بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم يا ايها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين. ان الله كان عليما حكيما. واتبع ما يوحى اليك من ربك ان الله كان بما تعملون خبيرا وتوكل على الله. وكفى بالله وكيلا. ما جعل الله رجل من قلبين في جوفه. وما جعل ازواجكم اللائي طاهرون منهن امهاتكم. وما جعل ادعياءكم دنائكم ذلكم قولكم بافواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل ادعوهم لابائهم هو اقسط عند الله لم تعلموا وليس عليكم جناح فيما اخطأتم به ولكن ما مددت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد كنا في اخر الدرس الماضي في تفسير اخر سورة السجدة بدأنا بذكر قصة ذكرها الحافظ ابن كثير رحمه الله ولكن اقيمت الصلاة ولم نتم قراءتها ولهذا اعيد قراءتها وهي قصة ذكرها الحافظ ابن كثير في تفسيره وذكرها في البداية والنهاية وذكرها جمع من اهل العلم وفيها فائدة الحقيقة من ناحية ان مرد الامور الى الله جل وعلا وانه لا يجوز للانسان ان يعمل اعمالا على خلاف ما جاءت به الشريعة فيقول الحافظ ابو القاسم اللألكائي الطبري في كتاب السنة يقول قال ابن لهيئة عن قيس ابن حجاج عمن حدثه قال لما فتحت مصر اتى اهلها عمرو بن العاص حين دخل بأونة من اشهر العجب يعني دخل شهر من اشهر العجم كانوا يسمونه بهذا الاسم فقالوا ايها الامير ان لنيلنا سنة سنة لا يجري الا بها يعني نهر النيل في مصر قالوا له سنة لا يجري الا بها كل سنة نفعلها حتى يجري نهر النيل فقال عمرو بن العاص وما هي قال وما ذاك؟ قالوا اذا كانت ثنتا عشرة ليلة خلت من هذا الشهر عمدنا الى جارية بكر بين ابويها فارظينا ابويها وجعلنا عليها من الحري والثياب افظل ما يكون ثم القيناها في هذا النيل فقال لهم عمرو ان هذا ما لا يكون في الاسلام ان الاسلام يهدم ما كان قبله فاقاموا هذا فاقاموا شهرهم ذلك والنيل لا يجري حتى هموا بالجلاء فكتب عمرو بن العاص الى عمر بن الخطاب رضي الله عنهم رضي الله عن الصحابة اجمعين بذلك. فكتب اليه عمر انك قد اصبت بالذي فعلت قلت هذا ما يكون في الاسلام ثم فتاة او يفعل شيء من اجل ان يمشي النيل. جري النيل او عدم جريانه هذا مرده الى الله جل وعلا وتفعل الاسباب من طاعة الله والاستغفار والتوبة التي بسببها تستجلب الارزاق اما مثل هذا الفعل فلا يجوز قال له الفاروق رضي الله عنه قد اصبت بالذي فعلت وقد بعثت اليك ببطاقة داخل كتابي هذا فألقها في النيل فلما قدم كتابه اخذ عمرو البطاقة ففتحها فاذا فيها من عبد الله عمر امير المؤمنين الى نيل اهل مصر اما بعد فانك ان كنت انما تجري من قبلك فلا تجري وان كان الله الواحد القهار هو الذي يجريك فنسأل الله ان يجريك قال فالقى البطاقة في النيل واصبحوا يوم السبت وقد اجرى الله النيل ستة عشر ذراعا في ليلة واحدة. وقطع الله تلك السنة عن اهل مصر الى اليوم رواه الحافظ ابو القاسم في كتابه السنة هكذا جاء في هذه القصة ولا شك ان ان في سندها ابن لهيعة وهو رجل ضعيف لكن القصد ان انه قد يحصل بعض الابتلاءات ويصدق بها الناس فالواجب على الانسان في هذه الامور ان يعتمد على الله وان يسأل الله جل وعلا وهذا كما يحصل لبعض عباد القبور يذهب الى القبر فيدعوه فتخرج له يد من القبر تمتد اليه تسلم عليه او ترد له حاجته او ضالته فيفتن بهذا فتنة عظيمة الامور مردها الى الله والواجب ان يلجأ المسلم الى الله وان يسأله وان يطلب منهم قضاء ان يطلب منهم قضاء الحوائج جل وعلا ولا ينصرف قلبه يمينا ولا شمالا ثم نخلص الى درسنا هذه الليلة وهو تفسير سورة الاحزاب وقد جرت العادة ان نذكر بعض المقدمات قبل او ان نذكر بعض المقدمات بين يدي السورة. فنقول اولا اسم هذه السورة اسمها سورة الاحزاب وبذلك جاءت في كتب التفسير وكتب السنة بل قال بعض اهل العلم لا يعرف لها لها اسم غير هذا الاسم سورة الاحزاب وسبب تسميتها بذلك ان الاحزاب قد تحزبوا كفار قريش ومن معهم من قبائل العرب تحزبوا ضد النبي صلى الله عليه واله وسلم حتى بلغ عددهم عشرة الاف مقاتل فجاءوا الى المدينة وحاصروها فارسل الله عليهم ريحا مزقت خيامهم وشتت شملهم وكفى الله المؤمنين القتال فسميت غزوة الاحزاب ولان الله جل وعلا ذكر ذلك في كتابه ذكر هذه الكلمة كلمة الاحزاب والمراد بهم كفار قريش ومن تجمع معهم من قبائل العرب الذين جاؤوا وحاصروا المدينة وكان ذلك في السنة الرابعة وتسمى غزوة الخندق ايضا ويقال لها غزوة الاحزاب وقال بعض وقال ابن اسحاق انها كانت في السنة الخامسة من الهجرة ولا شك انها كانت بعد غزوة احد لكن العلماء اختلفوا هل هي في السنة الرابعة او في السنة الخامسة آآ واما نوعها فهي مكية بالاتفاق سورة الاحزاب مكية باتفاق اهل العلم لكن ما معنى ان يقول القائل هذه السورة مكية او هذه السورة مدنية العلماء لهم في هذا مصطلح ولهم ثلاثة اقوال في هذه المسألة فمن العلماء من قال المكي ما نزل بمكة اذا قيل هذا القرآن مكة وهذه السورة مكية او هذه الاية مكية فالمراد انها نزلت بمكة والمدني ما نزل بالمدينة وهذا القول ضعيف لماذا؟ لان من القرآن ما نزل بالطائف او بتبوك او ببدر او بحنين فهذا تعريف غير جامع ولا مانع والاصل في التعريف ان يكونوا جامعا مانعا يجمعوا افراده ويمنعوا من دخول غيرها فيه والقول الثاني فهذا نظروا الى اعتبار المكان جعلوا العبرة بالمكان ما نزل بمكة فهو مكي وما نزل بالمدينة فهو مدني والقول الثاني قال المكي ما كان خطابا لاهل مكة والمدني ما كان خطابا لاهل المدينة وهذا القول ايضا ضعيف لان في القرآن ما ليس خطابا لاهل مكة ولا لاهل المدينة يبتدئ الله عز وجل بيان حكم من الاحكام اقتربت الساعة وانشق القمر والقول الثالث وهو الراجح من اقوال اهل العلم ان المكي ما نزل قبل الهجرة والمدني ما نزل بعدها فنظروا الى اعتبار الزمان نظروا الى اعتبار الزمان فما كان قبل الهجرة فهو مكي وين كان نزل في الطائف وما كان بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم فهو مدني وان كان نزل بمكة عام الفتح او نزل عام حجة الوداع بمنى او نزل بعرفة لانه نزل بعد هجرته النبي صلى الله عليه وسلم طيب ما ما نزل في زمن الهجرة بين مكة والمدينة اولا ما ثبت انه نزل شيء ما ثبت اسناده صحيح بذلك ولكن قال العلماء انما نزل لو ثبت ان هناك قرآنا نزل اثناء هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة الى المدينة فهو مدني فهو مدني لان النبي صلى الله عليه وسلم خرج من مكة فله اعتبار ما بعده اه اذا سورة الاحزاب مكية بالاتفاق يعني نزلت قبل هجرة النبي صلى الله عليه واله وسلم اه المقدمة الثالثة ما هو ترتيب هذه السورة بين سور القرآن لانه معلوم ان سور القرآن مئة واربع عشرة سورة فما ترتيب هذه السورة من بينها قال المفسرون هي السورة التسعون هي السورة التسعون في عداد السور النازلة من القرآن نزلت بعد الانفال وقبل سورة المائدة وهذا الحقيقة يردف فيه اشكال لان الانفال نزلت بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم لكن طبعا الغالب في مثل هذا الترتيب انه اجتهادي من العلماء نزلت قبل سورة كذا وبعد سورة كذا ولكن نحن تقرر معنا قريبا انها مكية بالاتفاق فالانفال متى نزلت نزلت يوم بدر والمائدة من اخر ما نزل عن النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء عن ام المؤمنين عائشة قال قالت فانها من اخر ما انزل على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اه آآ نعم اه هذه السورة اه نحن قلنا مكية هي مدنية الا وهم منا سورة الاحزاب مدنية بالاتفاق. يعني نزلت بعد الهجرة ولا شك نزلت بعد الهجرة مدنية وليست بمكية هذا وهم مني اذا القول بان ترتيبها هي سورة تسعون هذا صحيح على هذا يستقيم لانها نزلت بعد سورة الانفال وقبل سورة اه المائدة آآ وقت نزوله اختلف العلماء فيه كما قدمناه فمنهم من قال انها نزلت اه نزلت في غزوة الاحزاب لكن هل كانت في السنة الخامسة؟ او كانت في السنة الرابعة. اذا هي مدنية بلا نزاع اه عدد اياتها ثلاث وتسعون اية ثلاث وتسعون اية ايضا بالاتفاق ما في خلاف لكن جاءت بعض الاقوال التي فيها اشكال نشير اليها اه لنبين وجه هذه الاقوال فجاء عن ابي انه قال لي زر ابن حبيش كاي تقرأ سورة الاحزاب او كأين تعدها يعني كم تعد سورة الاحزاب فقال ثلاثا وسبعين اية هذا ايضا اشكال هي ثلاثة وتسعون اية بالاتفاق باتفاق العادين فقال ابي قط فقط ثلاثة وسبعين اية لقد رأيتها وانها لتعادل سورة البقرة رأيت صورة الاحزاب كانت تعادل سورة البقرة طولا ولقد قرأنا فيها الشيخ والشيخة اذا زنايا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عليم حكيم وهذا مثال يضربونه للقرآن الذي نسخ لفظه وبقي حكمه لان الشيخ والشيخة معناه الثيب والثيبة اذا زنا الرجل الثيب المحصن والمرأة المحسنة فانهما يرجمان وقد قال عمر ابن الخطاب رضي الله عنه والحديث في البخاري قال لعله ان طال في الناس زمان يأتي رجل ويقول لا نجد الرجم في كتاب الله ما نجد ان ان الزاني المحصن يرجم في كتاب الله نعم هو جاء في السنة ولا شك الثيب بالثيب خذوا عني خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلا البكر بالبكر جلد مئة وتغريب عام والسيء بالسيب الرجل والجلد او كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لكن المراد هل جاء في القرآن؟ نعم هذا الحديث وما جاء عن عمر رضي الله عنه يدل على انه قد جاء في القرآن حكم رجم الزانيين اذا زنيا. اذا كان محصنيين فقال عمر لعله يطول بالناس عهد. فيقول رجل ما وجدنا الرجمة في كتاب الله فلقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا رجم النبي صلى الله عليه وسلم ورجم ابو بكر وعمر من بعدي الى اخر ما جاء عنه. وجاء هذا الحديث يصححه ايضا بعض اهل العلم الشيخ والشيخ اذا زنايا فارجموهما البتة قالوا وهذا كانت اية في سورة الاحزاب لكن نسخ لفظها وبقي حكمها لان النسخ يا اخوان احيانا ينسخ اللفظ والتلاوة ينسخ لفظ الاية وحكمها نسخ تلاوتها ولفظها من المصحف وايضا ينسخ حكمها واحيانا ينسخ الحكم ويبقى اللفظ واحيانا ينسخ اللفظ ويبقى الحكم مثل هذا هذا الحديث ومثل قول عائشة رضي الله عنها في صحيح مسلم كان مما انزل في القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم ان عشر رضعات معلومات يحرمنا فنسخنا بخمس رضعات معلومات يحرمن وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن مما يقرأ في القرآن عايشة تخبر بان نسخ انه كان جاء في القرآن ان الرضعات المحرمة عشر رضعات اذا رضع الصبي من امرأة في الحولين عشر مرات صارت اما له ويحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب فنسخ ذلك بخمس رضعات اذا رضع الصبي من امرأة اجنبية خمس رضعات في الحولين صارت اما له تقول عائشة فمات النبي صلى الله عليه وسلم وهن مما يقرأ في القرآن هنا يرد اشكال اذا كان النبي صلى الله عليه وسلم مات وهذه الاية انه يحرم خمس رضعات في القرآن اينها؟ الان من هنا يحاول بعض اهل الباطل والالحاد التشكيك في القرآن لكن هذا لا يمكن قال العلماء مراد عائشة رضي الله عنها انهن من اخر ما ما نسخ نسخ خمس رضعات معلومات من اخر ما نسخ لدرجة انه مات النبي صلى الله عليه وسلم وبعض الناس لم يبلغه النسخ لم يبلغوا النصف فلا يزال يقرأها. مات النبي وهو يقرأها. ما بلغه النسخ لانها نسخ في اخر حياة النبي صلى الله عليه واله وسلم آآ وهذا الحديث اه حديث ابي ولقد قرأنا فيها الشيخ والشيخة اذا زنا فرجمهما البتة نكالا من الله والله عليم حكيم. رواه الامام احمد ورواه النسائي وحسن اسناده ابن كثير غيره من اهل العلم يقول الله جل وعلا يا ايها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين. ان الله كان عليما حكيما. يا ايها النبي مر معنا مرارا ان النداء له اهمية فالنداء يجلب اهتمام المخاطب ولهذا اذا كنت تتحدث مع شخص او مع اناس حديثا مستمرا ربما يسهون لكن لو ناديت يا ايها الناس يا اخوان يا قوم هذا ادعى ان ينتبهوا وهذا والنداء يأتي للاشياء المهمة ولهذا نادى الله عز وجل نبيه امرا له بالتقوى ولكن ماذا قال؟ هل قال يا محمد لا يقول العلامة الامين الشنقيطي رحمه الله في اضواء البيان يقول ما نادى الله نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم باسمه في القرآن لكن ناداه بوصفه يا ايها النبي يا ايها الرسول نعم ذكر اسم النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن محمد رسول الله لكن ما ناداك ما نادى نوح يا نوح يا موسى يا داوود نادى الله جمعا من انبيائه قال الامير الشنقيطي رحمه الله وهذا من اجلال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم وتوقيره فينبغي لنا ان ان نتعظ بهذا بعض الناس اذا جاء يذكر النبي صلى الله عليه وسلم يقول قال محمد لا يا اخي قل قال النبي صلى الله عليه وسلم قال الرسول صلى الله عليه وسلم ولا شك ان اسمه محمد لكن هذا من اجلاله وتعزيره وتوقيره صلى الله عليه واله وسلم اذا ناداه الله بوصف النبوة فقال يا ايها النبي اتق الله والتقوى كما ذكرنا ذلك مرارا هي ان تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بفئر بفعل اوامره واجتناب نواهيه واحسن ما عرفت به تعريف طلق بن حبيب رحمه الله قال التقوى ان تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وان تترك معصية الله على نور من الله تخشى عقوبة الله هذا التعريف من احسن ما عرفت به التقوى قاله ابن تيمية والمجزي وابن القيم وابن والذهبي وابن رجب وغيرهم من اهل العلم هذه هي تقوى الله يا عبد الله ان تعمل بطاعة الله فعل الاوامر على نور من الله ما تتعبد لله بهواك وجهل وبدع على نور من الله ما قصدك بهذا؟ مرآة؟ لا ترجو ثواب الله مخلصا لله وان تترك معصية الله على نور من الله بعظ بعظ الناس يترك بعظ المعاصي والذنوب ما يفعلها اصلا لانه ما يحبها لا التقوى تتركها على نور تعرف ان هذا محرم ما يجوز وايضا تخشى عقوبة الله تخشى لو فعلتها يعاقبك الله جل وعلا فهذه هي التقوى التقوى هي وصية الله للاولين والاخرين والاخرين كما قال جل وعلا ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله فهي اعظم وصية واجل وصية وعليها مدار السعادة ولا ايمان الا بالتقوى واذا كان امام المتقين صلى الله عليه واله وسلم يأمره ربه بالتقوى فمن بعده من باب اولى واحرى من باب اولى نحن مأمورون بهذا اذا كان امام المتقين صلى الله عليه وسلم سيد ولد ادم اتقى الناس واخشاهم واورعهم يأمره الله بالتقوى ويذكره بها فغيره من باب اولى اذا قال لك احد اتق الله قل جزاك الله خيرا احسنت بعض الناس اذا قيل له اتق الله قال انا اتقى منك لا يا اخي اذا امرك احد بالتوبة قل جزاك الله خيرا. احسنت الموعظة والوصية يا ايها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين الكافرين هم الكفار الخلص الذين يظهرون الكفر ولم يدخلوا في الاسلام اصلا والمنافقون هم الذين يظهرون الاسلام ويبطنون الكفر والنفاق كما يقول اكثر اهل العلم يقولون ما نجم وما وجد النفاق الا في المدينة بعد غزوة بدر قبل غزوة بدر كان الذي يريد يبقى على الكفر ما يخاف لكن لما نصر الله نبيه صلى الله عليه وسلم واصحابه ببدر نجم النفاق. قال عبد الله بن ابي في المدينة اني ارى هذا الامر قد توجه ظهر امر محمد فاظهر الاسلام وظهر انه اسلم وهو مبطن للكفر باق عليه فهؤلاء يسمون المنافقون اخذا من نافق اليربوع لان الربوع او الجربوع الدابة المعروفة التي فيها شبه من الفأر لكنها حلال ويجز اكلها لان النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم لما ذكر جزاء الصيد قال وفي اليربوع جفرة يعني من صاد جربوعا وهو محرم عليه ان يذبح جفره والجفرة هي العناقة التي لها ثلاثة اشهر العنز الصغيرة لها اربعة اشهر فمن ذبحه وهو محرم عليه ان يفدي ذلك بذبح جفرة اذا هالدليل انه صيد وحلال لانه لم يكن لو لم يكن حلال لا جزاء به ومثله الظبع كثير من الناس يعتقد ان الضبع حرام ولا يجوز اكله نقول لكن في صحيح مسلم النبي صلى الله عليه وسلم قال ومن ذبح ضبعا ففيه كذا وكذا دل على انه من الصين لكن قد لا تطيب نفسك ولا ترغب به ليس لازما ان تأكله لكن المهم لا تقل انه حرام فالحاصل ان الربوع او الجربوع اه يتخذ جحرا له في الصحراء يتخذ مدخلا له يغلقه بالتراب لكن اذا اراد يخرج لا يرجع من هذا المخرج الذي دخل منه يجعل له نافقا ويرققها بحيث انه اذا احس بالخطر ضربها برأسه وخرج قد يكون الذي يريد صيده يبحث حول القاصوعاء مدخله لا هو يخرج من جهة اخرى ما تراها كذلك المنافق يظهر الاسلام لكن اذا جاءت الازمات وجاءت بعض الشدائد خرج على حقيقته كما فعل عبد الله ابن ابي ومن معهم من المنافقين؟ خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم الى غزوة احد فلما دنوا من احد ان خزل بثلاث مئة من اتباعه ورجعوا وتركوا النبي صلى الله عليه وسلم خرج على حقيقته فالحاصل ان الله نهى نبيه صلى الله عليه وسلم ان يطيع الكفار لانه لا يأمرنا بالحق ولا يأمرنا بالعدل يأمرون بالشرك وبعبادة الاوثان ونهاه ايضا ان يطيع المنافقين لانهم كذلك وان كانوا يظهرون الاسلام لكن لا يأمرنا بالتقوى بالدين بالصلاح بالخير يأمرون ويشيرون ويقترحون اقتراحات ضد الاسلام واهله فاذا كان هذا توجيه رباني كريم لنبينا صلى الله عليه وسلم الذي ينزل الله عليه الوحي فكيف بغيره من الناس؟ انتبه لا تطع الكافرين والمنافقين والله ما يأمرونك بدينك ولا يعينونك عليه يهينونك فلا تطعهم وارجع الى كتاب الله وسنة رسوله بفهم سلف الامة ارجعي الى اهل العلم خذ دينك عنهم ولا تطع الكافرين ولا المنافقين قال جل وعلا ان الله كان عليما حكيمة كان عليما قد احاط علمه بكل شيء ومن ذلك ما شرعه لك من هذه الشريعة العظيمة فهي بناء على علمه المحيط بكل شيء وكذلك نهيه لك عن سماع عن طاعة الكافرين والمنافقين وكذلك امره لك بالتقوى وكان جل وعلا حكيما في اقواله وافعاله واحكامه جل وعلا وهذا ختم الاية بهذين الاسمين فيه اثبات هذين الاسمين لله جل وعلا واثبات اتصاف الله جل وعلا بالعلم والحكمة وايضا طمأنة نفوس المخاطبين بان هذه الاحكام التي امرتم بها وشرعت لكم بناء على علم العليم الذي احاط علمه بكل شيء وبناء على حكمته التي تضع كل شيء موضعه سبحانه وتعالى فهي احكام في فهي احكام واوامر في غاية العلم بما يصلحكم وما يصلح الخلق كلهم وفي غاية الاحكام والاتقان ثم قال جل وعلا واتبع ما يوحى اليك من ربك. اذا انت اما ان تطيع اما ان تتبع الوحي واما ان واما ان تطيع الكافرين والمنافقين ابدا هذا مصدر الاحكام اذا اردت تعمل عملا اما ان تصدر فيه عن كتاب الله واما تصدر فيه عن طاعة من خالف شرع الله اذا واتبع وهذا تأكيد الامر فنهيه عن طاعة المشركين والكافرين تقتضي العمل بالكتاب والسنة لكن اكده لتقوم الحجة وهذا الواجب عليك يا عبد الله الله جل وعلا يقول ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوى ويقول عن نبيه صلى الله عليه وسلم وسنته وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا هذا المنهج العظيم الذي من سلكه نجا ومن اراد النجاة لنفسه فليسلكه وهو اتباع القرآن والسنة طبعا بفهم الصحابة والتابعين لهم باحسان لا بفهم الفرق الضالة كالجهمية والمعتزلة وغيرهم من الفرق الذين فهموا القرآن بغير الفهم الصحيح وانما المراد بفهم الصحابة ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين واتبع ما يوحى اليك من ربك دليل ان القرآن وحي من الله وكذلك السنة القرآن وحي من الله والسنة وحي من الله قال جل وعلا وما عن نبيه صلى الله عليه وسلم وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي نوح والنبي صلى الله عليه وسلم يقول الا اني اوتيت الكتاب ومثله معه فالسنة توحي كذلك ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم معصوم بما يقول ما ينطق عن الهوى لكن غيره غير معصوم حتى ولو كان ابو بكر او عمر او غيرهم قد يخطئ لكن النبي صلى الله عليه وسلم اذا قال شيئا فهو الحق الذي لا مرية به يجب ان يعتقد هذا قال واتبع ما يوحى اليك من ربك ان الله كان بما تعملون خبيرا قال ما يوحى اليك من ربك انه من عند الله وحي ما هو من وحي الشياطين وما تنزلت به الشياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون قال جل وعلا ان الله كان بما تعملون خبيرا الله جل وعلا كان وكانت تدل على الماضي وما زال ولا يزال عليما حكيما ولهذا قال سيبويه كان تختلف عن الافعال الماضية فهي تدل على الماضي وتدل على المستقبل وعلى الحال وعلى كل حال يجب ان يعتقد هذا ان الله كان وما زال ولا يزال جل وعلا عليما خبيرا متصلا بصفات الكمال والجلال ان الله كان بما تعملون خبيرا. والخبير هو العليم ببواطن الامور جل وعلا وهذا دليل على كمال علمه وخبرته واحاطته قال جل وعلا وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا التوكل هو الاعتماد على الله وتفويض الامر اليه مع الاخذ بالاسباب هذا هو الاصل في التوكل الاعتماد على الله وتفويض الامر اليه مع الاخذ بالاسباب بعض الناس يفهم التوكل خطأ يعتمد على الله يفوض اموره اليه لكن ما يأخذ بالاسباب يقول انا معتمد متوكل على الله عز وجل في الرزق واريد ابقى في المسجد النبوي افوض امري الى الله ولا اريد ان اخرج فالله سيطعمني ويسقيني ويأتيني بالمال ويأتيني بالاولاد وهذا حصل في زمن عمر دخل واذا شباب في المسجد النبوي قال ماذا تصنعون قالوا نسبح الله ونحمده ونحمده ونذكره قالوا من اين تأكلون قال والله يرزقنا فاخذ الدرة وظربهم فقال ان السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة اخرجوا لطلب الرزق او كما قال رضي الله عنه اذا يا اخوان هذي امر مهم جدا لا بد من الاخذ بالاسباب ان تعتمد على الله في امورك وتفوظ امرك اليه توكل عليه لكن تجتهد انت في فعل الاسباب التي ترى انها بعد الله جل وعلا تكون سببا في حصول هذا الامر او دفعه انظر الى امام المتوكلين صلى الله عليه واله وسلم يوم احد وهو امام المتوكلين واشجع الناس صلوات الله وسلامه عليه ظهر بين درعين الدرع هي الجنة التي تلبس على اعلى الصدر حلق من حديد حتى اذا ضرب بالرمح او كذا لا لا ينفذ من ورائها ما ينفذ في البدن فلبس النبي صلى الله عليه وسلم درعا بل درعين لبس درع ولبس فوقه ولبس درعا اخر وهو امام المتوكلين فالتوكل يا اخوان هو الاعتماد على الله وتفويض الامر اليه مع الاخذ بالاسباب مع الاخذ بالاسباب واذا كان الله امر نبيه صلى الله عليه وسلم بالتوكل فنحن من باب اولى ولهذا لو تأملنا في هذه الآيات الثلاث نجد ان الله جل وعلا امر نبيه بالتقوى ونهاه عن طاعة الكفار والمنافقين وامره باتباع الوحي وامرهم بان يتوكل على الله لا تطع الكافرين والمنافقين والتزم بالشرع وتوكل على ربك وهذا هو النجاة اعتمد عليه لانه لا بد للانسان يحصل له في هذه الدنيا امور ومصائب واشياء فهنا التوكل الاعتماد على الله ما هو الاعتماد على الناس او على الاسباب لان الناس طرفا دائما في اكثر الامور طرفان ووسط منهم من يعتمد على الاسباب المحضة ومنهم من يتوكل بدون الاخذ بالاسباب. لا اعتمد على الله وخذ بالاسباب قال وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا نعم كفى به سبحانه وتعالى وكيلا. ولهذا قال جل وعلا ومن يتوكل على الله فهو حسبه فهو حسبه يعني هو كافيه وقال جل وعلا اليس الله بكاف عبده وقال جل وعلا وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين ومن ومن يتوكل على الله فهو حسبه فتوكلوا على الله واعلموا انه نعم الوكيل نعم من وكلت امورك اليه فاعتمدت عليه بقلبك وفوضت امرك اليه وقمت باخذ بالاخذ بالاسباب فقد توكلت على نعم الوكيل القوي المتين القدير الذي لا يكون الا ما يريد يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ثم قال جل وعلا ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه وما جعل ازواجكم اللائي تظاهرون منهن امهاتكم ما جعل ادعيائكم ابنائكم ذلكم قولكم بافواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ما جعل الله لرجل ولا امرأة كذلك من قلبين في جوفه قلب واحد وهذا امر مستقر في الفطر والله بينه واحكمه وذكر هذا كما قال ابن كثير مقدمة لنفي التبني ونفي الظهار فالرجل الذي يقول لزوجته انت علي كظهر امي غير صحيح امك هي التي ولدتك فقط لا يمكن يكون للانسان اما المولود تلده امرأة واحدة لا تلد امرأتان رجلا واحدا ابدا هذا مو مستقر فقول الرجل لامرأته انت علي كظهر امي؟ هذا هذا منكر وزور خطأ لكنه غير صحيح ابدا لن تكون زوجته امه ابدا وكذلك من يدعي ولدا ويتبناه؟ يقول هذا ابني لا يكون هذا ابدا لان ابو الرجل واحد ابوه الذي اتى امه فجامع امه واحد ولهذا يقول ابن كثير هذه المقدمة وهي ما جعل الله للولد من قلبين في جوفه هذه كلها مقدمة لنفي التبني فهي مثل التبني فالتبني مثلها. يقول ابن كثير يقول تعالى موضئا قبل المقصود المعنوي امرا حسيا معروفا وهو انه كما يكون للشخص الواحد قلبان في جوفه ولا تصير زوجته التي ولا تصير زوجته التي يظاهر منها بقوله انتي علي كظهر امي هما له كذلك لا يصير الدعي ولدا للرجل اذا تبناه فدعاه ابنا له فقال ما جعل الله لرجل من من قلبين في جوفه وما جعل ازواجكم الا تظاهرون منهن امهاتكم كقوله ما هن امهاتهم الامهاتهم الا اللائي ولدنهم وانهم ليقولون منكرا من القول وزورا وسيأتي ان شاء الله في سورة المجادلة بيان الظهار وبعظ احكامه والحاصل ان الرجل اذا قال لزوجته انت علي كظهر امي حرمت علي لا يجوز له ان يمسها او ان يجامعها الا بعد ان يكفر كفارة الظهار وهي ان يعتق رقبة فان لم يجد يصوم شهرين متتابعين فان لم يجد لم يستطع يطعم ستين مسكينا كفارة مغلظة وسيأتي ان شاء الله الكلام عليها في حينه اذا ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه. يقول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر بن سعدي رحمه الله ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه هذا لا يوجد فاياكم ان ان يقول نعم فاياكم ان تقولوا عن احد له قلبان في جوفه فتكونون كاذبين على الخلقة الالهية ما جعل الله من قلبين في جوف الرجل واحد. كل رجل في جوفه قلب واحد قال جل وعلا وما جعل ازواجكم اللائي تظاهرون منهن امهاتكم وما جعل ادعيائكم ابنائكم ذلكم قولكم بافواهكم والله يقول الحق وهو يد السبيل يقول اهل العلم ان او اهل التفسير ان سبب نزول هذه الاية هو زيد ابن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم احبه وذلك ان زيد ابن حارثة كان عربيا من من قبيلة عربية فسرقه لصوص وهو صبي من اهلي فباعوه في الشام فاشتراه حكيم بن حزام في الجاهلية فجاء به الى مكة على انه مولى اشتراه بماله فلما جاء الى مكة وهبه لعمته خديجة بنت خويلد وتزوج بها النبي صلى الله عليه وسلم عامله النبي صلى الله عليه وسلم على عادته احسن معاملة فبحث عنه ابوه وله في ذلك اشعار وجد عليه وجدا عظيما ثم سمع انه بمكة وجاء اليه وهو هو وعمه جاء ابوه ابو زيد وعمه جاء حارثة واخو حارثة الى مكة فجاءوا الى النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا هذا ابننا نريده فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فلما جاء ورآه ابوه قبله وعرفه فقالوا نريد ابننا يا محمد قبل ان يكون نبيا صلى الله عليه وسلم قال انتم وذاك انا اخيره فقال له هذا ابوك وهذا عمك وهما يريدانك فاختر اختر لنفسك فقال ما كنت لاختار احدا عليك ابدا فلما قام فلما قال هذا قام النبي صلى الله عليه وسلم واعتقه قال هو حر لوجه الله ثم قام ونادى بالناس بالكعبة انني قد تبنيت زيد فهو زيد ابن محمد فصار الناس يعرفونه بزيد بن محمد كما في البخاري قالوا ما كنا نعرفه الا بزيده بزيد بن محمد حتى انزل الله عز وجل هذه الاية فطابت نفس ابيه وعمه صار حرا وتبناه امام الناس ما احد يتعرض له لانهم كانوا قبل الاسلام يتبنون واذا تبنى هذا في عربهم طبعا هذا منكر ما يجوز ولهذا حرمه الاسلام لكن كان في عرفهم اذا تبنى الرجل الرجل صار مثل ابنه تماما من حيث المحرم من حيث الميراث من كل من حيث من من كل جهة لكن حرم الله ذلك في الاسلام فقال جل وعلا وما جعل ادعيائكم املاكم الادعياء جمع دعي وادعي هو الذي يدعى الى غير ابيه وهذا لا يجوز فالله جل وعلا حرمه هنا قال اخبر عنه اولا قال ما جعل في حكمه جل وعلا ادعياءكم ابناءكم ثم جاء في اية اخرى انه زور منكر ولهذا ثبت في الصحيحين من حديث سعد ابن ابي وقاص قال النبي صلى الله عليه واله وسلم من ادعى الى غير ابيه وهو يعلم انه غير ابيه فالجنة عليه حرام نعوذ بالله الجنة عليه حرام وفي الصحيحين ايضا عن ابي ذر قال النبي صلى الله عليه واله وسلم ليس من رجل ادعى لغير ابيه وهو يعلم الا كفر لكن قد يدعي يدعى اليه وهو لا يدري لكن اذا علم هذا كفر بالله لكن ليس هو الكفر المخرج من الملة لكن هذا كفر لنعمة الله كفر نعمة الولد الوالد والنسب لان الانساب شأنه عظيم في الاسلام الله يمتن على عباده انه جعلهم شعوبا وقبائل لتعارفوا وقال تعلموا من انسابكم ما تصلون به ارحامكم وايضا روى ايضا في الصحيحين من حديث علي بن ابي طالب وفيه ومن ادعى الى غير ابيه او انتمى الى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة عدلا ولا صرفا وايضا عند الامام احمد بسند صحيح كما في صحيح الترغيب عن عبد الله ابن عمرو ابن العاص قال قال النبي صلى الله عليه واله وسلم من ادعى الى غير ابيه لم يرح رائحة الجنة وان ريحها ليوجد من قدر سبعين عاما او من مسيرة سبعين عاما قال يرح ويرح فيها ثلاث لغات يرح بفتح الراء ويرح بكسر الراء ويرح بضم الياء وكسر الراء ايضا القصد انه لا يجد ريح الجنة لانه عمل عملا يبعده عن دخول الجنة فهذا امر مهم جدا ولهذا من الخطأ انها تجد بعض اهل الخير قد يتبنون اطفالا ما يتبنونهم يعني تبني حرام في الاسلام لكن مثلا يذهب الى بعظ الاماكن المختصة باللقطة او الذي لا يعرف لهم اباء فيأخذه ويقوم بتربيته هو وزوجته هذا شيء جميل واحسان منهم اليه لكنه لا يجوز ان ينسبه الى نفسه ولا الى زوجته نعم لو ارضعته زوجته في الحولين خمس رضعات صارت اما له من الرضاعة وكان هذا ابوه من الرضاعة لكن لا ينسب اليه نسبا ولهذا قال شيخنا العلامة الشيخ بن باز رحمه الله لما سئل عن هذا قال هذا التبني لا يجوز لكن هذا احسان فكونه يحسن الى اللقيط يقوم عليه من يربيه فهذا شيء جميل ولو ارضعته المرأة امرأة الرجل في الحولين صارت اما له من الرضاعة ولكن لا ينسب اليه وانما يسمى وينسب الى عبد الله او عبد الرحمن قال فلان ابن عبد الله كل الناس عباد لله عبد الرحمان كل الناس عباد للرحمن لكن ان ينسبه اليه لانه قام بتربيته حرام ما يجوز. يدخل في تحريم التبني وادعاء الرجل الى غير ابيه الرجل ينسب الى ابيه وانا سيئتي صريحا في القرآن ادعوهم لابائهم هو اقصد عند الله فان لم تعلموا اباءهم فاخوانكم في الدين ومواليكم يكون اخوك في الاسلام في الدين يكون مولاك لكن ما تقول انه ابني تبني حرام في الاسلام لان الله جل وعلا جعل الاب ابا واحدا الاب الذي اتى ام الولد فولدت هذا الولد هذا ابوه وهذه امه لا يمكن ان يكون له ابوان ولا يمكن لا يمكن ان يكون له ابوا ابوان ولا امه ابدا قال اه ذلكم قولكم وما جعل ادعيائكم ابنائكم ذلكم قولكم بافواهكم يعني انت تقول هذا فلان ابن فلان تتبناه هذا قولكم انتم بافواهكم طيب اليس القول لا يكون الا في الفم لماذا ما قال ذلك قولكم فقط قال قولكم بافواهكم قال بعض المفسرين انه بالتتبع لايات القرآن يتبين ان القول اذا نسب الى الافواه يدل على انه كذب تقولون هذا بافواهكم في الحقيقة لا ليس كذلك لكن تقولون بالسنتكم يختلف المعنى الحسن قوله ذلك قولكم بافواهكم لكنه كذب ما هو بصحيح ما جعل ادعيائكم ابناءكم ان تقولون هذا فلان ابن فلان تقولون بافواهكم لكن هذا كذب ليس ابنا له على الحقيقة فهذا ذم له ويعني بيانا انه لا يجوز. ذلكم قولكم بافواهكم والله يقول الحق الله قال وما جعل ادعيائكم ابناءكم وقول الله هو الحق الصدق لكن هذا قول انتم تقولون بافواهكم كذب ما هو بصحيح والقول الحق هو قول الله ليسوا ابناء لكم قال وهو يهدي السبيل جل وعلا وهو يقول الحق وقوله الحق وهو الذي يجب ان يصدر عنه وهو جل وعلا يهدي الى السبيل المستقيم والصراط المستقيم وهو الدين الذي شرعه الذي يجب ان يصار اليه وان يعمل به ويتبع قال جل وعلا ادعوهم لابائهم هذا الحكم فلما نزلت هذه الاية قالوا زيد ابن حارثة كانوا قبل يقولوا حتى في في اول الاسلام قبل التحريم كانوا يقولون زيد بن محمد ولكن بعد ان نزلت الاية قالوا زيد ابن حارثة ولكمام بيان انه ليس ابنا الابن المدعى اليس ابنا امر الله نبيه ان يتزوج المرأة التي تزوجها زيد ولهذا انكر المشركون قالوا يتزوج زوجة ابنه لا ليس ابنا له ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم الله بين هذا الامر شرعا وقدرا فشرعا بين انه لا يجوز وقدرا تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بزوجة زيد لانها ليست ليست ليس ابنا له والا ابنك لا يجوز زوجات الابناء من المحرمات الابدية المؤبدة قال وحلائل ابنائكم الذين من اصلابكم ايظا هذا تقييد بيان يعني وحرم عليكم حلائل ابنائكم يعني زوجات ابنائكم الذين من اصلابكم ابنك الذي هو من صلبك ما هو المتبنى كما كانوا يفعلون في الجاهلية اذا كان متبنى ما تحرم عليك زوجتك. زوجته اذا طلقها واما الابن من الرضاع فان زوجته تحرم عليك لقول النبي صلى الله عليه وسلم يحرم من الرظاء ما يحرم من النسب فيحرم عليك زوجة ابنك من النسب كذلك يحرم عليك زوجة ابنك من الرضاعة يقول ابن كثير رحمه الله ونقل كلام الطبري وغيره قال وقد ذكر غير واحد ان هذه الاية نزلت في رجل من قريش ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه قالوا كان يقال له ذو القلبين قالوا كان اسمه ابو معمر جميل ابن اسد وسمي بذلك لشدة ذكائه وفطنته وكان يزعم ان له قلبين كل منهما يعقل كل منهما بعقل وافر فانزل الله هذه الاية ردا عليه. هكذا روى العوفي عن ابن عباس وقاله مجاهد وعكرمة والحسن وقتادة واختاره ابن جرير والقول الثاني هذه الاية لرد قول بعض المنافقين بان النبي صلى الله عليه وسلم ذو قلبين فاكذبهم الله هذا جاء ايضا عن ابن عباس لما سئل ارأيت قول الله تعالى ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ما عني او ما عنا بذلك قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما يصلي فخطر خطرة يعني سهى سهوة شهر في صلاته فقال المنافقون الذين يصلون معه الا ترون له قلبين قلبا معكم وقلبا معهم فانزل الله ما جعل الله لرجل من قلبين في جوف. ولكن سنده ضعيف كالذي قبله والقول الثالث قالوا المراد به زيد ابن حارثة وهذا القول مرويه عن الزهري قال بلغنا ان ذلك كان في زيد ابن حارثة ضرب له مثل بقوله اه ليس ابن رجل اليس ابن رجل اخر ابنك وقال لك على هذا هو المشهور عند المفسرين ان المراد اه لقوله جل وعلا وما جعل ابناءكم ادياءكم انه زيد ابن حارثة واما مسألة القلب الذي يظهر انه اخبار من الله لم تنزل بسبب احد لكن ابتداء اخبار من الله جل وعلا بان الله ما جعل للرجل الواحد الا قلبا واحدا هكذا خلق الله خلقه على هذه الخلقة آآ ثم قال ادعوهم لابائهم واقسطوا عند الله طبعا هذا لا خلاف فيه انه في شأن اه زيد ابن حارثة وكان قد قتل رضي الله عنه يوم مؤتة سنة ثمان وايضا في صحيح مسلم عن انس ابن مالك قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بني وهذه مسألة اخرى يعني ذكرها ابن كثير يعني هل هل يجوز ان يقول الرجل لابن غيره يا بني الله حرم علينا قال وما جعل ادعيائكم ابنائكم ما يجوز تتبنى ابن غيرك ابدا لكن هل يجوز لك ان تقول لابن غيرك من باب الاكرام يا ولدي يا ابني هل يجوز ذلك؟ الصواب انه يجوز لان هذا لا يراد به التبني هذا من باب الادب من باب العطف وكل يعلم انه اذا قال الكبير للصغير يا بني انا ولا اقصد انه ابنه من نسبه هذا من باب الادب والاحترام والتوقير وهذا دلت عليه السنة وقد ثبت الحديث اه عند احمد وغيره واهل السنن الا الترمذي ان النبي صلى الله عليه وسلم قام قال يوم جمع الصبي يوم جمع ليلة المزدلفة لظلم لغلماننا او لاغلمة من قريش يا قال لهم ابي نية لا ترموا الجمرة الا بعد طلوع الشمس قبيلية يعني يا ابنائي وبينية لا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمس قال ابو عبيدة وغيره وبينية تصغير ابني وهذا ظاهر الدلالة فان هذا كان في حجة الوداع سنة عشر يعني ما نسخ وايضا جاء في صحيح البخاري ان ابن عمر قال لرجل يا بني وجاء ايضا في الادب المفرد ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليه انس مرة فقال كما انت يا بني كما انت يا بني لا تدخلن الا باذن لما امر نزل الامر بالاستئذان عند الدخول على الرجل في بيته ان انس قال لخادمي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لخادمه انس مكانك يا بني لا تدخل اي الا باذن الان فيجوز ان يقول الرجل لابن غيره يا بني يقول الله جل وعلا ادعوهم لابائهم هو اقسط عند الله. قال الطبري دعاؤكم اياهم لابائهم هو اعدل عند الله واصدق واصوات فادعوهم لابائهم وكانوا يقولون في زيد زيد ابن حارثة نسبوه الى ابيه الحقيقي وكان سابقا يقال له زيد ابن محمد ادعوهم لابائهم هو اقصدوا اي اعدلوا واصوبوا عند الله جل وعلا والعبرة فيما عند الله انسان يسعى ليرظي الله جل وعلا ليفعل ما يرضيه الله فدعاؤهم ونسبتهم لابائهم الحقيقيين هذا اعدل واصوب عند الله تفعل قال فان لم تعلموا اباءهم فاخوانكم في الدين. قد لا يعلم من هو ابوه فتثبت له الاخوة تقول هذا اخي في الله هذا مولاي. وهذا بعينه حصل من النبي صلى الله عليه وسلم كما اورد ابن كثير آآ الحديث الذي رواه البخاري والترمذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خرج من مكة عام عمرة القضاء وتبعتهم ابنة حمزة تنادي يا عمي يا عم فاخذها علي رضي الله عنه وقال لفاطمة دونك ابنتي عمك فاحتمليها فاختصم فيها علي وزيد وجعفر زيد ابن حارثة وجعفر بن ابي طالب وعلي بن ابي طالب اقتصموا كل يقول لا انا اخذها بنت حمزة انا اخذها وانا اقوم عليها فقال قال آآ واختصموا فاختصم فيها علي وزيد وجعفر في ايهم يكفلها فكل ادلى بحجته. فقال علي انا احق بها وهي ابنة عمي وقال زيد ابنة اخي زيد ابن حارثة يقول ابنة اخي طبعا وقوة الاسلام قال وقال جعفر بن ابي طالب ابنة عمي وخالتها تحتي وهي اسماء بنت يعني اسماء بنت عميس كل واحد اعد له حجة انا اريد اخذها لماذا علي بن ابي طالب يقول ابنة عمي وزيد يقول ابنة اخي وجعفر يقول ابنة عمي مثل علي ابن ابي طالب وزيادة خالتها اخت امها عندي فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم فقظى النبي صلى الله عليه وسلم لخالتها وقال الخالة بمنزلة الام وقال لعلي انت مني وانا منك. وقال لي جعفر اشبهت خلقي وخلقي. وقال لي زيد انت اخونا ومولانا. هذا محل الشاهد كان يقال زيد ابن محمد لا النبي ما قال انت زيد ابني؟ قال لا انت اخونا ومولانا هذا استجابة لله في هذه الاية فاخوانكم ومواليكم اه ثم قال جل وعلا وليس عليكم جناح فيما اخطأتم فان لم تعلموا اباءهم فاخوانكم في الدين ومواليكم وليس عليكم جناح فيما اخطأتم به لو اخطأتم وقلت فلان ابن فلان وهو ليس ابنه لكن انتم ما تعلمون ما تقصدون تظننا انه ابنه وهو ليس ابنه في الحقيقة لا شيء عليكم في هذا ولهذا قال جل وعلا في اخر سورة البقرة ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا جاء في صحيح مسلم من حديث ابي هريرة وحديث ابن عباس النبي صلى الله عليه وسلم يقول قال الله قد فعلت قد فعلت لا اؤاخذكم ان نسيتم ولئن اخطأتم فاذا نسب انسان انسان الى غير ابي خطأ سمع هذا وظن انه كذلك لا اثم عليه. ولكن ما تعمدت قلوبكم. هذا هو الحرام. تعرف انه ابنه فتقول له هذا فلان ابن فلان ولتعرف ان اباه شخص اخر هذا هو الذي يؤاخذ عليه الانسان لانه تعمد قلبه ذلك وتعمد الاثم وتعمد نسبته الى غير ابيه الحقيقي وكان الله غفورا رحيما. كان الله جل وعلا وما زال غفورا رحيما. يغفر لعباده ذنوبهم واثامهم اذا تابوا اليه ورجعوا اليه آآ لكن هنا مسألة نختم الكلام بها كما تعرفون انه قد تزني المرأة وهي تحت رجل وتحمل وتلد ولدا فالى من ينسب هذا الولد نقول ان انكره الزوج يتلاعن مع زوجته ويفرق بينهما ولا ينسب اليه يتبرأ من هذا الولد واما اذا سكت فان الولد للفراش كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الولد للفراش وللعاهر الحجر الولد الفراش هذه المرأة فراش من لما انجبت هذا الولد فراش لفلان خلاص ينسب اليه الا اذا تبرأ ولاء هذه مسألة اخرى لكن لو سكت وما لا عن خلاص ينسب اليه وهذا يدخل في قوله لا يؤاخذكم الله فيما اخطأتم به لا يؤاخذكم الله عز وجل وليس عليكم جناح فيما اخطأتم به. لان نحن لانه حينما ينسب الى هذا الرجل وهو في الحقيقة من رجل اخر ولكن ولد على فراشه نحن هذا يعتبر منا بحكم الخطأ لان ما ما ندري رأيناه ولد على فراشه فنسبناه اليه هذا لا يؤاخذنا الله به بل يجب ان يدعى اليه ولكن ان يتعمد الانسان ان ينسب رجل الى غير ابيه او يعلم انه ليس ابنه يأتي رجل الى رجل ويقول خلاص تبناني. انا اريد ان اكون ابنك كما يحصل الان الان بعض الكفار يذهبون الى بعض البلدان من بلدان المسلمين وغيرهم ويشتري طفلا صغيرا يشتري يجدهم فقراء محتاجين يشتري منهم وينسبه الى نفسه ما يجوز هذا حرام ولا يجوز ان ينسب اليه من يقول هذا اخونا اذا كان مسلم هذا اخونا في الاسلام هذا مولى المسلمين ليس الا ولا يزاد على ذلك ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا