الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد. وعلى اله اصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد فكنا ذكرنا في مجلس البارحة في الدرس السابق ذكرنا انا سنشرح سورة عبس وسورة التكوير ولكن سورة عبس آآ استغرقت آآ الوقت كله ففي هذه الليلة نتكلم على سورة او على تفسير سورة التكوير. فاولا نقول اسماؤها تسمى بسورة التكوير وتسمى ايضا اذا الشمس كورت وتسمى بسورة كورت وكل ذلك مأخوذ من اول اية فيها ونوعها هي مكية بالاتفاق وترتيبها في النزول هي معدودة السابعة في عداد نزول القرآن نزلت بعد سورة الفاتحة وقبل سورة الاعلى وعدد اياتها تسع وعشرون اية وقد ورد في فضلها حديث وصحيح اه لكن قبل ذلك اود ان انبه على ان القرآن كله يستوي في فضيلة عظيمة وكله تشمله هذه الفضيلة وله هذه الفضيلة وهي كونه كلام رب العالمين فهو كلام الله وكفاه بذلك شرفا وفضلا لانه كلام الله صفة الله لكن بعض السور جاءت لها بعض جاءت فيها بعض النصوص التي تدل على فضلها فيكون قدر زائد والا هي كلها تشترك في ذلك الفضل العظيم الذي لا يبلغه لا يبلغ ذلك الفضل كلام غير كلام ربنا جل وعلا ومما ورد في فضلها ما رواه الامام احمد والترمذي بسند صحيح كما في صحيح الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من سره ان ينظر الى يوم القيامة كأنها رأي عين فليقرأ اذا الشمس كورت واذا الشمس انفطرت واذا الشمس واذا السماء انشقت نعم هذه السور الثلاث قد صورت القيامة تصويرا عظيما بينا واضحا. واشارت الى ما فيها من الاهوال وما فيها من الامور فالمسلم الذي يقرأ هذه السور ويتدبرها ويعلم ما جاء في تفسيرها تتجلى له القيامة ويعرف ما يقع فيها آآ يقول الله جل وعلا اذا الشمس كورت آآ اختلفت اقوال المفسرين في معنى التكوير فقال ابن عباس كورت اظلمت وجاء عنه في رواية العوف ذهبت وقال مجاهد اظمحلت وذهبت وقال قتادة ذهب ضوئها وقال سعيد بن جبير كورت غورت وقال الربيع بن خثيم يعني رمي بها وقال ابو صالح كورت القيت هذه الاقوال متقاربة وهذا من قبيل اختلافي التنوع وهذه الاقوال لا يعارض ولا يناقض بعضها بعض ولهذا يقول امام المفسرين ابن جرير الطبري قال والصواب من من القول عندنا في ذلك ان التكوير هو جمع الشيء بعضه على بعض ومنه تكوير العمامة وجمع الثياب بعضها الى بعض فمعنى قوله كورت يعني جمع بعضها الى بعض ثم لفت فرمي بها واذا فعل بها ذلك ذهب ضوئها فنلاحظ ان ابن جرير في ترجيحه اه اشار الى المعاني التي ذكرها اكثر المفسرين فهذا من قبيل اختلاف التنوع لان التفسير الاختلاف في التفسير منه وهو اكثره واغلبه آآ ما الاختلاف فيه اختلاف تنوع ومنه اختلاف التضاد ومناقضة وهذا قليل. وقد جاء في السنة زيادة بيان وايظاح لهذه الاية وهو ما رواه البخاري في صحيحه عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال الشمس والقمر يكوران يوم القيامة ورواه البزار عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال ان الشمس والقمر ثوران عقيران في النار يوم القيامة حديث صحيح كما في السلسلة الصحيحة الحديث رقم مئة واربعة وعشرين فهذا البيان للسنة دليل على ان الشمس تكور ويجمع بعضها على بعض وكذلك القمر ثم يطرحان في النار على هيئة ثورين عقيرين وهذا من علم الغيب الذي اطلع الله عليه نبيه صلى الله عليه واله وسلم. اذا الشمس كورت واذا النجوم انكدر انكدرت آآ قال المفسرون او ذكر المفسرون لها معنيين الاول انها انكدرت بمعنى انتثرت وتساقطت وقال ابن عباس انكدرت اي تغيرت وكلا القولين حق فالنجوم تنكدر اي تتناثر وتتساقط كما قال جل وعلا في اية اخرى واذا الكواكب انتثرت وهي ايضا يتغير ظوؤها ينكدر اي يتغير ويظلم كما قال جل وعلا في اية اخرى فاذا النجوم طمست واذا السماء فرجت فكل ذلك حق ويحصل هذا للكواكب التي هي الان في غاية الجمال والزينة للسماء. لكن حينما تقوم الساعة تتغير الامور قال جل وعلا واذا الجبال سيرت هذه الجبال الصماء الراسية الثابتة يوم القيامة تتغير وتسير كما قال جل وعلا وسيرت الجبال فكانت سرابا. وكما قال جل وعلا وتسير الجبال سيرا وقال جل وعلا وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب وقال ويوم نسير الجبال اذا هذه الجبال الثابتة تتغير الامور وهذه من اهوال القيامة التي تدل عليها ان هذه الجبال تنزع وتدك وتسيروا حتى تصبحوا هباء منثورا وتصبحوا كالعهن المنفوش فهذا يقع لهذه المخلوقات العظيمة من شدة اهوال يوم القيامة وانت ايها العبد ممن سيحضر هذا اليوم ويرى هذه الاهوال فاسعى في نجاة نفسك بالاعمال الصالحة. الان ما دمت ممهلا حتى تنجو من كرب يوم القيامة قال جل وعلا واذا العشار عطلت. والعشار هي النوق جمع ناقة هي النوق الحوامل التي بلغت الشهر العاشر من حملها قال ابن كثير بعد ان ذكر عدة اقوال وهي متقاربة قال والمعنى في هذا كله متقارب. والمقصود ان العشار من الابل وهي خيارها والحوامل منها التي قد في حملها الى الشهر العاشر وحدتها عشراء ولا يزال ذلك اسمها ولا يزال ذلك اسمها حتى تضع. قد اشتغل الناس عنها وعن كفالتها والانتفاع بها بعد ما كانوا ارغب شيء فيها بما داهمهم من الامر العظيم المفظع الهائل وهو امر يوم القيامة وانعقاد اسبابها ووقوع مقدماتها ثم قال جل وعلا واذا العشار عطلت واذا الوحوش حشرت والوحوش جمع وحش والمراد بها هنا جميع الدواب المراد بحشرها جمعها المراد بحشرها اي جمعها تجمع ثم يقتص من بعضها لبعض. وهذا دليل على كمال عدل الله جل وعلا فحتى الوحوش تحشر ويقتص من بعضها لبعض كذلك الدواب كما قال جل وعلا كما قال صلى الله عليه واله وسلم في الحديث الصحيح يقتص للشاة الجماء وهي التي لا قرون لها من الشاة القرناء ذات القرون ثم بعد ذلك اذا اقتص الله من بعضها لبعض قال لها كوني ترابا وجاءني ابن عباس ان الكافر اذا رأى ذلك يتمنى ويقول يا ليتني كنت ترابا يعني مجرد ان آآ لو حاسب ثم بعد ذلك اموت لكنه لا يمكن ان يموت. لا يموت فيها ولا يحيى. وما هم منها بمخرجين اذا حشر الوحوش هو جمعها ليوم القيامة وقيل حشرها موتها قيل غير ذلك ولكن هذا هو الاظهر كما تدل عليه النصوص الاخرى. ثم قال جل وعلا واذا البحار سجرت ومعنى سجرت يعني اوقدت اوقدت واظرمت نارا ومنه قوله جل وعلا والبحر المسجور اي الموقد يقال سجرت النار اذا اوقدتها والمراد ان هذه البحار التي هي ماء الان تسجر فتصبح نارا تشتعل نعوذ بالله. قال جل وعلا واذا النفوس زوجت زوجت النفوس يعني جعل كل قرين مع قرينه. قال ابن كثير اي جمع جمع كل شكل الى نظيره كقوله تعالى احشروا الذين ظلموا وازواجهم و جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بسند حسن انه قرأ هذه الاية واذا النفوس زوجت قال تزويجها ان تؤلف كل شيعة الى شيعتهم وفي رواية هما الرجلان يعملان العمل فيدخلان فيدخلان به الجنة او النار وفي رواية ايضا عن عمر يقرن بين الرجل الصالح مع الرجل الصالح ويقرن بين الرجل السوء مع الرجل السوء في النار. فذاك او فذلك تزويج الانفس. اذا واذا النفوس زوجت يعني جمع بين كل قرين وقرينه ونظيره ان ونظيره فاهل الجنة جمعوا مع اهل الجنة واهل النار جمعوا مع اهل النار واليهود مع اليهود والنصارى مع النصارى قال جل وعلا واذا واذا الموؤدة سئلت والموؤدة هي التي هي البنت التي كانت توأد لان العرب كانوا يأيدون البنات في الجاهلية خشية العار فيئدونها يعني يقبرونها وهي حية حتى لا حتى لا تجلب لهم العار حسب زعمهم الموؤدة واذا المؤودة سئلت الموؤدة تسأل ما ذنبها؟ لماذا وأدت؟ ما هو الذنب الذي ارتكبته؟ وهذا في غاية والتحذير فهذه من نفس المظلومة وهي الموؤدة التي ولدت بغير ذنب فكيف بالظالم لها؟ الوائد الذي وأدها وتجرأ على قتلها قال جل وعلا واذا الموؤدة سئلت باي ذنب قتلت؟ ما هو الذنب الذي قتلت به وكان سببا في قتلها؟ الجواب لا. لكن هذا على سبيل التفخيم والتعظيم والتهويل من قتل الموؤدة. قال جل وعلا واذا الصحف نشرت. والمراد بها صحائف الاعمال كل ينشر له كتابه فاخذ كتابه بيمينه واخذ كتابه بشماله ويقال له اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك ايه بقى واذا السماء كشطت وكشطها هو ازالتها ومحوها تكشط كما يكشط الاديم وكما يقشط الجلد والمراد ان السماء يذهب تغير وتمحى تبدل عن حالها التي هي عليها الان قال جل وعلا واذا الجحيم سعرت اي اوقدت وقد جاء في بعض الاحاديث انه اوقد عليها حتى اوقد عليها الف سنة حتى ابيضت ثم اوقد عليها الف سنة حتى احمرت ثم اوقد عليها الف سنة حتى اسودت فشعرت وزيد في في سعيرها وشدة حرارتها واذا الجنة ازلفت اي قربت وادنيت من المؤمنين الذين ماتوا على الايمان والعمل الصالح علمت نفس ما احضرت. فعند حضور عند حصول هذه الامور السابقة بدءا من تكوير الشمس وانكدال النجوم الى ما ذكر عند ذلك وبهذا الوقت تعلم كل نفس ما احظرت من العمل ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا فعلى الانسان ان يعد العدة الان وان يعمل العمل الذي ينجيه بين يدي الله جل وعلا لانه سيرى عمله كله لا يغيب منه شيء ثم قال جل وعلا فلا اقسم بالخنس. اختلف المفسرون في لا هنا لان هذا قسم فقال بعضهم لا وهو قول جمهور قالوا صلة وهذا على عادة العرب فانها ربما لفظت بلفظة لا من غير قصد معناها الاصلي بل لمجرد تقوية الكلام وتوكيده كما في قوله فلا وربك لا يؤمنون. وتقدير الكلام فوربك لا يؤمنون. يقسم والله انهم لا يؤمنون ولا يريدوا نفي القسم وقيل ان لا هنا لنفي كلام سابق من المخالف فكأن هؤلاء آآ كانوا او كأنه يعني في الرد على الكفار الذين انكروا نبوة النبي صلى الله عليه وسلم وانكروا القرآن وما جاء به. فقال لا ليس الامر كما تقولون. واقسم بانه قول قول رسول كريم الى بقية ما ذكره في الايات. وقيل ان لا هنا مؤكدة للقسم. وهذا عليه جمع من اهل التفسير وهو الصواب. فهي مؤكدة وليست بنافية. وهناك من قال انها نافية والمعنى انه ينفي القسم لوظوح الامر فما يحتاج اه ان يقسم لكن هذا القول فيه نظر بين اذا فلا اقسم بالخنس والخنس جمع خانسة والخنوس هو الاختفاء يقال خنس اذا اختفى وكذلك الجواري الكنس الكنس جمع كنسة يقال كنس الظبي اذا دخل في كناسة وهو مأواه وبيته الذي يأوي اليها والذي يتخذه للمبيت. وقد اختلف العلماء هنا بالخنس والجواري الكنس فمنهم من قال هي الظباء او بقر الوحش فانها تخنس آآ وتستتر وتختفي عن عيون الصائدين لها. وكذلك تأوي الى كناسها الى بيوتها التي تتخذها وقيل بل المراد بها النجوم فان النجوم تخنس اي تختفي وتغيب وتكنس آآ هو دخولها في مغيبها ورجح ابن جرير الطبري وهو الصواب انه يشمل الامرين. يعني انه يشمل الظباء بل يشمل كل ما يخنس ويكنس ومن ذلك النجوم ومن ذلك الظبا قال والليل اذا عسعس ومعنى عسعس هذه من الالفاظ المتظادة تطلق على الشيء وضده وقيل عسعس بمعنى ادبر وقيل عسعس بمعنى اقبل والاظهر والله اعلم هنا ان عسعس بمعنى ادبر لانه قال والصبح اذا تنفس والليل اذا ادبر واعقبه الصبح يتنفس اي بزغ ضوءه وانتشر والليل اذا عسعس والصبح اذا تنفس فظهر ضوءه وبدأ ينتشر انه لقول رسول كريم. يعني اقسم الله عز وجل بهذه الامور على ان القرآن قول رسول كريم وهذا جواب القسم او هذا المقسم عليه. ومعنى والمراد بالرسول هنا هو جبريل عليه السلام هو كريم على الله كريم الخصال كريم الصفات وهذا ثناء ومدح له وطمأن العباد بان هذا القرآن جاء به رسول كريم هذه صفاته قد يستشكل البعض كيف ينسب هل هو قول جبريل او قول الله فقالوا المعنى هنا لقول رسول كريم اضافته اليه اضافة تبريغ له تبليغ له اي لتبليغ رسول كريم لانه قال رسول والاصل ان الرسول مرسل بشيء مرسل بهذا القرآن. فهو قول الرسول باعتبار انه بلغه وقاله للنبي صلى الله عليه وسلم لا انه ابتدأه ولا انه من كلامه قال ذي قوة عند ذي العرش مكين اي هذا الرسول الكريم وهو جبريل ذي قوة وقوته عظيمة وله ست مئة جناح على هيئته الحقيقية ذو ذو قوة عند ذي العرش مكين وهو ايضا عند ذي العرش وهو الله جل وعلا صاحب العرش مكين له مكانة عند الله وشرف ومقام عظيم. مطاع ثم امين وايضا جبريل مطاع ثم هناك في الملأ الاعلى تطيعه الملائكة وايضا امين هو مؤتمن على ما كلف بتبليغه. مؤتمن على كل ما ارسله الله به. ومن ذلك هذا القرآن الذي جاء به فهو امين عليه وبه لم يزد عليه ولم ينقص واداه كما هو. وما صاحبكم بمجنون والمراد به نبينا صلى الله عليه واله وسلم. وهذه في تزكية لهذا القرآن. فنزل به افضل الملائكة الموصوف بالصفات العظيمة على نبينا صلى الله عليه وسلم الموصوف بالصفات العظيمة كما جاء في سورة الحاقة قال جل وعلا انه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون ويقصد به النبي صلى الله عليه وسلم. قال وما صاحبكم بمجنون؟ كما تزعمون انه مجنون او كاهن لا نفى الله ذلك عنه وكفى بذلك تزكية ولقد رآه بالافق المبين. رأى نبينا صلى الله عليه وسلم جبريل في الافق المبين وذلك لما جاءه في الغار ثم نزل ثم سمع صوت فنظر الى افق السماء واذا جبريل قد سد الافق الافق لعظم خلقه وله ستمئة جناح وقد رآه على صورته الحقيقية مرتين رآه على صفته الحقيقية مرتين كما قال جل وعلا علمه شديد القوى ذو مرة فاستوى وهو بالافق الاعلى ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين او ادنى فاوحى الى عبده ما اوحى والمراد به جبريل ده انا ولهذا جاء ايضا في اية اخرى قال جل وعلا ولقد رآه نزلة اخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة عندها جنة المأوى اذ يغشى السدرة ما يغشى اذا رآه على هيئته الحقيقية وهذه المرة الاولى وهي قوله جل وعلا ولقد رآه بالافق المبين والافق افق السماء المبين البين الواضح ما فيه خفاء. قال جل وعلا وما هو على الغيب بظنين بظنين فيها قراءتان بالضاد وبالظاد بالضاد اخت الصاد وبالظاد اخت الطاء ولكل قراءة معنى فقالوا معناه على قراءة الضاد قالوا معناه ليس بمتهم ليس بمتهم وعلى قراءة الضاد اخت الصاد اي ليس ببخيل فهو ليس بظنين وقال بعض المفسرين او قال سفيان بن عيينة ظنين وضنين سواء اي ما هو بكاذب وما هو بفاجر. والظنين متهم. والظنين البخيل. فالنبي صلى الله عليه وسلم ليس بمتهم على الغيب وعلى القرآن الذي جاء به وكذلك ايضا ليس ببخيل يبذله لكل احد ويدعو اليه ويقرأه على الناس قال وما هو على الغيب ببنين وهذا يشمل كل امور الغيب التي اخبر بها بما في ذلك القرآن. قال جل وعلا وما هو بقول شيطان الرجيم؟ ايضا هذا القرآن ليس بقول شيطان كما تقولون او بقول كاهن او افترته الشياطين؟ لا وكفى بذلك تزكية له. قال وما هو بقول اي القرآن وما هو بقول شيطان رجيم؟ شيطان مبعد الشيطان من البعد وكذلك الرجيم معنى المرجوم. المبعد من رحمة الله جل وعلا بسبب عصيانه واستكباره وعدم من ايمانه ثم قال فاين تذهبون يعني يا كفار قريش او من لم يؤمن بالقرآن اين تذهب عقولكم اين تذهب عقولكم عن الايمان بهذا القرآن الذي هذه اوصافه كل هذه الايات السابقة تدل على انه كلام الله وانه محفوظ وانه كلام رب العالمين وان الرسل الذين جاءوا به في غاية الاتقان والامانة فاين تذهب عقولكم عن الايمان به هذا قول لبعض المفسرين وهناك من قال فاين تذهبون؟ قال ما هو المسلك الذي ستسلكونه بعد هذا البيان والايضاح عن صدق القرآن والمعنيان بينهما تلازم. فاين تذهبون ايها الناس او ايها الكفار؟ سواء كفار قريش او غيرهم. اين تذهبون عن الايمان بهذا القرآن؟ اين تذهب عقولكم ما هو المسلك الذي ستسلكونه ان كنتم منصفين قال جل وعلا ان هو الا ذكر للعالمين. ان هنا نافية بمعنى ماء ما هو الا ذكر العالمين. ما هذا القرآن؟ الذي نزل به جبريل على نبينا صلى الله عليه وسلم وليس هو بقول شيطان رجيم ما هو الا ذكر للعالمين يتذكر به من يتذكر للعالمين جميعا من الانس والجن فهو ذكرى وتذكير وموعظة وبيان من الله جل وعلا لمن شاء منكم ان يستقيم لمن شاء ان يسلك طريق الاستقامة قال قال ابن كثير اي من اراد الهداية فعليه بهذا القرآن فانه منجاة له وهداية ولا هدايته في فيما سواه ثم قال جل وعلا وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. اي ليست المشيئة موكولة اليكم فمن شاء اهتدى ومن شاء ظل بل ذلك كله تابع لمشيئة الله تبارك وتعالى وقال سفيان الثوري آآ عن سعيد عن سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى قال لما نزلت هذه الاية بمن شاء منكم ان يستقيم قال ابو جهل الامر الينا ان شئنا استقمنا وان شئنا لم نستقم. فانزل الله وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين ولا تعارض بين هاتين الايتين فان العبد له مشيئة وله ارادة ولكن مشيئته تبع لمشيئة الله جل وعلا. وهو حينما يفعل الامور ويقدم عليها لا يدري ما شاء الله له وما اراد وما قدر فهو يعمل عمل من يستقل بعمله ويختار ما يريد. ولكن حقيقة الامر انه لن يخرج فيما يختاره ويريده ويشاء عما شاءه الله جل وعلا ومن باب الفائدة يقولون المشيئة مشيئة الله المشيئة في القرآن هي مرادفة للارادة لان ارادة الله نوعان ارادة كونية وارادة شرعية. فالمشيئة مرادفة للارادة الكونية ازلية وليست وليست هي الارادة الشرعية. فهي مرادفة للارادة الكونية. اسأل الله العلي العظيم ان يوفقنا واياكم للعلم النافع والعمل الصالح. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد