بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد قد ذكرنا في الدرس الماضي تفسير قوله جل وعلا ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذ هزوا اولئك لهم عذاب مهين. وذكرنا ان ابن مسعود رضي الله عنه يقول ان المراد بلهو الحديث هو الغنى وهذا قول طوائف من السلف وبعضهم قال ان لهو الحديث هو شراء المغنيات لانهم هم الذين يقومون بلهو الحديث وحملوا الاشتراء هنا على آآ الشراء يشترون قينة او امة او مغنية او مغن. والاولون لا قالوا هو يشتريه يعني يأخذه ويضمه اليه يشتري الغنى ويضمه اليه ويرغب فيه ويختاره ويكون من اهله. والقولان كما ذكرنا متلازم والقول الاول هو الاظهر لانه لا يحتاج الى تقدير واما الثاني الى يحتاج الى تقدير وقاعدة التفسير ما لا يحتاج الى تقدير اولى مما يحتاج الى تقدير وذكرنا آآ او احلنا او قلنا اننا سنتكلم على تحريم الغنى في هذا الدرس فنقول وبالله نقول ان الغنى حرام وهذا هو قول سلف الامة ولا يعرف عند السلف الصالح قولا غير هذا القول فكلهم يقولون بتحريمه وارجو ان يفرق المسلم بين الغنى وبين الشعر فالغنى غير الشعر الغنى وهو المصحوب بالمعازف بالكلام الباطل بالكلام المتكسر غنى يطربه ويفتنه اما الشعر بان يسمع كلاما جميلا في مواعظ ونصائح وكلاما طيبا لا يدخل في هذا الباب وانما المراد بالغنى هو ذلك الغنى المصحوب بالمعازف والذي يكون فيه الطرب والتغزل وفتنة القلوب فنقول هذا الغنى محرم ولا يعرف غير هذا القول عند السلف بعد ذلك جاء من يقول كما تكلم ابن حزم وغيره والذي يجعله الذي يجعله القائلون بجواز الغنى عمدة لهم وسبحان الله يخشى ان يكون هذا من اتباع الهوى فلم جعلتم ابن حزم قدوة لكم وتركتم سنة النبي صلى الله عليه وسلم والاحاديث التي جاء التي جاءت في تحريم الغناء وسنريدها وتركتم الاقتداء بالصحابة رضي الله عنهم وبالتابعين وباتباع التابعين ما وجه احتجاجكم بابن حزم يخشى ان يكون هذا من الهوى لانهم يهوون هذا فوجدوا ابن حزم يقول به فجعلوه اماما مع انهم يخالفونه ربما في اشياء كبيرة فالحاصل ان الغنى حرمه الله في كتابه وفي سنة رسوله. صلى الله عليه واله وسلم. اما في الكتاب ففي ثلاث ايات هذه الاية التي معنا ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله اقسم ابن مسعود كما جاء عنه بسند صحيح انه الغناء والاية الثانية قوله جل وعلا في سورة النجم افمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون وانتم سامدون يعني وانتم تغنون وهذا في في لغة حمير كما قال ابن عباس والوعظة الاية الثالثة في قوله جل وعلا واستفزز من استطعت منهم بصوتك قال مجاهد هذا يقول الله عز وجل للشيطان قال مجاهد وهو الغنى والمزامير هو صوت الشيطان يستفزهم به يسمعونه فيجرهم الى الفواحش. هذه ثلاث ايات من كتاب الله واما ما جاء في السنة والاثار عن الصحابة والتابعين فانه يزيد على مئة حديث واثر وهذه الاحاديث منها احاديث صحيحة وقد صحح الالباني منها ستة سبعة احاديث والمسلم يكفيه ولو حديثا واحدا اذا صح وورد احاديث ظعيفة ووردت اثار عن السلف فيها الصحيح والظعيف ومن اجمع الكتب التي تعرضت لهذا كتاب احاديث ذم الغناء والمعازف في الميزان ل الشيخ عبدالله بن يوسف وايظا تعرظ لها الشيخ الالباني في كتاب تحريم الات الطرب وقد تعرض لها العلماء قبل ذلك كما تعرظ لها ابن القيم في رسالة خاصة اسمها كتاب السماع السماع وايضا تعرض لها في اغاثة الله فان وتعرض لها العلماء قديما وحديثا وافتت اللجنة الدائمة بالمملكة العربية السعودية بتحريمها نظرا لانتشار الغنى وكثرته خاصة مع وسائل التواصل الحديثة سنسرد هذه الاحاديث التي صحت فيكون قد ثبت فيها في تحريمها ثلاث ايات وسبعة احاديث فاما الايات فقد سبقت واما الاحاديث فاولها حديث البخاري قال ليكونن من امتي اقوام يستحلون الحرى والحرير والمعازف والحرى هو الفرج قد حرم الله الزنا ويستحلون لبس الحرير والرجال لا يجوز لهم لبس الحرير والمعازف وهذا هو محل الشاهد لانه اخبر انهم يستحلون فالاستحلال يكون لشيء محرم. اما لو كان مباحا ما يقال يستحل كذا يقال يفعل كذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ليكونن من امتي اقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ولينزلن اقوام الى جنب علم يروح عليهم بسارحة لهم يأتيهم لحاجة فيقولون ارجع الينا غدا فيبيتهم الله ويضع العلم ويمسخ اخرين قردة وخنازير الى يوم القيامة وهذا الحديث علقه البخاري في صحيحه بصيغة الجزم محتجا به قائلا في كتاب الاشربة وقال هشام بن عمار حدثنا صدقة ابن خالد حدثنا عبد الرحمن ابن يزيد ابن جابر حدثنا عطية ابن قيس الكلابي حدثني عبد الرحمن ابن غنم الاشعري قال حدثني ابو عامر او ابو مالك الاشعري والله ما كذبني سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول فذكره قال شيخ الاسلام ابن تيمية عن هذا الحديث في كتابه في كتابه الاستقامة والالات الملهية قد صح بها ما رواه البخاري في صحيحه تعليقا مجزوما به داخلا في شرطه ها لان هناك من يقول هذا حديث معلق وهو ضعيف نقول انظر كلام اهل العلم هو معلق لكن جزم به البخاري محتجا به وهو داخل في شرطه شرط البخاري الصحيح مقبول وقال علمت ابن القيم في اغاثة الله فان وفي تأديب السنن ايضا ما ملخصه ولم يصنع من قدح في صحة هذا الحديث شيئا كابن حزم كابن حزم نصرة لمذهبه الباطل في اباحة الملاهي. وزعم انه منقطع لان البخاري لم يصل سنده به وهذا القدح باطل من وجوه وذكر عدة وجوه في بيان اه بطلان هذا القدح في هذا الحديث وقال الالباني وهذا النوع من التعليق يعني هذا الحديث الذي معنا اللي يظعفونه بانه معلق هذا النوع من الحديث صورته صورة التعليق كما قال الحافظ العراقي في تخريجه لهذا الحديث في المغني عن حمل الاسفار قال وذلك لان الغالب على الاحاديث معلقة انها منقطعة بينه وبين معلقها ولها صور عديدة معروفة وهذا ليس منها لان هشام ابن عمار من شيوخ البخاري يعني البخاري علقه عن شيخه والاصل في تعليقات البخاري انه يعلقه عمراوي فما بعد الراوي قالوا وما ذكر يكون ثقة لكن ما قبله ما اسقطه من الرواة؟ اعليك ان تبحث به وتنظر هل هو ثقة ام لا ولهذا الف الحافظ ابن حجر تغليق التعليق يعني ذكر فيه وصل فيه هذه آآ الاحاديث التي علقها البخاري قال وهذا ليس منها لان هشام بن عمار من شيوخ البخاري الذي احتج بهم في صحيحه في غير ما حديث كما بينه الحافظ اي ابن حجر في ترجمته من مقدمة الفتح ولما كان البخاري غير معروف بالتدريس كان قوله في الحديث قال في حكم قوله عن يعني كان قوله في هذا الحديث قال او قال شيخه يقصد قال هشام ابن عمار كان قوله في هذا الحديث قال في حكم قوله عن او حدثني او قال لي وايضا اشار الى ذلك اه العراقي واشار اليه ايضا قول ابن الصلاح صورته صورة انقطاع وليس حكمه حكمه وليس خارجا من الصحيح الى الضعيف ثم رد العلماء على تضعيف ابن حزم وغيره له اذا يا اخوان هذا الحديث في البخاري معلق لكنه صحيح لانه علقه عن شيخه وشيخ هذا قد روى عنه وهو على شرطه فهو حديث صحيح ثم جاءت للحديث طرق اخرى عند غير البخاري تبين صحة هذا الحديث تبين صحته فلا وجه لتضعيف ثم اورد الشيخ ايضا الحديث الثاني عن انس ابن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم صوتان ملعونان في الدنيا والاخرة مزمار عند نعمة ورنة عند مصيبة. اخرجه البزار في مسنده. وصححه الالباني صوتان ملعونان في الدنيا والاخرة. مزمار عند نغمة. وهذا هو الغنى والحديث الثالث عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ان الله حرم علي او حرم الخمر والميسر والكوبة وكل مسكر حرام والكوبة هي الطبل الكوبة هي الطبل هم من الات الغنى وهذا حديث اخرجه ابو داوود اخرجه الامام احمد وابو داود والبيهقي وابو يعلى وابن حبان بسند صححه العلامة الالباني الحديث الرابع حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله عز وجل حرم الخمر والميسرة والكوبة والغبيراء وكل مسك وله ثلاث طرق وهذا شاهد للحديث الذي قبله وسنده صحيح والحديث الخامس حديث قيس بن سعد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك يعني حديثها مولى ابن عمر المتقدم قال والغبيراء وكل مسك حرام وهو الحديث الذي سبق اخرجه البيهقي بسند حسن. والحديث السادس عن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في امتي قذف ومسخ وخسف قيل يا رسول الله ومتى ذاك قال اذا ظهر في المعازف وكثر وكثرت القيام وشربت الخمور اخرجه الترمذي ابن ابي الدنيا وابو عمرو الداني في السنن الواردة في الفتن بسند صحيح والحديث السابع حديث ابي امامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل بيع المغنيات ولا شراؤهن ولا تجارة فيهن وثمنهن حرام وقال انما انزلت هذه الاية في ذلك ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله حتى فرغ من الاية ثم اتبعها بقوله والذي بعثني بالحق ما رفع رجل عقيرته بالغناء الا بعث الله عز وجل عند ذلك شيطانين يرتقيان على عاتقه او على عاتقيه ثم لا يزالان يضربان بارجلهما على صدره واشار الى صدر نفسه حتى يكون هو الذي يسكت اخرجه الطبراني في المعجم الكبير وايضا اخرجه ابن ابي حاتم في تفسيره وصحح اه الالباني او حسن منه ما جاء اوله الى قوله انما نزلت هذه الاية في ذلك ومن الناس من يشتري لهو الحديث فهذه سبعة احاديث كلها صحيحة آآ كلها تدل على ان الغناء محرم ولا يجوز من اراد الاستزادة فليرجع الى تحريم الات الطرب وليرجع ايضا الى كتاب الغنى والمعازف في ضوء الكتاب والسنة للشيخ الدكتور سعيد ابن علي بن وهف القحطاني رحمه الله وقد قدم لهذا الكتاب آآ العلامة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله آآ ثم نعود لتفسير الايات اه قلنا ان الاية التي فيها تحريم الغنى في سورة لقمان وهي الاية السادسة ومن الناس من يشتري له الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا اولئك لهم عذاب مهين ثم وقال جل وعلا واذا تتلى عليه اياتنا ولى مستكبرا كان لم يسمعها كأن في اذنيه وقرا فبشره بعذاب اليم قال ابن كثير رحمه الله ثم قال واذا تتلى عليه اياتنا ولا مستكبرا اي هذا المقبل على اللهو واللعب والطرب اذا تليت عليه الايات القرآنية ولى عنها واعرظ وادبر وتصام وما به من صمم كأنه ما يسمعها لانه يتأذى بسماعها اذ لا انتفاع له بها ولا ارب له بها. فبشره بعذاب اليم اي يوم القيامة يؤلمه كما تألم بسماع كتاب الله واياته. اذا كما قال السلف لا يجتمعان في قلب المؤمن حب الغنى وحب القرآن فهؤلاء الذين يشترون لهو الحديث لا يحبون القرآن ولهذا قال الله جل وعلا واذا تتلى عليهم اياتنا تقرأ عليهم ايات القرآن تجد احدهم ولى وادبر واعرض عن السماع مستكبرا ومتكبر على الحق ومقتنعا بما عنده ويرى انه خير منه كأن لم يسمعها كأنه ما سمع اية القرآن مع ان الله جل وعلا يقول واذا قرئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون قال كأن في اذنيه واقرأ والوقر هو الثقل كان فيه صمم في اذنيه ثقل ما يسمع وهو يسمع لكن لا يريد سماع الحق قال جل وعلا فبشروا بعذاب اليم وهذا دليل على ان البشارة تكون بالشر كما تكون بالخير لان البشارة هي تغير بشرة الوجه لما يسمعه الانسان والاغلب ان البشارة في في الخير وهو تغير بشرة تغير بشرة الوجه فرحا وسرورا وقد تكون والعياذ بالله بالشر كما هنا فبشروا بعذاب اليم بشروا بذلك الخبر الذي يتغير او تتغير له بشرة