بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. يا يا ايها الذين امنوا اذكروا نعمة الله عليكم اذ جاءتكم جنود فارسلنا اعليهم ريحا وجنودا لم تروها. وكان الله بما تعملون بصيرا اذ جاءوكم من فوقكم ومن اسفل منكم واذ زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا. هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا واذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله قل هو الا غرورا. واذ قال الطائفة منهم ااهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون ان بيوتنا عورة وما هي بعورة ولو دخلت عليهم من اقطارها ثم سئلوا الفتنة لاتوها وما تلبثوا بها الا يسيرا ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الادبار وكان عهد الله مسئولا قل لن ينفعكم الفرار ان فررتم من الموت او القتل واذا لا تمتعون الا قليلا قل من ذا الذي يعصمكم من الله ان اراد بكم سوءا او اراد كن رحمة ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد كنا في الدرس الماضي اخذنا قوله جل فسرنا قوله جل وعلا يا ايها الذين امنوا اذكروا يا ايها الذين امنوا اذكروا نعمة الله عليكم اذ جاءتكم جنود فارسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا فذكرنا كلام اهل العلم ان الله سبحانه وتعالى يقول لنبيه ينادي المؤمنين ويذكرهم بنعمة الله عليهم وهي نية انجائهم من الاحزاب الذين تحزبوا من قريش ومن سائر قبائل العرب وكذلك ايضا خانت يهود بني قريظة معهم فاجتمعوا ضد النبي صلى الله عليه واله وسلم وضد اصحابه وحفر النبي صلى الله عليه واله وسلم الخندق في الجهة الشمالية من المدينة باشارة من سلمان الفارسي رضي الله عنه وحصر وحاصرت هذه الاحزاب النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه قرابة شهر كامل وحصل لهم في تلك الايام كرب شديد وسيأتي الاشارة الى ذلك ومشقة وجهد عظيم فالعدو قد احاط بهم والبرد قد اشتد عليهم وقلة الطعام وضيق المعيشة كذلك فكانوا في حال شديدة ومع وكان عددهم سبعمئة وقيل ثلاث مئة وقيل ثلاثة الاف والكفار عددهم عشرة الاف فكانوا في كرب شديد لكن الله جل وعلا ثبتهم وهزم عدوهم وكبت ولهذا يذكر المؤمنين بذلك قائلا يا ايها الذين امنوا اذكروا نعمة الله عليكم اذ جاءتكم جنود وهم قريش وغطفان وسائر قبائل العرب اذ جاءتكم جنود فارسلنا عليهم ريحا وذلك ان الله ارسل ريح الصبا عليهم وكانت ريحا شديدة فقلعت الخيام و رمتهم بالحصباء فحصل لهم بذلك الهزيمة وكنا قد ترونا او وسنتلو ان شاء الله في هذا الدرس حديث حذيفة في بيان الحالة التي كانوا عليها وشدة البرد والريح والهواء. وكيف قلعت خيام القوم وازالتها من اماكنها فهذه الريح ارسلها الله نصرة لنبيه صلى الله عليه واله وسلم. ولهذا صح الحديث عنه انه قال نصرت بالصبا واهلكت ادم بالدبور والصبا هي الشرقية فهبت عليهم ريح من هذه الجهة من جهة الشرق وهي الصبا فنصر الله بها نبيه صلى الله عليه واله وسلم قال فارسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها. قال ابن كثير وابن جرير وغيرهم من المفسرين وهم الملائكة ارسل اللهم ارسل الله الملائكة لنصرة نبيه صلى الله عليه وسلم وتخويف المشركين وخذلانهم قال وكان الله بما تعملون بصيرا جل وعلا كان بعمل العباد ومنه عمل المؤمنين في تلك الايام كان بصيرا به يبصره ويراه ويعلمه فعلم ورأى منهم الايمان والثبات على الحق قال اذ جاؤوكم من فوقكم ومن اسفل منكم اذ جاءكم من فوقكم قال حذيفة من فوقكم هم يهود بني قريظة لانهم كانوا في الجهة الجنوبية وتسمى العالية كانت مرتفعة ومن اسفل منكم يقول قريش وغطفان ومن معهم من الاحزاب وقيل بالعكس وقيل من فوقكم قريش والاحزاب ومن اسفل منكم يهود بني قريظة وقال بعض المفسرين بل ان الاحزاب احاطوا بهم بالمدينة من فوقها ومن اسفلها ولكن قول حذيفة ولكن قول حذيفة هو الصواب. اولا لانه جاء عن حذيفة بسند صححه الحاكم والامر الثاني ان هذا هو المعروف عند اهل المدينة ان جنوب المدينة وجهة قباء وهذه المناطق يقال لها العالية هذا معنى من فوقكم والفوقية هنا بالنسبة للارظ الارض دائما تجد انهم يقولون لها اعلى واسفل قال اذ جاءوكم من فوقكم ومن اسفل منكم وازاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا اذ زاغت الابصار قال الطبري حين عدلت الابصار من مقرها او حين عدلت الابصار عن مقرها وشخصت طامحة وقال غيره ان زاغت بمعنى شخصت وقيل وقال السمعاني شخصت وفي العربية بمعنى زاغت بمعنى زاغت ومالت فكأنها مالت شاخصة من الرعب والخوف والاقوال متقاربة وكلها حق فزاغت الابصار يعني شخصت ومالت لشدة الفزع والخوف الذي لحق بهم وازاغت اي حين زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر والحناجر جمع حنجرة وهي الحلقوم اي بلغت القلوب الحلوق قال قال قتادة ومن معه اي زالت القلوب عن اماكنها من الصدر حتى بلغت الحناجر وهي الحلاقم وهي الحلاقيم فلولا ان الحروق ظاقت عليها لخرجت يعني من شدة الخوف يعني ارتفعت القلوب حقيقة حتى بلغت الحناجر من الصدور وقال جمع من المفسرين وكلا الوجهين حكاهم الامين الشنقيطي في اضواء البيان وقيل المراد شدة الهول وفظاعة الامر بلغت القلوب الحناجر يعني اشارة الى شدة الهول الذي لحق بهم وشدة الفزع وفظاعة الامر الذي الم بهم قال جل وعلا وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله ظنونا اختلفت ظنونهم فالمنافقون ظنوا بالله سوءا ولهذا قالوا بعد ذلك ما وعدنا الله ورسوله الا غرورا فظنوا سوءا وظنوا انه سيقظى على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى اصحابه وعلى دعوته وانه سيقضى على الاسلام وهذا ظن السوء وظن بعظهم انهم لا ينصرون وقال الحسن البصري قال وتظنون بالله الظنون الظنون قال ظنون مختلفة ظن المنافقون ان محمدا واصحابه سيستأصلون وايقن المؤمنون ان ما وعد الله ورسوله حق وانه سيظهره على الدين كله ولو كره المشركون ولهذا قال وتظنون بالله الظنونا لان الخطاب مع المؤمنين اذكروني يا ايها الذين امنوا اذكروا نعمة الله عليكم فاخبر عن ظنوني الناس كلهم فالمؤمنون ظنوا بالله خيرا وان الله سيظهر الدين وسيزيل هذه الواقعة التي بهم والمنافقون ظنوا غير ذلك ظنوا انه سيقضى على الاسلام ولهذا جاء عن عن محمد ابن اسحاق في قوله وتظنون بالله الظنونا قال ظن المؤمنون كل ظن ونجم النفاق حتى قال معتب بن بشير او ابن قشير اخو بني عمر ابن عوف كان محمد يعدنا ان نأكل كنوز كسرى وقيصر واحدنا لا يقدر على ان يذهب الى الغائط هذا منافق معتب بن قشير وقال ابن جرير الطبري ظن بعض من كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الدائرة على المؤمنين وان الله سيفعل ذلك واحسنها قول الحسن البصري فانه ارجع الظن الى الجميع لكن اهل الايمان يظنون بالله خيرا ولهذا سيأتي عنهم بعد ذلك انهم يقولون قال ولما رأى المؤمنون الاحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم الا ايمانا وتسليما. هذا قول هذا ظن المؤمنين بربهم واما المنافقون نجم النفاق وظهر ظهروا على حقيقتهم لان الايمان ما استقر في قلوبهم وهم كفار في الباطن وهم في شك هذا ما يتعلق بتفسير الايات وكنا قد بدأنا بذكر خبر حذيفة ونكمل نعود ونذكره مرة اخرى وسنده صحيح لانه قد رواه ايضا قد رواه الامام مسلم باخسر مما سنذكره هنا وهي رواية محمد بن اسحاق. قال محمد بن اسحاق عن يزيد ابن زياد عن محمد بن كعب القرظي قال قال فتى من اهل الكوفة لحذيفة ابن اليمان. يا ابا عبد الله رأيتم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وصحبتموه قال نعم يا ابن اخي قال وكيف كنتم تصنعون قال والله لقد كنا نجهد قال الفتى والله لو ادركناه ما تركناه يمشي على الارض ولحملناه على اعناقنا هكذا بعظ الناس عنده ظن بنفسه ما عرف قدر الصحابة رضي الله عنهم والله ما يبلغ احد ممن جاء بعد الصحابة مد احدهم ولا نصيفه في كل باب ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لو انفق احدكم مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيبه تو انفق احدكم مثل احد مثل احد ذهبا ما بالغ مد احدهم ولا نصيبهم. لو ان صحابيا انفق مد. المد ربع الصاع او نصيبه نصف المد ثمن الصاع لو انفق ثمن صاع والصاع تقريبا اكثر ما قيل انه ثلاثة كيلو ونصيبه كم ميتين غرام لو انفق الصحابي مئتين غرام من الذهب وانفق من جاء بعدهم مثل جبل احد الذي ترونه الجبل العظيم طوله قرابة خمسة كيلو او سبعة كيلو. وعرضه كيلو وارتفاعه كذلك كم وزنه لا يعلمه الا الله لكنه وزن هائل لو انفق المتأخرون مثل جبل احد من الذهب الخالص ما بلغ ثمن الصاع بين الصحابة هذا فضل ما بعده فضل ولهذا اوصي بقراءة كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في اخر الواسطية ذكر الصحابة قال ما كان مثلهم ما كان مثلهم ولا يكون او نحو من هذه العبارة نسيتها. لكن هذا مؤداة ما كان مثلهم ولا يكون رضي الله عنه في كل باب في الشجاعة في فداء رسول الله صلى الله عليه وسلم بانفسهم واموالهم في تعزيرهم للرسول صلى الله عليه وسلم واحترامه ومعرفة قدره فيأتي من يقول بعد ذلك لو كنت موجود بل ذكر بعض اهل العلم انه ينهى ان يتمنى الانسان انه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لانه لعله اذا كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم يكون منافقا سنذكر ان شاء الله قول حذيفة قريبا فلابد يا اخوان نعرف قدر الصحابة والله ما نفعل مثل ما فعلوا ولا نستطيع ولا يستطيع احد ان يفعل مثل ما فعلوه من حيث الجملة مهما كان فكيف بنا في هذه الازمنة مع ما فينا من الظعف والخور والعجز قال والله لو ادركناه ما تركناه يمشي على الارض ولحملناه على اعناقنا قال حذيفة يا ابن اخي والله لو رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بالخندق وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هويا من الليل ومعنى هوية يعني وقتا من الليل ثم التفت فقال من رجل يقوم فينظر لنا ما فعل القوم يشرط له النبي صلى الله عليه وسلم انه يرجع ادخله الله الجنة من يذهب اليهم وله الجنة قال فما قام رجل ثم صلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم هويا من الليل ثم التفت الينا فقال مثله فما قام منا رجل ثم صلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم هويا من الليل هكذا النبي صلى الله عليه وسلم اذا حزبه امر فزع الى الصلاة هكذا ينبغي للمسلم الله جل وعلا يقول واستعينوا بالصبر والصلاة اذا وقع فيك امر ضائقة مصيبة مشكلة افزع الى الصلاة هذا قدوتك صلى الله عليه واله وسلم اذا حزبه امر فزع الى الصلاة يصلي هذه تكاد من تكون من السنن المتروكة عند كثير من الناس والله امر بها استعينوا بالصبر والصلاة قال ثم صلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم هويا من الليل ثم التفت الينا فقال من رجل يقوم فينظر لنا ما فعل القوم ثم يرجع يشرط له رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الرجعة اسأل الله ان يكون رفيقي في الجنة فما قام رجل من القوم من شدة الخوف وشدة الجوع وشدة البرد فلما لم يقم احد دعاني رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فلم يكن لي بد من القيام حين دعاني فقال يا حذيفة اذهب ادخل في القوم فانظر ماذا يفعلون ولا تحدثن شيئا حتى تأتينا. قال فذهبت فدخلت في القوم والريح وجنود الله عز وجل جل تفعلوا بهم ما تفعل لا لا تقر لهم قدرا ولا نارا ولا بناء فقام ابو سفيان فقال يا معشر قريش لينظروا امر امي من جليسه لانه رئيسهم ابو سفيان كان هذا قبل الاسلام قبل ان يسلم فقال ينظر كل منكم جليسه الذي جالس بجواره. لا يكن معنا انسان ليس منا قال لينظر امرؤ من جليسه قال حذيفة فاخذت بيد الرجل الذي بي الى جنبي. فقلت من انت هذا ذكاء الصحابة الصحابة عجب امرهم انظروا كيف بادر وانتبه لهذه القضية. قبل ان يسأله من بجواره هو يسأله قال فقال انا فلان ابن فلان ثم قال ابو سفيان يا معشر قريش انكم والله ما اصبحتم بدار مقام. لقد هلك الكراع والخف واخلفتنا بنو قريظة وبلغنا وبلغنا عنهم الذي نكره ولقينا من هذه الريح الذي ترون والله ما تطمئن قدر ولا تقوم لنا لنا نار ولا يستمسك لنا بناء فارتحلوا فاني مرتحل ثم قام الى جمله وهو اقول فجلس عليه ثم ضربه فوثب على ثلاث فما اطلق عقاله الا وهو قائم من سرعة في الرجوع ما اطلق العقال وهو بارك لركبه ولا اطلق عقاله الا بعد ان وقف قال فجلس فجلس عليه ثم ظربه فوثب به على ثلاث فما اطلق عقاله الا وهو قائم ولولا عهد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الي الا الا تحدث شيئا حتى تأتينا ثم شئت لقتلته بسهم امامي قريب مني لو اردت ان اقتله قتلته قال حذيفة ورجعت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائم يصلي في مرق لبعض نسائه مرجل فلما رآني ادخلني بين رجليه وطرح علي طرفا المرط ثم ركع وسجد واني واني لفيه فلما سلم اخبرته الخبر يعني في متلحف غطاه لحفه النبي صلى الله عليه وسلم فلما سلم اخبرته الخبر وسمعت غطفا بما فعلت قريش فانشمروا راجعين الى بلادهم. وقد رواه مسلم وقد رواه مسلم من حديث في صحيحه من حديث الاعمش عن ابراهيم التيمي عن ابيه قال كنا عند حذيفة بن اليمان رضي الله عنه فقال له رجل لو ادركت رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلت معه وابليت فقال له حذيفة انت كنت تفعل انت كنت تفعل ذلك يعني ينكر عليه ثم قال لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ليلة الاحزاب في ليلة ذات ريح ريح شديدة وقر والقر هو البرد يعني رياح شديدة وبرد شديد. قال وقر ذات ريح شديدة وقر. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا رجل يأتي بخبر القوم يكون معي يوم القيامة فلم يجبه منا احد ثم الثانية ثم الثالثة مثله. ثم قال يا حذيفة قم فاتنا بخبر القوم. قم فاتنا بخبر من القوم فلم اجد بدا اذ دعاني باسمي ان اقوم. فقال ائتني بخبر القوم ولا تذعرهم علي ومعنى تذعرهم يعني لا تنفرهم علي او لا تفزعهم علي او لا تحركهم القصد يعني لا تنبههم يعني لا تحدث شيئا يجعلهم يفزعون ويخافون ويعلمون انك من قبلي قال ولا تذعرهم علي قال فمضيت كما ان كانما امشي في حمام والحمام معروف قديما مكان للاغتسال بالماء لكن يسخن حمامات قديمة ما هي الحمامات الان الموجودة دورات المياه لا حمام لا يزال بعظهم يسميه حمام المدينة كان فيها الى وقت قريب مكان معد للاغتسال فقط يسخن الماء بطريقة معينة فيأتي الرجال يغتسلون فيه فقط للغسل ويكون دافعا لان الما فيه ساخن طيب الان البرد شديد شديد جدا والهواء شديد لكن انظروا هذه المعجزة قال فمضيت كانما امشي في حمام حتى اتيتم لا يحس ببرد ولا شيء قال حتى اتيتم فاذا ابو سفيان يصلى ظهره بالنار فوضأت سهما في كبد قوسي واردت ان ارميه رآه يصل ويصلي المراد به التسخين يسخن ظهره بالنار برد شديد والنار مظرمة فيتسخن بها من شدة البرد قال واردت ان ارميه ثم ذكرت قول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لا تذعرهم علي ولو رميته لاصبته. يعني قريب. هذا ظاهر الامر قال فرجعتك كانما امشي في حمام فاتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم اصابني البرد حين فرغت وقررت يعني كان كأنه في حمام في دفا حتى انتهت المهمة لما وصل الى النبي صلى الله عليه وسلم وانتهى عند النبي صلى الله عليه وسلم رجع له البرد قال حتى فرغت وقررت يعني اصبت بالقرن بالقر وهو البرد وقررت ويجوز ان تكونوا وقررتوا يعني جلست عند النبي صلى الله عليه وسلم لكن ظبطوا هكذا في صحيح مسلم وقررت فاخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم والبسني من فضل عباءة كانت عليه يصلي فيها. فلم ازل نائما حتى الصبح. فلما اصبحت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قم يا نومان ونومان كثير النوم يداعبه النبي صلى الله عليه وسلم. بعض اهل العلم استنبط قالت ان النبي قال له قم يا نومان قال لانه نام الى صلاة الفجر ما صلى شيء من الليل قال له نومان ولكن ايضا محتمل النبي قال له هذا لانه نام نوما طويلا كثيرا ويداعبه بهذا ولا بأس الانسان اذا صلى الوتر صلى نصيبه من الليل في اول الليل لا بأس لو نام الى الاذان ما ما في حرج. سبق ان قدمنا ان ابا بكر رضي الله عنه كان يأخذ بالحزم في مسألة قيام الليل والوتر فكان يوتر قبل ان ينام فاذا اوتر الانسان خشي انه ما يستيقظ لا حرج عليه وان كان الافظل الافضل ان تكون الصلاة صلاة الليل في في الثلث الاخر وقتها تنزل الرب جل وعلا كما في الحديث الذي في الصحيحين اذا كان الثلث الاخر من الليل نزل الله الى السماء الدنيا وقال هل من سائل فاعطيه هل من مستغفر فاغفر له؟ هل من داع فاستجيب له قال ورواه يونس ابن بكير عن هشام بن سعد عن زيد ابن اسلم ان رجلا قال لحذيفة رضي الله عنه نشكو الى الله صحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم ان انكم ادركتموه ولم ندركه ورأيتموه ولم نره. قال حذيفة ونحن نشكو الى الله ايمانكم كن به ولم تروه والله لا تدري يا ابن اخي لو ادركته كيف تكون؟ كيف كنت تكون؟ لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الخندق في ليلة باردة مطيرة ثم ذكر نحو ما تقدم مطولا. ورواه وروى بلال ابن يحيى العبسي عن حذيفة نحو ذلك. وقد اخرج الحاكم البيهقي في الدلائل من حديث عكرمة ابن عمار عن محمد ابن عبد الله الدؤلي عن عبدالعزيز بن اخي حذيفة قال ذكر حذيفة مشهدهم مشاهدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جلساؤه اما والله لو شهدنا لذلك لكنا فعلنا وفعلنا فقال حذيفة لا تمنوا ذلك لا تمنوا ذلك انكم كنتم مع النبي صلى الله عليه وسلم قد تعجزون. فتصبحون من المنافقين لا تمنوا ذلك لقد رأيتنا ليلة الاحزاب ونحن صافون قعود ابو سفيان ومن معه من الاحزاب فوقنا. وقريضة اليهود اسفل منا الاحزاب فوقنا وقريبة اليهود اسفل منا هكذا قال هنا لكن ابن كثير قال عكس هذا على كل حال هذا هذه مقولة حذيفة قال الاحزاب اليهود اسفل منا نخافهم على ذرارينا. وما اتت علينا ليلة قط اشد ظلمة. ولا اشد ريحا في اصوات ريحها امثال الصواعق. وهي ظلمة ما يرى احدنا اصبعه فجعل المنافقون يستأذنون النبي صلى الله عليه وسلم ويقولون ان بيوتنا عورة وما هي بعورة فما يستأذنه احد منهم الا اذن له ويأذن لهم فيتسللون ونحن ثلاث مئة ونحو ذلك اذ استقبلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا رجلا حتى اتى علي. وما علي جنة وما علي جنة من العدو ولا من البرد مرض لامرأتي ما علي جنة درع ولا ملابس جنة من البرد الا ثوب لامرأتي المرط شيء تضعه المرأة على رأسها وعلى بدنها اعلى بدنها ونعم قال لا يجاوز ركبتي قصير ايضا مرطن قصير لا يجاوز ركبتي قال فاتاني صلى الله عليه وسلم وانا جاثم على ركبتيا شدة البرد هذا واضح انه برد شديد. ملتحي بالمرض وايضا جاثية على الارض قال فقال من هذا؟ فقلت حذيفة قال حذيفة فتقاصرت بالارض نزل للارظ فقلت بلى يا رسول الله كراهية ان اقوم يعني ما قام حتى نعم يا رسول الله وش تبي قال قال قم فقمت قال انه كائن في القوم خبر فاتني بخبر القوم صلى الله عليه واله وسلم. قال وانا من اشد الناس فزعا خائف والله اخبر عن الصحابة وليس عيبا ان يخاف بلغت القلوب الحناجر وزاغت الابصار قال وانا من اشد الناس فزعا واشدهم قرا يعني بردا. قال فخرجت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم احفظهم بين يديه. ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته. قال فوالله ما خلق الله فزعا ولا قرا في جوفه الا خرج من جوفه بركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم قال فما اجد شيئا. قال فلما وليت قال يا حذيفة لا تحدثن في القوم شيئا حتى تأتيني قال فخرجت حتى اذا دنوت من عسكر القوم نظرت في ضوء نار لهم توقد واذا رجل ادهم ظخم يقول بيده على النار ويمسحوا خاصرته وهو ابو سفيان يسخن يضع يده على النار حتى تسخن ثم يضعها على خاصرته من شدة البرد ويقول الرحيل الرحيل. قل يا اصحابي الرحيل الرحيل مشينا ويقول الرحيل الرحيل ولم اكن اعرف ابا سفيان قبل ذلك فانتزعت سهما من كنانتي من كنانتي ابيض الريش فاضعه في كبد قوسي لارميه به في ضوء النار فذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحدثن فيهم شيئا حتى تأتيني فامسكت ورددت سهمي الى كنانتي ثماني لجأت نفسي حتى دخلت العسكر هذا دليل ان الانسان يحتاج الى ان يفعل بعض الاشياء الانسان طبيعته يخاف يتردد يحصل عنده بعض الامور لكن امور الخير شجع نفسك قوي اقدم قال فشجعت نفسي يعني كان عنده تردد ان يأتي هؤلاء عدو ما اظنه لو يرونه يعرفونه قتلوه والنار تضطرب تضيء قال فشجعت نفسي هذا كثير من الامور تمر بحياتك تحتاج الى مثل هذا تحذر من التردد والتخوف فاقدم ما دام انه امر خير اذا كان اثم لا لكن امر طاعة او امر مباح فيه مصلحة. اقدم لا تتأخر قال فشجعت نفسي ثماني شجعت نفسي حتى دخلت العسكر فاذا ادنى الناس مني بنو عامر. يقولون يا ال عامر الرحيل الرحيل لا مقام لكم. واذا الريح في عسكرهم ما تجاوز عسكرهم شبرا اية مراد الريح الشديدة القوية التي تنزع الخيام لكن اصاب النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه شيء من الريح كما مر معنا في الرواية لكن ليست مثل الريحة التي تصيب اولئك القوم لان هذا ارسلها الله عليهم نصرة لنبيه صلى الله عليه وسلم قال واذا الريح في عسكرهم ما تجاوز عسكرهم شبرا شبر هذا الشبر على العسكر فقط كان الذي يعسكرون فيه ويقيمون فيه فوالله اني لاسمع صوت الحجارة في رحالهم وفارستهم وفرستهم الريح تضربهم بها قالوا معنا فرستهم يعني فتكت بهم حجارة ترتفع من شدتها وتحصمهم وتضربهم قال تضربهم بها ثم خرجت نحو النبي صلى الله عليه وسلم فلما انتصفت في الطريق او نحو من ذلك اذا انا بنحو من عشرين فارسا او نحو ذلك معتمين وفي لفظ وفي لفظ مقيمين فقالوا اخبر صاحبك ان الله تعالى كفاه القوم يعني من الملائكة هذا جنود لم تروها يعني وهم ملائكة قال فرجعت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مشتمل في شملة يصلي شوفوا هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو رسول الله شمله لحاف يسير قصير خفيف نحن احدنا اليوم يلبس من الملابس الشيء الكثير ويقول اكلني البرد الدنيا ما هي مكرمة يا اخوان كما قال عمر لو كانت مكرمة عند الله لاعطاها نبيه صلى الله عليه وسلم هذا من فوائد قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه ان الانسان يعرف ما كانوا الحال التي كانوا عليها من قلة ذات اليد حتى ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يشبع يوما ويجوع يوما ويمر عليه الشهر والشهران ما اكل فيه بيت نسائه نار وليس ذلك هوانا به على الله لا ولهذا كونك تعطى الدنيا تكثر عندك الدنيا ما هي دليل كرامة كرامة بتقوى الله عز وجل قالوا اخبر صاحبك ان الله تعالى كفاه القوم فرجعت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مشتمل في شملة يصلي فوالله ما عدا ان رجعت راجعني القر وجعلت اقر قفوا او اقر قفوا معناها ارتعد رجع له البرد مرة ثانية قال فاومأ اومأ الي رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي وهو يصلي بل ان الانسان يجوز ان ان يشيره بالصلاة يشيل لاحد اجلس مثلا او اذا امر اراد يمر طفل او غيره ما انتبه يشير له بيده ولا يبطل الصلاة. هذه الحركة ما تبطل الصلاة قال فاومى الي رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وهو يصلي فدنوت منه فاسبل علي شملته وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا حزبه امر صلى فاخبرته خبر القوم واخبرته اني تركتهم يترحلون وانزل الله تعالى يا ايها الذين امنوا اذكروا نعمة الله عليكم اذ جاءتكم جنود فارسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا هذا ما اورده ابن كثير وفيه كفاية الحقيقة من السيرة ما يدل ويبين حال الصحابة رضي الله عنهم في غزوة الاحزاب. ثم قال جل وعلا الا هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا. لكن في فائدة قبل ان نبدأ بالاية ذكر ابن كثير عن ابي سعيد الخضري قال قلنا يوم الخندق يا رسول الله هل من شيء نقوله فقد بلغت القلوب الحناجر قال صلى الله عليه وسلم نعم قولوا اللهم استر عوراتنا وامن روعاتنا قال فضرب وجوه اعدائه بالريح فهزمهم بالريح وكذا رواه الامام احمد ابن حنبل عن ابي عامر العقدي يعني روى هذا الحديث الانسان اذا اشتد به الخوف يقول اللهم استر عوراتنا وامن روعاتنا والحديث صححه الالباني بشواهده وظعف هذا الاسناد لكن قال له ما يشهد؟ قال له ما يشهد له بدون ذكر ان ذلك في الخوف ثم قال جل وعلا هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا هنالك هنالك تقال للبعيد وهناك وهنا للقريب وهناك للوسط اذا سئلت تريد تخبر عن شخص اذا كان قريب تقول هنا فلان هنا واذا كان بعده متوسط تقول هناك واذا كان بعيدا تقول هنالك واصلها هنا واللام للبعد واختلفوا في معناها هنا فقال بعضهم هي ظرف زمان هي ظرف زمان. هنالك يعني في وقت في ذلك الوقت او عند ذلك الوقت وقال بعضهم بل هي ظرف مكان هنالك يعني في ذلك المكان وهو غزوة الخندق وقد رد السمين الحلبي ضعف القول بانها زمانية وان كانوا قد ذكروا لي ان ان هنالك قد تكون زمانية ذكروا لها شاهدا من الشعر شعر العرب لكن الاصل انها مكانية ولا يسار الى خلاف ذلك الا لقرينة بينة فحملها هنا على انها مكانية هذا هو الاظهر قال الطبري كانه يرى القول الاول قال يقول عند ذلك يعني هنالك يقول عند ذلك اختبر ايمان المؤمنين ومحص القوم وعرف المؤمن من المنافق وكان هذا وكان من هذا الابتلاء حصار العدو لهم وشدة البرد وضيق العيش وشدة الجهد والجوع وقال ابن كثير يقول تعالى مخبرا عن ذلك الحال وهذا ايضا يظهر ان ابن كثير يرى مثل ما يرى ابن جرير ان هنالك هنا للزمان هنالك للزمان يعني عند ذلك وفي ذلك الوقت ولكن بعضهم يرجح ان المراد هنالك المكان. هنالك يعني في المكان الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم قد خيم فيه واصحابه والخندق لانهم خرجوا خارج المدينة. يقول ابن كثير يقول تعالى مخبرا عن ذلك الحال حين نزلت الاحزاب حول المدينة والمسلمون محصورون في غاية الجهد والضيق ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين اظهرهم انهم ابتلوا واختبروا وزلزلوا زلزالا شديدا. فحينئذ ظهر النفاق وتكلم الذين في قلوبهم مرظ بما في نفوسهم واذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله الا غرورا اما المنافق فنجم نفاقه والذي في قلبه شبهة او حسيكة الحسيكة هي الحقد والعداوة قال والذي في قلبه شبهة او حسيكة ضعف حاله فتنفس بما يجده من الوسواس في نفسه لظعف ايمانه وشدة ما هو فيه من ضيق الحال وقوم اخرون قالوا كما قال الله تعالى واذ قالت طائفة منهم يا اهل يثرب يعني المدينة كما جاء في الصحيح الى اخر كلامه الله اذا هنالك سواء قلنا المراد به الزمان في ذلك الوقت وهو السنة الخامسة من الهجرة او في ذلك المكان في الخندق ابتلي المؤمنون اختبروا ابتلاء عظيما وزلزلوا زلزالا شديدا الزلزال الاصل فيه التحريك الزلزلة تحريك الجسم من مكانه بشدة ومنه يقال زلزال الارض واصل الكلمة زل لكنها مظاعفة زلزلة والمعنى انهم حركوا تحريكا شديدا كما قال ابن سلام القاسم ابن سلام وقال غيره حركوا بالخوف وازعج واضطربوا هذا هو الزلزال. زلزلوا زلزلة حركة شديدة لانهم وقعوا في شدة ما يعلمها الا الله زلزلوا ايضا زلزالا موصوف بانه شديد وهذا يدل على فضل الصحابة المؤمنين مع ما حصل لهم كيف ثبتوا على دينهم قال وزلزلوا زلزالا شديدا واذ يقول واذكر حين يقول الذين اذكر حين يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرظ فظهر الناس على حقائقهم فالمنافقون وهم كل من اظهر الاسلام وابطن الكفر. النفاق الاعتقادي والذين في قلوبهم مرظ كما قال ابن كثير. هذا المرظ شبهة عندهم شبهة عندهم حقد لكن ليسوا منافقين كفار تعني قريب من الاسلام احسن حالا من المنافقين لكن في قلوبهم شيء. قلوب في قلوبهم مرض وهكذا يا اخواني اذا جاءت الفتن والمصائب كثير من الناس يتزلزل ايمانه الا من ثبته الله قال واذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله الا غرورا فالغرور كما قال الطاهر ابن عاشور قال هو ظهور الشيء المكروه في سورة المحبوب. يريدون ان الله ورسوله وعدوهم النصر فكانت فكان الامر هزيمة ما عندنا الا غرور لانه النبي قال كما اخبر الله عز وجل قال هو الذي بعث رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ولو كره الكافرون هو الذي بعث رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون نعم وعد الله عز وجل بهذا هذه الاية نزلت بمكة قبل المدينة وهذه السنة الخامسة وعد النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه كذلك بالنصر فهؤلاء المنافقون وهؤلاء المرظى يقولون اين اين وعد الله؟ غرور هذا الوعد ما ما له حقيقة لانهم ظنوا انه قد انتهى الاسلام واهله لما وقعوا في هذه الشدة وهذه الضائقة وهذه الامور ظنوا ان الاسلام انتهى وهذا سوء ظنهم برب العالمين هذا سوء ظن منهم ولهذا الصحابة ما ساء ظنهم قالوا صدق الله ورسوله وظنوا بالله خيرا انه سينصرهم وهكذا يجب على المؤمن ان يحسن الظن بالله قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يمت احدكم الا وهو يحسن الظن بالله وقال صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل انا عند ظن عبدي بي. بعظ الناس اذا وقعت فيه مصيبة ساء ظنه بالله خلاص ظن انه خلاص هلك مات لن تقم له قائمة سبحانه اين حسن الظن بالله عز وجل مهما كنت في ضائقة ابذل الاسباب قم بالاسباب التي تؤدي الى الخروج مما انت فيه لكن ايضا احسن الظن بالله هذا عبادة في القلب لانك تعلم ان الله على كل شيء قدير وان الامر بيده وانه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد. هكذا ينبغي هي دروس عظيمة تلقاها المسلم في كتاب الله لكن تحتاج تأمل وتدبر قال واذ قال واذ قالت طائفة منهم هذه طائفة اخرى يعني هم طوائف واذ قالت طائفة منهم يا اهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا يا اهل يثرب لا مقام له اه اولا اه قوله زلزلوا الجمهور قرأوها بضم الزاي زلزلوا بضم الزاي الاولى وكسر الثانية وقرأ ابو عمرو بكسر الاولى ايضا وزل زلوا وزلزالا ايضا فيها قراءتان الجمهور بكسر الزايد يزيلوا زالا وقرأ عيسى والجحدري بظمها زلزالا قال واذ قالت طائفة منهم اي جماعة اخرى منهم يا اهل يثرب لا مقام لكم يعنون الصحابة وهم معهم لا مقام لا مقام لكم ولا مقام لكم الجمهور قرأوها بفتح الميم. لا مقام وقرأ حفص بضمها لا مقاما وفرقوا بين القراءتين انها بظم الميم المعنى لا اقامة لكم وبفتح الميم المراد لا مكان لكم لا مكان والمعنى على كل حال قريب آآ لا مقام لكم فارجعوا. قال ابن كثير لا مقام لكم على كل حال نعم لا مقام لكم المراد لا مقام لا بقاء لكم في هذا المكان ارجعوا الى بيوتكم وهذا تخذيل عظيم يريدون ان يدخل الاحزاب لانه حاول بعضهم كما قرأنا عليكم في الاسبوع الماضي اقتحموا الخندق فقتلهم الصحابة وكانوا سدا منيعا فيريد هؤلاء المنافقون يريدون ان يرجع الصحابة الى المدينة ويتركون الخندق ويتركون الاحزاب هذا تخذيل وهذه مشكلة العدو الباطني يساعد العدو الخارجي بتقليله فقالوا لا مقام لكم يعني لا بقاء لكم هنا او لا مكان لكم هنا فارجعوا يعني ارجعوا الى بيوتكم والى مساكنكم ويستأذن فريق منهم النبي وهم المنافقون فريق من المنافقين وجاء عن بعضهم تسميتهم بانهم بنو حارثة قالوا بيوتنا نخاف عليها السرق فرجعنا ابن عباس وعن غير واحد القول بانهم المنافقون من المنافقين يشمل سواء كان من بني حارثة او من غيرهم. فهؤلاء يستأذنون يستأذن فريق منهم جماعة منهم النبي ما حجتهم ما علة استئذانهم يستأذنون بالخروج بالرجوع الى بيوتهم ثم طلبوا من النبي ومن معه ان يرجعوا فلما لم يرجعوا هم قالوا اذا نحن نرجع وهم المنافقون يقولون ان بيوتنا عورة ومعنى عورة؟ قالوا يعني سائبة ضائعة ليست بحصينة واما يلي العدو وقيل انها ممكنة للسراق فنخشى ان يسرقوا ما فيها فبيوتنا عورة قال الله جل وعلا مكذبا لهم وما هي بعورة ما يبي عور هذي بيوتهم من قبل المعركة كانوا ساكنين فيها ان يريدون الا فرارا ما يريدون الا الهرب لجبرهم وخورهم هذا ما يتعلق بتفسير الايات ونتكلم الان على قوله يثرب يثرب كانت تطلق على المدينة واختلفوا بسبب تسميتها بذلك فقيل انها سميت بذلك لانه رجع نزلها رجل من العماليق يقال له يثرب ابن عبيل ابن مهلابيل ابن عوص ابن عملاق ابن لاوز ابن ارم ابن سام ابن ابن نوح يعني سميت يثرب لاسم هذا الرجل الذي سكنها يثرب ابن عبيل وقال بعضهم انه ان يثرب انه قيل لها ذلك من التثريب وهو الفساد والتوبيخ لا تثريب عليكم ثربه يعني وبخه ذمه قيل ذلك فهل يجوز ان يقال يثرب الصواب انه لا الان لا لا تقول يثرب وعلى هذا جمهور اهل العلم ان ذلك يكره وممن ذكر ذلك ابن القيم في زاد المعاد فقال فصل في الفاظ كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره ان تقال ومنها ان يسمى ان تسمى المدينة يثرب واورد ابن كثير حديثا رواه الامام احمد عن البراء؟ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سمى المدينة يثرب فليستغفر الله هي طابا هي طابا تمرد به الامام احمد ففي اسناده ضعف والله اعلم سند الحديث فيه ضعف مضاعفة من المعاصرين ايضا الالباني وغيرهم من اهل العلم لكن المعنى صحيح ما يقال يثرب ويدل على ذلك الحديث المتفق عليه في الصحيحين من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال امرت بقرية تأكل القرى يعني امرت ان اهاجر واذهب الى قرية تأكل القرى تغلبها تأكل القرى يقولون يثرب وهي المدينة قال يقولون وهي المدينة النبي يؤكد هي المدينة ما هي يثرب لكن هم يقولون يثرب هنا قال جمهور اهل العلم لا ينبغي ان يقال يثرب لان هذا تثريب ذم عيب بل ما وردت تسميتها ما ورد ذكر تسمية ابي يثرب الا على سبيل الذنب الا على السنة المنافقين المنافقون هم الذين قالوا ذلك يا اهل لا مقام لكم والله جل وعلا سماها في كتابه المدينة قال جل وعلا وما كان لاهل المدينة ومن حولهم من الاعراب ان يتخلفوا عن رسول الله وقال جل وعلا وممن حولكم من الاعراب منافقون ومن اهلي المدينة وقال جل وعلا لان لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم. فالله سماها المدينة والنبي صلى الله عليه وسلم سماها المدينة بل ظاهر كلامه انه انكر على من سماه يثرب فقال يقولون يثرب وهي المدينة والمدينة فلا ينبغي ان يقول انسان يثرب يقول المدينة وقد ذكر السهيلي عن بعضهم انه قال ان لها احد عشر اسما للمدينة قال المدينة وطاب وطيبة والمسكينة والجابرة والمحبة والمحبوبة والقاصمة والمجبورة والعذراء والمرحومة هكذا قال وبعضها جاءت السنة فيها المدينة طيبة طابة آآ بقي ان يقال الان هي مشهورة عند الناس باسم المدينة المنورة نقول لا بأس ان يقال للمنورة لكن هذا الاسم حادث يعني في عصر الصحابة والتابعين واتباعهم وكتب المتقدمين ما تجد الا المدينة حدد بعد ذلك الى المنورة وعللوا ذلك بانها منورة بالايمان نقول الحمد لله كل بلاد الاسلام منورة بالايمان الان. مكة منورة بالايمان كذلك. لكن مع ذلك لو قال الانسان للمدينة المنورة ما في حرج التسميات الامر فيه سعة لكن لو قلت المدينة وقلت طيبة او قلت المدينة النبوية لتخصها عن بقية المدن فالحاصل الامر فيه سعة لكن نحن ذكرنا هذا استطرادا كما ذكره الحافظ ابن كثير رحمه الله ثم قال جل وعلا اه او قول ذلك يقول ابن كثير وذكر ابن اسحاق ان القائل لذلك هو اوس ابن قيظي يعني اعتذروا في الرجوع الى منازلهم بانها عورة اي ليس دونها ما يحجبها عن العدو فهم يخشون عليها منهم. قال الله تعالى وما وما هي بعورة؟ ليست كما يزعمون ان يريدون الا فرارا اي هربا من الزحف ثم قال جل وعلا ولو دخلت عليهم من اقطارها ثم سئلوا الفتنة لاتوها وما تلبثوا بها الا يسيرا لو دخلت هؤلاء القائلين بان بيوتنا عورة نذهب نحمي بيوتنا ونحرس بيوتنا لو دخلت عليهم المدينة من اقطارها من نواحيها من جوانبها الاخرى ثم سئلوا الفتنة والفتنة هي الرجوع عن الايمان الى الكفر والشرك ثم سئلوا الفتنة سئلوا اي يكفروا ويرتدوا ويتركوا الدين ويتركوا الاسلام لاتوها لاتوا لفعلوا ورجعوا عن الاسلام واشركوا كما قال الطبري وهذا يعني بيان انهم كذبة. ما قصدهم ان بيوتهم عورة. لا قصدهم الفرار والخوف والجبن لو دخلت عليهم بيوتهم ما استطاعوا ان يدافعوا عنه بل لو قيل لهم اكفروا بعد اسلامكم لاجابوا لذلك لشدة خوفهم وعدم قدرتهم على على الدفاع هذا رد من الله عز وجل عليهم وابطال لمقولتهم ثم سئلوا الفتنة اذا الفتنة هي الرجوع من الايمان الى الشرك كما قال اه الطبري. ونحوه قال ابن قال يخبر تعالى عن هؤلاء الذين يقولون ان بيوتنا عورة وما هي بعورة يريدون الا فرارا انهم لو دخل لو دخل عليهم الاعداء من كل جانب من جوانب المدينة وقطر من اقطارها ثم سئل الفتنة وهي الدخول في الكفر لكفروا سريعا. وهم لا يحافظون على الايمان ليش تمسكون به مع ادنى خوف وفزع؟ وهكذا فسرها قتادة وعبد الرحمن ابن زيد وابن جرير وهذا ذم لهم في غاية الذم ثم قال تعالى ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الادبار وكان عهد الله مسئولا كان هؤلاء المنافقون قد عاهدوا الله من قبل ما هو العهد؟ لا يولون الادبار يعني ما ينهزمون ولا ولا يفرون امام العدو واعطوا على ذلك عهدا موثقا قال ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الادبار وكان عهد الله مسئولا سيسألون عنه عن هذا العهد انتبه اذا عاهدت الله على امر التزم به طبعا اذا كان امر طاعة او مباح الا اذا ترتب عليه يعني مضرة لكن الاصل الوفاء بالعهود هذا من صفات المؤمنين يا ايها الذين امنوا اوفوا بالعقود والعهد ينبغي الوفاء به واتمامه هذا من صفات اهل الايمان ونكسه ونقظه من صفات المنافقين يقول الله جل وعلا ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الادبار وكان عهد الله مسئولا. قل لن ينفعكم الفرار ان فررتم من الموت او القتل لن ينفعكم الفرار ان فررتم من الموت او القتل لان الانسان اما ان يموت ميتة طبيعية او يقتل قتلا ففرارك من الموت او من القتل مثل ما حصل من هؤلاء الذين خشوا القتلى في المعركة لن يجدي عليهم شيئا واذا لا تمتعون الا قليلا تمتعون اجلكم تبقون وتعيشون الاجل الذي كتبه الله لكم والدنيا كلها قليل ثم كم يكون عمر الانسان النبي صلى الله عليه وسلم يقول اعمار امتي ما بين الستين الى السبعين وقليل من يجوز ذلك او كما قال صلى الله عليه وسلم فالفرار من الموت لا لا لا يغير شيء ما يؤخر الموت ولا يبعد الموت ولا ينجيه من الموت وهذا ذم وتوبيخ لهم ولهذا الواجب عليهم ان يبقوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في المعركة في ارض المعركة والا يتولوا ففرارهم هذا لن ينجيهم من الموت لانهم يمتعون قليلا الدنيا كلها قليل اذا جاء الاجل ما ما يتأخر ولا ثانية واحدة ولا يتقدم هذا فيه ذم لهؤلاء وتقوى لقلوب المؤمنين هذا حتى رسالة لبعض الناس الان يصيب ببعض الامراض اصابه الهلع يا اخي كل شيء باجل مسمى استعن بالله وعش حياتك ومارس عبادتك لا يغلب عليك الهم والحزن تموت كما يقال. تعيش عيشة نكد قال قل من ذا الذي يعصمكم من الله ان اراد بكم سواء او اراد بكم رحمة ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصير. قل لهم يا نبينا من ذا الذي يعصمكم من الله؟ من الذي يمنحكم من الله ان اراد بكم سوءا وهو كما قال الطبري قال سوءا اي من ذا الذي يمنعكم من الله ان هو اراد بكم سوء في انفسكم من قتل او بلاء او غير ذلك او عافية او سلامة وهل ما يكون بكم في انفسكم من سوء او رحمة الا من قبله جل وعلا قال قل من ذا الذي يعصمكم من الله ان اراد بكم سوءا او اراد بكم رحمة ولا يجدون لهم من دون الله ولي ولا نصيرا. ما يجدون لهم من دون الله ولي يتولى امورهم وحول بينهم وبين الله لا ولا نصير ينصره من الله اذا اراد بهم شيء فهذا وان كان اخبار لكن يحث الناس والمؤمنين على ان يتخذ الله وليا نصيرا يتولون الله ورسوله ويطلبون النصر منه يعيشون ويعملون الاعمال الصالحة ولا يكون هذا الخوف يبلغ بهم الى هذه الدرجة كما قدمنا ان بعض الناس مجرد انه يصاب بشيء يصاب بشيء من الخوف والفزع والوسوسة وترك العبادة وترك آآ لا يا عبد الله كل شيء بقضاء وقدر والموت كلنا نحيد منه فكذا جاء ذلك ما كنت منه تحيد هل الانسان يستقيم على امر الله ويستعين بالله وهو موقن كل انسان موقن بانه سيموت من قرارة قلبه. اذا لا يختل العمل عندك اهم شي ان تستقيم على طاعتك وتتقي الله ما استطعت ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد