بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. يا ايها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيب بهم ذلك ادنى ان يعرفن فلا يؤذين. وكان الله غفورا رحيما لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنور لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها الا قليلا ملعونين. اينما ثقفوا اخذوا وقتلوا قتيلا سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا الى يسألك الناس عن الساعة قل انما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا ان الله لعن الكافرين واعد لهم سعيرا. خالدين فيها ابدا لا فيجدون وليا ولا نصيرا. يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا يقولون يا ليتنا اطعنا الله واطعنا الرسول وقالوا ربنا انا اطعنا سادتنا وكبرائنا فاضلونا السبيلا ربنا اتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا يا ايها الذين امنوا لا تكونوا كالذين ادموا موسى فبرأه الله مما قال قالوا وكان عند الله وجيها. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم. ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما. انا عرضنا الامانة على السماوات والارض الجبال فابين ان يحملنها فابين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا. ليعذب الله المنافقين والمنافقين والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين. ويتوب الله على والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد يقول الله جل وعلا يا ايها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك ادنى ان يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما ينادي الله عز وجل نبيه بوصف النبوة طالبا منه او امرا له ان يقول لازواجه ولبناته ولنساء المؤمنين ان يدنين عليهن من جلابيبهن والمراد ان يلبسن جلابيب فوق الخمار لانهن كن يختمرن ويغطين رؤوسهن وكذلك يغطين وجوههن وهذا في حق امهات المؤمنين امر متفق عليه ان الله امرهن بالحجاب وهذا شيء زائد على ذلك وهو ان تلبس المرأة ملحفة او عباءة او ثوبا فوق لباسها الذي تلبسه وهذه هي الملحفة او هو الجلباب ولهذا يقول ابن كثير رحمه الله يقول تعالى امرا رسوله صلى الله عليه وسلم تسليما ان يأمر النساء المؤمنات خاصة ازواجه وخاصة ازواجه وبناته لشرفهن هذا تعبير جميل والخاصة زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وبناته. لماذا بماذا امرهن بذلك قال لشرفهن وهذا دليل ان الحجاب وان لبس الخمار ولبس الجلباب انه شرف وتكرمة كرامة من الله جل وعلا لامهات المؤمنين والمؤمنات عموما وليس الحجاب كتما للحرية او تخلف او تأخر لا هو شرف وكرم اكرم الله به نساء المؤمنين والذي امر امرهن بذلك هو الله جل وعلا العليم بخلقه جل وعلا فالقول قوله والحكم حكمه سبحانه وتعالى قال ابن كثير خاصة ازواجه وبناته لشرفهن بان يدنين عليهن من جلابيبهن ليتميزن عن سمات نساء الجاهلية لان ميسي مات نساء الجاهلية ما كن يحتجبن ولا يلبسن الجلباب قال ليتميزن عن سمات نساء الجاهلية وسمات الايماء. ايضا الاماء المملوكات التي لسنهن حرائر شأنهن اهون من الحرائر ولهذا جاء ما يدل على ان عورة القامة من السرة الى الركبة بخلاف بقية النساء فانهن عورة وذلك لشرفهن وتكريمهن فان الدرة المصونة هي التي يحرص عليها تكن ويحتفظ فيها في مكان امين لقيمتها ولهذا لو ان معك مسكة من ذهب ومعك بصلة باي ايه ما تهتم به وتغطيه وتخفيه الذهب وكذلك الحرائر صيانة لهن من عيون الفساق وعيون اهل الشر وعيون اهل الباطل فهذا تكرمة من الله جل وعلا لنساء المؤمنين للحرائر الحجاب وادناء الجلباب وقد ذكروا ان معلمة موفقة جاءت لطالباتها بحلوى نوعان حلوى مفتوحة ومكشوفة في صحن جميل وحلوة مغطاة فقالت لطالباتها خذنا من اي نوعين شئتن فاخذن جميعهن من الحلوى المغطاة فقالت لم لم تأخذنا من تلك الحلوى؟ مع انها نفس الحلوى لكن مجرد فقط اننا يعني فتحناها فقالت فقلنا انها معرضة للغبار والتراب والذباب فقالت فكذلك الحجاب فالمرأة المتحجبة مثل الحلو المغطاة والمرأة المتبرجة مثل الشيء المكشوف الذي يقع عليه الذباب ويقع عليه كل شيء وسنتكلم ان شاء الله على الحجاب وبيان وجوب الحجاب ان شاء الله حينما تمر بنا الايات الخاصة بذلك لكن نشير هنا الى اهمية الحجاب وانه تكرمة من الله جل وعلا للنساء وحفاظا عليهن وعناية بهن لا كما يقوله المنافقون الذين يصدون عن سبيل الله قال ابن كثير والجلباب هو الرداء فوق الخمار الخمار الذي تخمر به المرأة رأسها كذلك تغطي به وجهها لا هذا شيء زائد غير ذلك يعني قد تكون المرأة كلها مغطاة عليها خمار وعليها وعليها عليها الخمار لرأسها ووجهها وعليها ملابس تستر بدنها لكن الجلباب فوق ذلك وهو العباءة او الملحفة يختلف من وقت الى وقت المهم انه لباس زائد غير لباس المرأة الذي تلبسه ويستر عورتها هذا لباس فوق ذلك هذا هو الجلباب قال ابن كثير الجلباب هو الرداء فوق الخمار قاله ابن مسعود وعبيده وقتادة والحسن البصري وسعيد بن جبير وابراهيم النخعي