وجهه وهو ان له عذاب عند الله جل وعلا اليم اي مؤلم موجع لمن وقع فيه نسأل الله العافية والسلامة ثم قال جل وعلا ان الذين امنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم خالدين فيها وعد الله حقا وهو العزيز الحكيم قال ابن كثير هذا ذكر مآل الابرار هذا ذكر مآل الابرار من السعداء في الدار الاخرة. الذين امنوا بالله وصدقوا المرسلين وعملوا الاعمال الصالحة المتابعة لشريعة الله ويلاحظ ايها الاخوة انه لابد من شيئين من الايمان والعمل الصالح والايمان هو اعتقاد القلب التصديق والاقرار ولا يكفي هذا بل لا بد ان يضم اليه العمل الصالح ولهذا قال اهل السنة والجماعة ان الايمان قول واعتقاد وعمل لابد من هذه الامور الثلاثة فقوله الذين امنوا هذا يدل على الاقرار الاعتقاد وعمل القلب وعمل الصالحات حملها سواء كان باللسان بالنطق في الخير وقراءة القرآن والذكر او كان بعمل الجوارح في الصلاة وغيرها والصيام فهؤلاء الذين جمعوا بين هذين الامرين لهم جنات النعيم وايضا يستفاد من قوله عملوا الصالحات انه لابد ان يكون ان يكون العمل صالحا لانه اذا كان غير صالح لا ينفع والعمل الصالح هو ما اجتمع فيه امران وهما شرط قبول العمل وهما الاخلاص لله جل وعلا بهذا العمل وان يكون صاحبه متابعا للنبي صلى الله عليه واله وسلم. الاخلاص والمتابعة فقال جل وعلا لهم جنات النعيم جنات داخل جنة الخلد وهي جنات نعيم قال ابن كثير ان ينعمون فيها بانواع الملاذ والمسار من المآكل والمشارب والملابس والمساكن والمراكب والنساء والنضرة والسماع الذي لم يخطر ببال احد وهم في ذلك مقيمون دائما فيها لا يطعنون ولا يبغون عنها حولا واظاف الجنات الى النعيم لبيان نوع هذه الجنات ولبيان ما يحصل لاصحابها فيها من شدة التنعم بما اعده الله جل وعلا لهم ثم قال خالدين فيها وعد الله فهم خالدون في هذه الجنات وجاء في اية اخرى خالدين فيها ابدا. وهو المكث السرمدي الذي لا نهاية له وهذا والله هو غاية الفوز والنجاة ثم قال وعد الله حقا هذا وعد من الله وعد الله حق وصدق والله لا يخلف الميعاد قال ابن كثير وعد الله حقا اي هذا كائن لا محالة. لان من وعد لانه من وعد الله. والله لا يخلف الميعاد. لان الكريم المنان الفعال لان لانه الكريم المنان الفعال لما يشاء. القادر على كل شيء وهو العزيز الذي قد قهر كل شيء ودان له كل شيء. الحكيم في اقواله وافعاله الذي جعل القرآن هدى للمؤمنين قل هو للذين امنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في الاخرة والذين لا يؤمنون في اذانهم وكر وهو عليهم عمى وقال وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة المؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا فهذا هو الفوز العظيم. ثم قال جل وعلا خلق السماوات بغير عمد ترونها. والقى في الارض رواسيها انت في دبيكم. وبث بها من كل دابة وانزلنا من السماء ماء فانبتنا فيها من كل زوج كريم. هذا خلق الله. فاروني ماذا خلق الذين من دونه؟ بل الظالمون في ظلال مبين يقول ابن كثير يبين سبحانه بهذا قدرته العظيمة على خلق السماوات والارض وما فيهما وما بينهما فقال خلق السماوات بغير عمد فهو الذي خلقها واوجدها جل وعلا على غير مثال سابق بغير عمد واختلف العلماء في قوله بغير عمد على قولين. القول الاول وهو قول الحسن وقتادة وجمع من المفسرين واختاره ابن كثير في موضع اخر في سورة الرعد في الاية الثانية منها ان المراد ليس لها عمد مرئية ولا غير مرئية يعني خلق السماوات بغير عمد يعني بغير عمد ليس لها اعمدة هذا المراد ليس لها اعمدة لا اعمدة ترى ولا اعمدة لا ترى. ليس لها اي عمد ويدل على رجحان هذا القول قوله جل وعلا في سورة الحج ويمسك السماء ان تقع على الارض الا باذنه قال ابن كثير فعلى هذا يكون قوله ترونها تأكيدا لنفي ذلك اي هي مرفوعة بغير عمد كما ترونها كذلك وهذا هو الاكمل في القدرة هذا قاله ابن كبير في اول سورة الرعد والقول الثاني وهو قول ابن عباس وعكرمة ومجاهد ان ان لها عمدا لا ترونها فيكون معنى قوله جل وعلا بغير عمل ترونها. يكون المعنى خلق السماوات بعمد لا ترونها بغير عمد مرئية لكنها بعمد لا ترى ولكن الاظهر والله اعلم هذا هو القول الاول لان هذا الذي يعرفه المخاطبون ويفهمهم المخاطبون ويقررون به يقررون به ليدلهم على عظمة خالقهم جل وعلا قال جل وعلا والقى في الارض رواسي والرواسي هي الجبال قال ابن كثير يعني الجبال ارست الارظ وثقلتها لئلا تضطرب باهلها على وجه الماء وهذا جاء في ايات كثيرة فمنها قوله جل وعلا وجعل في الارض رواسيا. وقال وجعلنا فيها رواسي شامخات وقال والجبال ارساها وقال الم نجعل الارض مهادا والجبال اوتادا قبل ذلك قوله عمد العمد جمع عمود وهي السواري وما يعتمد عليه البناء وهذا امر معروف والقى في الارض رواسيا ثم ذكر علة ذلك قال انت بيد ان تميد بكم اي لان لا تميد بكم قال الامين الشنقيطي للعلماء في ان انتمد بكم وجهان معروفان احدهما كراهة ان تمد بكم. والثاني ان المعنى لان لا تميد بكم وهما متقاربان اذا جعل الله القى الله جل وعلا الجبال لتكون رواسي واوتادا ترسي الارض وتثبتها لاجل الا تميد وتتحرك وتضطرب باهلها وهذا من اعظم نعم الله عز وجل على عباده انظروا يا اخواني اذا حصل زلزال الان على الارض لثواني لثواني اغلب الزلازل اقل من دقيقة فتضطرب الارض فكم يحصل من الفساد وتهدم البيوت وغرق الناس وموتهم سبحان الله فالحمد لله على هذه النعمة قال جل وعلا وانزلنا من السماء ماء فانبتنا فيها من كل زوج كريم. هذه نعمة اخرى قبل ذلك قال وبث فيها من كل دابة والقى في الارض رواسي ان تميد بكم وبث فيها من كل دابة. بث فرق ونشر بهذه الارظ من كل الدواب الصغير والكبير النافع والضار ما لا يحصيه الناس ولا احد يستطيع ان يحصيه قال ابن كثير اي اذا رأى بها من اصناف الحيوانات مما لا يعلم عدد اشكالها والوانها الا الذي خلقها سبحانه وتعالى قال ابن كثير ولما قرر انه الخالق نبه على انه الرازق بقوله تعالى وانزلنا من السماء ماء فانبتنا فيها من كل زوج كريم اي من كل زوج من النبات كريم اي حسن المنظر وقال بعض المفسرين من كل زوج اي كل صنف والزوج هو اللون قال ابن عباس من كل لون حسن سبحان الله هذا امر لا يجحده عاقل ابدا اذا هذه من نعم الله انزل من السماء ماء هالسماء التي ليس فيها ماء ازجى السحاب ثم ادره بالمطر فانبت فيها اي في الارض التي ثبتها بالرواسي وبث فيها من كل دابة انبت فيها من كل زوج كريم كل نوع من انواع النبات كل ذي لون حسن كريم حسن ثم قال هذا خلق الله هذا خلق الله خلق السماوات بغير عمد والقى في الارض رواسي خلق الجبال وخلق الدواب وبثها في الارض وخلق المطر والسحاب وانزل منه الماء وخلق النباتات وانبتها من الارض هذا خلق الله فاروني ماذا خلق الذين من دونه اروني ايها المشركون الذين جعلتم مع الله الهة اخرى وعبدتموهم من دون الله ماذا خلقوا الجواب ما خلقوا شيء الذي لا يخلق لا يجوز ان يعبد افمن يخلق كمن لا يخلق الخلاق هو الله وهذا اقامة الحجة عليهم لان السورة مكية تناقش قوم كفرة لا يعتمدون الدليل لا يقتنعون بقال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم فيناقشهم بهذه الحجج العقلية الباهرة المقنعة الباهتة للمخالف فسبحان الله قال جل وعلا بل الظالمون في ظلال مبين اضرب الى معنى اخر بل انتم ظالمون انتم ظالون ظلالا بينا لانه لا حجة له والهة ثم لتزعمون انها الهة لا تخلق شيئا فكيف تعبدونها مع الله ولكنهم في الضلال المبين البين الواضح الظاهر لقيام الحجة عليهم وظهور الامر ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد مد