بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة لقمان يا بني انها ان تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة او في السماوات او في الارض يأتي بها الله ان الله لطيف خبير. يا بني اقم الصلاة وامر بالمعروف وانهى عن المنكر واصبر على ما اصابك ان ذلك من عزم الامور. ولا تصعر خدك للناس ولا تمشي في الارض مرحا. ان الله لا يحب كل مختال فخور. واقصد في مشيك واغضض من صوتك. انا انكر الاصوات لصوت الحمير هذه الوصايا الحكيمة التي حكاها الله جل وعلا في سورة لقمان عن لقمان الحكيم كان قد سبقها قبل ايتين قوله جل وعلا واذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم ثم قال بعد تلك الاية السابقة ووصينا الانسان بوالديه حملته امه وهنا على وهن الاية والتي بعدها فتكلم العلماء هل هذا الكلام او هذه الوصايا كلها من قول لقمان يعني من الاية الثالثة عشر من قوله واذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم. ثم بعدها وصينا الانسان بوالديه حملته امه وهنا على وهن. والاية التي بعد وان جاهداك على ان تشرك بما ليس لك به علم والاية التي معنا يا بني انها ان تك مثقال حبة فقال بعض العلماء هذا كله من كلام لقمان هذا كله من كلام لقمان ومن وصايا لقمان لابنه فوصاه الا يشرك بالله وايضا وصاه وذكره بحال امه معه وحال والديه وامره بان يشكر لله ويشكر لوالديه والا يطيع والديه اذا اراد منه ان يقع في الشرك اه ثم وصاه في الاية التي معنا اه او بين ان الله جل وعلا يحصي اعمال العباد وان كانت حبة من خردل في بطن صخرة الى اخر الاية فهذا قول لبعض اهل العلم. وقال بعض اهل العلم بل ان قوله في الاية الرابعة عشر ووصينا الانسان بوالديه حملته امه وهنا على والاية التي بعدها وان جاهدك على ان تشرك بي قالوا هذا من كلام الله جل وعلا قال القرطبي هاتان الايتان اعتراض بين اثناء وصية لقمان يعني كلام معترض في ثنايا وصية لقمان فالله عز وجل ذكر وصية لقمان الاولى لا تشرك بالله ثم جل وعلا والصع عباده وشرع لهم ثم عاد الى ذكر وصيتي لقمان لابنه والقول الثاني اه قيل ان هذا مما اوصى به لقمان ابنه اخبر الله به عنه اي قال لقمان لابنه لا تشرك بالله ولا تقع في الشرك الى اخر كلامه. والاظهر والله اعلم هو القول الاول وهو ان هذا كلام معترض انه من كلام الله جل وعلا وليس من كلام لقمان. فقوله جل وعلا ووصينا الانسان بوالديه ده ايه؟ والاية التي بعدها وان جاهداك هذا من كلام ربنا جل وعلا وهو كلام معترض في ثنايا وصايا لقمان وهذا هو القول الحق الذي يدل عليه الدليل. فمن الادلة على ذلك ان الله جل وعلا لما قال ووصينا الانسان بوالديه اولا جاء به نون الجمع ووصينا وهو الله سبحانه وتعالى الذي وصى ثم اخباره انه حملته وهنا على وهن وفصاله في عامين ثم قوله ان اشكر لي ولوالديك. الي المصير. هل دليل انه من كلام الله لانه لو قيل انه من كلام لقمان لكان يرد عليه اشكال. كيف يقول لقمانا اشكر لي ولوالديك وكيف يقول الي المصير؟ لا هذا هو الله جل وعلا. امر ان يشكر جل وعلا ثم يشكر الوالدان وكثيرا ما يقرن الله جل وعلا بين شكره وشكر الوالدين. ثم بين لعباده ان المصير والمرجع اليه يوم القيامة كما بيناه عند تفسير الايات. ثم ايضا الاية الثانية في اخرها قال واتبع سبيل من اناب الي الانابة الى الله جل وعلا بالتوبة والرجوع الى الله ليس الى لقمان فالاية ظاهرة ان ان هذا من كلام رب العالمين. قال ثم اناب الي واتبع سبيل من اناب الي ثم الي مرجعكم فانبئكم بما كنتم تعملون والذي اليه المرجع والمآل هو الله سبحانه وتعالى. وهو الذي ينبئ عباده باعمالهم ويجازيهم على اعمالهم فالايتان من كلام الله جل وعلا وهذا واضح ظاهر كما بينا ولكنه كلام معترض بين وصايا لقمان ولا مانع من مثل هذا اذا جاء بالكلام ما يدل عليه اذا هذا الكلام من كلام الله جل وعلا ثم عاد سبحانه وتعالى لذكر وصايا لقمان لابنه فقال في الايات التي معنا يا بني انها ان تك مثقال حبة من خردل قال ابن كثير هذه وصايا نافعة قد حكاها الله تعالى عن لقمان الحكيم ليمتثلها الناس ويقتدوا بها. فقال يا بنية انها ان تكن مثقال حبة من خردل اي ان المظلمة او الخطيئة لو كانت مثقال حبة خردل وجوز بعضهم ان يكون الضمير في قوله انها ضمير الشأن والقصة وجوز على هذا رفع مثقال وآآ ابن كثير رحمه الله هنا يقرر الظمير هنا انها الظمير هنا يعود على ماذا فقال بعض المفسرين وهو الاظهر والله اعلم انها اي المظلمة او الخطيئة او الفعلة التي يفعلها الانسان انها اي الفعلة التي يفعلها الانسان حتى لو كانت مثقال حبة من خردل فكانت في صخرة او في السماوات والارض يأتي بها الله هذا القول الاول والقول الثاني يقول لا او ان هنا هي ضمير الشأن وتقدير الكلام يا بني انها ان القصة والشأن انتقوا مثقال حبة من خردل فتكن في السماوات او في الارض يأتي بها الله. ان الله لطيف خبير فقال ان هذا الضمير هنا المراد به ضمير الشأن وهذا معروف في كلام العرب والذي يظهر الله اعلم ان ها هنا عائدة على المظلمة او الخطيئة فالله يخبر ان لقمان نصح ابنه قال يا بني انها اي المظلمة او الفعلة او السيئة بل حتى لو الحسنة التي يفعلها العبد حتى لو كانت في جو في صخرة صماء او كانت في السماء او كانت في الارض فان الله جل وعلا يأتي بها يوم القيامة ويجازي العبد عليها ان خيرا فخير وان شرا فشر آآ ذهب بعضهم كما قلنا الى انها ضمير الشأن مين ده مين اولئك آآ الطبري في تفسيره قال انتكوا زينة حبة من خردل من خير او شر قال ان الامر ان الامر ان تك زينة حبة من خردل من خير او شر عملته فتكن في صخرة او في السماوات او في الارض يأتي الله يوم القيامة آآ حتى يوفيك جزاءه اذا الله جل وعلا اخبر ان لقمان اوصى ابنه وبين له انها انتكوا فعلته و خطيئته او حسنته اذا عملها حتى لو كانت في بطن صخرة صماء فان الله جل وعلا يأتي بها ولا يضيعوا شيئا من اعمال العباد قال ابن كثير رحمه الله وقوله يأتي بها الله اي احضرها الله يوم القيامة حين يضع الموازين القسط وجازى عليها ان خيرا فخير وان شرا فشر. كما قال تعالى ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين. وقال تعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ولو كانت تلك الذرة محصنة محجبة في داخل صخرة صماء او غائبة ذاهبة في ارجاء السماوات او الارض فان الله يأتي بها لانه لا تخفى عليه خافية ولا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض. ولهذا قال ان الله لطيف خبير. اي لطيف العلم فلا تخفى عليه الاشياء وان دقت ولطفت وتضاءلت وخبير بدبيب النمل في الليل البهيم اه اذا هذه الاية في بيان قدرة الله جل وعلا واحاطة علمه وخبرته بكل شيء فمهما عملت يا عبد الله فان الله سبحانه وتعالى لا يضيع هذا العمل. بل يحفظه عليك في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى وما تعملوا من عمل الا ستجده مكتوبا في كتاب تقرأه يوم القيامة. اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ثم قال جل وعلا يا بني اقم الصلاة وقبل ذلك ذكر ابن كثير آآ مسألة نشير اليها لانه قد تقف عليها في كتب التفسير قال الا وقد زعم بعضهم ان المراد بقوله فتكن في صخرة انها صخرة تحت الاراضين السبع ذكره السدي باسناده ذلك المطروق عن ابن عباس وابن مسعود وجماعة من الصحابة ان انصح ذلك ويروى هذا عن عطية العوف وابي مالك والثوري والمنهال ابن عمرو وغيرهم وهذا والله اعلم كانه متلقى من الاسرائيليات التي لا تصدق ولا تكذب والظاهر والله اعلم ان المراد ان هذه الحبة في حقارتها لو كانت داخل صخرة فان الله سيبديها ويظهرها بلطيف علمه. كما قال الامام احمد وساق بسنده عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال لو ان احدكم يعمل في صخرة صماء ليس لها باب ولا قوة لخرج عمله للناس كائنا ما كان وهذا الحديث آآ معناه صحيح اه لكن اسناده ضعيف نعم حسنه الهيثمي في مجمع الزوائد لكن ظعفه جمع من اهل العلم ومنهم الالباني ومحققوا مسند الامام احمد لاجل ابن لهيعة لكن معناه صحيح وهو ان الانسان لو انه عمل في صخرة صماء ليس فيها باب ولا قوة اي نافذة فان الله سبحانه وتعالى يخرجها وان الله جل وعلا قد احاط بها علم ثم قال جل وعلا في ذكر ايضا في ذكر بعض وصايا لقمان يا بني اقم الصلاة قال ابن كثير اي بحدودها وفروضها واوقاتها وقد مر معنا الكلام اكثر من مرة اه على مسألة اقامة الصلاة وهو ان وهو انه الاتيان بها خالصة لله في اوقاتها مع جماعة المسلمين كاملة الاركان والشروط والواجبات وما تيسر من السنن فلقمان يوصي ابنه بان يقيم الصلاة وان يأتي بها في اوقاتها كاملة كاملة الحدود والفرائض ثم قال وامر بالمعروف وانهى عن المنكر وصايا عظيمة. وامر يا بني امر بالمعروف اؤمر بالمعروف وهما عرف حسنه في الشرع ونهى عن المنكر وهو ما عرفت نكارته في الشرع لان الشرع هو الميزان في مسألة المعروف والمنكر ليس باهواء الناس وعادات الناس من الناس من ينكر شيئا لانه ليس في قومه كما انكرت قريش لما قالوا اه ما وجدنا هذا يعني حاصل كلامي وانهم قالوا ما وجدنا هذا عند ابائنا الاولين. انكروا الحق لما جاءهم. لانهم ما وجدوه عند ابائهم وهذا ليس آآ ليس ضابطا صحيحا الضابط الصحيح ان المعروف ما عرف حسنه الشرعي والمنكر ما عرفت نكارته وقبحه في الشرع. هذا هو الميزان قال واصبر على ما اصابك واصبر على ما اصابك قال ابن كثير علم ان الامر بالمعروف علم او علم ان الامر بالمعروف الناهي عن المنكر لابد ان يناله من الناس اذى. فامره بالصبر نعم وهذا لا شك فيه انه يدخل فيه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر يدخل في دخول اولي فهو مأمور بالصبر لان العلماء قالوا ان الامر المعروف والنهي عن المنكر يحتاج الى علم قبل الانكار وحكمة اثناء الانكار وصبر بعد الانكار فلا تنكر لا تأمر بالمعروف او تنكر منكرا الا اذا علمت قبل ان تنكر ان هذا معروف بالشرع. او ان هذا منكر في ميزان الشرع ثم اثناء الانكار او الامر بالمعروف لابد ان يكون بالحكمة والموعظة الحسنة بالكلام اللين الذي يكون ادعى لقبوله والاستجابة له ثم بعد الانكار عليك الصبر على الاذى فيه ان تصبر على الاذى في لانه ليس كل الناس يقول جزاك الله خيرا ومن هنا ينبغي ان يتفطن الامر بالمعروف والناهي عن المنكر الى هذه المسألة لان بعض الناس قد يأمر وينهى مخلصا لله جل وعلا وعنده علم وبحكمة وموعظة حسنة لكن اذا اه واجه ردا سيئا او قاسيا ممن انكر عليه صار ينتقم لنفسه ويسب ذلك الرجل او يشتمه ها هنا انقلبت الامور بدل ان يكون العمل لله الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لله صار هنا لحظ النفس وانتقاما للنفس فلا بد من الصبر لابد من الصبر لمن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. فظاهر الكلام ابن كثير ان هذا خاص للامر ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر مأمور بالصبر والاظهر والله اعلم اقول والاولى ان يقال بل هذا عام مأمور الانسان بالصبر في حياته ولهذا كما قال عمر رضي الله عنه في البخاري قال وجدنا خير عيشنا بالصبر وقال بل قال النبي قال الله جل وعلا انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب وقال النبي صلى الله عليه وسلم ما اوتي عبد بعد ايمان بالله مثل نعمة الصبر او كما قال صلى الله عليه واله وسلم. وهو حديث صحيح فالصبر عامة الانسان مأمور بالصبر لولا ان تصبر على نفسك ما صليت ما صليتي صلاة الفجر لكن يحتاج صبر ومثابرة لان الطاعات فيها نوع تكليف ومشقة فتحتاج الى ان يصبر الانسان. فاذا نستفيد من هذه الاية ان الله جل وعلا يأمر عباده بالصبر في كل الامور اصبر يا عبد الله على ما اصابك سواء بسبب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر او ما اصابك من مصائب الدنيا او من الحوادث او من نقص الانفس او الاموال او الاولاد او غير ذلك اصبر على ما اصابك ثم قال ان ذلك من عزم الامور. يعني ان الصبر على ان صبر الانسان على ما يصيبه من عزم الامور. يعني مما عزمه الله وامر به. فهو عزيمة وواجب ولهذا قال العلماء ان الصبر على المعصي ان ان الصبر على المصيبة واجب والرضا مندوب فاذا وقع في الانسان مصيبة فان فان الصبر واجب يجب ان يصبر ولا يجزع ولا يتسخط ولا يندب ولا يشق ثوبا ولا جيبا ولا يلطم وجها لا الرجل ولا المرأة. هذا القدر واجب ولهذا قال من عزم الامور يعني من الامور التي عزمها الله فهي عزيمة وواجبة لابد منها واما مرتبة الرضا وهو ان يرضى عن الله جل وعلا فيما قضى وقدر فهذه مندوبة ويعني مرغب فيها لانها تدل على كمال الايمان. ثم قال جل وعلا ولا تصعر خدك للناس ولا تصعر خدك للناس. اولا قرأ نافع وابو عمرو وحمزة والكسائي ولا تصاعر بالآله بعد الصاد. وقرأ الباقون تصعر والصعر هو الميل ومنهم ومنه قولهم اصاب البعير سعر اذا اصابه داء يلتوي منه عنقه هو كذلك في هذه الاية يعني على هذا المعنى انه الميل امالة الخد على الناس تكبرا على هذا المعنى تدور تدور اقوال السلف. قال لابن كثير يقول لا تعرظ وجهك عن الناس اذا كلمتهم او كلموك احتقارا منك لهم واستكبارا عليهم ولكن الن جانبك وابسط وجهك اليهم كما جاء في ولو ان تلقى اخاك ووجهك اليه منبسط واياك واسبال الازار فانها من المخيلة والمخيلة لا يحبها الله الحديث وقال ابن عباس ولا تصعر خدك للناس يقول لا تتكبر فتحقر عباد الله وتعرض عنهم بوجهك اذا كلموك وكذا روى العوفي وعكرمة عن ابن عباس ايضا والقول السابق من رواية علي بن ابي طلحة وقال مالك عن زيد ابن اسلم ولا تصعر خدك للناس لا تكلم وانت معرض وكذا روي عن مجاهد وعكرمة وغيرهم وقال ابراهيم النخعي وهذا يعتبر قولا اخر او قولا ثانيا بمعنى الاية قال يعني بذلك التشدق في الكلام. قال ابن كثير والصواب الاول ان معنى لا تصعر ولا تصعر خدك للناس لا تميلوا وجهك اثناء حديثك مع الناس استكبارا وترفعا واحتقارا لهم اه وفاتنا ان نذكر ان قوله جل وعلا ان تكوا مثقال ذرة فيها قراءتان فقرأ نافع تك مثقال بالرفع على ان كان هنا تامة تكو من كان تامة بمعنى وقع وحدث فيكون مثقال فاعل اي وان حدث او وقع مثقال ذرة وقرأ الباقون بالنصب على انها خبر كان اه هي من اشتقاقي كان والمعنى وان تكوا الفعلة مثقالا خبر كان وخبر اركان منصوب والمعنى آآ مبني على ما سبق ان ذكرناه في انها هل هي ضمير الشأن او ان المراد به الفعلة اه التي يفعلها الانسان. ثم قال جل وعلا ولا تمش في الارض مرحا. هذه ايضا من الوصايا العظيمة لا تمشي في الارض مرحا اه قال ابن كثير اي جدلا متكبرا جبارا عنيدا. لا تفعل ذلك يبغضك الله. ولهذا قال ان الله لا يحب كل مختال فخور وقال الطبري آآ ولا تمشي في الارض مرحا قال لا تمشي في الارض مختالا وقال القرطبي متبخترا متكبرا وهو النشاط والمشي فرحا في غير شغل وفي غير حاجة واهل هذا الخلق ملازمون للفخر والخيلاء كالمرح فالمرح مختال في مشيته وهذا الكلام حق لانه بعد ان قال ولا تمشي في الارض مرحا قال ان الله لا يحب كل مختال فخور. فهذا دليل على ان المشي في الارض مرحا انه من الاغتيال والفخر يعني يترفع الانسان على غيره ويختال في مشيته فقوله كل مختار فخور اي مختار معجب بنفسه فخور اي على غيره. وقد قال تعالى ولا تمش في الارض مرحا انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولى وقد مر الكلام على ذلك اه ثم قال ثم اورد ابن كثير اه حديثا رواه الطبراني آآ عن ثابت ابن قيس ابن شماس قال ذكر الكبر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فشدد فيه فقال ان الله لا يحب كل مختال فخور فقال رجل من القوم والله يا رسول الله اني لاقصر ثيابي فيعجبني بياضها ويعجبني شراك نعلي وعلاقة صوتي فقال ليس ذلك كبر انما الكبر ان تسفه الحق وتغمط الناس وهذا الحديث ففي سنده ضعف اه لكن له شاهد يغني عنه في صحيح مسلم آآ ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال من حديث ابن مسعود قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر. فقال رجل ان الرجل يحب ان يكون ثوبه حسنا ونعل وحسنة قالها النبي صلى الله عليه وسلم ان الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق يعني رد الحق الكبر بطر الحق وغمط الناس وسيذكر المؤلف بعد ذلك. اذا هذا الحديث شاهد لي ودال على ما دلت عليه الاية ان الله سبحانه وتعالى لا يحب كل مختال فخور اه اي كل متكبر مترفع على الناس اه لان هذه صفة ذميمة وقد امر الله عباده بالتواضع ولين الجانب. ثم قال واقصد في مشيك قال ابن كثير ايمشي مشيا مقتصدا ليس بالبطيء المتثبط ولا بالسريع المفرط بل عدلا وسطا بين بين قال القرطبي آآ القصد القصد في المشي هو ما بين الاسراء والبطل يعني الانسان يمشي اذا مشى يكون مشيه معتدلا لا يكون يمشي بسرعة او يجري هذا يدل على سفه ونقص عقل اذا لم يكن لذلك ظرورة او حاجة ملحة لكن اذا كان هذا من طبيعته ولا ايضا يتماوت في مشيتي فيكون بين بين ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا مشى كأنما يتحدر من صبب يعني كأنه ينزل من مكان مرتفع يمشي بقوة وجلد لكن مشيا وليس جريا او هرولة فالحاصل انه قال واقصد في مشيك واغضض من صوتك قال ابن كثير اي لا تبالغ في الكلام ولا ترفع صوتك فيما لا فائدة فيه. ولهذا قال تعالى ان انكر الاصوات لصوت الحمير وقال القرطبي واغضب من صوتك اي وانقص منه اي لا تتكلف رفع الصوت وخذ منه ما تحتاج اليه فان الجهر باكثر باكثر باكثر من الحاجة تكلف يؤذي والمراد بذلك كله التواضع ثم قال جل وعلا ان انكر الاصوات لصوت الحمير قال ابن جرير الطبري معناه ان اقبح الاصوات وسقى ذلك عن قتادة ساقه بسنده عن قتادة رحمه الله قال ان انكر الاصوات لصوت الحمير اي اقبح الاصوات. لصوت الحمير اوله زفير واخره شهيق امره بالاقتصاد في صوته. ونحو ذلك قال ابن كثير قال في تفسيره قال مجاهد وغير واحد ان اقبح الاصوات لصوت الحمير اي غاية من رفع صوت من رفع صوته اي يشبه بالحمير في علوه ورفعه. ومع هذا هو بغيض الى الله وهذا التشبيه في الحمير يقتضي تحريمه ما هو غاية الذنب؟ لان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس لنا مثل السوء العائد في في هبته كالكلب يقي ثم يعود في قيءه وهو حديث صحيح. ثم قال وقال النسائي عند تفسير هذه الاية ثم ذكر الاسناد عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه واله وسلم انه قال اذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله واذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان فانها رأت انا قد اخرجه بقية الجماعة سوى ابن ماجة من طرق عن جعفر ابن ربيعة به وفي بعض الالفاظ بالليل فالله اعلم. هذه فائدة ده ان الانسان اذا كان في الليل فسمع صياح الديكة يقول اللهم اني اسألك من فضلك اللهم اني اسألك من فضلك فانها كرامة لك واذا سمع نهيق حمار فانه يقول اعوذ بالله من الشيطان لانه رأى شيطانا بعض اهل العلم قال هذا يشرع في الليل والنهار وبعضهم قال لا هذا في الليل لانه جاء في بعض الروايات سنده صحيح اذا سمعتم صياح الديكة بالليل فاسألوا الله من فضله لان آآ الديكة في النهار دائما تصيح وكذلك الحمير في النهار دائما وهي ايضا اه تصيح لكن دائما تنهق لكن في الليل الغالب ان هذه الدواب كغيرها تكون في سبات وعدم حركة فاذا حصل صياح الديكة فهي والله اعلم رأت ملكا يسأل المسلم ربه من فضله واذا سمع نهيق الحمير في الليل فانه يقول اعوذ بالله من الشيطان لانها رأت شيطانا وهذا من علم الغيب الذي اطلع الله عليه نبيه صلى الله عليه واله وسلم ثم قال ابن كثير فهذه وصايا نافعة جدا وهي من قصص القرآن العظيم عن لقمان الحكيم وقد روي عنه من الحكم والمواعظ اشياء كثيرة فلنذكر منها انموذجا ودستورا الى ذلك قال الامام احمد وساق بسنده عن ابن عمر قال اخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان لقمان الحكيم كان يقول ان الله اذا اذا استودع شيئا حفظه وهذا الحديث رواه الامام احمد وآآ رواه ايضا النسائي وابن حبان والبيهقي اه فمن العلماء من صحح الحديث ومنهم من ضعف زيادة ان لقمان الحكيم كان يقول هو من اولئك اه الشيخ الالباني قال انه ثابت عن النبي صلى الله عليه واله وسلم. واما باثبات لفظة لقمان فانه لا يصح يقول لان الامام احمد لما رواه اه قال حدثنا عبدالرحمن حدثنا سفيان عن نهشل ابن مجمع ان عن ابن عمر قال وقال مرة نهشل عن قزعة او عن ابي غالب هذا تردد من منه هل هل رواه عن قزعة او عن ابي غالب وابو غالب هذا مجهول الحال مجهول الحال. فلا تصح روايته والحمد لله ما دام ان الحديث قد صح عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ففي ذلك كفاية وغنية عن من سواه واورد ابن كثير ايضا من حكم ومواعظ لقمان ما رواه ابن ابي حاتم في تفسيره اه عن ابي موسى الاشعري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني اياك واتقنع فانه مخوفة بالليل مذلة بالنهار وآآ ذكر عدة حكم عنه لكن لا تخلو من ضعف لكن لا شك انه كان حكيما ويكفيه شرفا ان الله سبحانه وتعالى ذكر وصاياه لابنه في كتابه بل وسميت سورة في القرآن باسمه سورة لقمان بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد