الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا واذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين اليه ثم اذا اذاقهم منه رحمة اذا فريق منهم بربهم يشركون ليكفروا بما اتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون. ام انزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم فهو يتكلم بما كانوا به يشركون واذا اذقنا الناس رحمة فرحوا بها وان تصبهم سيئة بما قدمت ايديهم اذا هم يقنطون اولم يروا ان الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ان في ذلك لايات لقوم يؤمنون اه هذه الايات المباركات يخبر فيها جل وعلا عن حال عموم الناس اذا وقعوا في الاضطرار انهم ينيبون الى الله ويخلصون له لكن قبل ذلك اخر الايات في الدرس السابق من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون. الحقيقة وددت ان اسمعكم كلاما لابن كثير وهو كلام مهم ونحن دائما ندندن نقول المنهج الصحيح هو العمل بكتاب الله وسنة رسول الله في فهم اصحاب رسول الله او بفهم السلف الصالح هذا هو المنهج الحق الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح وهذا الكلام حرره ابن كثير في هذا الموطن ويرجع اليه قال فاهل الاديان قبلنا اختلفوا فيما بينهم على اراء وملل باطلة وكل فرقة منهم تزعم انهم على شيء وهذه الامة ايضا اختلفوا فيما بينهم على نحل كل هذا كل هذا ضلالة الا واحدة وهذه الامة ايضا اختلفوا بينهم على نحل كلها ضلالة الا الا واحدة وهم اهل السنة والجماعة. انتبهوا هذا الذي اردناه قال وهم اهل السنة والجماعة المتمسكون بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ما كان عليه الصدر الاول من الصحابة والتابعين وائمة المسلمين في قديم الدهر وحديثه لاحظتم؟ هذا هو معنى ما يقرره مشائخنا ان المنهج الصحيح ولزوم كتاب الله وسنة رسول الله بفهم السلف الصالح فهم الصحابة والتابعين ومن تبعهم باحسان والا هناك من فهم الكتاب والسنة بفهم المعتزلة وبفهم الرافضة وبفهم الجهمية وبفهم الاشاعرة في باب الاسماء والصفات لكن القصد ان الانسان يلتزم بالكتاب والسنة وفق ما عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه والتابعون لهم باحسان ولهذا جاء في رواية الحديث لما ذكر الفرقة الناجية وانها واحدة من بين ثلاث وسبعين فرقة سألوا مني قال من كان على ما انا عليه اليوم واصحابي رواه الحاكم وغيره بسند صحيح من كان على ما انا عليه اليوم واصحابه فيا من تريد نجاة نفسك التزم بمنهج السلف الصالح ولا تحيد عنه قدر انملة فانه المنهج الحق وهم الفرقة الناجية المنصورة الى يوم القيامة قال جل وعلا في هذه الايات واذا مس الناس ضر ومعنى مسه اي اصابهم مس الناس ضر يعني اصاب الناس انظر قال الطبري فاصابتهم شدة وقحط يعني هذا هو الظر وهذا الحقيقة على سبيل المثال يعني ما يتضررون به ويضرهم في في في الشدة التي تحل بهم والجذب في الامطار والقحط وقال ابن عاشور وهو يعني كلام ابن عاشور اعم لكن ابن ابن جرير فسر بضرب بعض الامثلة والا هو لا يريد ان هذا هو الظر فقط لكن ظرب امثلة له وابن عاشور يقول الظر بظم الظاد سوء الحال في البدن او العيش او المال ولهذا ذكر الله فيه الاية الاخرى ان من ابادة من يصيبه الظر بسببي هيجان البحر حتى يكادون يغرقون دعوا الله مخلصين له الدين اذا هذا من الظر فما ذكره ابن جرير هو من باب المثال يقول ويقول ابن كثير يقول تعالى مخبرا عن الناس انهم في حال الاضطرار يدعون الله وحده لا شريك له وانه اذا اسبغ عليهم النعمة اذا فريق منهم في حالة الاختيار يشركون بالله ويعبدون معه غيره وصدق فان هذا قد دل عليه ايات اخرى قال جل وعلا واذا مسكم الضر في البحر ظل من تدعون الا اياه فلما نجاكم الى البر اعرضتم فلما ان جاك من البر اعرضتم اذا هذي حال الناس في حال اضطرار يرجعون الى فطرتهم ويعلمون انه لا اله الا الله هو الذي يجيب المضطر اذا دعاه. امن يجيب المضطر اذا دعاه هو الله وقال جل وعلا فلما انجاكم الى البر اعرضتم وكان الانسان كفورا. وقال تعالى فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم الى البر اذا هم يشركون وقال تعالى هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى اذا كنتم في الفلك وجرينا بهم بريح طيبة وفرحوا بها اتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا انهم احيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لان انجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين. فلما انجاهم اذاهم يبغون في الارض بغير الحق اذا هذه طبيعة الناس وهذا والله فيه عبرة وعظة ايها المشركون من اذا وقعتم في ضرورة واضطرار ومصيبة عرفتموه ولجأتم اليه ودعوتموه وحده لا شريك له وتركتم دعاء اصنامكم واوليائكم ومقبوريكم هذا اعتراف منكم انه لا اله الا هو وحده لا شريك له فهو جل وعلا الذي يجب ان يعبد في الظراء والسراء في المنشط والمكره في الفرج والكرب هذا من اقامة الحجة على الناس يقيم الله عليهم من انفسهم دليلا وحجة على انه لا اله الا هو وحده لا شريك له ولا يجوز ان تصرف العبادة العبادة لغيره تعالى الله عما يشركون قال واذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين اليه اي تائبين اليه من شركهم وكفرهم كما مر معنا في الايات التي استدللنا بها ثم اذا اذاقهم منه رحمة اذا فريق منهم بربهم يشركون قال ابن جرير الطبري ثم اذا اذاقهم منه رحمة قال اي كشف ربهم تعالى ذكره عنهم ذلك الضر وفرجه عنهم واصابهم برخاء وخصب وسعة هذا من رحمة الله فاصابهم برحمة فرج عنهم وازال عنهم الكرب والشدة والضراء ووسع عليهم في ارزاقهم ونجا من كانوا في خطر الموت في البحر اذا فريق منهم بربهم مشركون يعبدون مع الله غيره يشركون مع الله غيره هذا غاية الظلم والجور قال جل وعلا ليكفروا بما اتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون ليكفروا بما اتيناهم اختلفوا بهذه اللام فقيل انها لام كي اذا فريق منهم بربهم مشركون لكي يكفروا بالنعم التي اتيناهم اياها وقيل بل ان اللام هنا لام لام العاقبة او السيرورة لتكون عاقبتهم الكفر بنعم الله اذا فريق منهم بربهم يشركون لتكون عاقبتهم الكفر بنعم الله التي انعم بها عليهم وقيل ان اللام هنا لام الامر ليكفروا ويكون هذا كأنه يأمرهم بالكفر وهذا على سبيل التهديد والتخويف لهم كقوله فمن شاء منكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر فيام الامر لكن ليس المراد انه يأمرهم لانه يرتضي منهم الشرك؟ لا لكن هذا على سبيل التوبيخ والتهديد كما قال ذق انك انت العزيز الكريم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر قال جل وعلا ليكفروا بما اتيناهم اي بما اعطيناهم وانعمنا عليهم به من النعم فتمتعوا هذا يسمى سلوب التفات في البلاغة. التفات لانه كان ما قبله يتكلم الكلام على سبيل الغيبة اذا فريق منهم بربهم يشركون ليكفروا بما اتيناهم لكن هو قال فتمتعوا تحول والتفت من مخاطبة الغائب الى مخاطبة الحاضر فتمتعوا وهذا توبيخ لهم ايضا وتهديد وانذار فهو متاع قليل فتمتعوا فسوف تعلمون سوف تعلمون عاقبتكم وما يصير اليه امركم من العذاب والنكال والشر والشر الذي لا يعلمه الا الله هذا تهديد تتفطر منه قلوب الموحدين يقول اعوذ بالله كيف يبقى هؤلاء على الشرك وهم يرون ويسمعون هذا التهديد كلام رب العالمين الذي قوله حق وصدق ولا يخلو في الميعاد اجسامكم على النار لا تقوى فاين عقولكم؟ ثم قال جل وعلا ام انزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون وام هنا هي المنقطعة فهي للاضراب الانتقالي بمعنى بل وهي للاظراب الاظراب عن الكلام السابق والانتقال الى كلام اخر باوا انتقل عن تهديدهم الى توبيخهم هل عندكم حجة فيما يتكلمون به من الشرك اضربه على الكلام السابق وابتدأ معهم حجة جديدة ومناقشة في امر اخر بحجة جديدة عليهم فقال ام انزلنا عليهم سلطانا؟ والسلطان هو الحجة. كما قال ابن عباس. قال السلطان في القرآن هي الحجة اما انزلنا عليهم سلطانا حجة كتابا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون انزلنا عليهم كتابا من السماء سلطان حجة دليل يقول انما تتكلمون به من الشرك صحيح افعلوا لا ما انزل الله عز وجل بل انزل التوحيد والامر بافراده جل وعلا بالعبادة. وعلى هذا اتفقت الرسل اولهم واخرهم ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وهذا ايضا على سبيل التوبيخ لعلها تحيا عقولهم تتفهم وهم محترفون ما هم ما يقولون نزل علينا بهذا حجة من السماء لا انا وجدنا اباءنا على امة وانا على اثارهم مقتدون قال جل وعلا واذا اذاقنا الناس رحمة فرحوا بها هذه حال الناس اذا اذاقهم واصابهم ولكن عبر بالذوق لانهم وجدوا طعم ذلك وشملتهم الرحمة وعاشوها فهي كالذي يذاق باللسان ويعرف ويتأكد منه واذا اذقنا الناس رحمة قال الطبري اذا اصاب الناس منا خصب ورخاء وعافية في الابدان والاموال فرحوا بذلك وهذا كما قدمنا ان هذا من باب ظرب المثال وهذا هو الاعم الاغلب في احوال قريش في ذلك الزمان لكن هو يشمل كل نعمة من الله وهذا منها قال جل وعلا فرحوا بها وان تصيبهم سيئة بما قدمت ايديهم اذا هم يقنطون. قال الطبري وان تصبهم شدة من جدب وقحط وبلاء في الاموال والابدان بما قدمت ايديهم. قال ايظ الطبري بما اسلفوا من سيء الاعمال بينهم وبين الله وركبوا المعاصي بما قدمت ايديهم اذا هم يقنطون اي ييأسون من الفرج. والقنوط هو الاياس من الرحمة هو الاياس من الرحمة. ونحوه قال ابن كثير قال واذا اذقنا الناس رحمة بريحوا بها. هذا انكار على الانسان من حيث هو. هذا هو الاصل في الناس هذا انكار على الانسان من حيثه الا من عصمه الله ووفقه فان الانسان اذا اصابته نعماء نعمة اذا اصابته نعمة اذا اصابته نعمة بطرة وقال ذهب السيئات عني انه لفرح فخور ان يفرحوا في نفسه ويفخروا على غيره. واذا اصابته شدة قنط وايس ان يحصل له بعد ذلك خير بالكلية قال الله الا الذين صبروا وعملوا الصالحات استدل باية اخرى اي صبروا في الظراء وعملوا الصالحات في الرخاء كما ثبت في الصحيح عجبا للمؤمن لا يقضي الله له قضاء الا كان خيرا له ان اصابته سراء شكر فكان خيرا وان اصابته ضراء صبر وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له وهذا قليل جدا هذا يدخل تحت قوله الا من عصمه الله ووفقه وهم قليل ثم قال جل وعلا او لم يروا ان الله سبحانه ان الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ان في ذلك لايات لقوم يؤمنون هذا استفهام انكاري بمعنى النفي لم لا يرون ويتعظون بما يرونه وهم يشاهدون هذا ان الله هو الذي يبسط الرزق على بعض العباد يوسع عليه ويكثر امواله ويغنيه ويقدر على بعضهم يضيق عليه وذلك لحكمة عظيمة لان من عباد الله من لا يسبحه الا الفقر كما قال جل وعلا كلا ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى والله المستعان وهذا امر ملحوظ الناس قد مرت معنا قصة قارون لما اتاه الله المال كيف طغى وتجبر قال جل وعلا اولم يروا ان الله يبسط الرزق يوسع على بعض الناس رزقه ويكثر امواله واولاده لمن يشاء لحكمة عظيمة يعلمه الله جل وعلا ويقدر ان يضيق على بعض الناس اجعلوه فقيرا قليل ذات اليد قدر عليه رزقه قال ان في ذلك لايات لقوم يؤمنون نعم في ذلك في بسط الرزق لمن يشاء وتظييق الرزق على من يشاء هذا فيه ايات بينات وعلامات ودلائل لكن لمن لقوم يؤمنون بالله ويصدقون ويقرون ما هو لقوم يكفرون ويكذبون لان الذي لا يؤمن يقول هذا يعني لسان حاله يقول هذا ظلم وجور لماذا لا يعطيني مثل ما اعطى فلان واما المؤمن بالله جل وعلا المصدق فاعلم ان هذا له حكمة وان الله عليم حكيم يعطي من يشاء لحكمة ويمنع من يشاء لحكمة لحكمة جل وعلا ثم قال سبحانه وتعالى فات ذا القربى حقه توجيه للنبي صلى الله عليه وسلم يأمره جل وعلا باعطاء ذي القربى حقوقهم من البر والصلة وهذا وان كان امر للنبي صلى الله عليه وسلم. لكن كما هو متقرر عند اهل العلم ان كل امر او خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم فهو خطاب لامته الا اذا قام الدليل على خصوصيته للنبي صلى الله عليه وسلم كما قال في الواهبة نفسها ان النبي يجوز له ان ينكحها بدون مهر قال خالصة لك من دون المؤمنين ها هنا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم لكن اذا ما ورد دليل على التخصيص فالامر النبي صلى الله عليه وسلم امر لامته والنهي للنبي صلى الله عليه وسلم نهي لامته فهذا امر للنبي صلى الله عليه وسلم وهو امر لنا نحن ولهذا قال فاتي اي فاعطي ذا القربى وذو القربى هم قرابة الرجل من جهة النسب وسبق ان ذكرناها مرارا وذكرنا ان القرابة خمسة خمس جهات الابوة وهم الاباء والاجداد وان علوا والبنوة وهم الابناء وابنائهم وان نزلوا. يعني ذكورا او اناثا. والاجداد ذكورا او اناثا. من الابوين والاخوة وهم كل من شاركك بوالديك او في احدهما وابناؤهم والعمومة وهم كل من شارك اباك في ابويه او في احدهما وابناؤهم. والخؤولة وهم كل من شارك امك في ابويها او في احدهما وابناؤهم فاذا هؤلاء هم هم القرابة هم اولو القربى الابوة البنوة الاخوة العمومة الخؤولة وايتاؤهم اعطاءهم حقوقهم ولا اقل من الاحسان من البر من الصلة تقبل بالسلام لكن هم يتفاوتون فيما بينهم فيما بينهم منهم من يجب ان تنفق عليه وان تعطيه المال ومنهم من يكفي ان تعينه تقف معه تساعده تشاركه افراحه واتراحه تسلم عليه هذا هو صلة الرحم فهو متفاوتون بحسب قربتهم بحسب قرابتهم منه اقربهم اكبرهم حقنا الابوة ثم البنوة ثم الاخوة ثم العمومة ثم الخؤولة قال جل وعلا فاتي ذا القربى حقه والمسكين. والمسكين هو من يجد مالا لا يكفي لحاجته كما قال تعالى واما السفينة فكانت المساكين يعملون في البحر. فسماهم مساكين مع انهم مع ان لهم سفينة يحملون الناس يؤجرنا الناس يأخذون عليهم مالا وسماهم مساكين لكن الفقيه والفقير هو المعدم الذي لا يجد شيئا لكن الفقير والمسكين اذا اجتمعا في اية واحدة كاية اصحاب الزكاة المستحقون لها انما الصدقات للفقراء والمساكين الاية فاذا اجتمعوا في نص واحد اختلفوا. فالفقراء المعدمون الذين لا يجدون شيئا. والمساكين الذين يجدون شيئا لا يكفي لحاجتهم. لكن اذا اخترق اجتمعا اذا ذكر بنص واحد اجتمع افترق في الدلالة كل واحد له دلالة واما اذا افترقا فما ذكر الا المساكين او ما ذكر الا الفقراء اجتمع في الدلالة. فالمسكين هنا لانه ما ذكر الفقراء معهم المسكين هنا يشمل الفقير الذي لا يجد شيئا ويشمل المسكين الذي يجد شيئا لا يكفي لحاجته فاعطي المسكين فليكن بمالك حق للسائل والمحروم اعطيني والعلما نصوا قالوا في المال حق واجب غير الزكاة قال جل وعلا والمسكين وابن السبيل وهو المسافر الذي انقطع به الطريق هو غني في بلده لكن جاء للحج وسرقت امواله وبقي ما عنده اموال هذا يعطى من الزكاة ويحسن اليه من سائر المال قال والمسكين وابن السبيل ذلك خير ايتاء ذوي القربى حقوقهم وايتاء المساكين وايتاء ابناء السبيل المنقطعين طير عند الله جل وعلا واعظم اجرا لكن لمن؟ للذين يريدون وجه الله يريدون بالإعطاء والإنفاق وصلة الأرحام وهذه الأعمال للمذكورين هنا ولغيرهم يريدون بذلك وجه الله يتقربون الى الله مخلصين بها لله لا يريدون بها رياء ولا سمعة ولا غير ذلك واولئك هم المفلحون هؤلاء الذين يريدون باعمالهم ومنها الاحسان الى ذوي القربى والفقراء وابناء السبيل الذين يريدون بذلك وجه الله اولئك هم المفلحون قال ابن قال ابن جرير الطبري يقول ومن يفعل ذلك مبتغيا وجه الله به فاولئك هم المنجحون المدركون طلباتهم عند الله الفاء عند الله الفائزون بما ابتغوا والتمسوا باتيانهم اياهم ما اتوا والله هم المفلحون الذين قد افلحوا وانجحوا وادركوا ما طلبوا وظفروا به ونجوا مما منه هربوا ثم قال جل وعلا وما اتيتم من ربا ليربوا في اموال الناس فلا يربوا عند الله وما اتيتم من زكاة تريدون وجه الله فاولئك هم المظعفون اختار ابن جرير اختار ابن كثير قولا في هذه الاية وهو الاظهر والاقوال الاخرى تعود اليه او تندرج في دلالته. فقال معنا وما اتيتم من ربا ليربوا في اموال الناس قال من اعطى عطية يريد ان يرد الناس عليه اكثر مما اهدى لهم فهذا لا ثواب له عند الله بهذا فسره ابن عباس ومجاهد والظحاك وقتادة وعكرمة ومحمد ابن كعب والشعبي وهذا الصنيع مباح وان كان لا ثواب فيه الا انه قد نهي عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة قاله الظحاك واستدل بقوله ولا تمنن تستكثر اي لا تعطي العطاء تريد اكثر منه اذا هذه مسألة يا اخوان يعني من اعطى الناس مال ادعى على رجل هدية واعطى مال وهو في قلبه يريد ان يرد عليه بمثلها او اكثر منها يعني يعرف انه رجل كريم او غني فقير جاء واعطى غني هدية او خادمك اعطاك شيء هدية اقل منك حال هو هو يريد بهذا ان تعطيه وانت اضعف واكثر من هذا هذا لا بأس به هذا جائز مباح لكن لا لا لا ثواب لمن فعل ذلك يبتغي ان يعطى اكثر منه ها قال وما اتيتم من ربا بالرباية من المراد انه ما تريد يربو ليربو في اموال الناس ليعطوك الناس اكثر منه فلا يرضو عند الله لا يزيد ولا لا يزيد لانه لا ثواب عليه ولهذا جاء عن امير المؤمنين علي رضي الله عنه انه قال المواهب ثلاثة موهبة يراد بها وجه الله وموهبة يراد بها وجوه الناس وموهبة يراد بها الثواب موهبة عطاء تعطيه انت الفقير تريد وجه الله تريد ان تكون في ظل صدقتك يوم القيامة تريد وجه الله والنجاة من النار فهذا فيه الاجر العظيم وموهبة يعطي الانسان رياء سمعة هذا يعاقب عليه. من رأى رأى الله به ومن سمع سمع الله به وموهبة يريد بها الثواب يعني ان يثيبه من اعطاه المال يعطيه مئة ريال لعله يعطيه مئتين ريال يعطيه الطيب لعله يعطيه جوال مثلا هذا ليس رياء هذا يريد ان يعطيه عطاء هذا لا ثواب فيه جائز لكن لا ثواب فيه ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنهما قال الربا الربا رباان يعني نوعان الريباري رباء قريبا لا يصح؟ يعني ربا البيع الذي حرمه الله احل الله البيع وحرم الربا وربا لا بأس به وهو هدية الرجل يريد فظلها واظعافها. ثم تلا هذه الاية وما اتيتم من ربا ليربوا في اموال الناس فلا يربو عند الله وهناك اقوال اخرى منهم من قال هو ان يعطي يعني معنى الاية وما اتيتم من ربا ليبروا عند باموال الناس قال هو ان يعطي الرجل صديقه مالا ليكثر مال صديقه ما يبتغي به وجه الله يقول له هذا زميلي وعزيز علي انا اريد اعطيه آآ مبلغا حتى يتاجر فيه وتكثر امواله انا اريد احسن اليه بهذا. لكن ما يبتغي ثواب الله يريد يربو يكثر مال صديقي لاني احبه هذا بعظ السنين قال هذا معناه وبعظهم قال لا هو ما يدفعه الانسان من ما له لرجل ليقوم بخدمته ويعمل عنده ويساعده ما يريد به وجه الله والدار الاخرة يريده مقابل خدمة هذا لا يربو عند الله لا يزيد لكن طبعا هذا اذا لم ينوي انما الاعمال بالنية والحاصل ان هذا هو معنى الاية لانه المراد به من يعطي الناس اموالا يريد ان يعطوه اكثر منها. يهدي يهب هبة ليعطى اكثر منها مالا هذا لا يربو عند الله وليس فيه اجر لكنه مباح كما قال ابن عباس وغيره قال جل وعلا وما اتيتم من زكاة تريدون وجه الله فاولئك هم المظعفون قال ابن كثير وانما الثواب عند الله في الزكاة يعني بعد ان ذكر آآ المال الذي يعطى ولا ثواب فيه ذكر المال الذي يكون فيه الاجر سواء الاجر والثواب عند الله جل وعلا وهو دفع مال الزكاة تقربا الى الله وطاعة لله ورسوله قال ابن كثير وانما الثواب عند الله في الزكاة ولهذا قال وما اتيتم من زكاة تريدون وجه الله فاولئك هم المظعفون. اي الذين يضاعف الله لهم الثواب والجزاء هل مظعفون الذين يضاعف اجرهم كما قال جل وعلا من جاء بالحسنة فله عشر امثالها لان هذا اجر يبتغي وجه الله بهذه الزكاة طاعة لله ورسوله وكما قال جل وعلا من ذا الذي يقرظ الله قرضا حسنا فيظاعفه له اظعافا كثيرة قال ابن كثير اي الذين يضاعف الله لهم الثواب والجزاء كما جاء في الصحيح وما تصدق احد بعدل تمرة من كسب طيب الا اخذها الرحمن بيمينه فيربيها لصاحبها كما يربي احدكم فلوه او فصيلة قولوا ولد الناقة او ولد الفرس كما تربيه حتى يكبر كما يربي احدكم فلوه او فصيله حتى تصير التمرة اعظم من احد. يعني من جبل احد. يا الله من فضلك العظيم نسأل الله ان يجعلنا من هؤلاء انظروا فظل الصدقة الذي يبتغي بها وجه الله. ما يريد بها امر من امور الدنيا قال جل وعلا الله الذي خلقكم ثم رزقكم اي هذا اخبار الله ان هذا اخبار من الله انه هو الذي خلقنا واوجدنا من الادب ولم نكن شيئا ثم رزقنا وعشنا واكلنا ارزاقنا في هذه الدنيا. ثم يميتنا اذا جاء الاجل ثم يحيينا ليوم القيامة ليقوموا الناس ليحاسبوا ويجازوا على اعمالهم هذا هو الله يختص به وينفرد به قال جل وعلا هل من شركائكم ما يفعل من ذلكم؟ في شيء الاستفهام الكعبة على كفار قريش الذين يجعلون الله شركاء هل من شركائكم تزعمون انهم شركاء والهة معي هل احد منهم يفعل من ذلكم شيء يحييكم الى العدم يرزقكم يميتكم يبعثكم يوم القيامة للنشور الجواب لا ما يستطيعون ولهذا قال سبحانه وتعالى عما يشركون قامت عليهم الحجة فسبحانه نزه نفسه لان التسبيح والتنزيه هو التبرئة لله عن كل نفس وعيب على سبيل التعظيم جل وعلا له على سبيل التعظيم له جل وعلا سبحانه وتعالى عما يشركون عن شركهم جعلوا له شركاء وهم لا يستحقون شيئا من ذلك. قال ابن كثير اي تعال وتقدس وتنزه وتعاظم وجل وعز عن ان يكون له شريك او نظير ان يكون له شريك او نظير او مساو او ولد او والد بل هو الاحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد