الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اعوذ بالله من الشيطان الرجيم يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة واصيلا هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور وكان بالمؤمنين رحيما تحيتهم يوم يلقونه سلام واعد لهم اجرا كريما يا ايها النبي انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا وبشر المؤمنين بان لهم من الله فضلا كبيرا ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع اذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا يا ايها الذين امنوا اذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهم ان من قبل ان تمسوهن فما لكم عليهن فما لكم عليهن من عدة تعدونها فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا يا ايها النبي انا احللنا لك ازواجك اللاتين اتيت اجورهن وما ملكت يمينك وما ملكت يمينك مما افاء الله عليك وبنات عمك عماتك وبنات خالك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك وامرأة وامرأة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبي ان اراد النبي ان اراد النبي ان يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين قد علمنا ما فرضنا عليهم في ازواجهم وما ملكت ايمانهم لكيلا لكي لا يكون عليك حرجا. وكان الله غفورا رحيما بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبع باحسان الى يوم الدين اما بعد يقول الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا ينادي الله جل وعلا عباده بوصف الايمان ذلكم الوصف العظيم الذي اذا قام بالمسلم حمله على فعل الطاعات واجتناب المعاصي والنداء فيه تنبيه المخاطب والمنادى لاهمية ما سيأتي وفيه ايضا بيان انه لا ينتبه لا يقوم بما سيأتي بعد النداء من امر او نهي الا من كان متصفا بالايمان ولهذا يقول ابن مسعود رضي الله عنه اذا سمعت يا ايها الذين امنوا فارعها سمعك بارعها سمعك فانه اما خير تؤمر به واما شر تنهى عنه وفيه ايضا شحذ همة المخاطب. المخاطب واجتناب انتباهه فيقول جل وعلا يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وقد مر معنا الحديث عن ذكر الله جل وعلا فيما مضى عند قوله جل وعلا والذاكرين الله كثيرا والذاكرات وقلنا ان ذكر الله جل وعلا يشمل كل ما يذكر الله جل وعلا به واعظمه ورأسه قراءة القرآن ويدخل فيه التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والاستغفار ومجالس الذكر كل هذا من ذكر الله جل وعلا الحاصل ان كل ما يذكر الله جل وعلا به على سبيل العبادة والتقرب اليه داخل في ذكر الله جل وعلا واعظمه القرآن ويلاحظ ان الله جل وعلا قال اذكروا الله ذكرا كثيرا هذا الذي حثنا الله عليه وهو الاكثار من ذكره لان المسلم لابد ان يذكر الله في يومه وليلته فهو يصلي الصلوات الخمس ويقرأ اذكار الصباح والمساء واذكار النوم فالمسلم لابد ان يذكر الله في يومه وليلته ولكن الذي خصه الله بالذكر هنا هو الاكثار من ذكره جل وعلا فينبغي للانسان ان يكثر من ذكر الله جل وعلا وقد ذكر نافع مولى ابن عمر رحمه الله عن ابن عمر رضي الله عنه لما سئل كيف كان ابن عمر قال كان الصلوات الخمس في الجماعة يعني الصلاة الخمس يصليها في الجماعة في المسجد وما بين ذلك المصحف في يده يعني ما بين الصلوات الخمس يقرأ القرآن الا الصلاة الخمس يصليها مع الجماعة وجاء عن ابي ذر رضي الله عنه انه كان يسبح ويكثر من التسبيح فقيل له كم تسبح قال عشرة الاف ان لم تخطئ الاصابع فكانوا يكثرون من ذكر الله جل وعلا وقد ذكرنا فيما مضى ان ذكر الله جل وعلا طمأنينة للقلوب كما قال ربنا جل وعلا الا بذكر الله تطمئن القلوب فيا من اردت راحة قلبك وطمأنينته وانسه عليك بذكر الله جل وعلا لان العبد اذا كان في ذكر الله جل وعلا فهو في حصن حصينة من الشيطان وذكرنا الحديث ان مثل الذاكر لله كمثل رجل طلبه العدو سراعا ففر منهم حتى انتهى الى حصن حصينة بناء بيت حصين ما احد يدخله فدخله قال فكذلك المؤمن اذا كان في ذكر الله فهو في حصن من الشيطان لان الشيطان حريص على اظلال بني ادم وايقاعهم في معصية الله جل وعلا ولكن العبد اذا بدأ يذكر الله حصن نفسه من الشيطان واخزى الله الشيطان واذله ايضا اشرنا الى ان كثرة ذكر الله جل وعلا سبب لدنو الملائكة منك وقربهم منك ذكرنا في ذلك حديث حنظلة لما لقي ابا بكر وقال يا ابا بكر نكون عند النبي صلى الله عليه وسلم يذكرنا بالجنة والنار حتى كأنها رأي عين فاذا خرجنا من عنده عافسنا الضيعات والزوجات والاولاد يعني اشتغلنا بالمزارع باولادنا بنسائنا فيغفل الانسان عن الذكر او لا يبقى على الحال التي كان عليها عند النبي صلى الله عليه واله وسلم. فقال ابو بكر رضي الله عنه واني لاجد ذلك فذهب الى النبي صلى الله عليه واله وسلم فقال له حنظلة يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالجنة والنار حتى كأنها رأي عين فاذا خرجنا من عندك عافسنا الضيعات والزوجات والاولاد فقال يا حنظلة لو بقيتم على ما انتم عليه عندي لصافحتكم الملائكة في الطرقات وفيه لفظ لاصابحتكم الملائكة على فروشكم اذا الملائكة تدنو من ذكر الله عز وجل. اذا ذكر العبد ربه واكثر من ذكر الله تدنو من الانسان بسبب ذكر الله وذكرنا ايضا حديث عمران ابن حصين في مسلم قال قال كان يدخل علي ويسلم علي وجاء بيان ذلك في مسند احمد قال رضي الله عنه كان يدخل علي ملكاي ويسلمان عليه قال فاكتويت اكتوى من الكي المعروف ففقدتهم مدة ثم رجعوا لي بعد ذلك وكان عمران ابن حسين رضي الله عنه اصيب بمرض البواسير ولهذا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا اصلي قائما فان لم تستطع فقاعدا فان لم تستطع فعلى جنب وقد ذكر الحافظ ابن حجر في الاصابة وغيره انه في اخر عمره كان لا يستطيع ان يتحرك وانما كان على سرير ممدد فكان يكثر من ذكر الله جل وعلا فاكثروا من ذكر الله واذا نزل بك امر يضيق به صدرك او يصيبك هم او حزن ووقعت فيك مشكلة استعن بالصبر والصلاة اصبر وصلي واكثر من ذكر الله حتى يفرج الله عنك بعض الناس اذا نزلت به المصيبة صار يشتكي ربه الى الناس اذهب الى هذا والى هذا والى هذا كانه يشتكي ربه الى الخلق تشتكي القادر على كل شيء الى من لا يقدر على شيء الا ما اقدره الله عليه او تجده يقضي وقته بالحزن والتنهد الى غير ذلك لا يا عبد الله هذا هو الحل الجأ الى الله بذكره وابشر بالعاقبة الحميدة في الدنيا والاخرة وكان ابن كثير رحمه الله قد ذكر جملة من الاحاديث عند قوله جل وعلا ان المسلمين والمسلمات الايات الاية عند قوله والذاكرين الله كثيرا والذاكرات وقال سنذكر بقيتها عند قوله جل وعلا يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا يعني هذه الاية وقد اورد جملة من الاحاديث لكن اغلبها ضعيف وكرر حديثا واحدا وهو حديث اثقل الحديث الذي رواه الامام احمد والترمذي وابن ماجه بسند صحيح من حديث ابي الدرداء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا انبئكم بخير اعمالكم وازكاها عند مليككم وارفعها في درجاتكم وخير لكم وخير لكم من اعطاء الذهب والورق وخير لكم من ان تلقوا عدوكم فتضربوا اعناقهم ويضربوا اعناقكم قالوا وما هو يا رسول الله؟ قال ذكر الله عز وجل ذكر الله انظروا كرم الله جل وعلا قد يكون بعض الناس ما عنده مال ينفقه بعض الناس ما يستطيع الجهاد بعض الناس ما يستطيع ان يأمل بعض الاعمال لكن عوضك الله بالذكر يا عبد الله عوضك الله بذكره في هذا عوظ والمسلم يتقي الله ما استطاع ومن الاحاديث التي اوردها وقد سبق قوله الاعرابي او للصحابي الذي سأله ثم قال ان شرائع الاسلام قد كثرت علي فاخبرني بشيء او فمرني بشيء اتشبث به قال لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله هذا المراد به الاكثار بذكر الله جل وعلا ومن الاحاديث التي اوردها سندها صحيح حديث عبدالله بن عمرو قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من قوم جلسوا مجلسا لم يذكروا الله فيه الا رأوه حسرة يوم القيامة بعض الالفاظ الا كان عليهم ترة يوم القيامة حسرة وندامة لا تخلو مجالسك التي تجلسها من ذكر الله وهي ليست تتحسر على هذا وتندم يوم تلقى الله ومن الاحاديث التي ذكرها ايضا او من الاثار اظهر علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما وهو من اصح طرق التفسير عن ابن عباس قال قال ابن عباس في قوله اذكروا الله ذكرا كثيرا قال ان الله لم يفرض على عباده فريضة الا جعل لها حدا معلوما ثم عذر اهلها في حال عذر في حال العذر غير الذكر فان الله لم يجعل له حدا ينتهي اليه ولم يأذن به ولم يعذر احدا ولم يأذر احدا في تركه الا مغلوبا على تركه فقال فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم بالليل والنهار في البر والبحر وفي السفر والحظر والغنى والفقر والصحة والسقم والسر والعلانية وعلى كل حال وقال وسبحوا بكرة واصيلا هذا تفسير من ابن عباس رضي الله عنهما يبين ان الذكر يختلف عن غيره بعض العبادات ما يستطيع العبد ان يقوم بها اما الذكر ما دام عقله معه فهو غير معذور لان اخف الاشياء حركة في جسم الانسان اللسان فما يثقل عليه ورخص له يذكر الله قائما وقائدا وعلى جنب وهو نائم ايضا وهكذا كان النبي صلى الله عليه واله وسلم يذكر الله قائما وقاعدا وعلى جنبه في حديث ربيعة بن كعب خادم النبي صلى الله عليه وسلم قال كنت اوي الى النبي قال كنت اخدم النبي صلى الله عليه وسلم نهاري فاذا جاء الليل اويت اليه يعني الى بيته قال فكنت اسمعه يقول سبحان الله سبحان الله سبحان الله سبحان ربي سبحان ربي قال حتى امل او تغلبني عيني طبعا هذا غير اذكار النوم فيستمر النبي صلى الله عليه وسلم يسبح سبحان الله سبحان الله سبحان ربي سبحان ربي وهذا من اذكار النوم لكنه مطلق قال حتى امل او تغلبني عيني انام النبي صلى الله عليه وسلم يسبح والنبي مضطجع فاذكروا الله ذكرا كثيرا قيامه وقعوده وعلى جنوبكم تسعدوا اتعلم الاجر العظيم الكثير عند الله جل وعلا فنحن جميعا مفظون الى الاخرة واحوج ما نكون الى الحسنات وذكر الله سمعتم ما جاء في فضله من النصوص او سمعت شيئا من ذلك اه قال ابن كثير والاحاديث والايات والاثار في الحث على ذكر الله كثيرة جدا وفي هذه الاية الكريمة الحث على الاكثار من ذلك وقد صنف الناس في الاذكار المتعلقة باناء الليل والنهار كالنسائي والمعمري وغيره وغيرهما ومن احسن الكتب المؤلفة في ذلك كتاب الاذكار للشيخ محي الدين النووي رحمه الله هو كتاب معروف مطبوع ومحقق كتاب الاذكار للنووي وهناك مؤلفات عديدة في الاذكار منها عمل اليوم والليلة للنسائي لابن السني ومنها كتاب الكلم الطيب لابن تيمية رحمه الله ومنها كتاب الوابل الصيب لابن القيم وقد اختصر الكتاب اختصر الكتابان يعني حكم على احدهما ومن المعاصرين شيخ ولا الشيخ ابن باز له رحمه الله كتاب اسمه تحفة الاخيار شاب قليل الصفحات لكنه كثير الفائدة ومنها كتاب حصن المسلم للشيخ سعيد بن علي بن وهب رحم الله الجميع وهو كتاب كتب الله له القبول اسمه حصن المسلم وموجود ورقيا ووجود تطبيق على الاجهزة فيا اخوان الله قد يسر الخير بقي عملنا نحن قال وقوله وسبحوه بكرة واصيلا اختلف العلماء في معنى وسبحوه فقال ابن كثير المراد به التسبيح المعروف وسبحان الله والتسبيح هو التنزيه والتبرئة لله عن كل نقص وعيب على وجه التعظيم والخضوع له سبحانه وتعالى فاخذ ابن كثير بظاهر الاية هون يقول الانسان سبحان الله سبحان الله ولهذا من اذكار الصباح سبحان الله وبحمده مائة مرة اذا قالها العبد غفرت ذنوبه وان كانت مثل زبد البحر وهذا النبي صلى الله عليه وسلم ايضا في الليل يسبح والحاصل انه مأمور بالتسبيح فقال المراد بالتسبيح المعروف لان هذا هو ظاهر ظاهر الاية فاخذ بذلك ابن كثير رحمه الله وقال الطبري ومقاتل وسبحوا بكرة واصيلا. قال المراد صلوا في البكرة اول النهار وهي صلاة الفجر واصيلا الاصيل هو العشي وهو ما بين ما بين العصر والمغرب على قول اكثر المفسرين قالوا العشي هو اخر النهار هنا من قال هو ما بين المغرب والعصر وقيل هو اخر المساء لكن قالوا المراد هنا صلاة العصر وهذا قول قال به ابن مقاتل وابن جرير قال اسبحوا بكرة اي صلوا صلاة الفجر واصيلا قالوا هذه صلاة العصر وقال بعضهم الاصيل هي صلاة المغرب والذي يظهر والله اعلم انه لا منافعة بين القولين ولو جمع بينهما وهو احسن لان المصلي في صلاة الصبح وغيرها يسبح الله سبحان ربي العظيم سبحان ربي العظيم في الركوع سبحان ربي الاعلى في السجود و يقول ابن كثير ان قوله جل وعلا وسبحوه بكرة واصيلا يقول التسبيح من ذكر الله هو داخل في قوله جل وعلا يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا قال لكن خصه بالذكر من باب عطف الخاص على العام على العام لبيان فضله واهميته التسبيح خاصة وقد اصطفاه الله جل وعلا لملائكته وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم وشأنه عظيم التسبيح قال ابن كثير وسبحوا بكرة واصيلا اي عند الصباح والمساء كقوله فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السماوات والارض وعشيهم وحين تظهرون فيستدل على ان المراد به التسبيح المعروف سبحان الله سبحان الله يستدل على ذلك بهذه الاية ولم يشر الى غير هذا القول ثم قال جل وعلا هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور مر معنا قول ابن عباس وقال وسبحوا بكرة واصيلا فاذا فعلتم ذلك صلى عليكم هو وملائكته اكثروا من ذكر الله ومن التسبيح حتى تحظوا بهذا الامر العظيم وهو ان الله يصلي عليكم وملائكته والمراد بصلاة الله ثناؤه على عبده في الملأ الاعلى وهذا قول ابي العالية ذكره البخاري في صحيحه او حكاه البخاري عن ابي العالية قال الصلاة من الله ثناؤه على العبد عند الملائكة وجاء عن بعض السلف انه قال الصلاة من الله الرحمة قال ابن كثير وقد يقال لا منافاة بين القولين والله اعلم فان ثناء الله جل وعلا ايه عليه على عبده في الملأ الاعلى دليلا على رضاه عن عبده وعن رحمته له وان هذا سبب لمغفرة ذنوبه وعلى كل حال الصلاة من الله هي الثناء على عبده في الملأ الاعلى والصلاة من الملائكة هي الدعاء وقيل هي الاستغفار ولا منافاة فالملائكة يصلون على المؤمنين اي يستغفرون لهم ويدعون لهم ومن اعظم اسباب حصول هذا الاكثار من ذكر الله وتسبيحه بكرة واصيلا في اول النهار واخره تنل هذا الفوز العظيم وهو ان يثني الله عليك في الملأ الاعلى يثني عليك يعني يذكرك بثناء عاطل جميل ليس سبا ولا ذما يثني ويمدح رضا منه جل وعلا عما تفعل والملائكة يستغفرون لك قال ابن كثير واما الصلاة من الملائكة فبمعنى الدعاء للناس والاستغفار كما قال تعالى الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين امنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم. ربنا وادخلهم جنات انا التي وعدتهم ومن صالح من ابائهم وازواجهم وذرياتهم انك انت العزيز الحكيم. وقهم السيئات لقد احسن الحافظ ابن كثير رحمه الله بهذا الاستدلال بالاية بين ان استغفار الملائكة ليس مقصود مقصورا على الاستغفار يستغفرون للمؤمنين ويدعون لهم ايضا بان يقيهم الله السيئات وايضا يدعون لهم بان يدخلهم الله جنات عدن فاحرص رعاك الله على الاكثار من ذكر الله حتى تفوز بهذا الخير العظيم العميم يثني ربك عليك جل وعلا والملائكة يستغفرون لك ويدعون لك والملائكة عباد مكرمون لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون فدعاؤهم مستجاب ثم قال جل وعلا ليخرجكم من الظلمات الى النور اذا الله جل وعلا يصلي على عباده المؤمن ويثني عليهم والملائكة يصلون عليهم اي يستغفرون ويدعون كل ذلك لاجل ان يخرج الله المؤمنين من الظلمات الى النور من ظلمات الجهل والمعاصي والذنوب والشرك الى النور وهو الايمان التقوى اتباع الحق اتباع القرآن والنبي صلى الله عليه وسلم لا شك ان الاسلام والايمان نور هذا الدين الذي من الله عليكم به ووفقكم لاتباعه نور من الله يهدي الله لنوره من يشاء والمراد انه نور يستنير به القلب كل انسان على بصيرة ومعرفة بعض الناس له عينان لكنه اعمى اعمى القلب فتجده معرض عن الله يعيش في ظلمات الكفر او ظلمات الجهل والذنوب والمعاصي لازمة له ومن عباد الله من اصطفاه الله وجعل وقذف في قلبه نورا ورزقه اتباع النور الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فالزموا ذكر الله وطاعته والالتزام باوامره واجتنابه بنواهيه ففوزوا بصلاة ربكم عليكم وصلاة الملائكة وباخراجكم من الظلمات الى النور لان المؤمن في نور في معرفة في بصيرة على علم وبينة وغيره نعوذ بالله في ظلمات قال جل وعلا اومن كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها لا ما يستوون ابدا قال جل وعلا ليخرجكم من الظلمات الى النور. وكان بالمؤمنين رحيما كان الله جل وعلا بالمؤمنين رحيما كان وما زال ولا يزال بالمؤمنين رحيما ومن رحمته ان امرهم بذكره وتسبيحه يكون سببا لرحمتهم ومغفرة ذنوبهم ومن ذلك صلاته عليهم وصلاة ملائكته وكان بالمؤمنين رحيما قال بعض المفسرين هذه كمعلومة كفائدة تجدها في بعض كتب التفاسير عند تفسير عند شرح قوله الرحمن الرحيم في بسم الله الرحمن الرحيم قال بعض المفسرين الرحمن عام والرحيم خاص الرحمن لعموم الناس والرحيم خاص بالكفار الصواب ان هذا القول فيه نظر لان الله رحمن بالخلق كلهم رحيم بالخلق كلهم كما قال جل وعلا ان الله بالناس لرؤوف رحيم بالناس كلها لكن معنى الرحيم على ما حققه ابن القيم وغيره قال الرحمن ذو الرحمة الواسعة دليل على الصفة والرحيم دليل على الفعل الرحيم ذو الرحمة الواصلة والله رحمن متصل بالرحمة ويفعل ذلك بعباده جل وعلا قال جل وعلا وكان بالمؤمنين رحيما قال ابن كثير رحمه الله او قبل ذلك نقرأ كلامه في قوله جل وعلا ليخرجكم من الظلمات الى النور قال اي بسبب رحمته بكم وثناءه عليكم ودعائي ملائكته لكم يخرجكم من ظلمات الجهل والضلال الى نور الهدى واليقين وكان بالمؤمنين رحيما اي في الدنيا والاخرة اما في الدنيا فانه هداهم الى الحق الذي جهله غيرهم وبصرهم الطريق الذي ظل عنه وحاد عنه من سواهم من الدعاة الى الكفر او البدعة واشيائهم من الطغام والطغام المراد به اراذل الناس واردأهم قال واما رحمته بهم في الاخرة فامنهم من الفزع الاكبر وامر ملائكته يبلغونهم بالبشارة بالفوز بالجنة والنجاة من النار وما ذاك الا لمحبة لهم ورأفته بهم كلام في منتهى الجمال تلخيص للكلام ثم اورد حديثين في بيان عظيمة رحمة ربنا جل وعلا بنا فقال وروى روى الامام احمد عن انس رضي الله عنه قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم في نذر من اصحابه وصبي في الطريق فلما رأت امه القوم خشية او نقول مر رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من اصحابه يعني ومعه نفر كان يمشي النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه رجال وامامهم في الطريق صبي طفل فلما رأت ذلك امه قال فاقبلت تسعى قال فلما رأت امه امه القوم خشيت على ولدها ان يوطأ قصيد الام يدوسون عليه فاقبلت تسعى وتقول ابني ابني وسعت فاخذته فقال القوم يا رسول الله ما كانت هذه لتلقي ابنها في النار قال فخفضهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لا والله لا يلقي حبيبه في النار هذه صححه الالباني في الصحيح عند الايمان وغيره فالله لا يلقي حبيبه في النار. لكن من هو حبيب الله الذين امنوا وكانوا يتقون الذي اتقى الله وفعل ما يحبه الله فصار محبوبا عند الله والله يحب المحسنين ويحب الصابرين ويحب التوابين ولهذا بعضهم يقول اذا اراد يثني على النبي صلى الله عليه وسلم يقول حبيب الله ويظن ان هذا صفة مدح له اكثر من رسول الله وخليل الرحمن لا اعظم وصف له الرسالة والعبودية محمد عبد الله ورسوله ولهذا يقول المفسرون يقول لقد ذكر الله نبيه في في المواقف العظيمة بوصف العبودية فقال سبحان الذي اسرى بعبده ليلا وقال تبارك الذي نزل الفرقان على عبده وقال اليس الله بكاف عبده وقال وانه لما قام عبد الله يدعوه بالدعوة الى الله ولكن لا شك انه عبد الله ورسوله وخليله وصفيه من خلقه وهو افضل الانبياء صلى الله عليه واله وسلم ولا شك انه حبيب الى الله بلا شك لكن بعض الناس يختار هذه العبارة تظن انها افظل من غيرها ثم اورد ايضا وقال عن هذا الحديث قال اسناده على شرط الصحيحين ولم يخرجه احد من اصحاب الكتب الستة فدليل على طولب الحافظ ابن كثير في معرفة السنة يقول هذا الحديث عند احمد ولم يخرجه احد من اصحاب الكتب الستة وهي البخاري ومسلم والسنن الاربعة سورة الترمذي وابن ماجة والنسائي وابي داود يقول ما احد خرج هذا الحديث حتى تعرفوا يا اخوان قدر كتب اهل العلم يعني هذه الكتب جاءتنا بذلوا فيها الغالي والنفيس كم بذلوا من الاوقات كم بذلوا من البحث والتفتيش والتدقيق ونحن نأخذ معلومة جاهزة رحمهم الله واعظم اجرهم قال وفي صحيح البخاري عن امير المؤمنين قال ولكن في صحيح البخاري ولكن في صحيح الامام البخاري عن امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى امرأة من السبي قد اخذ الصبيا لها فالصقته الى صدرها. وارضعته فقال اترون هذه تلقي ولدها في النار وهي تقدر على ذلك قالوا لا قال فوالله لا الله ارحم بعباده من هذه بولدها النبي صلى الله عليه وسلم غزى قوما لما انتهت المعركة النبي صلى الله عليه وسلم مع بعض اصحابه وكان القوم قد تفرقوا مجموعات قال فرأوا رأوا امرأة تقف على هذه المجموعة ولا تطيل الوقوف ثم تذهب الى المجموعة الاخرى حتى دارت على كذا مجموعة فانتهت الى بعض المجموعات فناولوها صبيا يعني كانت تبحث عن ولدها فلما اخذته ماذا فعلت به ضمته الى صدرها والقمته ثديها هذي رحمة ولا لا رحمة عظيمة لكن ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال اترون هذه طارحة ولدها في النار؟ قالوا لا وهي تقدر على ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لله ارحم بعباده من هذه بولدها سبحان الله والله ما يهلك على الله الا هالك الله ارحم بنا من امهاتنا من الوالدة بولدها ولكن من اعرض وابا سلوك طريق الهداية هو الذي جنى على نفسه فتوبوا الى الرحمن الرحيم واقبلوا عليه بعبادته. اقبلوا على عبادته تقربا اليه وابشروا بالخير في الدنيا والاخرة قال تحيتهم يوم يلقونه سلام تحيته يوم يلقونه الذي عليه جمهور المفسرين ان الضمير يرجع الى الله فتحية المؤمنين يوم يلقون ربهم في الاخرة سلام الضمير راجع على الله وقال بعض المفسرين يوم يلقونه يعني يوم يلقون ملك الموت يعني عند الموت تحييهم الملائكة تحييهم ملك الموت بالسلام وهذا القول فيه نظر لان ظاهر الايات ما يدل عليه السياق لا يدل على هذا بل الذي الضمير يعود على الله وتحيتهم يوم يلقونه سلام في قولان قال ابن كثير اي يوم يسلم عليهم كما قال تعالى سلام قولا من رب رحيم بهذه الاية الله يسلم على عباده المؤمنين اذا لقوه ودخلوا الجنة شرف عظيم ان الله يسلم عليك وقال الطبري وبعض المفسرين منهم قتادة واشار اليه ابن كثير بقوله وزعم قتادة ان المراد انه يحيي بعضهم بعضا بالسلام يوم يلقون الله في الدار الاخرة واختاره ابن جرير قال قلت وقد يستدل له بقوله دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام واخر دعواهم ان الحمد لله رب العالمين ان الحمد لله رب العالمين الحقيقة كلا القولين له وجه من النظر لكن ظاهر السياق انه راجع على الله لان الله هو جل وعلا هو الذي سبق ذكره قريبا بالنظر الى السياق مهم جدا في الترجيح معرفة التفسير الصحيح وان ثبت ايضا ان الملائكة تحيي المؤمنين في الجنة فلا مانع ان يكون الله عز وجل اكرم المؤمنين اهل الجنة بانه يسلم عليهم وتسلم عليهم الملائكة قال جل وعلا واعد لهم اجرا كريما عودوا الظمائر الان كلها على الله. تحيتهم يوم يلقونه واعد لهم. كله راجع على الله والاصل يا اخوان اتحاد الضمائر ما نقول هذا الظمير نأتي على كلام ظميره في وسط ظمائر قبله وبعده فنقول لا يعود على شيء غير ما عاد عليه ما قبله وما بعده. وهذا هذا خلاف الاصل الا بدليل وبينة واضحة وهنا لا الضمائر كلها تعود على الله فهو جل وعلا يحيي عباده المؤمنين بالسلام وايضا اعد لهم اي هيأ لهم وارصد لهم اجرا كريما وهو نعيم الجنة. اجر عظيم قال ابن كثير يعني الجنة وما فيها من المآكل والمشارب والملابس والمساكن والمناكح والملاذ والمناظر وما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وهذا من ثمرات الاكثار من ذكر الله عز وجل لانه سبب لهداية العبد والاستقامة على دينه فاذكروا الله بالليل والنهار واذكروا الله ذكرا كثيرا. ثم قال جل وعلا يا ايها الذين يا ايها النبي انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا يقول الامير الشنقيطي رحمه الله في اضواء البيان يقول ما نادى الله جل وعلا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم باسمه في القرآن لكن ناداه بوصفه وقد نادى غيره باسمه نادى نوح وابراهيم وموسى باسمائهم لكن النبي صلى الله عليه وسلم تعظيما له وبيانا لشرفه وفضله ما ناداه باسمه مباشرة لان لو ان رجلا قال يا محمد للنبي صلى الله عليه وسلم هذا جفاء لكن الله جل وعلا عظم نبيه ولهذا قال يا ايها النبي يا ايها الرسول نعم ذكره باسمه فقال محمد رسول الله لكن على سبيل النداء ما ناداه في القرآن الا بوصفه. يا ايها النبي يا ايها الرسول فلنأخذ من ذلك عبرة وعظة وعظم النبي صلى الله عليه وسلم ونجله ونذكره بوصف النبوة ولهذا يذكر بعض المفسرون منو بن جرير الطبري يكثر اذا جعل الايات التي يخاطب الله فيها نبيه يقول رحمه الله يقول الله يا محمد افعل كذا وكذا هل اولى انسان يقول يا ايها النبي او يا نبينا افعل كذا وكذا لان الله جل وعلا عظم نبيه ورفع شأنه وهذا على كل حال من تقوى القلوب قال يا ايها النبي انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ارسله الله عز وجل شاهدا على المؤمنين بالبلاغ كما قال ابن جرير الطبري ونذيرا ينذرهم ما امامهم من الاهوال والمخاوف لمن كفر بالله وعصاه وبشيرا نعم ومبشرا مبشرا بالثواب العظيم الذي اعده الله لي من اطاعه ونذيرا لمن عصى الله ولم يؤمن به هذه مهمته صلى الله عليه وسلم وقد قام بذلك خير قيام قال ابن كثير رحمه الله قال الامام احمد وساق بسندي عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال عن عطاء ابن يسار قال لقيت عبدالله بن عمرو بن العاص فقلت اخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في التوراة عن عبدالله بن عمرو وقال انه اصاب زاملتين منكم من كتب اهل الكتاب ولهذا عنده يروي عن بني اسرائيل فسأله عطاء قال اخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة. قال اجل والله انه لمنصوف بالتوراة بصفته في القرآن يا ايها النبي انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وحرزا للاميين حرز للاميين يمنع الامي والاميون هم امة النبي صلى الله عليه وسلم خاصة في زمنه نحن امة امية لا نقرأ ولا نكتب فكان حرزا وامانا لهم من عذاب الله لمن لمن اطاعه واتبعه قال وحرزا للاميين انت عبدي ورسولي سميتك المتوكل لست بفض الفظ هو سيء الخلق لست بفض ولا غليظ ولا سخاب في الاسواق والغليظ هو الشديد في القول والسخاب في الاسواق الذي يرفع صوته يصيح في الاسواق كثير حال كثير من التجار في في الحراج البيع تجد عندهم رفع الاصوات لغير حاجة احيانا فالنبي صلى الله عليه وسلم ليس كذلك ولا سخابا في الاسواق ولا يدفع السيئة بالسيئة ولكن يعفو ويغفر صلى الله عليه وسلم ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء ملة الشركة لما بعثه الله كان الناس قد اطبقوا على الشرك الا بقايا من اهل الكتاب. كانت ملة عوجاء منحرفة فلن يقبضه الله حتى يقيم هذه الملة العوجاء ولهذا ما قبضه الله الا بعد ان انتشر الاسلام جنوبا الى اليمن غطى الجزيرة العربية كلها ووصل شمالا الى اطراف الشام اقام الله به الملة العوجاء وابدل ذلك بالتوحيد والسنة والحق والبصيرة قال ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بان يقولوا لا اله الا الله فيفتحوا بها اعينا عميا واذانا صما وقروبا غلفا فتح به بسبب ذلك اعين عمي عن الحق فرأت الحق واتبعته. واذانا كانت صما ما تسمع الحق وصارت سمعت الحق واستجابت له قلوبا غلفا كانت قلوب مغلفة ومغطاة ما ترى الحق صلوات الله وسلامه عليه قال وقد رواه البخاري في البيوع عن محمد بن سنان وذكر ذلك. اذا هذا الحديث في احمد والبخاري هذا وصفه صلى الله عليه وسلم ثم اورد اثرا طويلا عن وهب بن منبه ولكن فيما ذكرنا كفاية. اذا قوله يا ايها النبي انا ارسلناك شاهدا. قال ابن كثير اي لك بالوحدانية وان لا اله غيره وان لا اله غيره وعلى الناس باعمالهم يوم القيامة وجئنا بك على هؤلاء شهيدا نعم فهو شاهد بالوحدانية لله وانه لا اله الا الله وشاهد على هذه الامة كما قال جل وعلا فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا من قرأها عليه ابن مسعود كما في صحيح مسلم من اول قال اقرأ علي يقول النبي صلى الله عليه وسلم قال اقرأ عليك وعليك انزل قال نعم اني احب ان اسمعه من غيري قال فقرأت من اول سورة النساء حتى انتهيت الى هذا الموضع. فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا فقال حسبك حسبك يعني يكفي قال فنظرت اليه فاذا عيناه تذرفان صلى الله عليه وسلم هذا وهو الشاهد علينا وليس المشهود عليه ومع ذلك يبكي صلى الله عليه وسلم وفيه من الفوائد لهذا الحديث الذي فيه مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم لما اراد ان يقف عبد الله بن مسعود واراد ان يقف قال له حسبك يعني يكفي ما قال له قل صدق الله العظيم وان كان لا شك انه صدق الله ومن اصدق من الله قيلا ومن احسن من الله حديثا لكن ليس من السنة ان تقولها اذا انتهيت من القراءة ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن اصحابه ونحن امة متبعة نحن متبعون ولهذا لما قرأ علي ابن مسعود ماذا قال له؟ قال حسبك يكفيك يعني توقف عن القراءة فالانسان يكون متبع يا اخوان ويحرص لان كل من كان الزم لسنة النبي صلى الله عليه وسلم هو اقرب الناس اليه يوم القيامة اسأل الله عز وجل ان يحشرنا تحت لوائه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال وكقوله لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا. وقوله مبشرا ونذيرا اي بشيرا للمؤمنين بجزيل الثواب. ونذيرا للكافرين من وبيل العقاب وقوله وداعيا الى الله باذنه داعيا الى الله. يعني النبي صلى الله عليه وسلم داعيا. هذي وظيفته الدعوة الى الله كما قال في اية اخرى قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن تبعني هذي وظيفة النبي صلى الله عليه وسلم مهمة الدعوة الى الله ولكن الدعوة الى الله على بصيرة هكذا يا من اردت ان تكون داعيا وداعية الى الله عليك بالبصيرة تعلم تعلم العلم حتى تدعو الى الله على بصيرة ما ما تدعو الى الله على جهل لان الذي يدعو الى الله على جهل يظر نفسه ويظر غيره اكثر مما ينفع ولهذا لما افتى الصحابة صاحبهم الذي اجنب وهم في غزوة في جرح قالوا له ما نجد لك رخصة اغتسل قال الجو باردا فاغتسل فمات ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال قتلوه قتلهم الله هلا سألوا فانما شفاء العي السؤال العي الجاهز شفاء السؤال ما عندك علم قل الله اعلم يا اخي بعض الناس يريد يجيب على كل شيء امام دار الهجرة يقال انه سئل عن اربعين مسألة ستة وثلاثين مسألة قال لا ادري ويقول الشافعي اذا اخطأ العالم لا ادري فقد اصيبت مقاتله قل لا ادري نصف العلم ما كلفك الله عز وجل. النبي صلى الله عليه وسلم وهو رسول رب العالمين اذا نزلت وقعت واقعة وحدث حادث او سئل سؤال وما عنده علم ينتظر حتى ينزل عليه الوحي فلا تتعجلوا خاصة من يتصدى للعلم تجد انه يريد يجيب على كل شيء ما هو بصحيح هذا تعلم وما علمت ما لم تعلم يا اخي ما كلفت ولا تأثم بعدم الجواب قال لك ما عندك علم قال ابن كثير وداعيا الى الله باذنه اي داعيا للخلق الى عبادة ربهما عن امره عن امره لك بذلك وهكذا قال ايضا الطبري قال بامره قال باذنه اي بامره اياك بذلك يدري هالنبي يدعو الى الله باذن الله وبامر الله هو الذي ارسله ما هو من قبل نفسه صلى الله عليه واله وسلم قال وسراجا منيرا اي وامرك اي واي وامرك ظاهر فيما جئت به من الحق كالشمس في اشراقها واضاءتها ولا يجحدها الا معاند وقال ابن جرير الطبري انا ارسلناك قال وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا قال سراجا يقول وضياء لخلقه يستظيء بالنور الذي اتيتهم به من عند الله منيرا رياء ينير لمن استضاء بضوئه وعمل بما امره وانما يعني بذلك انه يهدي به من من اتبعه من امته اذا هذا معنى سراجا منيرا سراجا مثل السراج ببيانه للحق وظهوره وجلائه بين كل شيء صلى الله عليه وسلم واظهر الدين. تركتكم على البيضاء ليلها ونهارها سواء لا يزيغ عنها الا هاله ما له احد عذر يقول والله انا ما ما اعرف السنة انا ما اعرف ما اعرف حكم الله في هذا فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون النبي قد بين كل شيء ومن النكت الطريفة يقال عن محمد رشيد رضا رحمه الله ويقال عن غيره انه كان في اوروبا في بعض بلدان اوروبا فجاءه عالم من علماء النصارى او يعني عالم في دينهم فقالوا تقولون ان دينكم قد بين كل شيء قال نعم قال طيب هذا الكيس من الطحين كم فيه خبز فاخذ الهاتف واتصل على صاحب المخبز قال كيس كذا قدره كم فيه خبز قال فيه كذا وكذا فقال له هذا فيه كذا وكذا. قال انا ما اريدك تسأل الخباز انا اريد تخبرني انت؟ تقول كتابكم فيه بيان كل شيء قال ايه الله جل وعلا يقول فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. هذا في كتاب الله فصاحب الذكر في الخبز هو الخباز فسألته عن ذلك فالحاصل ان الله قد بين لنا كل شيء. اليوم اكملت لكم دينكم. واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا والنبي صلى الله عليه وسلم يقول تركتكم على البيضة ليلها ونهارها سواء ولما قال اليهودي لسلمان ما ترك نبيكم شيئا الا بينه لكم حتى القراءة قضاء الحاجة؟ قال نعم. حتى قضاء الحاجة اذا دخل الخلاء قال اللهم نعوذ بك من الخبث والخبائث. واذا خرج قال غفرانك كل شيء مبين. نحن ما نؤتى الا من قبل انفسنا فعلينا ان نتعلم يا اخوان ونتبصر قال وداعيا الى الله نعم وداعا الى الله باذنه وسراجا منيرا وبشر المؤمنين بان لهم من الله فضلا كبيرا البشارة الاصل فيها الخبر الذي تتغير له بشرة الوجه جلد الوجه هذه البشرة البشارة هو الخبر الذي اذا قيل لك تغيرت هذه البشرة اما سرورا وانبساطا وفرحا واما غير ذلك والاصل ان البشارة بما يسر وقد تكون البشارة بما يسوء بشر المنافقين لكن هنا بالخير وبشر الذين وهم بشر نعم وبشر المؤمنين بان لهم من الله فظلا فضل فقط لا كبير لا اعظم من من فضل دخول الجنة والنظر الى وجه الله الكريم بداخل الجنة. ما في نعيم اعظم من هذا ولا افضل. نسأل الله ان يجعلنا واياكم منهم هل ولا تطع الكافرين والمنافقين قال ابن كثير ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع اذاهم اي لا تطعهم. وتسمع منهم في الذي يقولونه لان الكافرين والمنافقين يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم اقوال يريدون ان يترك الحق يريد ان يتكلم بغير الحق وهكذا ايضا يقال لمن سار على طريقه صلى الله عليه وسلم من العلما والدعاة يأتي اهل الباطل يريدون ان يقولوا خلاف الحق لا تطعهم اثبت على الحق وقل بالحق ودع اذاهم توجيه عظيم. يقول ابن كثير ايصفح وتجاوز عنهم وكل امرهم الى الله فان فيه كفاية لهم ولهذا قال وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا هذا منهج عظيم لك ايها المسلم وللدعاة خاصة لا تطع من ارادك ان تعمل بمعصية الله ورد منك ان تفعل او تقول غير الحق ولكن دع اذاهم لا تشتغل فيهم تناكههم لا دع اذاهم اعرض عنهم. والله الموعد. ثم قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا اذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل ان تمسهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا هذا بيان مسألة مهمة جدا بعض الناس ما يعرف حكمها لو سألك سائل فقال اذا طلقت امرأتك بعد ان دخلت بها هل عليها العدة؟ تقول نعم عليها العدة كم؟ ثلاثة قروض يعني ثلاث حيض بعد الطلاق طلقها في طهر لم يمسها فيه تنتظر حتى تحيض ثلاث حيض اذا انتهت الحيضة الثالثة حلت الازواج لكن لو راجعها قبل ذلك صارت رجعت اليه لكن بعد الحيضة الثالثة اذا طهرت خلاص حلت الازواج طيب اذا طلقها ولم يدخل بها ما عليها عدة لو رجل عقد على امرأة وقال الزواج بعد شهر او شهرين او بعد سنة ثم بعد ذلك قال خلاص انا ما اريد هذه المرأة فطلقها لا شيء عليها لو ارادت طلقها اليوم ولو اراد تتزوج بعد ساعة من الطلاق ما في حرج موب لازم تبقى ثلاثة اشهر وهذا نص القرآن. الله جل وعلا يقول يا ايها الذين امنوا اذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل ان تمسهن ومراد هنا الجماع يعني قبل ان تجامعونهن قبل ان تدخلوا بهن فما لكم عليهن من عدة تعتدون؟ ما لكم عليهن عدة لو تزوج بعد ساعة ما في اشكال قال فمتعوهن وسرحهن سراحا جميلا. يقول ابن كثير لو ذكر ابن كثير مسائل هنا منه قال هذه الاية الكريمة فيها احكام كثيرة. منها اطلاق النكاح على العقد وحده وليس في القرآن اية اصرح في ذلك منها بهذه الاية لانه قال هنا اذا نكحتم المؤمنات المراد اذا عقدتم العقد هنا لأنه ليس المراد الجماع هنا قطعا لأنه قال من قبل ان تمسهن قال هذه هي الاية الوحيدة التي تدل على العقد في القرآن قال وقد اختلفوا من نكاحه هل هو حقيقة في العقد وحده او في الوطء او فيهما على اقوال ثلاثة واستعمال القرآن انما هو في العقد والوطء بعده الا في هذه الاية فانه استعمل استعمل في العقد وحده. لقوله اذا نكحتمه اناث ثم طلقتموهن قال وفيه دلالة لاباح طلاق المرأة قبل الدخول بها يعني الرجل عقد مجرد عقد ما دخل طيب يجوز يطلق نعم موب لازم ان العقد لازم يدخل بها وهو يجامعها لا يمكن يطلق مجرد انه عقد عليها صارت زوجة يجوز ان يطلق طيب هنا مسألة ذكرها ابن كثير وهي في الحقيقة مهمة جدا وهي لو ان رجلا قال كل امرأة اتزوجها فهي طالق او قال اول امرأة اتزوجها فهي طالق هل يقع هذا؟ وهو لم يتزوج بعد هل يقع الطلاق ام لا الجمهور على انه لا يقع ولا عبرة فيه لماذا؟ قالوا لان الله قال اذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن وثم تفيد الترتيب والتراقي. فالطلاق لا يقع الا بعد العقد ولو انه طلق قبل ان يعقد اصلا لا يقع هذا الطلاق فلو قال اول امرأة اتزوجها فهي طالق نقول تزوج اول امرأة ولا تطلق عليه. هذا لا رأي الجمهور وذهب بعض اهل العلم الى انه يقع ولكن الصواب هو هذا ايضا من الفوائد انه قال اذا نكحتم المؤمنات قالوا هذا خرج مخرج الغالب والا اذا نكحتم المؤمنات والكتابيات كذلك اذا نكحتم النساء سواء كانت مؤمنة او كتابية والله اعلم وصلى الله وسلم