الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة الروم ظرب لكم مثلا من انفسكم هل لكم من ما ملكت ايمانكم من شركاء فيما رزقناكم فانتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم انفسكم كذلك نفصل اياتي لقوم يعقلون بل اتبع الذين ظلموا اهواءهم بغير علم فمن يهدي من اضل الله وما لهم من ناصرين هذا المثال آآ ضربه الله جل وعلا لقريش ولكفار قريش الذين عاندوا وابوا ان يتبعوا الحق. وابوا الا ان يجعلوا مع الله شريكا. فاتخذوا الانداد والاصنام شركاء لله جل وعلا. فقال لهم جل وعلا ظرب لكم مثلا من انفسكم يقول الطبري مثل لكم ايها القوم ربكم مثلا من انفسكم هل لكم مما ملكت ايمانكم من شركاء يقول من مماليككم من شركاء فيما رزقناكم من مال فانتم فيه سواء وهم يقول فاذا لم ترضوا بذلك لانفسكم فكيف رضيتم ان تكون الهتكم التي تعبدونها لي شركاء فكيف رضيتم ان تكون الهتكم التي تعبدونها؟ لي شركاء في عبادتكم اياي وانتم وهم عبيدي ومماليكي وانا مالك جميعكم ويقول ابن كثير هذا مثل ضربه الله تعالى للمشركين به العابدين معه غيره الجاعلين له شركاء وهم مع ذلك معترفون ان شركائه من الاصنام والانداد عبيد له ملك له كما كانوا في تلبيتهم يقولون لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك وقد مر الحديث في البخاري وغيره يقول ابن كثير فقال تعالى ظرب لكم مثلا من انفسكم اي تشهدونه وتفهمونه من انفسكم. هل لكم مما ملكت ايمانكم من شركاء فيما رزقناكم فانتم في سواء اي لا يرتضي احد منكم ان يكون عبده شريكا له في ماله فهو وهو فيه على السواء وهذا في غاية البيان واقامة الحجة على القوم فالله يقول جل وعلا ضرب لكم مثلا يا كفار قريش يا من جعلتم لله اندادا ضرب لكم مثلا من انفسكم وانتم بانفسكم ترونه وتشعرون به وتعتقدونه هل لكم مما ملكت ايمانكم وهم العبيد والمماليك؟ عبيدكم واماؤكم ومماليككم هل لكم شركاء فيما رزقناكم ما اعطيناكم من الرزق والمال والازواج والاولاد هل مماليككم يشاركونكم في ذلك فتكون نساء يأخذ من من المال كما تأخذون الجواب لا ما يرضون بهذا ما يرضون ان ان يشاركهم احد في اموالهم قال جل وعلا فانتم في سواء تخافونهم كخيفتكم انفسكم اخبار منه جل وعلا انهم يخافون من مماليكهم ان يشاركوهم في اموالهم كما يخافون الاحرار المشابهين له لان الخطاب الان مع الاحرار قال كخيفتكم انفسكم يعني كما يخاف بعضكم من بعض ايها الاحرار فانتم تخافون مما من مماليككم ولا ترضون ان يشاركوكم في اموالكم وفيما رزقكم الله تخافون من المماليك كما يخاف بعضكم من بعض ايها الاحرار فانت ايها الحر تخاف ان يشاركك فلان من الناس من مالك ولا ترضى بهذا اذا انتم لا ترضون ان يشارككم احد فيما رزقناكم من المال لا من مماليككم وهم ملككم وتحت تصرفكم ولا من الاحرار الاخرين فانتم لا ترضون بهذا فكيف ترضون ان تجعلوا لله شريكا تجعل الاوثان والانداد والاصنام شركاء له فانتم ما رضيتم في باب الرزق ان يشارككم احد وتخافون ذلك وتنكرونه ولكن الله تجعلون له شريكا وهو المستحق للعبادة وحده لا شريك له هذا مثل ضربه الله لهم لاقامة الحجة عليهم لان السورة مكية وتخاطب قوما كفرة بالله جل وعلا لا يعترفون بالقرآن والسنة حتى يحتج عليهم بها ولهذا ناقشهم بالادلة العقلية التي لا محيد عن القول بها وبموجبها فهم لا ينكرون هذا لانهم معترفون لا يريدون احدا يشاركهم في في الاموال والاولاد والزوجات لا من المماليك مماليكهم وعبيدهم ولا من الاحرار الاخرين فانتم لا ترضون هذا لانفسكم فكيف ترضونه في حق الله جل وعلا يقول ابن كثير رحمه الله تخافونهم كخيفتكم انفسكم اي تخافون ان يقاسموكم الاموال قال ابو مجلس ان مملوكك لا تخاف ان يقاسمك ما لك وليس له ذلك كذلك الله لا شريك له قال ابن كثير والمعنى ان احدكم يأنف من ذلك فكيف تجعلون لله الانداد من خلقه وهذا كقوله تعالى ويجعلون لله ما يكرهون. اي من البنات حيث جعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن اناثا وجعلوها بنات الله وكان احدهم اذا بشر بالانثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به ايمسكه على هون؟ ام يدسه في التراب فهم يأنفون من البنات وجعلوا الملائكة بنات بنات الله فنسبوا اليه ما لا يرتضونه لانفسهم. فهذا اغلظ الكفر وهكذا في هذا المقام جعلوا له شركاء من عبيده وخلقه واحدهم يأبى غاية الاباء ويأنف غاية الانفة من ذلك. ان يكون عبده شريكه في ماله يساويه فيه ولو شاء لقسمه عليه تعالى الله على ذلك علوا كبيرا ثم اورد ابن جرير اثرا وقد مر معنا في البخاري لكن هنا فيه بعض زيادة من حديث ابن عباس كان قال كان يلبي اهل الشرك لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك. فانزل الله هل لكم مما ملكت فايمانكم من شركاء فيما رزقناكم فانتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم انفسكم لكن هذا الاثر ضعيف الحديث رواه البخاري لكن آآ القول بانه نزلت بسببه هذه الاية فانزل الله هل لكم مما ملكت ايمانكم من شركاء؟ هذا القدر ضعيف والا الحديث في البخاري انهم كانوا يقولون في تلبيتهم لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك قال جل وعلا كذلك نفصل الايات لقوم يعقلون اي مثل هذا التفصيل نفصل الايات والدلائل والعلامات البينات التي تدل على الحق وتظهره نفصلها ونبينها لقوم يعقلون عن الله مراده الذي ينتفع بها هم القوم العقلاء الذين يعقلون عن الله ويفهمون عن الله مراده فيؤمنون ويستجيبون ويتعظون اما الذين اظلهم الله فاصمهم واعمى ابصارهم وتنكروا للحق وعاندوا ولو جاءهم النبي بكل اية ما ما تبعوه فهؤلاء لا يعقلون ولا يعلمون ما ما جزاء من اصر على ما هم عليه من العذاب والعقوبة والنكال. نعوذ بالله جل وعلا قال جل وعلا بل اتبع الذين ظلموا اهواءهم بغير علم بل اتبع الذين ظلموا بل هنا الاظراب اضربه وبين ان سبب عدم استجابتهم انهم اتبعوا اهواءهم وقوله الذين ظلموا هنا يعني الذين كفروا لان المراد بالظلم هنا الكفر. ان الشرك لظلم عظيم والمراد به كفار قريش والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب قال بل اتبع الذين ظلموا اي كفروا اهواءهم ما يهوونه ويشتهونه بغير علم ما عندهم علم بهذا ولا حجة ولا سلطان وانما قالوا انا وجدنا اباءنا على امة وانا على اثارهم مقتدون وقالوا اجعل الالهة اله واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب فهم يتبعون اهواءهم لا يتبعون العلم ولا يتبعون الحق قال جل وعلا فمن يهدي فمن يهدي من اضل الله فهذا استفهام يراد به النفي وهذا ابلغ لان معناه لا احد يهدي من اضل الله فهو بمعنى فهو استفهام متضمن للنهي والمعنى فلا احد اظل من فلا احد يهدي من اظله الله ولا يمكن ان يهديه احد. من يهده الله فهو المهتد ويقول للنبي صلى الله عليه وسلم انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء ثم قال جل وعلا وما لهم من ناصرين هؤلاء الذين اظلهم الله واتبعوا اهواءهم وعبدوا الالهة مع الله لا يجدون لهم وليا ولا نصير يوم القيامة فلا احد يقوم بنصرتهم حينما يحل بهم العذاب فيسلمون للعذاب ويلقون ويدعون الى نار جهنم دعا ولا يجدون وليا ولا ناصرا وهذه الالهة التي زعموا انهم ينصرونهم وانهم يدافعون عنهم لا يغنون عنهم شيئا فهم انما يخدعون انفسهم بذلك قال ابن كثير ثم قال تعالى مبينا ان المشركين انما عبدوا غيره سفها من انفسهم وجهلا. بل اتبع الذين ظلموا اي المشركون اهواءهم اي في الانداد بغير علم فمن يهدي من اضل الله اي فلا احد يهديهم اذ كتب الله عليهم الضلال او اذا كتب الله عليه اذا كتب الله ظلالهم وما لهم من ناصرين اي ليس لهم عند ذلك منقذ ولا مجير ولا محيد لهم عنه. لانه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن اه قبل ان نتجاوز هذه الاية مما ذكره العلماء اول الاستفهام في قوله هل لكم مما ملكت ايمانكم من شركاء قالوا الاستفهام للانكار وقوله من انفسكم؟ من الاولى؟ قالوا هذه ابتدائية لابتدائي الغاية وهي ومجرورها في محل نصب صفة. لمثلا اي مثلا منتزعا ومأخوذا من انفسكم فانها اقرب شيء منكم ومين الثاني في قوله مما ملكت ايمانكم؟ قالوا من تبعيضية اي هل لكم من بعض ما ملكت ايمانكم ومن ومن الثالثة بقوله من شركائكم قالوا زائدة قال القرطبي رحمه الله قال العلماء هذه الاية اصل في الشركة بين المخلوقين لافتقار لافتقارهم بعضهم الى بعض ونفيها عن الله سبحانه وتعالى يعني قوله هل لكم مما ملكت ايمانكم من شركاء فيما رزقناكم؟ قالوا هذه الاية اصل في الشركة بين المخلوقين وانهم يشاركوا بعضهم بعضا ولكن ذلك منفي في حق الله. انا اغنى الشركاء عن الشريف فمن اشرك معي غيري تركته وشركه انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار ثم قال جل وعلا فاقم وجهك للدين حنيفا يأمر الله عز وجل نبيه اي يقيم وجهه للدين قال ابن كثير يقول تعالى فسدد وجهك واستمر على الدين الذي شرعه الله لك من الحنيفية ملة ابراهيم التي هداك الله لها وكملها لك غاية الكمال وانت مع ذلك لازم فطرتك السليمة التي فطر الله الخلق عليها فانه تعالى فطر خلقه على معرفته وتوحيده وانه لا اله غيره كما تقدم عند قوله واشهدهم على انفسهم الست بربكم وفي الحديث اني خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين عن دينهم وقال السعدي في تفسيره فاقم وجهك للدين حنيفا اي اي انصبه ووجهه الى الدين الذي هو الاسلام والاحسان بان توجه بقلبك وقصدك وبدنك الى اقامة شرائع الدين الظاهرة كالصلاة والزكاة والصوم والحج ونحوها وشرائعه الباطنة كالمحبة والخوف والرجاء والانابة والاحسان في الشرائع الظاهرة والباطنة بان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يرعاك هذا كلام جميل هذا معناه فاقم وجهك اي سدده وصوبه واخلص عبادتك لله فاقم وجهك للدين دين الاسلام التوحيد ثم قال حنيفا والحنيف هو المائل عن الشرك الى التوحيد قصدا ثم قال فطرة الله التي فطر الناس عليها اي التوحيد ملة ابراهيم التوحيد هذا هو فطرة الله التي فطر الناس عليها كما قال صلى الله عليه واله وسلم في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم من حديث ابي هريرة قال صلى الله عليه وسلم ما من مولود ما من مولود يولد الا على الفطرة فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء ثم يقول يعني يقرأ النبي صلى الله عليه وسلم فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم واخرجه اه يعني غير وجاء في معنى هذا الحديث كما يقول ابن كثير جاءت احاديث عن جماعة من الصحابة بمعنى هذا الحديث والحديث في الصحيحين اذا فطرة الله المراد بها ايش؟ التوحيد ما من مولود الا ويولد على الفطرة ثم قال فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه. ولم يقل يمسليمانه لانه مفطور على الاسلام هو الاصل انه مفطور على الاسلام ولهذا قال كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء يعني كما تلد ترى الشاة تلد شاة الماعز تلد معزا. الناقة تلد. البقرة تلد بهيمة جمعاء يعني كاملة الخلقة سليمة لا عيب فيها ولا نقص فيها هل ترى فيها من الجدعاء هي مقطوعة الاذن وهذا يقطعها اصحابها اما من اجل وسمها او لغير ذلك لكن هي اول ما ولدت ولدت جمعاء مكتملة الخلقة سليمة الخلقة باذنين ليست جدعاء فكذلك المولود كل مولود من بني ادم اول ما يولد انما يولد على الفطرة على التوحيد كامل لكن فابواه يهودانه يعلمانه دين اليهودية او دين النصرانية او دين المجوسية وهو الشرك وهذا معنى الاية على القول الصحيح يعني ان معنى الاية ان الله يخبر ان الناس فطر ان الله فطر الناس على التوحيد ولهذا قال لا تبديل لخلق الله ذكر المفسرون قولين معنى لا تبديل لخلق الله فمنهم من قال هذا بمعنى هذا اخبار لكنه بمعنى النهي فهو اخبار انه لا لا تبديل لخلق الله والمراد به نهي الناس ان يبدلوا خلق الله وهو التوحيد بغيره فمعناه لا تبدل خلق الله فتغير الناس عن فطرتهم التي فطرهم الله عليها فيكون خبرا بمعنى الطلب كقوله تعالى ومن دخله كان امنا دخل الحرم بيت الله كان امن والمراد به امنوا من دخل بيت الله لا تتعرضوا له وكما قال جل وعلا فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج فهو فهو لا ينفي الرفث والفسوق انها ما تقع لكن المعنى لا ترفث ولا تفسقوا ولا تجادلوا وهذا معنى صحيح كما قال ابن كثير. والقول الثاني وهو الظاهر ان انه خبر على بابه ومعناه انه تعالى ساوى بين خلقه كلهم في الفطرة على الجبلة المستقيمة. لا يولد احد الا على ذلك. ولا تفاوت بين الناس في ذلك ولهذا قال ابن عباس وابراهيم النخعي وسعيد ابن جبير ومجاهد وعكرمة وقتادة والظحاك وابن زيد في قوله لا تبدل لخلق الله اي لدين الله وقال البخاري قوله لا تبديل لخلق الله لدين الله خلق الاولين دين الاولين والفطرة الاسلام وهذا والله اعلم اظهر وهو وان قلنا انه خبر لكن ايضا يستدل به فاذا كان الله اخبر انه فطر خلقه كلهم على الفطرة على التوحيد على الملة الحنيفية كلهم يستوون في هذا لكن بعد ما يولدون على التوحيد يأتي هنا تغيير الفطرة والا كل مولود اول ما يولد فهو موحد لكن بعد ان يولد ابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه او يبقيانه على الاسلام وهم المسلمون اي خبر ولهذا يدل عليها الحديث وهذا من احسن الاستدلال ان تستدل الاية بدلالة الحديث الذي رواه البخاري. ما من مولود الا ويولد على الفطرة لكن قد يقول قائل انتم فسرتم الحنيف بانه المائل عن الشرك الى التوحيد قصدا. هذا وصف ابراهيم ووصف اتباعه فينبغي للانسان ان يكون حنيفا فالحنيف المائل عن الشرك الى التوحيد قصدا فكأنكم جعلتم الاصل الشرك فقلت ما المائل عن الشرك الى التوحيد نقول نعم نعم نحن نقول ذلك ونحن نقول انه ما من مولود الا ويورد على الفضة. الا ويولد على الفطرة لكن الشياطين اجتالت الناس وغيرت فطرهم ولهذا الموحد الذي يبقى على التوحيد هذا في الحقيقة مال عن اكثر ما عليه الناس وهو ما اجتالتهم الشياطين اليه وهو تغيير الفطرة وتغيير التوحيد الى الشرك فالاصل في الناس الشرك الا الموحدين ولهذا يدخل النار من كل الف تسعمائة وتسعة وتسعين رجل او امرأة وواحد في في الجنة وهذا يدل عليه الحديث ايضا الذي رواه مسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله جل وعلا اني خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين اذا خلق الله عباده حنفا على التوحيد لكن اجتالتهم الشياطين وغيرت فطرهم وحاربتهم فالحاصل ان هذه الاية تدل على ان الله جل وعلا خلق الخلق على التوحيد جميعهم لكن بعد ذلك كثير منهم غير وترك ما فطره الله عليه واتبع الشياطين فاليهود والنصارى وسائر الوثنيين فاثبت يا عبد الله على فطرة الله التي فطرك عليها وهذا في الحقيقة فيه ثناء على الموحدين قال جل وعلا ذلك الدين القيم قال الطبري اي ان اقامة اقامتك وجهك للدين حنيفا غير غير مغير ولا مبدل هو الدين القيم امتى يعني المستقيم الذي لا عوج فيه عن الاستقامة من الحنيفية الى اليهودية والنصرانية وغير ذلك من الضلالات والبدع المحددة فافاد واجاد رحمه الله وقال ابن كثير ذلك الدين القيم اي التمسك بالشريعة والفطرة السليمة هو الدين القويم المستقيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون هذا لا يعرفه اكثر الناس فهم عنه ناكبون كما قال تعالى وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين. وقال وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله فاحمدوا الله يا عباد الله ايها الموحدون الذين تعبدون الله وحده لا شريك له ولا تجعلون له ندا ولا شريكا لا من الاصنام ولا من الاوثان