الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. اما بعد ففي هذا المجلس نتكلم عن الى تفسير سورة الانشقاق. اسماؤها تسمى سورة الانشقاق. وتسمى الى السماء انشقت وكل ذلك مأخوذ من اول اية منها. وهي بالاتفاق. يعني نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم قبل هجرته الى المدينة وهذا واضح. من اياتها وما فيها من تقرير المعاد والبعث والنشور ترتيبها في النزول هي السورة الثالثة والثمانون في تعداد النزول نزلت بعد سورة الانفطار وقبل سورة الروم. وعدد ايات فيها خمس وعشرون اية في العد المكي والمدني والكوفي وثلاث وعشرون في العد الشامي وهنا مسألة انبه عليها لا يعني اختلاف القراء في عدد الايات ان هناك خلاف بينهم في الايات نفسها فسورة الانشقاق هي هذه التي بين يديك. التي في المصحف. لكن منهم من يجعل الاية واحدة ايتين فيعدها ايتين والاخر يعدها اية واحدة مثلا ومن هنا يأتي الخلاف في العدد الا هي هذه السور بعينها بلا زيادة ولا نقص ولا يعني الاختلاف في الاعداد ان هناك خلاف في السور او ان بعضهم عنده زيادة الاية والاخر نقصت عنده اية لا ليس هذا هو المراد وقد جاء ما يدل على فضلها خاصة ما رواه الامام مسلم والنسائي عن ابي هريرة هريرة انه قرأ باصحابه اذا السماء انشقت فسجد فيها. فلما انصرف اخبرهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد فيها. وايضا روى البخاري عن ابي رافع قال صليت مع ابي هريرة العتمة فقرأ اذا السماء انشقت فسجد فقلت له في ذلك يعني فقال سجدت خلف ابي القاسم صلى الله عليه واله وسلم فلا ازال اسجد بها حتى القاه. و جاء في رواية النسائي من حديث ابي هريرة قال سيدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في اذا السماء اذا السماء انشقت واقرأ باسم ربك الذي خلق. نعم هاتان السورتان فيهما سجدة سجود تلاوة جزء عم فيه سجدتان. الاولى في سورة الانشقاق والثانية في سورة القلم. او في سورة العلق سورة العلق اقرأ باسم ربك الذي خلق. قال جل وعلا اذا السماء انشقت اي تصدعت وفتحت وتقطعت فكانت ابوابا تنزل منها الملائكة اذا السماء انشقت واذنت لربها وحقت. ومعنى اذنت يعني استمعت لامر ربها لها بالانشقاق. لان الاذن يأتي بمعنى الاستماع. كما في الحديث الصحيح قال النبي صلى الله عليه وسلم ما اذن الله لشيء ما اذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن او كما قال صلى الله عليه واله وسلم والحاصل انه قال ما اذن الله يعني ما استمع الله لشيء استماعه نبي يقرأ القرآن. فالحاصل ان معنى قوله هنا واذنت لربها وحقت يعني اذنت استمعت وسمعت لقول ربها واستجابت له لما امرها بالانشقاق والانفطار وتغير الحال. واذنت لربها وحقت حقت يعني حق لها ذلك حق لها ان تسمع لربها لان هو الرب جل وعلا الذي يفعل ما يشاء و يحكم ما يريد والذي يأتي كل شيء والذي يأتي كل شيء طوعا له ولا يتأخر عن امره وارادته فيه جل وعلا قال واذا الارض مدت ومعنى مدة يعني بسطت وفرشت ووسعت كما جاء في الحديث الذي في البخاري حديث الشفاعة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يجمع الله الناس الاولين والاخرين يوم القيامة في صعيد واحد يسمعهم الداعي يسمعهم الداعي وينفذهم البصر. وتدنو الشمس فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون وما لا يحتملون. فالحاصل وجه الشاهد انه قال في صعيد واحد يجمع الناس الاولين والاخرين يوم القيامة في صعيد واحد. وهي تلك الارض حينما تمد وتبسط وليست هي الان لان الارض مكورة. مكورة وهذا كما ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية عن ابن حزم ان هذا باجماع المفسرين ان الارض كروية لكن يوم القيامة تمد وتبسط فتكون كقرصة نقي. اه قال جل وعلا واذا الارض مدت والقت ما فيها وتخلت القت ما فيها من الاموات متخلف عنهم كانت تحتفظ بهم في بطنها وتخلت عنهم. قال واذنت لربها وحقت يعني استمعت لربها حينما امرها باخراج ما في بطنها اخراج الاموات والتخلي عنهم وحقت حق لها ذلك طاعة لله واستماعا لامره قال جل وعلا يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا. يا ايها الانسان آآ اسمه جنس. انك كادح الى ربك. الكدح هو العمل. فانك عامل وساع في عملك الان الذي تعمله الاصل في نعم الى الله يعني تعمل هذا العمل الذي تكدحه وتسعاه تسعى به يلقى الله جل وعلا به ان خيرا وان شرا. والاصل والكدح هو العمل او السعي في الشيء بجهد. فكل انسان كان يسعى في هذه الحياة لكن منهم من يكدح ويسعى بالاعمال الصالحة ومنهم من يسعى ويكدح بالاعمال السيئة والذنوب والمعاصي ومنهم من يخلط بين ذلك فعنده من الاعمال الصالحة وعنده من غيرها. والحاصل ان ان الله سبحانه وتعالى بين لنا اننا نسعى باعمالنا الى الله. وسنلاقي الله جل وسنقف بين يديه والانسان لابد ان يعمل لابد ان يكدح في هذه الحياة. فهو خبر عن تحقق والعمل والكسب وايضا اننا سنلقى الله جل وعلا بذلك وهو متظمن ان يكدح الانسان يعمل ويسعى بالاعمال الصالحة التي تكون سببا لنجاته يوم يلقى الله جل وعلا يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه ستلقى الله ولابد. فاما من اوتي كتاب كتابه بيمينه حينما يلقى الكادحون او حينما يلقى الانسان الكادح ربه فهو احد رجلين لا ثالث لهما. الاول فاما من اوتي كتابه بيمينه وهذا هو الذي كدح وعمل وسعى بالاعمال الصالحة من الايمان والطاعة لله ولرسوله والاستقامة على دينه واجتناب المعاصي فهذا سيأخذ صحيفة عمله في يده اليمنى وهذا دليل على نجاته ثم يحاسب حسابا يسيرا ولهذا بعد ان يأخذ كتابه بيمينه قال جل وعلا فسوف يحاسب اثاما يسيرا. المراد بالحساب هنا هو عرظ هو العرض قال بعظ المفسرين تعرظ ذنوبه ولا يدقق عليه فلا يحاسب بها بل يسهل امره ويتجاوز عنه. وفسر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي في الصحيحين من حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نقش الحساب عذب قالت فقلت افليس الله؟ قال فسوف يحاسب حسابا يسيرا قال ليس بالحساب ليس ذاك بالحساب. ولكن ذلك العرض من نوقش الحساب يوم القيامة عذب قال الحافظ ابن حجر في شرح معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم انما ذلك العرض قال ان الحساب المذكور في الاية انما هو ان تعرض امال المؤمن عليه حتى يعرف منة الله عليه في سترها عليه في الدنيا وفي عفوه عنها في الاخرة. اذا فسوف يحاسب حسابا يسيرا يعني تعرض عليه اعماله. ولهذا كما جاء في الحديث الاخر ان الله سبحانه وتعالى يقرب العبد يدني عليه كنفه ويقول اتذكر كذا يوم عملت كذا وكذا حتى يظن انه هالك فيقول قل بلى يا ربي الم تغفرها لي؟ قال بلى انا سترته عليك في الدنيا واغفرها لك الان. اذا محاسبة هنا هو مجرد ان تعرض عليه عملت كذا يوم كذا وعملت كذا يوم كذا ولكن يسهل عليه ولا يناقش. تتجاوز الله جل وعلا عنه ويغفر له قال واما من اوتي قال وينقلبوا الى اهله مسرورا. المراد ينقلب الى اهله في الجنة الى الحور العين لانه نجى من عذاب الله ودخل الجنة. فهو في غاية السرور والفرح والبشر. قال واما من اوتي كتابه كتابه وراء ظهره. وهذا القسم الثاني حينما يلاقي العباد ربهم وهو الخاسر الكافر. قال واما من اوتي كتابه وراء ظهره قال في هذه الاية وراء ظهره. قال واما من اوتي كتابه وراء ظهره. وفي سورة الحاقة قال واما من اوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم اوت كتابية. جمع العلماء منهم ابن كثير بين انهما انه لا تعارض بين الايتين. فان يده الشمال تلوى وراء ظهره ايه؟ فيستلم كتابه من وراء ظهره. فتلف يده الشمال وتلوى خلف ظهره فيأخذ بها كتابه فهو اخذ كتابه بشماله وايضا من وراء ظهره وبهذا اخزاء واذلال دليل على الخسارة انه يأخذ كتابه بشماله نسأل الله عز وجل ان يجعلنا واياكم ممن يأخذون بايمانهم. قال جل وعلا فسوف يدعو ذبرا. حينما يأخذ كتابه بشماله فسوف يدعو ذبورا. يعني حينما يقرأ كتابه ويدعو بالثبور بالهلاك. يا ويلاه يا ثبوراه. ولا ينفعه ذلك. نسأل الله العافية فسوف يدعو ثبورا ويصلى سعيرا. يصنع سعيرا يعني يصلى النار يدخل النار ويعذب فيها ويكون في جوفها انه كان باله مسرورا في الدنيا كان مسرورا يتبع نفسه شهواتها وهواها فلم يؤمن ولم يقف عند حدود الله ولم يجتنب المحرمات وانما كان يتبع نفسه هواها فكان مسرورا سرور الدنيا واهلها. يتمتع بما يجد. وما كان يخشى من الله ولا يحسب حساب اخرة قال انه كان في اهله مسرورا يعني اهله في الدنيا. انه ظن ان لن يحور. لماذا؟ كان باهله مسرورا يتبع الشهوات ويفعل ما يشاء ولم يؤمن ولم يعمل الاعمال الصالحة لانه ظن ان لا حور ومعنى يا حور يعني يرجع. ظن انه لن يرجع لان الكفار لا يؤمنون بالبعث والنشور. فهم لا يؤمنون هنا بالرجعة لا يؤمنون بالبعث. ولهذا ظن انه لن يحور. يعني لن يرجع الى الحياة والى المجازاة والمحاسبة تظن انه اذا مات خلاص صار كان ترابا ولا يبعث مرة اخرى. والحور بمعنى الرجوع كما جاء في الحديث الذي عند مسلم وفيه اه ان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اللهم اني اعوذ بك واعوذ بك من الحور بعد الكور من الحور بعد الكور. يعني من الرجوع الى الباطل والى الشر والى عدم الايمان بعد حصول الايمان بلى ان ربه كان به بصيرا. بلى ان ربه كان به بصيرا. الله بصير باعماله مبصر لها احسن لها محيط بها عليم بها. واليوم يجازيه عليها. قال ثم قال جل وعلا فلا اقسم وبالشفق مر معنا ان لا هنا مؤكدة وليست نافية. والحاصل ان الله جل وعلا اقسم بالشفق والليل وما وسق والقمر اذا اتسق وجواب القسم لتركبن طبقا عن طبق. فاقسم الله بالشفق والشفق فيه قولان لاهل العلم. فمنهم من قال الشفق هو حمرة الافق. قبل طلوع الشمس هو حمرة الافق قبل طلوع الشمس لانه قبل ان تطلع الشمس يحمر الشفق قال بعض المفسرين الحمرة هي بعد غروب الشمس الى وقت العشاء الاخرة. وكلا القولين محتمل لكن الذي يظهر الله اعلم هنا ان المراد بالشفق هي الحمرة التي تكون بعد غروب الشمس. الى وقت العشاء وهو وقت المغرب وهي قرابة ساعة ونصف في في هذه البلاد في مكة وما حولها و يدل على ذلك الحديث الذي في مسلم من حديث عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال وقت المغرب ما لم يغب الشفق ما لم بالشفق فدل على ان الشفق هو الحمرة التي تكون بعد غروب الشمس وكأن ايضا سياق الايات التي بعدها تدل على ذلك. لانه ذكر حمرة الشفق اول ما تغيب الشمس ثم قال والليل وما وساق فذكر ما بعده ما بعد الشفق يأتي الليل وما وسق يعني وما جمع. يعني وما جمع قال الطبري والليل وما وسق اي وما جمع مما سكن وهدأ فيه من ذي روح كان يكون كان يطير رأوا يدب نهارا يعني مثل الطيور والدواب التي تدب في النهار. في الليل تسكن وقال الشوكاني الوصق عند اهل اللغة ضم الشيء بعضه الى بعض ثم قال وقال الواحدية قال المفسرون يقولون وما وسق اي وما جمع وضم وحوى ولف والمعنى انه ضم ما كان منتشرا بالنهار في تصرفه وذلك ان الليل اذا اقبل اوى كل شيء الى مأواه. اذا اقسم الله بالليل وما جمعه الليل واواه الى مكانه لان المكان سكون واطمئنان. قال والقمري اذا اتسق واقسم بالقمر اذا اتسق ومعنى اذا اتسق يعني اذا اجتمع وقيل اذا امتلأ وتكامل ضوءه اتسق يعني استقر وعلى وامتلأ ضوءه وذلك ليلة البدر او ايام ليالي البيض والقمر اذا اتسق ثم ذكر والله جل وعلا لا يقسم بشيء الا له شأن عنده جل وعلا فهذه لها شأن عند الله عظيم ثم ذكر جواب القسم لتركبن طبقا عن طبق. لتركبن هذه قراءة بالظم وهي قراءة سبعية. وقرأ بعض القراء لتركبن على ان الخطاب للنبي صلى الله عليه واله وسلم وكلا القراءتين صحيح وكلا وكلاهما حق فالنبي صلى الله عليه وسلم ركب طبقا عن طبق فكان في مكة مع اصحابه لا يظهرون دينهم ثم انتقل الى المدينة فقوي الاسلام آآ ثم حصل ما حصل فالحاصل انها تغيرت من حال الى حال الى كان اخر الاحوال ان الله نشر دينه ونصر دينه واعلى كلمته واطبق على جزيرة العرب فظهر الدين. فالحاصل ان طبقا عن طبق يعني حالا بعد حال. لتركبن حالا بعد حال قيل المراد لتركبن انتم ايها الناس. وهذا امر ايضا صحيح فكل انسان يرى في نفسه انه تتغير حاله من حال الى حال كان في حال الشباب الصغر ثم الشباب ثم كبر وبعد ذلك في حال فقر ثم غنى او العكس في حال صحة ثم حال مرض في حال حياة ثم حال موت هذا لا شك فيه. ولهذا اقسم الله عز وجل على هذا الامر لاجل ان نعتني بذلك ونهتم به اهتماما بالغا. هذه الاطوار التي نرتقبها نركبها والاحوال طابق بعد طبق وحال بعد حال لا يجب ان نأخذ منها عبرة وعظة يا اخوان. ما تركنا غافلين على حال واحدة منذ ان ولدنا. كل اليوم ونحن في حال وتغير سواء في البدن او غيره. فالانسان يرى هذا في بدنه. الان اذا اذا اذا كبرت سنه وجدت ضعف ووجد آآ يعني الهرم وجد تغير العزيمة ووجد امور كثيرة فهذه عبرة فعلينا ان نأخذ من ذلك عبرة. وبعد ذلك الموت. وممن قال انها في النبي صلى الله عليه وسلم قال لتركبن تبنى لتركبن يا محمد طبقا عن طبقة اللي هي آآ اطباق السماوات لما اسري به اي السماوات واكثر المفسرين على ان المراد بها الاحوال التي يمر بها الانسان لتركبن طبقا عن طبق لتركبن طبقا عن طبق فما لهم لا يؤمنون؟ لماذا لا يؤمن الكفار؟ وهم يرون تغير الحال وعدم بقائها على حال واحدة قال جل وعلا واذا قرئ القرآن واذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون. هذي حال الكفار. اذا قرأ عليهم القرآن لا يسجدون عند قراءته ولا يخضعون ولا يستجيبون بل هم معرضون متكبرون لانهم لا يؤمنون. وكل ذلك انادا منهم. والا هم يعلمون ان انه الحق من عند الله جل وعلا. ثم قال بل الذين كفروا يكذبون. وبل هنا للاظراب الانتقالي. يعني انتقل الى امر اخر اذا قرأ عليهم القرآن لا يسجدون ثم انتقل الى ان الذين كفروا يكذبون بالقرآن يكذبون بالنبي صلى الله عليه وسلم يكذبون بالبعث يكذبون بالنشور. فالذي حملهم على ذلك هو التكذيب وعدم التصديق. قال جل وعلا والله واعلم بما يوعون. اي عالم بما تحويه صدورهم. وما تخفيه من التكذيب كتاب الله ورسوله وقال الطبري الله اعلم بما بما تعيه صدور هؤلاء المشركين من التكذيب بكتاب بالله وسنة رسوله. اذا توعيه يعني تغطيه تكتمه هو لها بمثابة الوعاء صدورهم توعي شيئا تخفيه تكنه تكتمه لكن الله عليم به. مطلع عليه. وانه مكذبون بالله جل وعلا. قال بعذاب اليم نعوذ بالله. البشارة هي الخبر الذي تتغير له بشرة الوجه. والغالب ان البشارة تكون بالخير. فتتغير الوجه بما يسر الانسان فرحا وسرورا ويتهلل وجهه. وقد تكون البشارة بالعذاب فحينما يبشر وهذا من باب النكاية ويعني الاخزاء والاذلال له نسأل الله العافية تتغير بشرة وجهه يسود وجهه ويرباد ويتمعر بسبب سوء ما بشر به وهو العذاب. قال بشرهم بعذاب اليم اي مؤلم موجع الا الذين امنوا وعملوا الصالحات لهم اجر غير ممنون. الاستثناء هنا منقطع لكن الذين امنوا وعملوا جمعوا بين الايمان وهو ما وقر في القلوب التصديق عن اقرار وايضا جمعوا مع ذلك اعمال الجوارح اللسان وبقية الاعضاء. وهذا هو الايمان. اعتقاد بالجنان وعمل بالجوارح والاركان ونطق باللسان الذين امنوا وعملوا الصالحات الا الذين امنوا وعملوا الصالحات لهم اجر غير ممنون. معنى غير ممنون يعني غير منقوص لهم اجر دخول الجنة ولهم فيها النعيم العظيم غير ممنون اي غير منقوص ما ينقص اجرهم الحسنة بعشر امثالها. بل لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد. نسأل الله من فضله. وقيل غير ممنوع غير طوع وهو معنى غير منقوص. وهناك من قال من المفسرين غير ممنون يعني غير ممتن به عليهم. وهذا لا وجه له وانما الصواب غير مقطوع ولا منقوص من اجرهم. آآ هذا ما يتعلق في السورة الكريمة