الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن باحسان الى يوم الدين. اما بعد لا تزال هذه الايات المباركات من سورة الروم يذكر الله جل وعلا فيها الايات والدلائل الدالة على قدرته في خلق الاشياء وايجادها ليقرر المشركين بان من يفعل ذلك هو المستحق ان يعبد وحده لا شريك له لان القوم قوم كفرة لا يؤمنون بالكتاب ولا بالسنة فيقررهم بالادلة العقلية التي لا يستطيعون انكارها فيقول جل وعلا ومن اياته ان خلقكم من تراب ثم اذا انتم بشر تنتشرون. من اياته الدالة على قدرته جل وعلا وعلى استحقاقه للعبودية ان خلقكم من تراب ان خلقكم ايها الناس من تراب والمراد خلق اصلكم كما قال السمعاني وغيره وهذا جاء صريحا في القرآن في قوله جل وعلا وبدأ خلق الانسان من طين ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين ثم سواه ونفخ فيه من روحه في سورة السجدة فهذه الايات التي بها خلقكم من تراب المراد خلق اصلكم الذي خلق من تراب هو ادم ولكن نحن نسله ونحن كلنا مخلوقون او نحن مخلوقون من ماء مهين وقد سبق ان ذكرنا كلام الامين الشنقيطي اكثر من مرة رحمه الله وقد ذكره غير المفسرين من ان الناس من حيث الخلق اربعة اقسام فمنهم من خلق من غير اب ولا ام وهو ادم ومنهم من خلق من اب من غير من دون ام وهي حواء خلقت من ادم وخلق منها زوجها ومنهم من خلق من ام دون اب وهو عيسى وسائر الخلق من اب وام قال جل وعلا ومن اياته ان خلقكم من تراب ثم اذا انتم بشر تنتشرون عصركم من تراب من طين ثم بعد ذلك خلقكم واذا انتم بشر وعصركم طين لكن صرتم بشر احياء تنتشرون قال الطبري تتصرفون وقال السمعاني تذهبون وتجيءون نعم وهذا والله اية عظيمة تراب تعرفون التراب الان لا ينتشر ولا يتحرك ولا يذهب ولا يجيء ولا يسمع ولا يبصر ولا يرى فهذا اصلنا ومع ذلك نحن كما نرى اية من ايات الله تدل على انه لا اله الا الله وحده لا شريك له قال جل وعلا ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا. ايضا من اياته ودلائله التي تدل على كمال قدرته وانه لا اله الا هو وان من قدر على ذلك هو الذي يستحق ان يعبد وتخلص له العبادة ولا يجعل له شريكا فمن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا خلق لكم ازواجا من انفسكم منكم لا من جنس اخر لان الانسان يأنس بجنسه وينفر من غيره فالله سبحانه وتعالى خلق الناس وجعل ازواجهم من انفسهم. هذه والله نعمة عظيمة من الله جل وعلا قال ابن كثير ثم اذا انتم بشر تنتشرون فاصلكم من تراب ثم من ماء مهين ثم تصور ثم تصور فكان علقة ثم مضغة ثم ثم صار عظاما مشكلة على شكل الانسان ثم كسى الله تلك العظام ثم كسى الله تلك العظام لحما ثم نفخ فيه الروح فاذا هو سميع بصير ثم خرج من بطن امه صغيرا ضعيف القوى والحركة ثم كلما طال عمره تكاملت قواه وحركاته حتى ال به الحال الى انصار يبني المدائن والحصون ويسافر في اقطار الاقارب ويركبوا متن البحور ويدور اقطار الارض ويتكسب ويجمع الاموال وله فكره وغوء وله فكرة وغور ودهاء ومكر ورأي وعلم واتساع في امور الدنيا والاخرة كل بحسبه فسبحان من اقدرهم وسيرهم وسخرهم وصرفهم للمعائش والمكاسب وفاوت بينهم في العلوم والفكرة والحسن والقبح والغنى والفقر والسعادة والشقاء. ولهذا قال ومن اياته ان خلقكم من تراب ثم اذا انتم بشر تنتشرون وهذا يعني من ابن كثير تفسير للاية السابقة ثم قال وقال الامام احمد وهو ايضا عند ابي داوود والترمذي وقال عنه الترمذي حسن صحيح وافقه الحاكم والذهبي والالباني عن ابي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله خلق ادم من قبضة قبضها من جميع الارض من جميع الارض فجاء بنو ادم على قدر الارض جاء منهم الابيض والاحمر والاسود وبين ذلك والخبيث والطيب والسهل والحزن وبين ذلك رواه ابو داود والترمذي من طرق وقال الترمذي حسن صحيح وهذا في الحقيقة يعني استشهاد ابن كثير رحمه الله بهذا الحديث ان الله خلق الخلق من اجناس شتى قبض قبضة من الارض وخلق الخلق على هذه الانواع من الارض فسبحان العليم القدير ثم قال ابن كثير ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا اي خلق لكم من جنسكم اناثا يكن لكم ازواجا لتسكنوا اليها. كما قال تعالى هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن اليها. يعني بك حواء خلقها الله من ادم من ضلعه الاقصر الايسر ولو ولو انه جعل بني ادم كلهم ذكورا وجعل اناثهم من جنس اخر اما من جان او حيوان لما حصل هذا الائتلاف بينهم بين الازواج بل كانت تحصل نفرة ولو كان الازواج من غير لو كان الازواج من غير الجنس ثم من تمام رحمته ببني ادم ان جعل ازواجهم من جنسهم وجعل بينهم وبينهن مودة وهي المحبة ورحمة وهي الرأفة فان الرجل يمسك المرأة اما لمحبته لها او لرحمة بها بان يكون لها منه منه ولد او محتاجة اليه في الانفاق او للالفة بين بينهما في ذلك ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون. وقد افاد واجاد رحمه الله اذا يأخذ هذه من نعم الله علينا. خلق الازواج من انفسنا ليس من الجن ليس من الدواب ليس من الحيوانات الاخرى وانما من انفسنا هذه نعمة عظيمة يأنس الانسان بها. وايضا جعلها سكنا لنا فيسكن الانسان الى امرأته ويأتي من العمل ومن التعب يذهب الى الى امرأته يسكن اليها ويأنس بها وتأنس به وهذا من رحمته جل وعلا. قال وجعل بينكم مودة ورحمة كما قال ابن كثير رحمه الله انه جعل بينكم مودة اه اي محبة ورحمة رأفة وقد جاءت اقوال نحو من ذلك والمعنى متقارب. فقال ابن عباس المودة الجماع والرحمة الولد وقيل المودة والرحمة عطف قلوب بعضهم على بعض. وقيل غير ذلك وهي متقاربة المعنى هذي من رحمة الله عز وجل انه جعل بين الرجل وامرأته محبة نعم لا لا يقدح في ذلك كونه يوجد البغضاء بين بعض الناس بعد ذلك لكن العصر وجوده هذا وهذا هو الاصل في الزوجين المحبة والمودة والرحمة ثم قال آآ ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون بما ذكرنا ايات وعلامات وبينات واضحة لقوم يتفكرون يعملون فكرهم يحملون عقولهم فيتفكرون في خلق الله ففيها من الايات والعبر عظة وعبرة يتعظ بها من يعقل ويفهم ويتدبر ثم قال جل وعلا ومن اياته خلق السماوات والارض واختلاف السنتكم والوانكم ان في ذلك لايات للعالمين وهذه ايضا من ايات الله والدلائل ودلائله الواضحة البينة التي تدل على وجوب عبادته وحده لا شريك له وتدل على قدرته فمن اياته خلق السماوات والارض فخلق السماوات السبع وما فيهن وما بينهن وخلق الاراضين السبع بما اودع فيها من منافعها ومن الاشجار والجبال والاحجار والبحار والدواب والحيوان فهذا كله دال على قدرته جل وعلا ولهذا يقول ابن كثير يقول تعالى ومن ايات قدرته العظيمة خلق السماوات والارض اي خلق السماوات في ارتفاعها واتساعها وشهوف اجرامها وزهارة كواكبها ونجومها الثابتة والسيارات والارض في انخفاضها وكثافتها وما فيها من جبال واودية وبحار وقفار وحيوان واشجار ثم قال واختلاف السنتكم قال ابن كثير يعني اللغات فهؤلاء بلغة العرب وهؤلاء تتر لهم لغة اخرى وهؤلاء كرج وهؤلاء روم وهؤلاء افرنج وهؤلاء بربر وهؤلاء تكرور وهؤلاء حبشة وهؤلاء هنود وهؤلاء عجم وهؤلاء سقالبة وهؤلاء خزر وهؤلاء ارمن وهؤلاء اكراد الى غير ذلك مما لا يعلمه الا الله تعالى من اختلاف لغات بني ادم وقال ابن جرير الطبري واختلاف السنتكم اختلاف منطق اختلاف منطق السنتكم ولغاتها نعم الله جل وعلا وهذا امر يراه كل عاقل الالسن المختلفة الان فهذا عربي وهذا انجليزي يتكلم الانجليزي وهذا يتكلم بالاوردو وهذا يتكلم بكذا وهذا يتكلم بكذا هذه اية من ايات الله تدل على قدرته وكماله وانه على كل شيء قدير قال والوانكم ايضا اختلاف الوانه. قال الطبري اختلاف الوان اجسامكم وقال ابن كثير واختلاف الوانهم وهي حلاهم فجميع اهل الارض بل اهل الدنيا منذ خلق الله ادم الى قيام الساعة كل له عينان وانف وجبين وفم وخدان وليس يشبه واحد منهم الاخر بل لا بد ان يفارقه بشيء من الشمت او الهيئة او الكلام ظاهرا كان او خفيا يظهر عند التأمل. كل وجه منهم كل وجه منهم اسلوب بذاته وهيئة لا تشبه الاخرى ولو توافق جماعة في صفة من جمال او قبح لابد من فارق بين كل واحد منهم وبين الاخر ان في ذلك لات عالمين سبحان الله نعم والله اختلاف الالوان فتجد هذا اسود وهذا ابيض وهذا احمر وهذا بين ذلك سبحان الله ولا خيرة لهم في ان يكون الرجل منهم اسود او احمر او ابيض هذا خلق الله هذه اية وعبرة تدل على قدرته جل وعلا وان من كان ذلك وان من كان كذلك هو الواجب هو المستحق ان يعبد وحده لا شريك له قال جل وعلا ان في ذلك لايات علامات ودلائل واضحات لكن لمن للعالمين للعالمين العالمين الذين يعلمون الحق فيتبعونه يستخدمون عقولهم بالعلم النافع ليس مجرد ان يعلم هذا الامر لكنه ينتفع فيعمل بعلمه فاثنى عليهم قال جل وعلا ومن اياته منامكم الليل والنهار ومن ايات الله جل وعلا الباهرة التي تدل على وحدانيته وعلى قدرته وانه المستحق ان يعبد منامكم بالليل والنهار منام الناس بالليل وبالنهار لابد ان يناموا فين يا منى بالليل وهو الاعم الاغلب وفي النهار فيحصل لهم من الصحة والنشاط والجد بعد التعب والاعياء شيء عجيب سبحان الله يعني لو تنظر في الالات الان خلاص الالة تبقى على حالة واحدة ولا تزال كل يوم تضعف تشتري السيارة الجديدة لا بد تضعف تضعف تضعف الى ان تتوقف ابن ادم يقوم بالنهار ويكد ويعمل فينهك ويتعب فينام سويعات ثم يقوم انشط مما كان سبحانه سبحان من فعل ذلك وكذلك ايضا نوم الانسان عبرة واية جعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا جعل نومنا سباتا تنقطع الحركة ويرتاح من كل شيء هذي اية لو جعله لا تنقطع حركته لربما مشى وهو نائم فاصطدم بشيء او وقع في نار او في بئر او في البحر او كذا وكذا هذي ايات ودلائل واظحات تدل على انه لا اله الا الله قال وابتغاؤكم من فضله نترك كلام بالكثير لانه جميل يقول اي ومن الايات ما جعل لكم من صفة النوم في الليل والنهار بتحصر الراحة وسكون الحركة وذهاب الكلال والتعب وجعل لكم الانتشار والسعي في الاسباب والاسفار في النهار وهذا ضد النوم ان في ذلك لاية لقوم يسمعون قال الطبري يسمعون مواعظ الله هذه فيها ايات عبر بدلاء الواضحات لكن لمن لقوم يسمعون قال ابن قال ابن جرير يسمعون مواعظ الله فيتعظون بها ويعتبرون فيفهمون حجج الله عليهم وقال ابن كثير يسمعون يعون وكل ذلك حق وطبعا ليس المراد مجرد سماع الصوت جاء المراد سماع الفهم السماء الذي ينتج الفهم والعمل والتدبر قال جل وعلا ومن اياته يريكم البرق خوفا وطمعا وينزل من السماء ماء فيحيي به الارض بعد موتها. ان في ذلك لايات لقوم يعقلون ومن اياته وتأملوا وهذا كما اشرنا يا اخوان ان السور من علامات السور المكية انها دائما تتكلم في التوحيد بتوحيد الربوبية باثبات قدرة الله لان الخطاب والدعوة لقوم لا يؤمنون بالكتاب والسنة فاقام عليهم الحجج العقلية التي لا يكذب بها الا مفتري وجاحد قال جل وعلا ومن اياته يريكم البرق خوفا وطمعا ترون البرق وترون وميظ البرق والبرق معروف والنور اللامع الذي يلمع حينما تأتي السحب وقد مر معنا في سورة البقرة ذكرنا حديثا يحسنه بعض اهل العلم ان البر ملك بيده مخراق يسوق به السحاب ويزجره بهذا المفرق يرينا البرق خوفا وطمعا تعددت عبارات السلف بمعنى تعدت عبارة السلف عن معنى خوفه وطمعه فقال قتادة خوفا للمسافر وطمعا للمقيم وهذا قال به الطبري وزاده بيانا فقال خوفا اذا كنتم سفرا ان تمطروا فتتأذوا به وطمعا اذا كنتم في اقامة في اقامة ان تمطروا فتحيوا وتخصب وقال الحسن خوفا لاهل البحر الخوف لاهل البحر والطمع لاهل البر وقال الضحاك الخوف من الصواعق والطمع في الغيث وقال ابن كثير قال اي تارة تخافون مما يحدث بعده من امطار مزعجة او صواعق متلفة وتارة ترجون وميظه وما يأتي بعده من المطر المحتاج اليه ولهذا قال وينزل من السماء ماء فيحيي به الارض بعد موتها ولا شك ان هذا هو شعور الناس ولهذا جاء في الاثر ان الانسان اذا رأى البر او سمع الرائد انه يقول سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته يسبحون حتى لا يصيبه اذى فالانسان حينما يرى السحاب ويرى المطر ويرى البرق ويسمع الرعد يجتمع عنده الخوف والفرح فهو يفرح بنعمة الله بالمطر ولكنه ايضا يخشى مما فيه من الصواعق او يكون غرقا الله جل وعلا جعل يرينا البرق خوفا وطمعا ونجد هذا الشعور في قلوبنا قال وينزل من السماء ماء جل وعلا ينزل من السماء التي تكون خالية لا ترى فيها شيئا يأتي الماء منها يجزي الله جل وعلا السحاب ثم يسوقه ثم ينزل منه الماء فقط ينزل على الارض؟ لا ثم يحيي به الارض بعد موتها فيأتي بالماء يسوق السحاب ثم ينزل الماء من السحاب ثم يحيي بهذا الماء الارض بعد ان كانت ميتة قاحلة صحراء ان في ذلك لايات لقوم يعقلون بما ذكر ايات وعلامات ودلائل واظحة لكن لمن؟ لقوم يعقلون عن الله ويفهمون مراده دليل على اهمية الفقه والعقل قال جل وعلا ومن اياته ان تقوم ان تقوم السماء والارض بامره ثم اذا دعاكم دعوة من الارض اذا انتم تخرجون. هذا ايضا من ايات الله. وفيه تقرير البحث ان تقوم السماء والارض بامره قال ابن كثير ومن اياته الدالة على عظمته ان ان يريكم البرق خوفه وطمعا الى ان قال ومن اياته ان تقوم السماء والارض بامره كقوله ويمسك السماء ان تقع على الارض الا باذنه. وقوله ان الله يمسك السماوات والارض ان تزولا ان الله يمسك السماوات والارض ان تزول وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه اذا اجتهد باليمين يقول لا والذي تقوم السماء والارض بامره اي هي قائمة ثابتة ثم بامره لها وتسخيره اياها. ثم اذا كان يوم القيامة بدلت الارض غير الارض. والسماوات وخرجت الاموات من قبورها احياء بامره. قال تعالى بامره تعالى ودعائه اياهم ولهذا قال ثم اذا دعاكم دعوة من الارض اذا انتم تخرجون كما قال يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون ان لبثتم الا قليلا وقال تعالى فانما هي زجرة واحدة فاذا هم بالساهرة وقال تعالى ان كانت الا صيحة واحدة فاذا هم جميع لدينا محضرون وهذا في الحقيقة مما يتميز به تفسير ابن كثير ولهذا انا احرص على ان اتي به لانه رحمه الله ينزع بالادلة من القرآن من الايات الاخرى وينزع بالادلة من السنة التي تبين القرآن هذا من ميزات هذا التفسير رحم الله ابن كثير ورفع درجته في عليين اذا من اية الله ان تقوم السماء والارض بامره فهو الذي يمسك السماوات والارض لا تقع وتقوم حياتها وما فيها بامره وحده لا شريك له ثم اذا دعاكم دعوة من الارض وهذا يوم القيامة اذا انتم تخرجون فانما هي شجرة واحدة فاذا هم بالساهرة هذي ايات ودلائل كلها تدل على قدرة الله وعلى ان الفاعل لذلك هو المستحق ان يعبد وحده لا شريك له وفيها وجوب الايمان بالبعث والخروج من القبور بالمجازات على الاعمال والمؤمن يتعظ ويعتبر بهذا ان يصلح عمله اليوم لذلك اليوم قال جل وعلا وله ما في السماوات والارض كل له قانتون كل ما في السماوات له ملك هو خالقهم ومالكه ومدبرهم ويمشون على امره ومراده وقدره جل وعلا. قال ابن كثير اي ملكه وعبيده. كل له قانتون اي خاضعون اشيعونا طوعا وكراهة هم قانتون له خاضعون لامره. مسلمهم وكافرهم يجري عليهم قضاؤه يحييهم ويميتهم ويصيبهم بالمصائب. يغني من يغني ويفقر من يفقر. وتجري عليهم اقدار الله كلهم خاضعون له والكفار يقرون بهذا ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فلماذا لا لا يؤمنون قال جل وعلا وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده هو الذي بدأ خلق الانسان من طين وايضا يعيد يميت ثم يعيده وينشره مرة اخرى لاحظوا تقرير المعاد تقرير البعث لان الايمان بالبعث يا اخوان واليوم الاخر من اعظم اركان الايمان يثمر عند الانسان العمل لذلك اليوم قال ثم يعيده وهو اهون عليه في قوله وهو اهون عليه قولان فمن العلماء من قال وهو اهون عليه يعني ايسر عليه يعني اعادة الخلق ايسر على الله جل وعلا من بدئه لانه قد خلقه واوجده قبل ذلك وكل ذلك على الله هين جل وعلا وهذا القول جاء عن علي بن آآ جاءني ابن عباس من طريق علي بن ابي طلحة قال وهو اهون عليه يعني ايسر عليه وقال مجاهد الاعادة اهون عليه من البداءة والبداءة عليه هين وكذا قال عكرمة وغيره كما ورد ابن كثير الحديث الذي رواه البخاري من حديث ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله عز وجل كذبني ابن ادم ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك فاما تكذيبه اياي فقوله لن يعيدني كما بدأني. وليس اول الخلق وليس اول الخلق باهون علي من اعادة واما شتمه اياه فقوله اتخذ الله ولدا وانا الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد وقال اخرون هذا هو القول الاول يعني اهون عليه ايسر عليه ولكن مع ذلك ليس معناه ان في شيء يشق على الله كله على الله هين. وقال الفريق الثاني قالوا كلاهما بالنسبة للقدرة على السواء فبدء الخلق واعادته كله على الله هين جل وعلا فهو قادر على ذلك وكله عليه هين وهذا جاءني ابن عباس قال كل عليه هين وكذا قال الربيع ابن خثيم ومال اليه ابن جرير الطبري وذكر عليه شواهد كثيرة وقال ابن جرير الطبري ويحتمل ان يعود الظمير في قوله وهو وهو اهون عليه الى الخلق اي وهو اهون على الخلق اي اعادة الشيء اهون على الخلق من ابتدائه يعني جعل الظمير يحتمل ان يكون وهو اهون عليه يعني على الخلق على الناس اهون عليهم اعادة الخلق من ابتدائه ابتداؤه اول مرة على شيء لم يعهدوه اهون عليهم من ان يعيدوا مرة اخرى ولكن الاظهر والله اعلم انه كله راجع على راجع على الله جل وعلا ولكن المعنى وهو اهون عليه اي عليه هين. كل ذلك على الله هين لانه جل وعلا اذا اراد امرا انما يقول له كن فيكون جل وعلا قال وله المثل الاعلى في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم وله المثل الاعلى قال ابن عباس كقوله ليس كمثله شيء فله فله المثل الاعلى وقال قتادة مثله انه لا اله الا هو ولا رب غيره وقال مثل هذا ابن جرير فله المثل الاعلى بجميع صفاته لانه اله واحد وله المثل الاعلى سبحانه بالكمال فله اعلى الامثلة في كل شيء ولهذا قال من قال كل ما خطر ببالك يعني في حق الله فالله فوق ذلك مهما يخطر في بالك من الكمال لله جل وعلا فهو فوق ذلك فله المثل الاعلى. وليس كمثله شيء ما تراه من الكمالات وما تراه من الكمال فهو كقوله جل وعلا ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وهو العزيز الحكيم قال الطبري وهو العزيز في انتقامه من اعدائه الحكيم في تدبير خلقه وتصريفهم فيما اراد من احياء واماتة وبعث ونشر وما شاء وقال ابن كريم وهو العزيز الذي لا يغالب ولا يمانع بل قد غلب كل شيء وقهر كل شيء بقدرته وسلطانه وهو الحكيم في افعاله واقواله شرعا وقدرا سبحانه وتعالى وكل هذه الامثلة التي مرت معنا من اقوى الادلة الدالة على كمال قدرته جل وعلا وانه الفعال لما يريد وانه لا يعجزه شيء ومن كان هذا وصف هو المستحق ان يعبد ويجب ان يفرد بالعبادة لان هذا من اكبر الايات والدلائل على وحدانيته والوهيته جل وعلا نكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين