحبرة والحبور في لغة العرب كلها تدل على السرور كما قال ذلك اهل اللغة ولهذا قال الليث يحظرون ان ينعمون ويكرمون. وقال الازهري الحبرة في في اللغة النعمة التامة قال ابن كثير والحبرة اعم من ذلك يجوز ان تقول الحبرة والحبرة اعم من ذلك. قال العجاج الحمد لله الذي اعطى الحبر موالي الحق ان ان المولى شكر يعني الحمد لله الذي اعطى الحبر وهو النعيم والسرور موالي الحق الذين يتولون الحق فيكونون من اهله ان المولى شكر يعني ان شكروا المولى ومن شكره العمل بطاعته ثم قال جل وعلا واما الذين كفروا وكذبوا باياتنا ولقاء الاخرة فاولئك في العذاب محضرون هذا هو الفريق الثاني يتفرقون كيف يتفرقون الذين امنوا وعملوا الصالحات يذهب بهم ذات اليمين الى الجنة والى النعيم المقيم واما الذين كفروا بالله جل وعلا ولم يؤمنوا وكذبوا باياتنا بالايات والدلائل والبراهين الواضحة الجاليات التي تدل على الحق ومنها الرسول والقرآن ولقاء الاخرة وكذبوا بالبعث وانهم يلقون ربهم ويقولون انما هي حياتنا الدنيا فاولئك في العذاب محضرون فاولئك اتى باسم الاشارة الدال على البعيد ليدل على بعد منزلتهم في الشر نعوذ بالله والخسران محظرون يحظرون الى العذاب ولا يتأخرون عنه او يفرون او يغفل عنهم او ينسوا لا كلهم سيحضرون العذاب ويعذبون بنار جهنم نعوذ بالله جل نعوذ بالله جل وعلا الرحمن الرحيم من عذابه ثم قال جل وعلا فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون سبح ونزه نفسه والتسبيح هو التنزيه والتبرئة لله جل وعلا عن كل نقص وعيب مع التعظيم له فالله سبح نفسه واخبر عن بعض مخلوقاته ايظا انها تسبحه فالملائكة يسبحون والجبال تسبح والطير تسبح وبنو ادم يسبحون لانه جل وعلا هو المنزه المطهر عن كل نقص وعيب وهذا وان كان اخبر او نزه نفسه حين تمشون حين تمسون اي تدخلون في المساء وحين تصبحون اي حين تدخلون في الصباح فهو وان كان على سبيل الاخبار الا ان فيه الحث الا ان فيه الحث على تسبيح الله جل وعلا في الصباح والمساء وهذا قد جاءت فيه السنة ففي الحديث الذي رواه مسلم والترمذي وغيرهما من حديث ابي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه واله وسلم من قال حين يمسي وحين يصبح سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت احد يوم القيامة بافضل مما جاء به الا احد قال مثلما قال او زاد عليه ولهذا من اذكار الصباح والمساء ان تقول سبحان الله وبحمده مائة مرة في الصباح ومئة مرة في المساء. قال ابن كثير وهذا تسبيح منه تعالى لنفسه المقدسة. وارشاد لعباده الى تسبيحه وتحميده ايه ده في هذه الاوقات المتعاقبة الدالة على كمال قدرته وعظيم سلطانه عند المساء وهو وهو اقبال الليل بظلامه وعند الصباح وهو اسفار النهاريع عن ضيائه ثم اعترض بحمده مناسبة للتسبيح وهو التحميد فقال وله الحمد في السماوات والارض اي هو المحمود على ما خلق في السماوات والارض ثم قال وعشيا وحين تظهرون العشاء هو شدة الظلام والاظهار هو قوة الظياء وسبحان خالق هذا وهذا فارق الاصباحي وجائر الليل سكنا كما قال تعالى والنهار اذا جلاها والليل اذا يغشاها وقال والليل اذا يغشى والنهار اذا تجلى وقال والضحى والليل اذا سجى والايات في هذا كثيرة ويلاحظ من كلام ابن كثير رحمه الله هنا انه يجعل حين تمشون يعني تدخلون في المساء وحين تصبحون تدخلون في النهار وجعل ايضا عشي وحين تظهرون كذلك عشية ان الليل ظلمة الليل وتظهر وقت الظياء وقال بعض المفسرين بخلاف هذا القول وهو الله وهو والله اعلم اظهر قال ابن جرير الطبري في تفسيره عند تفسير هذه الاية سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون قال فسبحوا الله ايها الناس اي صلوا له حين تمسون وذلك صلاة المغرب ولهذا الصلاة سبحة لماذا؟ لان فيها التسبيح الصلاة فيها سبحان ربي العظيم سبحان ربي العظيم سبحان ربي الاعلى سبحان ربي الاعلى قال فالمراد به الصلاة وهذا من باب التعبير بالجزء وارادة الكل لكنه يدل على اهمية هذا الجزء الذي ذكر قال ابن كثير فسبحوا ايها الناس اي صلوا له حين تمسون وذلك صلاة المغرب وحين تصبحون وذلك صلاة الصبح وله الحمد في السماوات والارض يقول وله الحمد من جميع خلقه دون غيره في السماوات من سكانها من الملائكة والارض من اهلها من جميع اصناف خلقه فيها وعشيا يقول وسبحوه ايضا عشيا وذلك صلاة العصر وحين تظهرون يقول وحين تدخلون في وقت الظهر فجعلوا هذا اشارة الى اوقات الصلوات الخمس جعله اشارة الى اوقات الصلوات الخمس وهذا جاء عن عن ابن عباس جاءني ابن عباس ما يدل على ذلك وذلك حينما سأله نافع ابن الازرق فقال هل نجد ميقات الصلوات الخمس في كتاب الله قال ابن عباس نعم فسبحان الله حين تمسون المغرب وحين تصبحون الفجر وعشيا العصر وحين تظهرون الظهر قال ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم يعني هذا وقت صلاة العشاء فجعلوها وقتا جعلوا المراد ان الله امر بالصلوات الخمس وامر ان يسبح فيها وهذا والله اعلم اظهر لان ما جعله الحافظ ابن كثير بان العشي هو شدة الظلام والاظهار هو قوة الظياء على الاطلاق ليس الامر كذلك ولهذا يقال صلاة العشي تطلق على صلاة الظهر وصلاة العصر لانها في الجزء الاخر الثاني من النهار والغدو اول النهار فالحاصل ان الله سبحانه وتعالى سبح ونزه نفسه وذلك متضمن لامر عباده ان يسبحوا يصلوا الصلوات الخمس ويسبحوا ايضا في هذه الاوقات وهذا ارشاد من الله لعباده ومعلوم فضل التسبيح فان الله جل وعلا اخبر امر نبيه بذلك في كتابه وامر عباده ومرت الاحاديث جاءت الاحاديث في ذلك ومنها الحديث الذي مر معنا انه من اذكار الصباح والمساء ومنه والحديث الذي في الصحيح النبي صلى الله عليه وسلم قال احب الكلام الى الله اربع سبحان الله والحمد لله ولا اله الا والله اكبر وقوله كلمتان حبيبتان الى الرحمن ثقيلتان في الميزان خفيلتان على اللسان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم وقد امر الله جل وعلا بالتسبيح في بتسبيحه في كتابه في ايات عديدة ولهذا عقد شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في الكلم الطيب فصلا فقال فصل في ذكر الله تعالى طرفي النهار ثم استدل بقوله جل وعلا قال تعالى يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوا بكرة واصيلا والاصيل ما بين العصر الى المغرب وقال تعالى واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والاصال ولا تكن من الغافلين وقال وسبح بحمد ربك بالعشي والابكار وقال وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب وقال فاوحى اليه من سبحوا بكرة وعشيا وقال ومن الليل فسبحه وادبار النجوم الى غير ذلك من الايات فالتسبيح شأنه عظيم فينبغي للمسلم ان لا يغفل عن ذلك بانه تنزيه لله جل وعلا وتعظيم وتبرئة له عن كل نقص وعيب ثم قال جل وعلا وله الحمد في السماوات والارض وهذا دليل على ان الافظل ان يجمع الانسان بين التسبيح والتحميد وهكذا وردت نصوص سنة سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم سبحان الله والحمد لله وهذا من اعظم الذكر ان يجتمع او يجمع العبد بين تنزيه ربه جل وعلا له عن كل نقص وعيب وحمده له فهو المستحق ان يحمد فهو المحمود على كل حال قال وعشيا وحين تظهرون يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الارظ بعد موتها وكذلك تخرجون وقد مر معنا على الكلام على معنى الحي والميت ولكن لا مانع ان نلخص الكلام بذكر ما ذكره ابن كثير رحمه الله فانه قال وقوله يخرج الحي من الميت هو ما نحن فيه من قدرته على فعل الاشياء المتقابلة وهذه الايات المتتابعة الكريمة كلها على هذا النمط فانه يذكر فيها خلقه الاشياء واضدادها الاستنباط دقيق وكل الايات التي سترد التي مر شيء منها يذكر الله فيها الشيء وضده لكمال قدرته جل وعلا على خلق الامور وتدبيرها قال ابن كثير ليدل خلقه على كمال قدرته فمن ذلك اخراج النبات من الحب والحب من النبات والبيض من الدجاج والدجاج من البيض والانسان من النطفة والنطفة من الانسان والمؤمن من الكافر والكافر من المؤمن وهذا على سبيل المثال والا هناك امثلة كثيرة ذكرها المفسرون فهذه التي ذكرها ابن كثير هي من باب اخراج الحي من الميت والميت من الحي فيخرج النبات من الحب فالحب ميت والنبات حي ينمو والبيض من الدجاج الدجاج حي والبيض بيضة ميتة اول ما تخرج والانسان من النطفة من ماء مهين وهو المني فيخرج منه هذا الانسان الحي الذي يتكلم ويسمع ويبصر ويرى وكذلك يخرج النطفة الميتة من الحي وهو الانسان كذلك يخرج المؤمن من الكافر كم من الصحابة واباؤهم كفار؟ وكذلك هناك من يكفر من ابناء المؤمنين كما كفر ولد نوح كما كفر ولد نوح معنا نوح رسوله رب العالمين قال جل وعلا ويحيي الارض بعد موتها من قدرته انه يحيي الارض بعد ان تكون ميتة هامدة فيحييها بانزال الماء ثم خروج النبات فيها فتصبح مثمرة مزهرة قال ابن كبير رحمه الله وقوله ويحيي الارض بعد موتها كقوله واية لهم الارض الميتة احييناها واخرجنا منها حبا فمنه يأكلون وجعلنا فيها جنات من نخيل واعناب وفجرنا فيها من العيون وقال تعالى وترى الارض هامدة فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج ذلك بان الله هو الحق وانه يحيي الموتى وانه على كل شيء قدير وان الساعة اتية لا ريب فيها وان الله يبعث من في القبور وقال ايضا وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته. حتى اذا اقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت. فانزلنا به الماء فاخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون قال ولهذا قال ها هنا وكذلك تخرجون نعم هذا هو احياء العود بعد موتها صحراء قاحلة لا نبات فيها فيحييها بالمطر فتنبت تثمر وتزهر هذه اية من ايات الله تدل على قدرته على الخلق وعلى البعث والنشور فمن قادرة على ذلك؟ قادر على اعادتكم مرة اخرى وبعثكم ونشركم ولهذا قال وكذلك تخرجون مثل اخراجنا النبات من الارظ فتحيا كذلك تخرجون انتم من القبور فتحيون وترجع اليكم ارواحكم وتقفون للجزاء والحساب ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد