بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبيا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة لقمان الم تروا ان الله سخر لكم ما في السماوات وما في الارض واسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير. واذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه اباءنا. او لو كان الشيطان يدعوهم الى عذاب السعير آآ سبق في الايات السابقات ذكر جملة من وصايا ومواعظ لقمان لابنه من اجل ذلك ابن كثير رحمه الله آآ بعد ان انتهى من تفسير الايات اه عقد عنوانا لبعض المواضيع اه فعقد عنوانا ب قوله فصل في الخمور والتواضع. ثم قال باب ما جاء في الشهرة ثم قال فظل قصر في حسن الخلق ثم قال فصل في ذم الكبر ثم قال فصل في الاحتيال افرد كل عنوان ببعض الاحاديث وبعض الاثار وبدأها بقوله اه بدأ بقوله فصل في الخمول والتواضع ثم قال وذلك متعلق بوصية لقمان عليه السلام لابنه عليه السلام لابنه وقد جمع في ذلك الحافظ ابو بكر ابن ابي الدنيا كتابا مفردا نحن نذكر منه مقاصده ثم ذكر بعض الاحاديث ولكن وبعض الاثار ولكن كثير منها ضعيف لكن عذر ابن كثير انه نقل ما عند ابن ابي الدنيا ولكن قد ثبتت الاحاديث في غير آآ كتب ابن ابي الدنيا ثبت ذلك في احاديث صحيحة ومن اجمع الكتب في ذلك اه الترغيب والترهيب المندعي ونحن لا نتعرض لذكر شيء من هذه من النصوص في هذا الموطن اه لان هناك مواطن اخص واليقوا بها وبعضها قد مر معنا فيما ذكره الحافظ ابن كثير نعود الى تفسير الاية يقول جل وعلا الم تروا ان الله سخر لكم ما في السماوات وما في الارض قيل الم تروا هنا المراد به كفار قريش خاصة وقيل بالمراد العموم وهو الصواب فهو لجميع الناس فالله جل وعلا يقررهم ولهذا قال ابن عاشور الاستفهام هنا استفهام تقرير او استفهام انكار والرؤيا هنا قال بعضهم انها رؤيا بصرية لان ما في السماوات وما في الارض يورى ويشاهد بالبصر وقال بعضهم بل علمية لان هناك اشياء انما تعلم علما ولا ترى بالعين وما لا الشيخ السعدي رحمه الله الى انها تشمل الامرين ظاهر كلامه قال الم تروا تشاهدوا وتبصروا بابصاركم وقلوبكم وهذا هو الامر والله اعلم الم تروا الرؤية هنا شيء منها شيء منها رؤية بصرية وهي ما يراه الانسان ويبصره من الجبال والاشجار والاحجار وغيرها مما هو مشاهد معروف والشمس والقمر والنجوم والسحاب وكذلك البحار والفلك وغير ذلك. هذا كله مشاهد مبصر بالعيون لكن ايضا سخر الله لنا مما في السماوات سخر الملائكة تقوم على ابني على ابن ادم او على بني ادم تحفظهم وتكلأهم وتحصي عليهم وهذا مما لا يرى بالعين لكنه يعلم بل اظهر والله اعلم ان الرؤيا هنا شاملة للرؤية البصرية والرؤية العلمية القلبية يقول جل وعلا الم تروا ان الله سخر لكم قال الزجاج معنى تسخيرها للادميين الانتفاع بها وقال الشوكاني محررا معنى الاية بناء على قول الزجاج قال الشوكاني فالمراد بالتسخير فالمراد بالتسخير جعل المسخر بحيث ينتفع به المسخر له وان كان سواء كان منقادا له وداخلا تحت تصرفه ام لا نعم يعني اذا سخر الله لنا دللها او جعلها منفعة لنا سخرها جعلها نافعة لنا ما في السماوات قال الطبري من شمس وقمر ونجوم وسحاب وما في الارض قال الطبري من دابة وشجر وماء وبحر وفلك وغير ذلك من المنافع وهذا على سبيل المثال والا كل ما في السماوات وكل ما في الارض هو مسخر لبني ادم ما ذكره ابن جرير وما لم يذكره قال جل وعلا واسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة اسبغها اي اكملها واتمها تقال صبغت النعمة اذا تمت وكملت وهذا قول اكثر المفسرين وقال ابن عاشور ان اسباغ النعم اكثارها واسبغ يعني اكثرها وكل هذه المعاني حق او كلا المعنيين الله اسبغ علينا نعمه اكملها واتمها وكثرها نعم لا لا تحصى. وان تعدوا نعمة الله لا لا تحصوها واصبغ عليكم نعمه نعمة هكذا قرأ الجمهور وقرأ اه نعمه هكذا قرأ نافع وابو عمرو وحفص عن عاصم وابو جعفر نعمه جمع نعمة مضافا الى الى الى الله جل وعلا نعمة الله وان تعدوا نعمة وان تعدوا وان تعدوا نعمه اي نعم الله مضافة الى الله وقرأ الباقون نعمة بصيغة المفرد واسبغ عليكم نعمة ظاهرة وباطنة وعلى كل حال المعنى لا يختلف كثيرا لانه سواء قلنا بانها عامة او انها جمع او مفرد حتى لو كان مفردا فانه يدل على اسم الجنس فنعمة هنا تشمل جميع النعم كما قال جل وعلا وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها فهو اسم جنس يشمل جميع النعم. فالحاصل ان الله يقررهم ويبين لهم جل وعلا ما يدل على قدرته وعلى استحقاقه ان يعبد فهو الذي سخر ما في السماوات وما وسخر ما في الارض كلها لبني ادم لينتفعوا بها ويتعظوا بها واسبغ واتم واكمل وكثر النعم عليهم ظاهرة وباطنة جاء عن ابن عباس انه قال اه ظاهرة هي لا اله الا الله وباطنة الاعتقاد هو اعتقادها قال ابن عباس النعمة الظاهرة هي الاسلام وحسن الخلق والنعمة الباطنة هي ما ما يستر من العيوب والذنوب والحدود وقال ايضا ابن عباس ومجاهد النعمة لا اله الا الله ظاهرة على اللسان وباطنة في القلب وقال السعدي نعمه الظاهرة والباطنة التي نعلم بها والتي تخفى علينا نعم الدنيا ونعم الدين وحصول المنافع ودفع المضار ونحوه قال ابن عاشور الظاهرة الواضحة والباطنة الخفية وما لا يعلم الا بدليل او لا يعلم اصلا وهذا هو الاظهر يعني الاظهر ان تحمل النعم هنا على جميع النعم الظاهرة التي ترى بالعين وتدرك بالحس والنعم الباطنة هي الخفية فيشمل ما ذكره ابن عباس وما ذكره مجاهد وغيره فالله اسبغ علينا النعم نعم ظاهرة واضحة بينة نعمة البصر نعمة السمع نعمة المال نعمة الغنى نعمة الذرية نعمة استقامة البدن نعمة القلب نعمة العقل وهناك نعم قضية ايضا مثل الاعتقادات الصحيحة في القلب اعتقاد الايمان والخوف من الله والرجاء له والحب له وحسن الظن به الى غير ذلك. فالحاصل انها تشمل النعم جميع النعم الظاهرة وجميع النعم الباطنة فمن اسبغ علينا هذه النعم هو المستحق ان يعبد وان يفرد بالعبادة وان يخص بالعبادة. لانه المنعم المتفضل سبحانه وتعالى قال ومن الناس من يجادل في الله بغير علم. من هنا للتبعيض. من بعض الناس والمراد بهم كفار قريش. ومن كان على هديهم وطريقتهم من يجادل في الله ان يخاصم تخاصم بالله اي في توحيده كما قال ابن جرير كما قال ابن كثير قال اي في توحيده وارسال الرسل في الله اي في الله في توحيد الله وافراده بالعبادة وبارساله للرسل لانهم لم يصدقوهم بغير علم ولا هدى يجادلون بغير علم قال ابن كثير بغير علم ولا مستند من حجة صحيحة. ولا كتاب مأثور صحيح وقال غيره بغير علم او قال الشوكاني بغير علم من عقل او نقل ولا هدى قال ولا هدى يهتدى به الى الصواب ولا كتاب منير هي ما عندهم حجة من كتاب منير كتاب انزله الله منير مضيء ينير الحق ويبينه اذا هؤلاء يجادلون ويخاصمون في توحيد الله وافراده بالعبادة واختصاصه بها دون غيره ولكنهم يجادلون بغير علم ما عندهم علم ولا دليل من كتاب ولا سنة وليسوا على هدى ولا على طريق مستقيم يهدي الى الصواب ولا كتاب منير يأخذون ذلك من كتاب انزله الله ينير الحق ويبينه وهذا دليل على كمال ضلالهم ثم قال جل وعلا واذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه اباءنا واذا قيل لهم والقائلون لهم والقائل لهم النبي واتباعه المؤمنون اذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله وهو القرآن والحق الذي انزله على نبيه صلى الله عليه واله وسلم قالوا بل نتبع اباءنا. قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه اباءنا لا ما يقبلون اتباع الحق واتباع النور واتباع ما انزله الله وهذا دليل على انهم مكابرون متعصبون لا يريدون الحق وانما يريدون اتباع دين ابائهم والبقاء عليه قال جل وعلا قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه اباءنا قال الله عز وجل او لو كان الشيطان يدعوهم الى عذاب السعير والاستفهام هنا تعجبي كما قال ابن عاشور يعني اولو كان الشيطان يدعوهم الى عذاب السعير؟ لان اباءكم لان ابائهم الذين اتبعوهم على ما وجدوهم عليه انما فعلوا ما فعلوا بتشويل الشيطان فهو الذي امرهم بالشرك وبالكور فاطاعوا الشيطان وعبدوا الاصنام من دون الله فهذا استفهام تعجبي اتطيعون ابائكم او تقولون انا على ما كان عليه اباؤنا او لو كان الشيطان يدعوهم الى عذاب السعير؟ الشيطان يدعو اباءهم ويدعو الابناء المعاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم يدعوهم الى عذاب السعير وهو عذاب النار المستعرة شديدة الاستعارة والاضطراب لانه يدعوهم الى الشرك والى عبادة غير الله جل وعلا عبادة الاصنام والاوثان. فهذا استفهام تعجب من حالهم يصرون الا ان يتبعوا ابائهم وما وجدوهم عليه واباؤهم انما يتبعون الشيطان بما دعاهم اليه من الشرك وايضا يدعوهم الى عذاب النار من مات مشركا فالى النار وبئس المصير ثم قال جل وعلا ومن يسلم وجهه الى الله بعد ان ذكر حال المشركين واصرارهم على ما وجدوا عليه اباءهم اردف ذلك بي بياني حال من وحد الله وافرده بالعبادة فقال ومن يسلم وجهه الى الله وهو محسن؟ فقد استمسك بالعروة الوثقى والى الله عاقبة الامور قال ابن كثير يقول تعالى مخبرا عن عن من اسلم وجهه لله اي اخلص له العمل وانقاد لاوامره واتبع شرعه ولهذا قال وهو محسن اي بعمله باتباع ما ما به امر وترك وترك ما عنه زجر فبشر اسلم هنا بمعنى اخلص وقال بعض المفسرين ومن يسلم اي يخظع ان يخضع له وينقاد له والمعنيان متقاربان فهذا دليل على شرط الاخلاص وقوله هو ومحسن هذا دليل على شرط الاتباع ومما شرط قبول العمل فان العمل لا يقبل الا بشرطين الشرط الاول الاخلاص فيه لله جل وعلا والشرط الثاني المتابعة لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم بحيث يكون مشروعا جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فيما انزل عليه من القرآن او شرعه هو صلى الله عليه واله وسلم فلابد من هذين الشرطين حتى يكون العمل صحيحا مقبولا. عند الله سبحانه وتعالى ومن يسلم وجهه الى الله ان يخلص ويخضع ويذل لله سبحانه وتعالى وهو محسن للعمل متبع فيه لا يبتدع عملا من قبل نفسه وانما محسن متبع لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فقد استمسك بالعروة الوثقى بالعروة الوثقى اي العروة المحكمة والاصل انها عروة الحبل الشديدة العروة التي تدلى فيتمسك بها والوثقى اي الشديدة المحكمة والمراد بهذه الاية قيل هي لا اله الا الله وقال مجاهد هو الاسلام وقال وقيل هو القرآن وقال الطبري فقد تمسك بالطرف الاوثق الذي لا يخاف انقطاعه لمن تمسك به وهذا مثل يعني مثلا ضربه الله وقال السعدي اه المراد بالعروة الوسطى الدين القويم الذي ثبتت قواعده ورسخت اركانه. وهذه الاقوال كلها حق ومترادفة والمراد بالعروة الوسطى التوحيد لا اله الا الله وهو التمسك بالقرآن كما قال جل وعلا فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروج الوسطى. التوحيد الاسلام وعدم الشرك ولا اله الا الله هي كلمة التوحيد فقد استمسك بالعروة الوثقى استمسك تمسك واعتصم بالعروة التي لا تنفصم قال ابن كثير فقد استمسك بالعروة الوسطى اي فقد اخذ موثقا من الله متينا الا يعذبه ثم قال والى الله عاقبة الامور والى الله عاقبة الامور اي مرجعها ومآلها ومصيرها اليه قال الطبري الى الله مرجع عاقبة كل امر خيره وشره وهو السائل اهله عنه ومجازيهم عليه فاليه عاقبة الامور ومآلها ومرجعها ثم قال جل وعلا ومن كفر فلا يحزنك كفره وهذا تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم من كفر يا نبينا فلا يحزنك كفره ولا تذهب نفسك عليهم حسرات الينا مرجعون فننبئهم بما عملوا. الينا مرجعهم ومآلهم يرجعون الينا. ويسيرون الينا ويقفون بين ايدينا حفاة عراة غرلا مرتهنين باعمالهم فننبئهم عند ذلك ونخبرهم بما عملوا ونجازيهم عليه ازاء اعمالهم ان خيرا فخير وان شرا فشر ان الله عليم بذاتي الصدور جل وعلا قد احاط بما في صدورهم وما يخفونه قال الطبري عليم بما تكنه صدورهم من الكفر بالله وايثار طاعة الشيطان وهذا بيان لتمام احاطته باعمالهم. وايضا انه سيجازيهم عليه حين يرجعون اليه. ثم قال سبحانه وتعالى نمتعهم قليلا. ثم نضطرهم الى عذاب غليظ قال الطبري اي نمهلهم في هذه الدنيا مهلا قليلا يتمتعون فيها وقال القرطبي اين ابقيهم في الدنيا مدة قليلة؟ يتمتعون بها وقال ابن كثير نمتعهم قليلا اي في الدنيا ثم نضطرهم اي نلجأهم نلجيئهم ونسوقهم الى عذاب غليظ اي شديد فظيع صعب شاق على النفوس كما قال تعالى ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع في الدنيا ثم الينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون ثم قال جل وعلا ولان سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله قل الحمد لله بل اكثرهم لا يعلمون قال ابن كثير يقول تعالى مخبرا عن هؤلاء المشركين به انهم يعرفون ان الله خالق السماوات والارض يعرفون ان الله خالق السماوات والارض وحده لا شريك له ومع هذا يعبدون معه شركاء يعترفون انها خلق له وملك له ولهذا قال ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله قل الحمد لله اي اذ قامت عليهم اذ قامت عليكم الحجة باعترافكم بل اكثرهم لا يعلمون فالمشركون يقرون بتوحيد الربوبية. ولهذا اذا قيل لهم ولهذا اذا قيل لهم من خلقكم من خلق السماوات والارض مباشرة يقولون الله يقرون بذلك وهو توحيد الربوبية لكن لا يقرون بتوحيد الالوهية وكان مقتضى العدل والانصاف والعقل السليم ان الخالق لهذه الاشياء او الخالق للسماء والارض هو المستحق ان يعبد. لان القدير الذي خلق السماوات وخلق الارض دليل على انه هو الرب الذي يجب ان يعبد ويخص بالعبادة لكمال غناه وكمال قدرته وخلقه جل وعلا. وهذا كثير في القرآن ان الله جل وعلا يقرر الكفار بتوحيد الربوبية يعني يقررهم بتوحيد الربوبية وهم يقرون به او يذكر توحيد الربوبية ويذكرهم به لتقريرهم بتوحيد الالوهية ليقروا بتوحيد العبادة وتوحيد الالوهية وهو افراد الله جل وعلا بالعبادة قال جل وعلا ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله قل الحمد لله قل يا نبينا الحمد لله انه اعترفوا واقروا وهذا الاعتراف يكفي في اقامة الحجة عليهم وان الفاعل لذلك هو الذي يجب ان يعبد ويخص دون من سواه. ثم قال بل اكثرهم لا يعلمون بل اكثرهم لا يعلمون لا يعلمون العلم النافع والا هم علم ان الله هو المستحق للعبادة يعلمون ذلك لكن اكثرهم لا يعلمون العلم النافع الذي يترتب عليها الاخذ بمقتضاه فيعلمون ان الله هو الخالق بهذه الاشياء وهو المستحق للعبادة لكنهم لا يعلمون هذا العلم والمراد به العلم النافع الذي تكون به نجاتهم ثم قال جل وعلا لله ما في السماوات والارض ان الله هو الغني الحميد لله ما في السماوات وما في الارض قال ابن كثير اي هو خلقه وملكه والمراد به كما قال ابن كثير وزيادة فنقول لله ما في السماوات وما في الارض. فلله ما في السماوات خلقا وملكا وتدبيرا وتصريفا كل ما في السماوات لله وهو الذي خلقها واوجدها وهو المالك لها المتصرف وهو المتصرف فيها ومن كان كذلك هو الواجب ان يخص بالعبادة وان يفرد بالعبادة لهذا وصف نفسه بعد ذلك بقوله ان الله هو الغني الحميد قال ابن كثير الغني الحميد اي الغني عما سواه وكل شيء فقير اليه الحميد في جميع ما خلق له الحمد في السماوات والارض على ما خلق وشرع وهو المحمود في الامور كلها لان الحميد من معنى المحمود فعلم بمعنى مفعول وهو الغني عما سواه الغنى المطلق وكل شيء فقير اليه. وهو الحميد اي المحمود. على كل حال المحمود على خلقه وعلى رزقه وعلى ملكه وعلى كماله وعلى كل حال هو المحمود على كل حال سبحانه وتعالى ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد