ثم قال جل وعلا او ثم نتكلم على سورة المطففين نتكلم على سورة المطففين على ما امكننا منها. فنقول اولا اسماؤها يقال لها سورة المطففين ويقال سورة ويل للمطففين هو الامر في هذا هين واما نوعها فاختلف العلماء فيه. فقال ابن عباس في القول الاصح عنه وعكرمة والحسن ومن معهم هي مدنية وقال ابن مسعود والضحاك معهم هي مكية وقيل سورة المطففين مكية الا ثمان ايات من اخرها ورجح كل قول جمع من اهل العلم والذي يظهر والله اعلم ان الصواب انها مدنية وقيل بل نزلت في هجرة النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر في الطريق نزلت بين مكة والمدينة ولهذا بعضهم يقول هي اخر سورة نزلت هي اخر سورة مكية نزلت لانها نزلت في الطريق ولهذا المكي والمدني المكي ما نزل قبل الهجرة والمدني ما نزل بعدها لكن تكلم العلماء عن القرآن الذي نزل والنبي صلى الله عليه وسلم مهاجر في طريقه الى المدينة فاكثر اهل العلم يلحقونه بماذا يلحقونه بالمكي لانه لم يصل المدينة بعد ولا يعتبر مدني الا بعد وصول المدينة ولكن كما قلت الذي يظهر والله اعلم انها مدنية والدليل على ذلك ما رواه النسائي وابن ماجة بسند صححه الحافظ ابن حجر والحاكم الذهبي وحسنه الالباني عن ابن عباس قال لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كانوا من اخبث الناس كيلا فانزل الله تعالى ويل للمطففين فحسنوا الكيل بعد ذلك اذا هذا نص صريح من ابن عباس انها نزلت بعد ما وصل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ترتيب نزولها هي السورة السادسة والثمانون في عداد نزول السور نزلت بعد سورة العنكبوت وقبل سورة البقرة قال جل وعلا ويل للمطففين. ويل معناه الهلاك هو الخسارة والدعاء عليه بذلك المطففين جمع مطفف والمراد به الذي يطفف في الكيل والوزن. والتطفيف هو النقص في الكيل او الوزن فلهم الويل والهلاك والخسارة. وهذا دليل ان هذا عمل من كبائر الذنوب. ويكفي هذا تحذيرا منه. ويل للمطففين الذين اذا اكتالوا على الناس يستوون الذين اذا اكتالوا اي اخذوا كيلهم او وزنوا الناس اخذوا كيلهم تاما غير ناقص يستوفونه ويأخذون حقهم كاملا وربما يأخذون شيئا من من حق الناس واذا كالوه وزنوهم يخسرون اذا كالوا الناس وباعوا عليهم وكانوا لهم او وزنوهم لان الكيل يراد به الحجم الصاع كاين واما الوزير هذا في الميزان هذا ثقل فالكيل يقصد به الحجم يراعى به الحجم والوزن يراعى به الثقل فهم اذا كالوا الناس اول زنوب يخسرونهم ينقصونهم من حقهم ثم قال الا يظن اولئك انهم مبعوثون تهديد ووعيد شديد والاستفهام انكاري وقيل تعجيب من حالهم وجرأتهم على الله انهم مبعوثون لان المبعوث سيجازى على اعماله كلها ومعنى يظنون يوقنون بان الظن يأتي بمعنى اليقين ويأتي بمعنى الظن وقد جاءت ايات في التحذير من بخس الكيل كما قال جل وعلا واوفوا الكيل اذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم. ذلك الخير واحسنوا تأويلا وقال جل وعلا واوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفسا الا وسعها وقال جل وعلا واقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان وثبت ايضا حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا وزنتم فارجحوا اذا وزنتم فارجحوا. اذا وزنت لغيرك ارجح قليلا حتى يميل للميزان. او يزيد على المقدار. كيلو يزيد قليلا. او اذا كان ميزان له كفتان تضع الكيل حتى يرجح بالكفة الاخرى لتوفي حقوق الناس قال جل وعلا الا يظن اولئك انهم مبعوثون ليوم عظيم اللام هنا لام التوقيت كقوله اقم الصلاة لدلوك الشمس والمراد باليوم العظيم هو يوم القيامة ووصفه بالعظيم باعتبار عظمة ما يقع فيه من الاهوال يوم يقوم الناس لرب العالمين وهو يوم يقوم الناس لرب العالمين حينما يبعثون ويقومون على اقدامهم حفاة عراة غرا غير مختونين يقفون على اقدامهم خمسين الف سنة في يوم كان مقداره خمسين الف سنة والعرق فيهم على قدر اعمالهم. فمنهم من يبلغ كعبيه ومنهم من يبلغ ركبتيه ومنهم من يبلغ نصف بدنه ومنهم من يلجمه العرق ومنهم من يغطيه حسب اعمالهم يوم يقوم الناس لرب العالمين يقول جل وعلا كلا ان كتاب الفجار لفي سجين كلا ان كتاب الفجار لفي سجين الكتاب المراد به صحيفة العمل لان كل انسان له كتاب وله صحيفة عمل. اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم حسيبا فقوله كلا كلا كلمة ردع وزجر كما مر معنا وقيل ان معناها حق فهنا هي ردع وزجر لابطال انكارهم البعث كما دل عليه قوله الا يظن اولئك انهم مبعوثون فابطله ثم قال ان كتاب الفجار لفي سجين والسجين مأخوذ من السجن وهو الظيق والحبس اكثر العلماء على انه على انه واد في جهنم وقال بعضهم بل سجين هي الارض السفلى واستدلوا على هذا بما جاء في الحديث حديث البراء وهو حديث طويل وفيه ان الله جل وعلا يقول في رح الكافر اكتبوا كتابه في سجين وسجين تحت الارض السابعة والحديث صححه بعض اهل العلم فالحاصل ان المعنى ان كتاب الكافر جزاء وفاقا يجعل في سجين في ضيق وحبس وضنك في اسفل سافلين لانه عمل سافل كفر وشرك ومعاصي فالجزاء من جنس العمل فكتاب الكافر في ضيق وضنك وحبس وضيق سواء قلنا انه واد في جهنم او قلنا ان المراد به الارض السفلى او موضع بالارض السفلى. فالحاصل ان ان فيه اذلال وتضييق وحبس قال جل وعلا وما ادراك ما سجين؟ هذا الاستفهام لتهويل امر هذا الكتاب وتفخيمه يعني تهويل هذا هذا السجين وهذا المكان الذي يكون فيه لانه في غاية الحبس والضيق والضنك نعوذ بالله قال جل وعلا كتاب مرقوم كتاب هذا راجع على كتاب الفجار والفجار جمع فاجر وقد مر الكلام عليها قريبا والمراد بهم الكفار لكن قيل لهم فجار لانهم فجرة في في اقوالهم وافعالهم فجرة في قلوبهم واقوالهم وافعالهم ثم قال كتاب مرقوم اي مكتوب لا يزاد فيه ولا ينقص ولا يبدل ولا يغير لان ربنا جل وعلا حكم العدل تحصى عليهم اعمالهم وترقم تكتب كما هي من غير زيادة ولا نقص ولهذا يوم القيامة كل انسان يقرأ كتابه ويجد فيه ما عمل حاضرا ما يغيب شيء ولا يفوت شيء قال جل وعلا كتاب مرقوم ثم قال ويلي يومئذ للمكذبين الويل اي الهلاك والخسار والخسارة العظمى يومئذ يوم القيامة يوم يجازى الناس على اعمالهم يوم يسلمون صحائفهم وكتبهم الكفار يأخذونها بايديهم يأخذها الكافر بيده اليسرى من وراء ظهره تلوى يده من وراء ظهره ويستلم كتابه. كما جاء في القرآن فمن اوتي كتابه وراء ظهره وفي الاية الاخرى بشماله قالوا يأخذها بشماله لكن تلو الشمال وتوضع حتى تصير وراء ظهره فيأخذ كتابه بشماله من وراء ظهره اذلالا واخزاء له نعوذ بالله فويل يومئذ يومئذ التنوين هنا تنوين العوظ معوض به عن جملة وتقدير الكلام الويل والخسار والهلاك يوم القيامة يوم يقوم الناس بين يدي رب العالمين المكذبين لانهم كذبوا بالرسل. كذبوا بالكتب. كذبوا بالبعث كذبوا بكل ما جاءتهم به الرسل ودعوهم اليه من الحق كذبوا به ولم يؤمنوا. فويل ويل يومئذ للمكذبين الذين يكذبون بيوم الدين. وهذا اعظم تكذيبهم اعظم تكذيبهم التكذيب بيوم الدين ويوم الدين يوم الجزاء والحساب يوم القيامة لانهم كانوا ينكرون البعث وينكرون المجازات مع انهم كذبوا باشياء اخرى كذبوا بالقرآن كذبوا بالرسل كذبوا بالايات لكن اعظم تكذيب وقعوا فيه وتكذيبهم بيوم الدين بيوم الجزاء والحساب وبالبعث والنشور قال جل وعلا وما يكذب به الا كل معتد اثيم ما يكذب بيوم القيامة ويوم الدين الا كل معتد متجاوز للحدود واثيم كثير الاثم فهو لا يقف عند حدود الله ويتجاوز حدود الله وهو اثيم كثير الاثم يقع في الاثام من الكفر والتكذيب والطعن على المؤمنين وعدم الايمان وغير ذلك اذا هم انما استحقوا هذا جزاء وفاقا بناء على اعمالهم القبيحة استحقوا ذلك وهذا فيه عبرة يا اخوتي في الله هل الانسان يتوب الى الله جل وعلا ويحذر ما زلت مهلا تستطيع ان تتوب وتستغفر تعمل الاعمال الصالحة تؤمن بالله وبما يجب الايمان به من اركان الايمان وغيرها حتى ينجو الانسان من ذلك اليوم قال جل وعلا وما يكذب به الا كل معتد اثيم اذا تتلى عليه اياتنا قال اساطير الاولين هذا المعتدي المتجاوز الكافر المعتدي المتعدي للحدود كثير الاثم يقع في الاثام اذا تليت تتلى قرئ عليه القرآن تليت عليه ايات الله التي فيها الامر بالايمان تأمرهم بالمعروف وتنهى عن المنكر قال اساطير الاولين قال عن ايات الله عن القرآن هذا اساطير الاولين ومعنى اساطير الاولين يعني اخبارهم وقصصهم وهم يقولون عن القرآن هذه من حكايات الاولين واخباري وقصص الامم السابقة جمعها محمد من غيره والا هذا ليس قرآنا كما قال جل وعلا عنه في ايات اخرى قال واذا قيل لهم ماذا انزل ربكم؟ قالوا اساطير الاولين يعني مجموعة اخبار من كتب الاولين وقال تعالى وقالوا اساطير الاولين اكتتبها فهي تملأ عليه بكرة واصيلا اكتتبها كتبها عن قوم يملون عليه في الصباح والظهر قاتلهم الله وهم يعلمون انه كلام الله حقا وان النبي صلى الله عليه وسلم لا علاقة له بالامم السابقة ولكن هذا هو كلام رب العالمين هذا القرآن من عند الله جل وعلا نزله الله جل وعلا على نبيه صلى الله عليه واله وسلم. لكن هذا مبالغة منهم في في التكذيب قال جل وعلا كلا بل ران على قلوبهم ما كان ما كانوا يكسبون كلا كما قلنا كلمة ردع وزجر وهي يعني تردوا شيئا قبلها المراد كلا ليس الامر على ما يقولون وعلى ما زعموا انه اساطير الاولين لكن قال بل وهذا يسمى بل هنا للاظراب الانتقالي ويحتمل انه الاضراب الابطالي لكن الذي يظهر انه للانتقال لماذا؟ بعد ان كذبهم بانهم لا يؤمنون بالبعث بانهم لا يؤمنون بالقرآن ويقولون انه اساطير الاولين كذبهم قال كلا ليس الامر كما تقولون ثم انتقل الى بيان السبب الذي جعلهم لا يؤمنون فقال جل وعلا كلا بل ران على قلوبهم رانا يعني اجتمع على قلوبهم وغطاها وحجبها عن الحق كسبهم ما كانوا يكسبون هل جزاء من جنس العمل قال جل وعلا فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم وقال عن اهل الايمان والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواها فانظر يا عبد الله حياتك وسيرتك بناء على كسبك وعملك فالذي يعمل العمل الصالح ييسر لليسرى يوفق في عمله الحسنة تنادي باختها فتيسر اموره وتسهل اموره والذي يبلغ الغاية في الاجرام والذنوب يجازى بعمله في الدنيا وفي الاخرة فتجده يقع في الضيق وفي المشاكل وفي المصائب والاعراض عن الحق وعدم الايمان. كل ذلك بسبب ماذا ما كانوا يكسبون فعمل الرجل مطيته والجزاء من جنس العمل فاصلح العمل تصلح امورك في الدنيا والاخرة من اعرض عن الله عز وجل وكفر وتنكب طريق الهداية سيجد تنغيصا وتضييقا ومصائب في الدنيا وفي الاخرة ولهذا انظر هؤلاء ما الذي حجبهم عن الايمان بالقرآن وصاروا يقولون اساطير الاولين مع انهم يعرفون انه كلام الله ويعرفون النبي صلى الله عليه وسلم صادق الذي منعهم من الايمان كسبهم ران اي غطى قلوبهم وهران الذي يغطي القلوب ولهذا جاء في الحديث الصحيح عند الترمذي والنسائي وقال الترمذي حسن صحيح عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان العبد اذا اذنب ذنبا كانت نكتة سوداء في قلبه فاذا تاب منها صقل قلبه وان زادت زادت وان زاد يعني في الذنوب زادت هذه النكتة والسواد. فذلك قوله تعالى كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون يعني هذا يفسر الاية استدل وذكر الاية والا الحديث اه في صحيح مسلم وغيره اذا ان العبد اذا اذنب كانت نكتة سوداء في قلبه فان تاب ونزع واستغفر صقل قلبه فان زادت فان زاد زادت حتى تعلو قلبه وذاك الران الذي ذكر الله في القرآن الكريم كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون فاحذر من الذنوب يا عبد الله احذر من الذنوب فوالله انها مطية الرجل اعماله مطيته قال جل وعلا كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون يحتمل ان كلا نون حقا بمعنى حقا او لا ليس الامر ما يقولون انه اساطير الاولين وليس الامر على ما يقولون وما يكسبون من المعاصي انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون. انهم اي هؤلاء الفجار عن ربهم يومئذ يوم القيامة لمحجوبون يحجبون من رؤية الله ومن النظر اليه ولا ينظرون اليه لان النظر الى الله جل وعلا في الاخرة هو اعظم نعيم كما قال الله جل وعلا للذين احسنوا الحسنى وزيادة فسرها النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم من حديث صهيب قال الزيادة هي النظر الى وجه الله الكريم وهذا جزاء وفاقا وقد استدل الشافعي رحمه الله في هذه الاية على اثبات رؤية المؤمنين لربهم فقال لما حجب الكافرين دل مفهوم المخالفة على ان المؤمنين يرونه وهذا حق ولهذا قال ابن كثير رحمه الله وفي هذه قال الامام ابو عبدالله الشافعي وفي هذه الاية دليل على ان المؤمنين يرونه جل وعلا يومئذ وهذا الذي قاله الامام الشافعي رحمه الله في غاية الحسن وهو استدلال بمفهوم هذه الاية كما دل عليها منطوق قوله جل وعلا وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة وكما دل على ذلك الاحاديث الصحاح المتواترة في رؤية مؤمن لربهم جل وعلا منها الحديث انكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضارون في رؤيته او لا تضامون في رؤيته او لا تضامون في في رؤيته كلها روايات للحديث وهذا من عقيدة اهل السنة والجماعة. لكن اهل اهل الكفر محجوبون لانهم ليسوا كفؤا لان يرون الله جل وعلا. ولهذا قال كلا انهم عن ربهم يومئذ لمهجومون. ثم انهم لصالوا الجحيم يحجبون عن رؤية الله وايضا يدخلون النار. يدخلون لصالوا الجحيم. اي لداخرون في الجحيم وهو اسم من اسمع النار يدل على شدة توقد النار وتجحمها كلا انهم ثم انهم لصالوا الجحيم ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون. يقال لهم تبكيكا وتوبيخا واجراء بهم هذا الذي كنتم به تكذبون. كنتم تكذبون بالبعث والنشور. كنتم تكذبون بالجزاء. كنتم تكذبون بيوم القيامة اسألوها الان وهذا الذي كنتم فيه تكذبون. هل نفعكم تكذيبكم ما ضررتم الا انفسكم واوقعتم انفسكم في الخلل والخطأ وعرضتموها لعذاب الله. ثم قال جل وعلا كلا ان كتاب الابرار لفي عليين القرآن مثاني وصفه الله بانه مثاني. قالوا لانه يذكر الشيء ويثني بظده. في ذكر الجنة ثم يثني بذكر النار يذكر المؤمنين ثم يذكر الكفار وهنا بعد ان ذكر جزاء الكافرين ذكر كتابهم اين يكون وشيئا من اعمالهم وشيئا من جزائهم ثنى بذكر المؤمنين بذكر كتابهم وجزائهم وما يكون لهم. فهو مثاني قال جل وعلا كلا ان كتاب الابرار جمع بر وهو الرجل البار في عمله هو المراد المستقيم على امر الله يفعل الاوامر ويجتنب النواهي ويؤمن بما يجب الايمان به كلا ان كتاب الابرار لفي عليين بعليين اللين يعني في مكان عال مقابل كتاب الكفار انه كان في سجين قال ابن كثير اي مصيرهم الى عليين وهو بخلاف سجين وجاء عن ابن عباس انه قال هي السماء السابعة وفيها ارواح المؤمنين. هذا هو عليين قال سجين هي الارض السابعة وفيها ارواح الكفار. يعني اسفل سافلين وعليين قيل السماء السابعة وفيها ارواح المؤمنين قال ابن كثير وهكذا قال غير واحد انها السماء السابعة وجاءنا ابن عباس ايضا انه قال هي الجنة. هي اللين اي في الجنة وجاء في رواية اخرى ايضا طريق العوفي انه قال اعمالهم في السماء عند الله. وقاله الظحاك ايظا وقال قتادة عليون عليون ساق العرش اليمنى وقال بعضهم عليون عند سدرة المنتهى قال ابن كثير والظاهر ان عليين مأخوذ من العلو وكلما علا الشيء وارتفع عظم واتسع ولهذا قال تعالى معظما امره ومفخما شأنه وما ادراك ما عليون ثم قال تعالى مؤكدا لما كتب لهم كتاب مرقوم يشهده المقربون وهم الملائكة اذا في عليين في مكان عال في اعلى الجنة او في الجنة وهي اقوال متعددة وما عندنا دليل على يعني صحة قول بعينه لكن نجزم ان عليين انه في اعلى ما يكون وانه في الجنة فكتاب المؤمنين في علو وكتاب الكفار في سفل والجزاء من جنس العمل ثم قال جل وعلا مفخما بهذا الكتاب ومعظما لشأنه كلا قال وما ادراك ما عليون؟ هذا للتفخيم والتعظيم لشأنه. ثم بينه وقال كتاب مرقوم كتاب مكتوب كل عبد كتب الله عمله في كتاب يراه ويجده يوم القيامة لكن كتاب المؤمنين يسرهم لان فيه الاعمال الصالحة يشهده المقربون اي تشهده الملائكة قال ابن عباس يشهده من كل سماء مقربوها لفضل هذا الكتاب لانه يسر ناظره يسر من ينظر اليه ثم قال ان الابرار لفي نعيم الابرار في نعيم غاية النعيم وهو دخول الجنة وفيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر قال جل وعلا على الارائك ينظرون والارائك جمع اريكة وهي الاسرة متقابلين على اسرة ينظر بعضهم الى بعض وقيل ينظرون اي ينظرون الى الله جل وعلا فهم على الارائك وينظرون الى ربهم وهذا اعظم نعيم يحصل لهم وقيل ينظر بعضهم الى بعض على الارائك ينظرون تعرف في وجوههم نظرة النعيم يا الله من فضلك الان المنعم والمسرور اذا رأيت وجهه ترى اثر البشر والفرح تقول ما شاء الله وجهه عجيب متهلل مسرور جدا. نعم اهل الجنة لما دخلوا الجنة يظهر البشر والسرور على وجوههم والنظرة النعيم نظرة جمال بهاء وحق لهم ذلك يا الله من فضلك نسأل الله ان نكون منهم بفظله جل ورحمته وجوده وكرمه. لا بعملنا قال تعرفه في في وجوههم نظرة النعيم يسقون من رحيق مختوم. ذكر شيئا من النعيم الذي اعده لهم انهم يسقون فيها شرابا من رحيق اي من خمر لكن هذا الخمر لذة للشاربين والرحيق اسم من اسماء الخمر وهذا الرحيق وهذا الخمر مختوم ما هو ختامه ختامه مسك يا الله من فضلك يشربون خمرا لا لذة للشاربين لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون. ما فيها شيء من كدر الدنيا ولا مرارة خمر الدنيا ولا اذى خمر الدنيا ولا كدر خمر الدنيا ثم يختمون يختم شرابهم بالمسك فيكون شراب من خمر مختوم بالمسك ذو الرائحة الطيبة اللذيذة لان الانسان اذا شرب من الورد ماء الورد كيف يأنس او النعناع يقول ما شاء الله رائحته جميلة. الله اكبر. اهل الجنة يسقون من خمر رحيق مختوم يختم بشيء يعني ختامه اخره يختم لهم اذا شربوا وجاء اخر الشراب ختم لهم بمسك طيب الريحة طيب المذاق حسن العاقبة وفي ذلك فليتنافس المتنافسون يتنافس اهل الخير واهل الصلاح هذا الامر الذي يجب ان يتنافس فيه ينافس كل واحد الاخر على ان يكون من اهل هذا النعيم. ما هو التنافس على الدنيا او التنافس على الذنوب او تنافس على لذات الدنيا وشهواتها لا التنافس والتسابق في امر الاخرة. ينافس كل واحد الاخر وفضل الله واسع سيعطي كل واحد بل تمتلئ الجنة وينشئ لها خلقا اخر. فالله الله تنافسوا في امر الاخرة وفي الاعمال الصالحة التي تقرب الى الله وتكون سببا لدخول الجنة قال جل وعلا ومزاجه من تسليم. مزاجه يعني خليطه. يخلط لهم من تسنيم وتسليم تسنيم الاصل في المكان المسنم المرتفع العالي والمراد به جنة عدن فيها وهذه وهذا التسنيم هذا المكان هي عين يشرب بها المقربون فصار الناس قسمان مقربون فهؤلاء يشربون من التسنيم صرفا صرفا لا يخلط بغيره لان منزلتهم اعلى كما قال آآ ابو صالح والضحاك قالوا شرابه في الجنة شراب يقال له تسليم هو اشرف شراب اهل الجنة واعلاه قالوا ولهذا قال اين يشرب بها المقربون؟ اي يشربها المقربون صرفا يعني خالصة ما معها شيء وتمزج لاصحاب اليمين مزجا فاصحاب اليمين يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك ويمزج من التسنين من شراب التسنيم يخلط معه وكله خير الى خير لكن المقربون الاعلى درجة هم يشربون مباشرة من التسنيم. لا يخلط بغيره وهو افضل من غيره نسأل الله الكريم من فضله قال اين يشرب بها المقربون بين التسليم انها عين يشرب منها المقربون. لكن اصحاب اليمين تمزج لهم يمزج لهم شيء منها مع شرابهم مع الرحيق المختوم وقال هنا عينا يشرب بها والاصل تقول شربت من العين ما تقول شربت بالعين قالوا لان الباء هنا ضمنت معنى فعل اخر. وهو الري. الري يشربون ويرتوون ومعنى الكلام عيني يشرب بها المقربون ويرتوون بها حينما يشربون قال جل وعلا ان الذين اجرموا كانوا من الذين امنوا يضحكون. الذين اجرموا اي اكتسبوا المآثم والاجرام وهم كفار قريش او الكفار عموما كانوا الذين امنوا يضحكون كانوا يستهزئون بالمؤمنين ويضحكون بهم واذا مروا بهم يتغامزون. اذا مر بالمؤمنين جعلوا يغمزونهم بالاشارة باعينهم او بايديهم او بالكلام يغمزونهم استهزاء وسخرية واذية واذا انقلبوا الى اهلهم انقلبوا فكهين اذا رجعوا من مجالسهم الى اهلهم رجعوا فكهين اما معنى فكهين متنعمين بما اعطاهم الله من الدنيا او انهم متفكهين يتفكهون في اعراض المؤمنين استهزاء وسخرية يحدثون اهلهم ويطعنون في المؤمنين. وكل ذلك محتمل واذا رأوهم قالوا ان هؤلاء لضالون اذا رأوا المؤمنين قالوا هؤلاء ضالون منحرفون. ظالون في دينهم صبأوا تركوا ديننا وهم الظلال في الحقيقة قال وما ارسل عليهم حافظين؟ ما ارسلهم الله يحفظون اعمال المؤمنين ويحاسبونهم ويتكلمون عليهم ثم قال فاليوم الذين امنوا من الكفار يضحكون الجزاء من جنس العمل. هم ضحكوا من المؤمنين في الدنيا في الاخرة يضحك المؤمنون منهم وذلك هو ضحك الحقيقة الذي هو الفوز لان من يضحك في ذلك اليوم معناه انه من اهل النعيم واهل الجنة. الكفار لا لا يفحكون. يبكون نعوذ بالله ويصيحون قال فاليوم الذين اي يوم القيامة يوم الجزاء والمحاسبة الذين امنوا من الكفار يضحكون ثم بين انهم على الارائك ينظرون على الاسرة ينظر بعضهم الى بعض او ينظرون الى الكفار وهم في عذابهم وصراخهم وجؤارهم او انهم ينظرون الى الله جل وعلا وقد مر تقرير رؤية المؤمن لربه ويقولون هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون؟ ثوب يعني جوزي واعطوا ثواب اعمالهم ما كانوا يعملون. نعم ثوبوا وجوزوا وهذا جزاء اعمالهم التي كانوا يفعلونها من الفجور والكفر. اسأل الله ان يوفق الجميع للعلم النافع والعمل الصالح. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد