واولو الارحام بعضهم اولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين الا ان تفعلوا الى اوليائكم معروفا كان ذلك في الكتاب مستورا واذ اخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم واخذنا واخذنا منهم ميثاقا غليظا ليسأل الصادقين عن صدقهم واعد للكافرين عذابا اليما يا ايها الذين امنوا اذكروا نعمة الله عليكم اذ جاءتكم جنود فارسلنا عليهم ريحا فارسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا اذ جاءوكم من فوقكم ومن اسفل منكم واذ زاغت الابصار وبلغ القلوب الحناجر وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا الفيسبوك بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة الاحزاب النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم وازواجه امهاتهم واولو الارحام بعضهم اولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين الا ان تفعل الى اوليائكم معروفا. كان ذلك في الكتاب مستورا قال ابن جرير الطبري امام المفسرين عند قوله النبي اولى بالمؤمنين قال احق بالمؤمنين بالله جل وعلا من انفسهم ان يحكم فيهم بما يشاء من حكم الله اذا اولى اولى بالمؤمنين من انفسهم المراد انه احق واقرب وانفذوا حكما منهم هكذا يجب ان يكونوا فيكون اولى بهم من انفسهم لانه اذا كان وصلى الله عليه واله وسلم اولى بهم من انفسهم فانهم سيتبعون امره ويجتنبون نهيه وسيتركون هوى انفسهم ورغبات انفسهم فنبي الله اولى من انفسهم يقول ابن كثير مبينا هذا المعنى قال قد علم الله تعالى شفقة رسوله صلى الله عليه وسلم على امته. ونصحه لهم فجعله اولى بهم من انفسهم وحكمه فيهم مقدما على اختيارهم لانفسهم. كما قال تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم. ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما وفي الصحيح وهو في صحيح البخاري ومسلم قال وفي الصحيح ايضا ان عمر وفي الصحيح ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال والذي نفسي بيده لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من نفسه وماله وولده والناس اجمعين وفي الصحيح وهو في البخاري ايضا ان عمر رضي الله عنه قال يا رسول الله والله لانت احب الي من كل شيء الا من نفسي فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم لا يا عمر حتى اكون احب اليك من نفسك فقال عمر يا رسول الله لانت احب الي من كل شيء حتى من نفسي لما سمع قول النبي صلى الله عليه وسلم هذا يدل على مقام الصحابة وفضلهم سرعة استجابتهم لما سمع هذا من النبي صلى الله عليه وسلم حقد قلبه وان رسول الله احب اليه من نفسه لان النبي قال له هذا والنبي اولى به من نفسه قال لانت احب الي من كل شيء حتى من نفسي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم الان يا عمر ولهذا قال تعالى في هذه الاية النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم وقال البخاري عندها يعني عند هذه الاية حدثنا ابراهيم بن المنذر وساق بسنده عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال ما من مؤمن الا وانا اولى اولى الناس به في الدنيا والاخرة اقرأوا ان شئتم النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم فايما مؤمن ترك مالا فليرثه عصبته من كانوا فان ترك دينا او ضياء فليأتني فانا مولاه فمعنى ظياع يعني اولادا صغارا تخشى عليهم الظيعة ليس لهم احد يقوم عليهم وقد اجاد وافاد الحافظ ابن كثير رحمه الله فقد فسر الاية بالاحاديث وهذا غاية البيان لان النبي صلى الله عليه وسلم يبين للناس ما نزل اليهم من ربهم هذا معنى ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم اولى بك من نفسك نفسك التي بين جنبيك النبي اولى. لماذا لانه لا ينطق عن الهوى ولان الله ارسله رحمة للعالمين ولانه بالمؤمنين رؤوف الرحيم ولانه حريص على هدايتهم وهو معصوم لكن نفسك قد تشتهي الباطل قد تشتهي امرا محرما وهذا خبر من الله وهو وان كان خبر لكن متظمن للامر والحث فالنبي اولى بالمؤمنين من انفسهم فكونوا كذلك وقد دلت عليه الاية التي اوردها المؤلف اولا بلى وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما لحكمك وايضا لابد ان تحب النبي صلى الله عليه واله وسلم محبة تقدمه فيها على ولدك على والديك على نفسك لماذا لان هذه المحبة هي التي تثمر الايمان والاستجابة والاتباع للشرع لكن اذا كنت تحب ولدك اكثر من حبك للنبي صلى الله عليه وسلم قد يطلبون منك امرا محرما او يريدون شيئا فلتحبهم فتجيبهم الى هذا والنبي صلى الله عليه وسلم مثلا قد حرم هذا مقتضى محبتك للنبي صلى الله عليه وسلم مقتضى محبتك للنبي صلى الله عليه وسلم لا تقدم عليه احد نريد اولادك شيئا او ابواك او زوجك او نفسك تشتهي امرا نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم وان كنت تحب النبي صلى الله عليه وسلم ان كنت مؤمنا الايمان الكامل فما تقدم هوى نفسك على ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا هذه هي ثمرة محبة النبي صلى الله عليه وسلم ان يكون احب اليك من نفسك من ولدك من والديك من الناس اجمعين لان مقتضى هذه المحبة واثرها هو تقديم امره صلى الله عليه وسلم على امر غيره وهو لزوم سنته واتباعه على كل حال واتباعه هدى ورشد فالله امرك بهذا قال وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا وقال جل وعلا فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم وقال جل وعلا وان تطيعوه تهتدوا ويقول لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة صلوات الله وسلامه وبركاته عليه فهذا خبر من الله اخبار وهو يتضمن الحث والامر ولندب لنا على ان نجعله اولى بنا من انفسنا لانه لا ينطق الا بالحق ولا يهدي الا الى الرشد واما انفسنا فقد تهوى الشر والباطل تقع فيما حرم الله قال جل وعلا النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم وازواجه امهاتهم قال ابن كثير او قبله قال ابن جرير الطبري قال وازواجه امهاتهم وحرمة ازواجه حرمة امهاتهم عليهم في انهن يحرمن عليه في انهن يحرم عليهم نكاحهن من بعد وفاته كما يحرم عليهم نكاح امهاتهم امهات المؤمنين ازواج النبي صلى الله عليه وسلم امهات لنا من حيث الحرمة والاجلال والتقدير والتولي ولهذا لا يجوز لاحد ان يتزوج بزوجات النبي او بواحدة منهن بعد وفاته قال جل وعلا في محكم التنزيل وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله ولا ان تنكحوا ازواجه من بعده ابدا. ان ذلك ان كان عند الله عظيما لعظم حقه صلى الله عليه واله وسلم وازواجه امهات المؤمنين ويقول ابن كثير رحمه الله وازواجه امهاتهم اي في الحرمة والاحترام والاكرام والتوقير والاعظام ولكن لا تجوز الخلوة بهن ولا ينتشر التحريم الى بناتهن واخواتهن بالاجماع هذا من فقه ابن كثير رحمه الله فبين انه انهن ان ازواج النبي صلى الله عليه وسلم امهات المؤمنين بالاحترام بالتوقيل بالتعظيم في الحرمة لكن هذا التحريم لا يتعداهن الى تحريم بناتهن او بنات اخوانهن لانه لانها لو كانت امك من النسب فكما تحرم الام تحرم بنتها وبنات بناتها وابنائها وهكذا لأ بالنسبة لامهات المؤمنين التحريم خاص بهن ايضا لا تجوز الخلوة بهن اما ذات المحرم من النسب يجوز الخلوة بها وهذا تنبيه لطيف من الحافظ ابن كثير رحمه الله قال ولا ينتشر التحريم الى بناتهن واخواتهن بالاجماع وان شم بعض العلماء بناتهن اخوات المؤمنين. كما هو منصوص الشافعي في المختصر يعني الان هل يقال لاخواتي زوجات النبي صلى الله عليه وسلم انهن خالات المؤمنين قالوا هذا في حقه معاوية ابن ابي سفيان رضي الله عنه قاله الشافعي قال خال المؤمنين لانه اخو امي حبيبة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم ومن هنا اختلف العلماء يعني بالنسبة للرجال وازواجه امهاتهم. لكن هل يقال في النساء كذلك ان امهات المؤمنين امهات المؤمنات قال بهذا الشافعي وقال به بعض اهل العلم وجاء عن عائشة رضي الله عنها بسند صحيح انها نفت ذلك وقد اورده الحافظ ابن كثير قال صح عن قال او نذكر كلامه السابق قال وان شم بعض العلماء بناتهن اخوات اخواتي المؤمنين كما هو منصوص الشافعي في المختصر وهو من باب اطلاق العبارة لا اثبات الحكم يعني تطلق هذه العبارة لكن ليس الحكم كذلك يعني من حيث ما يترتب عليه من المحارم والنسب وغير ذلك قال وهل يقال لمعاوية وامثاله خال المؤمنين فيه قولان للعلماء ونص الشافعي على انه يقال ذلك وهل يقال لهن يعني لازواج النبي صلى الله عليه وسلم امهات المؤمنات فيدخل النساء في فيدخل النساء في جمع المذكر السالم تغليبا قال وهذا اصح نعم فيه قولان صح عن عائشة رضي الله عنها انها قالت لا يقال ذلك وهذا اصح الوجهين في مذهب الشافعي رحمه الله وقال بعض العلماء انه يقال امهات المؤمنات كما يقال امهات المؤمنين هذي جمع مذكر سالم النساء الغالب في تعبيرات او في دلالة الفاظ القرآن انه اذا جاء الحكم للرجال ولم تذكر النساء فهن تبع لهم لن نتبع الا اذا قام دليل على خلاف ذلك فقالوا هو قال وازواجه امهاتهم امهات المؤمنين فكذلك امهات المؤمنات وبعضهم قال لا والمسألة الامر فيه يعني فيك لهم بين اهل العلم ولكن لا شك ان امهات المؤمنين لهن حق على جميع المؤمنين والمؤمنات من اجلالهن وتكريمهن وتوقيرهن والترضي عنهن ومعرفة مقامهن لانهن ازواج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدنيا وفي الاخرة هذا فضل عظيم قال ابن كثير وقد روي عن ابي بن كعب وابن عباس انهما قرأ النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم وازواجه امهاتهم وهو اب لهم وهو اب لهم وهذه قراءة شادة لكنها تعتبر قراءة تفسيرية يستفاد منها من حيث المعنى لان القراءات الشادة هي وين قيل بانها لا تثبت قراءة لكن اقل ما يقول انها تفسير من الصحابي فسر الاية في تفسير الصحابي مقدم على غيره هذا اقل احوالها فيعتبر تفسير لابن عباس ومن ابي ابن كعب قال وروي نحو هذا عن معاوية ومجاهد وعكرمة والحسن وهو احد الوجهين في مذهب الشافعي حكاه البغوي وغيره استأنسوا عليه بالحديث الذي رواه ابو داوود عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما انا لكم بمنزلة الوالد يقوله صلى الله عليه وسلم تقوله للصحابة انما انا لكم بمنزلة الوالد اعلمكم فاذا اتى احدكم الغائط فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها ولا يستطب بيمينه يعني لا يستنجي بيده اليمنى والحديث نعم وكان يأمر بثلاثة احجار وينهى عن الروث وينهى عن الروث الحديث واخرجه النسائي والحديث حسنه الالباني في صحيح ابي داود وسئل شيخنا العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله هل النبي صلى الله عليه وسلم ابو المؤمنين قال نعم فقال له السائل اليس الله يقول ما كان محمد ابا احد من رجالكم الاية تقول النبي ليس اب لكم فقال الشيخ ما كان ابى احد من رجالكم يعني من جهة التبني كما قالوا ادعوهم لابائهم ثم قال وهو ابوهم والنبي ابو ابو المؤمنين من جهة التربية والتوجيه من جهة التربية والتوجيه لا ابوة التبني المنفية ابوة التبني. ولهذا كان يقول لبعض اصحابه يا بني هذا فقه من الشيخ رحمه الله واستحضار للادلة كما مر معنا في ليلة البارحة الادلة الا ان النبي قال لانس فكانك يا بني ثبت انه وقال كذلك لصبيان غيلمة بني هاشم وبينية لا ترموا جمرة العقبة حتى تطلع الشمس اذا النبي صلى الله عليه وسلم اب للمؤمنين والد كالوالد والاب لهم من حيث التربية والتوجيه بل هو احرص علينا من ابائنا صلى الله عليه وسلم والله ذكر هذا حريص عليه عزيز نعم عزيز علي ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. الرأفة شدت شدة الرحمة صلوات الله وسلامه وبركاته عليه هذا هو معنى الاية بدلالة السنة قال جل وعلا وازواجه امهاتهم واولو الارحام بعضهم اولى ببعض في كتاب الله اولوا الارحام المراد بهم القرابة من النسب وقد ذكرنا ان اهل العلم ذكروا ان الارحام او ان الرحم خمس جهات رحمك خمس جهات الابوة والبنوة والاخوة والعمومة والخؤولة هؤلاء رحمك الابوة وهم الاب والام واب الاب وابو الام الاباء والاجداد وان علوا من الجهتين هذه هي الابوة والبنوة وهم ابناؤك وبناتك وابناؤهم وبناتهم والاخوة وهم كل من شاركك في اصليك او في احدهما كل من كان اخا لك من امك وابيك او من امك فقط او من ابيك فقط وابناؤه هادي هي الأخوة كل من شاركك في اصليك او في احدهما وابناؤهم ابناء اخوانك من قرابتك والعمومة وهم كل من شارك اباك في اصليه او في احدهما وابناؤهم كل من شارك اباك في اصله اخ لابيك شقيق او اخ له من ابيها او اخ له من من امه وابناؤهم والجهة الخامسة الخؤولة وهم كل من شارك امك في اصليها او في احدهما وابناؤهم كل من شارك اباك امك في اصليها يعني اخ لامك شقيق او اقل لها من اب او اخ لها من ام وابناؤهم هؤلاء هم الارحام وهذه الاية نسخت ما كان عليه الامر اول مقدم النبي صلى الله عليه واله وسلم المدينة فلما اول ما قدم هاجر النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه الى المدينة اخى النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والانصار فكل واحد من المهاجرين له اخ من الانصار وكانوا يتوارثون فيرث المهاجري الانصاري الذي اخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينه ويرث الانصاري المهاجرين ثم نسخ الله ذلك بهذه الاية وقيل باية الفرائض التي هي اول سورة النساء وهذا واظح هنا قال واولوا الارحام بعظهم اولى ببعظ في كتاب الله يعني في حكم الله وقيل في كتاب الله في القرآن وقيل في كتاب الله في اللوح المحفوظ والاقوال متلازمة ما بينها فرق كبير معناه يؤدي الى شيء واحد هذا حكم الله ولهذا قوله هنا واولو الارحام بعضهم اولى ببعض لو انك تلوت الاية او ذكرت المعنى بدون قوله في كتاب الله لكان المعنى هكذا يتضح لك. قال واولو الارحام بعضهم اولى واولو الارحام بعضهم اولى ببعض من المؤمنين والمهاجرين الا ان تفعلوا الى اوليائكم. معروف اذا الاقارب بهذه الاية صار بعضهم اولى ببعض فالرجل يرثه قريبه ذو رحمه اولى من المهاجرين من اخيه المهاجرين او من اخيه الانصاري وهذا يعتبر ناسخ لما كان سابقا وهذا ثابت. صح انه كان في اول ما هجر النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه وحينما اخى النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والانصار كان الانصاري يرث اخاه المهاجري اذا مات قبله والمهاجر يرث اخاه الانصاري اذا مات قبله ثم نسخ ذلك فاصبح اولو الارحام قرابتك من جهة الرحم او لا هم الذين يرثون قريبهم. اولى من المهاجرين والانصار لكن بقي الا ان تفعلوا الى اوليائكم معروفا تفعلي لا اوليائكم واخوانكم واحبابكم واصدقائكم معروفا تحسن اليهم تنصرونهم تهدون اليهم تعملون لهم امور تصنعون لهم معروف والمعروف ما حسن ما عرف حسنه في الشرع فهذا باقي ما يقال انه نسخ كل شيء لا نعم نسخ الميراث الميراث يرثه يرثك قرابتك من الرحم لكن بقي لاوليائك بقي بين المهاجرين والانصار ان يحسن بعضهم الى بعض ولهذا يقول ابن كثير يقول الا ان تفعلوا الى اوليائكم معروفا اي ذهب الميراث وبقي النصر والبر والصلة والاحسان والوصية هذا باقي قال الا ان تفعلوا الى اوليائكم معروفا كان ذلك في الكتاب مستورا قال ابن كثير كان ذلك اي هذا الحكم وهو ان اولي الارحام بعضهم اولى ببعض حكم من الله مقدر مكتوب في الكتاب الاول الذي لا يبدل ولا يغير قاله مجاهد وغير وحيد وان كان قد يقال قد شرع خلافه في وقت لما له في ذلك من الحكمة البالغة. وهو يعلم انه سينسخه الى ما هو جار على قدره الازلي. وقضائه القدري الشرعي هذا من يعني دقة ابن كثير رحمه الله. فقال ان هذا في اللوح المحفوظ طيب الذي في اللوح المحفوظ لا لا يتغير ولا يتبدل قال لا وان كانت اقتظت حكمته انه في وقت من الاوقات يكون التوارث عن طريق النصرة والمهاجرة لكن لوقت ما ثم ينشقه الله ويبقى الامر كما على انه يرث الانسان قريبه يعني كانه يريد يجمع بينما ثبت ان انه كان يتوارث الانصار والمهاجرون وبين ظاهر الاية يعني يقول وكان ذلك في الكتاب مستورا قد سطر وكتب في اللوح المحفوظ ثم قال ثم قال جل وعلا آآ قبل ذلك نذكر شيء الحقيقة فاتنا ان نذكره كلام القرطبي للطبري وكلام السعدي في تفسير النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم. يقول السعدي رحمه الله هذا هو الصحيح في اسمه. الصحيح انه ان اسمه عبدالرحمن ابن ناصر ابن سعدي بالكسر لكن يجري على السنة الناس يقولون السعدي لكن هذا اسمه الصحيح ولا يزال ابناؤه بعضهم موجود الى الان والعائلة معروفة في عنيزة اسمه ابن سعدي. يقول الشيخ عبد الرحمن بن ناصر بن سعدي رحمه الله قوله النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم قال اقرب ما للانسان واولى ما له نفسه هذا هو الاصل ان اقرب شيء للانسان واولى ما له نفسه فالرسول اولى به من نفسه. لانه عليه الصلاة والسلام بذل لهم من النصح والشفقة والرأفة ما كان به في ارحم الخلق وارأفهم وارأفهم. فرسول الله اعظم الخلق منة عليهم من كل احد فانه لم يصل اليهم مثقال ذرة من الخير ولا اندفع عنهم مثقال ذرة من الشر الا على يديه وبسببه صلى الله عليه واله وسلم كلام جميل وايضا يقول الطبري عند قوله واولو الارحام بعضهم اولى ببعض يقول تعالى ذكره واولوا الارحام الذين ورثت بعضهم من بعض هم اولى بميراث بعض من المؤمنين المهاجرين وان كان يقول بعضهم اولى ببعض يعني المؤمنين من المهاجرين الذين ورثت بعضهم بعضا بالهجرة والايمان دون الرحم. يعني فيما سبق وبهذا يتكرر كلام اهل العلم في هذه الاية العظيمة التي في الحقيقة يجب ان يجعلها الانسان يتذكر هذه الاية وان يعلم النبي صلى الله عليه وسلم اولى به من نفسه ومقتضى ذلك منه ان يقدم امره صلى الله عليه وسلم على امر كل احد وان يقدمه على كل شيء حتى على نفسه وولده ورسول الله والنبي صلى الله عليه وسلم رسول الله طاعته طاعة لله وتقديم امري تقديم امري لله. تقديم امر الله جل وعلا لانه رسول من الله ولا ينطق عن الهوى ثم قال جل وعلا واذا اخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم واخذنا منهم ميثاق كن غليظا واذا اخذنا من النبيين ميثاقهم الميثاق هو العهد فاخذ الله من النبيين ميثاقا من نبينا جميعهم قال السمعاني في تفسيره قال اهل التفسير اخذ عليهم ان يعبدوا الله ويدعو الى عبادة الله ويصدق بعضهم بعضا وينصح الناس وقال ابن كثير يقول تعالى مخبرا عن اولي العزم الخمسة وبقية الانبياء انه اخذ عليهم العهد والميثاق في اقامة دين الله وابلاغ رسالته والتعاون والتناصر والاتفاق كما قال تعالى واذ اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه. قال اأقررتم واخذتم على ذلكم اسري؟ قالوا لو اقررنا قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين قال فهذا العهد والميثاق اخذ عليهم بعد ارسالهم. وخذ على الانبياء كلهم. بعد ارسالهم وكذلك هذا يعني الميثاق في هذه الاية واذا اخذنا من النبيين ميثاقهم قال ونص من بينهم على هؤلاء الخمسة وهم اولو العزم وهو من باب عطف الخاص على العام يعني لو تأملنا هنا يقول الله عز وجل ولقد واذ اخذنا ميثاق النبيين فاولا جمع النبيين ثم خص انبياء منهم باسمائهم وهم اولو العزم وهم خمسة ذكرهم الله في هذه الاية قال ومنك وبدأ بالنبي صلى الله عليه وسلم وهنا لا يراد به الترتيب الزماني وانما يراد به بيان شرفه صلى الله عليه وسلم ومقامه ومنك ومن نوح وهذا يراعى فيه الترتيب الزماني لان نوح هو اول الرسل وابراهيم وموسى وعيسى اول العزم خمسة نوح طيب ابراهيم وموسى وعيسى ونبينا صلى الله عليه واله وسلم ونبينا افضلهم اذا هذا الميثاق شأنه عظيم فالله اخبر انه اخذه من جميع النبيين ثم خص اولي العزم بالذكر وهذا من باب عطف الخاص على العام لان هؤلاء الخمسة يدخلون في النبيين من ضمن النبيين لكن خصهم بالذكر لشرفهم وفضلهم طيب هنا ما ذكر الميثاق قلنا ذكروا بايات اخرى ولهذا يقول الامير الشنقيطي رحمه الله في اضواء البيان يقول هذا الميثاق هنا واذا خرجنا من النبيين ميثاقهم ذكره الله عز وجل في سورة ال عمران وهي الاية التي تلوناها عليكم واذا اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنون به سنة الاية اذا هذا هو الميثاق الذي اخذه الله على النبيين التوحيد عبادة الله ودعوة الناس الى ذلك والايمان بالنبي صلى الله عليه وسلم وان يصدق بعضهم بعضا. والرسول كلهم يصدق بعضهم بعضا واقول الحازم الذين خصهم بالذكر هنا ذكر في اية اخرى ما هو الميثاق الذي اخذ عليهم ايضا كما قال امين الشنقيطي وهذا من تفسير القرآن بالقرآن فقال وهو ما اشار اليهم ابن كثير هنا ويبدو ان الامير شنقيطي رحمه الله استفاد من كلام الحافظ ابن كثير هنا لانه ذكر نفس الايتين قال وقد صرح بذكرهم ايضا في هذه الاية اولى العزم. وفي قوله شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا. والذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا جينا ولا تتفرقوا فيه هذا هو الميثاق الذي اخذه على اولي العزم مع انه اخذ عليهم الميثاق مع جميع النبيين قال ابن كثير فذكر الطرفين والوسط والخاتم ومن بينهما على الترتيب كنفس الانبياء انه ذكر في الاية التي تلاها شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليك فشرع الاول وهو نوح اول الانبياء والطرف الاخير وهو نبينا صلى الله عليه وسلم اخر الانبياء. وذكر الوسط ما بينهما وهم ابراهيم وموسى وعيسى. هذا قصده رحمه رحمه الله كما قال تعالى قال فهذه هي الوصية التي اخذ عليهم الميثاق بها كما قال تعالى واذ اخذ واذ اخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح ابراهيم فبدأ في هذه الاية بالخاتم لشرفه صلوات الله وسلامه عليه ثم رتبهم بحسب وجودهم صلوات الله عليهم. يعني يقصد انه هذه الاية التي معنا بدأ بالنبي صلى الله عليه وسلم لشرفه تكريما له ثم ذكر بقية الانبياء لانه قال واذا اخذنا من من النبيين ميثاقهم ومنك بدأ لما بدأ يعد اولي العزم بدأ بالنبي ومنك اي من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. ومن ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى اذا هذا عهد الله وميثاقه وهو التوحيد عبادة الله وحده لا شريك له وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين وايضا عهد الله وميثاق الايمان بجميع الرسل ولهذا في غير ما اية ذكر الله الامم الماضية انهم كذبوا الرسل كلهم وهم انما كذبوا رسولهم كذبت كذبت قوم نوح المرسلين كذبت قوم عادل المرسلين مع انهم ما ارسل اليهم الا رسول واحد لكن من كذب رسول واحد قد كفر بجميع الرسل ولهذا يقول الله عز وجل في فيها اخر سورة البقرة امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله ولهذا اليهود كفار لانهم ما امنوا بعيسى ولا بمحمد والنصارى كفر لانهم ما امنوا بنبينا صلى الله عليه وسلم والمسلمون هم المؤمنون لانهم امنوا بجميع الرسل فقالوا لا نفرق بين احد منهم وهذا احد اركان الايمان قال جل وعلا واخذنا منهم ميثاقا غليظا يقول طاهر بن عاشور انه كرر اخذ الميثاق ووصفه بانه غليظ من باب الزيادة في التأكيد عليه والميثاق كما قلنا هو العهد والغليظ قيل هو الشديد القوي المتين العظيم جليل الشأن وكل هذا حق كلمات مترادفة تدل على معنى الغليظ اذا ميثاق التوحيد والايمان بالله وبرسله ميثاق غليظ مؤكد لابد اي يأتي به الانسان وان يعرف قدره قال واخذنا منهم ميثاقا غليظا ليسأل الصادقين عن صدقهم واعد للكافرين عذابا اليما فالله اخذ هذا الميثاق على النبيين وعلى اتباعهم لاجل ان يسألهم لان الله سيسأل الجميع كما قال ابن القيم واكتفي بنقل كلامه لانه ذكر الايات الدالة على ذلك يقول ابن القيم في اغاثة الله فان فاذا سئل الصادقون عن صدقهم فما الظن بالكاذبين اذا كان الانبيا سيسألون ما ظنك بالكذابين؟ من باب اولى سيسألون. قال قال مجاهد لكي يسأل النبيين عن تبليغ الرسالة قال مقاتل قال مقاتل لكي يسأل النبيين عن تبليغ الرسالة وقال مجاهد ليسأل المؤدين عن الرسل هل بلغوا عنهم الرسالة ام لا قال ابن القيم وهذا هو ظاهر الكلام ثم قال والتحقيق ان الاية تتناول هذا وهذا فالصادقون هم الرسل والمبلغون عنهم فيسأل الرسل عن تبليغ رسالاتي ويسأل المبلغين عن تبليغي ما بلغتهم الرسل ثم يسأل الذين بلغتهم الرسالة ماذا اجابوا المرسلين كما قال تعالى ويوم يناديهم فيقول ماذا اجبتم المرسلين الله اكبر. اخوان هذا التفسير الصحيح الذي يجمع بين النصوص ما يقتصر على الاية التي بين يديه ويغيب عنه الايات الاخرى في جمع الايات القرآن يفسر بعضه بعضا وهذا ايضا دل عليه ايات اخرى كما في قوله جل وعلا ولنسألن الذين ارسل اليهم ولا نسألن المرسلين سيسأل الرسل ويسأل المرسل اليهم وقال ايضا فوربك لنسألنهم اجمعين عما كانوا يعملون فاعدوا للسؤال جوابا سيسأل الانبيا الصادقون واتباعهم ولهذا جاء في الحديث الذي في البخاري وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يؤتى بنوح فيقال له هل بلغت فيقول نعم فقد بلغت اذا يسأل نوح اول الرسل بنقول العزم ليسألن الله الانبيا ويسأل غيرهم سيسأل الجميع فيقال له هل بالاسف يقولوا نعم فيقال لامته هل بلغتم نوح؟ قالوا ما جاءنا من بشير ولا نذير قال فيؤتى بامة محمد صلى الله عليه وسلم فيسألون فيقول نعم نوح بلغ امته فيقول الله لهم وما يدريكم قالوا جاءنا في كتاب ربنا واخبرنا به نبينا صلى الله عليه وسلم او كما قالوا قال فتقبل نعم فيطلب من النبي صلى الله عليه وسلم ان يزكيهم فيزكي امته وتكن شهادتهم على جميع الامم اذا سيسأل الجميع يا اخوان بعض الناس الان يظن انه اذا استقام ولزم الايمان انه ونجح يا اخي اولا عندما تدري ماذا يختم لك فيه والامر الثاني امامنا ايام مواقف صعبة ادم واولي العزم كلهم يعتذرون عن الشفاعة كل منهم يقول نفسي نفسي ان الله قد غضب يوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه. لماذا لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغني وهذا تذكر مثل هذه الامور مما يحيي القلوب ويجعلها تخاف من الله وتقبل عليه وتخشى معاصيه لان امانة امامنا اهوال عظام سنحشر كلنا بين يدي الله على ارظ واحدة كقرصة نقي بيظاء وايضا كلنا سنقف على الاقدام وكلنا حفاة وعراة معه كيوم ولدتنا امهاتنا غير مقتونين لابد الانسان يعد لذلك اليوم عدته بالايمان. اتباع النبي صلى الله عليه وسلم. والوقوف عند حدود الله وطاعته فيما امر واجتناب ما انهى وزجر قال جل وعلا ليسأل الصادقين عن صدقهم واعد للكافرين عذابا اليما. عد يعني هيأ للكافرين بالله الذين هم يقابلون الصادقون. الصادقون المؤمنون. الرسل واتباعهم والكافرون الذين كفروا بالرسل كفروا بما جاءتهم به الرسل عذابا اليما اي مؤلما موجعا شديدا لمن وقع فيه والعياذ بالله من ذلك ثم قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا اذكروا نعمة الله عليكم اذ جاءتكم جنود فارسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها. وكان الله بما تعملون بصيرا يقول الطاهر بن عاشور ان ما ذكره الله عز وجل من اخذ الميثاق على الانبياء وعلى ان يؤمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وعلى ان ينصر المؤمنون بعضهم بعضا قال هذا كان كالمقدمة لوجوب نصرة النبي صلى الله عليه وسلم ومن ذلك حينما تحزب الاحزاب اجتمعوا كلهم ضده فهنا تجد نصرته وهذا من الميثاق الذي اخذه الله على المؤمنين قال يا ايها الذين امنوا اذكروا نعمة الله عليكم ونعمة الله جل وعلا على عباده في ان صرف عنهم الاحزاك وكانوا عشرة الاف مقاتل قريش وغطفان وخانت معهم يهود بني النظير وكانوا عهد النبي صلى الله عليه وسلم ما ينقضون العهد فخانوا وانظموا الى الاحزاب فكان المؤمنون في حال لا يعلمها الا الله كما اخبر الله جل وعلا وازاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر فتظنون بالله الظنونا لما رأوا اليهود ورائهم في المدينة والاحزاب قد حوطوا المدينة ورأى الخندق وعددهم عشرة الاف واتوا بعدتهم وعددهم وهذه نعمة عظيمة ان الله نجى نبيه صلى الله عليه وسلم من هؤلاء الاحزاب وفرق كلمتهم. سنتلوا ان شاء الله الان من النصوص وذكرهم كثير وغيره وجاء في صحيح مسلم ما يدل على عظم العمر يا اخوان وماذا لاقى النبي صلى الله عليه وسلم من الشدائد وماذا لاقى الصحابة نحن جاءنا الاسلام ميسر سهل ولله الحمد ما تكلفنا شي ولا مر بنا خوف ولا شدة من فضل الله علينا يا اخوان لكن ما نعرف قدر هذه النعم. والله يقول للنبي صلى الله عليه وسلم ولمن معه من الصحابة اذكروا نعمة الله عليكم حين نجاهم من هذه الشدة ونصرهم. يقول الحافظ ابن كثير يقول تعالى مخبرا عن نعمته وفضله واحسانه الى عباده المؤمنين في صرفه اعدائهم وهزمه اياهم عاما قلبوا عليه وتحزبوا وذلك عام الخندق ذلك عام الخندق وذلك في شوال سنة خمس من الهجرة على الصحيح المشهور وقال موسى ابن عقبة وغيره كانت في سنة اربع كما اشرنا البارحة الى الاختلاف في غزوة الخندق متى كانت والجمهور على انها سنة انها كانت في سنة في السنة الخامسة للهجرة يعني بعدما قدم النبي صلى الله عليه وسلم السنة الخامسة لانه في السنة الثانية كانت معركة بدر وفي السنة الثالثة من الهجرة كانت غزوة احد وفي السنة الخامسة ويقال في الرابعة غزوة الخندق تنحيات النبي صلى الله عليه وسلم كلها غزوات وجهاد بقائه المدينة كله كان عشر سنوات وكم غزوة غزا فيها غزوات عديدة وانا مرت علينا السنين القديرة ما ما فعلنا شيئا احتيال الانسان قدر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقدر الصحابة سيأتي ان بعض ان بعض اصحاب حذيفة قال ليتني كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى اقاتل عنه وكذا فأدبه وذكر هذه القصة سنتلوها عليكم ان شاء الله قريبا. قال قال ابن كثير وكان سبب قدوم الاحزاب ان نفرا من اشراف يهود بني النظير الذين كانوا قد اجلاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة الى خيبر منهم سلام بن ابي الحقيق وسلام بن مشكم وكنانة بن الربيع خرجوا الى مكة واجتمعوا باشراف قريش والبوهم على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ووعدوهم من انفسهم النصر والاعانة فاجابوهم الى ذلك واصلا قريش ايضا يريدون ينتقموا من النبي صلى الله عليه وسلم جاءوا اليه يوم بدر وجاؤوا اليه يوم احد فهم اصلا يريدون هذا فلما جاءهم من يؤلبهم بادروا الى الموافقة قال ثم خرجوا الى غطفان فدعوهم فاستجابوا لهم ايضا وخرجت قريش في احابيشها ومن تابعها وقائدهم ابو سفيان صخر بن حرب قبل الاسلام لكنه اسلم بعد ذلك رضي الله عنه وارضاه قال وعلى قطفان عيينة بن حصن بن بدر والجميع قريب من عشرة الاف فلما سمع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بمسيرهم امر المسلمين بحفر الخندق حول المدينة مما يلي الشرق وذلك باشارة سلمان الفارسي فعمل المسلمون فيه واجتهدوا ويذكر اهل السير واهل مكانه وعلى كل حال في الجهة الشرقية من الحرة الى خشم جبل سلع من جهة المساجد السبعة يعني جبل سلع جبل طويل يمتد من هنا الى المساجد السبعة فاحاطوا هذه الجهة. هذه الجهة كان فيها يهود وكان لهم حلف وعهد وكانت حرة ايضا والحرة الشرقية قلابة ونحن نسميها الان الحرة حجارة كبيرة ما الان ما نرى الحجارة الا اذا خرجنا خارج المدينة نرى الحجارة التي ما تستطيع ما تستطيع تمشي على قدميك قديما الحرة الشرقية والحارة الغربية كانت هكذا حجارة ما يستطيع يمشي الانسان الا بكل صعوبة. ولا تجتازها الخيل بكل يسر ولا الناس فكانت الحجارة اللعبة او الحرة بمثابة خندق. ثم الجهة السهلة منها من جهة المشرق الى الشمال الى خشم جبل سلع حفروا خندقا اشار عليهم سلمان حفرة واسعة ما تستطيع الخيل تتجاوزها ولا الرجال والصحابة ورائها. من اراد يتجاوز قتله ما تجاوز الا رجل واحد بفرسه من شجعان العرب في الجاهلية وسيأتي الكلام عليه. تجاوز فقتله علي ابن ابي طالب وارداه قتيله وهذا دليل ان ان هذا من اعداد القوة واستخدام اساليب الحرب وما يكون فيه اثقال للعدو ومظنة سلامة ونجاة قال ابن كثير فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمسيرهم امر المسلمين بحفر الخندق حول المدينة مما يلي الشرق. وذلك باشارة سلمان الفارسي. فعمل المسلمون المسلمون فيه واجتهدوا ونقل معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب وحفر وكان في حفره ذلك ايات بينات ودلائل واظحات مذكورة في السير انه ضرب واجهوا حجرا كبيرا ما استطاعوا الصحابة ان يحركوه عن مكانه فاتوا النبي صلى الله عليه وسلم فجاء فضربه بالمعول فضربه المرة الاولى فكبر والثانية والثالثة ثم سألوه فاخبر انه لما ضرب الضربة الاولى رأى كنز كسرى تأخذها امته شف الان محاط بالعدو لكن رأى ان كنوز كثرة ستكون غنيمة المسلمين. والثانية قيصر الى اخر الحديث وهو في البخاري وغيره قال فرأى ولكن ابن كثير لخص الكلام هنا رحمه الله قال وكان في حفره ذلك ايات بينات ودلائل واضحات وجاء المشركون فنزلوا هي المدينة قريبا من احد ونزلت طائفة منهم في اعالي اراضي المدينة كما قال تعالى اذ جاءوكم من فوقكم ومن اسفل منكم وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من المسلمين وهم نحو ثلاثة الاف وقيل سبعمائة واسندوا ظهورهم الى سلع ووجوههم الى نحو العدو النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه سبع كم ثلاثة الاف ثلاث الاف فقط وقيل سبعمائة اهل المدينة كلهم كانوا في قلة من العدد نحن الان تم الاحصائيات المدينة مليون ونصف كانوا كلهم سبعة الاف ثلاثة الاف او قيل سبع مئة طبعا هناك النساء ومن لا من ليس عليه قتال فالمسألة يا اخوان الغلبة ما هي بكثرة العدد الغلبة بنصرة الله. ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامه هذا النصر العظيم حصل للاسلام والمسلمين. اعداد الصحابة قليلة ما يبي هذه الكثرة فكما قالها بعض السلف انكم لا تنصرون على عدوكم بكثرتكم. ولكن بايمانكم او كما قال قال ابن كثير رحمه الله واسردوا ظهورهم الى سلع ووجوههم الى نحو العدو والخندق حفير ليس فيه ماء بينهم وبينه بينهم وبينهم يحجب الرجالة والخيالة ان تصل اليهم. وجعل النساء والذراري في اقام المدينة. وبنو قريظة وهم طائفة من اليهود لهم لهم حصن شرقي المدينة ولهم عهد من النبي صلى الله عليه وسلم وذمة وهم قريب من ثمانمائة مقاتل من ثمانمائة مقاتل فذهب اليهم حيي بن اخطب النظري فلم يزل بهم حتى نقضوا العهد ومالئ الاحزاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعظم الخطب واشتد الامر وضاق الحال كذا كما قال الله هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزال الما شديدا ومكثوا محاصرين ومكثوا محاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم واصحابه قريبا من شهر الا انهم لا يصلون ولم يقع بينهم قتال الا ان عمرو بن ابن ود عمرو بن عبد ود العامري وكان من الفرسان الشجعان المشهورين في الجاهلية ركب ومعه فوارس فاقتحموا الخندق وخلصوا الى ناحية المسلمين وندب رسول الله صلى الله عليه وسلم خيل المسلمين اليه فلم يبرز اليه احد فامر عليا فخرج اليه فتجاولا ساعة ثم قتله علي رضي الله عنه فكان علامة على النصر ثم ارسل الله عز وجل على الاحزاب ريحا شديدة الهبوب قوية حتى لم تبقى لهم خيمة ولا شيء ولا ولا توقد لهم نار. ولم يقر لهم قرار حتى ارتحلوا خائبين خاسرين. كما قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا اذكروا نعمة الله عليكم اذ جاءتكم جنود جنود فارسلنا عليهم ريحا قال مجاهد وهي الصبا ويؤيده الحديث الاخر نصرت بالصبا واهلكت عاد بالدبور الريح الذي جاءتهم صبا الصبا وين هي يا شباب يا اخوان الصب الشرقية والدبور الغربية ولهذا الحديث صحيح النبي صلى الله عليه وسلم يقول نصرت بالصبا يوم الاحزاب هبت هذه الريح فقلعت خيام المشركين واطفأت نورهم وكفى وكفأت قدورهم. اكفأت قدورهم وعاد اهلكهم الله بالدبور سبع ليال وثمانية ايام حسوما حتى اهلكتهم جميعا والله على كل شيء قدير. قال وعن عبد الله بن عمرو نختصر بعض الاثار لان بعضها فيها شيء من الغرابة ونذكر لكم هذا الشيء الغريب يقول قال ابن جرير حدثني محمد ابن المثنى وساق بسنده عن عكرمة قال قالت الجنوب للشمال ليلة الاحزاب انطلقي ننصر رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت الشمال ان الحرة لا تسري بالليل قال فكانت الريح التي ارسلت عليهم الصبا ورواه ابن ابي حاتم عن ابي سعيد الاشد عن حفص بن الياس عن داوود عن عكرمة عن ابن عباس فذكره. لكن هذا ما جاء في حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم فنحن لا نقره ولا ننكره نقول الله اعلم. يمكن ان يكون لكن ما نستطيع الجزم لان السند عندنا ليس مرفوعا للنبي صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى قال وقال ابن جرين ايضا حدثنا يونس وسقى بسنده عن عبدالله ابن عمر قال ارسلني قال حدثني عبيد الله بن عمر عن نافع عن عبد الله ابن عمر قال ارسلني خالي عبد الله ابن مظعون ليلة الخندق في برد شديد وريح الى وريح الى المدينة. فقال ائتنا بطعام ولحاف قال فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذن لي وقال من اتيت من اصحابه فمرهم يرجعوا. قال فذهبت والريح تسفي كل شيء. فجعلته لا القى احدا الا امرته بالرجوع الى النبي صلى الله عليه وسلم. قال فما يلوي احد منهم عنقه وهذا الحقيقة فيه نظر الصحابة ما رجعوا من الاحزاب. ما نزلوا ما رجعوا منه صندق ما رجعوا الى المدينة ابدا بقوا هناك وهذا يدل يعني ان ان المتن فيه نكارة ثم قال نتجاوز بقية الاثر قال وقوله وجنودا لم تروها هم الملائكة زلزلتهم والقت في قلوبهم الرعب زلزلتهم والقت في قلوبهم الرعب والخوف فكان رئيس كل قبيلة فكان رئيس كل قبيلة يقول يا بني فلان الي الي فيجتمعون اليه فيقول النجاء النجاة لما القى الله في تعالى في قلوبهم لما القى الله تعالى في قلوبهم من الرعب. وقال محمد ابن اسحاق عن محمد ابن وساق بسنده ام محمد ابن كعب القرضي قال فتى من اهل الكوفة لحذيفة ابن اليمان. يا ابا عبد الله رأيتم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبتموه؟ قال نعم يا ابن اخي قال وكيف كنتم تصنعون قال والله لقد كنا نجهد قال الفتى والله لو ادركناه ما تركناه يمشي على الارض ولحملناه على اعناقنا. اه. دعاوى. بعض الناس يقول كذا قال له حذيفة يا ابن اخي والله لو رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخندق وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هويا من الليل ما نام. يدعو الله نكتفي بهذا القدر ولانه بقيت عدة احاديث وان شاء الله في الدرس القادم ان شاء الله تتكلم عليها