تقول ارجو افادتي هل الانسان مخير في دنياه ام مسير؟ ففي الاية الكريمة التالية قوله تعالى فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر تفيد ان الانسان مخير. وفي الاية الكريمة الاخرى وما تشاؤون الا ان يشاء الله. تفيد ان الانسان مسير فمعنى الايتين وهل بينهما تعارض كما يظهر ام لا؟ الانسان مسير ومخير. يجتمع فيه الامران. نعم. فهو مسير من حيث جريان اقدار الله وقضائه عليه وخضوعه لذلك كون وقدرا وانه لا يمكنه التخلص من قضاء الله وقدره الذي قدره عليه فهو من هذه الناحية مسير. اما من ناحية افعاله هو وحركاته وتصرفاته فهو مخير. لان انه يأتي ويذر من الاعمال بارادته وقصده واختياره فهو مخير والعبد له مشيئة وله اختيار ولكنه تابع لمشيئة الله سبحانه وتعالى وقضائه وقدره. ولذلك يثاب على الطاعة ويعاقب على المعصية التي يفعلها وباختياره وارادته. اما الانسان الذي ليس له اختيار ولا ارادة كالمكره والناس والعاجز عن فعل الطاعة هذا لا يعاقب لانه مسلوب الارادة والاختيار اما بالاكراه واما بالنسيان واما بالعكس او بفقدان العقل. نعم. او بفقدان العقل كالمجنون ومعتوه نعم فهو في هذه الاحوال لا يعاقب على تصرفاته انه فاقد للاختيار فاقد للارادة ما اشرت اليه من الايتين الكريمتين قوله تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين هذا يؤيد ما ذكرنا لان الله للعبد مشيئة واختيارا واثبت لنفسه سبحانه وتعالى مشيئه وجعل مشيئة العبد تابعة لمشيئة الله عز وجل. فدل دلت الاية الكريمة على اثبات المشيئتين اثبات المشيئة للعبد واثبات المشيئة لله وان مشيئة العبد تابعة لمشيئة الله عز وجل واما تعالى فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر هذا ليس معناه التخيير بل هذا معناه هذا معناه الزجر التهديد والتهديد والتوبيخ نعم يقول الحق من ربكم من شاء فليؤمن من شاء فليكفر انا اعتدنا للظالمين نارا احاط بهم سرادقها هذا معناه التهديد والتوبيخ وان الانسان اذا عصى الله سبحانه وتعالى وكفر بالله فان الله يعاقبه لانه فعل الكفر باختياره وفعل الكفر بارادته ومشيئته فهو يستحق عقاب الله ودخول النار انا اعتدنا للظالمين نارا احاط بهم سرادقها. نعم. بارك الله فيكم