وعطاء الخرساني وغير واحد وهو بمنزلة الازار اليوم هكذا قال ابن كثير ويبدو لي ان ان فيه سبق او فيه وهم هو اقرب الى الرداء هو رداء وليس ازار لان الازار يكون على اسفل البدن والرداء هو الذي يكون على اعلى البدن ولهذا فسرت ام المؤمنين عائشة كيف فعلنهم نساء الانصار لما نزلت هذه الاية وانهن غطين رؤوسهن وابدانهن فخرجن من بيوتهن كالغربان سود امتثالا لامر الله عز وجل لهن بهذه الاية هكذا فهمنا وهكذا فعلنا واقرهن رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك ولم ينكر عليهن ولم يقل فهمت ان خطأ بل اقرهن على ذلك وهذا من تقريره فهو من السنة. لان السنة منها ما هو تقريري. اقرار من النبي صلى الله عليه وسلم لانه ما من شيء يفعل في زمن النبي صلى الله عليه صلى الله عليه واله وسلم ولا يأتي انكار منه له الا دل ذلك على جوازه اقل ما يكون لانه رسول رب العالمين الذي يألم السر واخفاه قال الجوهري الجلباب الملحفة ثم قال وقال علي بن ابي طلحة عن ابن عباس امر الله نساء المؤمنات اذا خرجن من بيوتهن في حاجة ان يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب. ويبدين عينا واحدة وقال محمد بن سيرين سألت عبيدة السلماني عن قول الله تعالى يدنين عليهن من جلابيبهن فغطى وجهه ورأسه وابرز عينه اليسرى وقال عكرمة تغطي ثغرة نحرها بجلبابها تدنيه عليها وقال ابن ابي حاتم وساق بسنده عن صفية بنت شيبة عن ام سلمة قالت لما نزلت هذه الاية يدنين عليهن من جلابيبهن خرج نساء الانصار كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة وعليهن اكسية سود يلبسنها وساق ايضا وروى ابن ابي حاتم ايضا عن يونس ابن يزيد قال وسألناه يعني الزهري هل على الوليدة خمار متزوجة او غير متزوجة والوليدة المراد بها الامة المملوكة هل عليها خمار فقال عليها الخمار وان كانت متزوجة وتنهى عن الجلباب لانه يكره لهن ان يتشبهن بالحرائر الا محصنات وقد قال الله تعالى يا ايها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن لانهم كانوا يفرقون بين الامة والحرة بين المملوكة وبين الحرة وسيأتي ان شاء الله مزيد بيان لذلك قال وقوله ذلك نعم ادنى ان يعرفن. قبل ذلك نذكر اقوال العلماء تأييدا لما ذكره ابن كثير قال الشوكاني رحمه الله في فتح القدير الجلابيب جمع جلباب وهو ثوب اكبر من الخمار قال الجوهري الجلباب الملحفة وقيل القناع وقيل هو ثوب يستر جميع بدن المرأة كما ثبت في الصحيح من حديث ام عطية انها قالت يا رسول الله احدانا وهذا في العيد يعني حضور مصلى العيد احدانا لا يكون لها جلباب فقال لتلبسها اختها من جلبابها قال الواحدي قال المفسرون يغطين وجوههن ورؤوسهن الا عينا واحدة في علم انهن حرائر فلا يصلهن الاذى انتهى كلامه رحمه الله وجاء عن جمع من السلف انهم فسروا الجلباب وشرحوه فبعضهم لبس شيئا على رأسه غطاء لحافا ثم غطى به رأسه وغطى به وجهه الا احدى عينيه قال هكذا الجلباب تغطي تغطي المرأة رأسها ووجهها الا عينا واحدة تنظر منها وهالدليل ان الجلباب كان غليظا ما ترى من ورائه فتترك فقط العين لتنظر منها سواء العين اليمنى او العين اليسرى. فحاصلوا اقوال اهل العلم ان الجلباب هو ما يغطى به فوق اللباس المعتاد فوق الخمار فوق ملابس المرأة التي تلبسها مثل العباءة الان اه او الملحفة او ما شابه ذلك وهذا في الحقيقة يدل على حرص الاسلام على تستر المرأة وهذا هو معنى اه ما جاء في الاية الاخرى ان الله رخص لله يأسن من الولد وكبرت اعمارهن او اسنانهن انه ليس عليهن جناح ان يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة قالوا هذا المراد بالثياب ليس المراد به نزع الحجاب حتى الكبيرة تتحجب المراد بالثياب يعني لا بأس المرأة التي لا تشتهى او قد يئست ممكن ان تخلع عباتها عند يعني عند النساء او عند يعني بعض الرجال الذين يذكرونهن ليس ليسوا محارم هذا هو المعنى وهذا الحقيقة عند التأمل في هذه النصوص يا اخوان يتبين لك اهمية ستر المرأة وحجاب المرأة هذا والله خير لها وخير لوليها وخير للامة جميعا تحجب المرأة وتسترها وقرارها في بيتها وهي مخلوقة ومهيئة لذلك وهذا هو جنتها في الدنيا قبل الاخرة فعلى الموسنيات ان يحرصن على هذا وان يصدرن عن قول الله ورسوله صلى الله عليه واله وسلم لان الله جل وعلا هو ربهن وقوله الحق ورسوله صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى قال يا ايها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين من يدنين يعني يقربنا والادناه هنا بمعنى الالباس يدنينا يعني يقربنا ويلبسن عليهن من جلابيبهن يلبسن الجلابيب ويغطين بها رؤوسهن ووجوههن ولو غطت المرأة كامل بدنها الباب فهو افضل كما هو حال العباءة الان ولكن ايضا اه ينبغي ان يتفطن ان ظاهر النصوص وظاهر كلام اهل العلم ان الجلباب يغطي الرأس وكذلك العباءة تكون مغطية للرأس تكون مغطية للرأس كذلك هذا هو الجلباب يشمل حتى الرأس ايضا تغطي رأسها وان كان بعض اهل العلم يرخص في مسألة العباءة التي على الكتفين بشروط منها ان تكون واسعة وفظفاظة وعظة لابد ان تكون مغطية لرأسها ووجهها مع لبس العباءة قال اه ذلك ادنى ان يعرفن ذلك يعني ادناء الجلابيب ولبس الجلباب ادنى اي اقرب ان يعرفن فيتميزن عن الاماء ويظهر للناس ان انهن حرائر قاله الشوكاني وقال ابن عاشور والادناء هو التقريب وهو كناية عن اللبس والوضع ان يضعن عليهن جلابيبهن قال ذلك ادنى ان يعرفن يعني انهن حرائر او انهن امهات المؤمنين فلا يؤذين وقد ذكروا ان بعض المنافقين كانوا يتعرضون للنساء لان النساء في ذلك الزمان اه ما كن يخرجن لقضاء حاجتهن الا في الليل لشدة حيائهن وتسترهن لانه ما كان في بيوت الناس دورات مياه وحمامات مثل الان فكانوا اذا ارادوا ان يقضوا تقظي المرأة حاجتها خرجت الى المناصع الى الصحراء لتقضي حاجتها ويكون خروجهن بالليل وقد يستغرب بعض الناس الان يقول كيف ما تستطيع ان تتحمل لا ما كانوا يأكلون مثل اكلنا الان بيت النبي صلى الله عليه وسلم يمر الشهر والشهران ما اوقدت فيه نار يأكلون وجبة واحدة ولقيمات فما يحتاج الانسان ان يذهب لقضاء الحاجة الا نادرا فالحاصل انهن كن يخرجن في الليل يتعمدن الخروج في الليل لانه استر لهن فكان بعض المنافقين يتعرض لبعض النساء بالاذى بالغمز فامر الله عز وجل بالحجاب ولبس الجلباب حتى تعرف الحرة من غيرها فلا يتعرضون لها. لكن ليس هذا ترخيص واذن لهم بان يتعرضوا الاماء لا ولهذا يقول الامين الشنقيطي رحمه الله بعد ان ذكر ان سبب نزول هذه الاية عند المفسرين هو ما هو ما كان يفعله بعض الفساق من التعرض اساء واذيتهن قال وليس المراد منه ان ان تعرض الفساق للاماء جائز هو حرام ما يجوز التعرظ للنساء لا امة ولا مملوكة هو حرام واد نعم قال ولا شك ان المتعرضين لهن من الذين في قلوبهم مرض وانهم يدخلون في عموم قوله تعالى والذين في قلوبهم مرظ الى قوله وقتلوا تقتيلا ويكفي هذا وعيد وهو يقصد الايات التي ستأتي معنا لان لم ينته نعم لان لم ينتهي المنافقون والذين في قلوبهم مرظ والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها الا قليلا ملعونين اينما ثقفوا اخذوا وقتلوا تقتيلا ويدل على التحريم لان هؤلاء في قلوبهم مرض فليس معنى ان ليس معنى قوله ادنى ان يعرفن ان بالنسبة للاماء يجوز التعرض لهن؟ لا لكن الحرائر لهن شأن اعظم والا لا يجوز التعرظ للنساء ابدا لا حرة ولا امة. قال جل وعلا وذلك ادنى ان يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما غفورا يغفر الذنوب ومن ذلك ما كان من النساء قبل امرهن لبس الجلابيب وقبل الحجاب وايضا رحيما فما شرع هذه الاحكام الا لرحمته بنساء المؤمنين وايضا يعظم لهن الاجر والثواب اذا التزمنا بما شرعه لهن ثم قال جل وعلا لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرظ والمرجفون في المدينة هذه الصفات الثلاث كلها في صنف واحد وهم الذين يظهرون الايمان ويبطنون الكفر وهم المنافقون لان المنافق يظهر الايمان ويبطن ويعقدوا قلبه على الكفر بالله عز وجل ورسوله فهو منافق يظهر شيئا ويخفي غيره والله جل وعلا تهدد هؤلاء قالوا لان لم ينتهي المنافقون والذين في قلوبهم مرظ بعظ اهل العلم يقول المنافقون هذي تشمل كل من اظهر الايمان وابطن الكفر. والذين في قلوبهم مرظ يقول هذي يدخل فيها المنافقون ويدخل فيه ايضا من يحب الزنا ويحب الفجور ولو لم يكن منافقا وهذا مرض في القلب قالوا وهو يعني حب الزنا وحب الشهوة حب اذية النساء والمرجهون في المدينة والارجاف هو اشاعة الاخبار مع الكذب فيها قال ابن كثير والمرجفون يعني الذين يقولون جاء الاعداء جاءت الحروب وهو كذب وافتراء يعني يرجفون بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالمؤمنين جاءكم العدو جاءنا العدو كذا عددهم كثير يرجفون بالمؤمنين فهؤلاء كلهم اعداء والدليل على انه لا يجوز الارجاف بعض الناس حتى اذا حل مرض او شيء من ذلك ارجف بالناس يخوف ويحذر وسيكون كذا ويفعل كذا هذا ما يجوز الارجاف نعم الناس يخبرون ليحتاطوا ويأخذ بالاسباب لكن الارجاف ما يجوز حرام فالحاصل ان هؤلاء هم المنافقون وقد يدخلوا في بعض الصفات من ليس منافقا وهي صفات ذميمة ولهذا توعدهم الله وهددهم كما في هذه الاية يقول ابن كثير ثم قال متوعدا للمنافقين وهم الذين يظهرون الايمان ويبطنون الكفر والذين في قلوبهم مرض قال عكرمة وغيرهم الزناة ها هنا في قلوبهم مرض حب الزنا ولهذا يتعرضون للنساء او للجواري يغمزوهن قال لان لم ينتهي المنافقون والذين في قلوبهم مرظ والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم الاغراء هو الحث على الشيء والحظ عليه والمراد به هنا كما قال ابن كثير ونقله عن السلف قال لنغرينك بهم قال ابن عباس لنسلطنك عليهم لنغرينك بهم لنسلطنك عليهم وقال قتادة لنحرشنك بهم واختار ابن جرير الامرين فقال في تفسيره الاية لنسلطنك عليهم ولنحرشنك بهم وقال السدي لنعلمنك بهم وهذه الاقوال كلها حق وهي متقاربة وبعضها لازم لبعض فالمراد لنغرينك بهم اي لنعلمنك بهم ونخبرك بهم ايظا ولنسلطنك عليهم ولنحرشنك بهم حتى تعاقبهم بما يستحقون قال ثم لا يجاورونك فيها الا قليلا يعني بعد ان نغريك بهم ونسلطك عليهم لا يجاومونك في المدينة ولا يبقون جيرانا لكم لك بل يخرجون منها اما انهم يقتلون او انهم يخرجون قال لا يجاورونك فيها الا قليلا الا امدا قليلا وزمنا قليلا ثم يخرجون منها قال ملعونين اينما ثقفوا اللعن هو الطرد والابعاد من رحمة الله. فهؤلاء ملعونون مطرودون مبعدون من رحمة الله اينما ثقفوا اخذوا في اي مكان وجدوا ثقه اي اخذوا وهذا اخبار وهو مقتضي للامر ان هذا حكمهم في الشرع حيثما وجد هؤلاء المنافقون من في قلوبهم مرض المرجفون في المدينة هؤلاء اينما اخذوا اينما وجدوا اخذوا وقتلوا تقتيلا هذا حكمهم لكن قد يقول قائل اليس النبي صلى الله عليه وسلم علم بالمنافقين ولم يقتلهم نقول بلى ولكن كما ذكر المفسرون انه لما نزلت هذه الاية انهم امسكوا نعم منهم ما بقي على نفاقه لكن يظهر الاسلام ويؤخذ بظاهره لكن كفوا عن التعرظ للنساء كفوا ايظا عن الارجاف وخافوا على انفسهم ولهذا لم يقتلهم النبي صلى الله عليه وسلم. فلما اظهروا التوبة النبي صلى الله عليه واله وسلم اخذهم بظواهرهم اخذهم بظواهرهم لانهم يظهرون الاسلام آآ قال جل وعلا سنة الله في الذين خلوا هذه سنة الله في الذين خلوا من قبل الذين خلوا من الامم السابقة هذه سنة الله فيهم من فعل مثل هذه الافاعيل من تلك الامم حكم الله فيهم بهذا الحكم وهو ان انه يحرش بهم انبيائه وانهم يؤخذون حيثما تقهوا وانهم يقتلون تقتيلا هذه سنة الله في من فعل ذلك ولا تجد لسنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا ما تتغير سنة الله جل وعلا ولهذا قال الطبري يقول ثم لتنفينهم فلا يجاورونك فيها الا قليلا قال ثم لتنفينهم عن مدينتك فلا يسكنون معك فيها الا قليلا من المدة من المدة والاجل حتى تنفيهم عنها فتخرجهم منها وقال الشوكاني سنة الله اي سن الله ذلك في الامم الماظية وهي لعن المنافقين واخذهم ثم قال جل وعلا يسألك الناس عن الساعة يسألك الناس عن الساعة والمراد بالساعة الساعة القيامه ساعة القيامة ان يسألونك متى وقتها والسائلون لها وسائلنا عنها اغلبهم مكذبون فيقول متى هذه الساعة التي تقول وقد يكون يسأل بعضهم وهو مؤمن مصدق لكنه يريد ان يألف وقتها ولهذا لما جاء جبريل كما في الحديث الذي في البخاري ومسلم وغيرهما الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال متى الساعة قال النبي صلى الله عليه واله وسلم ما المسؤول عنها باعلم من السائل وهذه خمس من امور الغيب لا يعلمها الا الله ومنها علم الساعة متى تقوم ولهذا كثر السؤال عنها وجاء الجواب بان النبي صلى الله عليه وسلم لا يملك من امرها شيء. وان علمها الى الله فقال جل وعلا يسألك الناس عن الساعة قل يا نبينا انما علمها عند الله علمها عند الله ولهذا قال في سورة الاعراف يسألونك عن الساعة ايان مرساها قل انما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها الا هو ثقلت في السماوات والارض لا تأتيكم الا بغتة يسألونك كانك حفي عنها قل انما علمها عند الله ولكن اكثر الناس لا يعلمون فعلم الساعة متى تقوم هذا مرده الى الله ثم قال جل وعلا وما يدريك لعل الساعة تكون قريبة وما يدريك لعل الساعة تكون قريبة وقد بين ذلك في اية اخرى فقال جل وعلا اقتربت الساعة وانشق القمر وقال جل وعلا اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون وقال اتى امر الله فلا تستعجلوه وكل ما هو ات قريب لكن لا يعلم متى تقوم الا الله جل وعلا لا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل اختص الله جل وعلا بعلمها واخبر انها تأتي بغتة وفجأة ايضا آآ وهنا ذكر جاء عن سفيان ويحيى ابن سلام انهم قالوا كل ما قال كل شيء في القرآن وما ادراك يعني كل شيء في القرآن جاء بلفظ وما ادراك من قول الله عز وجل لنبيه فقد ادراه واخبره به وما جاء بلفظ وما يدريك فانه لم يدره به ولم يعلمه به هكذا قالوا والحقيقة انه عند التأمل في الايات يظهر ان هذا القول صحيح في الغالب للاغلب ان ما ادراه به اذا قال وما ادراك انه قد ادراه به وما يدريك انه لم يعلمه. فمثلا قال جل وعلا والسماء والطارق وما ادراك ما الطارق النجم الثاقب القارئة ما القارئة وما ادراك ما القارعة ادراه الله واعلمه بالقيامة وانها القيامة واما ما يدريك تأتي بالاعم الاغلب بما لم يعلمه الله جل وعلا به. لكن قد تأتي احيانا لما اعلمه به كما هنا وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا. وفي الاية الاخرى قال اقتربت الساعة وانشق القمر فالحاصل ان هذه فائدة ان ما جاء بلفظ وما ادراك في الغالب ان ان الله ادرى النبي صلى الله عليه وسلم وعلمه به وما جاء بلفظ وما يدريك الغالب والاعم ان الله لم يخبره به ولم يعلمه به يعني بوقته وحينه والله اعلم ثم قال جل وعلا ان الله لعن الكافرين واعد لهم سعيرا هذا اخبار منه جل وعلا انه لعن الكفار وطردهم وابعدهم من رحمته لكفرهم بالله جل وعلا لانهم لم يسلكوا الطريق الذي ينجيهم من عذاب الله وهو الايمان ان الله لعن الكافرين واعد لهم اي هيأ لهم وارصد لهم عذاب واعد لهم سعيرا اي نارا تستعر بهم تتوقد وتأكلهم قد اشتد حرها وتضاعف جزاء وفاقا على كفرهم ثم قال جل وعلا خالدين فيها ابدا والكفار مع ذلك مع ما اعده لهم من العذاب ومن النار ومن السعير هم خالدون فيها ابد الاباد لا يقضى عليهم فيموتوا وما هم منها بمخرجين ولهذا اكد هنا الخلود بالابدية وقد جاء في ايات انه ذكر الخلود والخلود في الاصل يطلق على المدة الطويلة وان كان لها نهاية ولكن اذا اكد الخلود بالابدية فهو الذي لا نهاية له نسأل الله العافية والسلامة فهم خالدون في عذاب النار ابد الاباد ليس الف سنة ولا مليون سنة ولا مليار سنة نسأل الله العافية والسلامة خالدين فيها ابد الاباد لا يقضى عليهم فيموتوا وما هو من هبيل مخرجين نسأل الله العافية والسلامة فتأمل يا عبد الله اختر طريق الايمان والهداية والله ما تطيق انك تقف بحرارة الشمس في وقت الصيف والحر ما تستطيع تقف ساعة فكيف بعذاب جهنم الذي هو مضاعف على هذا العذاب بتسعة مظاعف على عذاب نار الدنيا بتسعة وستين جزءا كلهن مثل مثل حرها ولا ينتهي هذا بالنسبة للكفار المشركون ولا ينقطع فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا. نسأل الله العافية والسلامة لن يزدادوا مع مرور الوقت الا عذابا فوق العذاب الذي هم فيه قال جل وعلا خالدين فيها ابدا لا يجدون وليا ولا نصيرا لا يجدون وليا يتولاهم فيستنقذهم من ان من السعير التي اصلاه الله اياها كما قال ابن جرير الطبري ولا يجدون نصيرا ينصرهم فينجيهم من من عقاب الله وهذا غاية الاستسلام والاسلام للعذاب ليس لهم ولي يتولاهم وليس لهم ناصر ينصروهم لا حيلة لهم لكن هذا جزاء وفاقا لاعمالهم. فقد كفروا بالله جل وعلا. بخلاف المؤمنين فان الله وليهم وناصرهم جل وعلا ثم قال جل وعلا يوم تقلب وجوههم في النار. يقولون يا ليتنا اطعنا الله واطعنا الرسول قال ابن كثير اي يسحبون في النار على وجوههم وتلوى وجوههم على جهنم يقولون وهم كذلك يتمنون ان لو كانوا في الدار الدنيا ممن اطاع الله واطاع الرسول كما اخبر عنهم في حال العرصات بقوله ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا. يا ويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلا. لقد اضلني عن الذكر كي بعد اذ جاءني وكان الشيطان للانسان خذولا. وقال ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين وهكذا اخبر عنهم في حالتهم هذه انهم يودون ان ان لو كانوا اطاعوا الله واطاعوا الرسول في الدنيا فقالوا ربنا انا اطعنا سادتنا وكبرائنا اقول هذه عبر يا اخوان ومواعظ يعني هذا هذا الموقف الذي هم فيه صوره الله لنا تصويرا بينا واضحا وانهم يصلون النار واعد لهم العذاب الشديد وانهم لا ولي لهم ولا ناصر وانه تقلب وجوههم في النار وانهم يندمون ويقولون يا ليتنا اطعن الله واطعن الرسول اطيعوا الله واطيعوا الرسول الان ما زلتم ممهلين يا عباد الله اطيعوا الله واطيعوا رسوله وامنوا بالله ورسوله وائتمروا بما امرتم به وانتهوا عما نهيتم عنه ما زلتم في دار الامهال وصور لكم واخبرتم وهذا من من علم الغيب الذي اطلع الله عليه عباده هذا يكون بعد ذلك ما جاء وقته الى الان هذا في الاخرة بعد قيام الساعة هذه حالهم فالله اخبرك لتتعظ وتعتبر تاخذ العبرة تأخذ العبرة انت الان اعتبر يا عبد الله والحمد لله الايمان في مقدور الانسان وفي وسعه بل سعادته وراحة قلبه ونجاة من هموم الدنيا قبل هموم الاخرة قال جل وعلا وقالوا ربنا انا اطعنا سادتنا وكبرائنا فاضلونا السبيل هذه حجة لا تنفعه لا تنفع ان يقول العاصي او الكافر انا اطعنا سادتنا وكبرائنا او انا وجدنا اباءنا على امة ما ما يغني هذا الكلام الله جل وعلا امرك بان تطيعه اطيعوا الله واطيعوا الرسول امرك بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه واله وسلم وليس حجة انك تطيع اعداء الله جل وعلا ولا ينفعك بين يدي الله جل وعلا. ولهذا يقولون ان معترفين مقرين انا اطعنا سادتنا وكبرائنا والنتيجة فاضلون السبيل قال ابن كثير اي اتبعنا السادة وهم وهم الامراء والكبراء من المشيخة وخالفنا الرسل واعتقدنا ان ان عندهم شيئا يعني اعتقدوا عند سادتهم وكبرائهم واعتقدنا ان عندهم شيئا وانهم على شيء فاذا هم ليسوا على شيء. ربنا اتهم ضعفين من العذاب اي بكفرهم واغوائهم ايانا قال والعنهم لعنا كبيرا قرأ بعض القراء بالباء الموحدة والعنهم لعنا كبيرا وهذه قراءة عاصم لعنا كبيرا قرأ الباقون بالثاء والعنهم لعنا كبيرا وكلاهما والعياذ بالله في حق الكفار انه يلعنهم لعنا كبيرا ولعنا كثيرا قال اه نعم قالوا ربنا انا اطعنا سادتنا وكبرائنا. هكذا ابن كثير يفرق بين السادة والكبرى. فيقول السادة هم الامراء والكبراء قالوا هم المشائخ مشايخ الضلال لان هؤلاء هم اكابر الناس الامراء والعلماء او من يتصدون سيادة الناس في باب العلم وباب الدين ولكن حتى ولو ما هي بحجة مقنعة لان لانه كله يؤخذ من قوله ويرد وكل انسان يعرض قوله على الشرع المعصوم هو النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى واما من سواه فكل يؤخذ من قوله ويرد فيؤخذ قوله الذي يوافق الحق ويرد قوله الذي يخالف الحق فالانسان متى ما تبين له الحق وجب عليه ان يأخذ به ولا يتعصب لشيخه او يقول لا لمذهبي او لشيخي انا اقول بقول شيخي شيخي يقول هكذا انا لا اترك لا يا اخي اذا تبينت الحق خذه مع من كان فالحق وظالة المؤمن ان وجده اخذه وانظر الى هؤلاء كيف صارت علاقتهم بهؤلاء علاقة علاقة عداوة يدعون عليهم ويطلب من الله عز وجل عز وجل اي ان يزيدهم عذابا واما المؤمنون فهم محبتهم وخلتهم في الدنيا يعقبها زيادة في السعادة واللقاء والانس نسأل الله الكريم من فضله قال ربنا اتهم ضعفين يسألون الله ويدعونهم ادم ضعيفين من العذاب ضعف على كفرهم ولانهم رؤوس الضلال وضعهم على اغوائهم لنا قال والعنهم لعنا كبيرا ايطردهم من رحمتك لعنا كبيرا كثيرا وقد فعل الله جل وعلا ذلك فان الله جل وعلا يجازي كل عمل بعمله. ولا شك ان الرؤساء والدعاة الى الشر اعظم اثما من الاتباع فقط لان حتى الكفار دركات نسأل الله العافية والسلامة ومنهم من هم رؤوس في الضلال ومنهم من هم دون ذلك وهذا ذكره الله عز وجل في اول سورة البقرة وفرق بين المنافقين وذكر انهم ينقسمون الى قسمين كما في اول سورة البقرة قال وجل وعلا يا ايها الذين امنوا لا تكونوا كالذين اذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها يخاطب الله عز وجل عباده المؤمنين ويناديهم بوصف الايمان لانه سيأتي امر مهم وهو تحذيرهم من اذية النبي صلى الله عليه واله وسلم باي اذى سواء كان اذى قوليا او اذى فعليا احذروا من ذلك ولا تكونوا كالذين اذوا موسى وهم اليهود وذلك ان اليهود اذى موسى بانهم قالوا ان فيه عيب وسنذكر الحديث ان شاء الله ان موسى عليه السلام كان رجلا حيا ستيرا فكان لا يغتسل عند بني اسرائيل وكان بنو اسرائيل يغتسلون مع بعضهم يعني وكان والله اعلم ان هذا مأذون لهم فيه يغتسل الرجل ويبدي عورته امام الاخر بخلاف هذه الامة هذه الامة حرم الله عليهم ان ينظر بعضهم الى بعض قال النبي صلى الله عليه وسلم استر عورتك الا من زوجتك وامتك او كما قال صلى الله عليه وسلم فلما رأوا ان موسى لا يغتسل عندهم قالوا ما تركنا الا ان فيه علة اما انه رجل ادر والادر الادرة هي انتفاخ في الخصية او في الصفن او ان فيه عيب قالوا لماذا ما يغتسل معنا فيه عيب ولهذا يفر منا الله اخبر ان هذا اذى لموسى ونهى المؤمنين ان يؤذوا النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا اورد نعم اورد المؤلف ما رواه البخاري عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ان موسى عليه السلام كان رجلا حييا ستيرا او ستيرا لا يرى من جلده شيء استحياء منه فاذاه من اذاه من بني اسرائيل فقالوا ما يتستر هذا التستر الا من عيب بجلده اما برص واما ادرة قلنا ان الادرة انتفاخ في الخصيتين او في الصفن الخاص بهما واما افة وان الله عز وجل اراد ان يبرئه مما قالوا لموسى فخلا يوما وحده فخلع ثيابه على حجر خلا موسى عليه السلام يوم من الايام وحده على عادته وكان بجواره حجر فانزل ثوبه على الحجر قال فخلع ثيابه على حجر ثم اغتسل فلما فرغ اقبل الى ثيابه ليأخذها اغتسل جاء ليأخذ ثوبه على الحجر قال وان الحجر عدا بثوبه وفي رواية البخاري فر الله على كل شيء قدير ففر الحجر بثوب موسى قال وان الحجر عدا بثوبه فاخذ موسى عصاه وطلب الحجر فجعل يقول ثوبي حجر ثوبي حجر يعني معناه موسى ينادي الحجر ثوبي يا حجر ثوبي يا حجر يعني اريد ثوبي قال حتى انتهى الى ملأ من بني اسرائيل فرأوه عريانا احسن ما خلق الله عز وجل. وابرأه الله مما يقولون. وقام وقف الحجر قال فاخذ ثوبه فلبسه وطفق بالحجر ضربا بعصاه لاحظ اول ما بدأ ايش ما بدأ يضرب الحجر لا ستر عورتهم لبس ثوبه ثم بعد ذلك ضرب الحجر قال وطفق بالحجر ضربا بعصاه فوالله ان بالحجر لندبا لندبا من اثر ضربه ثلاثا او اربعا او خمسا والندب هو اثر الجرح اذا لم يرتفع من الجلد اذا جرح الانسان او ظرب ظربا شديدا فيبقى اثر لكن ما ينتفخ او يخرج عن الجلد هذا هو الندب فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول فيه ندبا يعني من شدة ظرب موسى له وهذا من قال قال فذلك قوله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تكونوا كالذين اذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها اذا يا اخوان هذا من تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن من تفسير السنة للقرآن وفيه ايضا اخبار بان الحجر له ارادة ولكن نحن لا نعلم ولهذا كل شيء يسبح بحمد الله عز وجل وان من شيء الا يسبح بحمده لكن نحن ما اطلعنا الله على هذا لكن اذا جاءتنا الاخبار الصحيحة فانا نؤمن بها ونصدق ونقول صدق الله وصدق رسوله ولهذا قال جل جل وعلا جدارا يريد اينقض؟ نعم الجدار له ارادة والحجر له ارادة وثبت في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول اني لاعرف حجرا بمكة كان يسلم علي كل كل ما مر به سلم عليه وقصة الجمل الذي اشتكاه صاحبه الى النبي صلى الله عليه وسلم فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم اشتكى اليه الجمل ان صاحبه يثقل عليه ولا ولا يطعمه واخبره النبي صلى الله عليه وسلم قال اطعمه فالحاصل انا نؤمن يا اخوان اذا وردت النصوص في كتاب الله او في السنة الصحيحة يجب ان نسلم ونترك عنا مسألة العقل ما يقول انسان عقلي ما يقبل هذا مشكلة هذا انا ماني مصدق. لماذا لا تصدق اليس قد قاله الله او قاله رسوله صلى الله عليه وسلم من قال لك ان عقلك يحكم على الشرع عقلك يتبع الشرع ولهذا قال ابن تيمية العقل مع الشرع كالخادم للشرع ولا ترد امر الله عز وجل وتقول سمعنا واطعنا وغير هذا كثير من النصوص التي جاءت بهذه المثابة وهذا امر المؤمن يقول سمعت واطعت وصدق الله ورسوله ثم اورد ابن كثير عدة طرق لهذا الحديث ويكفي ما ذكرنا منها في بيان الامر وذكر وجها اخر آآ ان الذي اذوا موسى فيه انه اه خرج هو هارون الى رأس الجبل فمات هارون ثم رجع موسى فلما جاء جاء بني اسرائيل قالوا انت قتلت انت قتلت هارون كان هارون ارحم منك والين لنا وكذا وكذا فبرأه الله جاء جاءه طائرة وجاء فاحتمل هارون وجيء به وطاف بهم طيف به عليهم فرأوه لكن هذا من اخبار بني اسرائيل ولهذا قال ابن كثير يحتمل ابن جرير قال يحتمل انه قصة وفاة اخيه هارون او انه الحجر وهذا شيء غريب من ابن جرير رحمه الله يعني هذا الحديث في البخاري ثابت وذاك من اخبار بني اسرائيل الله اعلم هل ثبت ام لا فلا يترك الصحيح لغيره واحسن منه قول ابن كثير قال يحتمل انه يشتمل على الامرين ان كلا الامرين اذوا موسى فيهما فبرأه الله من ذلك. ولكن الحقيقة الحديث واظح وصريح ان هذا الذي اذوه به لانهم قالوا انا في خلق موسى عيب برص او مرض او كذا فاذوه بذلك فبرأه الله مما قالوا. ثم قال جل وعلا وكان عند الله وجيها يعني كان موسى عليه السلام عند الله وجيها ذا جاه قال ابن كثير اي له وجاهة وجاه عند ربه عز وجل قال الحسن البصري كان مستجاب الدعوة عند الله. وقال غيره من السلف لم يسأل الله شيئا الا اعطاه. ولكن منع الرؤية لما يشاء الله عز وجل وقال بعضهم من وجاهته العظيمة انه شفع في اخيه هارون ان يرسله الله معه فاجاب الله سؤاله وقال ووهبنا له من رحمتنا اخاه هارون نبيا ولا شك ان هذا من وجاهته عند الله جل وعلا. ولهذا يقولون يقول العلماء وبعض المفسرين يقول ما من احد اعظم نعمة على اخيه من موسى على هارون لانه سأل الله ان يجعله نبيه فجعله الله نبيا فهو كان عند الله وجيها ولهذا موسى عليه السلام من اولي العزم بل اهل العلم يقولون افضل الانبياء نبينا صلى الله عليه واله وسلم ثم ابراهيم ثم موسى كليم الرحمن فكان عند الله وجيها ذا جاه ومكانة ثم قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم. ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما يقول ابن كثير يقول تعالى امرا عباده المؤمنين بتقواه وان يعبدوه عبادة من كانه يراه وان يقولوا قولا سديدا اي مستقيما لا اعوجاج فيه ولا انحراف ووعدهم انهم ان فعلوا ذلك اثابهم عليه بان يصلح لهم اعمالهم ان يوفقهم للاعمال الصالحة وان يغفر لهم الذنوب الماظية وما قد يقع منهم في المستقبل اه يلهمهم التوبة منها هذه ايضا توجيه عظيم. يا ايها الذين امنوا وقد سبق ان ذكرنا قول ابن مسعود اذا سمعت يا ايها الذين امنوا فارعها سمعك فانه اما خير تؤمر به واما شر تنهى عنه فهذا خير تؤمر به اتقوا الله والتقوى هي ان تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بفعل اوامره واجتناب نواهيه جل وعلا هذه هي التقوى تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بماذا بفعل اوامره واجتناب نواهيه والتقوى هي ملاك الامر وقد امر الله بها عباده بل امر بها الاولين والاخرين ووصاهم بها كما قال جل وعلا ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله فلا صلاح لحال الانسان الا بالتقوى اتقوا الله وقولوا قولا سديدا ابن كثير يقول قولا سديدا يعني مستقيما صوابا وقال بعض المفسرين هو لا اله الا الله والصواب ان القول المستقيم هنا يشمل كل الاقوال الصالحة ويخرج كل الاقوال المعوجة الغيبة النميمة الاستهزاء الكفر دعاء غير الله الى غير ذلك فالقول المستقيم هو ان يتكلم الانسان بالحق بذكر الله بقراءة القرآن بالتسبيح بالتحميد بالتهليل او على الاقل بالكلام المباح الذي لا لا يلحقه منه تبعة. من غير ان يكثر منه وابشر اذا اكثرت من القول السديد المستقيم الصواب لا غيبة لا نميمة لا رياء لا سب لا استهزاء ابشر بالخير. فان الثمرة عظيمة قال يصلح لكم اعمالكم لماذا لانه بقدر ما يتكلم الانسان يكون حاله فان كان من المكثرين لذكر الله من الذين يقولون القول الصالح المستقيم ستصلح حالهم ولابد لا بد تصلح حالك وانظر حالك انت الان اذا اكثرت من ذكر الله او اجتهدت في الدعاء مثلا في العشر الاواخر في مظنة ليلة القدر اكثرت من قراءة القرآن. كيف تجد نفسك فاصلح وتطمئن وتقبل على الله فاذا كان هذا ديدنك دائما وابدا القول السديد الذي لا اثم فيه هذا يورثك الصلاح يصلح لكم اعمالكم فتصلح اعمالك لانك اكثرت من ذكر الله فاطمئن قلبك فحبب اليك الخير وصلحت اعمالك صرتوا موفقا مهيئا للاعمال الصالحة والاجتهاد فيها ويغفر لكم ذنوبكم نعم لان الاعمال الصالحة كفارة لما بينهن كفارة للصغائر ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم قال ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما بعد ان وعدهم بصلاح العمل ومغفرة الذنوب ختم بالاخبار ان من اطاع الله ورسوله فقد فاز اعظم الفوز وهو دخول الجنة والنجاة من النار يفوز بذلك في الدنيا والاخرة في الدنيا بالايمان وفي الاخرة بدخول الجنة والنجاة من النار وكل هذا حث وتحريظ للمسلم على ان يقول القول السديد وان يصلح عمله لان اللسان هو سبب هلاك الانسان ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الرجل ليقول الكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في النار كما بين المشرقين. اقول قوله جل وعلا قولوا قولا سديدا هذا يدل على اهمية استقامة اللسان فان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الذي رواه البخاري وغيره بل في الصحيحين ان الرجل ليقول الكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في النار ابعد مما بين المشرقين وفي لفظ يهوي بها في نار جهنم سبعين خريفا وان الرجل ليقول الكلمة من رضا الله يكتب الله له بها رضاه الى ان يلقاه اللسان مهم اذا استقام لسانك وصلح صار كلامه كله طيب سداد صواب اما ذكر تسبيح استغفار امر بالمعروف نهي عن المنكر او كلام مباح ما فيه اذية ولا وقعة في احد والله لتحمدن العاقبة لكن بعض الناس يطلق لسانه غيبة نميمة استهزاء عمر كلام ساقط امور يترفع عنها الانسان العاقل ثم يريد صلاح قلبه هذا عمل اصلا هذا من عمل اللسان والجزاء من جنس العمل اكثر الاعمال الصالحة وانظر ما هي النتيجة. اكثر غير ذلك تجد جزاء ذلك فينبغي الانسان يحرص هذه الايات عظيمة يا اخوان قولوا قولا سديدا وابشروا ابشروا وعد من الله عظيم والله لا يخلف الميعاد يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم. ماذا تريد وراء ذا؟ وراء هذا يصلح لك الله الاعمال ويغفر لك الذنوب التي عندك وهذا هو عين السعادة والنجاة ثم قال جل وعلا وهي خاتمة السورة انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها واشفقن منها. وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا انا عرضنا الامانة يخبر الله جل وعلا انه عرض الامانة واختلفت عبارات العلماء فيها ولكن مؤداها واحد ان الامانة هي التكاليف التي كلفنا فيها هي العبادة وما خلقت الجن والانس الا ليعبدوه هذه هي الامانة العبادة قال ابن كثير اه قال ابن عباس يعني بالامانة الطاعة وعرضها عليهم وعرضها عليهم قبل ان يعرظها على ادم فلم يطقنها فقال لادم اني قد عرظت الامانة على السماوات والارض والجبال فلم يطقها فهل انت اخذ بما فيها قال يا ربي وما فيها قال ان احسنت جزيت وان اسأت عوقبت فاخذها ادم فتحملها وذلك قوله وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا وقال علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس الامانة الفرائض عرظها الله على السماوات والارض والجبال ان ادوها اثابهم وان ضيعوها عذبهم الله فكرهوا ذلك واشفقوا من غير معصية ولكن تعظيما لدين الله الا يقوموا بها. ثم عرضها على ادم فقبلها بما فيها وهو قوله وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا. يعني غرا بامر الله جل وعلا يعني غر بعواقب الامور كما قال الامين الشنقيطي قال غر بعواقب الامور وما يتبع الامانة من الصعوبات. وهذا قول لبعض اهل العلم ثم اورد عن الضحاك او اورد نعم عن الظحاك عن مجاهد وسعيد والظحاك والحسن ان الامانة هي الفرائظ التي افترضها الله. وقال اخرون هي الطاعة وقيل من الامانة وعن ابي ابن كعب قال من الامانة ان المرأة اؤتمنت على فرجها. وقال قتادة الامانة الدين والفرائض والحدود. وقال بعضهم الغسل من الجنابة وقال مالك بن زيد عن اسلم الامانة ثلاثة الصلاة والصوم والاغتسال من الجنابة لكن هذا يا اخواني يسمى اختلاف تنوع اختلاف تنوع ما هو اختلاف تضاد فكل واحد منه يعبر بنوع من الامانة. ولهذا قال ابن كثير بعدها وكل هذه الاقوال لا تنافي بينها. بل هي متفقة وراجعة الى انها التكليف وقبول الاوامر والنواهي بشرطها. وهو انه ان قام بذلك اثيب وان ترك عوقب. فقبلها الانسان على ضعفه وجهله وظلمه الا من وفقه الله والله المستعان اذا هذا المراد بالامانة عرظها الله على الجبال على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها ليس رفظا لامر الله لكن الله خيرهن وتعظيما لله. فابين ان يحملنها واشفقن خبنا الا يقمن بها وحملها الانسان عرظها على الانسان وحملها وتحملها. انه كان ظلوما جهولا ظلوما جهولا قالوا المراد جنس الانسان ظلوم جهول ظلوم جهول يضع الشيء في غير موضعه وضعوا الكفر بدل الايمان والنفاق بدل الايمان لكن المؤمن ليس كذلك المؤمن ليس ظلوما جهولا. لماذا؟ الاصل فيه انه ظلوم جهول. لكن يأطر نفسه ويلزمها بالشرع فاذا التزم بالشرع سلم من الظلم والجهل ثم قال ليعذب المنافقين والمنافقات يعني عرض الله يعني حملها الانسان لاجل ان يعذب الله المنافقين والمنافقات والله اعلم