ولا من الاولياء ولا من القبور ولا من الانبياء ولا من غير ذلك احمدوا الله على هذه النعمة فهي والله فطرة الله وهو الدين القيم المستقيم الذي لا اعوجاج فيه لا لا اعوجاج فيه وما سواه اعوج بل في غاية العوج والانحراف عن الصراط المستقيم قال جل وعلا ولكن اكثر الناس لا يعلمون منيبين اليه اكثر الناس وكما ذكرنا الحديث من كل الف تسعمائة وتسعة وتسعين الى النار. روحي دي للجنة. اكثر الناس. نسأل الله ان يثبتنا واياكم على التوحيد والسنة بلا ان يتوفانا على ذلك وان يجعل اخر كلامنا من الدنيا لا اله الا الله انه ولي ذلك والقادر عليه قال جل وعلا منيبين اليه واتقوه واقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين منيبين اليه اي ذلك الدين القيم فاثبتوا عليه والزموه منيبين اليه قال ابن جرير منيبين اليه اي تائبين اليه لان الانابة بمعنى التوبة تائبين الى الله جل وعلا فقال ابن وقال ابن كثير منيبين اليه قال ابن زيد وابن جريج اي راجعين اليه واتقوه اي خافوه وراقبوه واقيموا الصلاة وهي الطاعة العظيمة ولا تكونوا من المشركين اي بل من الموحدين المخلصين له العبادة لا يريدون بها سواه سبحانه وتعالى هذا من نحو ما ذكرنا من كلام ابني جرير رحمه الله فهو بمعنى هذا ولذلك قال جل قال القول في تأويل قوله تعالى منيبين اليه قال يعني تائبين راجعين الى الله مقبلين ورواه عن ابن زيد قال المنيب الى الله المطيع لله الذي اناب الى طاعة الله وامره ورجع عن الامور التي كان عليها قبل ذلك كانوا القوم كفارا فنزعوا ورجعوا الى الاسلام فهو امر بالانابة الى الله والرجوع اليه ثم قال واتقوا قالوا هذا الاسلوب يسمى اسلوب التفات لانه كان يخبر منيبينا ثم التفت الى الخطاب من الغيبة هم منيبين اليه ثم قال واتقوا وهذا خطاب اتقوه اجعلوا بينكم وبين عذابه وقاية بفعل اوامره واجتناب نواهيه. واقيموا الصلاة وهذا دليل على عظم شأن الصلاة وهي الفارق بين المسلم والكافر لانه ذكر مشركين وذكر المؤمنين وفطرتهم وتوحيدهم وامرهم بالاعمال التي تقتضي تمسكهم بذلك الدين القيم فامرهم بالصلاة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر الصلاة عمود الاسلام وشأنها عظيم لا ايمان لمن لا صلاة له قال جل وعلا ولا تكونوا من المشركين حذرهم ايظا من ظد التوحيد وهذا وهو غاية البيان والايضاح فامر بالتوحيد وحذر من ضده ما بقي حجة لاحد ثم قال جل وعلا ولا تكونوا مشركين من الذين فرقوا دينهم وهذا بيان للمشركين لا تكونوا من المشركين الذين فرقوا دينهم وقرأ فرقوا دينهم وهذه قراءة الجمهور وقرأ حمزة الكسائي فارقوا دينهم وهما قرأتان سبعيتان صحيحتان متواترتان من الذين فرقوا دينهم فهؤلاء يعبدون الله وهؤلاء يعبدون العزة وهؤلاء يعبدون الشمس هؤلاء يعبدون الملائكة وهؤلاء يعبدون المسيح تفرقوا في دينهم وكل يعبد الها ولا تحصى الالهة عددا. وانما هو اله واحد وكانوا شيعا الشيعة جمع شيعة وهي الجماعة التي تشايع اي توافق رأيا شايع بعضهم بعضا يوافق بعضهم على رأيي وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون والحزب هو الجماعة هم الجماعة الذين رأيهم ونزعتهم واحدة وبما لديهم هو ما اتفقوا عليه بما لديهم فرحون ما لديهم يعني ما اتفقوا عليه من الدين والفرح الرضا والاجتهاد وهذا دليل على ضلالهم هؤلاء يفرحون فيما هم عليه من عبادة غير الله وهؤلاء يفرحون فيما هم عليه من عبادة الصنم الفلاني وهكذا وهم فرحون مبتهجون يظنهم على الهدى وهم في غاية الظلال والبعد عن الله عز وجل انما هو اله واحد كما قال جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم في اخر سورة الانعام ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء لست منهم في شيء انت موحد دينك واحد ان الدين عند الله الاسلام ومن يبتغي غير الاسلام دينا فليقبل منه ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد