بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون افمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون اما الذين امنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا نزلا بما كانوا يعملون واما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما ارادوا ان يخرجوا منها اعيدوا فيها. اعيدوا فيها وقيل لهم ذو قوا عذابا نار الذي كنتم به تكذبون ولنذيقنهم من العذاب الادنى دون العذاب الاكبر لعلهم يرجعون ومن اظلم ممن ذكر بايات ربه ثم اعرض عنها ان من المجرمين منتقمون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد كنا قد انتهينا ليلة البارحة الى قوله جل وعلا تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون وذكرنا كلام اهل العلم في ذلك ومنهم الحافظ بن جرير في تفسيره فقد قال عند قوله تتجافى جنوبهم قال تتنحى جنوب هؤلاء الذين يؤمنون بايات الله وترتفع عن مضاجعهم التي يضطجعون لمنامهم ولا ينامون والقصد ان هذا المراد به قيام الليل وان هؤلاء الذين سبق ذكرهم في قوله جل وعلا انما يؤمن باياتنا الذين اذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون انهم ايضا تتجافى جنوبهم عن المضاجع والمضادع جمع مضجع والمراد الفرش عن مضاجعهم اي اماكن نومهم وهي الفرش وذلك رغبة فيما عند الله جل وعلا مع انه لا يخفى محبة الانسان للنوم وخاصة في الليل ومحبته ان يبقى على فراشه ووطئه ولكن هؤلاء في قلوبهم من الايمان ما يجعلهم يتركون هذا النوم وهذا الفراش الوثير ويترك الزوجة ثم يقوم يتعبد ويتقرب الى الله جل وعلا بالصلاة وكنا قد اوردنا الحديث الذي رواه الامام احمد وابو داوود بسند صحيح عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال عجب عجب ربنا من رجلين رجل ثار من وطأه ولحافه يعني من مضجعه مكان الذي يطأه وينام عليه وهو الفراش ولحافه الذي يتغطى به قال عجب ربنا من رجلين رجل ثار من وطئه ولحافه من بين اهله وحبه الى صلاته يقول ربنا ايا ملائكتي انظروا الى عبدي ثار من فراشه ووطئه ومن بين حبه واهله الى صلاته رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي. ورجل ورجل غزا في سبيل الله عز وجل فانهزم اصحابه فعلم ما عليه من الفرار وماله في الرجوع فرجع حتى اهريق دمه رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي. فيقول الله عز وجل للملائكة انظروا الى عبدي رجع رغبة فيما عندي ورهبة مما لحتى اهريق دمه الحديث وايضا اورد ابن كثير ما رواه الامام احمد والترمذي والنسائي بسند صحيح من حديث معاذ بن جبل قال كنت مع النبي صلى الله عليه واله وسلم في سفر فاصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقلت يا رسول الله اخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار؟ قال لقد سألت عن عظيم انظروا سبحان الله انظروا اعرفوا فضل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن ماذا سأل؟ لما وجد فرصة ودنا من النبي صلى الله عليه وسلم وصار قريبا منه فرصة يريد يسأله اعظم سؤال في نفسه ما قال ادعوا الله يعطيني فلوس ادع الله كذا قال اخبرني بعمل يقربني من الجنة ويباع ديني من النار فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم لقد سألت عن عظيم ثناء عليه وعلى سؤاله نعم هذا سؤال عظيم. لقد سألت عن عظيم وانه ليسير على من يسره الله عليه يسير لكن على من على من يسره الله عليه ولهذا نحن نقول في الصلاة كل يوم في الفريضة سبع عشرة مرة اياك نعبد واياك نستعين تستعين بالله جل وعلا لولا اعانة الله لك ما فعلت شيئا ولا صليت مع الجماعة ومن هنا لابد الانسان يتوكل على الله ويعتمد عليه ويسأله الاعانة والتوفيق والتسديد لولا هداية الله لك وتيسيره لك ما فعلت شيئا من العبادات ولهذا قال وانه ليسير على من يسره الله عليه فاعبد الله ولا تشركوا به شيئا التوحيد يا عباد الله تعبد الله وحده لا شريك له ولا تشركوا معه شيئا ابدا كائنا من كان وهذا هو العروة الوثقى هذا هو النجاة يا عباد الله ان تعبد الله وحده لا شريك له ولا تصرف شيئا من العبادات لغير الله بل تخلصها لله ولا تشركوا به شيئا وشيئا هنا نكرة في سياق النفي ولا تشلبوا به شيئا من الاشياء كائنا ما كان بعض الناس اذا قيل له لا تحلف بالله لا تقل والنبي بالامانة بشرف بذمة باولادي برقبتي يقول بسيط اذا ليس عندي الا هذا هذا هين لا يا اخي ليس بهين هذا شرك بالله النبي صلى الله عليه وسلم يقول من حلف بغير الله فقد كفر او اشرك وقال من حلف باللات او العزى فليقل لا اله الا الله يكفر ولهذا ذكر الشيخ عبدالرحمن ابن قاسم في حاشية كتاب التوحيد انه باجماع اهل السنة والجماعة ان الشرك الاصغر اشد خطرا من كبائر الذنوب لا تستهين بامر الشرك لا تشرك مع الله احدا في اي امر من الامور آآ قال والا ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة. الركن الثاني من اركان الدين تحافظ على الصلاة في اوقاتها مع جماعة المسلمين تبتغي بها وجه الله وتكمل شروطها واركانها وواجباتها وما تيسر من سننها وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة اذا وهبك الله مالا وحال عليه الحول وبلغ النصاب وهو ملك تخرج زكاته اذا لم يبلغ النصاب او ما حال عليه الحول ما عليك زكاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان شهر واحد في السنة وتحج البيت وجاء في ان في النصوص الاخرى في القرآن والسنة ان حج البيت لمن استطاع اليه سبيلا اذا لو تأملنا في هذه الاركان الخمسة لوجدنا التوحيد لازم للعبد في كل حال وهو شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله والصلاة لابد منها والصيام لكن الزكاة لمن وجد مالا الحج من استطاع اليه سبيلا قال ثم قال الا ادلك على الا ادلك على ابواب الخير هادي ابواب نوافل تطوع هذه فرائض التي ذكرها والله جل وعلا يقول في الحديث القدسي ما تقرب الي عبدي بشيء احب مما افترظت عليه ما في شيء افضل من الفرائض لكن ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه تريد محبة الله عليك بالنوافل وهنا قال الا ادلك على ابواب الخير؟ الصوم جنة الصوم جنة ما معنى جنة وقاية ستر مما دمن النار وجاء الحديث الصحيح بذلك الصوم جنة من النار قال والصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة تصدق يا عبد الله تصدق تطفي عنك الخطيئة واثرها وذنبها وعقوبتها وتطفئ غضب الرب جل وعلا يظن بعض الناس انه لا بد ان يتصدق بمبلغ كبير فاذا اعطى مبلغا ريال او خمسة ريال قد يقول له قائل لو ما تصدقت هذا ما ما يسوى وهذا جهل عظيم اسمعوا الى قول النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري اتقوا النار ولو بشق تمرة حبة تمر واحدة حبة تشقها شقين تأكل شقا وتعطي المسكين شقا يقيك الله به من نار جهنم الريال كم يأتي بتمرات؟ يأتي بتمرات فلا تحقرن من المعروف شيئا والصدقة يا اخوان شأنها عظيم من اعظم الاعمال ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة يوم يقف الناس بين يدي الله حفاة عراة غرلا والشمس دانية قدر ميل من الرؤوس صاحب الصدقة تظله صدقته تطرق باب الصدقة يا اخي لا تغفل عن هذا الباب قال والصدقة تطفئ الخطيئة وصلاة الرجل في جوف الليل. وهذا هو محل الشاهد الذي من اجله اورد المؤلف رحمه الله هذا الحديث هذا من ابواب الخير الصلاة في جوف الليل يعني في اثناء الليل قال ثم ثم قرأ تتجافى جنوبهم عن المضاجع حتى بلغ يعملون ثم قال الا اخبرك برأس الامر وعموده وذروة سنامه؟ قلت بلى يا رسول الله. قال رأس الامر الاسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله ثم قال الا اخبرك بملاك ذلك كله ملاك هذه الامور ما هي جامعها الذي يجمعها قال قلت بلى يا رسول الله قال فاخذ بلسانه ثم قال كف عليك هذا امسك بلسانه صلى الله عليه وسلم قال كف عليك هذا لا تطلقه كفه السكوت وعدم الكلام قال كف عليك هذا قلت يا رسول الله وانا لمؤاخذون بما نتكلم به كثير من الناس يقول كذا لما تقول له يا اخي لا تقول بعض الكلام بعض الناس يقول لولا الله وفلان انا بالله وبك او يحلف يقول لا انا اكذب يعني انا ما اقصد. انا لما اقول لولا الله فلان او لما اقول ظلمني الله يظلمه او اكلني الله ياكله او لعب علي الله يلعب عليه قيل لا تقول هذه الكلمات يا اخي هذا حرام ما يجوز الله ما يظلم ولا يأكل ولا يلعب قال يا اخي حنا ما نقصد ما نقصد اسمع ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ امؤاخذون بما نقول قال ثكلتك امك وهذا دعاء لكنه لا يراد. ظاهره الدعاء لكن لا يراد حقيقته قال ثكلتك امك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم او قال على مناخرهم الا حصائد السنتهم اي نعم مؤاخذون بما نقول ولهذا يقول ابن القيم يقول هذا اللسان اخف الاعضاء حركة وهو اشدها خطرا على صاحبه قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الرجل ليقول الكلمة من سخط الله كلمة واحدة يهوي بها في نار جهنم ابعد مما بين المشرق والمغرب. نسأل الله العافية وان الرجل ليقول الكلمة يكتب الله له بها رضاه الى ان يلقاه فكف عليك لسانك واحبسه لا تتكلم الا بخير ولهذا يقول ابن القيم رحمه الله الكلام اذا تكلم الانسان لا يخلو من احوال ثلاثة اما كلام محرم فيجب الامتناع واما كلام خير وذكر فهذا يكثر منه واما ان يكون مباحا وجدت السلعة الفلانية بكذا اشتريتوا كذا؟ كم يسوى سعر كذا اليوم؟ مثلا؟ هذا مباح. قال لكن لا تكثر من المباح يجرك الى ما لا يباح قال وهل يكب النار الناس في النار على مناخرهم وعلى وجوههم الا حصائد السنتهم؟ نعم هذا هو الذي يكب الناس فامسك عليك لسانك ولهذا احسن من قال من السلف ما من شيء احق بطول سجن من اللسان ولو تتأمل الله سبحانه وتعالى جعله سجين لكن يتفلت يحيط به فكان فك اعلى وفك اسفل واسنان اثنين وثلاثين سن وشفتين ويتفلت من ورائها فعليك ان تمسك لسانك قال النبي صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت اسكت يا اخي تراك اذا سكتت نجوت اما اذا تكلمت ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد. يا لك يا عليك عليك اه وقد افاد رحمه الله في هذا فيما اورده اورد جملة من الاثار. اه في الاية يقول جل وعلا ويدعون ربهم خوفا وطمعا هذا فيه فائدة وهو ان الانسان حينما يدعو الله جل وعلا بل في عموم عبادته يجمع بين الخوف والرجاء فيخاف من الله ويخاف من عقوبه خوفا يحمله على ترك الذنوب والمعاصي ويرجو الله ويطمع فيما عنده رجاء لا يحمله على الامن من مكر الله ولهذا قال من قال من السلف ينبغي للمسلم ان يسير الى الله بين الخوف والرجاء ويكونان له بمثابة جناحي الطائر الطائرة الان اذا طار يطير بين جناحين معتدلين لو ارتفع احدهما الاخر او نزل اختل طيرانه فكذلك تسير الى الله خائفا راجيا تجمع بينهم هذي من اعمال القلوب تخاف من الله خوفا يحملك على ترك المعاصي وعدم الوقوع فيما حرم الله وترجوه رجاء تطمع فيه بجنته وان ينجيك وان يعظم لك الاجر من غير ان تأمن من مكر الله كم من الناس كان مؤمنا فارتد نسأل الله العافية والسلامة كان على هدى وصلاح فتغيرت حاله وبعض اهل العلم قال نعم اذا كان في حال الصحة يغلب جانب الخوف قليلا ليحمله على تجنبوا المعاصي واذا مرظ او نزل به رائد الموت يغلب حسن الظن بالله جل وعلا لان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث القدسي يقول الله جل وعلا انا عند ظن عبدي بي الولاية يمت احدكم الا وهو يحسن الظن بالله قال يدعون ربهم خوفا وطمعا خائفين الا يقبل دعاؤهم لان عندهم من الذنوب ذنوب كثيرة والذنوب مصيبة كم يحرم الانسان من الخير بسبب الذنوب ولكن ايضا حسن ظنهم باللطامعين ان يستجيب لهم وان يعطيهم سؤلهم وان ينجيهم مما يخافون قال يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون الله اكبر يجودون بالمال لكن تأمل في الاية ما قال ومن رزقهم يجودون قال ومما رزقناهم لان المال الذي عندك من اين ما الذي اعطاك اياه الله سبحانه وتعالى اذا يا عبد الله جد من رزق الله على عباد الله لا تبخل لهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح قال في مسلم وغيره قال يقول العبد مالي مالي وهل لك من ما لك الا ما اكلت فافنيت او لبست فابليت او تصدقت فامضيت. ها الصدقة وما سوى ذلك ذاهب وتاركه للورثة يقتسمونه بعدك انت عليك غرمه لانك جمعته ستسأل من اين اتيت به لكن غنمه لغيرك قال جل وعلا فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين لا تعلم نفس ما اخفي لهؤلاء المؤمنين الذين مر ذكرهم ووصفهم انما يؤمن باياتنا الذين اذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ما رزقناهم ينفقون لا تعلم نفس ما اخفاه الله لهم من قرة العين يعني من الثواب العظيم الذي تقر اعينهم به ومعنى ذلك تقر يعني نعيم ما يخطر فيها في غاية النفاسة والكمال تقر الاعين به فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون ما جاءك هذا مجانا هكذا عملوا وان كان لا احد يدخل الجنة بعمله لكن هذه الاعمال سبب في دخول الجنة بعد رحمة الله جل وعلا ولهذا يا اخوان ما يستوي البطال والجاد ما يستوون ولهذا سيأتي بالاية التي تليها يقول جل وعلا افمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون ولهذا وقل اعملوا لابد من العمل يا اخوان ولهذا قال جزاء بما كانوا يعملون من العلماء من قال ان الباء هنا للسببية جزاء بسبب الذي يعملونه وهذا القول لا يتعارض مع من مع قول النبي صلى الله عليه وسلم ما منكم احد يدخل الجنة بعمله قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمته ومن هنا قال بعض اهل العلم ان دخول الجنة برحمة الله لا يمكن ان يدخل احد الجنة بعمله يعني لو جمع عملك ما تستحق تستحق به دخول الجنة ولهذا في الحديث الصحيح ان رجل عبد الله خمس مئة سنة برأس جبل ينزل الصباح يشرب ماء ويتوظأ وقد انبت الله له رمانة يأخذها ويطلع يخرج الى اعلى الجبل يأكلها ويتعبد. طيلة اليوم وسأل الله يقبض روحه ساجدا فقبض الله روحه وهو ساجد خمس مئة سنة فجاء به عند الله فقال ادخلوا عبدي الجنة برحمتي قال بل بعملي يا ربي اه توزن نعمة البصر او السمع فقط فترجح بعبادة خمس مئة سنة كلها فيقول ادخل عبدي النار بعمله فيقول بل برحمتك ادخلني الجنة فيدخله مهما عملنا من اعمال والله ما تساوي شيء مقابل الجنة الجنة سلعة الله غالية نفيسة عظيمة ما يسويها شيء من هذه الاعمال لكن الجواد الكريم جل وعلا قال انا ادخلكم الجنة برحمة مني واجعل اعمالكم اليسيرة ذي سبب يوصلكم ما هو على سبيل المكافأة والمقابلة لا ولهذا قال بعض اهل العلم ايضا دخول الجنة برحمة الله ومنازل اهل الجنة باعمالهم واستدل على هذا في الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم حديث صحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم يقال لقارئ القرآن اقرأ وارقأ ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فان منزلتك عند اخر اية تقرأها فالمنازل دخول الجنة برحمة الله لكن منازلهم حسب اعمالهم وعلى كل حال من دخل الجنة فقد فاز فوزا عظيما اه اورد المؤلف رحمه الله هنا بعض الاحاديث نذكر حديثا منها او حديثين نعم قال قال البخاري او قبل ذلك قال ابن كثير فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون اي فلا يعلم احد عظمة ما اخفى الله لهم في الجنات من النعيم المقيم. واللذات التي لم يطلع على مثلها احد لما اخفوا اعمالهم اخفى الله لهم من الثواب جزاء وفاقا فان الجزاء من جنس العمل الكلام كلام عظيم. حاول تخفي اعمالك الا ما لابد منه الا ما لا بد منه مثل الصلاة في الجماعة لابد يظهر كصدقات احسان بعض الامور تستطيع اخفاءها وقد يعني يظهرها الانسان لمصلحة راجحة في بعض الاحيان يقول قال الحسن اي البصري اخفى قوم عملهم فاخفى الله لهم ما لم ترى عين ولا يخطر على قلب بشر. رواه ابن ابن ابي حاتم ثم قال قال البخاري قوله فلا تعلم ونفس ما اخفي لهم من قرة اعين حدثنا علي ابن عبد الله وساق بسنده عن ابي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى اعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ما رأته اي عين من العيون ولا سمعت بمثله اذن ولا خطر على قلب احد لماذا؟ لعظمه يا اخوان لكماله بعظم شأنه لان في الجنة ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. قال قال ابو هريرة فاقرأوا ان شئتم فلا تعلموا نفس ما اخفي لهم من قرة اعين ثم اورد ما رواه مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من يدخل الجنة ينعم ولا يبأس لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه في الجنة ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر هذا الفوز العظيم لا تبلى ثيابه كم ابليت من الثياب انت ولا يفنى شبابه كل ما يتقدم بك السن الشباب يضعف ويفنى اما الجنة فلا ثم اورد ايضا ما رواه مسلم ووعظ في البخاري عن المغيرة بن شعبة قال عن المغيرة بن شعبة قال وهو على المنبر يرفعه الى النبي صلى الله عليه وسلم قال سأل موسى عليه السلام ربه عز وجل ما ادنى اهل الجنة منزلة قال هو رجل يجيء بعدما ادخل اهل الجنة الجنة فيقول فيقال له ادخل الجنة فيقول اي ربي وكيف وقد نزل الناس منازلهم؟ واخذوا اخذاتهم خلاص دخل الجنة واذا الجنة ترى له ملأى هو اخر رجل جاء في بعض الروايات انه اخر رجل يخرجه الله من النار وانه يمكث مدة طويلة وهو ينظر الى النار يقول يا ربي اصرف وجهي عن النار ما اسألك غيرها ثم بعد مدة يصرف الله وجهه عن النار تتراءى له شجرة فيسكت ثم يقول ادنني من هذه الشجرة. لا اسألك غيرها تذكر الحديث وفيها ان الله جل وعلا يدخله الجنة فاذا دخل واذا هي ملأى الناس اخذوا منازلهم هذا اخر رجل اخر رجل يدخل الجنة فيقول الله جل وعلى له اترضى ان يكون لك مثل ملك ملك من ملوك الدنيا وفي بعض الالفاظ يقول الله له تمنى اطلب فيتمنى فيذكره الله حتى تنقطع به الاماني يتمنى كذا ويتمنى كذا فيقول الله جل وعلا له ايرضيك ان اعطيك مثل الدنيا وهنا قال اترضى ان يكون لك مثل ملك ملك من ملوك الدنيا؟ فيقول رضيت ربي قال فيقول له لك ذلك ومثله ومثله ومثله فقال في الخامسة رضيت ربي فيقول وهذا لك وعشرة امثالي بالحديث الاخر لك الدنيا الدنيا وظعفها وظعفها وظعفها الى ان قال عشرة اظعاف الدنيا هذا اخر رجل يدخل الجنة منكر عظيم قال في الحديث هنا فيقول هذا لك وعشرة امثاله ولك ما اشتهت نفسك ولذت عينك فيقول رضيت ربي قال ربي فاعلاهم منزلة هذا موسى يسأل ربه فاعلاهم منزلة قال اولئك الذين اردت غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها فلم ترى عين ولم تسمع اذن ولم يخطر على قلب بشر قال ومصداقه من بالله فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون هذا فضل عظيم وهكذا يا اخوان كتاب الله شأنه عظيم مسلم الذي يقرأ القرآن يحيى قلبه ويتعظ يمر به ذكر الجنة يمر به ذكر النار يمر به ذكر الاعمال الصالحة يمر به فيحرص على فعله يمر به ذكر الاعمال السيئة ينفر منها ويبتعد عنها وهذا لا تجده الا في القرآن ولهذا السنة ان يكون لك كل يوم ورد من القرآن تقرأه ليحيى قلبك قلب يقرأ القرآن ويتعظ ويتدبر حي باذن الله جل وعلا ولا يزداد من الله الا قربا لكن بعض الناس يعرض عن القرآن لا يختم ولا يقرأ الا في رمظان لا ما نصح نفسه هذا ثم قال جل وعلا افمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا وهذا الاستفهام استفهام انكاري الهمزة للسين للاستفهام افمن كان وهو استفهام انكاري ينكر الله ان يستوي هذا وهذا. وقال بعض اهل العلم هو استفهام انكار متظمن للتعجب كيف يتعجب كيف يقول احد انه يستوي المؤمن الفاسق هذا جور ما هو بعدل ولهذا قال افمن كان مؤمنا يعني مصدقا مقرا عاملا بما امره الله به كمن كان فاسقا والفسوق الاصل فيه هو الخروج ومنه قولهم فسقة الرطبة الى خرجت من لبها وقشرتها اذا امسكت رطبة فقبضتها بين يديك وضغطت عليها خرج لبها من داخل القشرة هذا هو الاصل الخروج. وقيل للفاسق فاسق لانه خرج عن طاعة الله الى معصيتي والفسق درجات منه ما هو كفر ومنه ما هو دون ذلك. فقوله هنا افمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا عاصيا لله خارجا عن طاعته فاجاب لا يستوون لا والله لا يستوون قال ابن كثير رحمه الله كما قال تعالى ام حسب الذين اجترحوا السيئات ان نجعلهم كالذين امنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون وقال تعالى ام نجعل الذين امنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الارض ام نجعل المتقين كالفجار؟ لا وقال تعالى لا يستوي اصحاب النار واصحاب الجنة اصحاب الجنة هم الفائزون ولهذا قال تعالى ها هنا افمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون اي عند الله سبحانه وتعالى واختر لنفسك يا عبد الله قال جل وعلا اما الذين امنوا هنا بدأ بالتفصيل بعد ان بين انه لا يستوي المؤمن مع الفاسق بدأ يفصل ثوابهم وكيف يفترق بعضهم عن بعض فقال اما الذين امنوا وعملوا الصالحات جمعوا بين الايمان بالقلوب تصديق والاقرار وعمل الصالحات بالجوارح ولهذا اهل السنة والجماعة يقولون الامام قول واعتقاد وعمل فالاعتقاد يدل عليه امنوا لان التصديق عن اقرار ونطق اللسان وعمل بقية الجوارح يدل عليه وعملوا الصالحات عملوا بجوارحهم بالسنتهم قرأوا القرآن وذكروا الله وايضا بقية جوارحهم عملوا بطاعة الله قال واما الذين اما الذين امنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا جنات المأوى هي جنات وليست جنة واحدة مع ان القرآن ورد فيه جنة ورد فيه جنات وورد فيه جنتان ولا تعارض بينهما فاطلاق اسم الجنة المراد به اسم الجنس لان في الاخرة اما جنة واما نار جنة عرضها السماوات والارض لكن هذه الجنة بداخلها جنات لكل واحد وايضا من حيث التقسيم المؤمنون ليسوا على حد سواء سابق بالخيرات ومقتصد ولهذا قال لهم جنات المأوى. والمأوى الاصل فيه المرجع والمآل لكن هذا من باب اضافة الشيء الى وصفه الى صفته فقال جن جنة المأوى او جنات المأوى والمراد بها جنة الخلد لكن قال المأوى تأكيدا انهم يأوون اليها ويدخلونها وهم من اهلها كما قال جل وعلا عندها جنة المأوى قال نزلا بما كانوا يعملون نزلا النزل له اطلاقان في لغة القرآن او في القرآن فيطلق النزل على الطعام الذي يقدم للضيف اول ما ينزل المكان ولهذا نزل اهل الجنة زيادة كبد حوت ويطلق النزل على المكان نزلا يعني مكانا ينزلون به وهو المراد هنا فلهم جنات المأوى نزلا يعني ينزلون فيها ويمكثون فيها خالدين فيها ابدا بما كانوا يعملون بسبب اعمالهم التي امتن الله عليهم وجعل هذه الاعمال اليسيرة القليلة سببا لدخول الجنة بعد رحمة الله جل وعلا وهذا لانه لا بد من عمل لابد من عمل يا اخوان ما يأتي انسان يقول انا نسبي كذا يكفيني نسبي او يقول انا ولي من اولياء الله سقطت عني التكاليف لا لابد من العمل ولهذا قدوتنا صلى الله عليه واله وسلم كان يقوم حتى تتفطر قدماه هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ولما قيل له قال افلا اكون عبدا شكورا لابد من العمل مراد العمل الصالح الذي يجمع امرين او يشتمل على امرين الاخلاص فيه لله جل وعلا واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم في الاخلاص والمتابعة قال واما الذين فسقوا هذا الفريق الثاني فسقوا اي خرجوا عن طاعة الله فمأواهم النار مأووا يعني المكان مرجعهم المكان الذي يأوون اليه وينتهون اليه ويصبحون من اهله النار وبئس المصير فمأواهم النار كلما ارادوا ان يخرجوا منها اعيدوا فيها يريدون يخرجون من النار يريدون يفرون لكن ليس الامر اليهم لا يفر كما يفر الانسان الان في الدنيا اذا اصابه شيء من النار فر لينجوا لا في الاخرة مغلقة عليهم الابواب مؤصدة لا يستطيعون الفراخ فاعمل على نجاتك اليوم يا عبد الله الان تستطيع ان تفر من النار بالعمل الصالح اعمل على نجاتك قبل ان يأتي يوم لا لا محيد ولا فرار قال كلما ارادوا ان يخرجوا منها اعيدوا فيها. وقيل لهم تبكيكا وتوبيخا ذوقوا عذاب عذاب النار الذي كنتم به تكذبون اخوان الايمان بالجنة والايمان بالنار عقيدة من من عقيدة المسلم لابد ان يؤمن ولهذا جاء في حديث عبادة من شهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله وان عيسى عبد الله ورسوله وكلمته القاها الى مريم وروح منه وان الجنة حق والنار حق ادخله الله الجنة على ما كان من العمل لابد نعتقد ونؤمن نؤمن بان هناك جنة والله موجودة الان خلقها الله. وهناك نار خلقها الله موجودة الان ولا تبنيان مخلوقتان لكن ما تغنيان بعد ذلك قال ابن كثير رحمه الله فمأواهم النار كلما ارادوا ان يخرجوا منها اعيدوا فيها كقوله كلما ارادوا ان يخرجوا منها من غم اعيدوا فيها قال الفضيل ابن عياض والله ان الايدي لموثقة وان الارجل لمقيدة وان اللهب ليرفعهم والملائكة تقمعهم نعوذ بالله من عذابه ثم قال جل وعلا ولنذيقنهم من العذاب الادنى دون العذاب الاكبر لعلهم يرجعون ولنذيقن هؤلاء الكفار من العذاب الادنى قال بعض المفسرين العذاب الادنى كما قال ابن عباس قال مصائب الدنيا واسقامها وافاتها وما يحل باهلها مما يبتلي الله به عباده ليتوبوا اليه وروي عن ابي بن كعب وابي العالية والحسن وغيرهم وجاء عن ابن عباس رواية اخرى قال يعني به اقامة الحدود عليهم وجاء عن البراء بن عازب ومجاهد قال هو عذاب القبر لنذيقنهم من العذاب الادنى قال عذاب القبر والقول الثاني بان المراد به اقامة الحدود فيه نظر هو ضعيف عن ابن عباس لكن في نظر لان الكفار لا ذنب بعد الكفر ما تقام عليهم الحدود الاصل ومن قال انه عذاب القبر ايضا هذا قول ضعيف لماذا لان الله يقول في اخر الاية لعلهم يرجعون. من مات كيف يرجع وجاء عن ابن مسعود بيساند الصحيح انه قال العذاب الادنى ما اصابهم من القتل والسبي يوم بدر وكذا قال مالك عن زيد ابن اسلم وقال السدي وغيره لم يبق بيت بمكة الا دخله الحزن على قتيل لهم او اسير فاصيبوا او غرموا ومنهم من جمع له الامران وهذا القول حق لكن داخل في القول الاول داخل القولون ما يصيبهم في هذه الدنيا يا اخوان في هذه الدنيا كل الناس يصابون المؤمن والكافر لكن المؤمن كفارة له ما يصيب المسلم من هم من هم ولا نصب ولا وصب الا كفر الله به من خطاياه. حتى الشوكة يشاكها واما الكافر نعوذ بالله لا ينتفع بهذا انما يعذب بهذا ولهذا قال ولنذيقنهم من العذاب الادنى دون الادب الاكبر. لماذا لعلهم يرجعون ولهذا بعض الناس اذا اصابته مصيبة بدأ يراجع نفسه سبحان الله انا ما هو العمل الذي عملته والذي سبب لي هذا؟ والله ما اصابني هذا الا بسبب ذنب فيرجع ويتوب الى الله واما المنافق او الكافر مثل البعير الذي عقله اهله ولا يدري لماذا عقلوه ربما يقول بعض الناس يقول انا وش سويت على اساس يقع لي هذا وهذا؟ نعوذ بالله والله عملت الكثير الكثير قال جل وعلا وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير لو يؤاخذنا الله عز وجل باعمالنا يا اخوان هلكنا جميعا كلنا ذنوب وخطايا واثام لكن الله جل وعلا يؤاخذنا بالشيء اليسير ولو بذلك حكمة اما تكفير سيئات اما رفع الدرجات وايضا يكون سببا ليرجع العبد الى ربه اذا اصابته المصائب يراجع نفسه استغفر الله انا عندي شي براجع نفسه ماذا عملت هذا الذنب هذه المصيبة بسبب ذنب عندي فيتوب ويرجع الى الله جل وعلا قال جل وعلا ومن اظلم ممن ذكر بايات ربه ثم اعرض عنها الا من المجرمين منتقمون ومن اظلم هذا استفهام يراد به النفي لان تقدير الكلام لا احد اظلم طيب لماذا ما جاء النفي مباشرة؟ لماذا جاء على صيغة الاستفهام قالوا لانه ابلغ في الدلالة لانه استفهام مشرب بالتحدي كانه يقول لا احد اظلم منه واتحدى ان يكون احد اظلم من هذا لكن حينما نتأمل في اية القرآن نجد ان ان ذنوبا عدة عدة ذنوب قيل فيها ومن اظلم ومن اظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها من كذب بايات الله من صدف عنها من كتم الشهادة عنده من الله عدة ذنوب فمن العلماء من قال هي في مستوى واحد في الاظلمية كل هذه الذنوب في مستوى واحد ومن العلماء من قال لا هي ليست في مستوى واحد لكن معنى قوله ومن اظلم ممن فعل كذا في بابه ففي باب تبي ففي باب الاعراظ لا احد اظلم ممن ذكر بايات الله واعرظ عنه بباب المنع من الخير لا احد اظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه فالمراد لا احد اظلم منه في بابه وفي جرمه وذنبه الذي هو فيه وهذا هو الصواب. لان لو نظرنا لوجدت ان من جمع بين منع مساجد الله يذكر فيها اسمه. وكتم شهادة عنده من الله واعرظ عن ايات الله هذا اعظم جرما ممن اشتمل على ذنب واحد منها ولهذا الصواب انه لا احد اظلم منه في بابه نسأل الله العافية والسلامة. ويكفي هذا تنفيرا قال ومن اظلم ممن ذكر بايات ربه ثم اعرض عنها ذكر من التذكير والوعظ سمع القرآن سمع المواعظ امر بالمعروف نهي عن المنكر لكن قابلها بالاعراض وهو الترك والامتناع انتبه ولهذا قال اهل العلم لا ينبغي للانسان اذا تكلم احد في المسجد بموعظة حتى لو كانوا لا ينبغي له ان يخرج لا يعرظ يستمع ما لم يكن عليه مشقة لكن اذا كان عليه يفوت عليه موعد الطائرة موعد الرحلة موعد كذا هذا شيء اخر لكن اما عمل يمكن يقبل التأخير لا تعرظ يا اخي قد تسمع كلمة واحدة ينفعك الله بها الى ان تموت قال ومن اظلم وذكر بايات ربه ثم اعرض عنها انا من المجرمين منتقمون لان هذا الذي اعرظ عن ايات الله اقيمت عليه الحجة وذكر بالقرآن بايات الله الكونية رأى الجبال والشمس والليل والنهار رأى في نفسه وكل هذه الايات يعلم ويوقن بانها تدل على انه لا اله الا الله وانه يجب ان يعبد وحده لا شريك له ومع ذلك اعرض عنها ولم يأخذ واتبع هواه هذا مجرم. ولهذا قال جل وعلا انا من المجرمين منتقمون مجرمون هنا الذين بلغوا الغاية في الاجرام واعظمه الكفر بالله عز وجل ومعصية الله قد يكون معه اذية المؤمنين الاستهزاء بهم كيد الحق واهله منتقم ننتقم منهم انتقاما عظيما وهو ادخالهم النار وخزاؤهم فيها نعوذ بالله من ذلك. نعم ولقد اتينا موسى الكتاب فلا تكن في مرية من لقائه وجعلناه هدى لبني اسرائيل وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا بايات يوقنون ان ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون اولم يهد لهم كم اهلكنا من قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم ان في ذلك لايات افلا يسمعون او لم يروا اني ما نسوق الماء الى الارض الجرز فنخرج به زرعا كلوا منه انعامهم وانفسهم افلا يبصرون ويقولون متى هذا الفتح ان كنتم صادقين قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا ايمانهم ولا هم ينظرون فاعرض عنهم وانتظر انهم ثم قال جل وعلا ولقد اتينا موسى الكتاب وهو التوراة فيخبر الله جل وعلا نبيه بانه قد اتى يخبر الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم الرسل وافضلهم انه قد اتى موسى ابن عمران كليم الرحمن اتاه ايضا الكتاب وهو التوراة ولقد اتينا موسى الكتاب فلا تكن في مرية من لقائه فلا تكن يا نبينا في شك من لقاء موسى قالوا وذلك ليلة الاسراء والمعراج فالله قال له لا تكن في شك من هذا من لقاء موسى وموسى رسول ارسلناه قبلك وهو كليم الرحمن واتيناه التوراة. التوراة وستلقاه فلقيه النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الاسراء والمعراج كما في الحديث الذي في الصحيحين من حديث ابي العالية من حديث ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اريت ليلة اسري بي موسى ابن عمران رجل ادم طوال عدم يعني شكله فيه ادمة نوع سمرة طوال رجل طويل كانه جعدا جعدا وبمعنى جعد يعني شعره معقد جعدا كانه من رجال شنؤه قبيلة معروفة لا تزال في الجنوب معروف شكلهم انا معروف يقول القبيلة الفلانية اشكالهم كذا قال كانه من رجال شنؤة ورأيت عيسى رجلا مربوع الخلق مهوب طويل وسط قال الى الحمرة والبياظ لونه موئدا مثل موسى لا بين الحمرة والبياظ شكله هذا من علم الغيب الذي اطلع الله عليه نبيه صلى الله عليه وسلم قال سبط الرأس شعر رأسه سهل ما هو ما هو جعد قال ورأيت مالكا خازن النار والدجال في ايات اراهن الله اياه اذا هذا معنى فلا تكن في مرية من لقائه وقال بعض اهل العلم فلا تكن في مرية من لقاء الله لكن في الحقيقة في النظر في السياق ما جاء ما يدل على هذا السياق يقول الله لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم لقد اتينا موسى الكتاب فلا تكن يا نبينا في مرية من لقائه من لقاء موسى لانه اقرب مذكور. ولهذا ما ذكر ابن جرير الطبري ولا ابن كثير غير هذا القول اكتفوا بهذا القول. هناك من قال ان المراد به في فلا تكن في مرية من لقاء الله وهذا لا شك انه يجب الايمان بلقاء الله ومن لموهم بلقاء الله فالاسم مؤمن لكن السياق هنا لا يدل عليه والله اعلم قال فلا تكن في مرية من لقائه وجعلناه هدى لبني اسرائيل قال ابن جرير وجعلنا موسى هدى لبني اسرائيل يعني يهديهم بالتوراة ويأمرهم وينهاهم فكان سببا لهدايتهم وقال ابن كثير وجعلناه اي الكتاب الذي انزلناه على موسى واو التوراة جعلناهم هدى لبني إسرائيل وهذا والله اعلم اظهر لكن القولان لكن القولين متلازمان من قال انه جعلنا موسى هدى ومن قال جعلنا التوراة هدى القولان متلازما لان موسى يدعوهم الى ما في التوراة والتوراة هدى قال وجعلناه هدى لبني اسرائيل وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا. جعلنا من بني اسرائيل ائمة جمع امام والامام هو الذي يقتدى به سواء في الخير او في الشر يسمى امام لكن هنا جعلنا منهم ائمة في الخير وهم علماؤهم الربانيون يقتدى بهم ولهذا جمعوا بين العمل والعلم فهم عملوا بما في التوراة ويدعون غيرهم اليها وهذا افضل المنازل ان يجمع الانسان بين العلم والعمل علم بالحق والعمل به والدعوة اليه ولهذا قال جعلنا وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا يعني يهدون بني اسرائيل هداية الارشاد والدلالة بامرنا الذي امرنا به في التوراة والانجيل وقيل بامرنا اي باذننا وكلا القولين حق وبينهما تلازم لكن تأملوا يا اخوان ان الله جعلهم ائمة لماذا لانهم يهدون الناس ويرشدونهم بامر الله ما هو بالاهواء ولا بالاراء واحد يجتهد يقول انا باقول لكم كلام من عندي نقول لا تريد تكون امام في الخير بس اقرأ لنا الكتاب والسنة بفهم سلف الامة وعلمنا وجزاك الله خيرا يكفينا هذا يهدون بامرنا بامر الله ولهذا الله جل وعلا لما ذكر جملة من الانبياء قال فبهداه مقتده بهداهم الذي اهتدوا به ولهذه يا اخوان الاهتداء بالحق اما غير الانبياء طبعا ما هم معصوم قد يكون عالم لكن يخطئ في مسألة لكن اذا خالف الحق ما يهتدى به مع انه لا يذم ولا يسب ولا يطرح لكن يؤتمس له العذر اذا يا اخوان الذي اخذ الله علينا العهد به هو اتباع الحق اتباع امر الله. قال لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون قرأ حمزة لما صبروا جعلناهم ائمة يهدون بامرنا لاجل صبرهم وقرأ الباقون لما صبروا اذ صبروا او حين صبروا وهذا فيه دليل على اهمية الصبر على دين الله يا عبد يا عبد الله لابد من الصبر على دينك لولا الصبر ما قمت من فراشك وتركت النوم وتوضأت وذهبت اصلي لولا الصبر ما تصدقت النفس تحب المال لولا الصبر ما صمت فلابد ولهذا يا اخوان الصبر يقول اهل العلم اهل العلم صبر على طاعة الله وصبر عن معصية الله وصبر على اقدار الله المؤلمة الله جل وعلا يقول انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ما اعطي احد بعد ايمان بالله مثل نعمة الصبر او مثل الصبر او كما قال صلى الله عليه وسلم ويقول الفاروق وجدنا خير عيشنا بالصبر الحياة ذيك تلاحظون يا اخوان الله جل وعلا يقول لقد خلقنا الانسان في كبد مهما كنت تقي واعطاك الله لابد يمر بك شيء امور فتحتاج الى الصبر على دينك ولهذا انظروا عاقبة الصبر وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا وهذا ايضا رسالة لطلاب العلم اصبروا على العلم وعلى تحصيله وعلى بذله للناس واصبروا على الناس الناس ما كلهم اذا دعوتهم يقول جزاك الله خير قد يؤذيك فلا بد من الصبر لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون واليقين هو العلم التام الموجب للعمل يوقنون بالاخرة تؤمن بما في القرآن تؤمن بالبعث تؤمن بما اخبر الله به اعده الله وبما اعده الله للمؤمنين لابد من اليقين بهذا ما يقبل الشك عندنا والله ما ادري في جنة ولا ما فيه لابد من اليقين وهو العلم التام الذي يورث العمل اه ثم قال جل وعلا ان ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون هنا فوائد ذكر شيئا منها الحافظ ابن كاهيل قال قال بعض العلماء بالصبر واليقين تنال الامامة في الدين وهذه مقولة لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وربما لغيرها ايضا من اهل العلم قال بالصبر واليقين تنال الامامة بالدين اريد تكون اماما في الدين يقتدى بك وهذا امر مطلوب ينبغي للانسان ان يطلب ان يكون اماما في الدين كما قال جل وعلا عن عباد الرحمن والذين يقولون ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين امامة الانسان يتمنى ان يكون امام في الدين يعني يأتم به الناس يتمسكون بالدين بسبب اقواله وافعاله يدلهم على طريق الحق لكن لابد من الصبر واليقين فاذا جمع العبد بينهما نال هذه المرتبة اورد ابن كثير ايضا قال ولهذا قال تعالى ولقد اتينا بني اسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين واتيناهم بينات من الامر فما اختلفوا الا من بعد ما جاءهم العلم كما قال ها هنا ان ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون اي من الاعتقادات والاعمال يعني يفسر قوله ان ربك يفصل هو يفصل بينهم الله جل وعلا سيفصل بين المؤمنين والكافرين بين الرسل واعداء الرسل بين اهل الحق والباطل سيفصل بينهم ويفلج المؤمنين واهل الحق ويبين بطلان وضلال اهل الكفر ولابد ولكن هذا يوم القيامة قال ان الله هو يفصل بينهم يوم القيامة فيما فيما كانوا فيه يختلفون واعظم ما اختلفوا فيه التوحيد الانبياء واتباعهم يدعون الى افراد الله جل وعلا بالعبادة. والكفار يقولون لا اجعل الالهة اله واحدا ويعبدون الاوثان والاصنام فسيفصل الله ويحكم بينهم ويفلج اهل الحق ويبطل ويبين ظلال اهل الباطل. ثم قال جل وعلا اولم يهدي لهم كم اهلكنا من قبلهم من القرون وهذا الاستفهام انكاري مع كفار قريش اولم يهدي لهم؟ يعني يبين لهم يبين لكفار قريش كم اهلكنا من قبلهم من القرون؟ يمشون في مساكنهم لان قريش كانوا يمرون بمساكن الامم السابقة يمرون قرى قوم لوط اذا ذهبوا الى الشام يمرون قرى تموت قوم صالح مدائن صالح يمرون يذهبون الى اليمن يعني يمرون وهم يعلمون عندهم شيء من العلم ان هذا المكان وهذه المساكن كانت لقوم نوح او قوم عاد او قوم لوط طيب الا تأخذون من هذا عبرة؟ الا يدلكم ذلك ويهديكم ويبين لكم كيف فعلنا بهؤلاء الكفار لما كفروا اهلكناهم وابدناهم اين هم فلماذا انتم تصرون على طريقتهم اين عقولكم يجب ان نأخذ عبرة ونحن كذلك يجب ان ناخذ عبرة يا اخوان هذا المكان المبارك الذي نحن فيه. كان فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه والتابعون لهم باحسان. اين هم توفاهم الله الى رحمته ونحن سائرون على الطريق يجب ان ناخذ عبرة يا اخوان يعني ما نختلف عن من قبلنا فينبغي الانسان يأخذ عبرة ولهذا يذكر الله ويحرك عقول هؤلاء القوم ويقيم عليهم الحجة فيقول اولم يهدي لهم اي لكفار قريش؟ بل والكفار عموما كم اهلكنا من قبلهم من القرون؟ امم همم كبيرة وليس امة ولا امتين ليس امة ولا ولا ثلاث ولا خمس ولا عشر امم لا يعلمهم الا الله جل وعلا قال يمشون في هم الان يمشون في مساكنهم تمشون في طرقاتهم قال ان في ذلك لايات تارك ايات علامات دلائل واضحات لكن لمن؟ لقوم يسمعون ان في ذلك لايات افلا يسمعون الاستفهام انكاري والمراد بالسمع هنا سماع الانتفاع هلا يسمعون المواعظ والعبر وينتفعون بها؟ اما سماع الاصوات يسمعون لكن المراد يا اخوان هنا سماع الانتباع كما قال جل وعلا عن المنافقين صم بكم عمي فهم لا يبصرون فهم لا يرجعون يعني صم عن سماع الحق والا يسمعون بكم عن النطق بالحق عمي عن ابصار الحق فكذلك هنا افلا يسمعون السماء سماع الانتفاع الذي يوجب لهم الاعتبار والاتعاظ والايمان بالله جل وعلا. ثم قال جل وعلا اولم يروا انا نسوق الماء الى ارض الجزر فنخرج به زرعا تأكل منه انعامهم وانفسهم افلا يبصرون هذا من اعظم الايات الدالة على قدرة الله من اعظم الايات فالذي يخلق الارض يقول جل وعلا اولم يروا انا نسوق الماء الى الارض الجرس هذا استفهام انكاري ينكر الله عز وجل على كفار قريش وعلى كل كافر وهم يرون بام اعينهم ان الله يسوق الماء من خلال السحاب الى الارض الجزر فهي التي لا نبات فيها وهذا كلنا رأيناه يأتي السحاب من اماكن بعيدة وينزل على ارض يابسة لا نبات فيها ثم تنبت بعد ذلك هذي اية دليل على قدرة الله وعلى ان من يفعل ذلك قادر على بعث الناس واعادتهم مرة اخرى وانه هو المستحق ان يعبد وحده لا شريك له اولم يروا ان نسوق الماء الى الارض الجرس التي لا نبات فيها فنخرج فنخرج به زرعا يعني فننزل المطر على هذه الارض الجرداء فنخرج به منها زرعا ونباتا تأكل منه انعامهم دوابهم تأكل وانفسهم افلا يبصرون يأكلهم ودوابهم افلا يبصرون يعقلون يعني يبصرون نعم الله ويرونها رؤيا تحمل على الايمان والاتعاظ والاعتبار بها ثم قال جل وعلا ويقولون متى هذا الفتح ان كنتم صادقين ذكروا قولين منهم من قال متى يكون هذا الفتح المراد به ان الكفار يستعجلون على النبي صلى الله عليه وسلم يقولون متى يفتح الله بيننا وبينك؟ تقول بان القيامة ستقوم وانا سنجازى ويفعل بنا وندخل النار متى يكون هذا الفتح؟ من باب الاستهزاء وقال بعض العلماء الفتح فتح مكة ورده ابن كثير قال هذا قول خطأ فاحش بان فتح مكة لما جاء تابع عدد كبير فوق الفين رجل الطلقاء صاروا تابوا ورجعوا وهنا يقول قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا ايمانهم لو كان فتح مكة ما قبل الله ايمانه والصواب ان الفتح هنا كما قال ابن كثير ومثله ابن جرير قال اي حتى يجيء هذا الحكم بيننا وبينكم ومتى يكون الثواب والعقاب؟ يعني متى يفتح الله بيننا وبينكم يظهر احدنا على الاخر ولانهم يكذبون بان الله سيهلكهم ويدمرهم وان الله سيعذبهم وسينصر نبيهم فجهلا منهم يقولون هذا يستعجلون ويقولون اي كفار قريش لشدة تكذيبهم متى هذا الفتح ان كنتم صادقين ان كنت يا محمد انت ومن معك صادقين انه سيأتي يوم نعذب ونهلك وانتم تكونون في الجنة متى؟ هذا يقولونه على سبيل التكذيب نعوذ بالله قال جل وعلا ردا عليهم قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا ايمانهم ولا هم ينظرون لو ارادوا يؤمنوا ذلك اليوم لا ينفعهم الايمان قامت الساعة ولا هم ينظرون ولا هم يمهلون بل يأخذهم العذاب فجأة نسأل الله العافية والسلامة. ثم قال جل وعلا فاعرض عنهم وانتظر انهم منتظرون اعرظ المراد اعرض عن اذاهم وعن سفرهم وعن كلامهم الباطل مثل هذا يستهزئون انا انهم منتظرون وانتظر انهم منتظرون هكذا ينبغي الانسان اذا قابله الجهال والعصاة بالاستهزاء او الطعن او يصبر ويعرظ عن اذاهم فيروح يحط راسه بروسهم يتكلم مثلهم لا يبين الحق ويعرض عن سفههم وعن جهلهم ثم قال وانتظر انتظر يا نبينا الامر قريب انهم منتظرون. هم ايضا سيبقون الى ان يأتيهم الاجل ثم عند ذلك يحل بهم عذاب الله هذا تهديد ووعيد شديد اكيد تتفطر له القلوب وبهذا نكون انتهينا من السورة لكن هنا فائدة او قصة ذكرها ابن كثير وفي سندها ضعف لكن ذكرها العلماء يقولون اه عن قيس ابن حجاج عن من حدثه قال لما فتحت مصر اتى اهلها عمرو بن العاص في شهر من اشهر العجم فقالوا ايها الامير ان لنيلنا النيل المعروف. سنة سنة لا يجري الا بها. قال وما ذاك؟ قالوا والله اعلم وصلى الله وسلم