بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لاخوانهم هلم الينا ولا يأتون بأس الا قليلا. اشحة عليكم فاذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون اليك تدور اعينهم كالذي يغشى عليه من الموت فاذا ذهب الخوف سلقوكم بالسنة حداد اشحة على الخير اولئك لم يؤمنوا فاحبط الله اعمالهم وكان ذلك على الله يسيرا يحسبون الاحزاب لم يذهبوا وان يأتي الاحزاب يود لو انهم بادون في الاعراب يسألون عن انباء ولو كانوا فيكم ما قاتلوا الا قليلا لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا ولما رأى المؤمنون الاحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله طوله وما زادهم الا ايمانا وتسليما من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين ان شاء او يتوبا عليهم ان الله كان غفورا رحيما بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد يقول الله جل وعلا قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لاخوانهم هلم الينا ولا يأتون البأس الا قليلا قد تأتي للتقليل وقد تأتي للتحقيق وخاصة مع الفعل المضارع فهي هنا قد يعلم الله هنا حرف تحقيق دخلت على الفعل المضارع لتقرير معناه ونفي الشك عنه فالله جل وعلا اخبر انه يعلم المعوقين الذين يحاولون منع المؤمنين من الجهاد في سبيل الله والله يعلم ذلك علم اليقين قال قد يعلم الله المعوقين منكم والمعوقون مأخوذة من عاقه يعيقه عوقا وعوقة اذا صرفه عن الوجه الذي يريده وتأتي اين ايضا بمعنى ثبطه ومنعه فالمعوقين هم المثبطين المانعين للمؤمنين المحاولين ان يصرفوهم عن الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع البقاء معه في غزوة الخندق ويريدون من الصحابة ان يخذلوا رسول الله وان يرجعوا عنه الى مساكنهم والله يعلم هؤلاء المعوقين منكم وهذا دليل انهم من المسلمين فهم مع المؤمنين وفي صف المؤمنين فقال منكم لان المنافقين كانوا يظهرون الاسلام وكانوا يكونون مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ولكن قد انطوت قلوبهم على النفاق وعلى الكفر بالله جل وعلا وذلك ان النبي صلى الله عليه واله وسلم كان يأخذهم بظواهرهم فهم يظهرون الاسلام فكانوا مع المسلمين في ظاهر امرهم وهذا فيه قاعدة عظيمة ان انك لو شككت في انسان فعامله بما يظهر منه النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم المنافقين ويعلمهم باعيانهم حتى قال لحذيفة يا حذيفة خذ عني اسماء المنافقين فلان وفلان وفلان وفلان حتى اعد له جمعا منهم باسمائهم فلما سمع بذلك ابو بكر جاء الى حذيفة قال هل عدني رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم؟ قال لا غير هذا فيه فائدة كيف اهل الايمان والصلاح يخشون على انفسهم من النفاق هذا ابو بكر يخشى على نفسه قال ثم جاء اليه عمر فقال اسألك بالله هل عدني رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم قال لا ولن اخبر احدا بعدك وهذا ايضا يدل على فطنة وذكاء حذيفة رضي الله عنه حتى يغلق الباب والا كل مرة سيأتي واحد هل عدني النبي صلى الله عليه وسلم منهم وهذا سر استحفظه واستكتمه عليه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فعدهم ولهذا كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا يصلي على احد مات في حتى يصلي عليه حذيفة فاذا رآه صلى عليه صلى عليه يعني انه ليس من المنافقين فحينما ترى مثل هذه الايات قد يعلم الله المعوقين منكم ليس لاحد ان يقول الصحابة كلهم كذلك لا كان في صفوفهم ومندس بينهم بعض المنافقين الذين يخذلون ويستغلون مثل هذه الفرص فهم في صفوف المؤمنين ومعهم ولكن ولو راجع امرهم في الدنيا لن يروج في الاخرة لانه في الاخرة تبلى السرائر يوم تبلى السرائر فلا يخفى على الله شيء فالحاصل ان قوله منكم هنا اسنده الى المؤمنين عموما لانهم كانوا في صفهم والا هؤلاء ليسوا بمؤمنين ولكنهم من المنافقين لكنهم يؤخذون بالظاهر فهو في ظاهر امرهم مع المسلمين قال قد قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لاخوانهم هلم الينا وقائلا لاخوانهم قال ابن كثير يخبر تعالى عن عن احاطة علمه بالمعوقين لغيرهم عن شهود الحرب والقائلين لاخوانهم اي اصحابهم وعشراؤهم وخلطاؤهم هؤلاء هم اخوانهم اصحابهم وعشراؤهم الذين يعاشرونهم وخلطاؤهم وهذا دليل ايضا على ان هؤلاء فيهم ما فيهم لان المؤمنين لم يتزحزحوا ولم يستطيعوا ان يؤثروا عليهم فيقولون هلم الينا ومعنى هلم الينا يعني اقبلوا علينا قال ابن جرير الطبري تعالوا الينا ودعوا رسول الله ولا يشهدون ولا تشهدون معه مشهدا فانا نخاف عليكم الهلاك بهلاكه فان مظهر ان النبي صلى الله عليه وسلم سيهلك سيخسر هذه المعركة وهذا ظنهم الذي ظنوا ظن السوء بخلاف المؤمنين وهذا دليل على خطر المنافقين في صفوف المؤمنين ولهذا لما ذكر الله عز وجل اصناف الناس في اول سورة البقرة ذكر المؤمنين في اربع ايات والكافرين في ايتين والمنافقين ذكرهم في ثلاثة عشرة اية لشدة خطرهم على الاسلام والمسلمين فعلى المسلمين ان يكونوا على حذر وان يتقوا الله لانهم متى ما اتقى المسلم او المسلمون ربهم فان الله يكفيهم شر كل ذي شر وينصرهم على اعدائهم قال جل وعلا يقولون لي والقائلين لاخوانهم هلم الينا ولا يأتون البأس الا قليلا والبأس هو الحرب والقتال قال الطبري لا يشهدون الحرب والقتال ان شهدوا الا على الا تعذيرا ودفعا انفسهم يعني احيانا يشهدون الحرب مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض المعارك معذرة تعذيرا اللي يعذرهم النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة لكنهم ما عندهم رغبة في القتال قال لا يشهدون الحرب والقتال ان شهدوا الا تعذيرا ودفعا عن انفسهم ودفعا عن انفسهم المؤمنين وقال الطبري ايضا في موضع اخر قال لا يشهدون القتال ويغيبون عنه فالبأس هو الحرب هذه من صفات المنافقين انهم لا يشهدون البأس والحرب والقتال لانهم ما عندهم ايمان اصلا لا يؤمنون بالايمان ولا بنصرة النبي ولا بصحة ما هو عليه هم مبطنون للكفر قال ولا يأتون الناس ولا يأتون البأس الا قليلا اشحة عليكم قال الطبري قال المفسرون عموما وهذا خلاصة ما ذكره المفسرون ان اشحة عليكم يعني قالوا فيه قولين قالوا عدة اقوال لكن هذا اظهرها والله اعلم القول الاول قول قتادة قال اشحة عليكم اي على المؤمنين في الغنيمة اذا كان هناك غنيمة وفيء للمسلمين فتجدهم بخلاء يحاولون منع المؤمنين ويحسدونهم وقال مجاهد اشحة عليكم بالخير كله ما يريدون يأتيكم خير ما يحبون الخير للمؤمنين ابدا قال اخرون اشحة عليكم بالنفقة على ظعفاء المؤمنين على ضعفاء المؤمنين منكم اذا هذه اقوال وهذا يسمى التفسير بالمثال او بالنوع فكل مفسر عبر عن نوع من الانواع التي يحصل بها الشح من المنافقين على المؤمنين ولهذا ابن جرير الطبري رجح العموم قال جائز قال الاية تحتمل هذا كله فهم اشحة على على المؤمنين اشحة على الخير ان يصلهم خير لا يريدون المؤمنين خيرا ابدا اشحت عن الغنيمة ما يريدون ان يصل المسلمين شيء من الغنيمة آآ اشحة بالنفقة ايضا على ضعفاء المسلمين فلا يعطونه ضعفاء المسلمين من اموالهم ولا ينفقون عليهم فلاحظوا سوء هؤلاء القوم فقد جمعوا بين الخوف والبخل فهم لا يأتون البأس الا قليلا. خوافين جبناء وهم ايضا بخلاء وبئس الخصلتين الخوف والجبن بخلاف المؤمنين قال جل وعلا قبل ذلك يذكر ما ذكره ابن جرير الطبري عند قوله قد يعلم الله المعوقين لان فيه زيادة ايضاح وبيان فيقول ابن جرير قد يعلم الله الذين يعوقون الناس منكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصدونهم عن شهود الحرب معه نفاقا منهم وتخذيلا عن الاسلام واهله ثم روى عن قتادة انه قال هؤلاء ناس هؤلاء ناس من المنافقين كانوا يقولون لاخوانهم ما محمد واصحابه الا اكلة رأس ولو كانوا لحما لالتهمهم ابو سفيان واصحابه دعوا هذا الرجل فانه هالك هذه عقيدة عندهم خبيثة هذا الكلام الذي قالوه نطقوا به عن شيء كانوا يعتقدونه كانوا يظنون ان النبي صلى الله عليه وسلم سينتهي امره وهذا ظن السوء قال جل وعلا اشحة عليكم فاذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون اليك تدور اعينهم كالذي يغشى عليه من الموت هذا تأكيد لجبنهم وهلعهم وبعضهم فاذا جاء الخوف واحاط بالمسلمين مثل ما حصل في غزوة الخندق رأيتهم ينظرون اليك يا نبينا تدور اعينهم من شدة الخوف تستدير عينه فقط ما يستطيع حتى يتكلم لجبنه تدور اعينهم كالذي يغشى عليه من الموت قال الطبري اي تدور اعينهم كالذي يغشى عليه من الموت النازل به يعني كالذي حل به الموت يغشى عليه اصابه الغشي لانه في سكرات الموت فترى اعينهم تدور من الخوف ولا يتكلمون وهذا فيه يعني بيان شدة جبنهم وشدة خوفهم وشدة ضعفهم وهذي حال المنافقين في كل زمان ومكان اذا جاءت الشدة وزمن القوة والوقوف في وجه العدو له اهله واصحابه وهم مؤمنون وهؤلاء يتوارون في جحورهم وتجد فيهم من الخوف والفزع ما يقطع قلوبهم لان قلوبهم خالية من الايمان ما بها شيء من الايمان قال تدور اعينهم اي تتحرك داخل اجفانهم كالذي يغشى عليه من الموت قال ابن قال السمعاني المغشي عليه من الموت هو الذي قد ذهب عقله وشخص بصره وهو المحتضر الذي قرب منه الموت وهم هذه حالهم اذا رأوا الخوف قال جل وعلا فاذا ذهب الخوف سرقوكم بالسنة حداد اشحة على الخير فاذا ذهب الخوف وزال في الخوف ما يستطيعون ان يتكلموا بشيء فقط ينظرون نظر المغشي عليه من الموت لشدة الخوف الذي اصاب ما يستطيعون كلامه. فاذا ذهب الخوف وحصل الامن سلقوكم بالسنة حداد هذه حالهم والشنق الاصل به كما قال الطاهر ابن عاشور وغيره قالوا الاصل في اللغة ان معنى سلقه اذا عليه في خطابه سلق الرجل يعني اجترأ عليه في خطابه وخاطبه مخاطبة بليغة والسلق ايضا قوة الصوت والصياح قال ابن عاشور رفعوا اصواتهم بالملامة على التعرظ لخطر العدو الشديد وعدم الانصياع الى اشارتهم على المسلمين بمسالمة المشركين. يعني فيما وقع قبل ذلك وقال ابن جرير الطبري وقال ابن كثير سلقوكم بالسنة حداد اي فاذا كان الامن تكلموا كلاما بليغا فصيحا عاليا وادعوا لانفسهم المقامات العالية في الشجاعة والنجدة وهم يكذبون في ذلك وقال ابن عباس سلقوكم اي اي استقبلوكم بالكلام وقال ابن زيد كلموكم وقال الطبري عظوكم بالسنة ذربة هذه المعاني كلها تقرب لنا المعنى وان المراد ان هؤلاء في حال الخوف لا يستطيعون كلاما وانما اصابه الجبن والخوف والفزع فتدور اعينهم من شدة الخوف كالذي يقشى عليه من الموت. واذا ذهب الخوف تكلموا في المسلمين خطبوهم واجابوهم واستقبلوهم بالسنة ذربة وان يقولوا تسمع لقولهم لكن ما ينفع حسن القول بلا عمل ما ينفعه ولهذا الله ذكر هذا عنهم على سبيل الذم لهم سلقوكم بالسنة حداد حادة يعني يحسنون الكلام وينمقونه وينخدعو من يسمعهم يتكلمون بانهم اهل شأن ولهم ولهم وهو كذب هم اجبن الناس واخوف الناس ثم قال اشحة على الخير وهذا تأكيد على انهم شحيحون على الخير فلا يفعلون خيرا ابدا ولو قالوا ما قالوا ولو اعجبكم كلامهم بالالسنة هم في الحقيقة بخلاء لا يفعلون خيرا قط لا لانفسهم ولا لغيرهم فهم منافقون ولا يؤمنون ولا يعملون الاعمال الصالحة وهم ايضا بخيلون على اهليهم وعلى اخوانهم وعلى قراباتهم وعلى المسلمين هذا وصف ذميم فيهم ولهذا جاء النهي عن التنطع في الكلام وعن درابة اللسان التي لا يصحبها عمل وهذا كما كان في زمن المنافقين لا يزال موجودا في زماننا فمن الناس من اذا سمعته اعجبك قوله كلم كلاما يعجبك ولكن اذا تجلت الحقائق واذا هو بخيل شحيح على الخير جبان لا يعطي ولا يعين ولا يفعل الخير فالمسألة مسألة اعمال وليست فقط اقوال الاقوال اذا لم يكن عليها بينات فاصحابها ادعياء يجب المسلم ان يحذر ان يتصف بهذه الصفة. فالله جل وعلا وان اخبر بها عن المنافقين لكنه تحذير لنا ان نكون بهذه الصفة فلنحذر من الجبن ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يدعو اللهم اني اعوذ بك من الجبن والبخل هذه صفات نميمة هذه الصفات المنافقين قال اولئك لم يؤمنوا هذه شهادة من الله عليهم لانه في الحقيقة لم يؤمنوا الايمان الحقيقي وانما كان ايمانا بالسنتهم ولم يبلغ قلوبهم ولهذا قالوا عن المنافقين المنافق هو الذي يظهر الايمان ويبطن الكفر قال جل وعلا فاحبط الله اعمالهم والحبوط هو الزوال والذهاب والفساد فاحبط الله اعمالهم افسدها واذهبها فلم ينتفعوا منها بشيء وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا نسأل الله العافية والسلامة بينما المؤمن يضاعف الله له حسناته. من جاء بالحسنة فله عشر امثالها وقد يضاعف الى سبعمائة ضعف الى اضعاف كثيرة وهذه ثمرة الصدق مع الله جل وعلا هذه ثمرة الصدق مع الله يثبت الله لك حسناتك ويضاعفها لك اضعافا كثيرة بينما الكذب والنفاق وعدم الصدق عاقبته حبوط العمل نسأل الله العافية والسلامة وهذا وان كان ايها الاخوة اخبار عن المنافقين لكن هذا القرآن يهدي التي هي اقم. اعتبروا اتعظوا افعلوا اتصلوا بصفات المؤمنين واحذروا من صفات المنافقين قال جل وعلا فاحبط الله اعمالهم وكان ذلك على الله يسيرا اي نعم لان الله لا يعجزه شيء فاحباط عمل اهل النفاق واهل الكذب يسير على الله لان الله على كل شيء قدير جل وعلا وهذا فيه تخويف تحذير من ان يحبط العمل انسان يخشى على حسناته ويخشى ان يزيغ الله قلبه تجد المؤمن في هذه الحياة خائف وجل يعمل الاعمال الصالحة وهو يخشى ويخاف وهذا في الحقيقة امثلته كثيرة يعني لو نظرنا الى ابي بكر الصديق رضي الله عنه يقول وددت انني شجرة تعبد شجرة ترعى تأكلها البهائم ابو بكر يقول هذا مع انه ابو بكر وعمر لما اثنوا عليه لما طعنه ابو لؤلؤة المجوسي واثنوا عليه خيرا قال وددت انني اخرج منها كفافا لا لي ولا علي اخرج من هذه الدنيا وهم من هم في الايمان والعمل الصالح والصدق مع الله جل وعلا. مبشرون بالجنة يمشون على وجه الارض وهم من اهل الجنة ويأتيك بعض المغرورين وبعض الضعفاء يغتر بعمله اذا صلى في المسجد النبوي وعمل بعض الاعمال الصالحة. رجع الى بيته وكأنه قد ضمن الجنة تجد هذا من كلامه اذا تكلم يا عبد الله اتق الله وما يدريك يا اخي العوارض كثيرة والافات كثيرة وايضا انسان يخشى ان يزيغ الله قلبه وان يحبط عمله قال جل وعلا يحسبون الاحزاب لم يذهبوا هذا من تمام ما اخبره الله جل وعلا عنهم لكن قبل ذلك نذكر كلاما لقتادة كلام جميل جدا يقول قتادة عن هؤلاء المنافقين قال اما عند الغنيمة فاشح قوم واسوأه مقاسمة اعطونا اعطونا قد شهدنا معكم واما عند البأس فاجبن قوم واخذله للحق وهم مع ذلك اشحة على الخير اي ليس فيهم خير قد جمعوا الجبن والكذب وقلة الخير هم كما قال في امثالهم الشاعر افي السلم اعيارا جفاء وغوظة وفي الحرب امثال النساء العواري اي في حال المسالمة كأنهم الحمير والاعيار جمع عير وهو الحمار وفي الحرب كانهم النساء الحيض لان العوارك الحوائض هذه حالهم قال ولهذا قال تعالى اولئك الذين لم يؤمنوا فاحبط الله اعمالهم وكان ذلك على الله يسيرا اي سهلا هينا عنده ثم قال يحسبنا الاحزاب لم يذهبوا لشدة جبرهم يظنون ان الاحزاب وهم وهو ابو سفيان ومن مع قريش ومن معهم انهم لم يذهبوا ولا يزالون باقيين ما ننقد انزل الله بهم بأسه فاهب عليهم هبت فيهم تلك الرياح التي قلعت خيامهم واكفأت قدورهم فهزمهم الله بالجنود التي ارسلها عليهم وبالريح ولكن هؤلاء الجبناء هم ليسوا مع النبي صلى الله عليه وسلم منخذلون باقون في المدينة لكن يخذلون فهم يحسبون ويظنون يعتقدون ان الاحزاب لم يذهبوا بعد لم يفارقوا المدينة ولم ينصرفوا عنها وان يأتي الاحزاب يود لو انهم بادون في الاعراب وان يأتي الاحزاب الى المدينة يودون انهم بادون في الاعراب يود هؤلاء المنافقون من شدة خوفهم وجبنهم انهم غيبوا في البادية بادون يعني ساكنون في البادية قال الطبري يتمنون من الخوف والجبن انهم غيبوا عنكم في البادية مع الاعراب بادون يقال بدأ فلان اذا صار في البدو فهو يبدو وهو بادي واما الاعراب فانهم جمع اعرابي وواحد العرب عربي وانما قيل اعرابي لاهل البدو فرقانا بين اهل البوادي والانصار فجعل الاعراب لاهل البادية والعرب لاهل المصر فالحاصل ونحوه كلام ابن كثير ايضا يقول وهذا ايضا من صفاتهم القبيحة في الجبن والخوف والخور يحسبون الاحزاب لم يذهبوا بل هم قريب منهم وان لهم عودة اليهم وان يأتي الاحزاب يود لو انهم بادون في الاعراب يسألون عن انبائكم اي ويودون اذا جاءت الاحزاب انهم لا يكونون حاضرين معكم في المدينة بل في البادية يسألون عن اخباركم وما كان من امركم مع عدوكم وهذا ايضا بيان الى حال القوم وشدة ضعفهم وخورهم ولا شك ان من يعيش مثل هذه العيشة يا اخوان حياته نكد من يعيش هذه العيشة وهذا الخوف في جميع احواله حياته عذاب في الدنيا قبل الاخرة وهم لشدة خوفهم يحسبون الاحزاب ما ذهبوا ولا يزالون باقين وايضا يودون لو ان الاحزاب يأتون الى المدينة انهم حين اتيانهم الى المدينة يكونون هم قد بدوا وخرجوا الى البادية مع الاعراب ومهمتهم يسألون عن اخباركم وهم ما يسألون عن اخبار النبي صلى الله عليه وسلم حرصا على سلامته لا يسألون عن اخباره حرصا على هلاكه ومن معه لانهم هم العدو هذه صفاتهم ومن كان مثل ذلك لا يؤمن ولا يؤثق ولا يثق به قال جل وعلا يسألون عن انبائكم اي يستخبرون عن اخباركم وهم بالبادية هل هلك محمد واصحابه ام لا ولو كانوا فيكم ما قاتلوا الا قليلا لو كانوا بين اظهركم لما قاتلوا معكم الا قليلا لكثرة جبنهم وذلتهم وظعف يقينهم فهؤلاء لا خير فيهم لا خير فيهم ولا شك ان هؤلاء يؤثرون على من حولهم ولكن في هذا يا اخوان عبرة وعظة مع ذلك النبي اخذهم بالظاهر وهم في صفوف المؤمنين. ولهذا المنافقون تعرفهم في في لحن القوم اقوالهم وافعالهم ولهذا الصحابة كانوا يعرفونهم في لحن القول ولما سب رجل مالك ابن الدخشم وانكر عليه اذكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم قال انا نرى وجهه مع المنافقين وجهه يعني هواه يميل اليهم وقال انه يحب الله ورسوله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فهم وان كانوا بين صفوف المؤمنين فالمؤمنون يعرفونهم وفائدة معرفتهم الا تركن الى قولهم ولا تصدقهم ولا تستجيب لهم انظروا ماذا فعلوا بالصحابة يريدون يخذلونه عن النبي صلى الله عليه وسلم فالمؤمن لابد يكون حذر يكون فطن لبق يعامل الناس بالظواهر ولكنه ايضا لا يخدع ولا يكون امعة امعة هذه كلها تستنبط من هذه الايات العظيمة يا اخوان هكذا ينبغي للمؤمن كما قال عمر رضي الله عنه لست بالخبئ بالخبئ ولا الخبئ يخدعني محمد الانسان ان يكون فطنا لا يظهر كل شيء ولا يقول كل ما يخطر في نفسه او يظنه لكن ايضا ما ينخدع انظروا الى افعال هؤلاء وصفاتهم وهم في صفوف المؤمنين ولكن مع ذلك المؤمنون ما ركنوا اليهم وان كانوا قد يؤثرون على الضعفاء وعلى اصحاب الشبهات فيجدون من يسمع لهم قال جل وعلا لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا قال ابن كثير رحمه الله هذه الاية الكريمة اصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه واله وسلم. في اقواله وافعاله واحواله ولهذا امر الناس بالتأسي بالنبي صلى الله عليه واله وسلم يوم الاحزاب في صبره ومثابرته ومرابطته ومجاهدته وانتظاره الفرج من ربه عز وجل. صلوات الله وسلامه عليه دائما الى يوم الدين ولهذا قال تعالى للذين تقلقلوا وتضجروا وتزلزلوا واضطربوا في امرهم يوم الاحزاب لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة اي هلا اقتديتم به وتأسيتم بشمائله؟ ولهذا قال لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا نعم هذه الاية في الحقيقة اصل عظيم يجب على المسلم ان يصدر عنها واسوة الاسوة هو القدوة الذي يتأسى به ولهذا قرأ عاصم بضم الهمزة اسوة وقرأ الباقون بكسرها اسوة وهما لغتان بالكلمة ومعنى اسوة يعني قدوة صالحة يتأسى به والايات التي جاء الامر فيها بطاعة النبي صلى الله عليه وسلم والتعسي به ولزوم امره كثيرة حتى قال الامام احمد قال نظرت في كتاب الله او نظرت في المصحف فوجدت فيه طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاث وثلاثين موضعا يأمر الله بطاعة النبي صلى الله عليه وسلم ومنها هذا الموضع ومنها قوله جل وعلا وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ومنها قوله جل وعلا قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله امر بطاعة النبي صلى الله عليه وسلم ومنها قوله جل وعلا يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول ومنها قوله جل وعلا يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول ولا تبطلوا اعمالكم عدم طاعة الله وعدم طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ابطال للعمل لان العمل كما قال اهل العلم لا يقبل الا بشرطين الاخلاص فيه لله جل وعلا والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيه يكون مما شرعه النبي صلى الله عليه واله وسلم ويقول الله جل وعلا ويقول النبي صلى الله عليه وسلم والايات في هذا كثيرة اتى ان الامام احمد له رسالة في الايات التي امر الله بها بطاعة النبي صلى الله عليه وسلم لكن ذكر بعض اهل العلم انها في حكم المفقود ولكن انتقوا منها او حاولوا التقوا شيئا منها ايه قرابة ثلاث وثلاثين اية كلها في الامر بطاعة النبي صلى الله عليه واله وسلم. وقد جاءت ايضا نصوص في السنة تدل على وجوب تأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم وعلى وجوب لزوم سنته وعدم الخروج عنها فمن ذلك الحديث الذي في الصحيحين من عمل عملا ليس عليه امرنا فورد في مسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد او العكس من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد ايش معنى هذا مردود العمل اذا اذا كان على خلاف السنة فهو مردود ما ينفعك من احدث في امرنا جاء بشيء جديد ليس من امر النبي صلى الله عليه وسلم فهو رد مردود على صاحبه هذا يدل على وجوب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم وان لا يعبد الله الا بما شرع النبي صلى الله عليه وسلم ولذا ما احسن ما قال شيخ الاسلام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله لما فسر معنى معنى شهادة ان محمدا رسول الله قال هي طاعته فيما امر واجتناب ما عنه نهى وزجر وتصديقه فيما اخبر والا يعبد الله الا بما شرع لا يعبد الله الا بما شرعه الرسول صلى الله عليه واله وسلم ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الاخر ايضا لما وعظ الصحابة موعظة بليغة قال في اخر الحديث فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ عليكم اي الزموها. امر يقتضى الوجوب بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي فقط قال عليكم الزموها قال عضوا عليها بالنواجذ ايضا ما قال عظوا العض معروف لكن قال بالنواجذ لانه لو عظ الشيء بمقدم اسنانه ينفلت بسرعة لكن النواجذ وهي الاضراس اذا عظ فيها ما يكاد يخرج الذي يعظ به دليل على شدة التمسك بالسنة في كل حال وفي كل وقت وفي كل اوان حتى ينجوا المسلم وايضا ما جاء من الاحاديث قول النبي صلى الله عليه وسلم تركتكم على البيضة ليلها ونهارها سواء لا يزيغ عنها الا هالك وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ايضا عليكم تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا من بعدي كتاب الله وسنتي كتاب الله وسنتي وايضا قال صلى الله عليه وسلم في حديث طويل فمن رغب عن سنته فليس مني والنصوص في هذا كثيرة من القرآن والسنة في وجوب الالتزام بسنة النبي صلى الله عليه واله وسلم في المنشط والمكره بالمنشط والمكره هذا الذي يريد نجاة نفسه لان الدعاوى اذا لم يكن عليها بينات فاصحابها ادعياء تريد السعادة اخلص لله واتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم او في المنشط فقط لانك تنشط لهذا الامر وتحبه واذا جاء المكره تركت السنة لا لا في كل احوالك ان كنت صادقا. ان كنت تريد نجاة نفسك ان كنت تريد ان تكون من حزب النبي صلى الله عليه وسلم ان كنت تريد ان تكون تحت لوائه صلى الله عليه وسلم فالزم سنته ظاهرا وباطنا وابشر بالخير والله كما قال شيخ الاسلام وغيره ان في الدنيا جنة من لم يدخلها لا يدخل جنة الاخرة جنة الايمان يا اخوان ايمان بالله واتباع النبي صلى الله عليه وسلم والالتزام بالشرع جنة راحة يجدها المسلم يجدها المسلم في حياته اذا هو اذا تمسك بالسنة سعد في الدنيا والاخرة. عاش عيشة هنية في الدنيا ومرده الى الله مرد غير مخزي فعلينا ان نوطن انفسنا على هذا وان ندعوا الى ذلك ونحث انفسنا واهلينا وابناءنا واخواننا وجلساء وجلسائنا نحثهم على الالتزام بالسنة لان نحب لهم ما نحب لانفسنا يقول جل وعلا لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لكن لمن لمن كان يرجو الله ان يرجوا ثوابه ويرجو رحمته ويرجو ان ينجيه واليوم الاخر ايضا يوم باليوم الاخر ويعلم ما فيه ويرجو ان ينجو فيه هذا هو الذي يتأسى بالنبي صلى الله عليه وسلم لانه لا ينجو في اليوم الاخر الا من كان متأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الذي في مسلم يقول صلى الله عليه واله وسلم والذي نفسي بيده لا يسمع بي من هذه الامة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمنوا بما جئت به الا حرم الله عليه الجنة لا طريق الا من طريقه صلى الله عليه وسلم لا طريق الى الجنة الا من طريقه قال لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا الله اكبر ما قال وذكر الله لا وذكر الله كثيرا. اما ذكر الله المسلم لابد ان يذكر الله اليس يصلي والصلاة فيها ذكر الله لكن الذي جاءت النصوص بالحث عليه هو ذكر الله كثيرا كما قال في هذه في هذه الاية وذكر الله كثيرا وقال في اية اخرى يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا ولما اثنى على المؤمنين بصفاتهم ان المسلمين والمسلمات قال في اخرها والذاكرين الله كثيرا والذاكرات قال ايضا يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا هنا يحتمل انه وذكر الله كثيرا يعني عند الحرب لان السياق كله في غزوة الخندق فمن تأسى بالنبي صلى الله عليه وسلم في صبره يوم غزوة الخندق وثباته وذكر الله كثيرا فانه هو الناجي ويحتمل ان يكون الامر بذكر الله كثير مطلقا وهذا هو الصواب لان التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم ليس خاصا فقط بما حصل منه يوم الخندق بل يجب التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم في جميع احواله وافعاله في الخندق وقبلها وبعدها وكذلك ذكر الله يذكر الله جميعا عند الخوف عند لقاء العدو يذكر الله في الامن في الصحة يكثر من ذكر الله عز وجل لان ذكر الله لان ذكر الله جل وعلا شأنه عظيم يقول النبي صلى الله عليه وسلم لاصحاب الا انبئكم بخير اعمالكم وازكاها عند مليككم وخير لكم من انفاق الذهب والورق اي الفضة ومن ان تلقوا عدوكم الجهاد في سبيل الله ومن ان تلقوا عدوكم فتضربوا رقابهم ويضربوا رقابكم قالوا بلى يا رسول الله قال ذكر الله ذكر الله وقد وقد يسر الله ذكره لمن اراد به الخير اخف شيء يتحرك فيك لسانك ما تحتاج اي جهد اذا جيت تتكلم فاذكروا الله فيه ولهذا اثنى على عباده المؤمنين انهم يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم فاذكروا الله وانت قائم وانت جالس وانت تمشي وانت في السيارة وانت في بيتك وانت مضطجع وانت وانت الرابح الفائدة ترجع لك الله غني عنك وعن عبادتك لكن انت الذي تنعم بالخير والراحة في الدنيا والاخرة. لان كثرة ذكر الله عز وجل طمع طمأنينة للقلوب. كثير من الناس يعيش هموم وغموم وخوف وفزع ووسوسة ما يدري كيف يخرج من المشكلة التي هو فيها حتى تؤثر على صحته اذا رأيته يضعف بدنه ويتغير وجهه يا اخي عليك بذكر الله قال الله جل وعلا الا بذكر الله تطمئن القلوب بلى والله تطمئن القلوب واذا اطمئن القلب وصلح صلح الجسد كله بل ان كثرة ذكر الله عز وجل سبب لمصاحبة الملائكة لصحبة الملائكة ولحظورهم عندك في مجلسك قال النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء حنظلة وقال نافق حنظلة ذهب حنظلة رضي الله عنه الى ابي بكر قال نافق حنظلة قال ابو بكر ما ذاك؟ قال نكون عند النبي صلى الله عليه وسلم يحدثنا عن الجنة والنار كأنها رأي عين فاذا خرجنا من من عنده عافسنا الضيعات يعني المزارع والزوجات والاولاد اشتغلنا فيهم قال يا ثم ذهب قال ابو بكر انا اجد ما تجد يا حنظلة فذهب الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال وما ذاك يا حنظلة؟ فذكر له فكونوا عندك تحدثنا عن الجنة والنار حتى كأنها رأي عين. فاذا خرج من عندك افسن الضيعات والزوجات والاولاد قال لو بقيتم على ما انتم عليه عندي لصافحتكم الملائكة في الطرقات وفي لفظ صحيح ايضا لاصافحتكم الملائكة على فرشكم تسلم عليكم الملائكة وانتم على فراشكم. فراش النوم ولكن ساعة وساعة لكن ما ما المراد بساعة وساعة؟ ساعة في الطاعة المحظة صلاة مثلا قرآن وساء فيما اباح الله واحل تطلب الرزق تجلس مع الاولاد وبعض الناس يفهم انه الساعة الاخرى تفعل فيها ما تشاء وساعة وساعة يعني الساعة الثانية اسمع الغنى افعل كذا اعوذ بالله لا فهم خاطئ الله امرنا بلزوم شرعي في كل وقت واعوان والنصوص ما تتعارض ولا تتصادم ولكن المراد ساعة في الامور المباحة اباح الله لك تزور صاحبك تجلس مع ابنائك تلاعب ابناءك تذهب تفعل شيئا تطلب الرزق و قد جاء في صحيح مسلم عن عمران ابن حصين رضي الله عنه انه قال ما معناه انه كان يدخل علي ويسلم علي ان عمران ابن حصين رضي الله عنه اصابته بواسير سأل النبي صلى الله عليه وسلم كيف يصلي فقال صلي قائما فان لم تستطع فقاعدا فان لم تستطع فعلى جنب ثم سبحان الله بقيت معه هذه البواسير حتى ذكروا في سيرته انه كان في اخر عمره ما يستطيع يتحرك نائم على سرير وكان يكثر من ذكر الله فقال كان يدخل علي ويسلم علي في صحيح مسلم وجاء عند احمد بسند صحيح قال كان يدخل علي ملكاي اليمين والشمال يدخل علي ملكاي فيسلمان علي قال فاكتويت ففقدتهم مدة ثم رجعوا لي بعد ذلك هي ان الملائكة تحظر ولهذا يطمئن قلب المسلم لكن ذكرا كثيرا ما هو بذكر قليل تذكر لك خمس دقائق عشر دقائق لا اكثر من ذكر الله عز وجل والحمد لله ان الذكر ميسر حتى وانت تعمل وانت تمشي بالسيارة ذاهب مشوار وانت دايم تأتي باغراض البيت وانت تستطيع ان تذكر الله وتحرك لسانك لكن وفق من وفقه الله بعض الناس ما يسكت لكن يقول كلاما باطلا او سيئا وبعض الناس احسن حالا منه لكن يسكت ما يقول شيء وخيرهم الذي يذكر الله ذكرا كثيرا اذا نحمل الاية على العموم وذكر الله كثيرا في جميع اوقاته ويدخل في ذلك ابان الحرب اثناء الحرب فان هذا من اسباب النصر. قال ولما رأى المؤمنون الاحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم الا ايمانا وتسليما قال ابن كثير ثم قال تعالى مخبرا عن عباده المصدقين بموعود الله لهم وجعل وجعله العاقبة حاصلة لهم في الدنيا والاخرة فقال ولما رأى المؤمنون الاحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله قال ابن عباس وقتادة يعنون قوله تعالى في سورة البقرة ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يأتيكم مثل الذين من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين امنوا معه متى نصر الله؟ الا ان نصر الله قريب اي هذا ما وعدنا الله ورسوله من الابتلاء والاختبار والامتحان الذي يعقبه النصر القريب ولهذا قالوا وصدق الله ورسوله الله اكبر ما احسن رد المؤمنين وما اقبح رد المنافقين كل الذي مر في سيرة المنافقين اذا لما وقعت وقعت الخندق وهنا ذكر حال المؤمنين لماذا؟ لانهم مؤمنون الايمان في قلوبهم مصدقون مقرون معترفون قال وما زادهم الا ايمانا وتسليما قال ابن كثير دليل على زيادة الايمان وقوته بالنسبة الى الناس واحوالهم كما قال جمهور الائمة انه يزيد وينقص وقد قررنا ذلك في اول شرح البخاري ولله الحمد والمنة لانه لان الحافظ ابن كثير شرح صحيح البخاري وان كان لم يصل الينا لكنه شرح وشرع فيه ولا شك في ذلك لكن هل اتمه ام لا قال وما ومعنى قوله وما زادهم الا ايمانا اي ذلك الحال والظيق والشدة الا ايمانا بالله وتسليما اي انقيادا لاوامره وطاعة لرسوله الله اكبر هذا هو المؤمن حقا نزلت به المصائب والشدة والخوف كما ترون لكم قول حذيفة لكن هذا الذي وقع ما زادهم الا ايمانا بالله تصديقا وثباتا حنا مؤمنون بالله حقا لكن اصحاب الشبهات اهل النفاق اذا جاءت مثل هذه الامور قال لو كان رسول الله حقا ما وقع له كذا ما حصل له كذا ففيه درس عظيم اذا وقعت بك الفتن وقعت بك مصيبة تتابعت عليك لا يتزلزل ايمانك اثبت واصبر والفرج قريب فالله يبتلي الناس على قدر ايمانهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الاخر اشد الناس بلاء قال يبتلى الناس على قدر ايمانهم فاشد الناس بلاء الانبياء ثم الامثل فالامثل فمن كان في ايمانه صلابة شدد عليه شدت عليه في المصايب وان كان في ايمانه رقة خفف عليه وفي مسألة وهو زيادة الايمان ونقصه هذي عقيدة اهل السنة والجماعة ان الايمان قول واعتقاد وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان فاذا عمل طاعة زاد. طيب اين الطاعة في غزوة احد صابر الصحابة صبر النبي واصحابه استسلامهم لامر الله بذلهم جهدهم في مقاومة العدو هذه كلها اعمال صالحة عظيمة فزادتهم ايمانا الى ايمانهم ثم قال جل وعلا من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا من المؤمنين رجال بدليل كلمة رجال مدح كما قال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيان عن ذكر الله فهم رجال بحق وهم المؤمنون رجال من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه قال ابن كثير لما ذكر على المنافقين انهم نقضوا العهد الذي كانوا عاهدوا الله عليه لا يولون الادبار وصف المؤمنين بانهم استمروا على العهد والميثاق صدقوا وصدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه الى اخر كلامه وقال الطبري صدقوا اي اوفوا بما عاهدوا بما عاهدوه عليه من الصبر على البأساء والضراء وقال غيره حققوا ما عاهدوا الله عليه هذا معنى صدقوا حققوا العهد صدقوا به واوفوا به ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ان نحبو في اللغة بمعنى النذر كما قال الطبري قال النحب النذر في كلام العرب وللنحب ايضا في كلامهم وجوه غير ذلك منها الموت قضى نحبه يعني مات قال كما قال الشاعر قضى نحبه في ملتقى الموت هوبر يعني منيته ونفسه لقي منيته وموته اذا الاصل في في النحب هو النذر لكن قد يطلق بمعنى الموت قد يدرك بالمعنى العهد وهو كذلك هنا نحبه قال قتادة قال ابن كثير قال بعضهم نحبه اجله وقال البخاري عهده وهو يرجع الى الاول اذ انقضى نحبه يعني قضى عهده قضى اجله جاءه الموت وهو ثابت على ما عاهد الله عليه على الايمان ختم الله له بخير فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر منهم ما يزال حيا لكنه باقي على عهده صادق لله جل وعلا وما بدلوا تبديلا ما غيروا اي تغيير اذا يا اخوان ننتفع بهذه التوجيهات نحرص على الثبات على الحق فمن جاءه اجله انتقل للاخرة لكن لا يضعف من بعده يصبر على امر الله ولا يبدل ولا يغير دين الله عز وجل يثبت على دين الله حتى يلقاه. ولهذا جاء في الحديث ان القابض على دينه في اخر الزمان كالقابض على الجمر هكذا ضعف امام الشهوات والشبهات وامام التشكيكات وامام الامور التي تحصل تمسك بدينك واصبر ولا تبدل حتى يأتيك اجلك وانت على ذلك وقد اورد ابن كثير رحمه الله سببا لنزول هذه الاية وهو ما رواه البخاري عن انس قال نرى هذه الاية نزلت في انس ابن النظر من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وجاء ما يدل عليه ايضا فيما رواه الامام احمد والامام مسلم عن ثابت قال قال انس انس ابن مالك قال عمي انس ابن النظر سميت به لم يشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر فشق عليه وقال اول مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم غيبت عنه لئن اراني الله مشهدا فيما بعد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليرين الله ما اصنع قال فهاب ان يقول غيرها لكنها تكفي اللي على صدقه قال فشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم احد فاستقبل سعد بن معاذ فقال له انس يا ابا عمرو اين فقال واها واها لريح الجنة اجده دون احد قال فقاتلهم حتى قتل قال فوجدوا في جسده بضع وثمانون من ضربة وطعنة ورمية فقالت اخته عمتي الربيع بنت النظر فما عرفت اخي الا ببنانه باصبعه بقية الجسم قد اصابه ما اصابه في سبيل الله وفي ذات الله قال فنزلت هذه الاية رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا قال قال فكانوا يرون انها نزلت فيه وفي اصحابي اذا هذا هو سبب نزول الاية لكن كما يقال العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ان كان سياق الايات يدل على ان هذا الامر كان في غزوة الخندق هنا في سياق غزوة الخندق وغزوة احد متقدمة السنة الثالثة وغزوة الخندق في السنة الخامسة لكن لا يمنع ان يقال العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب وهي نزلت في في اهل الخندق وفي ثباتهم وصبرهم ولكن يدخل فيها انس ابن النظر من دخول اولية. لان الصحابة رضي الله عنهم قد يقول نزلت الاية في كذا ولا يريدون بهما يعنيه المتأخرون نحن العرف الغالب الان انه اذا قيل نزلت الاية في كذا انه هو سبب نزولها لكن نبه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في مقدمة التفسير ان الصحابة قد يكون نزلت الاية في كذا وهم لا يعنون سبب النزول الذي نعنيه وانما يقصدون ان الاية في مثل هذا نزلت الاية في كذا يعني في مثل فعلك لو ان رجلا فعل فعل الان فيقال له نزلت الاية فيك او في فعلك هذا ليس المعنى ان هو الذي نزلت بسببه لكن نزلت في مثل هذا الفعل وهذا والله اعلم اظهر انهم لا يريدون سبب النزول الذي هو سبب نزول الاية لكن لا شك انه يعني ينطبق على ما جاء في اه ما جاء من انس ولهذا البخاري لما اورده لم يذكر انها نزلت في امس في انس ابن النظر ولكن ذكر اشار الى هذا وجاءت ايضا روايات اخرى للحديث. فالحاصل ان هؤلاء ثبتوا على دين الله عز وجل وما بدلوا ولا غيروا حتى لقوا الله على ذلك قال ابن كثير رحمه الله في شرح قوله من منهم من قضى نحبه قال قال مجاهد بقوله فمنهم من قضى نحبه قال عهده ومنهم من ينتظر قال يوما فيه قتال فيصدق في اللقاء وقال الحسن فمنهم من قضى نحبه يعني موته على الصدق والوفاء ومنهم من ينتظر الموت على مثل ذلك ومنهم من لم يبدل تبديلا وكذا قال قتادة وابن زيد وقال بعضهم نحبه نذره وقال وقوله وما بدلوا تبديلا وما غيروا عهدهم وبدلوا الوفاء بالغدر بل استمروا على ما عاهدوا الله عليه وما نقضوه كفعل المنافقين الذين قالوا ان بيوتنا عورة وما هي بعورة يريدون الا فرارا وقال ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الادبار اه القصد من هذا يا اخوان انك حينما تقرأ في التفسير في بعض كتب التفسير قصة بن جرير الطبري وابن كثير تجد انه يذكر في في الاية اقوال ويظن ان من من لا خلفية عنده ان هذه الاقوال مختلفة وانه لابد ان كن الحق واحدا منها لا اكثر الخلاف الوارد عن السلف او بين السلف في التفسير يقول العلماء هو من قبيل اختلاف التنوع فاختلاف التضاد التضاد اذا اخذت بهذا القول الاخر ظده ما يمكن ان تقول بظده نقول هذا قليل موجود لكن قليل مثل قوله جل وعلا والمطلقات يتربصن بانفسهن ثلاثة قرون من العلم من قال القرء الحيض ومنهم من قال القرء الطهر هنا لا يمكن نأخذ بالقولين مع بعضهما نقول القره والطهر والحيض ابدا لان الحيض معروف وقت اذا خرجت المرأة دخلت في الطهر فلا يجتمعان في وقت واحد هذا موجود لكنه قليل لكن اغلب الخلاف الذي تجده في التفسير هو من قبيل اختلاف التنوع. الاية تدل عليه كله ابن مسعود عبر بنوع وابن عباس عبر بنوع وابي بن كعب عبر بنوع ومجاهد عبر بنوع فكل هذه الاقوال حق والاية تشملها جميعا بل قال شيخ الاسلام ابن تيمية وتفسير التفسير الصحيح للاية هو مجموع او حاصل ما جاء عن السلف من تفسيرات وعلى هذا تحفر هذه الاقوال ثم قال وقوله ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين ان شاء ويتوب عليهم قال اي انما يختبر عباده بالخوف والزلازل فيميز الخبيث من الطيب في ظهر امر امر هذا بالفعل وامر هذا بالفعل. مع انه تعالى يعلم الشيء قبل كونه ولكن لا يعذب الخلق بعلمه فيهم حتى يعملوا بما بما يعلمه فيهم كما قال تعالى ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو اخباركم فهذا علم بالشيء بعد كونه وان كان العلم السابق حاصلا به قبل وجوده هذا كلام جميل ابن كثير لان الله قال ليجزي الصادقين بصدقهم ويعذبوا المنافقين ان شاء او يتوب عليهم فالله جل وعلا قدر ما قدر وفعل ما فعل لاجزي ان يجزي الصادقين بصدقهم لا يستوي الصادق مع الكاذب ويعذب المنافقين ان شاء لاحظوا لانهم لو لو تابوا ما عذبهم الله ولهذا قال ويعذب المنافقين ان شاء او يتوب عليهم ان الله كان غفورا رحيما. سعة رحمة الله يعني هؤلاء الذين حصلت منهم هذه الجرائم التي مرت الطعن في الرسول التقدير عنه آآ كل ما فعلوه لو تابوا تاب الله عليه ففيه سعة رحمة الله ولهذا مهما فعلت من ذنب يا عبد الله فتب الى الله مهما فعلت من الذنوب لا يأتيك الشيطان تقول بس انا فعلت ذنوب كثيرة كثير من الصحابة كانوا على الكفر الشرك عبادة الاصنام فلما تابوا تاب الله عليهم وصاروا من احسن الناس حالا ففيه فتح باب التوبة والرجوع الى الله جل وعلا اسأل الله العلي العظيم ان يجعلنا واياكم من التوابين ونسأل الله عز وجل ان يختم بالسعادة اجالنا وبالصالحات اعمالنا وان يجعل اخر كلامنا من الدنيا لا اله الا الله وصلى الله وسلم وبارك